الاثنين، 1 يونيو 2015

رحيل نورس سوداني



برحيل الأديب والشاعر والمسرحي والإذاعي متعدد المجالات الإبداعية، محمد محي الدين، يكون السودان قد فقد معلما بارزا من معالم إبداعه الثر. ومحمد محي الدين المولود عام 1952 عرفته الأوساط السودانية شاعراً وكاتباً وناقداً ومؤلفاً وممثلاً وصاحب مواهب كثيرة، وقد تدفقت إبداعاته عبر الأثير والمسارح والمجلات والصحف العربية والسودانية.

كتب محي الدين القصيدة النضالية ذات البعد الاجتماعي المتولهة في ذات المحبوبة، ذاتا مرتبطة بشأن الوطن، فالحب عند محي الدين مثله من أصدقائه الدوش والقدال وعثمان بشرى وحميد وأمين صديق، هو حب متداخل مع حب الوطن، يقدح كلاهما الآخر. كانت المحبوبة عند محي الدين مرآة يرى منها الوطن وعذاباته، عذابات فقرائه والمحتاجين، من عسف الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة على السودان، ومن النهب الاقتصادي المساير والمتمترس بهذا العسف والظلم. 

كتب محي الدين عن الوطن والباعة المتجولين والشحاذين والعاهرات وغاسلي العربات من أجل المال، وتحدث عن الفقراء. كان ذلك في شعره وفي مسرحياته التي اكتملت عشرا قبل رحيله، ومنها، مطر الليل، والرجل الذي صمت، وهبوط الجراد، والشيخ فرح، والقنبلة والعصفور، والدائرة. 

وفي الشعر لديه مجموعتا الرحيل على صوت فاطمة، واتكائه على سحابة وردية، 
وله مخطوطة شعرية، بعنوان عشر لوحات، وهي تخرج من النهر.

كان محمد محي الدين مناضلاً مقالا من مكانه في ولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة التي عرفت بمبدعيها الذين ناضلوا وكتبوا وأبدعوا منذ الاستعمار، كما أن أول مخطوطة كتابية حديثة في تاريخ السودان الحديث هي مخطوطة كاتب الشونة، فهي من الجزيرة التي عرفت بازدهار المكتبات في أسواقها والمقاهي الأدبية، كما أنها رفدت الأجهزة الإعلامية في مركز البلاد العاصمة بمبدعين كثيرين.

كتب محي الدين عن أصدقاءه من رحلوا، شاعر السودان الشفيف، إدريس جماع، وعن الفنان والأديب المبدع، طه يوسف العبد، الذي رحل في أحداث هبة مدني عام 1982، تمهيدا مع مدن أخرى لإسقاط نظام جعفر نميري. كتب لإذاعة وتلفزيون الجزيرة، معداً برنامجها الثقافي، كما عمل معلماً، وانتدب للعمل في اليمن معلماً. رحل وترك أصدقاءه يسطرون صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حزناً، ويتداعون عبر الوسائط الإلكترونية والهاتف، بعد أن شتتهم الرحيل والاغتراب وعنف النظام. 

حنانيك يا قلب، فكم أنت خافق الرحيل والاغتراب وعنف النظام. حنانيك يا قلب، فكم أنت خافق.
ياسر زمراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق