أدى قرابة 200 ألف مصلٍ صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الفضيل في المسجد الأقصى، وسط قيود إسرائيلية مشددة وإجراءات أمنية حالت دون دخول الآلاف من الشبان، على عكس الجمعة الماضية، حيث قدّر عدد المصلين في حينه بأكثر من 400 ألف مصل.
وقال مدير عام الأوقاف "الإسلامية" في القدس، الشيخ عزام الخطيب، إن إجراءات الاحتلال وقيوده كانت سبباً رئيسياً في انخفاض أعداد المصلين، حيث منع جنود الاحتلال عند الحواجز المنتشرة على مداخل القدس أعداداً كبيرة من الشبان ممّن تقل أعمارهم عن 30 عاماً من دخول المدينة المقدسة.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت مساحة واسعة حول البلدة القديمة ومنعت حركة المركبات فيها، بينما تسلل عشرات الشبان عبر القفز بسلالم عن جدار الفصل العنصري في أكثر من مقطع خاصة في الجزء الشمالي من المدينة المقدسة. واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من ثلاثين شاباً بعد أن اجتازوا الجدار وذلك في كمائن نصبت لهم.
وأعقبت صلاة الجمعة مسيرة جماهيرية حاشدة ندّدت بجرائم الاحتلال التي كان آخرها قتل الفتى محمد سامي الكسبة (17 عاماً)، من مخيم قلنديا، شمال القدس، برصاص قائد ما يسمى منطقة بنيامين في الجيش الإسرائيلي، الذي قالت مصادر إسرائيلية إن مركبته تعرضت للرجم بالحجارة بالقرب من حاجز قلنديا ما أدى إلى تحطم زجاجها.
كما هتف المشاركون في المسيرة التي تحولت إلى تظاهرة، بحياة الشهيد محمد أبو خضير الذي صادفت بالأمس ذكرى مرور عام على جريمة خطفه وقتله من قبل مستوطنين متطرفين.
من جهته، ندد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، بجرائم الاحتلال وممارساته ومنها فرض القيود المشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى، مؤكداً أن هذه القيود تشكل انتهاكاً فظاً لحرية العبادة باعتبارها حقاً أساسياً من حقوق الإنسان.
من ناحية أخرى، سمحت سلطات الاحتلال لنحو 500 مصل من قطاع غزة تزيد أعمارهم عن 50 عاماً بالدخول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى، بينما طالب مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بملاحقة الاحتلال دولياً لمنعه المصلين من الصلاة في الأقصى، مؤكداً استياء الأوقاف من هذه الإجراءات.
العربي الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق