هاشم كرار
في غواتيمالا عطنت رائحة الفسادا الأنوف، والمتهم الأول الرئيس اوتو بيريز مولينا، ونائبته السابقة روكسانا بالديتي.
الفساد دائما، يبدأ من فوق، ويتمدد أفقيا.. يصير إمبراطورية.. وفساد الإثنين، جعل من الجمارك في هذه الدولة، مؤسسة كاملة للرشاوى مقابل إعفاءات جمركية من الواردات!
من يستطع أن يقول للرئيس- أي رئيس فاسد- أنك فاسد؟
للشعوب مناخير، تشم بقرف رائحة الفساد، ويزكمها، حتى ولوحاولت القصور الرئاسية التغطية على العفن بالبرفانات الرئاسية.
للشعوب مناخير، ولها حلاقيم دونها حلاقيم الأسود الجائعة، وحين تزأر الشعوب، يقف رأس الرئيس- أي رئيس- كله.. سبيبة سبيبة!
أربعة أشهر، وغواتيمالا، تزأر في الشوارع.. والشوارع عادة تمتلك قوة أن تقول للرئيس الفاسد، أنك فاسد حتى النخاع!
ووقف شعر بيريز مولينا، وتطاير شعر روكسانا إلى فوق.
الشعوب حين تخرج تزأر، قلما تعود إلى عرينها. لا.. لا خراطيم المياه، يمكن أن ترسم طريق الرجعى، ولا الغازات المسيلة للدموع، ولا الرصاص.. الرصاص الذي يدوش والرصاص الذي يصيب!
للبرلمان أذن، ينبغي أن تظل مفتوحة تماما، على ألسنة الشوارع.. وللبرلمان لسان، ينبغي ان يتحرك، ومن حسن حظ الحلاقيم التي تزأر أن غواتيمالا جمهورية برلمانية، للبرلمان فيها سطوة سحب الحصانة حتى من الرئيس، وتجريده من الحماية القضائية.
كانت الجماهير لا تزال تزأر في الشوارع، حين هب البرلمان، وحرك لسانه.. لكنه اخفق في المرة الأولى بحكم آلية التصويت.. لكن في المرة الثانية، نجح الشارع في تغيير موقف النواب الرافضين، وتم رفع الحصانة .. وتم التجريد!
كان ذلك بالامس.. وبالامس كانت غواتيمالا كلها ترقص في الشوارع، وتغني على وقع الطبول، وزمجرة الأبواق.
الفساد أكبر آفات الشعوب، وقليل جدا من هذه الشعوب هى التي تنتصر على هذه الآفة، المعطلة للتنمية المستدامة، والمفسدة في الوقت ذاته للأخلاق.
تخيلوا معى- الآن- موقف الرئيس مولينا..
تخيلوا موقف نائبته روكسانا.
الإثنان.. اي منهما، لا يستطيع أن يرفع عينيه إلى شعبه.
ما أبشع إنكسار الفاسدين!
آخر لحظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق