هاشم كرار
دخل أكبر الباكر، قصر جوقة الشرف، دون أي رتبة، وخرج برتبة ضابط، وراحت كل موجة في الضفة اليسرى لنهر السين، تعطي التعظيم سلام لهذا الرجل الـ »SLIM« الذي صنع بالإرادة والخيال والمثابرة، إمبراطورية الإقلاع السلس، والهبوط الناعم، في كل مطارات العالم.. وجسد كرم الضيافة في الأعالي، بين طيات السحاب!
الوسام النابليوني، والذي يعود تاريخه لبدايات القرن التاسع عشر، هو أعلى وسام تكريمي، يمنحه الرئيس الفرنسي، للشخصيات التي لعبت دورا مهما، في جعل هذا العالم منفتحا على المروءة والتواصل والراحة والقبول والجمال والمعاصرة والسلام.
الرئيس الفرنسي- فرانسوا هولاند- وهو يدبج الباكر بالوسام الفرنسي الرفيع، كان في ذهنه أفضال هذا الرجل، على الطيران العالمي.. وعلى الوقت كقيمة، وعلى الراحة- والسفر وعثاء- وعلى الأمان، والكرم.. وعلى مساهمته في جعل هذا العالم، خطوطا متشابكة، ومحطات تهزأ بالأميال الجوية.
الطيران- كصناعة- مروءة.. وهو وصل واتصال، بين أجناس وألسنة وثقافات وأديان وأعراق.. وهو من هنا منصة ( تيك اوف) و( لاندنغ) بينهما سباحة في الجو.. منصة للحوار!
الباكر، بصناعته لإمبراطورية الخطوط القطرية، ساهم دون أدنى شك، ليس فقط في إعلاء اسم قطر في هذا العالم، وإنما ساهم- إلى جانب ذلك- في إعطاء المثال في كيفية صناعة الطيران، وفي كيفية الارتقاء بهذه الصناعة، وفي كيفية الانضباط، وكيفية فتح هذا العالم- خطوط طول وعرض وخط استواء- عبر الاجواء.. ومن مطار إلى مطار.. وفي كيفية جعل إمبراطوريات الطيران، إمبراطوريات متعددة الأجناس والملامح والألسنة والمعتقدات والثقافات.. ومتحدة في الآن ذاته، ومتماهية في خدمة المسافرين بمختلف جنسياتهم.. ومتماهية في راحتهم، وأمنهم وأمانهم، بشكل غريب.
من الرجال، من يجعلون هذه الحياة، جديرة بأن تعاش، وأكبر الباكر بإمبراطورية الخمس نجوم- طيرانا آمنا وراحة وضيافة كريمة ودقة وانضباطا في المواعيد، هو أحد هؤلاء الرجال الكبار.. وهو من هنا، يستحق (جوقة الشرف) برتبة ضابط، تلك التي جعلت (السين) يصفق موجة من وراء موجة، ويتهادى، وهولاند يبتسم!
التهنئة للرجل.. صاحب الإرادة والخيال..
والتهنئة للخطوط القطرية.. الإمبراطورية التي تحلق- دائما- بقطر، بين السحاب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق