فاز بلاتر برئاسة الفيفا بعد انسحاب الأمير علي بن الحسين قبل الجولة الثانية من التصويت، حيث حصل بلاتر على 133 صوتا مقابل 73 للأمير علي في الجولة الأولى.. ولكن،، فقد شهد الـ «فيفا» أمس الأول مساراً دراماتيكياً يكتنفه غموض وإثارة ومثقلاً بمسلسل السقوط الفضائحي الذي هزّ أركانه أول من أمس، على أبواب الانتخابات التي نافس فيها بلاتر الباحث عن ولاية خامسة والأردني الأمير علي بن الحسين الداعي إلى التغيير.. وعاشت أروقة المنظمة الدولية في زيوريخ أمس الأول يوماً أسود، حمل تبعات مرهقة لتداعيات فضائح الأربعاء، وزاد في تفاقمها إسقاطات سياسية عكست الأزمة المحتدمة بين الولايات المتحدة وروسيا، ما أظهر جلياً مرة أخرى تداخل الرياضة بالسياسة.. كما أن انزلاق الرياضة الأكثر شعبية في العالم إلى حال لا سابق لها من الفوضى، دفع بشركات راعية لمباريات كأس العالم، ومنها «نايكي» و «كوكا كولا» و «ماكدونالدز» و «أديداس»، إلى التعبير عن قلقها من اتهامات الفساد التي تطارد الـ «فيفا».. واعتبرت «كوكا كولا» في بيان، أن «هذا الجدل الطويل أضرّ بمهمة كأس العالم والقيم التي يمثلها، وعبّرنا مراراً عن قلقنا حيال هذه المزاعم الخطيرة».. كما ذهبت شركة «فيزا» أبعد من ذلك، وهددت بالانسحاب في حال عدم حدوث أي تغيير.. وتراجعت البورصة القطرية في بداية التعاملات أمس الأول على خلفية الفضيحة، خصوصاً أن قطر تستضيف كأس العالم عام 2022، وبقيت الدوحة صامتة من دون أن تعلق على الاحداث.. وأمس الأول كانت «معركة» شد الحبال بين الاتحادين الآسيوي والأفريقي، ومن خلفهما رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح، المصرين على إجراء الانتخابات في موعدها ودعم بلاتر، والمناشدة الأوروبية لرئيس «فيفا» بالاستقالة، بالتزامن مع اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ستستضيف بلاده مونديال 2018، الولايات المتحدة بمحاولة منع انتخاب بلاتر، واصفاً تحرّكها وتحريكها القضاء بانتهاك واضح لمبادئ عمل المنظمات الدولية ومحاولة فرض قوانينها على دول أخرى.. حدث كل هذا في وقت أشار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إلى وجود مبرر قوي جداً لإحداث تغيير في رئاسة الاتحاد الدولي. وتحدّث وزير خارجيته فيليب هاموند عن خطأ فادح داخل الاتحاد الذي يحتاج إلى إصلاح. وأيّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس طلب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل الانتخابات، لافتاً إلى أن الفضية تحتاج إلى بعض الوقت لتتضح ملابساتها.. وفي مشهد مؤثر، طالب رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، بلاتر بـ «الاستقالة» خلال اجتماع لرؤساء الاتحادات القارية، وأبلغ الصحافيين: «قلت له كفى، كفى، نحن أصبنا في الصميم، الفيفا لا يستحق هذه المعاملة. لقد أصغى إلي وقال إن الوقت متأخّر»، داعياً إلى انتخاب الأمير علي.. واعتبر بلاتيني أن «أغلبية كبيرة من الاتحادات الوطنية الأوروبية ستصوّت للأمير علي»، معرباً عن اعتقاده «أن في الإمكان هزيمة بلاتر، وتغيير الرئيس هي الطريقة الوحيدة لتغيير الفيفا».. وكشف عن أنه «قبل أحداث الأسبوع الحالي، كان من غير الممكن هزيمة بلاتر، لكن الآن مع كل ما حصل، أعتقد أنه في الإمكان ذلك».. وتوقّع رئيس الاتحاد النمسوي ليو وينتنر إعادة انتخاب بلاتر، مذكّراً بأن اتحادات وطنية كثيرة «مرتبطة جداً به». وشكك رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غرايه في طلب إرجاء الانتخابات، لأنه «يتطلب ثلثي أصوات الناخبين (139 صوتاً من 209)».. من جهة أخرى، حمل الشيخ أحمد الفهد المنتخب حديثاً في اللجنة التنفيذية على الولايات المتحدة، وقال: «نحن ضد كل أشكال الفساد وندعم أي إجراء لمكافحته، شرط أن يجري حسب الأصول»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن اتهام أحد حالياً حتى انتهاء التحقيقات». وتحدّث عن إثارة ملفي مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر مجدداً، قائلاً: «في كأس العالم عام 1994 التي فازت باستضافتها الولايات المتحدة على المغرب بنتيجة 10-7، لم يتكلّم أحد أن هناك شبهات فساد، واحترمت القارات النتيجة والتزمت الصمت». وتساءل: «لو فازت إنكلترا باستضافة مونديال 2018 بدلاً من روسيا، والولايات المتحدة بمونديال 2022 بدلاً من قطر، هل كنا سنرى المشهد الحالي ذاته ضد روسيا وقطر؟».. كما ذكّر بالفضيحة التي رافقت استضافة الولايات المتحدة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1998 قائلاً: «الكل يعرف قضية سولت لايك سيتي وما رافقها، فلماذا لم تكن هناك الإجراءات الأميركية ذاتها الحاصلة الآن؟». وكشف عما قاله له الأمير علي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «على هامش جوائز الاتحاد الآسيوي في الفيليبين، لمّح إلى أن هناك حدثاً سيجري قبل انتخابات الفيفا من قبل الـ «أف بي آي»، لكنني لم آخذ الأمر على محمل الجد».. من جهة ثانية سعى بلاتر بالامس لايجاد مخرج ملائم للصراع بين الاتحادين الفلسطيني والاسرائيلي من أجل تجنب تصويت محرج على توقيف اسرائيل خلال المؤتمر.. حيث ترقبت إسرائيل، باهتمام كبير ممزوج بالقلق، التصويت بالأمس في مؤتمر اتحاد الكرة العالمي «الفيفا» في زيوريخ (سويسرا) على الاقتراح الفلسطيني بإبعاد إسرائيل عن الاتحاد، ما يعني منع فرقها من المشاركة في المسابقات الدولية، وذلك احتجاجاً على عرقلة سلطات الاحتلال حركة اللاعبين الفلسطينيين بين المعابر الحدودية، وعدم اعتراف إسرائيل بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وعرقلة تلقي الاتحاد معدات رياضية من الخارج، ومشاركة ستة فرق من مستوطنات الضفة الغربية في الدوري الإسرائيلي لكرة القدم. واعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريبلين الاقتراح الفلسطيني، كما المقاطعة الأكاديمية المتسعة رقعتها، «تهديداً استراتيجياً» على إسرائيل.. وتصدر هذا الموضوع منذ أيام اهتمامات الساحتين السياسية والحزبية، ما دفع بريبلين وبرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وكبار موظفي وزارة الخارجية الى الإلقاء بثقلهم لدى زعماء الدول الصديقة لمنع طرح الاقتراح الفلسطيني للتصويت، أو منع بلوغ الغالبية المطلوبة لإقرار الاقتراح (75 في المئة من الأعضاء الـ209)، وسط أنباء بأن أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (53) سيصوّتون ضد الاقتراح.. وأعربت أوساط سياسية عن خشيتها من أن يشكل قرار إبعاد إسرائيل عن الاتحاد الدولي «بداية تسونامي سياسي». ولم تتردد في إقحام قضية الفساد المنسوبة الى عدد من مسؤولي الاتحاد الدولي في موضوع إبعادها عن المسابقات الدولية، اذ نقلت «يديعوت أحرونوت» عن هذه الأوساط أن قضية الفساد تطرح علامات استفهام كبيرة عن صدقية الاتحاد الدولي ونظافة يديه.. وقال رئيس الدولة رؤبين ريبلين لممثلي الجامعات الإسرائيلية الذين حضروا إلى مكتبه أمس للتباحث في اتساع رقعة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، إنه تحادث إلى عدد من قادة العالم عن «المخاطر الكامنة في الخلط بين الرياضة والأكاديمية من جهة وبين السياسة». من جهتهم، أعرب ممثلو الجامعات عن بالغ قلقهم من «الزخم الذي تحدثه المقاطعة الأكاديمية بالذات في الولايات المتحدة»، ودعوا ريبلين إلى فعل شيء «لوقف كرة الثلج التي من شأنها أن تمس بمناعة إسرائيل الاقتصادية والأمنية».. من جهته، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني بكرة القدم جبريل الرجوب للإذاعة الإسرائيلية إنه قدم الاقتراح لـ «الفيفا بعد سبع سنوات من التوجه عبثاً الى السلطات الإسرائيلية بأن تغيّر تعاملها مع الرياضيين الفلسطينيين»، ملمحاً إلى احتمال عدم طرح الاقتراح على التصويت في حال وافقت إسرائيل على تغيير تعاملها.. وهاجم المعلق في «يديعوت أحرونوت» بن درور الفلسطينيين، وجبريل تحديداً، على تقديم الاقتراح، وإن أقر بأن مجرد تناول الموضوع في أنحاء العالم «يحقق للفلسطينيين إنجازاً عظيماً». وأشار إلى أن الرأي العام العالمي يدعم الفلسطينيين في توجههم، معتبراً أن «المسألة حظيت باهتمام إعلامي دولي واسع، بما في ذلك في الولايات المتحدة».. حيث تجرّأ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر في كلمته أمس الأول في افتتاح «كونغرس» الـ «فيفا» في زيوريخ عشية الانتخابات الرئاسية، على القول إن فضيحة الفساد «المحيطة بنا جلبت العار والخزي للعبة». وأضاف: «لا يمكن ألا يكون هناك فساد من أي نوع في كرة القدم»، ساعياً أن ينأى بنفسه عن الزلزال» الذي شهد توقيف سبعة من المسؤولين البارزين في الاتحاد الدولي في سويسرا بناء على اتهامات أميركية بالفساد، وقال: «لا يمكن أن أراقب الجميع طوال الوقت. إذا أراد الناس ارتكاب مخالفات سيحاولون أيضاً إخفاءها»، مشدداً على ضرورة استعادة الثقة بدءاً من الغد (الأمس)، مؤكداً الحاجة «لفعل المزيد لضمان أن يتصرّف جميع من في كرة القدم بمسؤولية وفي شكل أخلاقي».. كما اعتقد السويسري جوزف بلاتر بأن انتخابه لولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سيكون مسألة روتينية كما جرت العادة خلال الانتخابات الأربع الماضية، على رغم وجود الأمير علي في وجهه، لكنه استيقظ صباح الأربعاء على زلزال قضائي تسبب بارتفاع الأصوات المطالبة برحيله.. وفي ما يتحضر بلاتر لافتتاح الجمعية العمومية لأجل انتخاب رئيس للسلطة الكروية العليا امس (الجمعة) في زيوريخ، جاء موقف الشركات الراعية لـ«فيفا» لأجل زيادة الضغط على السويسري ومن يدور في فلكه.. فشركات مثل كوكا كولا وأديداس وماكدونالدز وفيزا دفعت ملايين الدولارات لأجل رعاية «فيفا» وبطولاته، ولا تريد أن تلوث سمعتها من خلال ارتباط اسمها بمنظمة يشوبها الفساد، ولذلك طالبت «فيفا» بأن ينظف نفسه.. وقالت شركة فيزا: «إنها ستعيد تقويم ارتباطها بالاتحاد الدولي إلا في حال قام الأخير بإعادة بناء نفسه ضمن ثقافة تعاونية، وأن تكون الممارسات الأخلاقية القوية في قلب كل ما يقوم به».. وعلى رغم الزلزال الذي هزّ السلطة الكروية العليا والتوقيفات السبعة التي قامت بها السلطات السويسرية بطلب من القضاء الأميركي، الذي وجّه بدوره تهمة التآمر والفساد إلى تسعة مسؤولين منتخبين في الاتحاد الدولي وخمسة مسؤولين كبار بسبب مخالفات ارتكبها المتهمون على مدى الأعوام الـ24 الأخيرة، أكد «فيفا» أن الكونغرس والانتخابات الرئاسية سيقامان في الموعد المحدد.. وجاء تشبث الاتحاد الدولي على رغم مطالبة عدد من الشخصيات والمنظمات الفاعلة في كرة القدم العالمية بتأجيل الانتخابات وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وعلى رغم الانتقادات اللاذعة لبلاتر في وسائل الإعلام العالمية، وعلى رغم ما صدر عن النائبة العامة الأميركية لوريتا لينش، التي قالت في مؤتمر صحافي حاشد في نيويورك: «إن مسؤولي الاتحاد الدولي أفسدوا اللعبة».. حيث اعتبرت لينش أن مسؤولي «فيفا» حصلوا على رشاوى في التصويت لمنح كأس العالم لجنوب أفريقيا عام 2010، وهو ما اعتبره الاتحاد المحلي مجرد مزاعم، وتحدثت عن النسخة المئوية من «كوبا أميركا» 2016، المقررة في الولايات المتحدة بحصول رشاوى فيها تُقدر بنحو 110 ملايين دولار.. وبطبيعة الحال، كان الإنكليز من المطالبين برحيل بلاتر بعد أن خسرت بلادهم استضافة مونديال 2018 لمصلحة روسيا، وقال رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غريغ دايك: «سيب بلاتر يجب أن يرحل، لا توجد هناك أية طريقة لإعادة بناء الثقة بفيفا في حال بقي بلاتر في مكانه، فيجب عليه إما أن يستقيل، أو يخسر في التصويت في انتخابات الجمعة ضد الأمير علي، أو يجب أن نجد طريقه ثالثة».. ومن جهته، طالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد اجتماع مكتبه التنفيذي في وارسو بتأجيل انتخابات رئاسة «فيفا» ستة أشهر، وقال أمينه العام جياني أنفانتينو: «إن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن كونغرس فيفا يجب أن يُؤجل، وأن انتخابات الرئاسة يجب أن تحصل خلال ستة أشهر».. وواصل «هذه الأحداث تُظهر مجدداً بأن جذور الفساد عميقة في ثقافة فيفا»، محذراً بأن أعضاء الاتحاد القاري قد يقاطعون الكونغرس، الذي قد يتحول إلى مهزلة.. أما نجم البرازيل السابق روماريو، الذي أصبح لاحقاً سيناتور، فأمل أن تتسبب الهزة التي حصلت الأربعاء بخسارة بلاتر، مطالبا بـ«قائد جدير» لإدارة اللعبة، مضيفاً «آمل أن يتسبب ذلك بتغيير شيء ما، وهناك أمل على أقل تقدير بالنسبة لي شخصياً، بأن يتم توقيف بلاتر».. أما بالنسبة لمنافس بلاتر في انتخابات الجمعة الأمير علي بن الحسين، فاعتبر بأن الازمة لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل في «فيفا»، مشيراً إلى أن الأخير في حاجة إلى قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لأفعال المؤسسة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.. كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الخميس) أن اعتقالات مسؤولين من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في زيوريخ تمثل محاولة لمنع إعادة انتخاب جوزيف بلاتر لرئاسة الاتحاد، وللحيلولة من دون إقامة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.. وقال بوتين للصحافيين: «في رأيي، يجب أن تجرى (الجمعة) انتخابات رئاسة فيفا، وثَمّ إمكان لإعادة انتخاب بلاتر. نحن نعرف أيضاً أنه تمت ممارسة ضغوط ضده لمنع إقامة مونديال 2018 في روسيا».. وأضاف «ليس لدي شك في أن هذه محاولة واضحة لعدم السماح بإعادة انتخاب بلاتر رئيساً للفيفا. هذا انتهاك صارخ لمبادئ عمل المنظمات الدولية».. ويرى الرئيس الروسي أن هذه الاعتقالات تُعد «غريبة»، لأنها تمّت بمبادرة من الولايات المتحدة بناءً على اتهامات فساد، مبيناً «اعتقال من؟ موظفون دوليون».. كما أشار إلى أنه «ربما انتهك أحدهم قانوناً ما لا أدري، ولكن الأمر المؤكد هو أن الولايات المتحدة لا علاقة لها بهذا الأمر، لأن المسؤولين المعتقلين ليسوا أميركيين، وإذا ارتكبوا شيئاً ما فهم لم يقوموا به داخل الأراضي الأميركية» على حد قوله.. وتابع «إنها محاولة جديدة أخرى من أميركا لمد سلطتها القضائية إلى دول أخرى».. وأكد بوتين على أن مسألة تحديد كون هؤلاء المسؤولين مذنبين أم لا؟ تتم عبر المحاكمة.. يشار إلى أنه قد تم (الأربعاء) الماضي اعتقال سبعة مسؤولين كبار في «فيفا» بناء على طلب من القضاء الأميركي، الذي يوجّه لهم اتهامات من بينها تكوين شبكة مافيا وارتكاب غش جماعي وغسل أموال.. تأتي هذه الاعتقالات قبل انتخاب رئيس «فيفا» الجديد بالأمس وهو منصب تنافس عليه بلاتر مع الأمير الأردني علي بن الحسين. كما نفى اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم أمس الأول (الخميس) أن تكون سلطات البلد دفعت رشوة إلى مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كي تفوز جنوب أفريقيا باستضافة مونديال 2010.. وقال المتحدث باسم اتحاد جنوب أفريقيا دومينيك تشيمافي: «نعيد التأكيد على أننا قمنا بالعملية كلها بنزاهة. سيتضح أن الاتهامات باطلة». ويأتي رد فعل اتحاد جنوب أفريقيا بعد أن كشف تحقيق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إفي بي آي) أن الحكومة الجنوب أفريقية وعدت بدفع 10 ملايين يورو إلى نائب رئيس «فيفا» في ذلك الحين جاك وارنر، وإلى مسؤولين اثنين كبيرين آخرين بالاتحاد الدولي، كي يصوتوا لجنوب أفريقيا لأجل تنظيم المونديال. كما شدّد المتحدث أيضاً على نزاهة ملف ترشح جنوب أفريقيا لتنظيم مونديال 2006، الذي فازت باستضافته ألمانيا، وأكد أن المكانة التي تتمتع بها شخصيات مثل نيلسون مانديلا وديزموند توتو هي التي حملت النسخة التالية إلى البلد الجنوبي. وقال تشيمافي: «وضع شخصيات بهذا القدر من النزاهة تحت الشبهات أمر محبط للغاية»، مذكراً كذلك بأن جنوب أفريقيا كانت تحظى بدعم كل «القارة السمراء». وتفوقت جنوب أفريقيا عام 2004 على المغرب برصيد 14 صوتاً في مقابل 10، في التصويت النهائي على اختيار البلد المنظم لمونديال 2010. وطالبت المعارضة وعدد من قطاعات المجتمع المدني توضيحات من الحكومة في شأن الفضيحة، التي تهز صورة النجاح الذي تحقق في كأس العالم 2010 ، الذي يمثل واحداً من أهم الإنجازات في تاريخ جنوب أفريقيا. وكانت أصوات وارنر والمسؤولين الكبيرين الآخرين اللذين يفترض حصولهما على الرشوة، واللذين يؤكد (إف بي آي) أنهما حصلا على نسبة ضئيلة من الملايين الـ10 التي دفعتها جنوب أفريقيا، حاسمة في النتيجة النهائية.. ويشير التحقيق الأميركي إلى أن دفع هذا المبلغ جاء عبر خصمه من إحدى الحصص التي كان يرسلها «فيفا» إلى جنوب أفريقيا لتمويل تنظيم البطولة، لعدم استطاعة حكومة البلاد استخدام المال العام مباشرة في دفع الرشوة.. واعتقل وارنر و13 شخصية أخرى في «فيفا» ومن شركات متعاونة مع الاتحاد الدولي الأربعاء في سويسرا ومناطق أخرى من العالم، وقد يتم تسليمهم إلى الولايات المتحدة.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي :- قيض الله لي أن توجدني ظروف أكاديمية في العام 2010 بجوهانسبيرج.. حيث شهدت –مونديال / جنوب أفريقيا- هناك.. لأُكلف –ساعتذاك- من السودان بالتحقيق في –فضائح الرشاوى التي زُكمت لروائها الإنوف- قبل الإنتخابات السابقة للفيفا.. فقلت لمن هاتفني من الخرطوم "الاْن فقط فهمت !!" .. لأنني لطالما تساءلت عن عدم ديموقراطية –الرياضيين- فلو وجدنا العذر للـ -سياسيين- في هرولتهم وراء المناصب بالـ -تزوير- فلأجل ماذا "يُجاريهم الرياضيين ؟؟".. لأُوقن حقيقة بأنه "يمكنك أن تبيع أي شئ عدا ضميرك !!" – You can sell anything except your conscience- وعلى قول جدتي :- "دقي يا مزيكا !!".
خروج :- أتحفنا بالأمس في الحياة اللندنية –الإمام / الصادق المهدي- بمقالة بعنوان "إنقلاب 1989م السوداني ونظامه في ألواح التأريخ" الحقيقة ،، الثوثيق جدير بالإطلاع .. ولن أزيد ،، والسلام ختام.
د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق