اعتذر ملك السعودية عن حضور مراسم تنصيب عمر البشير اليوم الثلاثاء ، رغم حاجة المملكة الى مرتزقة النظام السودانى فى العملية البرية باليمن ، ورغم إلحاح الدعوة الذى وصل الى حد الاستجداء ، واعتذر كذلك أمير قطر ، والرئيس التركى ، ورئيس جنوب افريقيا ، والرئيس الاثيوبى ، والرئيس اليوغندى ، وغيرهم من الرؤساء ، وما من رئيس دولة ذات وزن يحضر مراسم التنصيب إلا رئيس مصر الذى يرى فيه عمر البشير (ومن نكد الدنيا على المرء ان يرى عدواً ما من صداقته (أو مراوغته ) بد !
واذ ستبانت أجهزة النظام السياسية والدعائية مقدار عزلة نظامهم الاقليمية والدولية ، اضافة الى العزلة عن الشعب السودانى ، لم تجد ما تبرزه من بين (نجوم) حفل التنصيب سوى موسى هلال ! وبالنسبة لسلطة مليشيوية حزبية انتهبت الدولة واعادت صياغتها على صورتها ثم انحطت بفعل تطورها الباطنى الى طغيان فردى يستند على المليشيات القبلية ، بالنسبة لهذه السلطة فان موسى هلال يشكل العزاء والسلوى ! ولكن حتى فى هذه الحدود العزاء بطعم العلقم ، فموسى هلال الذى اكتشف عرى الفرعون صار أكثر تشدداً فى الشروط التى يسبل بها ستره ! يلوح بمليشياته ليطلب تعيينه مساعداً للرئيس ، فاذا تحقق الهدف المرحلى بالاستوزار الممتاز فغالباً ما يطرح لاحقاً حيازة كامل سلطة الائتمار ! بالنظر الموضوعى يبدو طموح موسى هلال أبعد كثيراً من قدراته ، ولكن بالنسبة له شخصياً وقد عمل لسنوات قرب عمر البشير فعلى قناعة بانه يستطيع ان يحل محل البشير بكفاءة أعلى ، لأنه فى أهم خصائص الحكم القائم – جز الرقاب – كان عمر البشير يأمر ويمول ويسلح ويحرض ويرقص بينما وقع عبء التنفيذ على أمثال موسى هلال !!
حريات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق