الأحد، 21 يونيو 2015

هاشم كرار .. أما آن لهذا الاستهزاء أن يُلجم؟

هاشم كرار

مرة أخرى، استفزاز المشاعر الدينية، يمكن ببساطة أن يستثير المؤمنين.

في كل مرة، ترتفع بهذه المقولة، أصوات المخلصين لاحترام الأديان والمعتقدات، واحترام التعايش والسلام، لكن غلواء المستهزئين بالمقدسات، يزدادون غلوا، والغرب في غيه بما يسمى بحرية التعبير!
للتعبير، حدود، كما للحرية، تلك التي ينبغي أن تنتهي حين تبدأ حرية جارك، لكن الغرب- كعهده- في كل كيل، يكيل بمكيالين!
هل يكفي لأي من دولة، أن تقول إن هذه الإساءة للأديان أو تلك، التي تبث من قنواتها أو من مواقع يمكن ببساطة أن تتحكم فيها، انها لا تتعلق بها كدولة؟
السؤال أطرحه، وهولندا تتبرأ من رسوم تهزأ من نبينا الكريم، بثها في شريط فيديو اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، الذي كان قد حاول نشر هذا الاستهزاء في البرلمان الهولندي، وكان قد شارك بها بالفعل في مسابقة في دلاس الأميركية، نظمتها منظمة (مبادرة الحرية والدفاع الأميركية) في مايو الماضي.
الاستهزاء، مرفوض في كل الأوقات.. وهو حين يجيء في هذا الشهر المبارك، يصبح استفزازا مزدوجا، ومثيرا لأقصى درجات الاستثارة.
فيلدرز، تاريخ من الكراهية للإسلام والمسلمين، وتاريخ من الغلو، والاستفزاز. يكفي أنه صاحب فيلم «فتنة» الذي يربط فيه بين الإرهاب والقرآن الكريم، وهو الفيلم الذي كان قد أحرج الحكومة الهولندية، وأثار غضبا إسلاميا، هو بكل المقاييس غضب مشروع.
إلى متى تسمح دول غربية- تحت لافتة حرية التعبير- لمتطرفين- مهما كانوا- أن يثيروا الكراهية، ويهددوا مصالحها.. بل أمنها وطمأنينتها العامة، وفي الذي كان قد حدث للدنمارك وفرنسا، تذكرة.. وتحذيرات؟
السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار- في الدول التي ترفع شعار لا لمعادة السامية، كيف تسمح- هكذا- في كل مرة بمعاداة الإسلام، وبث الكراهية ضد المسلمين؟
دول كثيرة، للأسف، لا تستفيد من قراءة ما يحدث لدول أخرى، تشيح بوجهها- تحت لافتة حرية التعبير- عن استهزاءات المستهزئين.
صحيفة الوطن القطرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق