الخرطوم ـ «القدس العربي»:
أعلنت السفارة البريطانية والمركز الثقافي البريطاني في السودان وشركاؤهم المحليين، انطلاق النسخة الثالثة من برنامج «مشروعي» لاكتشاف ودعم مشاريع الشباب السودانيين من خلال مسابقة تبث عبر قناة «النيل الأزرق».
مدير المركز الثقافي البريطاني في الخرطوم أوضح أن هذا المشروع هو الأنجح في كافة أنشطتتهم خلال 60عاما، وقال إنهم يستهدفون تدريب المئات من شباب السودان في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن «مشروعي»يعد أهم وأبرز مشاريعهم الناجحة في المنطقة وأضاف أن تراكم ثلاث سنوات يزيد التجربة ثباتا وقوة.
وقال أحمد الأمين عبد اللطيف رئيس أمانة شباب الأعمال في اتحاد أصحاب العمل إن تفاعل قطاعات الشباب كان هو الدافع الأساسي للنجاح وعدد أهداف المشروع المتمثلة في نشر ثقافة العمل الحر، رفد القطاع الخاص بأفكار ومشاريع خلاّقة وإتاحة فرص لتنوع الأعمال والمشاريع وخلق فرص عمل واسعة للشباب.
وقالت سماح القاضي، الفائزة بجائزة النسخة الأولى لـ»مشروعي» إن فكرتها كانت استخدام أعشاب النيل لأغراض مفيدة، ومعروف إن هذه الأعشاب تعترض طريق المياه في نهر النيل وتكلف الدولة أموالا طائلة لإزالتها. وتقول سماح إنها نجحت في صناعة أشياء كثيرة من هذه الأعشاب، منها حقائب اليد التي تحملها السيدات، مشيرة إلى أن مشاركتها في «مشروعي» أتاحت لها فرص تدريب واسعة وعلاقات على مستوى العالم، وهي الآن تتعاون مع مؤسسة هندية كبيرة لتطوير المنتج وتجويده قبل إطلاقه بصفة تجارية.
ويقول بابكر حسن الإمام، وهو أحد الفائزين في الموسم الأول، إنه اختار مجال إستزراع الأسماك مضيفا أن مشاركته في هذه المسابقة غيّرت مسار حياته، حيث استطاع من خلال المنافسة والتدريب أن يصبح اسما معروفا في هذا المجال، ويختم حديثه بقوله إن شباب السودان قادرون على إحداث الفارق والتغيير إذا وجدوا من يرشدهم إلى الطريق الصحيح.
شاب آخر، وهو محمد الأمين التجاني، فاز لابتكاره ماكينة استخلاص الذهب بدون استخدام الزئبق الخطر على صحة الإنسان. وقال إن ابتكاره وصل إلى مرحلة التصنيع بكميات تجارية، مشيرا إلى أن أول إنتاج منه سينزل السوق خلال شهر واحد من الآن، وأضاف أن مسابقة «مشروعي» أتاحت له فرصة الذهاب لبريطانيا وتبادل الأفكار مع رجال أعمال بريطانيين.
وكان «إنتاج المحروقات من النفايات» هو مشروع محمد عبد الله مبشر الذي أوضح ان المشروع يقوم على إنتاج الوقود من العضوية أو الزراعية وقال إنه يعمل الآن مع إحدى المؤسسات الرائدة في هذا المجال «البترول» ويقومون بتجارب عديدة لرفع كفاءة المنتج وتقويم الخواص والمقارنة مع الوقود الموجود ومن ثم تقديمه للأسواق، مضيفا أن مشاركته في هذا البرنامج جعلته معروفا خارج السودان وقد تلقّى اتصالات من الخارج بغرض الاستثمار في هذا المنتج.
مصطفى شريف دخل مسابقة «مشروعي» عبر اكتشاف برنامج يقاوم اختراق الفيروسات في أجهزة الكمبيوتر، وأشار إلى النجاح الكبير الذي حققه من خلال تحسين دخل الفريق الذي يعمل معه وجعل أهدافه قابلة للتسويق. وقال إن هذا البرنامج فاز في مسابقة جامعة إماراتية إضافة لتقديم عرضهم للجميع وقال إن برنامجهم الآن وصل إلى وزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية وهم الآن في طور المشاورات.
ومن ثمرات هذا المشروع اختيار ميسون مطر سفيرة لبلادها لتشارك في اليوم العالمي لريادة الأعمال لهذا العام وذلك بعد نجاحها في الاستفادة من تدوير النفايات لصنع إكسسوارت.
ميسون شاركت برفقة اثنتين من صديقاتها هما مهيرة وخنساء في مسابقة «مشروعي»، ويقوم مشروعها على إعادة تدوير النفايات الموجودة حولها مثل ورق الجرائد، الكراتين، إطارت السيارات الصغيرة وذلك برأس مال صغير من داخل ورشة ملحقة ببيتها وتقول عن ذلك: «بدأنا نبدع اكسسوارت وحقائب وأثاث مبتكر، كان الغرض منها نشر الوعي البيئي وتنمية قدرات المرأة وبعد ثلاثة شهور من الانطلاقة حققنا بعض النجاح والشهرة». ويحقق البرنامج فكرة تبادل الخبرات ويتيح الفرصة للفائزين الثلاثة الأوائل بالسفر لبريطانيا والتعرف على رفقائهم هناك والإلتقاء ببيوت الخبرة حول مشروعاتهم المختلفة. وفي المقابل تمت زيارات من رواد أعمال بريطانيين في أيلول/سبتمبر 2014 وقدموا تجاربهم في منتدى ريادة الأعمال كما التقوا بالشركاء والممولين للبرنامج.
وفي آذار/مارس 2015 حضر للسودان وفد عالي المستوى من المحاضرين والمديرين لمراكز ريادة العمال بالمملكة المتحدة والتقوا بمسؤولي وزارة التعليم العالي ومديري الجامعات وعمداء كليات إدارة الأعمال وتمت مناقشات عديدة في هذا المجال لنشر الفكرة وتطويرها في السودان وتطوير البحوث ذات الصلة وقدم الوفد أوراقا علمية في منتدى ريادة الأعمال الذي حضره أكثر من 600 شاب وشابة.
وتقوم فكرة المسابقة على التقديم العام ثم تجري التصفيات الأولية والثانوية عبر لجنة خبراء من كافة التخصصات ليتم اختيار أفضل المشروعات الخلاقة والرائدة والقابلة للتطبيق ويتوقع أن تساهم في دفع عجلة الاقتصاد السوداني، وينطلق البرنامج التلفزيوني عندما يصل العدد لـ12 متسابقا يتدرجون حتى الثلاثة الأوائل ويساهم الجمهور في الاختيار عبر التصويت في المرحلة الأخيرة.
ويقول طارق الشيخ من أمانة شباب الأعمال باتحاد أصحاب العمل إن البرنامج يستهدف كل الشباب لكن يتم التركيز على طلاب الجامعات باعتبار أنهم يحتاجون لمثل هذه الفرص لتحقيق أحلامهم وتطبيق أبحاثهم وتنفيذها على أرض الواقع، ويضيف أن فريق العمل في «مشروعي» قدم العديد من المحاضرات في الجامعات، كما أن حملة الترويج في الولايات قد انطلقت وبدأت في ولاية النيل الأزرق.
تجدر الإشارة إلى أن مسابقة «مشروعي ـ حقّق حلمك» هي شراكة بين السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني وأمانة الشباب في اتحاد أصحاب العمل السوداني بدأت في اذار/مارس 2013 لدعم العمل الريادي بين الشباب السوداني وبرعاية من كوفتي وبنك المال المتحد وشركة سوداني والشركة التجارية الوسطى «سي تي سي».
صلاح الدين مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق