*هل يعقل أن يكون رئيساً للسلطة وليس له إسهام في المحافظة على الاتفاقية؟
إن كان له إسهام فهو محدود، ولا يذكر، ليس للرجل انجازات إدارية يمكن أن نستند عليها، وحتى طريقته في الإدارية شابتها الكثير من الإخفاقات وأبرزها أن مجلس وزراء السلطة لم يجتمع سوى أربع مرات خلال عمر الاتفاقية، واجتماع الأمس لم يعقده لوجود أزمة وهذا حال الاجتماعات الأربعة الماضية، دعني أشير لأمر هام وهو أنني عضو في مجلس الوزراء الاتحادي وطوال هذه الفترة لم يتم تأجيل أو الغاء اجتماع حيث تعقد الاجتماعات في مواعيدها حتى لو كان رئيس الجمهورية خارج البلاد أو نائبه الأول، والتجاني لم يفعل هذا الشيء حتى في وجوده، هذا يؤكد أنه يعمل بدون تفويض.
*ثورتكم على التجاني سيسي ليست وليدة اليوم وهذا في نظر الكثيرين يعود إلى أنكم كنتم تريدون أن تبعدوه بعد الاتفاقية أو تمارسوا عليه تهميشاً وتتحكموا فيه لتمرير أجندتكم وهذا لم يحدث؟
أقسم بالله العظيم استقطبنا سيسي وتعاملنا معه بكل صدق ولم نخطط لأن يكون رجل مرحلة مؤقتة، ومن ثم نبعده، كما أننا لم نضع في حساباتنا أن ننازعه في سلطاته، وتعاملنا معه بروح أخوية، ولكن للأسف لم يحترم هذا الأمر واتضح أنه غير مؤهل لقيادة السلطة الإقليمية التي تشهد إدارياً فوضى وعدم مؤسسية وقدراته المحدودة هي سبب شكوانا للإعلام وقيادات دارفور والدولة وكل ما كنا نريد توضيحه أن وجوده في السلطة لا يصب في مصلحة الاتفاقية.
*ظللتم تتهمون الرجل بالفساد، ولكن عجزتم عن تقديم دليل مادي يعضد ما ترددونه؟
هل يوجد دليل مادي أكثر من أن يعجز عن تنظيم ولو اجتماع واحد لمجلس السلطة لمدة ستة شهور.. أليس هذا فساداً.
*عفواً..أنتم ذكرتم فساداً مالياً بالتحديد؟
للفساد أوجه كثيرة ولا تنحصر في المالي فقط، أعتقد أن الفساد الإداري هو الأخطر لأنه يقود إلى الفساد المالي، وأعتقد أن إقصاء الوزراء وتحويل صلاحياتهم الى جهات أخرى فساد واضح.. وعدم الاهتمام برأي مجلس وزراء السلطة يمثل أوضح صور الفساد الإداري، وعدم التواجد في دارفور أيضاً فساد.. ولكم أن تعلموا أن المشروعات التي خصصت لمحلية قريضة أكثر من تلك التي تم تخصيصها لحواضر الولايات، أليس هذا فساداً.. التجاني سيسي لم يستطع تحقيق شيء حتى لأهله في زالنجي.. وأعتقد أن عدم عرض المشروعات على الجهاز التنفيذي سبب مباشر في هذا الفساد.
*هذا يعني عدم وجود فساد مالي؟
نطالبهم فقط بالكشف عن الأموال التي تم صرفها على العمل الإداري، الإيجارات، المرتبات، السفر، المؤتمرات والتسيير، لنقارنه مع الإنجازات على الأرض.
*ولكن المراجع العام أثبت عدم وجود فساد في السلطة؟
نمتلك في السودان جهاز مراجعة هو الأفضل في المنطقة، ولكن في كثير من الأحيان المراجع العام ينقب في ملفات المؤسسات بعد سنوات، وعموماً أكرر مطالبتي لهم بالكشف عن الأموال التي ذكرتها آنفاً بالإضافة الى التي تم تخصيصها للإيواء، وما نريده منهم التوضيح للرأي العام بالأرقام والمستندات هل اتهاماتنا حول ما ذكرناه صحيحة أم لا.
*كما أن الصرف على المشروعات تحت إشراف عدد من الجهات الحكومية وعبر المصارف؟
أسألك.. هل هذه الجهات أعلى من مجلس وزراء السلطة، ولماذا لا تعرض عليه، لا نرفض مشاركة هذه الجهات ولكن حسب المرسوم الجمهوري فإن الجهاز التنفيذي هو الجهة المنوط بها الإشراف على المشروعات.
*إذا ربطنا حديثك هذا مع ما حدث في فندق السلام روتانا، هل تعتقد أن ما وقع كان طبيعياً؟
لا ليس منطقياً.. والفوضى واللامنطقية التي شهدها احتفال فرز العطاءات بفندق السلام روتانا تسبب فيها أمين حسن عمر الذي تحرك من المنصة وجاء إلى المكان الذي كنت أجلس فيه ومارس على شخصي استفزازاً ومعه وزير يتبع للمؤتمر الوطني يدعي التليب، حيث مارسا استفزازاً واضحاً إلى أن تصدى لهم الشباب، وهما من يتحملان الصورة غير المرضية التي انتهى بها الاحتفال.
*ولكن أنت من أشعلت شرارة الأحداث؟
لا.. وكل ما فعلته أن أحد الشباب المنتسبين لحزب التجاني سيسي وهو على خلاف معه، حاول أن يعبر عن رأيه في الاحتفال، ولكن تم التعامل معه بصورة مهينة، وهذا الأمر جعلني أتحرك من مكاني وأتدخل رافضاً لهذا المسلك، ثم عدت وجلست في موقعي ليأتي أمين والتليب كما ذكرت ويهاجماني، وأؤكد أنهما من يتحمل الفوضى التي حدثت.
*وماهي الاستفزازات التي تعرضت لها؟
من كانوا موجودين في القاعة شاهدوا أمين وهو يتحدث كثيراً ويهاجمنا.. لم أسمع كل حديثه.. ولكن حينما يقول إن المشروعات قانونية وإن تنفيذها يقوم على الشرعية وكذلك التجاني سيسي هو الرئيس الشرعي فإن في هذا استفزاز، وهو قال إنه من قام بصناعتنا.. لم أسمع هذا الحديث منه.. ولكن من هو حتى يصنعنا.. نحن من صنعا أنفسنا.. هذا كلام فارغ.
*حسناً.. المعلومات تشير إلى أن تدبير الحادثة تم من خلال اجتماع بمنزلك؟ وما يعضد هذه المعلومة دفاعك عن آدم بحر الدين الذي تحدث في المنصة؟
معروف أن آدم مختار بحر الدين على خلاف مع التجاني سيسي وليس عضوًا في حزبنا، أما مسألة التنسيق فأرجو أن يوضح لنا من يطلق هذا الادعاء تاريخ وتفاصيل الاجتماع.. وأنا لا أهتم بمثل هذه الاتهامات..”ده كلام فارغ”، منزلي مفتوح للجميع.. دارفوريين.. صحفيين.. موظفي الوزارة.. مواطنين، سياسيين، مثله وأي منزل سوداني آخر..لا أبدو في حاجة لتنسيق مثل هذه الأحداث.
*الاحتفال أقيم لفرز عطاءات وبحضور ضيوف على مستوى عالٍ، هل كان مقاماً لإبداء الرأي؟
كان من الممكن التعامل مع الأمر بحكمة، ولكن أمين والتليب هما من أشاعا الفوضى ولم يحترما الضيوف والمقام.
*أنت دعمت بحر الدين وهذا يعني تأييدك للخروج عن الغرض الأساسي للاحتفال؟
“ما تقول لي دعمت” هذا رأيك.. وأنا قلت إن الشاب أراد أن يعبر عن رأيه ومبدأنا واضح وهو ضد القمع، ومن يتعرض له عند إبداء وجهة نظره نقف معه.
*الحدث تزامن مع بيان مجلس السلم والأمن الإفريقي وذهاب أمبيكي الى نيويورك، هناك من ربط بين الحدثين؟ هل الأمر مصادفة؟
لكل إنسان كامل الحرية في اعتقاد ما يشاء، نحن ناضجون ولا يستطيع أحد المزايدة على جهدنا ووطنيتنا وأدائنا.. من يريد ربط الحدث بالبيان الإفريقي عليه أن يسأل أمين والتليب هل كانا على ارتباط بأي جهات أخرى.
*ذكرت أن التجاني سيسي لم ينجز حتى في موطنه زالنجي، ألا يعد هذا دليلاً على قوميته وعدالته؟
نعم لم ينجز في زالنجي أي عمل ملموس، وهذا لا يعني أنه يدير السلطة بفهم قومي لأنه لم يحقق إنجازاً في أي مكان بالإقليم.
*ألا تعتقد أن تأخير المؤتمر الوطني في حسم أمر السلطة وكأنما الغرض منه إحداث المزيد من الصراعات بينكم وبين جناح سيسي؟
لا أعتقد أن المشكلة تكمن في المؤتمر الوطني أو قيادة الحكومة، بل تكمن في أمين حسن عمر الذي يمارس التضليل على قيادة الدولة والحزب الحاكم، ويمارس تطويلاً متعمداً في حسم القضايا، وهو من يتحمل المسؤولية، بل إنه وفي تصريحات صحفية خرج عن صلاحياته وقال إن المعايير تستبقي التجاني سيسي في منصبه.
*ربما كان سيسي مستوفياً للمعايير وأمين على حق؟
المعايير تؤكد أننا تفوقنا على حزب التجاني سيسي في الانتخابات الماضية وهذه حقيقة، ففي القائمة النسبية تفوقنا عليهم بثلاثين ألف صوت وكذلك في قائمة المرأة وبعد كل هذه الحقائق الدامغة يأتي أمين حسن عمر ويحاول التزييف، وحديث أمين لا يعنينا في شيء لأن المرسوم الرئاسي حدد أن يتم الأمر بالتشاور بين الشركاء ونحن جزء أصيل، ولكن أن يتم التمديد للسيسي على منهج أمين على الدولة الانتباه حتى لا يمارس التضليل.
*ولماذا يدعم أمين السيسي كما تشير؟
أمر غريب وليس له مبرر ويجب أن يوجه هذا السؤال إلى أمين.
*ما حدث في السلام روتانا أظهر قيادات دارفور بمظهر لم يرض الكثيرين؟
لدينا مواقفنا وتاريخنا.. وقيادات دارفور واعية وناضجة..
*ماذا إن تم التمديد للسيسي؟
لن نستبق الأحداث.. ولكن لن يتم تعيين رئيس دون مشاورتنا حسب المرسوم الجمهوري.
*مطالب واسعة بأن يأتي رئيس السلطة من خارج أحزابكم المتصارعة؟
لن نرفض.. ليس لدينا مانع أن يأتي الرئيس القادم حتى من خارج دارفور.. ما نريده أن يكون صاحب همة وينجز ما يريده المواطنون.
*الأمر بينكم والسيسي يبدو أنه تحول إلى شخصي؟
ليس لدي مشكلة مع دكتور تجاني وكثيراً ما نلتقي في المناسبات العامة والخاصة، و”نتجاذب أطراف الونسة”، والعلاقة ستظل يسودها الاحترام وإذا حدثت له مناسبة سوف أذهب إليه وأثق في أنه أيضًا سيفعل ويزورني، لكن يجب أن نفرق ما بين الخاص والعام.
*تتصارعون في الخرطوم وما يزال هناك ثلاثة ملايين نازح ولاجئ؟
هذا هو ما نأسف له، وكل همنا ينحصر في نيل المواطن لاستحقاقه، ونعتقد أن اتفاق الدوحة يجب أن نحافظ عليه ونحرسه ونتصدى لكل من يحاول العبث به مثل أمين حسن عمر والتليب.
الصيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق