تلقى الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع بدايات جولته الأفريقية عدة دعوات تطالبه بالتحرك لاقرار السلام في جنوب السودان الذي تمزقه حرب أهلية منذ ديسمبر 2013، مع العلم أن ادارته منقسمة في نظرتها الى هذه الأزمة.
- أوباما يجتمع مع السفير دونالد بوث في المكتب البيضاوي 28 أغسطس 2013 "موقع البيت الأبيض"
وفي مطلع يوليو لم تكن البهجة الطابع الطاغي على العيد الرابع للدولة الاصغر عمرا في العالم التي دعمت الولايات المتحدة استقلالها.
في هذه المناسبة صرحت مستشارة اوباما للأمن القومي سوزان رايس "ان رؤية ما امسى عليه الوضع في جنوب السودان يفطر القلب"، متحدثة عن الوضع "الفظيع" في البلاد التي تمزقها حرب أهلية منذ عام ونصف أسفرت عن مقتل 10 ألاف شخص.
وحدد الوسطاء الدوليون على ما علمت "فرانس برس" يوم 17 أغسطس موعدا لانتهاء المهلة أمام قادة جنوب السودان لتوقيع اتفاق سلام، بينما يبدو تقريب مواقف طرفي النزاع في جنوب السودان، الرئيس سالفا كير من عشيرة الدينكا ونائب الرئيس السابق ريك مشار من النوير، مستبعدا في رأي عدد من المراقبين.
وأكد دبلوماسي أن أول رئيس أسود للولايات المتحدة يستطيع استخدام النفوذ الكبير الذي يملكه في جنوب السودان للضغط من أجل السلام.
وأفاد الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه "انه يعتبر مخلصا لدى قادة جنوب السودان" متذكرا الجلسات الأولى للحكومة في جوبا عاصمة البلاد حيث قاطعت عبارة "نعم نستطيع" التي شكلت شعار الرئيس في اثناء حملته الانتخابية النقاشات بعد ان جعلها الكثير من الوزراء رنة لهواتفهم.
وصرح كيسي كوبلاند من مركز المجموعة الدولية للازمات للابحاث "على أوباما الضغط على الحلفاء الاقليميين" وطرح عقوبات وحظر للأسلحة ونشر قوة إقليمية.
وقال مسؤول اميركي كبير "ماذا لدينا لنخسر؟" وأضاف "لا يسع الرئيس أوباما أن يزور افريقيا وألا يتطرق الى ذلك".
ويؤيد كل من الخارجية الأمريكية برئاسة جون كيري والسفيرة الأمريكية في الامم المتحدة سامنثا باور ومبعوث الأمم المتحدة الى جنوب السودان دونالد بوث القيام بمزيد من التحرك الأمريكي.
لكن مصادر مقربة من النقاشات في البيت الأبيض اوضحت ان عددا من مستشاري الرئيس النافذين من بينهم رئيس مكتبه دنيس ماكدونو غير متحمسين لذلك.
وصرحت احدى هذه المصادر "البعض يرى ان الأمر مدمر والأفضل عدم المس به، وانه لا يفيد".
ويعتبر المعارضون لمزيد من الحراك الأمريكي في جنوب السودان أن النزاع لا يهدد الأمن القومي الامريكي بشكل مباشر بما يكفي لمضاعفة نشاطها في البلاد.
ومن بين هؤلاء سوزان رايس، لكنها بمناسبة زيارة الرئيس اشارت الى امكانية التفكير بحراك اكثر مباشرة.
وعن لقاء أوباما بنظرائه الأفارقة في أديس أبابا مقر الاتحاد الافريقي سيناقش هؤلاء كيفية "التشجيع على حل سلمي" للنزاع والزام "قادة المعسكرين على الخضوع للمحاسبة"، بحسبها.
واضافت "في حال اتضح أن دفعهم الى الاتفاق مستحيل فسنناقش الإجراءات التالية التي يمكننا اعتمادها بشكل جماعي".
واعتبر مسؤول في إدارة أوباما ان إلقاء الرئيس الامريكي بثقله من أجل التوصل الى حل للنزاع سيجيز له، بعد احرازه انجازين دبلوماسيين مع كوبا وإيران، "أن يخلف إرثا في أفريقيا"، موضحا أنه "حاليا ليس لديه أي إرث هناك".
سودان تربيون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق