كشفت مصادر طبية متعددة عن تعرض أطباء في مدن بورتسودان وسنار وودمدني لمضايقات وتعقب من قبل الأجهزة الأمنية جراء تضامنهم مع زملاءهم الذين يواجهون حكما بالإعدام بسبب إسعافهم لأحد المواطنين كان مصابا بطعنات قاتلة.
واحتشد مئات الأطباء أمس الخميس 10 مارس ، أمام مجمع محاكم (أمبده) بامدرمان وبمدينة بورتسودان ، تضامنا مع ثلاثة من زملائهم يحاكمون ظلماً بتهمة القتل العمد تحت المادة 130 من القانون الجنائي.
وقالت المصادر لـ (حريات) ان التضامن كان ضخما جدا وامتد إلى مدن بورتسودان وسنار ومدني الأمر الذي أرعب الأجهزة الأمنية ، مشيرين إلي ان التجاوب الواسع للتضامن مع الأطباء يعد بمثابة صدمة للأجهزة الأمنية التي تتخوف من وحدة المهنيين خصوصاً الاطباء.
وأشارت المصادر الي ان التضامن يعكس وراءه شعورا كبيرا بالغبن من قبل الأطباء بسبب تدهور الأوضاع الصحية والمهنية في البلاد إلي جانب المخاوف علي السلامة الشخصية للأطباء بسبب الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل الأجهزة النظامية والأمنية إثناء أدائهم لواجبهم في المستشفيات.
وتعود الحادثة – بحسب مصادر حريات- إلي الاعتداء علي مواطن من أحد زملائه بعدة طعنات وتركه في الشارع غارقا في دمائه حتي قام بعض المواطنين بإسعافه إلي حوادث مستشفي امدرمان التعليمي. وأكدت المصادر ان الشرطة تعمدت إخفاء معالم القضية لان القاتل ابن أحد وكلاء النيابة وكان يعمل ضابطا في الشرطة في وقت سابق.
وأوضحت المصادر ان الاطباء الثلاثة قاموا بانقاذ حياة المواطن دون تقييد الحادثة (اورنيك 8)) لعدم وجود فريق الشرطة الذي يفترض وجوده في المستشفى علي مدار اليوم لتقييد الحالات المشابهة، مما اضطر الاطباء لاجراء العملية الجراحية علي عجل لانقاذ حياة المريض. وتقول المصادر ان المواطن الذي تم اسعافه هرب من المستشفي لأسباب غامضة. وأكدت ان المجني عليه وجد مقتولا بطعنات جديدة بالقرب من سور مستشفي الخرطوم في وقت متأخر من الليل ولم يمت متأثرا بجراحه جراء العملية أو حتي جراء هروبه من المستشفي بل وجد مقتولا الأمر الذي يؤكد ان الجاني كان متربصا به خارج المستشفي حني لحظة هروبه!
حريات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق