البشير يلقى خطاب العرش ، فاستمعوا له باكين ! .. بقلم: د. على حمد إبراهيم
نشرح بداية لماذا نسميه خطاب العرش . ونقول ان صاحب (النفرة ) وملك (الوثبة) و(الاسد النتر ) على ذمة اشياعه الولهين ، دون انتظار الرد على سؤال مولانا سيف الدولة حمدنا الله المتوالى : الاسد النتر على منو ، سيجلس فوق صدورنا ثلاثين عاما حسوما ، رجالة وحمرة عين بلغة والى الخرطوم المنهوب مكتبه ، والذى لم تسعفه رجالته ولا حمرة عينه فى انفاذ محاكمة الناهبين. نقول ملك وخطاب عرش لأنه لا يوجد فى عرف عالمنا الطبيعى رئيس يجلس فوق صدور شعبه ثلاثين عاما حسوما الا اذا كان من شاكلة الرؤساء الملوك الذين الذين تقول فصيلة دمهم او يقول حامضهم النووى انهم ليسوا من غمار الرؤساء الذين يتدلون من عليائهم هكذا سمبلة. الذين يكنكشون فى الرئاسة ولا يقدر على زحزحتهم الا الملك الاعظم المطلق. أو ثوار مطهمون بالغضب المرجلى والعزيمة النافذة . تذكرون الرؤساء الملوك الذين ظنوا انهم قادرون على الدنيا ، يضيقونها على شعوبهم بما رحبت . وأنهم خالدون فيها ما بقيت اجهزتهم الامنية .نميرى كان يقول مافى واحد يقدر يشيلنى ! ملك ملوك افريقيا ، ذلك الطاؤوس البطر،كان يقول أنه ليس رئيسا من جملة الرؤساء العوام. إنه ملك ملوك افريقيا ! وتذكرون بقية الرؤساء الملوك : بينوشيه ، وبوكاسا وعيدى امين وشاوسشكو . لقد حضروا، فمكثوا ، فاغتروا ولم يعدلوا . بطشوا وبغوا . ثم غادروا بأمر الشعوب فى ساعة الذروة الشعبية . هذه مقدمة لازمة .تعالوا نبدأ الحكاية من أولها .
فى بيانه رقم واحد فى الثلاثين من يونيو 1989 وعدنا الملك المبتدئ يومها ، وعدنا بدولة الرفاه القادمة تحت اهابه . التى سوف نأكل فيها مما نزرع ، ونلبس فيها مما نصنع ، ونفوق العالم أجمع . ونميز علائقنا الخارجية واقتصادنا ونصبح ملاذا للخائف المعتر. صدقنا الحكاية بلحنها الاشنف . غنينا ورقصنا فى انتظار الحلم الابرق حتى قبل أن نعلم أننا سنكون على موعد مع راقص اعظم . فى ذلك اليوم المشئوم استلم منا الملك الواعد وطنا تياها بطوله وعرضه . يتماهى فى وجوده الاغر ، يفترش صدر البسيطة واديمها مثل سجادة بيزنطية مزركشة الاهاب . ملايين الاميال . الميل ينطح الميل. تنداح بمياها المعربدة ،تسوق امامها الخير العميم ، فتطمئن القلوب التى فى الصدور. جلسنا القرفصاء مطمئنين ، نغنى مع( التنى) خوفا عليه من عين الحسود : فى الفؤاد ترعاه العناية يسلم وطنى العزيز . نمنا فى باحة احلام اليقظة نوم العوافى عند سلامة الوطن العزيز . نمنا نوم العوافى كما تقول لغتنا العامية. حتى اذا اصبح الصبح وجدنا اننا نحتضن السراب الخلب : لا أكلنا مما نزرع ، ولم نلبس مما نصنع . بل فقنا العالم اجمع فى احصائيات الفقر والجوع والفساد. وانضربنا على بطوننا وظهورنا فى بيوت الاشباح . تكدسنا فى معسكرات البئس تطعمنا الامم المتحدة والمنظمات الخيرية وقد كنا سلة غذاء العالم المأمولة . خربنا علاقاتنا الخارجية ، حتى صار (اسدنا النتر) لا ينتر الا فى حوشه فى ود بانقا . وفى حوش افورقى و حيشان اشباهه من الذين يسومون شعوبهم الخسف والذل والهوان . ف ( شن دائما يوافق طبقة ) مثلما يقول المثل. نتلفت يمينا وشمالا فلا نجد مشروع الجزيرة الذى كان . ولا السكة حديد التى كانت ، ولا سفريات الشمس المشرقة ، ولا الخطوط البحرية. ولا رصيفتها الخطوط النهرية . ولا التعليم ذلك المزار الوطنى ، ولا الصحة ، فخر البنى آدمين السودانيين فى زمانهم الوضئ ذاك. ولا جامعة الخرطوم ! ومع ذلك مطلوب منا ان نستمع الى خطاب العرش صاغرين ! سنفعل . سنستمع اليه باكين . فاليتيم لا يوصى على البكاء . وقد صرنا كلنا يتامى ، وطننا دياسبورا بلا حدود. وحلم فى الفؤاد الاسيف .
سنستمع الى الاسطوانة المشروخة تطنطن عن الحوار الوطنى كهدف استراتيجى! وعن الاستثمار الذى يطال الجبال ! وعن الانتخابات التى تداعت اليها القوى السياسية كافة . ولم تتأخر عنها فاطمة عبد المحمود ولا شعيب ، شبيه كيجاب القديم . ولا الميرغنى الصغير . سنسمع ونتفرج على القوم وهم يرقصون فرحين ثم يتفرقون وقد عرف كل واحد منهم مكسبه فى غده القريب . مثل هؤلاء سوف استمع الى الحبكانة على اجد فيها ما يسلى النفس. هذا من باب الأمل . وقديما قال جدنا مؤيد الدين الطغرائى ، ذلك الشاعر المجيد :
أعلل النفس بالأمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
أخ . . . يابلد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق