قيل أن أبي العلاء المعري أفتخر ذات قصيدة ..فقال (واني وان كنت الأخير زمانه… لات بما لم تستطعه الأوائل )…. فسارت الركبان بابيات قصيدته تلك اعجابا بها ..حتى التقاه طفل صغير فسأله (الست شاعر هذا البيت؟)..فرد المعري بكل فخر ..انه هو ..فقال له الولد (فان الاوائل اتوا بثمانية وعشرين حرفا للعربية ..فات بالتاسع والعشرين)..فاسقط في يد المعري ..واعتقد انه ود لو لم يقل ذلك البيت….في كثير من الاحيان ما تأخدنا (الهاشمية ) وتجعلنا نتيه فخرا واعجابا بانفسنا ..ولكن موقف مثل موقف المعري يجعلنا (ندوس فرملة) اللسان ونتمهل قبل ان نتكلم …فالكلام كالرصاص لا يمكن ايقافه بعد اطلاقه …. …لماذا اقول هذه الكلمات ..ذلك انني سمعت ان احد منسوبي الحزب الحاكم ..قال انهم من طينة خاصة …ورغم انني لم افهم معنى الخصوصية هذا ..ولكني والحقيقة والشهادة لله تنفست الصعداء ..فقد أراحني بكلامه هذا اشد الارتياح … أذ انني كنت استغرب أشياء كثيرة من بني حزبه وحاولت مرارا أن أتولى التبرير لتصرفات صادرة من بعضهم وتصريحات من اخرين ..بل انه وصل بي الأمر لاقتراح تعيين مبرراتية خلف كل مسؤول يطل علينا ذات ليلة من كوكبهم العامر فيتحفنا بتصريح نظل عليه عاكفين محاولين سبر أغواره…سنين عددا …فلا زلنا حتى الان لم نفك شفرة التصريح النووي لذلك الخبير الاستراتيجي الذي صرح بان دخل الفرد السوداني هو عبارة عن 1800 دولار …(دوررراررر ينطح ..التاني )…ولا زالت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول ذلك المقطع الذي سئل فيه احد ساكني كوكب المسؤولين عن كيف يتدبر المواطن البسيط امره في بلد ارتفعت فيه أسعار السلع الأساسية …فقال بكل أريحية للمذيعة (لم أفهم سؤالك يا اخت ..ارتفاع الأسعار ..هل هو محمدة ؟ ام مفسدة….اعتقد ان ارتفاع الأسعار محمدة في حد ذاته)….فتامل معي…عندما صدر تصريح اختلاف الطينة هذا ..هللت فرحا..يا جماعة مش قلنا تحسنوا الظن؟ أهو الجماعة طلعوا حتي تركيبتهم ما زينا..شفتوا كيف؟ عشان كدا رؤيتهم للامور بتختلف…ومعاييرهم كذلك تختلف…حتى زمنهم يبدو انه من نوع الف سنة مما تعدون … انا ومن هذا المنبر ادعوكم يا اخوتي للنظر بحكمة للامور ..ان هؤلاء المجموعة من البشر ذو الطينة الخاصة التي لا تشبهنا.. لهم مفاهيهم التي يجب علينا تقديرها..وعليه وايمانا بوحدة الصف في هذه المرحلة الدقيقة من عمر البلاد ..اناشدكم برفع لسانكم عن وزير (الضفاضع)..فيبدو من قرائن الاحوال انه لا يقصد (القعونج ) العادي الذي يسكن جارنا منذ بدايات الخريف ..فاكيد ان هناك حيوانات تدعى هكذا وهي لابد من طينة خاصة (وااااضح من اسمها وكدا)….اعود واكرر انها ليست الضفادع جارتنا والتي عاشرناها طويلا .. وتعايشنا مع أصواتها ..فهي من يؤنس وحدة ليلنا الدامس بصوتها الشجي …أعتدنا عليها …حتى اورثناها ميادين مدينتنا …اها يا جماعة .الناس ديل طلعوا من طينة خاصة ….فارجو وأتمنى الا يحتار احد بعد الان في تصريح يصدر من احدهم ..او أي شئ غير مالوف ياتي من ذلك الكوكب …. وعلينا الا نخرج الكلام من سياقه ونحاول بقدر الامكان ان نبرر لهم ..فهم من طينة غير طينتنا …وكدا…في نهاية البوست وقبل ان اذكر لكم سؤال سعدية النكدية ساحكي لكم هذه القصة ..اذكر قبل فترة كنا انا واختي في تجمع نسائي نتحدث عن موضوع المشاركة في اعمال المنزل ..فافتخرت احدي الجالسات ان زوجها يصحو باكرا ويعمل شاي الصباح ..وزادت اخري بان زوجها يعد ساندوتشات العيال وبدا الحديث يسري في جميع الاتجاهات عن الازواج الذين يصحون باكرا لمساعدة زوجاتهم..فالتفتت نادية اختي نحوي متساءلة (انتي يا ناهد الرجال البصحو يعملوا الشاي ديل ..بجيبوهم من وين؟؟؟)..على ذات النسق وذات التفكير سالتني سعدية النكدية ..(انتوا الناس المن الطينة الخاصة ديل ..بلقوهم.. وين؟؟؟)…وووعجبي
د. ناهد قرناص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق