زين العابدين صالح عبد الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
إن قضية اعتقال الأستاذ الوليد الحسين أحد مؤسسي جريدة "الراكوبة الالكترونية" هي قضية رأي، و يجب أن لا تتخلف فيها القوي الديمقراطية المناصرة لمبادئ الحرية و الديمقراطية، و وليد عندما أراد أن يناضل من أجل الحرية و الديمقراطية لرفعة شأن هذا الوطن و إنسانه المسحوق، لم يمتشق سيفا، و لم يحمل رمحا، أو يدخل معسكرات عسكرية، بهدف أن تكون البندقية هي السلاح الذي يعتمد عليه، في تبليغ رسالته، إنما أختار أرقي و أشرف و أنبل مهنة، هي مهنة سلاحها القلم و الفكر، مهنة تشكل الرأي العام، و تحترم عقل الإنسان، هي الإشكالية التي يعاني منها مجتمعنا في السودان، و القوي التي لا تعرف أن تتعامل دون العنف، و انتهاكات حقوق الإنسان، تضجر ضجرا شديدا من قضية العقل و دوره في العمل السياسي، فهي قوي قد تصلبت شرايين عقلها و نضب خيالها و أختلت فيها المشاعر الإنسانية، و ما عادت تعرف غير أن تعمل من أجل أن تسيل دموع الحزن في مآقي الناس .
و اعتقلت السلطات السعودية الوليد الحسين، دون أن تقدم أسبابا للاعتقال، مما يجعل الإنسان يبحث عن العوامل و الأسباب و لم يجد غير أن مجريات الأحداث في المنطقة هي السبب وراء ذلك، و وجود الوليد في السعودية أكثر من عقد ونصف فيها، و هو يمارس مهنة الصحافة دون أن يخوض في شؤون السعودية الخاصة، كانت السعودية تحترم فيه ذلك، بدلالة أنه لم يجد مضايقات منها، و لكن فجأة تغير الحال، الأمر الذي يبين إن السلطات السعودية قد أقدمت علي هذا الإجراء بطلب من السلطات الأمنية السودانية، و من هنا جاءت مناشدات السودانيين للعاهل السعودي إن يتدخل شخصيا، لكي يطلق سراح الوليد، و إذا كانت المملكة، تعتقد أن ممارسته لهذه المهنة داخل أراضيه، أصبحت غير مقبولة، يجب عليها أن تجعله يختار وجهته، دون أن تكون سببا في ترحيله للخرطوم و هي تعلم سوف تنتهك كرامته و يتعرض لأصناف من التعذيب، و أن حياته معرضة للخطر.
إن قضية الصراع بين قوي النور و الظلام، سوف تستمر، مادامت هناك ديكتاتوريات لا تؤمن بالرأي و الرأي الأخر، و هي قضية صراع فكري داخل السودان بين قوي تتطلع إلي الحرية و الديمقراطية و تهب نفسها دفاعا عن هذه المبادئ، و قوي أغلقت كل منافذ الخير في عقلها و أصبحت لا تعرف أن تعيش إلا في أجواء الاضطراب و القلق، و عدم الاستقرار.
و من الغرائب إن نظام ينادي بالحوار الوطني، و يطالب الناس بالرجوع و المشاركة في الحوار و يضمن لهم سلامتهم، و إنه يكفل لهم حرية الرأي، و في نفس الوقت يطارد أهل الرأي و القلم، و يضيق الخناق عليهم، و كل ذلك تحت سمع و بصر العالم، كيف بهذه الفعلة تقنع القوي السياسية و حملة السلاح أن يكون الحوار في داخل السودان، و انتهاكات النظام لحقوق الإنسان لم تتوقف يوما واحد.
في مثل هذه الحالات التي يخير الإنسان أن يقف بين الحرية و الديمقراطية، أو أن يقف مع نظام ديكتاتوري فلا خيار غير الوقوف مع الحق و نصرت دعاة الحرية و الديمقراطية، و لا نستطيع أن نتخلف عن معركة الضمير الإنساني، نقف صفا واحدا مع كل دعاة الحرية و الديمقراطية من أجل إطلاق سراح الوليد الحسين، الذي لم يجمعني غير هذه المهنة الغالية الثمن مهنة النضال من أجل الحرية و شعاراتها النبيلة. و الله الموفق
zainsalih@hotmail.com
الراكوبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق