الخميس، 1 أكتوبر 2015

هارتس: معظم طالبي اللجوء لإسرائيل سودانيين



ذكرت صحيفة «هاآرتس» أن عدد طالبي اللجوء الأفارقة الذين اجتازوا الحدود المصرية ودخلوا إسرائيل خلال الشهرين الأخيرين بلغ 101 شخص معظمهم من السودان، وهو ما يزيد على أعداد طالبي اللجوء الذين دخلوا إسرائيل خلال عامي 2013 و2014.
وحسب الصحيفة فقد بلغ عدد من اجتازوا الحدود المصرية إلى إسرائيل في شهر أغسطس الماضي 44 شخصاً. وفي شهر سبتمبر الماضي اجتاز الحدود المصرية إلى إسرائيل 57 شخصاً طالباً للجوء من بينهم 29 اجتازوا الحدود خلال سبتمبر الجاري دفعة واحدة في يوم «عيد الغفران» الذي وافق 25 سبتمبر، وهو عدد قياسي لشهر واحد منذ عام 2012. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الذين دخلوا إسرائيل منخفض بقدر كبير عن الفترة من 2010-2012، حيث كان يدخل إسرائيل شهرياً المئات بل والآلاف من طالبي اللجوء. وفي عام 2011 وحده، على سبيل المثال، بلغ عدد من دخلوا إسرائيل 17301 متسللاً.

صحيفة ألوان 

أبرز عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة يوم الخميس الأول من أكتوبر 2015م



صحيفة الصدى
أنصار فيتاكلوب يحذرون المريخ من إستخدام مازيمبى للغازات المخدرة
المجلس يستعين بجهاز للكشف عن الغازات فى اجهزة التكييف..والطائرة الخاصه تلحق بالبعثة صباح اليوم
غارزيتو: لست متخوفاً من اى مضايقات فى معقل الغربان والمباراة سيديرها أفضل حكم أفريقى
فى مران المريخ مساء أمس
تسديدات العجب وكوفى وبكرى تشعل التدريب وغارزيتو يشجع رمضان
مازيمبى يهزم دون بوسكو بثنائية
تقرير طبى من رويال كير يؤكد سلامة شيبوب
المريخ يستعين بجهاز لإصدار إنذار حال حدوث اى تلوث فى التكييف بالفندق
إجتماع مطول بين غارزيتو وحاتم وأبوجريشه يحسم كل التفاصيل
غارزيتو يبعد أوكراه وشيبوب عن قائمة المباراة ويجلس ضفر على مقاعد البدلاء
بلايلى يسقط مجدداً فى فحص المنشطات
طائرة الوالى الخاصه تغادر صباح اليوم بقيادة همد
الهلال يؤدى مرانه الثانى بالجزائر
مدرب اهلى مدنى يحتج على إخفاء الهلال للاعبه ولاءالدين
مفاجآت فى مباريات الممتاز..وفوز عريض للخرطوم والنمور

ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟزعيم
لجنة الحكام بالكاف: نحن على مسافة واحده بين جميع الأندية
طائرة خاصه تقلع من مطار الخرطوم ظهرا ليوم وتحلق بالفريق من كنشاسا الى لوبومباشى عصراً
المريخ يستعين بطباخ وكمية من الأطعمه فى مغقل الغربان ومازيمبى يكمل
تحضيراته بإنتصارٍ غالٍ فى الدورى الكنغولى
يتدرب صباحاً ب(تاتارافائيل)
المريخ يغادر الى لوبومباشى عصر اليوم
المريخ يؤدى تدريبه الثانى ب(كنشاسا)
فرنسى المريخ فى تنويره الصحفى
غارزيتو: أحضرت أوكراه للإطمئنان على جاهزيته وشيبوب لن يكون فى قائمة المباراة
أحمدالنجومى: كل الزوايا أكدت لنا صحة هدف المدينه الثالث فى شباك مازيمبى
فى تصريحات على لسان المصرى عصام صيام
لجنة الحكام بالكاف تدافع وتؤكد أنها على مسافة واحده بين جميع الأندية
ابراهيم ملاح ينفى مانسب اليه ويلجأ للقضاء
مدرب الحراس يخضع الثنائى لتدريبات خاصة
السفير السودانى يتابع تحضيرات الأحمر
إجتماع مطول للجهاز الفنى
مازيمبى يكسب دون بوسكو فى الدورى الكنغولى عبر طائره خاصة
وفد إدارى عالى المستوى يغادر الى الكنغو اليوم
المريخ يستعين بطباخ وكميات كبيرة من المواد الغذائيه
ثمانية أفراد حمايه يرافقون كتيبة النجوم الى لوبومباشى

صحيفة الزاوية
الإحتياط بجهاز قياس نسبة الأوكسجين في الغرف
حراسة أمنية خاصة لبعثة المريخ بلوممباشي
الطائرة الخاصة تغادر الخرطوم ظهراً.. وتنقل الفريق عصراً لمعقل الغربان
غارزيتو يؤكد: سأعتمد على تشكيلة الذهاب.. وشيبوب واوكرا خارج حساباتي
عودة الرباعي للتدريبات.. والأحمر يختتم إعداده صباح اليوم في الملعب الكبير بكنشاسا
قال إن الحكم الجابوني مميز..
غارزيتو يؤكد: شيبوب واوكرا خارج حسابات لقاء مازيمبي
الطائرة الخاصة تصل كنشاسا ظهراً وتقل المريخ مباشرة إلى لوممباشي
تنافس كبير في تدريب الأمس.. وعودة الرباعي
ملعب تاتا رافائيل يحتضن التدريب الختامي للمريخ بكنشاسا
توفير جهاز قياس الأوكسجين..
شركة أمنية خاصة للحماية بلوممباشي

صحيفة الاسياد
-وسط جديه وحماس ملعب الحماية البدنيه الغربال يتالق بهدف ويلهب مران الهلال
-الشغيل تاهلنا ليس مستحيلا وبويا يتعهد بعدم تكرار اخطاء امدرمان
-مدرب شبيه القبائل للاسياد كاريكا خطر يحدق بزماموش وميلود التفاؤل الجزائرى سيؤهل الازرق
الارسنال يحتل وصافة الممتاز واربعه انتصارات بعطبره الخرطوم شندى والهلال
-شهدت اخفاء الجهاز الفنى للتشكيله الغربال يقود الازرق للفوز بهدفين فى التقسيمه
-قال ان الهلال لعب اجمل مبارايته امام السوسطاره احمد عبد القادر هنالك فئات تحولت من مريردين للهلال الكيان الى مريدين الاشخاص
-الاهلى شندى يحتل وصافة الممتاز
-تصريحات متوازنه لفرسان الهلال
-اندريا يتدرب بشهيه مفتوحه والتونسى يكثف الجرعات والثلاثى يتالق فى تدريبات التسديد
-بقيادة الكاردينال البعثة الاداريه حضورا فى المران
-وليد بن الحسن يدافع عن مكسيم ويشيد بعطائه
-سيسيخ ينافس اطهر بقوه
-الكوكى يحتبر جاهزيه الغانى والمالى
-الكوكى يجهز الغربال
-بناء على توجيهات الكاف الازرق يفتح بروفة الغد لربع ساعه فقط لوسائل الاعلام
-اجتمع بعاطف النور والكوكى امس الكاردينال يقف بنفسه على راحه الاقمار

صحيفة قوون
-قدم الدعوه رسميا لجماهير الهلال عبر حوار لاهب مع قون الكاردينال تعالو الاحتفال بنا فى المطار واستعدو لنهائى امام الغربان
-لمن اتهمونى بتحويل سيخ الجوهره لقصرة اقول الفول فولى زرعته وحدى وساكله وحدى
-فى ظل غياب كامل للصحف قون تواصل وحدها متابعة مران الهلال الثنائى والكوكى يرتبك بسبب جكسا
-المريح يواصل تحصيراته بكنشاسا ومازيمبى يستبق حصوره للوممباشى بانتصار من ضربه جزاء خياليه
-كارتيرون فى حوار العاصفه بالكنغو مع قون ان لم اتاهل للنهائى ساستغيل من تدريب مازيمبى
-الهلال يؤدى مرانه الثانى على ملعب المطافى ويعلن الجاهزيه لمواصله مسيرته الافريقيه
-مدرب سوسطاره فى مؤتمره الصحفى ببلوغين السبت معركة كبيره ومباراة السبت ليست للمتعه ونتيجة المقبره مفخخه
-تعديل مفاجئ فى مباراة الهلال والاتحاد
-المدير الفنى لاتحاد العاصمة يطلب من رباعى فريقه الحزر امام الهلال
-مازيمبى يتغلب على دان بوسكو بهدفين والحكم يحتس لخ ركلة جزاء لاوجود لها

صحيفة الجوهره الرياضية
-قبل المناوره الرئيسيه وتحسبا للموقعه الافريقيه الهلال يفرض السريه ويطرد الصحافه الجزائريه
-مدرب الخضر يعيد زماموش للمنتحب بعد الاعتزال وسوسطاره يستعد للازرق من الهيلتون
-ربوح يحتفل فى قصره بالكاردينال طاقم الحكام يصل الجزائر عبر باريس وولاء الدين يطالب جمهور الهلال بالصبر
-ميشو يغازل الهلال بتغريده مازيمبى ينزر المريخ بثنائيه فى المسابقة المحليه والاحمر يواصل التحضيرات بكنشاسا
-اندرزينهو اصبح محبوب انصار الاتحاد
-الهلال يمنع الاعلام وسوسطاره تمنحه 15 دقيقه
-ميشو يغرد ارفع راسك انت هللابى
-قبل المناظره الكوكى وميلود يلتفيان بالندوه الصحفيه غدا
-الهلال يؤدى مرانه الرئيسى تاهبا لنزال سوسطاره
كوناتيه جاهزون لمعركه سوسطاره
-الاسد انتظرو الهلال فى الجزائر
-سوسطاره يتدرب بدون بلجيلالى
-الكوكى يضرب حاجز من السريه
-الوحده الطبيه تطمن الجاهزيه

صحيفة عالم النجوم
-لاعبو الهلال يعلنون التحدى لهزيمة الاتحاد والتاهل
-كانوتيه يطيح باتير عودة نيلسون متع الاعلام من المران
-كابتن الاتحاد: لم نتوقع الفوز على الهلال ونخشاه فى ملعبنا
-نائب رئيس الهلال الخندقاوى يتعامل بعشوائيه لانقبلها
مازيمبى يحقق الفوز بهدفين وينزر المريخ
-مؤتمر صحفى للمدربين الهلال والاتحاد بالجمعه
-غارزيتو يبعد اوكرا وشيبون
-هارون الهلال سيتاهل من بلد المليون شهيد
-اتير يشارك الشغيل فى وسط الملعب
-كانوتيه يعود لمتوسط الدفاع
-المعلم اللاعبون استوعبو الدرس جيدا
-الكوكى يجرى تعديلات فى التشكيل

صحيفة المشاهد
• محمود عبدالكريم : قصر الكاردينال من بيوت الهلال
• نائب امين المال : حصلنا على اعفاءات من الدولة لتشييد مشروع الجوهرة الزرقاء
• الهلال يؤدي مرانه الاول على ملعب المباراة اليوم ومواجهة خاصة بين الكوكي وميلود غداً
• غارزيتهو : المريخ هو بطل افريقيا 2015 حتى لو خسر امام مازيمبي والوالي يلحق بالبعثة
• الهداف الجزائرية : فوز الاتحاد بالمقبرة لم ينتظره اشد المتفائلين .. اخضاع شيبوب لتمارين تأهيل

آليًة المقاومة المدنيًة..استهداف رأس الحيًة


مصطفى عمر

من يقولون بأنً الشعب السوداني انتهى ، جبان، خانع..مستسلم..و يتمادون في الإساءة و التجريح عليهم أن يبحثوا أولاً عن هذه الصفات في أنفسهم إن كانوا سودانيين لأنًهم جزء منه، هذا هو التعميم الذي يضع الأغلبيًة المطلقة في نفس الخانة مع الأقليًة من الشًواذ عن القاعدة العامًة، من المرتزقة أرباب الضلال و الخزي و الخيبة.. من يرددون هذه الترهات من غير ذوو الغرض ، ليسوا سوى ضعاف العزيمة ممًن لا يمتلكون الإرادة التي تقف شامخةً تتحدي المحن و الظروف حتًى يتغيًر الواقع المزري، مشاكلنا لن يحلًها الضعف واليأس إنًما التحدي و ولوج الصعاب فمن يتهيًب صعود الجبال يعيش طول عمره بين الحفر و المستنقعات الآسنة التي هي من صنع أخوان الخيبة و الانبطاح..أمًا صاحب الإرادة يمكنه أن يصنع القوًة و المهارة التي تعينه على بلوغ غايته..و ما يفيده و مجتمعه.. ، فالإرادة تعني الأمل في غد أفضل و هذا يتطلب العمل في الحاضر والتقدير لتجربة الماضي و الاستفادة من تجارب الآخرين...، و من يقولون بأنً الكلام لا يفيد عليهم أن يأتوا لنا بحلول أو رأي سديد دون أن يتكلموا أو يكتبوا..شرط أن يكون فيه مخرجاً من الحال البئيس الذي نعيشه و سنكون خلفهم ...، و إلاً فليلتزموا رذيلة الصمت.. فمن يصف عشيرته و أهله بالجبن و الهوان لا فرق بينه و أهل النظام، و هذا عين السفه و الانحطاط...، 

بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى.. و فاضت كل مواعين الاحتمال ، و لم نعد نحتمل المزيد ، و لم يتغيًر شئ على الرغم من أن الناس لم يستكينوا يوماً لنظام عرفوا قبحه فالمقاومة مستمرًة و كل يوم تزداد..، و كفاحنا ضد النظام ارتقى لدرجة انتهاك القوانين الظالمة و إثارة وعي أفراد المجتمع ،وهنالك المزيد.. نريد إسقاط النظام و هذا لديه شروط لم نستوفها بعد نتيجةً لتشرذمنا و ليس ضعفنا أو جبننا....

هنالك أمران لا يدركها الكثير من النًاس: أوًلاً: أنً المقاومة المدنيًة لديها شروط نجاح أهمها العلنيًة و الاستعداد لتقبل العقوبة، الآن كل ما يجري يحدث في العلن و لكن الناس متفرقون لذلك لا بد من توحيد كل القوى الثوريًة في حركة واحدة حتى تكتسب القوًة المؤثرة.. الأمر الثاًني هو أنً الاحتجاج كأحد تكتيكات المقاومة لبلوغ أهداف محدًدة مرتفع المخاطر لذلك نحتاج أن يتم بطريقة تقلل من مخاطره و هذا يأتي بالتخطيط الاستراتيجي لعمل المقاومة ..، و أنً التكتيك يجب أن يكون جزءاً من إستراتيجية تمً إعدادها سلفاً.. ، استيفاء هذان الشًرطان يحتاج القيادات المدرًبة التي يمكنها رسم الاستراتيجيًات التي تجعل عمل المقاومة جزءاً من حياة النًاس اليوميًة..، هنالك مدرستان لعمل المقاومة المدنيًة اللاعنفيًة، أحداهما لا تتناسب مع ظروفنا، لنرى الفرق ....

مدارس المقاومة المدنيًة

المدرسة الأولى تاريخيًاً هي التي عرفت لاحقاً بـ"المدرسة الكنقيةKingian nonviolence) ) ، وهذه أسسها مارتن لوثر كينج..، عندها اللاعنف أسلوب حياة ..، أما المدرسة الحديثة ( البراغماتيًة) و تعني البراغماتيًة العملانيًة أي عمل نظريات قابلة للتطبيق العملي ثمً تطبيقها على أساس أنًها جربت و ثبت نجاحها، و إن كانت تتعارض مع مبدأ محدًد نتجاهل المبدأ طالما أنًه لا يحقق منفعتنا و هدفنا النهائي..، فمثلاً نحن لانمانع العمل العسكري كمبدأ لاقتلاع الديكتاتوريًات مطلقاً ، إلاً أنًه نتيجةً للدراسات تبيًن أنً اللاعنف أنجع من العمل العسكري و أفضل نتائجاً بنسبة الضعف..هنا الفرق واضح بين المدرستين إذ أنً الأولى لديها مبادئ تتعامل معها على أنًها معتقدات راسخة و لا تضعها في مقارنة بين المبدئية و النفعيًة..، المدرسة البراغماتيًة أسسها جين شارب في الثمانينات و ظل رائدها حتًى يومنا هذا..و منهجياتها و أساليبها هي التي تناسب واقعنا السوداني، رغم ذلك لا بأس أن نتحدث قليلاً عن المدرسة الأولى...

المدرسة الكنقيًة:

الحركة الشعبية لمارتن لوثر كينغ كان وراءها ظهير قضائي، إذ أن المحاكم في الولايات المتحدة أقرت بأن القوانين غير عادلة ولا تتناسب مع الدستور، ولولا دعم المحكمة العليا في الولايات المتحدة ما كان لها أن تحصل على نتائج، كذلك مشاركة المحاكم وذهاب الكثيرين إلى رفع دعاوى (أي استخدموا القنوات القانونيًة الموجودة في النظام، و هذه في حد ذاتها تتعارض مع منهج اللاعنف البراغماتي).. بالتالي كانت المحكمة العليا تريد أن يحصل الجميع على العدالة، ففي الولايات المتحدة هناك فصل بين السلطات الثلاث في الدولة هذا جانب، الجانب الآخر، كانت هنالك حركات لاعنفيًة يقودها أناس ينتهجون اللاعنف البراغماتي في نفس الفترة الزمنيًة يتشاركون نفس القضايا منهم على سبيل المثال مالكوم إكس ، يقودون حركات مقاومة تحرريًة كان لهم الأثر الأكبر على نجاح حركة الحقوق المدنيًة، ...، أمًا نجاحات غاندي في الهند لم يكن لينالها لو لا تغييره لاستراتيجيًاته لاحقاً...إذاً اللاعنف الكنقي صعب النجاح في واقعنا السوداني بسبب دمويًة النظام و عدم وجود فصل بين السلطات، لذلك ما يناسبنا " المدرسة البراغماتيًة"،

اللاعنف الكنقي "Kingian Nonviolence" منهجية تعمل داخل إطار عملي ونظري لفهم السلطة وممارسة اللاعنف...مستمدًة من فلسفات الدكتور مارتن لوثر كينغ، واستراتيجيات وتكتيكات حركة الحقوق المدنية، وكذلك فلسفة الممارسين والمنظرين مثل ثورو، غاندي، وتولستوي، وريتشارد جريج، و آخرين ..، على الرغم من أن هذه المدرسة تحمل اسم كينغ إلاً أنَ الاسم قصد منه الإشارة إلى منهجيتها عن السلام و اللاعنف.

خصائص هذه المدرسة أنًها تطبق اللاعنف على أنًه ليس فقط إستراتيجية لحركات المقاومة الاجتماعية، و إنًما أيضاً أسلوب حياة لشعب شجاع..".اللاعنف الكنقي" يتميز عن اللاعنف البراغماتي في أنه يسعى لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة بدلا من أعراض الظلم...حيث ترى اللاعنف أداة لتمكين الذات، أمًا الفرق بينهما كما أشرنا فهو أنً المدارس البراعماتيًة لا تعترف بالمؤسسات القائمة و تعمل خارج إطارها..نفس التعريف واحد في شقه الأوًل..في أن اللاعنف هو "القوة النشطة" ..، تعريف المدرسة البراغماتيًة "القوًة النشطة غير التقليديًة"، أي إستراتيجية تقوم على المهارات لتحقيق التغيير و ليس غايةً في ذاته..
اللاعنف الكنقي يختلف عن البراغماتي في أنه ينظر إلى اللاعنف كوسيلة لتحقيق كلا من التحول الهيكلي و على المستوى الشخصي ، فهو يقوم على أساس أنً المصالحة والعدالة هى الهدف المنشود النهائي للصراع..حالياً يدرًس منهج اللاعنف الكنقي في المدارس والسجون والمراكز المجتمعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وعلى نحو متزايد في جميع أنحاء العالم… ويوفر للناس العاديين من ذوي المهارات العامة الأدوات التي تمكنهم من تغيير أسلوب حياتهم وحياة الآخرين...و يقوم على ركنين رئيسيين هما (1) المبادئ الستة للاعنف، و(2)الخطوات الست اللاعنف. .. ينظر إلى المبادئ على أنًها تمثل إرادة اللاعنف، وينظر إلى الخطوات على أنًها تمثل المهارات و الاستراتيجيًات و الاثنان لا يمكن الفصل بينهما..حيث أنً التمسك بمبادئ هذه المدرسة هو جزء من الإستراتيجية..فكان على كل من يرغب في التطوع توقيع بطاقة التزام يتعهد بموجبها بالآتي:
بتوقيعي هذا أنذر نفسي – شخصًا وجسمًا – للحركة اللاعنفية. لذا سألتزم بالوصايا العشر التالية: سأتذكر دومًا أن الحركة اللاعنفية تسعى إلى العدالة والمصالحة وليس إلى النصر، سأسير وأنطق بمقتضى المحبة ،سأصلِّي يوميًّا لكي يستعملني الله في سبيل تحرُّر البشر قاطبة، سأضحِّي بأمانيَّ الشخصية في سبيل تحرُّر البشر قاطبة، سأتقيَّد بقواعد التهذيب المعتادة مع كلا الصديق والعدو،سأسعى إلى المداومة على خدمة الآخرين والعالم، سأنتهي عن عنف اليد واللسان والقلب، سأجتهد في الحرص على صحتي الروحية والبدنية، سأتبع توجيهات الحركة وتوجيهات القائد في أثناء كلِّ مظاهرة.

المبادئ الستة للاعنف الكنقي:

تعتبر المبادئ الستة بمثابة لائحة سلوك لممارس اللاعنف وتقوم هذه المبادئ على قيم عالمية مشتركة من قبل الناس في جميع أنحاء العالم...في كتابه الخطو باتجاه الحرية يشرح مارتن لوثر كينغ كيف قادتْ المحبة والمناهج اللاعنفية الحركةَ... ففي الاجتماعات الأسبوعية كان يشدِّد على أنً استعمال العنف سيكون غير عملي وغير أخلاقي و يقول:"الكراهية تولد الكراهية؛ العنف ينسل العنف؛ الفظاظة تسبِّب فظاظة أكبر. علينا أن نقابل قوى الكراهية بقدرة المحبة؛ علينا أن نقابل القوة المادية بقوة الروح. غايتنا ينبغي ألا تكون أبدًا هزيمة الرجل الأبيض أو إذلاله، بل كسب صداقته وتفهُّمه" (هنا اختلاف كبير مع المدرسة البراغماتيًة إذ أنًها تعمل على تدمير الخصم و تقويض قوًته و تسعى إلى تحقيق النصر جنباً إلى جنب مع العدالة و لا تفصل بينهما، خطابها ليس موجهاً للبشر قاطبة ..الخ).



في كتاب الخطو باتجاه الحرية بيَّن مارتن لوثر ستَّ نقاط حول فلسفة اللاعنف:

1. لا يتأسَّس على الجبن؛ يتطلَّب الشجاعة للوقوف في وجه الظلم. 
2. لا يستهدف هزيمة الخصم إنما كسب تفهُّمه من أجل إيجاد "المجتمع الحبيب".( هنا فرق جوهري مع المدرسة البراغماتيًة)
3. موجَّه ضدَّ الشرِّ، وليس ضدَّ الناس الذين يمارسون الشر؛ النزاع بين العدل والظلم..( أيضاً يختلف مع المنهج البراغماتي) 
4. الاستعداد لتقبُّل الألم 
5. ليس المطلوب تجنب العنف المادي وحسب، بل العنف النفسي كذلك ( أيضاً يختلف مع المنهج البراغماتي)
6. الإيمان بأن العدل سوف يتغلَّب في النهاية.

المبدأ الأول : هو أن اللاعنف وسيلة لحياة شعب شجاع… قوة إيجابية، و وسيلة للحياة. ..يمكنك الاختيار لتعيش حياتك على أساس مبادئ اللاعنف…الأمر يحتاج إلى شجاعة للوقوف في وجه الظلم الذي تراه لمعالجة القضايا الصعبة والمثيرة للاهتمام.. شكل من أشكال المقاومة، وبالتالي فإنه يتطلب القوة والانضباط من أجل التغيير والمصالحة، ولكن ذلك يتطلب القدرات العاطفية والفكرية الروحية.

المبدأ الثاني: المجتمع الحبيب هو إطار للمستقبل… النهج اللاعنفي محاولة لتحقيق عالم يسوده الوئام من خلال رفع العلاقات بين الناس في المجتمع إلى مستوى يسوده العدل وجميع الناس قادرون على تحقيق الإمكانات البشرية الكاملة بارتقاء الكتلة الحرجة من الناس إلى فلسفة وأساليب اللاعنف. المجتمع الحبيب يعني الحب والثقة و الانتصار على الخوف والكراهية. ..العدالة يمكن أن تترسخ و هذا ما تعمل الحركة من أجله في المدى البعيد.

المبدأ الثالث : مهاجمة قوى الشر و ليس الناس الذين يمارسون الشر. ويركز النهج اللاعنفي على الشروط الأساسية والأسباب الجذرية للصراع وليس على الأفراد الذين يقومون بالظلم. في هذا المعنى، لا يسعى النهج اللاعنفي لإذلال أو تدمير المرء على اعتباره عدو، بل يسعى للصداقة والتفاهم. في حركة الحقوق المدنية على سبيل المثال، لم يكن الناس يستهدفون الأفراد الذين يسنون القوانين الجائرة أو فرض الفصل في المطاعم والأماكن العامة أو في حافلات المدينة. بدلا من ذلك، الحركة ركزت طاقتها وجهودها على تغيير ظروف النزاع، في هذه الحالة إنهاء العنصرية النظامية من خلال استخدام أساليب غير عنيفة بهدف الضغط على السلطة لإجبارها التخلي عن القوانين الجائرة.

المبدأ الرابع : قبول المعاناة دون انتقام ، يعتقد غاندي أن اختيار المعاناة طوعيًاً تساعد الحركة لتنمو روحيا وتمنحها بعدا إنسانيا.. هذا المبدأ يعني أن الالتزام بنبذ العنف يتطلب قدرا معينا من التضحية والمعاناة. من منظور استراتيجي، يمكننا القول أن هذا المبدأ يعزز أهمية الحفاظ على الانضباط اللاعنفي حتى في مواجهة القمع والعنف، بمعنى آخر مخاطبة ضمير الخصم ( هذا المبدأ ثبت بأنًه لا يعمل، و حتًى غاندي تخلى عنه بعد حادثة الملح) .

المبدأ الخامس: تجنب العنف الداخلي للروح، بالإضافة إلى تجنب العنف الجسدي الخارجي. العنف الداخلي العاطفي من روحنا ضار لأجسادنا ومجتمعنا ككل. النقد الذاتي أو إيواء الكراهية تجاه الآخرين، والشعور باليأس هذه كلها ضارة لدواخلنا، يؤدي العنف العاطفي الداخلي للعنف الجسدي وهناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها لرفع معنوياتنا لإحداث شعور السلام الداخلي والهدوء. سواء كان ذلك بممارسة العبادات ،ممارسة الرياضة، الأنشطة المحببة للترويح عن النفس.. فمن المهم لمن يمارس العمل اللاعنفي الرعاية الذاتية من أجل الحفاظ على مستوى عال من المعنويات خلال الحملات في حين أن الغضب الذي يكمن داخل أنفسنا يمكن أن يحرقنا من الداخل، الحفاظ على الشعور بالحب يمكن أن يقوينا خلال أوقات الشدًة في الحملات اللاعنفية (هذا المبدأ و الكثير غيره مبادئ دينيًة في الأصل).

المبدأ السادس والأخير: أن الكون هو على جانب من العدالة، يقول مارتن لوثر كينج: "إن قوس الكون الأخلاقي طويل، لكنه ينحني نحو العدالة." قد يستغرق بعض الوقت بالنسبة لنا لتحقيق أهدافنا ولكن في عمق فلسفة اللاعنف هو الاعتقاد بأن الحقيقة و الحب هي موجهات المجتمع البشري، اللاعنف هو السياق الأخلاقي للوسيلة والغاية..

الخطوات الستة :
حسب المدرسة الكنقيًة.. يعتمد عمل اللاعنف على ست خطوات تربط بين طرفي العلاقة ممثلة في النظام والشعب، والتي تعتمد أساساً على جمع الحقائق والمفاوضات والنقاش والتصالح والالتزام باحتواء الاحباطات و تقديم تنازلات من كلا الطرفين...
فعندما تنعدم الثقة ، في غياب الرغبة في حل النزاع، نكون وصلنا إلى طريق مسدود، لذلك يجب أن يكون هناك تصرف مباشر،.. كما حصل في تلك الفترة التي عاصرها مارتن لوثر كنج، في بداية المقاومة قام السود بتصرف مباشر، بعدم استخدام المواصلات بعد أن تعرضت سيدة سوداء لمحاولات طرد من الحافلة التي كانت تستقلها وعندما رفضت تم إلقاء القبض عليها، فما كان من السود إلا أن امتنعوا عن استخدام المواصلات لأكثر من ‬350 يوماً، الأمر الذي أحدث خسائر جسيمة، ما اضطر أصحاب الشركات إلى أن يفتحوا حواراً لتأمين مصالحهم...ثم بعدها توالت الحملات الناجحة تباعاً..

استطاع مارتن لوثر كنغ تحويل القهر والغضب، عبر فهمه مراراً أن العنف لغة الذين لم يسمع صوتهم، لذلك غالباً ما يعبرون عن غضبهم من خلال العنف، فيما ظهر ورفاقه ليستخدموا نوعاً آخر من التعبير عن هذا القهر والرفض عبر الحوار والتظاهر السلمي، لاسيما مع ما كان يمارس ضدهم من اضطهاد، إذ اعتقل نحو ‬40 مرة، بسبب أمور لم يؤمن بها، جراء القوانين غير المنصفة، على سبيل المثال وليس الحصر، الرجال السود لايمكنهم التسوق من المدينة، كما انهم منعوا من شرب المياه في المدن، من هنا قرر السود عدم المشاركة في الاقتصاد، الأمر الذي طرحت على إثره قوانين بحقوق السود، منها حق الانتخاب، وحق اختيار المكان الذي يعيشون فيه.

في مساء 3 أبريل 1968 ألقى مارتن لوثر كينغ خطابه الأخير " قمة الجبل"، كان في غاية السعادة بالصعود إلى قمة الجبل و رؤية حلمه يتحقق.. فجمع في وقت لاحق مجموعة من القريبين منه وأخبرهم عن رؤيته الجديدة،كانت هذه الرؤية هي تدويل وإضفاء الطابع المؤسسي على تدريس اللاعنف، كان قادراً على تحقيق هذا الحلم، في اليوم التالي اغتيل خارج الفندق الذي ينزل فيه في ممفيس، وكان الدكتور برنارد لافاييت مع الدكتور كينغ في ذلك المساء، وجنبا إلى جنب مع شخصية مهمة أخرى من حركة الحقوق المدنية، الدكتور ديفيد جونسون،فعمل الاثنان على تطوير مناهج اللاعنف والتدريب في محاولة لتحقيق حلم الملك ومواصلة التدريب على كيفية عمل اللاعنف...فكان ميلاد مدرسة مارتن لوثر كينغ .

المدرسة الحديثة (البراغماتيًة):

سبق و أن كتبت مقالاً يصلح مدخلاً للحديث عن هذه المدرسة بعنوان " البروفيسور جين شارب: إسقاط ديكتاتوريات القرن ونظرية حرب اللاعنف" يمكن الاطلاع عليه: http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-199271.htm
جين شارب أول من وضع كل هذه الأفكار في إطار الإستراتيجية السياسية من أجل التغيير السلمي والنضال ضد الديكتاتوريات..لديه كمية هائلة من المؤلفات تتحدث عن بناء حركات المقاومة، الاستراتيجيات و التكتيكات .. منها "البدائل الحقيقيًة"و "كفاح اللاعنف وسيلة فعالة للعمل السياسي" و "دور القوة في الكفاح اللاعنفي" و "الانتفاضة والنضال بلاعنف" و "شن النضال اللاعنفي" ، "القوة الاجتماعيًة والحرية السياسية" ، "تحرير النفس" ، و غيرها..، أكثرها شهرة "من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة"...، تميز المسار العلمي لـجين شارب بدراسته خلال سنوات الخمسينات لنظرية العصيان المدني لكل من هنري ثورو والمهاتما غاندي صدر كتابه الأول في العام 1960 ، خصصه لدراسة منهج غاندي.. كتب افتتاحيته ألبرت إنشتاين ..فالطاعة والعصيان، عند غاندي و ثورو مسألة أخلاقية و عقائديًة قبل أن تكون سياسية.. بحيث أن ما كانا يعتبرانه غاية في حد ذاته يمكن فهمه على أنه وسيلة ... لذلك يمكن اعتبار العصيان المدني تقنية في العمل السياسي و العسكري. فتعامل غاندي مع اللاعنف مرً بمرحلتين، الأولى آمن باللاعنف لأنه نقي أخلاقيًاً..و عندما لم تكن النتائج بالمستوى المطلوب غيًر من استراتيجيًاته و تعامل معه لأنًه فعال سياسياً وليس لأنه نقي أخلاقياً...، هذا يفسٍر التحول في إستراتيجية غاندي من اللاعنف بعد ارتفاع حدًة القمع..

من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
في مقال استقصائي بصحيفة العرب اللندنيًة بتاريخ 28/6/2014 بعنوان "شارب نجح في صنع انفتاح فكري ساهم في خلق حوار مجتمعي تبنى أسس التغيير بين الشعوب المقهورة وحتميته" يقول كاتب المقال / عبد الحاج: كتاب “من الديكتاتورية إلى الديمقراطية”، دخل في موسوعة الكتب التي أثّرت في التاريخ السياسي الإنساني، ومنها كتاب “الأمير” لميكافيلي، و “صراع الحضارات” لهنتنغتون، و “نهاية التاريخ” لفوكاياما، وجميعها شكلت نقاط تحول هامة في تاريخ الفكر السياسي وتطوره نحو التطبيق الفعلي للتعددية وأسلوب الحكم الديمقراطي...

يفصّل شارب رؤيته لمجموعة عوامل أثرت وتؤثر على حصيلة المقاومة السلمية منها: العوامل الاجتماعيًة، تلك المتعلقة بالنظام الحاكم، و المتعلقة بالطرف الثالث ودرجة تعاطفه مع المقاومة أو النظام، وعوامل أخرى لها علاقة بمجموعات وأطياف المقاوِمة، ليصل بنا إلى نظريته المقاومة المدنية المبنية على تحليل مصادر القوة، وأن هناك ستة مصادر للقوة، تشكل المفتاح لفهم طبيعتها التعددية، وهي الشرعية والموارد البشرية والمهارات والمعرفة...عوامل غير ملموسة مثل الدين والموارد المادية والعقوبات، لكن الطاعة هي قلب القوة السياسية..، وأن الهدف هو دفع الناس إلى سحب طاعتهم للحاكم من أجل إنجاز التغيير، ولكن قد نفشل أحياناً بسبب الخوف من العقوبة أو لمنافع شخصية، ..(أو أي من الأسباب الثمانية للطاعة..التي تطرقنا إليها سابقاً)...


دور مؤسسة ألبرت أينشتاين في دعم المقاومة المدنية:

في العام 1983، نجح جين شارب في بلورة البرنامج الخاص بالعقوبات اللاعنفية في مركز الشؤون الدولية بجامعة هارفارد، حيث طور أبحاثا في العلوم الاجتماعية عن إمكانية لجوء سكان غرب أوروبا للعصيان المدني لمواجهة الغزو المحتمل لجيوش حلف وارسو تماماً كما حدث في الدنمارك إبان النازيًة، حيث لجأ الدنماركيون وقتها للعصيان المدني و حرموا ألمانيا من الاستفادة من مواردهم...

كذلك أسس “مؤسسة ألبرت أينشتاين” في بوسطن لغرضين أولهما تمويل أبحاثه الجامعية ثم تطبيق نماذجه على أرض الواقع... قبل أن يصدر في العام 1985 كتابه عن كيفية جعل غزو أوروبا أمرا مستحيلا، والذي كتب مقدمته السفير جورج فورست كينان، الأب الروحي للحرب الباردة. وفي العام 1987، استفادت “مؤسسة ألبرت أينشتاين” من الإعانة المالية لـ“المعهد الأمريكي للسلام”. فنظمت منتديات ومؤتمرات لتشكيل حلفاء للدفاع عبر العصيان المدني ضد الشيوعية و خطرها المحتمل. كذلك أدخل الجنرال جورج فريكو شانو مفهوم «الردع المدني» إلى “مؤسسة دراسات أنظمة الدفاع الوطني”.

ففي أكتوبر من العام 1990، ذهب جين شارب وفريقه إلى السويد و قابلوا مجموعة من السياسيين اللتوانيين لتنظيم مقاومة شعبية ضد الجيش الأحمر...وبعد أشهر من ذلك، حين اندلعت الأزمة في مايو من العام 1991، وما تلاها من نشر غورباتشوف لقواته الخاصة، كان جين شارب و معهد ألبرت إنشتاين يقدم التدريب و الاستشارات لمجموعة المبادرة..، وفي يونيو من العام 1992 نظم وزير دفاع ليتوانيا المستقلة أودريوس بيتكيفيتشوس ندوة لتكريم العمل الجبار والحازم الذي قامت به “مؤسسة ألبرت أينشتاين” في سبيل تمكين دول البلطيق (ليتوانيا، استونيا و لا تفيا) من نيل استقلالها.

في القرن الحالي ظهر دور معهد ألبرت إنشتاين و جين شارب جلياً في التدريب على المقاومة المدنية و مبادئ اللاعنف مما كان له الدور الفاعل في تحرير جمهوريات البلطيق و دول أوروبا الشرقيًة ، و انشأ معهد كانفاس في صربيا و بفضله نجح الصرب في إسقاط ديكتاتورية مسيلوفيتش في العام 2000م و تمكن معهد كانفاس من تدريب المقاومة الجورجية التي نجحت في اقتلاع شيفرنادزة ، و كذلك الثورات الملونة ومنذ ذلك الوقت ظل معهد ألبرت إنشتاين أحد المساهمين الرئيسيين في دعم حركات المقاومة اللاعنفية في جميع أنحاء العالم.
الكتب التي أشرنا إليها أعلاه هي المرجع الأساسي لمادة الحديث في المبحث القادم و ما يليه حيث تكون مرجعيًة الخطط و الاستراتيجيًات التي سنستخدمها لتوزيع الأدوار والمهام .

مصطفى عمر
mustafasd1@hotmail.com

الراكوبة

هالو جنيف:أنقذوا السودانى المرموق وليد الحسين


د. على حمد ابراهيم

هذا مقال حزين ، ومستعجل ، ولهفان ،موجه من القلب الى مجلس حقوق الانسان الذى يواصل اجتماعاته فى جنيف الجميلة وهم مرطبون ، لا يصيبهم رهق او نصب أو خوف من عاديات السياسة الذى يصيب الناس فى عالمنا الثالث ، الذى يأوى الانسان فيه الى فراشه حرا طليقا ، ويصبح مكبلا بقيده ، وفى معصمه الكلباش .

هذا مقال قصير قصر المسافة بين الحرية والقهر فى عالمنا الثالث نوجهه عبر الاعلام الاسفيرى السودانى الذى لم يعد لنا غيره منتدى نتنفس فيه بعد أن اشترى مال الدولة المروءات والضمائر فلم يعد هناك من يقول ان البغلة فى الابريق. وساح فى ارجائنا المنافقون المردة الذين يصنعون الباطل ويزينونه . ولكن لا بأس . الباطل يطول ولكنه لا يدوم . عزاؤنا ان اعلامنا الاسفيرى صارت له انياب حادة تعض وتقطع وتؤلم اينما عضت وقطعت . وصارأخذه اليم شديد يخشاه بعض اصحاب القصور المنيفة ، و يخافونه ويتهيبونه ، و ينشئون الجدر و البيادر الحصينة ليقاتلوه من ورائها بتلفيق التهم الكيدية ضد قادة هذا الاعلام الحر المنطلق مثل نسيم الدعاش . اننا نذكر جحافل المجتمعين فى جنيف الجميلة أن صحفيا سودانيا مرموقا هو الاستاذ وليد الحسين المسئول الفنى لصحيفة (الراكوبة) الاليكترونية الواسعة الانتشار والتاثير يعيش معتقلا بتهمة حب بلده والانتصار لقضايا شعبه الذى انجبه وشذبه وعلمه وادبه فاحسن تعليمه وتاديبه . 

ولأنه يمارس هذا الحب بطريقته الخاصة ، التى يتأذى منها السلطان ، كان لزاما أن يوقف عند حده بترحيله الى بلده. بعد ان اصبح الترحيل الى بلداننا عقابا وفاقا. لقد أخطأ الاستاذ وليد حين سمح لصحيفته ان تكون منصة اطلاق عاصف ضد الفساد الذى صار يمشى على ساقين وقدمين فى رائعة النهارمتعديا كل حدود. وامثال الاستاذ الوليد هم الجنود المجهولون الذين يقفون فى خط النار الاول دفاعا عن ما تبقى لشعبهم من حقوق ومقدرات قليلة بعد هجمة النهب والسلب العارمة التى ابتزلت الانسان والوطن . تسهيل توقيف وترحيل الاستاذ وليد وامثاله وترحيلهم الى حيث الزنازين المظلمة هو اشتراك مباشر فى الهجمة الشرسة ضد حرية شعبنا و كرامته وهو عمل لن ينساه شعبنا لمن يقومون به.
هالو جنيف : هل تسمعنى ! 
alihamadibrahim@gmail.com

الراكوبة

العلم الفلسطيني يرتفع في الأمم المتحدة للمرة الأولى وعباس يفجر «قنبلته» ويعلن تحلله من جميع الاتفاقات مع إسرائيل



لندن ـ «القدس العربي» ـ من علي الصالح:
رفع العلم الفلسطيني أمس الأربعاء للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في حدث ينطوي على رمزية عالية، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الجانب الفلسطيني يتحلل من جميع الاتفاقات مع إسرائيل.

وقد ارتفع العلم الفلسطيني بألوانه الأحمر والأسود والأبيض والأخضر عند مدخل المؤسسة الدولية، الى جانب إعلام الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة وعلم الفاتيكان الذي يتمتع على غرار فلسطين بوضع الدولة غير العضو. 
وحضر حفل رفع العلم مئات الأشخاص في طليعتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزراء خارجية العشرات من الدول العربية والإسلامية والغربية.
وقبل دقائق من رفع العلم، فجّر الرئيس الفلسطيني في خطابه المطول أمام الدورة الـ 70 للجمعية العامة أمس «قنبلته» التي وعد بها في حوار أجرته معه «القدس العربي»، قبل عشرة أيام. وأعلن الرئيس عباس وسط تصفيق الحاضرين، أن الجانب الفلسطيني يتحلل من جميع الاتفاقات بما فيها العسكرية والأمنية. ودعا إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها واستحقاقاتها كسلطة احتلال، لأن الوضع القائم لا يمكن استمراره. 
واتهم الرئيس عباس في خطابه الذي اتسم بالعاطفية، إسرائيل بتدمير كل الأسس التي قامت عليها جميع الاتفاقات، وجعلت الوضع غير قابل للاستمرار «وهي بذلك لم تترك لنا خيارا ولن نبقى الوحيدين الملتزمين بهذه الاتفاقات».
وأوضح أن الجانب الفلسطيني سيبدأ بتنفيذ هذا الإعلان بالطرق والوسائل السلمية والقانونية. واستطرد «فإما أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية ناقلة للشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وإما أن تتحمل إسرائيل سلطة الاحتلال، مسؤولياتها كافة».
وذكّر أبو مازن مجلس الأمن الدولي بقرار تقسيم فلسطين إلى دولتين إسرائيلية وفلسطينية. وقال إن الشق الأول نفذ بقيام إسرائيل ولا يزال الشق الثاني ينتظر التنفيذ، داعيا الدول الأعضاء إلى دراسة القرارات السابقة. كما دعا جميع الدول التي تتحدث عن خيار حل الدولتين أن تعترف بالدولتين، وليس بدولة واحدة فقط. وأضاف «لم يعد من المفيد تضييع الوقت في المفاوضات من أجل المفاوضات». واستطرد أن «المطلوب إيجاد مظلة دولية تشرف على إنهاء هذا الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية، ولحين ذلك فإنني أطالب الأمم المتحدة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الإنساني الدولي».
وتطرق الرئيس عباس إلى ما تشهده مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية من اعتداءات وانتهاكات يومية على أيدي سلطات الاحتلال وقنواتها ومستوطنيها ومحاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا. وقال لن نسمح بتمرير المخططات العدوانية على المسجد الأقصى. وجئت إلى هنا لأدق جرس الخطر لما يحدث في الأقصى» حيث تسعى إسرائيل إلى تحويلها الى حرب دينية».
ولم ينس أبو مازن قضية اللاجئين، ودعا إلى حلها وفق القرار 194 ومبادرة السلام الغربية. 
وتحدث الرئيس عباس على نحو درامي عن مجازر العصابات الإسرائيلية، بما فيها حرق عائلة الدوابشة في نابلس ومحمد أبو خضير في القدس، وحتى مجزرة دير ياسين.
وبعد دقائق من انتهاء عباس من خطابه، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني. وجاء في بيان أصدره مكتب نتنياهو أن «كلمة أبو مازن مخادعة وتشجع على التحريض والتدمير في الشرق الأوسط.»

السودان: عندما يرهن البشير مصير الوطن بمصيره




جاء في الأخبار ان الرئيس عمر حسن البشير يصر علي ترؤس ما يسمى بالحوار الوطني «حوار الوثبة»، كما يحلو للسودانيين ان ينعتوه، الذي ينوي نظامه إطلاقه قريبا في الخرطوم، في وقت أعلنت فيه قوى المعارضة الرئيسية، المدنية والمسلحة، مقاطعتها لحوار الوثبه المزمع، بحسبانه حوارا أحاديا غير حر او متكافئ.
ان إصرار البشير على قيادة هذا الحوار بنفسه، يكشف عن ازمة حقيقية يعيشها نظامه، بيد انها تنعكس مباشرة على مصير البلاد. كل الدلائل تؤكد ان البشير يريد ان يضمن مصيره الشخصي، في أي ترتيبات سياسية مستقبلية في السودان، كما انه يريد التحكم فيها من ألفها إلى يائها. فهو إذن يرهن مصيره بمصير ما تبقى من السودان. لذلك، واهم من يظن ان البشير سيتنازل عن السلطة بطوع اختياره وحر إرادته. فالسلطة بالنسبة له وللعصبة المحيطة به، تعتبر الحصانة المتينة، التي تعصمهم من الملاحقات القضائية الداخلية والخارجية وتداعيات اي تغيير محتمل للنظام.
 لا بد ان البشير قد استبشر خيرا بالآخبار الواردة من سوريا، والتي تؤكد علي التدخل العسكري الروسي، وبضوء اخضر أمريكي وغربي، لإنقاذ ديكتاتور سوريا – بشار الأسد، المتهم بجرائم ضد الانسانية وربما جريمة الابادة الجماعية. وعلي الرغم من المفارقة في المواقف السياسية المعلنة بين النظامين، إلا ان كلا الرئيسين الدكتاتورين موغل في الدموية ضد شعبه، و يحاول كل منهما إنقاذ رقبته ومصيره علي حساب مستقبل شعبه ووطنه. 
لا نذيع سرا ان قلنا انه منذ ان أصدرت المحكمة الجنائية الدولية امر القبض علي الرئيس البشير، ظلت سياسة الدولة الداخلية والخارجية رهينة لتحركات وإجراءات المحكمة الدولية ازاء قضية البشير، أنفق النظام الملايين من الدولارات لبعض المحامين والسماسرة الدوليين وقدم العديد من التنازلات السرية علي حساب الوطن لبعض الأطراف، وذلك للإفلات من مأزق وقبضة المحكمة الجنائية، ولكن دونما نجاح يذكر، لذلك البشير لا يهمه مصير وطنه الذي ورطه في حرب مع نفسه، حيث زهقت ارواح مئات الآلاف من المدنين العزل في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق، وشرق السودان، وأقصي شمال السودان، بل وحتي في العاصمة الخرطوم، حيث استشهد اكثر من مئتين من الطلاب والشباب العزل، في انتفاضة سبتمبر 2013. البشير لا يهمه شعبه الذي يرزح الملايين منه في معسكرات اللجوء والنزوح، لأكثر من ثلاث عشرة سنة حسوما، او أولئك الذين يختبئون في كهوف جبال النوبة خوفا من البراميل المتفجرة، بلا مأوي وكساء وغذاء ودواء. فالبشير كذلك، لا يهمه شعبه الذي يعيش اكثر من ثمانين في المئة منه تحت خط الفقر، وفقا للإحصاءات والتقارير الدولية، البشير لا تهمه كل المؤشرات التي تؤكد فشل الدولة السودانية وانهيارها الوشيك، جراء سياسات وممارسات نظامه الذي تجاوز الستة وعشرين عاما في حكم السودان. البشير يهمه مصيره الشخصي فقط، لا مصير السودان والسودانيين.
البشير لا يريد ان يتنازل عن الحكم من اجل خلاص ومستقبل وطنه وشعبه، بل يريد ويعمل للتشبث بالسلطة حتي اخر لحظة. لذلك حتي عندما يتحدث عن الحل للازمة الوطنية السودانية، فهو لا يجنح الي حلول حقيقية تقدم مخرجا استراتيجيا لازمات البلاد، بل يوغل في المراوغة، ويحاول اعادة انتاج الحلول القديمة الفاشلة التي عمقت أزمات السودان. فكل ما هو بارع فيه، هو عرض المناصب وأموال الشعب لبعض طلاب المناصب والاستوزار المنبتين عن جماهير الشعب ومسحوقيه. 
صحيح ان البشير قد ابعد العديد من أعضاء الحرس القديم الفاسد في نظامه، الذين عاثوا فسادا وصلفا سنين عددا، أوردوا خلالها البلد والشعب مهالك الابادة والفساد والانقسام، لكن البشير بدل الحرس القديم بآخر يعج ب»المليشاويين» والامنيين الفاسدين، الذين لا هم او هدف لهم، سوي ارضاء رأس نظامهم، وإشباع شهواتهم من سلطة ومال الشعب. 
مهما يكن من امر، فان البشير قد ركز السلطة، كل السلطة في يده هو، لا سواه، فهو قد تخلص من كل مراكز القوي في نظامه. البشير الان يمثل المركز الأوحد للسلطة والقرار. فهو يريد ان يرسل رسالة واضحة للخارج قبل الداخل، مفادها: انه هو وحده الآمر الناهي، والمصدر الأوحد للقرار، وبالتالي- حسب البشير- ينبغي علي المجتمع الدولي ان يتحدث ويتعامل معه وحده، اذا أراد حلا لازمة السودان التي تتجاوز اثارها حدود أراضيه. بالطبع، ليس بالضرورة ان هذا الوضع يعبر عن قوة البشير او نظامه، بل الأرجح ان هذا الوضع يعبر عن ضعفه، اذ انه اختزل نظامه ووطنه في مصيره الشخصي، وهي إمارات وتمظهرات نهايات وسقوط الأنظمة الشمولية، البشير كطاغية سوريا- بشار، يتخذ من شعبه رهينة لإنقاذ مصيره. فالبشير ظل يعيش قلقا مرعبا من الحصار الدولي. فهو لا يستطيع ان يسافر حرا كما يسافر بقية رؤساء الدول، كما ان المندوبين الدوليين يرفضون مقابلته، مراعاة لاوامر القبض التي اصدرتها ضده المحكمة الجنائية الدولية، والتي حولته الي متهم هارب من العدالة الدولية. البشير كذلك يحاول ربط بعض الملفات الإقليمية الشائكة بمصيره، ليعزز من موقفه للبقاء في السلطة، فمثلا انه قد استفاد من الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي أدت الي صرف الأنظار الدولية عن تجاوزات نظامه. كما بدا جليا ان البشير يدعم احد طرفي النزاع في جنوب السودان، وهو الدكتور رياك مشار، زعيم المعارضة المسلحة في دولة جنوب السودان.
اضافة الي ذلك، فقد وظف البشير الأزمات والملفات الإقليمية والدولية، فجعل من نظامه شريكا وحليفا للمملكة العربية السعودي في حربها ضد الحوثيين، وكذلك شريكا وظيفيا فاعلا في الحرب ضد الاٍرهاب وتهريب البشر وما يسمي بالهجرة غير الشرعية لأوربا. هذا بالرغم من أن بعض التقارير والمصادر العليمة تشير علي عدم جدية وصدقية شراكة نظام البشير في هذه الملفات الدولية المهمة. 
إذن المأزق هو ان البشير قد اتخذ من السودان رهينة، فلسان حاله يقول: اما نفسي او سيذهب السودان! والحال هذا، ما هو المخرج او الحل؟
تسارع البعض وتطوع بمخاطبة مخاوف وهواجس البشير، المتمثّلة في مأزق المحكمة الجناءية الدولية، فقدموا للبشير «كرت» المادة السادسة عشر من ميثاق روما، المنشئ للمحكمة الجنائية الدولبة، الذي يعطي مجلس الامن الحق الحصري في تأجيل إجراءات المحكمة لمدة عام، الامر الذي ادانه ورفضه ضحايا الابادة الجماعية في دارفور. ان مضمون هذا العرض يقرر التضحية بالعدالة من اجل السلام، ولكن السؤال: أين هو السلام الذي سيضحّى بالعدالة من اجله؟ كما انه ينبغي ان يكون واضحا ان السلام الذي لا يتضمن العدالة، هو سلام ناقص- حسب رأي الضحايا. من ناحية اخري، ان ما يسمي بالمجتمع الإقليمي والدولي ليس جادا في حل او مخرج حقيقي يسهل ويؤمن عملية انتقال ديمقراطي سلمي في السودان. ان كل ما تعمل له الأطراف الإقليمية و الدولية الفاعلة في ملف الأزمة السودانية، هو حل «مرقع» «تجميلي» في اطار سقف النظام. 
الحديث عن حل تفرضه القوات المسلحة السودانية، هو افتراض هلامي. وحتي لو حدث ذلك، فسوف لن يحقق تطلعات كل اقوام الوطن في الحرية والعدالة والسلام العادل، فالجميع يدرك ان القوات المسلحة قد أُدلجت وافتقدت حرفيتها وقوميتها التي يصفها بها البعض. كما ان مليشيات الننظام هى التى تملك اليد الطولى وليس القوات المسلحة. 
 لا جدال ان الحل الحقيقي الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني، هو بيد وإرادة الشعب الحرة لا سواه، وان مصير البشير بيد الشعب كذلك. لكن كيف السبيل الي ذلك؟ لا مهرب من ثورة داخل قوي التغيير والمعارضة الجادة، لابد من ان يحدث تغيير جذري في القيادة، الاستراتجية، الوسائل والأهداف.
من المهم كذلك، جسر الهوة الواسعة بين قوي التغيير في المركز والأطراف، فالعلاقة بين هذه المكونات ما تزال فوقية وهشة، فهي تحتاج الي المزيد من إجراءات بناء الثقه والتفاهم العميق، حان الوقت لان نصنع «الكتلة الحرجة «Critical Mass» التي تجمع كل فصائل الشعب الاساسية وقواه الحية في تحالف وطني عريض فعال لأحداث التغيير المنشود، لابد من ان توطد أسس وقضايا الالتقاء والتحالف الخلاق الذي يجمع كل قوي الشعب الراغبة في التغيير الحقيقي. عندها فقط يمكننا احداث ثورة وطنية حقيقية تخلص الشعب من حروب الابادة وتخرج السودان من مصير الانهيار والتفتيت. أقول هذا، ولكني لا احاجج ضد تعاطي وتجاوب قوي المعارضة مع الجهود الإقليمية والدولية في اطار الحل السياسي السلمي الشامل، لكن هم يعلمون محدودية وضيق أفق تلك الجهود التي لا تتسع لتحقيق طموحات وتطلعات شعبنا في التغيير الحقيقي. أخشي ما اخشى ان تتخذ بعض قوي المعارضة من المؤتمر التحضيري الذي ستنظمه الالية الافريقية الرفيعة، غطاءا وستارا لتهرع الي المشاركة في حوار «الوثبة»، الذي صمم مسبقا لإنقاذ مصير البشير، وليس لخلاص مصير ما تبقي من السودان. 

٭ كاتب وباحث سوداني مقيم في نيويورك
أحمد حسين آدم
القدس العربي

ربيع عبدالعاطي : ضحايا سبتمبر ليسوا كلهم شهداء بينهم مجرمون



طالب القيادي بالمؤتمرالوطني د.ربيع عبدالعاطي الحكومة بمحاسبة الدبلوماسيين الغربيين الذين زاروا برفقة قيادات من قوى الإجماع الوطني ضحايا أحداث سبتمبر, وعد زيارة الدبلوماسيين بانها تدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك للاعراف الدولية, نافيا اخذهم لاي إذن من وزارة الخارجية للزيارة.
وشدد ربيع على ضرورة طرد الدبلوماسيين خارج السودان لانتهاكهم للاعراف وانتهاكهم للسيادة الوطنية , وقال ربيع لايمكن ان اطلاق صفة الشهداء على كل ضحايا أحداث سبتمبر فهناك اشخاص حرقوا المحلات واعتدوا على المصارف ونهبوا الصرافات واشعلوا النيران في طلمبات الوقود فهولاء مجرمون وليسوا شهداء اما الذي كان يدافع عن عرضه وماله او قتل خطأ فهو شهيد .

الخرطوم السياسي