لندن: مصطفى سري
رفضت وزارة الصحة في جنوب السودان إعلان وجود حالات اشتباه لمرض الكوليرا في جوبا عاصمة البلاد، بعد تسجيل عشرات الحالات ووفاة تسعة مواطنين خلال الشهر الحالي. واكتفت الوزارة بالحديث عن وجود «إسهالات مائية». وتقول مصادر إن سبع إصابات حدثت داخل مخيم النازحين في قاعدة تابعة للأمم المتحدة، إلى جانب ثلاث حالات تم تأكيدها خارج المخيم. ولم يصدر أي بيان من الحكومة أو الأمم المتحدة حول وجود المرض الذي تكرر حدوثه في جنوب السودان في السنوات الأخيرة.
ADVERTISING
وقال مصدر مطلع في جنوب السودان، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن هناك حالات يشتبه أنها إصابات بمرض الكوليرا في الأسابيع الأخيرة ظهرت داخل مخيمات النازحين في قاعدة الأمم المتحدة المزدحمة بالسكان في جوبا. وأضاف «لكن هناك حالات تم تسجيلها خارج قاعدة الأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن الوفيات وسط المصابين قليلة جدا، مؤكدا أن الحكومة رفضت الاعتراف بوجود إصابات وسط المواطنين بمرض الكوليرا. وقال إن وزارة الصحة أطلقت على المرض الذي بدأ يسجل حالات مرتفعة بأنه «إسهالات مائية حادة» بها أعراض أقرب إلى مرض الكوليرا، وعد ذلك استهتارا بحياة المواطن. وقال «حتى المنظمات الوطنية أو الدولية لم تعلن عن هذا المرض الذي يمكن أن يتفشى ويؤدي إلى موت عدد أكبر من المواطنين»، مرجحا أن صمت الأمم المتحدة عن إصدار بيان جاء باعتبار أن المرض ظهر داخل قاعدتها. وقال «لا أظن المنظمة الدولية ستفضح نفسها لأن الرعاية الصحية ضعيفة في داخلها». وأضاف «لا توجد إحصائيات دقيقة حتى الوقت الراهن بعدد المصابين أو حالات الوفيات والمناطق التي تفشى فيها المرض».
وأشار المصدر إلى المرض كان قد تفشى العام الماضي وأدى إلى وفاة عدد من المواطنين يقدر بأكثر من ألف شخص. وقال إن تحرك الحكومة والمنظمات آنذاك كان سريعا وتم احتواء المرض بسرعة. وأضاف «لكن مع بداية خريف هذا العام ظهر المرض من جديد، ونتمنى أن يتم تحرك سريع لوقف انتشاره»، مشيرا إلى أن مرض الكوليرا ينحصر حتى الآن في عاصمة البلاد جوبا. لكنه عاد وقال «لكن ربما تشهد مخيمات النازحين في قاعدة الأمم المتحدة حالات أخرى خاصة في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وثاني أكبر مدن البلاد».
من جهة أخرى، ذكر «راديو تمازج» الذي يبث من هولندا أن تقارير صحية أكدت وجود حالات إصابة بمرض الكوليرا داخل مخيمات النازحين في قاعدة تابعة للأمم المتحدة في جوبا. وأكدت الإذاعة أن وزارة الصحة رفضت إعلان تفشي المرض رغم عشرات الإصابات به في جوبا وحدها. وكشف التقرير عن إصابة 85 حالة يشتبه في أنها أصيبت بالمرض، توفي منها تسعة أشخاص، فيما تم تسجيل أربع وفيات في المرافق الصحية أي منها لم يكن داخل معسكر الأمم المتحدة. ووفقا لتوجيهات منظمة الصحة العالمية فإنه إن تأكد وجود 10 إلى 20 حالة إصابة بمرض الكوليرا سيتم إعلان تفشي المرض. وكشف «راديو تمازج» عن إرسال عينات تم أخذها من المرضى إلى كينيا للتأكد منها، بعد أن أوضحت المختبرات في جوبا وجود اشتباه من عينات تم أخذها من قبل أنها مصابة بالكوليرا. يذكر أن جنوب السودان شهد تفشي مرض الكوليرا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وسجلت قرابة 7 حالات. وسجلت 167 حالة وفاة بعد أن انتقل المرض إلى 16 محافظة في 5 ولايات.
ونال جنوب السودان استقلاله في يوليو (تموز) 2011 عبر استفتاء شعبي، لكنه دخل في حرب أهلية بين القوات الحكومية ومتمردين تابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار، اندلعت في منتصف ديسمبر 2013، بعد أن اتهم رئيس البلاد سلفا كير ميارديت نائبه بقيادة انقلاب ضده، وهو ما ظل يرفضه الأخير. وفشلت جهود الوساطة التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد) في تحقيق السلام وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقعيه في يناير (كانون الثاني) 2013، ويتوقع أن يتم استئناف المفاوضات بين الجانبين هذا الأسبوع.
الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق