أكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر مستثمر في السودان خليجياً، إذ سجلت الاستثمارات الإماراتية في السودان ما قيمته 6 مليارات دولار، وذلك خلال لقائه بديوان عام الوزارة في أبوظبي محمد أمين عبدالله الكارب سفير جمهورية السودان لدى الدولة، وبحضور مها محمد البدوي المستشار الاقتصادي بالسفارة السودانية وطارق المرزوقي مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الاقتصاد، وبحث الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز وتطوير آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدولتين.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات المتميزة بين الجانبين في شتى المجالات الاقتصادية وسبل تعزيزها مع التأكيد على أهمية تطوير التعاون القائم خلال الفترة المقبلة في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي، والذي يتصدر أولويات الدولة ضمن جهودها في تحقيق الأمن الغذائي.
وأكد المنصوري على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ونوه إلى أن العلاقات في تطور ملحوظ ومستمر. وقال معاليه إن الإمارات سباقة في دعم المشاريع الكبرى في السودان، وأكد أن هناك شراكة ورغبة حقيقية مشتركة لدى الجانبين في تعزيز الاستثمار المشترك لما فيه خير ومصلحة للبلدين الشقيقين.
دعم
واستعرض قصص نجاح بارزة لشركات إماراتية استثمرت في السودان، مؤكدا دعمهم لتوجهات المستثمرين الإماراتيين في جمهورية السودان الشقيقة. وفي الوقت ذاته أكد أن الشركات والمستثمرين السودانيين موضع ترحيب في الدولة داعياً إياهم إلى تعزيز استثماراتهم في أسواق الإمارات.
وأوضح المنصوري أنه وعلى الرغم من أن الإمارات تعتبر الشريك التجاري الأول بالنسبة للسودان في الوطن العربي إلا انه لا تزال هناك مساحة كبيرة لمضاعفة التجارة بين البلدين، والتي وصلت بحسب الإحصائيات المدرجة لدى الوزارة إلى مليار وخمسمائة مليون دولار في تسعة أشهر من عام 2015، وأشار إلى أن السودان وبحسب إحصاءات وزارة الاقتصاد لعام 2014، احتلت السودان المرتبة (22) بالنسبة لأهمية الدول المصدرة لدولة الإمارات بقيمة 1909.9 ملايين دولار و بوزن نسبى 1 % من حجم واردات. كما جاءت السودان في المرتبة (37) بالنسبة لأهمية الدول المستوردة من دولة الإمارات بقيمة 203.7 ملايين دولار وبوزن نسبى 0.6% من حجم صادرات الدولة. أما بالنسبة لأهمية الدول المعاد التصدير إليها من دولة الإمارات فجاءت السودان في المرتبة (36) بقيمة 308.5 ملايين دولار وبوزن نسبى 0.5% من حجم إعادة الصادرات للدولة.
21 مليار دولار
وقال المنصوري إن هناك 40 علامة تجارية وثلاث وكالات تجارية واثنتين من الشركات التجارية السودانية المسجلة لدى وزارة الاقتصاد بحسب إحصائيات الوزارة المسجلة لعام 2012/2014.
وأشار إلى أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر مستثمر في السودان خليجياً، حيث سجلت الاستثمارات الإماراتية في السودان ما قيمته 6 مليارات دولار، فيما تأتي السعودية في المرتبة الأولى بإجمالي استثمارات 10 مليارات دولار، يليها دولة الكويت بنحو 5 مليارات دولار، ليصل إجمالي الاستثمارات الخليجية في السودان إلى 21 مليار دولار.
إشادة
بدوره أشاد محمد أمين عبدالله الكارب سفير الجمهورية السودانية لدى الدولة، بمتانة العلاقات السودانية الإماراتية على مختلف الأصعدة، وبمواقف الإمارات الأخوية المشرفة قيادة وشعبا تجاه بلاده وباقي الدول العربية في جميع الظروف في السراء والضراء.
وأكد على الأهمية الكبيرة التي توليها حكومة بلاده للاستثمارات العربية وعلى رأسها الإماراتية داعياً الشركات والمستثمرين الإماراتيين إلى مضاعفة استثماراتهم في السودان وتحدث عن المقومات الكبيرة التي تمتلكها بلاده، حيث قال إن السودان يمتلك ثروات طبيعية كبيرة بما فيها المعادن والأحجار الكريمة مما يفتح باب الاستثمار في قطاع التعدين، إلى جانب امتلاك السودان للأراضي الزراعية الخصبة، مضيفاً بأن السودان قادر على أن يكون السلة الغذائية للعالم العربي، كما أشار إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في بلاده، وقال إن هناك فرصاً استثمارية ذات جدوى عالية في السودان في قطاعات الزراعة والإنتاج الحيواني والقطاع العقاري إلى جانب قطاع البنية التحتية وتوليد الكهرباء، مؤكدا على أن حكومة بلاده قامت بجهود حثيثة لجعل السودان وجهة جاذبة للاستثمار والمستثمرين من العالم.
مشاركة
وكشف الكارب عن مشاركة وفد رفيع المستوى من السودان في ملتقى الاستثمار السنوي في دبي والذي تنظمه وزارة الاقتصاد خلال الفترة 11-13 إبريل 2016. وقال: إن ملتقى الاستثمار السنوي الملتقى والذي ينطلق في دورته السادسة هذا العام تحت شعار «أوجه الاستثمار الأجنبي الجديدة، السمات البارزة وأفضل الممارسات» يشكل منصة مثالية للترويج لفرص الاستثمار الواعدة في السودان في كافة القطاعات وعلى رأسها القطاع الزراعي، وكذلك تسليط الضوء على التجارب الاستثمارية الناجحة لشركات إماراتية في السودان، مضيفا أن الملتقى تحول اليوم إلى منصة فريدة تجمع المستثمرين من كافة أنحاء العالم لرصد فرص الاستثمار المجزية في أسواق العالم.
من جانبه شدد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد على ضرورة وضع قائمة يحدد فيه الوفد السوداني المشارك في أعمال ملتقى الاستثمار السنوي هذا العام القطاعات الاستثمارية المُستهدفة في السودان، والتي يسعى إلى جذب المستثمرين إليها، ومن ثم عرضها على المستثمرين الإماراتيين خلال اجتماعات ولقاءات الملتقى داعياً إلى ضرورة التركيز على قطاع السياحة باعتباره من القطاعات الواعدة في السودان، مشيرا إلى ضرورة الترويج والاهتمام بالبنية التحتية وتشجيع السياحة العائلية. داعياً المشاركين في ملتقى الاستثمار السنوي للاستفادة من المشاركة القيمة في أعمال الملتقى والقيام بزيارات ميدانية وإجراء اللقاءات للاطلاع على التجربة الإماراتية الفريدة.
وفي ختام اللقاء أكد المنصوري أن السودان يمتلك العديد من المقومات والموارد التي تؤهله لأن يكون سلة الغذاء العربي، منوهاً إلى ضرورة توحيد الجهود والترويج لفرص الاستثمار الواعدة في السودان وخاصة في قطاع الزراعة والمنتجات والصناعات الغذائية، وشدد معاليه على ضرورة توفير البيئة الآمنة للمستثمرين لتشجيعهم على الاستثمار ولتعزيز استثماراتهم في السودان.
تعاون
رحب معالي وزير الاقتصاد بالتعاون البناء القائم بين وزارة الاقتصاد والسفارة السودانية لدى الدولة، مشيدا بحرص السفارة السودانية على حضور ورش العمل الاقتصادية والمؤتمرات التخصصية التي تنظمها وزارة الاقتصاد، في إطار جهودها الرامية إلى تطوير السياسات والتشريعات الاقتصادية، وفق أفضل المعايير الدولية لخلق اقتصاد تنافسي معرفي، وزيادة جاذبية الدولة كوجهة للاستثمارات من مختلف وجهات العالم.
وتعتبر الإمارات أهم شريك تجاري للسودان تليها السعودية، الهند، مصر، ماكاو، ماليزيا. ويقدر إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للسودان بنحو 167.4 مليار دولار (الزراعة 28.9%، الصناعة 20.4%، الخدمات 50.7%). ويصل معدل التضخم في السودان إلى 18.2%، والبطالة 13.6 %، والدين الخارجي 48.17%.
البيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق