وفق إحصائية غير دقيقة تبلغ نسبة الاجانب في ولاية الخرطوم (40%) اي ما يعادل (3) ملايين أجنبي من جملة سكانها والنسبة غير عادية بالطبع .. وكانت تأكيدات صادرة عن مسؤولين بالمؤسسات المختصة بالأجانب قد اجزمت باستحالة إجراء إحصاء دقيق للأجانب بولاية الخرطوم أو السودان عموماً ودفعوا بعدة أسباب أبرزها وجود عوائق طبيعية بالحدود بما لا يمكن من حصر الأجانب الداخلين يومياً للبلاد عبر الحدود الشاسعة .. هذا العدد الكبير والتدفق اليومي للاجانب يأتي من دول مجاورة بعضها تعاني من اضطرابات امنية واخرى من الفقر ويتوقع دخول المزيد الى السودان خاصة من دول شرق ووسط افريقيا بعد التحذيرات الاممية بحدوث مجاعة هناك نتيجة الجفاف والتصحر الذي ضرب تلك الدول هذا العام نتيجة شح الأمطار .. سلبيات الوجود الاجنبي بالبلاد تفوق الإيجابيات والفوائد خاصة في الجانب الاقتصادي والتأثر المباشر على المواطن (الغلبان) بسبب مشاركة الأجانب للخدمات المخصصة أصلا له .. وفي مقدمتها اسعار إيجارات المنازل التي جن جنونها وارتفعت لمبالغ خرافية بالعاصمة بسبب الطلب الكبير عليه من قبل الاجانب باي قيمة .. (الرأي العام) تجولت في احياء ولاية الخرطوم ووقفت على مشكلة ارتفاع اسعار إيجار المنازل لتجيب عن سؤال غاية في الأهمية: من المسؤول عن إنفلات وجنون أسعار إيجارات المنازل؟**
اصحاب المنازل يفضلون التعامل مع الأجانب.. فماذا يفعل المواطن (الغلبان) مع المد الأجنبي؟
منزل يسكن به أكثر من (20) أجنبياً من الجنسين.. كيف تسمح السلطات بهذا العبث؟!
أجانب يدفعون (3 ـ 5) آلاف جنيه شهرياً في منزل لا يستحق نصف هذا المبلغ
زيادة الطب
بالرغم من عودة كثير من الاجانب الى بلادهم في السنوات الأخيرة بعد تراجع الجنيه السوداني مقابل عملات دولهم ، الا ان الخرطوم ما زالت تئن من الثقل الاجنبي الذي يجثم على صدرها ، ويقتسم الخدمات مع مواطنيها ، ويتمتع بكافة الحقوق دون انتقاص متساوياً مع المواطن السوداني ، مع ان معظم هؤلاء الاجانب لا يؤثرون ايجابا على الاقتصاد السوداني ، بل يعدون خصماً عليه ، فالى جانب الجرائم الغريبة التي وفدت مع هؤلاء فان المواطن السوداني ظل يعاني من الوجود الاجنبي في السكن بصفة خاصة ، والذي تصاعد ايجاره بنسبة (300%) بسبب الطلب الكبير من رعايا دول الجوار علي السكن باي ثمن لدرجة ان المواطنين ضاقوا ذرعا من سلبيات الوجود الكبير للاجانب ومزاحمتهم لهم حتى في سوق العمل الهامشي ، والوظائف الدنيا.. عدد من المواطنين المكتوين بنار هذه القضية تحدثوا لنا عبر هذا التحقيق.. (أ-ب) من مواطني الصحافة مربع (23) يقطن في منزل ايجار منذ سنتين ، ابدى تذمره من عدم وجود ضوابط في ايجار المنازل ، وانفراط عقد النظام في هذا الجانب بعد الطلب الكبير من الأجانب على منازل الإيجار بالصحافة ، وقال ان السماسرة واصحاب المنازل يفضلون الأجانب لانهم يدفعون اكثر من دون مناقشة او مفاصلة ، وقال ان السوداني بات غير مرغوب للسماسرة واصحاب المنازل مما سبب مشكلة كبيرة لأصحاب الدخول الحدودة الذين ليست لديهم منازل خاصة بهم.
الايجار من الباطن
وتساءل: (ماذا يفعل المواطن حيال المد الأجنبي الذي اقتسم كل شيء معه؟) ، واشار الى ان الاجانب يقومون بايجار المنزل الذي يقيمون فيه بالباطن ، لآخرين ، محذرا من انتشار الأمراض خاصة انهم يتكدسون في مساحات ضيقة ، وطالب الجهات المسؤولة بوضع ضوابط صارمة لحفظ حقوق المواطن السوداني.
«الأمر الذي يثير حنق المواطن السوداني لعدم إكتراث الدولة بمواطنها وعدم التعامل بالمثل مع الاجانب من دول معينة لا يتمتع السوداني فيها بذات حقوق مواطنيها».. هكذا ابتدر الأستاذ (محمد عبد الوهاب) استاذ جامعي حديثه لنا حول التأثير السالب للأجانب ، وقال: «السودان ليس به قانون يضبط الوجود الاجنبي ليس في الجانب الشرعي فحسب بل حتى في الحقوق والواجبات..وإنني اتساءل ماذا استفاد السودان من هذا الوجود، غير التردي ونقص الخدمات جراء حصول هؤلاء عليها بذات المقابل الذي يدفعه المواطن؟».. وفيما يتعلق بارتفاع اسعار ايجارات المنازل قال: «الأجانب لهم إسهام كبير في ارتفاع اسعار السلع وليس إيجار المنازل فحسب، فعدم وجود الضوابط يضر كثيرا بالمواطن السوداني الذي يعيش وضعاً معيشياً سيئاً وليس بامكانه مجاراة الاجانب الذي يقطنون في بيت واحد اكثر من (20) فردا يتقاسمون الايجار بالتساوي ، فكيف لمواطن عادي موظفاً او عامل يومية توفير قيمة ايجار يتجاوز الـ (3 ـ 5) آلاف جنيه سوداني في الأحياء الشعبية لوحده؟»».
بعبع المقدم
المواطنة (فاطمة حسين) تقطن بالصحافة مربع (23) تبحث عن منزل للايجار ، قالت بانها تعمل موظفة في احدى المؤسسات الحكومية وراتبها لا يتجاوز الـ (1000) جنيه وتبحث عن منزل متواضع لعائلتها التي تتكون من اربعة اشخاص بمن فيهم زوجها، وتمضي فاطمة بقولها انها حيث ما ذهبت الى مكاتب العقارات تواجه ببعبع المقدم الذي يفرضه المؤجر كشرط اساسي ، خلاف عمولة السمسار ، واضافت ان منزل (غرفتين) بـ (2500) جنيه في الصحافات ، وأرجعت ذلك الي إقبال الاجانب على المنازل بالصحافة لقربها من مواقع عملهم في الأسواق ووسط الخرطوم .بينما وهن العظم من المواطن (الهادي حسين) من كثرة تجواله وبحثه لمنزل للسكن منذ (6) اشهر ولم يتمكن من العثور عليه حتى الآن، مشيرا الى ان العثور على منزل ايجار في منطقة الصحافات بات امرا صعبا إن لم يكن مستحيلا بسبب تدفق الأجانب عليها وهم يدفعون دون نقاش للسمسار او صاحب المنزل، فالاجنبي يدفع (3) آلاف جنيه في بيت لا يستحق (1500) جنيه، بينما انه لا يستطيع الايفاء بهذا المبلغ، كما انه يؤجر هو الآخر بالباطن لابناء جلدته ، ويقطن في البيت الواحد اكثر من 20 شخصا او اكثر ، وقال انه بسبب هؤلاء الاجانب بات السماسرة واصحاب البيوت يفرضون مقدم ايجار لـ (3) اشهر.
مشكلة معقدة
وقال احد العاملين بمكتب ايجار عقارات ان مشكلة الايجار في السودان شائكة ومعقدة جدا ، اولاً لان الضرائب تتحصل علي قيمة واحدة من كل المنازل وبكل المستويات علي سبيل المثال، انه يتحصل علي قيمة واحدة من منزل مؤجر بي (200) جنيه وآخر بـ (600) جنيه ، دون اعتبار لفارق السعر ، واضاف: هذا ما يجعل اصحاب المنازل يرفعون من قيمة الايجار ، ولكنه لم ينف ان الأجانب ايضا احد العوامل الاساسية في ارتفاع اسعار الايجارات ، خصوصا الاثيوبيين والاريتريين والسوريين ، وطالب الجهات المختصة ان تنظر الى ارتفاع اسعار الايجارات بعين الاعتبار ، وتابع ( المواطن يتهم الوسطاء جزافا بتسببه في رفع الايجارات ، ولكن الوسيط برئ من هذا الاتهام ) .
التأثير السلبي للأجانب
الأستاذ سعد محمد احمد المحلل الاقتصادي قال لـ (الرأي العام) ان الوجود الأجنبي له تأثير سلبي على معيشة المواطن في ولاية الخرطوم ، خصوصا في الخدمات التي تتمثل في المياه والكهرباء والعلاج واستهلاك السلع الاخرى والسكن ، مشيرا الى ان الدولة غير مستفيدة من اغلب الأجانب الذين يعملون في مهن غير مؤثرة علي الاقتصاد ، وقال ( لا أطالب ولا اشجع الدولة معاملة رعايا دول الجوار او اللاجئين السوريين بقوانين الأجنبي في البلاد الاخرى .. لكن ينبغي ان تضبط وجوده ، وتحرص ألا يتضرر المواطن من وجوده ) . وأعربت عن دهشتها من جنون السماسرة واصحاب المنازل دون وضع اعتبار للمترتبات الصحية لهؤلاء الاجانب الذين يعانون من امراض عديدة اخطرها (فيروس الكبد الوبائي ) الذي يمكث سنوات طويلة على الحائط والمطبخ ، وقد يتعرض من يسكن في هذه المنازل لتلك الأمراض.
الخرطوم: راوية حسن: الرأي العام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق