شكلت الهيئة العامة للآثار والمتاحف لجنة لحصر المباني التاريخية المميزة في ولاية الخرطوم والتي يبلغ عمرها أكثر من مائة عام، ومن شأن القرار أن يضع حدا لإزالة المباني التاريخية في العاصمة السودانية في ظل انتعاش الاستثمار العقاري. وأزال الصندوق القومي لرعاية الطلاب العام الماضي مباني داخلية البركس العريقة، وشيد في مكانها أبراجا لسكن الطالبات، كما أمرت السلطات في ذات العام بإزالة كبري المسلمية التاريخي في الخرطوم بعد تعرض الجسر لتصدعات جراء الأحمال الزائدة وحركة القطارات أسفله، وسط دعوات بالإبقاء عليه بوصفه جزءا من تاريخ المدينة القديمة.
وأعلن المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف عبد الرحمن علي، أنه تم تكوين لجنة لحصر المباني التاريخية بولاية الخرطوم لتحديد المواقع التي تبلغ من العمر 100 عام وتتمتع بملامح معمارية مميزة أو أرتبطت بأحداث تأريخية وقومية.
وقال مدير الهيئة إن الحصر سيشمل الملك العام والخاص على حد سواء بولاية الخرطوم.
وتضم الخرطوم مباني ضاربة في القدم مثل القصر الجمهوري، جامعة الخرطوم، البوستة، المستشفيات الكبيرة، السوق الأفرنجي، وعدد من دور السينما، إلى جانب مباني الوزارات.
ويحمي قانون الآثار المباني التي بلغ عمرها 10 عام لكن كثيراً من الجهات الرسمية تستغل عدم تفعيل القانون وتعبث بالمباني الأثرية.
واشار مدير هيئة الآثار الى أن تحديد مجال الحصر سيشمل الفترة الممتدة من مملكة الفونج والممالك الأسلامية المختلفة والمباني العثمانية وتلك التي تم تشييدها في فترة الاستعمار الانجليزي.
وأضاف لوكالة السودان للأنباء، أن الهدف من هذا العمل الحفاظ على الطابع المعماري التاريخي لولاية الخرطوم والذي يميزها في تلك الفترة عن باقي المدن العربية، مبينا أن هذه المباني ستوفر لها مواصفات وترقيم محدد بهدف حمايتها وصيانتها وترميمها بصورة دائمة إلى جانب استغلالها سياحيا.
وذكر أن اللجنة بدأت بالفعل في ترميم بعض المباني التاريخية مثل مسجد الخرطوم الكبير ووزارة المالية ومبنى البوستة وكلية الطب ومعامل أستاك وجامعة الخرطوم.
وتوقع أن تكون هذه المباني مزارات أو مناطق متخصصة تسهم في تنشيط العمل الثقافي للولاية وللسودان عامة باستغلال الجواذب السياحية التي يتمتع بها، موضحا أن السودان يصنف ضمن سبع دول على مستوى العالم تتمتع بجواذب سياحية تحتاج إلى تفعيل ويمكن أن تسهم في تنمية الاقتصاد الوطني واستدامته.
ويرجع تاريخ تأسيس الخرطوم كعاصمة، إلى العقود الأولى من القرن التاسع عشر أثناء فترة الحكم العثماني المصري في السودان حيثُ أتخذت عاصمة للبلاد، وازدهرت المدينة عندما شيّدت العمارة في العهد البريطاني المصري علي النسق المعماري الإنجليزي، فضلا عن تشييد بعض الجسور القديمة على نهر النيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق