الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

عسكوري: سد مروي صفقة عربية لخدمة مصر على حساب السودان


حوار : عبد الوهاب همت
*نافذون في النظام قبضوا عمولات خليجية لتهجير السكان!
*ملايين الدولارات أهدرت في مساكن صحراوية فارغة!
*ثلاثة مليارات من الديون وما زالت الكهرباء مقطوعة!
*هذه المنطقة محرمة على الصحفيين!
ما زالت قضية تشييد السدود في السودان مثيرة للجدل والشكوك والمخاوف، على خلفية الأضرار التي لحقت بالسكان من جهة،وضعف المردود التنموي والاقتصادي من جهة. "التغيير الإلكترونية فتحت هذا الملف مع الأستاذ علي خليفة عسكوري في هذا الحوار.

الحكومة  قامت بتشييد السدود لتوفير طاقة كهربائية للإكتفاء الذاتي ومد الدول المجاورة مثل مصر واثيوبيا إضافة إلى توفير المياه التي تتبخر  فلماذا تعترضون على قيام السدود ما دام فيها خير للجميع؟
السدود مشروعات ذات طبيعة قاسية جداً لانها تحبس مجاري الأنهار وتغير المجال الحيوي للنهر بمعنى أنها تفصل الحياة فيه إضافة ً إلى أنها تشرد المجموعات المقيمة على النهر من أراضيها التقليدية وتدمر بنيات المجتمع وبالتالي تنقطع مسيرته التاريخية وهذه قضية طويلة وبها دراسات كثيرة جداً وقد فصلّت هذه التأثيرات كثيراً فى كتابى (خزان الحماداب: نموذج الإسلام السياسى للإفقار ونهب الموارد). ووفقاً لاعترافات البنك الدولي فإن جميع مشروعات التوطين في العالم فشلت ولم ينجح مشروع واحد رغم الجهود التي بذلت من قبل الخبراء والمستشارين، مثلاً فى دولة لاوس وبعد حوالى عشر سنوات ورغم الجهود الكبيرة التى قام بها خبراء البنك الدولى ومساعدوهم الوطنيين لتحويل مشروع (ثام سيون2) لحالة نجاح  تمكن البنك الدولى وداعمى السدود من إمتلاك حالة ناجحة يمكنهم الحديث عنها، رغم كل ذلك سجل المشروع فشلاً ذريعاً وانتهى بهم الى خيبة كبيرة لأن مشروعات السدود بالغة التعقيد كما إعترف بذلك  المستشار المستقل للبنك الدولى (تاى إسكدر). يضاف لذلك ان السدود دائماً مشروعات محاطة بالكثير من الاكاذيب والدعاية السياسية وما حدث في خزان الحماداب او مروي نموذج ساطع لما نقول.
فالحكومة أعلنت انها ستكتفي ذاتياً بانتاج  1250 ميغاواط من الكهرباء وسيتم تصدير جزء منها وذلك يعني أن مشكلة الكهرباء فى السودان ستحل حلاً نهائياً لكن الواقع كذب كل ذلك وانصدم الشعب بحقيقة الامر وان الكمية التي اعلن عنها لا تحل مشكلة الكهرباء وأن برمجة قطوعات الكهرباء مستمرة كما كانت فى السابق وكأن الخزان لم يشيد.
كما هو معلوم هناك فرق بين الطاقة التصميمية للتوربينات وبين ما تنتجه من كهرباء وحتى الآن لا توجد توربينات انتجت طاقتها التصميمية على الاطلاق واخيراً اعترف وزير الري السوداني الاسبق كمال على محمد في حديث له عن سد النهضة في اثيوبيا أن التوربينات المائية في نهر النيل تنتج فقط 33% من طاقتها التصميمية. وبذا يصبح ما ينتجه خزان مروى  حوالى 412 ميجاواط فقط وكانت تكلفة انتاج هذه الكمية المتواضعة من الكهرباء ما يزيد على الثلاثة بلايين دولار من الديون.

مقاطعة.. ولماذا لا تنتج التوربينات طاقتها التصميمية؟
لمشاكل الإطماء ونوعية المياه وفي أحسن الاحوال انتجت التوربينات في انهار مياهها صافية ولا تتعرض للاطماء 59% من طاقتها التصميمية. يضاف لهذه جملة اسباب فنية وتشغيلية لا تمكن التوربينات من إنتاج طاقتها التصميمية و  اعتراف الوزير واضح وقد عايش الناس في الصيف الماضي في مدينة الخرطوم وغيرها من المدن انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير رغم ان الحكومة انفقت بلايين الدولارات على الخزان واليوم تستورد حوالي 100 ميغاواط من اثيوبيا ولا زالت مساعيها جارية لاستيراد المزيد ربما بعد قيام سد النهضة، رغم اكتمال تعلية خزان الروصيرص وبناء سد مروي وتعمل الحكومة الان – حسب إعلامها - على اكتمال سد ستيت وعطبرة كل هذه المشروعات لم تحل المشكلة ومجموع هذه الاسباب إضافة الى الفساد الذي ضرب كل مناحي الحياة لذلك جاء اعتراضنا الاولي على الخزان.

 ماهي أسباب اعتراضكم على بناء سد مروي؟
لانه ليست له دراسات ولا تكاليف محددة واقيم بصورة عشوائية وليس للسودان مصلحة كبيرة فيه كما أنه يدمر مجتمعنا ويشتت أهلنا، بالرغم من أن بعضاً من اهلنا وافقوا على قيامه بافتراض أن المشروع يمكن ان يحل مشكلة الكهرباء للشعب السودانى. كل هذه الاسباب اضافة الى اغراق مجتمعاتنا وطمس اثارنا والتعسف والصلف وسوء المعاملة التي وجدناها من السلطة التي رفضت الاعتراف بممثلينا وحقوقنا وقد تم تعذيب اهلنا وسجنهم وقتلهم إزاء كل ذلك اضطررنا للقيام بتحرك شعبى في منطقتنا وفى المناطق جنوبها مثلاً خزان الشريك والذي لم يبدأ العمل فيه حتى الان لكن وقعت جرائم قتل هناك بسب الصراع حول الخزان بين مؤيدين ورافضين وهذه جملة اسباب أدت لاتخاذ موقفنا.

ماذا تعني هل تم بناء الخزان لمصلحة جهات اخرى؟
خزان مروي كما تسميه الحكومة هو مشروع مصري كامل الدسم تم بناؤه في السودان والغرض الاساسي منه تخفيف كمية الاطماء والتي تقدر بحوالي 144 مليون طن مترى فى المتوسط كل عام تذهب لبحيرة النوبة وناصر وهذا هو الغرض الاساسي من المشروع. لذلك انهالت الاموال العربية على هذا المشروع و يمكن استنتاج هذا الامر بسهولة لأن الصناديق العربية لا يمكن أن تقدم دعماً لمشروع على نهر النيل دون تأييد مصر والدول العربية بلا شك تقف بجانب مصر في قضية حساسة كقضية المياه.

مقاطعة ...مثلا المناطق جنوب السدود كان في مقدورها توفير مئات الأطنان من الثروة السمكية بالاكتفاء الذاتي والتصدير كجزء من عائدات بناء السدود؟
نعم البحيرات في كل العالم تكون بها اسماك وهذا أمر طبيعي لكن اثبتت التجارب ان كميات الثروة السمكية تنخفض بعد سنوات قليلة وتصبح دون التوقعات التي تتحدث عنها الحكومة لان المياه في البحيرة تصبح مالحة نتيجة للاطماء  والشوائب الكثيرة وبالتالي فان البيئة المائية تصبح غير صالحة لتكاثر الاسماك اضافة لانعدام الاغذية فيها وعدم مقدرة الاسماك على المرور لما بعد السد ووصولها لاماكن تكاثر تقليدية  وتشعر ان حركتها انشلت. لذلك دائماً نجد الثروة السمكية اقل بكثير من المتوقع, نحن الآن نعيش على البحيرة واهلنا يصطادون الاسماك واتضح لهم بالدليل القاطع صعوبة الاعتماد على مهنة صيد الاسماك لذلك ذهب معظم الشباب الى المدن او للصحراء للبحث عن الذهب وهكذا.

السكان الذين رحلوا من هذه المناطق تم اسكانهم في قرى مخططة وافضل من المناطق التي كانوا  يسكنون وهي مساكن قديمة ومتهالكة ماذا تقول؟
هذه من اكاذيب الحكومة وهي هجّرت الناس الى مشاريع في الصحراء القاحلة واهلنا يشتكون من انعدام مياه الشرب دع عنك تطلعاتهم للكهرباء.

يقال أن مشروع الفداء مهيأ وتتوفر فيه كل مقومات الحياة؟
أولاً مشروع الفداء يبعد 42 كيلومتر عن مدينة ابوحمد وهو في قلب صحراء النوبة وهى منطقة لم يسكنها البشر منذ بداية الخليقة ,فالحياة بمناطق شمال السودان تكون على ضفاف النيل وإدارة السدود حاولت حفر ابار ارتوازية لإستخراج مياه ولم تعثر على قطرة ماء.

إذاً ماذا فعلت إدارة السد؟
إضطرت لإستخدام أنابيب لتوصيل مياه  الشرب من ابوحمد إلى عمق الصحراء وعندما تحدث اعطال لطلمبات سحب المياه يعاني الناس كثيراً من العطش ويضطروا للذهاب لابو حمد لجلب المياه عن طريق العربات ويحدث هذا أيضاً في بقية المشروعات المكابراب وامري الجديدة والحماداب وهذه المشروعات انهارت تماما ودفنها الزحف الصحراوي تماماً ولا زالت الحكومة تمنع الصحفيين من زيارة هذه المناطق والكتابة عنها في الصحف لكل ذلك لم نعد نسمع  اى عمل دعائى عنها وانها انتجت وحققت ..الخ..، صمتت إدارة  السد عنها تماما وتركت المواطنيين يكابدون الضنك والفقر والعوز لوحدهم.

إلى ماذا تعزو اسباب ذلك هل هي عوامل التعرية ام انه فشل من داخلها؟
أسباب الفشل جوهرية لأن هذه المشروعات اقيمت في مناطق لا تصلح للزراعة ابتداء وطريقة الري فيها عقيمة وشبه مستحيلة والمياه لا تصل إلى القنوات لأنها أعلى مستوى  والاراضي رملية وبها تلال كثيرة اضافة إلى الزحف الصحراوي الذي غطى الكثير من الاجزاء ولم تنتج المحصولات التي زرعت لعدم وجود تربة خصبة وعلى قلة المحاصيل المنتجة تعطلت الطلمبات كما حدث في مشروع الحماداب الجديدة لقد خسر المزارعون كل شئ وأصبحوا أكثر الناس فقراً مما اضطرهم للجوء إلى ديوان الزكاة ليتقبلوا  الصدقات وذلك لم يحدث في تاريخهم ابداً.

في مشروع الفداء هناك ثلاث قرى فارغة لماذا رفض الناس الذهاب للسكن فيها؟
 لانها مساكن في الصحراء وحدثت مشاكل كبيرة وكادت المنطقة ان تنفجر فى صراع عنيف لولا تراجع الحكومة عن موقفها بتهجير المواطنيين بالقوة الى الصحراء .وازيدك حتى في مشروع المكابراب وهو أكبر مشروعات التوطين هناك قرى فارغة ملايين الدولارات صرفت على بناء هذه المشاريع فمن قام بذلك ولمصلحة من ومن يتحمل مسؤلية إهدار هذه الأموال الطائلة. تفاصيل كل هذه القضايا موجودة فى الكتاب بحساب علمى دقيق.

لماذا لم تتفاكروا مع الحكومة قبل قيام هذه المشاريع؟
فى مشروع الفداء مثلاً تحدثنا مع الحكومة بضرورة عدم قيام المشروع لانه لا احد يرغب فى الهجرة اليه وكان هناك اتفاق مع ولاية نهر النيل على عدم قيامه لكن اصرت ادارة السد على بناء هذه المساكن وانا في كتابي رصدت تفاصيل هذه المساكن  حوالى ثلاثة قرى فارغة تماماً الآن.
بل حتى من هاجر الى المشروع، ترك الزراعة واتجه لتعدين الذهب لقرب المشروع من منطقة (قبقبة) المعروفة للباحثين عن الذهب.

ما هو السبب من وجهة نظرك في بناء هذه المساكن؟
الحكومة ممثلة في ادارة السد كانت تسعي وباصرار لافراغ المنطقة من المواطنين حاولنا كثيراً أن نعرف كنه ذلك, المعلومات التي تحصلنا عليها ان هنالك موارد طبيعية بالمنطقة من بترول وغاز وذهب  وكانت شركة شيفرون قد وضعت بعض العلامات على مناطق فى المنطقة وكانت الخطة أن يتم استثمار المنطقة عن طريق  رأس المال العربي خاصةً في الجزر الكبيرة والجميلة وكان بعض المستثمرين العرب يودون زراعة وتربية الغزلان والخيل في هذه الجزر ولديهم اموال كثيرة فتحويل هذه المناطق إلى مناطق سياحية وبناء القصور لجمال مواقعها وسط البحيرة وفي مقابل ذلك يدور حديث عن أن بعض النافذين  تلقوا اموالاً طائلة مقابل هذه الصفقة  واكمال إخراج المواطنيين لكنها فشلت نتيجة للوقفة القوية التي اتخذها أهلنا.
وللمعلومية الحكومة تعمدت إغراق المواطنيين فى بيوتهم ورفضت أن ترسل ولا مركب واحد لانقاذ الناس وهم عشرات الالاف ولم ترسل الحكومة حتى الدواء ومضادات السموم وقد كانت جريمة نكراء حيث لا توجد دولة مسئولة تشارك في اغراق مواطنيها بل وتتفرج على موتهم. ولكن وفى معجزة جديدة إستطاع المناصير إجلاء كامل مجتمعهم الى الأرض المرتفعة دون فقدان نفس واحدة، بل حتى دون اى إصابة تذكر ويصل عدد من تم إنقاذهم الى أكثر من مائة ألف وقفت أجهزة الدولة تتفرج عليهم وتعتقد انهم سيهربون أمام المياه او يغرقون، لكن أثبت شبابنا انهم أفضل من أجهزة الدولة ,اكثر فعالية ونظاما فقد قاموا بمهمة الانقاذ وحدهم بكفاءة تعجز الدول المتقدمة عن القيام بها، دعك من دولة متهالكة وعاجزة كدولة الإنقاذ.

وماذا عن مناطق جنوب السد؟
في حالة مجتمعنا لان الحكومة لم تكن جادة في المساعدة ومجرى النيل عميق والارض جبلية فالناس يسكنون فيما يشبه رؤوس الجبال والاراضي عالية جداً لذلك كان الاغراق بسيط, وفي بعض المناطق كانت نسبة الغرق في البيوت محدودة جدا. مثلا في قريتنا (كبنة) خسرنا كل الاراضي الزراعية والنخيل واشجار الفواكة اضافة الى المباني والمدارس ولكن ظلت اغلب منازل القرية كما هي  وهذا حدث فى كثير من القرى التى تبعد عن السد. أما القرى القريبة من السد كمناطق (برتى) وما حولها فقد كان الإغراق كاملاً.
فى المناطق الجنوبية بالقرب من ابو حمد يصل مجرى النيل كما هو دون تغيير يذكر. فى كامل المنطقة في الصيف من مارس الى نهاية يوليو يعود النيل الى مجراه الطبيعي وقد فقدنا الملايين من اشجار النخيل’ بالنسبة لمجتمعنا انتهي التأثير وأعدنا بناء حياتنا من جديد باماكناتنا الذاتية والحكومة ظلت تتفرج فقط وهي كانت تنوي اخراجنا من المنطقة، تم كل ذلك بالجهد الذاتى ويرجع الفضل فى ذلك لعزيمة أهلنا وتصميمهم وتمسكهم بأرضهم.

بالنسبة للمناطق شمال السد فالاضرار التي تحدث تتمثل فى أن المياه لن تعد كما كانت في السابق لأنها تمر من خلال توربينات السد وفيها زيوت وشحوم صناعية وهي ماكينات تلوث المياه وهذه المياه محجوزة, وفي السابق كانت طليقة وحجز المياه يزيد ملوحتها والشوائب فيها لذلك لا تحمل هذه المياه اي مخصبات للتربة والناس خلف السد أصبحوا يحتاجون للري لأنهم في السابق كانوا يعتمدون على الفيضان وهكذا نوعية المياه التي يستخدمونها أصبحت ملوثة ومالحة ونسبة المياه الجوفية تقلصت وقد اثر ذلك على ثمار النخيل وغيرها من المحاصيل وانحسر كذلك مستوى النيل من الجزر والأراضي الزراعية وقد بدأ المواطنون يجأرون بالشكوى من إنخفاض منسوب النيل كل ذلك اثر على الانتاج وإلى الآن هذه مقدمة لما سيحدث فقط وأصلاً تاثيرات السدود اشد وقعاً على المناطق خلفه أكثر من المناطق التي يتم اغراقها، وعندنا تجربة سابقة في منطقة قوز رجب بالقرب من نهر عطبرة والتي كان النهر يغمر اراضيها ويقوم الناس بزراعتها وبعد بناء خزان خشم القربة انتهى الري الفيضي تماماً وتحولت إلى خراب فقط آمل أن لا يكون هذا مصير المناطق خلف السد وهذا أمل ضعيف بالنظر للتجارب حول العالم وسيعرف الناس ذلك خلال فترة مابين 10 الي 15 سنة إضافة إلى الامراض التي تصاحب مشاكل البيئة.

يقال أن البنية الهيكلية في السد فيها الكثير من الخلل ما مدى صحة هذه المعلومات؟
نعم هناك حديث منذ تشييد السد عن مواد البناء خاصة الاسمنت انه لم يكن مطابقاً للمعايير والمواصفات المطلوبة فهناك اشكالات فنية حدثت ونتيجة لذلك اظلمت العاصمة الخرطوم اظلاماً كاملاً قبل عدة سنوات والمعلومات المتوفرة ان التوربينات التي تعمل كان عددها 8 توربينات فقط وحسب بعض العالمين ببواطن الامور فالتوربينات نفسها كانت مستخدمة في مكان ما قبل استخدامها في السودان وكل شئ غير مستبعد في ظل هذا النظام والكتمان والسرية وعدم الشفافية والفساد الذي صاحب بناء هذا السد.
 يرجح ان تكون هناك اشكالات هندسية وفنية والحكومة تحاول تدارك هذه الامور وحسب ما بلغنى مؤخرا أن هنالك مشاكل فنية معقدة بالسد لذلك اسرع نائب رئيس الجمهورية قبل يومين بزيارة السد فى محاولة لتدارك الأمر ووضع حلول للمشكلات الفنية قبل فترة الصيف القادم وان كنت لا اتوقع نجاحها وكما سبق واشرت فمثل هذه المشاكل بالغة التعقيد ولا تتوفر حلول سهلة لها. بجانب هذا فانقطاع التيار الكهربائي بشكل مبرمج يؤكد كثير من الشكوك وفي مرات كثيرة تكون البحيرة ممتلئة بالمياه بينما هناك نقص في التيار واملي أن يتابع القراء هذه الحقيقة لان البحيرة تمتلئ من سبتمبر وحتى فبراير بالمياه وهذا يعني انه لا منطق لانقطاع التيار الكهربائي في هذه الفترة  إن لم تكن هناك مشاكل فنية.

إذن ما فائدة سدمروي مادام غير مجدي في انتاج الكهرباء؟
مشروع سد مروى ومايحدث في منطقة الفشقه هي تسوية تمت مابين الحكومة السودانية وحكومتي مصر وأثيوبيا كثمن لمحاولة اغتيال حسني مبارك الفاشله وفى مقابل ذلك تنازلت كل من مصر وأثيوبيا عن شكواهما ضد الحكومة السودانية الى مجلس الامن.  وقبل فترة  قرأ الناس في الصحف وفي تصريح لمعتمد منطقة الفشقه والذي أعلنه على رؤوس الاشهاد ان أثيوبيا تسيطر على مساحة 2 مليون فدان وهي أراضي خصبة والحكومة لاتستطيع التحدث في الامر للاسباب سالفة الذكر واعتقد ان المعتمد عندما صرح بذلك الحديث لم يكن ملماً بتفاصيل الصفقة. وسد مروي هو محاولة لسداد فاتورة الارهاب وهو لم يشيد لخدمة الشعب السوداني بل جاء لتسديد فاتورة عمل اجرامي أحمق تورطت فيه حكومة السودان.
التغيير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق