شهد العقد الحالي، بداية من عام 2000 محاكمات ضد رؤساء أشهر دول العالم مثل مصر وتونس وأوكرانيا والعراق، حيث حوكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى 2011 وبعدها كانت محاكمة الرئيس محمد مرسى فى 2013.
وانتشر اشهر تعبير مصرى لمحاكمات الرؤساء عندما بدأت محاكمة الرئيس مبارك، حيث انطلق تعبير "محاكمة القرن" وارتبط ضجيج محاكمة مبارك بذلك التعبير ولكنه لم يعد حصريا أو قاصرا على محاكمته، فقط بل اتسع ليشمل مجموعة من الرؤساء والقادة الذين خضعوا للمحاكمات بتهمة جرائم ارتكبوها ضد شعوبهم.
لاقى التعبير رواجا واسعا فى ظل اجتياح الثورات للعالم والمنطقة العربية وما لحقها من محاكمات لرؤساء الدول.
تمت محاكمة الرئيس الإندونيسى الأسبق سوهارتو عام 2000 بتهمة استغلال النفوذ ونهب أموال الشعب بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية، إلا أن محاكمته تأجلت لتدهور صحته حتى 2006 ثم وافته المنية عام 2008، وعانى الشعب خلال فترة حكمه على مدار 30 عاماً من القمع والاستبداد والاغتيالات، وأعيد انتخابه عام 1998 للمرة السابعة، لكن اجتاحت البلاد مظاهرات أجبرته على التنحى ووصلت البلاد إلى حالة من الفقر الشديد بسبب سياساته وتلاعبه في المال العام وقدرت ثروته بنحو 16 مليار دولار.
العراق : صدام حسين ..الإعدام شنقا أول أيام الأضحى
حوكم الرئيس العراقى صدام حسين بتهمة ارتكاب جرائم بحق شعبه، حيث اعتقل فى عملية «الفجر الأحمر» للقوات الأمريكية فى 2003، واتهم بالإبادة الجماعية فى 2005 بقتل 148 شخصاً، ونفذ فيه الحكم بالإعدام شنقا فى فجر يوم 30 ديسمبر 2006، الذي كان يوافق عيد الأضحى.
أوكرانيا: يوليا تيموشينكو.. فساد وكسب غير مشروع
تواجه رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة يوليا تيموشينكو المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم فساد وكسب غير مشروع وشراء الغاز من روسيا بأسعار أعلى من معدلاتها العالمية وتم نقلها إلى المستشفى بسبب حالتها الصحية، وهو ما أثار عاصفة غضب أوروبية ضد السلطات في كييف، وكانت تيموشينكو من قادة الثورة البرتقالية عام 2004، التي قضت على محاولة الرئيس فيكتور يانكوفيتش الأولى لشغل الرئاسة لكنها خسرت الرئاسة في 2010 أمام يانكوفيتش.
اتهم رئيس الفلبين الأسبق جوزيف سترادا بالفساد وأطاح به تمرد شعبى بمشاركة الجيش عام 2001، بعد أن فشلت محاولة إقالته، وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بالرشوة والفساد، بينما لاتزال رئيسة الفلبين السابقة جلوريا أورويو في المستشفى بانتظار محاكمتها بتهمة تزوير الانتخابات.
رغم الجرائم البشعة التى ارتكبها بحق مسلمى إقليم كوسوفو وإبادة عشرات الآلاف، فإن القدر وحده أعفى سفاح أوروبا الرئيس اليوغوسلافى السابق سلوبودان ميلوسوفيتش من الإعدام، ولقبه خصومه بالشيطان، وخضع بعد اعتقاله للمحاكمة في لاهاى بتهمة إبادة جماعية ضد مسلمى كوسوفا، وعثر عليه ميتاً في سجنه في 11 مارس 2006 وسط شائعات بانتحاره.
قرن المحاكمات فى "القرن الأفريقى"
أثيوبيا: منجستو هايلا ميريام.. صاحب ال 100 الف ضحية
وعلى الصعيد الأفريقى، تمت محاكمة رؤساء سابقين أشهرهم الرئيس الإثيوبى الأسبق منجستو هايلا ميريام الذى واجه حكما بالسجن مدى الحياة عام 2007 بتهمة ارتكاب جرائم إبادة خلال فترة حكمه التي عرفت باسم «الرعب الأحمر»، إثر انقلابه ضد الإمبراطور هيلاسلاسى عام 1974، وقاد البلاد بقبضة حديدية وانفرد بالحكم المطلق وأعدم رموز العهد السابق في عهده الثورى ضد أعداء الثورة والإمبرياليين، وبلغ ضحاياه 100 ألف بسبب الترحيل القسرى إلى أن قضت محكمة أخرى بإعدامه في 2008.
مالى: موسى تراورى.. حكم بالإعدام مرتين ثم عفو
وفى مالى، حكم على موسى تراورى الرئيس الأسبق بالإعدام مرتين لارتكابه «جرائم سياسية» عام 1993، كما واجه حكماً بالإعدام مع زوجته عن «جرائم اقتصادية» في 1999 لكنهما حصلا على عفو عام 2002. وكان تراورى أطيح به في 1991 خلال تمرد شعبى عنيف، بعد حكم استمر 23 عاما
ليبريا: تشارلز تايلور..اول أرئيس افريقى امام قضاء دولى
ومن الرؤساء الأفارقة الذين خضعوا لمحاكمات دولية الرئيس الليبيرى السابق تشارلز تايلور الذي حكمت عليه المحكمة الجنائية الخاصة بسيراليون مؤخرا بالسجن 50 عاما، بعد اتهامه عام 2003 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية التي قتل فيها 120 ألف شخص، وهو أول رئيس أفريقى يحاكم أمام القضاء الدولى، كما أدين ابنه في الولايات المتحدة بالسجن لمدة 97 عاما
تونس: بن علي ..يحاكم غيابيا
وحكم القضاء العسكرى التونسى بالإعدام على الرئيس المخلوع زين العابدين بن على الذي فر إلى السعودية، ويحاكم غيابياً هو والعديد من مساعديه بتهمة قتل المتظاهرين خلال ثورة «الياسمين» التي أطاحت به، وكان «بن على» واجه أحكاماً بالسجن لمدة 50 عاما وغرامة بملايين الدولارات بتهم الفساد واستغلال النفوذ وحيازة أسلحة وذخائر في القصر، كما حكم على زوجته ليلى الطرابلسى وعدد من أركان نظامه بالسجن عشرات السنوات بتهمة الفساد والاختلاس واستغلال النفوذ. ويلاحق في قضية قتل المتظاهرين رفيق بلحاج قاسم وأحمد فريعة «آخر وزيرى داخلية في عهد بن على» وعادل التيويرى، المدير العام الأسبق للأمن، وجلال بودريقة المدير السابق لجهاز مكافحة الشغب.
مصر: مبارك ومرسى ..ثورتان تطيح برئيسين متتاليين
قدم الرئيس الأسبق حسنى مبارك للمحاكمة العلنية بتهمة قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير. وقد مثل - كأول رئيس عربي سابق يتم محاكمته بهذه الطريقة- أمام محكمة مدنية في 3 أغسطس 2011، حيث إستجاب لمطالب عزله فى 2011 بعد مظاهرات احتجاجية انطلقت من ميدان التحرير.
خضع بعدها للمحاكمة ونجليه ومساعديه من المسئولين فى قضايا قصور الرئاسة وقتل المتظاهرين.
فى عام 2012 تولى الرئيس التابع لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى رئاسة مصر بإنتخابات يزعم أنه فاز فيها بنسبة أصوات 51%.
اندلعت مظاهرات حاشدة مطالبة برحيله، وفي اليوم التالي أصدرت قيادات القوات المسلحة بيانًا يطالب مرسي بالتنحي حقنا للدماء ونزولا على طلب المتظاهرين فى ميادين مصر فى 30 يونيو 2013. استمرت فترة رئاسته لمدة عام قبل أن تطالب القوات المسلحة برئاسة المشير عبد الفتاح السيسى بإمهاله مدة يومين للتنحى عن الحكم ثم قدم للمحاكمة ومعه أبرز قادة الإخوان المسلمين بتهم تتراوح بين قتل متظاهرين
السودان ..عمرالبشير وملاحقة طويلة من المحكمة الجنائية الدولية
يعتبر الرئيس السوداني عمر البشير الأطول حكما من ضمن قائمة الرؤساء السودانيين إذ بلغت فترة حكمه 25 عام حتى عام 2014 و بهذا يصبح الرئيس الاطول حكما في الشرق الأوسط من الذين حكموا بانقلاب, حيث تسلم الحكم في عام 1989 عبر انقلاب عسكري على الحكومة المنتخبة و لم تقم انتخابات رئاسية حتى العام 2010 كنتيجة اتفاقية نيفاشا و فاز فيها البشير و وصفت السلطات الحاكمة الانتخابات بالنزيهة بينما انسحبت المعارضة من الانتخابات و وصفتها بغير النزيهة.
و يعتبر البشير أول رئيس دولة يتم ملاحقته دوليا لاتهامه بارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية عن حربه في دارفور و في العام 2014 اندلعت احتجاجات شعبية ضد نظام حكم البشير ردا على قرارات رفع الدعم الحكومي على المحروقات سقط فيها برصاص الأمن ما يقارب على 200 متظاهر شهد عهد عمر البشير اتهام بانتشار واسع للاعتقالات السياسية و التعذيب و قمع الاحتجاجات الطلابية و العمالية وقد صرح للشعب السوداني انه لن يترشح في انتخابات 2015 ولكن في أكتوبر 2014 قرر حزب المؤتمر الوطني ان يعيد ترشيحه للانتخابات في 2015 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق