‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وآداب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون وآداب. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

سعد لمجرد.. أوّل مغني عربي يتجاوز عتبة المئة مليون مشاهدة على اليوتيوب بأغنية واحدة في ظرف قياسي


الرباط، المغرب (CNN)---  تخطّت أغنية "لمعلم"  للمغني المغربي سعد لمجرد عتبة المئة مليون مشاهدة على موقع اليوتيوب، ووصلت إلى رقم 103 مليون مشاهدة، لتكون بذلك أوّل أغنية عربية تحقّق هذا الرقم الكبير، رغم أن الأغنية لم يمر على وضعها بموقع اليوتيوب، غير ثلاثة أشهر وعشرة أيام.
الأغنية التي وضعها المغني المغربي على قناته الرسمية بـ"اليوتيوب" يوم الثاني من ماي/أيار 2015، تجاوزت كل الأغاني العربية الموجودة على اليوتيوب منذ إطلاقه، متفوّقة بذلك في عدد المشاهدات على أغنية "بشرة خير" للمغني الإماراتي الحسين الجسمي، التي اعتبرت أكثر الأغاني العربية مشاهدة على اليوتيوب خلال عام 2014، ووصلت مؤخرًا بالكاد إلى مئة مليون مشاهدة منذ بثها يوم 16 ماي/أيار 2014، كما تفوّقت على أغنية حلا الترك، "هابي هابي"، التي وصلت إلى 101 مليون مشاهدة.
هذا الرقم الخيالي من المشاهدات لأغنية عربية يعدّ الأول من نوعه على موقع اليوتيوب، وما يقوي حظوظ سعد المجرد، أن أغنيته لا تزال تجذب مشاهدين جدد، ممّا سيرفع نسبة المشاهدات إلى رقم غير معتاد في عالم الأغاني العربية، بل ويمكن أن ينافس على قائمة العشر الأوائل على الصعيد العالمي للمقاطع الأكثر مشاهدة خلال عام 2015.
وكان سعد لمجرد، البالغ من العمر 30 سنة، قد حقق رقمًا قويًا بأغنيته السابقة "إنت باغية واحد"، التي أطلقها العام الماضي، وحصدت إلى الآن 54 مليون مشاهدة، كما اشتهر في بداياته بأغنية "مال حبيبي مالو" التي وصلت إلى 85 مليون مشاهدة، متوفقًا بذلك على أغاني شهيرة لنانسي عجرم وشيرين وعمرو دياب وكارول سماحة وغيرهم.
سعد لمجرد، هو أحد أكثر المغنيين الشباب المغاربة شهرة، ابن المطرب المعروف البشير عبدو. وزيادة على صوته، فقد استطاع أن يبني تميّزه على مزجه بين الأغنية المغربية واللحن الخليجي، كما أنه لا يصدر ألبومات تجمع أغانيه، فباستثناء ألبوم وحيد عام 2013، اختار  إطلاق كل أغانيه الواحدة تلو الأغنية، الأمر الذي حقق له مشاهدات خيالية، رغم قلة الأغاني التي أداها إلى حد الآن.

الأحد، 9 أغسطس 2015

الخلافات وسط فرقة عقد الجلاد أذهبت بريقها


الخلاقات المتطورة في كل يوم وسط مجموعة عقد الجلاد الغنائية وانسحاب عدد من الأعضاء من الفرقة فاقم المشكلة وأصبحت الفرقة تعيش شئ من الكساد بعد موجة الخلافات وانفرط عقد المجموعة وأصبح الحال لا يسر.
صحيفة السوداني

ساحات عامة تحتضن الشعراء والأدباء


مبادرة "الحركة الشعرية" تحمل ملامح الجدية لتحريك الراكد في بركة ساحات الثقافة السودانية، وتسمح للأدباء والشعراء باتخاذ الساحات العامة مسرحا لعرض إنتاجهم الثقافي أمام الجمهور.

الخرطوم-
وجدت مبادرة “الحركة الشعرية” للشاعر السوداني مأمون التلب ترحيبا واسعا في السودان، الذي يواجه أوضاعا معقدة تحيط بالمشهد الثقافي من ناحية تنظيم الفعاليات واختيار أماكنها وموضوعاتها وأهدافها.
المبادرة التي أطلقها التلب، أواخر يوليو الماضي، تعد إحدى المبادرات التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، حاملة ملامح الجدية لتحريك الراكد في بركة ساحات الثقافة السودانية.
ونجحت المبادرة في الوصول إلى الشارع، حيث سمحت للمثقفين والأدباء والشعراء باتخاذ الساحات العامة مسرحا لعرض إنتاجهم الأدبي أمام الجمهور، الذي عبر عن تفاعله مع هذه الحركة الثقافية.
ويجتمع متذوقو الأدب في حلقات للاستماع إلى قراءات شعرية تتنوع ما بين اللغة العربية الفصحى والعامية السودانية، يلقيها شعراء لا يجدون حرجا في قراءة قصائد لشعراء آخرين.
وتقع ساحة “أتنيه” التي انطلقت منها مبادرة الحركة الشعرية، على مقربة من القصر الجمهوري في الخرطوم، لتحل مكان المعرض المفتوح “مفروش” لتبادل وبيع الكتب الذي منعت إقامته السلطات قبل الحصول على ترخيص.
واحتشد المئات من الشعراء ومحبي الشعر في هذه الساحة لإخراج مكنونهم الأدبي، إضافة إلى نخب وشباب يسعون لتبادل الأفكار ومناقشة الهم الثقافي وطرح آراء لدعم مبادرة “الحركة الشعرية”.
وأعرب الشاعر مأمون التلب عن اعتقاده بأن “المستقبل يعتمد على تفاعل الشعراء والناس، بمعنى أن لا يقين في محتوى الأشكال التي ستخرجها الحركة والأساليب التي ستنتهجها والمواد التي ستستخدم”.
وأضاف التلب، أنه أنشأ رفقة زملاء له من الشعراء، مجموعة مفتوحة على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، وأطلق عليها إسم “الحركة الشعرية-قيادة جماعية أفقية”، مشيرا إلى أن “فكرة القيادة الجماعية بسيطة تشابه إلى حد كبير الطريقة التي تعمل بها الشبكة العنكبوتية”.
وقال إنه “لا وجود لقيادة فردية أو جمعية عمومة أو لجنة تنفيذية”، مبينا أن الأمر يتوقف على بساطة الفكرة وفاعليتها وبساطتها تكمن دائما في القدرة على تنفيذها من دون تكاليف مادية باهظة.
وتحولت “الحركة الشعرية” من مبادرة فردية إلى جماعية، بعد أن فقد المثقفون والمهتمون مساحات نشاطهم الثقافي من جراء إغلاق السلطات في وقت سابق اتحاد الكتاب السودانيين ومركز الدراسات السودانية.
إرم

السبت، 8 أغسطس 2015

(الجنقو.. مسامير الأرض) تصدر بالإنجليزية



صدرت عن دار “أفريكا ورلد برس” في نيويورك الترجمة الإنجليزية لرواية “الجنقو.. مسامير الأرض” للكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن، تلك الرواية التي أحدث صدورها دويا في الأوساط الأدبية السودانية، وعدّها الكثير من النقاد من أفضل الروايات السودانية التي كتبت على مر التاريخ.
ترجم الرواية إلى الإنجليزية عادل بابكر، وقدم لها الشاعر والأديب السوداني المعروف كمال الجزولي.
وقد لقيت الرواية في نسختها الإنجليزية احتفاء كبيرا من قبل عدد من الأكاديميين والنقاد الأدبيين الأفارقة في الولايات المتحدة.
ومن بين هؤلاء أستاذ الأدب الأفريقي في جامعة وسكونسون ماديسون البروفيسور تيجومولا أولانيان الذي قال “رواية غاية في الإدهاش، أفلح بركة ساكن في نسج لوحة آسرة في عمقها وعنايتها الحادبة بآلام الجسد وأحزانه وأفراحه، قصة جريئة بقلم واحد من أفضل الكتاب الأفارقة في العصر الحديث”.
وقال عنها أستاذ الآداب الأفريقية بجامعة كورنيل الأميركية داقماوي ووبشيت “رواية بركة ساكن الجنقو قصة نسجت بإحكام وإتقان شديدين، وستبقى بلا شك في ذاكرة ووجدان من يقرؤها”.
ويضيف قائلا “يقدم لنا ساكن مجموعة فريدة من الشخصيات تربط بينها آصرة ورؤية غير مألوفة، هذه نظرة مضيئة ونادرة للسودان وشرق أفريقيا وإضافة مهمة للرواية الأفريقية المعاصرة”.
بشر الهامش
وقد وصفها كمال الجزولي في مقدمته بأنها “تاج سرديات عبد العزيز بركة ساكن”. وأشار إلى أنها بلغت ذلك الشأو لتوفر عناصر محددة، من بينها “المستوى الرفيع من التعاطي الفكري، وعبقرية الرواية النابعة من عبقرية اختيار بركة لصنف بشر الهامش الذين يمثلون بطولتها، فضلا عن عبقرية اختياره للمكان غير المعتاد الذي تدور فيه أحداثها”.
ويوضح الجزولي أن “الجنقو في هذه السردية -الذين هم شريحة من فئة العمال الزراعيين الموسميين الذين ربما لم يسمع بهم المركز يوما وإن استهلك إنتاجهم على الدوام- يرتبطون بمناطق الزراعة المطرية في أقاصي الهامش الكائن على مثلث التخوم السودانية الإثيوبية الإريترية”.
وتقوم الرواية على الاقتصاد السياسي لحياتهم الموسومة بالشقاء طوال أشهر الزراعة، وبالانتعاش لفترة قصيرة عقب موسم الحصاد، وتعكس وقائع تفاعلهم مع الخليط المتباين للسكان المحليين في هذا المكان الاستثنائي شديد التميز بشريا واجتماعيا وثقافيا ولغويا.
ويتابع الجزولي في مقدمته أن الرواية “تعكس كدح هؤلاء وعلاقاتهم بالعمل المأجور، والمحصول، والنساء، والخمر، وفرع البنك المنحدر من سلطة المركز، ورأس ماله المعجون بفساد أكبر من فساد الحانات وبيوت الدعارة، والمحمول على ظهور الشراكات والصفقات الخفية”.
وبركة ساكن هو أديب وروائي سوداني حائز على جائزة الطيب صالح للرواية في دورتها السابعة، وفيما حظيت أعماله باهتمام القراء والنقاد فإنها كثيرا ما أغضبت الرقيب.
وهو يقيم حاليا في النمسا، وقد صدر له عدد كبير من الروايات والمجموعات القصصية من بينها “مسيح دارفور”، و”الرجل الخراب”، و”على هامش الأرصفة”، و”ما يتبقى كل ليلة من الليل”، و”امرأة من كمبو كديس”، و”موسيقى العظم”، و”العاشق البدوي”، و”مخيلة الخندريس” وغيرها.
أما مترجم هذه الرواية عادل بابكر فقد ترجم العديد من الأعمال الأدبية السودانية، ومن بينها “منسي.. إنسان نادر على طريقته” للطيب صالح، و”مسيح دارفور” لعبد العزيز بركة ساكن.
وستصدر له قريبا ترجمة لمختارات من الشعر السوداني تضم أعمالا للتيجاني يوسف بشير وصلاح أحمد إبراهيم ومحمد عبد الحي ومحمد المكي إبراهيم وإدريس جماع ومصطفى سند وكمال الجزولي ومحمد الحسن سالم حميد وعبد القادر الكتيابي والصادق الرضي، فضلا عن مجموعة قصص قصيرة تضم أعمالا لعدد من الكتّاب السودانيين مثل علي المك وبشرى الفاضل وبركة ساكن ومبارك الصادق ويحيى فضل الله وغيرهم.
وقد نشرت فصول من ترجمته لرواية “مسيح دارفور” في العدد الأخير من فصلية مؤسسة لوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس.
(الجزيرة)

الخميس، 6 أغسطس 2015

من يتذكّر محيي الدين محمد؟



يُذكّر رحيلُ الباحث والناقد الأدبي محيي الدين محمد (أرقين في السودان - 1928/ القاهرة - 2014) عن عالمنا صامتاً ومنسياً، بتلك السطور التي ناشد فيها الويلزي الصاخب ديلان توماس أباه، طالباً منه أن "يغضب من أجل رحيل الضياء" وألا يرحل هادئاً "في ذلك الليل الطيب"، ليس لأنه لم يجد أحداً بجواره يحثّه على الغضب وهو يفارق الدنيا بعد خمسين عاماً من ثورته على "الفكر العربي المعاصر"، بل لأن غضبه جاء كما يبدو قبل أوانه، أو بعده، ولم يخلّف حتى الصدى وراءه، وغاب طيلة هذه السنوات في أفق غير منظور، إلى أن جاء خبر رحيله قبل سنة من يومنا هذا، فتذكرناه خجلين لأن لا شيء في عالمنا يعرفه، حتى العشب الذي ينمو على قبره.
في الشهر الماضي، مرت ذكرى رحيله الأولى إلى ذلك الليل. هو صاحب المواقف النقدية الحادة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، هذا إن نسينا ترجمته لكتاب مورو بيرجر "العالم العربي اليوم" (1963)، الكتاب الذي وصف بالأهم والأعمق والأخطر، وكتابه الأشهر "ثورة على الفكر العربي المعاصر" (1964) الذي صدر لمرة واحدة، وابتلعه صمت تلك الأيام وما زال يبتلعه.

ولا نعرف، هل تذكر في تلك اللحظة شيئاً من الماضي؟ هل أسف لأن أشجار تلك الأيام لم تثمر؟ على أنه غادر بعد أن لم يعد يتذكره أحد، ولا حتى من قرأ له أو عنه شيئاً.

وأنا أعود إلى مطبوعات تلك الأيام، صادفتني مراجعة لكتاب "ثورة على الفكر العربي المعاصر" نشرتها مجلة "حوار" في نوفمبر/ ديسمبر 1964، يقول كاتبها إن ذلك العمل كان حقاً ثورة من أجل فكر عربي معاصر، محورها مشكلة حرية الفكر، فهل حقاً بلغ الغضب بهذا الكاتب حد القول "يجب أن نناقش ونصرخ ونجادل ونكتب ونناقض وندافع ونستميت في سبيل إظهار الحقيقة"؟ وهل بلغ به التحدي حدود القول "... ولتتقدم السلطة فتسجن أجسادنا وتشنقنا، فذلك بالذات هو انتصارنا وشرفنا"؟
كأن الحقيقي في الإنسان ليس سوى جدارته الشخصية في الرفض، رفض كل قالب سابق عليه، وبهذه الروح لم ينتظر محيي الدين محمد مجيء الليل ليغضب كما طالب ديلان توماس، بل أعلن غضبه وهو يصارع أمواجه، فيخذله مناخ من حوله ممّن استمرأ العيش في أحضان الخرافة والتسليم والرضا، وهو مشهد من أشد المظاهر الإنسانية تعاسة وخزياً، بدل أن يقفز نحو انطلاق العقل وطلب تحقيق العدالة والحرية.
ولن يشهد العالم من حوله استجابة إلى دعوته إلا بعد أن وقعت كارثة حزيران وهولها، فخرجت دعوة شهيرة للأستاذ الجامعي محمد النويهي (1917-1980) تقول: "والآن .. إلى الثورة الفكرية"، وألح أكثر من كاتب زاوية و"منتجِع" منصب على ضرورة الثورة على التراث والماضي، ونقد الذات قبل نقد الآخر، ولكن بعد أن أطبق الليل الذي لم يكن طيباً أبداً.

محمد السعد
العربي الجديد



السبت، 1 أغسطس 2015

أحمد الصادق : ” جمهوري ” هو سر نجاحي وصمودي !

كشف الفنان الشاب أحمد الصادق الشهير بـ ” الإمبراطور” عن سعادته بنجاح حفله الأخير الذي أحياه بنادي الضباط وشهده عدد من معجبيه ، وقال أحمد في تصريحات خاصة : ” أعد جمهوري الذي ظل سندي طوال مشواري بأن أقدم كل ما يرضي تطلعاته ويرتقي بذوقه فهو من ظل يدعمني ويقف بجواري ” مرسلاً شكره وامتنانه العميق لهم .
من جهة أخرى أشار أحمد إلى انخراطه في بروفات مكثفة لعدد من الأعمال الجديدة التي جمعته بعدد من الشعراء والتي سيتم طرحها عبر حفله الجماهيري القادم .



صحيفة السوداني

مديرة آرت ميديا نسرين النمر .. هؤلاء (…) سيعجلون بنهاية مشوار النصري الفني !


بعد عودتها مرة أخرى عقب الخلاف الذي نشب بينهما في وقت سابق وقضى بإنهاء التعاقد ما بينهما ، نشبت بوادر خلاف جديدة مرة أخرى ما بين الفنان النصري وشركة آرت ميديا ، ذلك الخلاف الذي وجد تناولاً كبيرا في المواقع الإلكترونية ومنتديات النصري .
من جانبها قالت مديرة الشركة الإعلامية نسرين النمر : ” مر ما يقارب ثلاثة أشهر كان السلام والحباب والترحاب متبادلاً فيها بين النصري وآرت ميديا عبر علاقة إنسانية لم تعترها رياح الغرض بل تأخذ بدفئها أمواج فرح وألحان باسقات ” ، وواصلت : ” تشرفنا بعودة النصري إلينا ورحبنا بذلك متعالين على كل الصغائر لإيمائنا بانه فنان يجب أن يستمر وأننا نرفض أن يتوقف أو يرتهن لأي عقبات ونظمنا حفل العودة بسبارك سيتي لكن عادت الخلافات من جديد ” .
وأوصت النمر جمهور النصري بأن يدعم المؤسسة القادمة لأنه بذلك يدعم النصري ، ويؤثر فيها إيجابا .
وبسؤال لنسرين عن تداعيات إنهاء العقد بينهما قالت : ” لم نختلف إنسانيا لكن للعمل ظروفه الخاصة ” ، وأضافت : ” النصري يجب أن يستمر ” ، مختتمة : ” بعض الجمهور سيعجل بأنها مسيرة النصري “.


صحيفة السوداني

الأربعاء، 29 يوليو 2015

من هو السر قدور !؟



كان والده مادحاً وإخونه ممثلين وشعراء مطربين يعرفهم سكان مدينة الدامر وضواحيها عرفت أسرته بالمرح وبانتمائها إلى طائفة الأنصار. قدور اطلق صرخة الميلاد في مدينة الدامر وقد سبقته صرخات ميلاد كبار شعراء السودان وأدبائه كالشاعر (الشعبي) محمد المهدي المجذوب وكالعالم الأديب العلامة الشاعر البروف عبد الله الطيب والشاعر علي عكير (عكير الدامر) .. شاعرنا وأديبنا وفاكتها العم (السر أحمد قدور) ولد بمدينة الدامر في بداية الثلاثينات .. انتقل في صباه إلى مدينة أمدرمان مستصحباً معه عوامل بيئية وفنية تحمل العديد من المشتقات الإبداعية التي رفدت فكره وقلبه بحب الفن غناءً ومسرحاً واطلاعاً.
جدير بالذكر أن أستاذنا (قدور) شأنه شأن المفكر الكبير عباس محمود العقاد والصحافي عبد الله رجب واللذان لم يتلقيا دراسات أكاديمية منتظمة. السر قدور وجد مالم يجده غيره من مقدمي البرامج التلفزيونية قبولاً وحباً وعطفاً. ثقف نفسه تثقيفاً ذاتياً وتربع على القلوب كأحد المثقفين العصاميين الذي بوسعه تفسير أعقد المسائل بتحليل مقنع إلى حد الذهول ولعل هذا المنحى جعل منه ممثلاً بارعاً يتنزل إبداعه على المتلقي برداً وسلاسة حين يتحدث أو حين يفسر أو عندما يكتب في مختلف قضايا السياسة والفن والثقافة.
الواقع يقول إن ثمة وجه شبه يجمع ما بين الشاعر والمغني عمر البنا والفنان الشامل السر قدور …
قدور يقول شعره ملحناً كما كان يفعل عمر ولهذا فقد جاءت معظم قصائد (قدور) في شكل (نظم) مغنى وليس شعراً مكتوباً في (كف) ملحن قد تلهمه الكلمات أو قد لا تلامس الاحساس .
أشتهر (قدور) بأن وحي الشعر عنده ليس مرتبطاً بزمان أو مكان .. لم يظهر السر قدور في الساحة الفنية مثله مثل كثيرين عبرت أشعارهم ولم تستوقف أحد. ومن ذكائه الذي يعد من محفوظات تجربته الرائدة أنه في بداية حياته الفنية أوائل الخمسينات تعرف على رموز الشعر الغنائي الحديث وشعراء حقيبة الفن نهل من اشعارهم وحفظها وسيرها وجودها وجرب ترديدها بصوته اتصل بالشعراء الكبار وصاحبهم واصطحبهم في امسياتهم ولياليهم العامرة بالغناء الخالد تعرف (قدور) على الشعراء إبراهيم العبادي وفاد كثيراً من مسرحياته الغنائية ومن نظمه للمطرب عبد الله الماحي والتقى الشاعر عبيد عبد الرحمن وسيد عبد العزيز وعبد الحمن الريح ومحمد عبد الله الأمي وشعراء شرق النيل الجاغريو وود الرضي. الفنان الشامل السر قدور اشتهر بثنائيته مع الفنان العبقري إبراهيم الكاشف اللافت حقاً في تجربته الفنية مواكبته للاحداث وللاحساس الوطني فقد شدى المطربون برائعته (أرض الخير) وتقاسم معه الفنان ترباس أداء العديد من الأغنيات على سبيل المثال أغنياته (نسيم شبال) وياريت وغيرهما من أغنيات في مكتبة الإذاعة السودانية لا يسع المجال ذكرها.
من هو قدور؟ سؤال وجب أن نوجهه لأعضاء فرقة (أغاني وأغاني) هل استفادوا من تجربته؟ هل تدربوا على الحديث كحد ادنى لمطلوبات بالضرورة أن تكون من متلازمات الفنان؟ هل فكروا يوماً في الاهداف التي ينطلق منها قدور عبر (مختارات غنائية) اختيرت بعناية فائقة لتعبر عن ماذا؟؟ أم هل بامكان قناة النيل الأزرق أن تصرف النظر عن (الطاقم) المكنكش الذي ما عاد له اثر باق حتى ظهور اصوات جديدة ربما تطيح بالواحد تلو الآخر عدا المطرب حسين الصادق !؟

أحمد الصاوي- الوان

بائع الأسطوانات “عبد الباقي حسن حامد”: لسنا “باعة متسولين” وأحفظ مائة وثمانين أغنية لـ”مصطفى سيد أحمد”



إمارات الذكاء والنباهة لا تخفى عن الناظر إليه، يتمشى على رصيف شارع “المك نمر” مرتدياً “علي الله” أنيقة، يحمل بين يديه مجموعة من الأسطوانات يقلبها كما اللوحات الإعلانية الدائرية، له طريقته الخاصة التي تجبرك على الوقوف عنده ولو للحديث فقط.. وكانت لـ”المجهر” هذه الدردشة الخفيفة مع بائع الأسطوانات “عبد الباقي حسن حامد”.
{ تزوجت يوم تحرير “هجليج”
افتتح حديثه معرفاً عن نفسه: (أنا “عبد الباقي حسن حامد”.. أعمل في بيع الأسطوانات منذ أربع سنوات، تزوجت في يوم الجمعة 20/4/2012 الذي وافق يوم تحرير هجليج.. ولدي ابنة سميتها “عناب” وابني “علي” رأيته بالموجات الصوتية.. سيخرج إلى الحياة في الأيام المقبلة إن شاء الله).
{ يعرف ذوق الزبون من أول نظرة
وعن جمهور الأسطوانات يقول “عبد الباقي”: (لكل فنان جمهوره.. الكبار مثلاً تستهويهم أغاني الحقيبة و”مصطفى سيد أحمد”، “زيدان إبراهيم” وبقية العمالقة بالإضافة إلى”نانسي عجاج”، والشباب يعشقون الراحل “محمود عبد العزيز”، “جمال فرفور”، “طه سليمان” بالإضافة إلى “سامي المغربي”، وقد يطلب الشباب ما يطلبه الكبار والعكس).. وأوضح أن أفضل أيام الشراء يوم الجمعة وكذلك موسم الأعياد (بكون الزبون مزاجه رايق وماشي لأهله سايق أسرته ممكن يشتري شريط غناء دلوكة لـ”إنصاف مدني” مثلاً)، مضيفاً: (أستطيع معرفة ذوق الزبون من النظرة الأولى، حتى مسجل السيارة أميز إن كان يعمل أو لا فقط من نظرة).. وبابتسامة بشوشة أوضح أن ذلك نتاج الخبرة والممارسة للمهنة التي دامت أربع سنوات.
{ العربات كلها بقت شغالة أسطوانات
سألناه: كيف يضمن المشتري أن الأسطوانات تعمل؟ فكان رده بعبارات ملؤها الثقة: (الزبون يركن العربية ويجرب الأسطوانات العايزها وأنا عندي زبائن بضربوا لي وبجهز ليهم الأسطوانات العايزنها)، وأضاف: (العربات كلها بقت شغالة أسطوانات وشغلنا شغل شريف وبنتعب في لقمة العيش وفاتحين بيوتنا وبنربي أولادنا الحمد لله).
{ الباعة المتسولون
أبدى “عبد الباقي” استياءه من مادة صحافية كانت قد قدمتها إحدى الصحف بعنوان “الباعة المتسولين”، مؤكداً أن الباعة المتجولين فيهم أرباب الأسر وخريجو الجامعات والمهندسون والمثقفون وغيرهم، وهم ليسوا متسولين بل يجهدون ويعرقون في طلب لقمة العيش، وضرب مثلاً بمتسولة تم دعمها من قبل أهل الخير بأربع آلاف جنيه حتى تترك التسول وتنشئ مشروعاً صغيراً، لكنها عادت إلى التسول بعد فترة، مضيفاً: (البتعود على الرزق اليسير صعب ينعدل حاله ونحن ناس بنشقى ما متسولين).
{ أعشق “مصطفى سيد أحمد”
بائع الأسطوانات المثقف “عبد الباقي حسن” أكد لنا أنه من عشاق “مصطفى سيد أحمد” ويحفظ في ذاكرته مائة وثمانين أغنية من أغانيه. وأحب مهنتي في بيع الأسطوانات وأستمتع بها، وأتابع الصحف وأشكر صحيفة (المجهر)، وأرسل تحياتي لكل الصحافيين الذي يبذلون جهدهم من أجل الحقيقة.

المجهر السياسي

الاثنين، 27 يوليو 2015

مبدعون سودانيون يتبنون حملة لإيقاف الحرب عبر الفنون


الخرطوم ـ «القدس العربي»:

يقيم معهد أبحاث السلام في جامعة الخرطوم في السودان مهرجانا كبيرا في أيلول/سبتمبر المقبل يجيء ضمن شراكة مع المبدعين من أجل تسليط الضوء على «كارثة» الحرب.
والمهرجان ضمن عمل مستمر للمعهد في هذا الإتجاه يندرج تحت الحملة الوطنية لمناهضة الحرب، وهي عبارة عن جهد مستمر يشمل برامج التثقيف ونشر الوعي وتستخدم الحملة وسائل الإعلام والفنون والمدارس والمساجد والكنائس ومجمل قطاعات الرأي العام.
ويشتمل المهرجان على حفل غنائي كبير تشارك فيه مجموعة من الفرق والفنانين الذين يدعمون مسيرة السلام، إضافة إلى ندوة فكرية كبرى وورشة عمل ومعرض تشكيلي يهدف لإبراز فظائع الحرب. 
وشهد السودان عدة حروب أهلية بدأت عام 1955 قبيل استقلاله وتوقفت عام 1972 لتندلع مرة أخرى في عام 1983 وتعتبر إحدى أطول وأعنف الحروب في القرن وراح ضحيتها ما يقارب 1.9 مليون من المدنيين، ونزح أكثر من 4 ملايين منذ بدء الحرب. ويعد عدد الضحايا المدنيين لهذه الحرب أحد أعلى النسب في أي حرب منذ الحرب العالمية الثانية. انتهى الصراع رسميا مع توقيع اتفاق نيفاشا للسلام في كانون الثاني/يناير 2005 واقتسام السلطة والثروة بين حكومة رئيس السودان عمر البشير وقائد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق.
وشهدت منطقة دارفور حربا منذ عام2003 خلفّت أكثر من 300 ألف قتيل وتجاوز عدد النازحين فيها إثنين مليون مواطن وتمتد رقعة الحرب في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق منذ عدة سنوات، حيث اندلع القتال في مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق في الاول من أيلول/سبتمبر من العام 2011 وخرج بذلك الوالي مالك عقار ليصبح رئيسا للجبهة الثورية التي تضم مقاتلين من جنوب كردفان والنيل الأزرق وتخوض حربا ضد الخرطوم.
ويقول محمد محجوب هرون إن معهد أبحاث السلم في جامعة الخرطوم، إبتدر نشاطا في يوم 21 ايلول/سبتمبر يشتمل على أنشطة فكرية وفنية، منها كيفية توظيف الفن لمناهضة الحرب، وذلك عبر نشاط متصل يقوم على شراكة فاعلة يختتم فيها العام الأول باحتفالية كبرى في الثامن والتاسع والعاشر من أيلول/سبتمبر المقبل.
ويرى عادل عبد الله أن هناك خطورة كبيرة على وجود السودان، وإن الفنانين هم القادرون على صياغة وجدان سوداني موحّدوترسيخ السلام بوصفه فعلا يوميا يتجاوز الإحتفاليات.
ويقر الفنان التشكيلي راشد دياب أن مشاركة الفنانين في السلام موجودة منذ الأزل، لكن المطلوب بلورتها وإظهارها، ويقترح من أجل ذلك إقامة ورش تشكيلية يشارك فيها فنانون عالميون يهتمون بموضوع السلام، وتخصيص واحد من الميادين الكبيرة للسلام تحشد فيه مخلفات الحروب وتقام عليه مجسمات تظهر فظاعة الحرب ويصبح قبلة للزوار، وتـجـمــيل الـقـبح المــوجود في الشوارع بنماذج فنية تصب في ذات الإتجاه ويتزامن ذلك مع قيام مؤتمر عالمي للسلام يتم فيه حوار فكري صرح وجريء عن أسباب الحروب.
محمد عثمان الحلاّج من مركز كردفان للتنمية الإجتماعية والثقافية، طالب أن ينزل المبدعون إلى مناطق الصراع من خلال المسرح الجوّال أو فرق التراث مع ضرورة إشراك الفنانين المحليين وتوظيف إبداعهم لحل النزاعات، على أن تستصحب ذلك إنجازات تنموية ملموسة مثل حفر الآبار وتوفير مقدمات التنمية.
ويرى عبد الماجد محمد حمد من مركز السلام في جامعة السلام، ضرورة استصحاب التراث الشعبي المحلي مثل»الحكّامة والهدّاي» وتوظيفه لأجل السلام، ويقترح طارق الأمين وهو فنان وصاحب تجربة ثرّة في الفرق الفكاهية، تدريب الفنانين في مجالات المسرح والشعر والتشكيل بأصول النزاعات وتطورها، واستخدام مناهج جديدة مثل المسرح التفاعلي الذي يتيح فرصة الحوار المباشر- حول العرض- بين المؤدي والمشاهد مع ضرورة وجود حوافز مباشرة «مشاريع تنمية».
ويقول إن القضاء على جذور العنف يسهم في بناء السلام ضاربا المثل بالعنف الطلابي في الجامعات ويرى ضرورة محاربة التطرف والإرهاب.
ويلفت د.محمد محجوب هارون الإنتباه إلى أن الفن يكون أحيانا سببا في تأجيج الصراع مثل فعل الحكّامة «وهي منشدة شعبية تؤلف الأهازيج وتحمس أبناء القبيلة على القتال» ويطالب بدور أكبر للمبدعين من أجل توظيف الفن لقضية السلام.
الفنان والمغني عبد القادر سالم له تجربة عالمية في هذا المجال، ويشارك في العديد من المهرجانات الموسيقية في أوروبا مقدما موسيقى وأغنيات تدعو للسلم، قال: إن دور الفن مهم جدا واقترح ضرورة تنظيم مهرجان دولي للسلام في السودان. وطالب سالم الفنانين بالذهاب لمناطق النزاعات وترسيخ ثقافة السلام عبر الفعل الفني.
ويتساءل عبد الله حسب الرسول من وزارة الثقافة عن آليات التنفيذ، مشيرا لوجود الكثير من الأفكار الفنية مثل المسرح القومي، الفنون الشعبية، الإكروبات والفرق التراثية التي يمكن أن تساهم في هذا المجال.
ويعرض حسب الرسول تجربة لفرقة الفنون الشعبية في معسكرات النازحين بدارفور ويقول إن ثمرة 15يوما من العروض ظهرت في التقرير الأمني حيث سجلت معدلات الجريمة صفرا في تلك الفترة ويقول إن الشراكة الفاعلة هي التي تثمر، واضعا كل إمكانات فرقة الفنون الشعبية لخدمة هذا المشروع.
مخرج الأفلام الوثائقية سيف الدين حسن أكد أهمية الصورة وتأثيرها في كل فعل إبداعي وقال إن الرئيس الأسبق جعفر نميري كان أكثر ذكاء عندما استغل السينما المتجولة لتوصيل رسائله، وأضاف «إن الفيلم الوثائقي تأثيره قوي لأن الحقيقة أكبر من الخيال. لايمكن لأي كاتب أن يتخيل ما حدث في دارفور».
وقال الإذاعي مزمل سليمان، بضرورة وجود شراكة حقيقية وفاعلة بين معهد أبحاث السلام وكل وسائط العمل الإذاعي وأشار إلى أن خطاب السلام في السودان مهزوز وجارح، وطالب بتحفيز المبدعين لإنتاج مواد فنية في هذا الإتجاه، خاصة في المناطق التي تأثرت بالحرب، مع الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، خاصة أثيوبيا في تغيير السلوك ودعم التعايش السلمي.
الشاعر عالم عباس دخل إلى الموضوع من زاوية مغايرة وقال إننا بحاجة للنظر بعمق أكبر للموضوع، مؤكدا وجود فجوة كبيرة بين الذين ينظّرون والذين يعيشون في قلب مآسي الحرب، وطالب بضرورة البحث في دور الفنون في تأجيج النزاعات، قائلا: إن خريطة الأولويات الآن مقلوبة فالمعهد عليه تبني دراسات أكاديمية عميقة يحدد من خلالها طرق ووسائل مساهمة المبدعين وغيرهم في الحلول.
ويقول البروفيسور الطيب حاج عطية المدير السابق لمعهد أبحاث السلام إن الموضوع واسع جدا ولذلك من الضرورة بمكان وضع حدود لمساهمة الفن فيه، وإن النزاع موجود في كل مكان والحرب تمثل أعلى درجات الصراع، مضيفا أن الفنون قادرة على ترسيخ مفاهيم التعايش والسلام معترفا بصعوبة المهمة حيث يرى البعض «في الشق الآخر» ان الدعوة للسلام هي نوع من التخذيل.
ويرى أبو عبيدة يوسف «من إذاعة دارفور» أن البُعد السياسي له تأثير كبير ويقول إن 13 سنة من الحرب في دارفور أوجدت ثقافات جديدة وافرازات خطيرة وصلت إلى الخرطوم نفسها، ويطالب بعدم النظر للمشكلة من جانب واحد.
عبد الإله أبو سن وكيل وزارة الثقافة أكد دعم الدولة لكل ما يؤدي للسلام، مشيرا إلى أن وزارته ستسعى مع الجهات الأخرى لإنجاح هذا العمل وأضاف:» وزارة الثقافة يقع عليها دور كبير، لكن صوت الوزارة وحركتها وقدرتها مربوطة بحيوية المجتمع المدني».


صلاح الدين مصطفى

السبت، 25 يوليو 2015

إنصاف مدني : ” المعارضة ” ساهمت في فشل حفلي بأستراليا !



قالت الفنانة إنصاف مدني خلال سهرة تلفزيونية بثتها قناة النيل الأزرق ، أن أحد أسباب فشل حفلها الأخير بأستراليا هو ” المعارضة ” السودانية الموجودة هناك ، وأضافت : ” المعارضة عملت على منع الناس من حضور حفلي بسبب غنائي للرئيس البشير في الانتخابات ” ، كما كشفت إنصاف عن معلومات خطيرة للغاية بشأن هروبها من السحن بسبب شيكات مرتدة إلى جانب حديثها عن الثراء الحرام والعديد من المواقف التي مرت بها .
صحيفة السوداني

الخميس، 23 يوليو 2015

حرب خفية على أحمد هاشم



يتعرض نجم الغناء الشعبي الفنان الشاب أحمد هاشم لحرب خفية تحاك بليل تهدف لتدميره والحد من نجوميته المتصاعدة يوماً بعد يوم حتى أصبح الآن نجم الشباك الأول بدون منازع في الغناء الشعبي.
وكشف أحمد هاشم حقيقة هذه الحرب الخفية التي تحاك ضده لـ(السياسي) بقوله: للأسف الشديد أشعر بهذه الحرب الخفية غير المعلنة التي يمارسها بعض الفنانين والعازفين وأصحاب الأجندة والمطامع الأخرى، فهم يترصدونني ويحيكون لي المؤامرات في الخفاء من دون كابح أو أخلاق، فلو خرجوا لي على العلن فأنا كفيل بردعهم والرد عليهم ولكنهم يتآمرون بخبثهم في الخفاء وهذه ضريبة النجاح ولا مفر من دفعها وأحمد الله بأن هناك أصحاب نفوس نقية ولطيفة يقفون معي ومن خلفي.
صحيفة السياسي

فيما تم فصل ” البنات ” من ” الأولاد ” .. أحداث عنف مؤسفة يشهدها حفل حسين الصادق بـ ” الضباط ”


شهد الحفل الذي احياه الفنان الشاب حسين الصادق بمسرح نادي الضباط ليلة أمس الأول أحداثاً مؤسفة ما دعا الشرطة العسكرية للتدخل لفض الاشتباكات التي حدثت بين الجمهور المتواجد بالمسرح ، وبدأ الحفل في التاسعة والربع وكانت ضربة البداية بأغنية ” ساحر الجزيرة ” التي تغنى بها حسين الصادق ببرنامج ” أغاني وأغاني ” في نسخته الأخيرة بشهر رمضان المنصرم وتواصل الحفل وسط تصفيق حار من محبي حسين الذين ضاقت بهم جنبات المسرح ، كما ظهر المسرح بشكل مختلف عن ما هو عليه في الحفلات السابقة إذ أقدم منظم الحفل إبراهيم شلضم على فصل البنات من الأولاد وتم تخصيص المدرجات للشباب بينما اكتفى بوضع كراسي في المنطقة الفاصلة ما بين المسرح والمدرجات للبنات ، وربما أراد بذلك حفظ النظام والابتعاد من الفوضى لكن ذلك لم يرض الحضور الذي بدأ في قذف ” قارورات المياه ” التي وصلت المسرح وتصدى حسين لواحدة منها وتدافع الأولاد لحجز مقاعدهم الأمامية عقب نهاية الفاصل الأول غير آبهين بمنظم الحفل الذي فشل في التصدي لهم ، وقبل أن يختتم حسين الصادق الفاصل استطاعت فتاة أن تفلت من يد الحرس الشخصي الذي يحيط بالمسرح وتصعد لتقتلع من معصم حسين ساعته ليضج المسرح بالصفير ، فيما ازدادت ظاهرة التراشق بـ ” القوارير والكراسي ” وذلك استهجاناً لذلك التصرف الذي جاء من الفتاة بينما فشل الفنان حسين الصادق في إعادة الأمور إلى نصابها وهو يهدئ من روع جمهوره الذي أراد أن تنتهي الحفل بكارثة وهو ما حدث بالفعل إذ اختلط الحابل بالنابل وحدثت اشتباكات وسط الجمهور مما دفع الشرطة العسكرية للتدخل لتقع إصابات واسعة وسط الحاضرين فيما قام ” فني الساوند ” الذ يتبع للفرقة الموسيية للفنان حسين الصادق بضرب شاب حاول الصعود إلى المسرح بعد مغادرة حسين مما أحدث له إصابات بالغة ، بعدها غادر الجمهور نادي الضباط وهو غاضب من سوء التنظيم وساخطاً على ما حدث .
صحيفة السوداني

الاثنين، 20 يوليو 2015

طه سليمان (مقتنع)…البقنع (الديك) منو.؟


بصراحة…اندهشت جداً وانا اتابع مساء امس الاول، آخر حلقات برنامج (اغاني واغاني) الشهير، تلك الحلقة (الختامية) التى يقدم فيها كل فنان عملاً من اختياره، ولعل مكمن دهشتي في تلك الحلقة هو الظهور


(المختلف) للفنان الشاب طه سليمان، و(الشكل) الذى اختار ان يختتم به اطلالته عبر البرنامج، والذى جاء بعيداً تماماً عن اثارة اي جدل-كما توقعنا- ليباغتنا طه بمظهر مثالي وانيق، واغنية في غاية الروعة والجمال هي (سائلين عليك) والتى اعتبرها (تفاحة) اغنيات طه سليمان الخاصة.
مااقوله دوماً واكرر إعادته بصورة شبه راتبة، هو ان طه سليمان فنان شاب صاحب موهبة حقيقية وحضور طاغ في المسارح، لكنه دوماً يختار ان يقدم تلك الموهبة (اللذيذة) في (طبق متسخ)، بحيث (يعاف) الكثيرون تناوله او الاقبال عليه، ولاادرى ماهي (فلسفة) طه سليمان بالضبط في ذلك الامر، لكنها عموماً (فلسفة غير منطقية).
مااود ان اهمس به في اذن طه سليمان اليوم هو ان يقيس وبحيادية مدى تقبل الناس لمظهره الاخير واغنيته الخاصة المميزة التى قام بأدائها، وليكن شفافاً مع نفسه ويسألها: (ايهما افضل…اثارة الجدل عبر الملابس العجيبة والاغنيات الغريبة…ام اكتساب الاعجاب والاحترام عبر الهندام الانيق والاغنيات الخاصة الراقية).؟
يؤسفني جداً ان تضيع موهبة طه سليمان وسط ذلك الضجيج (الفارغ) الذى يحرص الفتى على اصداره بين الفينة والاخرى، واخاف ان يأتي يوم على طه يجد فيه نفسه فناناً (مثار جدل)، بدلاً ان يكون فناناً (مثار اعجاب) والفرق كبير جداً بين هذا وذاك.
لسعة:
بأمانة شديدة لاالتفت كثيراً للاصوات (النشاذ) الذى تتهمنا دوماً بمحاربة طه سليمان، ولاتهمني على الاطلاق تلك (الشتائم) التى يوجهها الي بعض (حارقي البخور) و(هتيفة) ذلك الفنان، مايهمني هاهنا، هو ان يستفيق طه من تلك (الاغماءة الارادية) التى يعيش فيها، وان يعمل على ترميم تجربته الفنية بأسرع وقت، فالزمن يمضى، وفي كل صباح تمضى معه الكثير من ايجابيات تلك التجربة الشبابية الجريئة.
جدعة:
اختيار طه سليمان لتلك الإطلالة (الانيقة) ليختتم بها حلقات برنامج (اغاني واغاني) يؤكد تماماً ان بداخل الفتى قناعة راسخة بأن تلك الإطلالة هي القادرة على محو اي سلبيات سبقتها، وهذا يشير وبوضوح الى ان (قناعاته الخاصة) تختلف كثيراً عن (سلوكه العام).
شربكة أخيرة:
طه سليمان (مقتنع) لكن البقنع (الديك) منو.؟

أحمد دندش




الأحد، 19 يوليو 2015

جمال محجوب .. روائى سوداني ظلمه ضعف حركة الترجمة



ظل الروائي السوداني جمال محجوب حتى الآن مجهولاً لدى القارئ العربى والأوساط الأدبية العربية، ولم يظلم ضعف حركة الترجمة العربية الروائى جمال محجوب فقط من حيث إنه لا يزال مجهولا فى محيط أمته العربية، فهو أيضاً قد ظلم الساحة الابداعية العربية بحرمانها من روائى أصبح فى المقدمة من بين الروائيين العالميين، ويضعه كثير من النقاد الغربيين فى مستوى نيبول وغيره ومن الروائيين العالميين الذين يكتبون بالإنجليزية كما ان الكثير من النقاد الغربيين يعتبرونه امتداداً للطيب صالح الذى يبدو أنه قد آثر الدعة الأدبية على مكابدة رهق الإبدع الروائى .
وجمال محجوب ولد لأب سوداني وأم بريطانية، وهو يكتب بالإنجليزية، وله حتى الآن ست روايات هي: ” ملاحة صانع المطر” التى صدرت عام 1989م، و” أجنحة الغبار ” 1994م، و”ساعة الإشارات” عام 1996م و”الناقلة” عام 1998م و” السفر مع الجن” 2003م , وفى الآونة الأخيرة صدرت له عن دار “شاتو وويندوس” رواية “مسارات التيه ” والثلاث روايات الاولى هى عبارة عن ثلاثية ترصد الحياة السياسية فى السودان المعاصر، اما ” الناقلة ” فهى انعكاس الراهن تمتزج فيه الاحداث بالخيال، وهذه ميزة أساسية فى عالم محجوب الروائى اى مزج الحدث التاريخى بالمتخيل الروائى فى نتج ابداعى مثل بهم وطنه الام السودان .
والى جانب هذه الروايات الست فقد نشر جمال محجوب عددا كبيرا من القصص القصيرة نال على واحدة منها جائزة الغارديان عام 1993م، وتتميز اعمال محجوب عامة بارتباطها بالجغرافيا ( الارض – المناخ ) والانسان فى حالاته وطبائعة المتبدلة واسلوبه الشاعري.
وطريقة محجوب فى القص تماثل الى حد ما طريقة مكسيم جوركى وشارلز ديكنز، فعلى سبيل المثال نجد ان روايته “ساعة الاشارات” تضم الكثير من الشخصيات المتباينة المشارب، ففيها صحافيون وجنود وطباخون وجواسيس وصعاليك، إلى جانب الحاكم العام البريطانى فى السودان والخليفة عبدالله التعايشى وحاكم الدولة المهدية السودانية. وككل روايات محجوب تلعب الجغرافيا فيها دورا أساسياً بمكوناتها الطبيعة من ارض ومناخ، ويمتزج الواقع بالخيال امتزاجا ملحميا .”تساورهم رؤيا السماء المنفجرة بالضوء في سكون الليل ..الجني ذو الذيل الفضى ترك وشمه على قرنية كل عين من عيونهم ..لا يفهم الجنود معنى البراق، لكنهم يسمعونه الآن يوشوش فى حبات الرمل الزاحفة على كل صخرة، ويحسون بوجوده فى كل حزام مقطوع من كل حصان اعرج وكل حفرة مملوءة بالماء على الطريق. الارض تغيرت مثل ندية خفية، والان ها هى تظهر فى هذه الساعة بين الحلكة والنور ..”
انها لغة تحتشد بالمعانى والشاعرية والموسيقى دون أن يقع الكاتب فى محظور الخروج على النص الروائى جرياً وراء شطحات غير منتجة لا تخدم النص وتضيئه وتغنيه، وهذه اهم سمة فى لغة القص لدى جمال محجوب.
وكما اسلفنا فان هم الوطن الأم يلعب دوراً محورياً فى تجربة محجوب الروائية والقصصية فهو فى بحثه عن جذور الفشل والاخفاقات يوغل فى تاريخ بلاده كما فى ” ساعة الاشارات ” , وفى بحثه عن اسباب بعض الاخفاقات يصل عالمه الروائى الى الراهن المعاش مروراً بمشاكل الحرب والجفاف، والقحط، والنزوح واللجوء، والقضايا التعددية الثقافية، ومن هذه المحلية انطلق جمال محجوب الى العالمية ولا يزال مجهولاً لدى امته العربية بسبب ضعف حركة الترجمة الى العربية !

الوطن




السبت، 18 يوليو 2015

داود حسين: لم اروج للثقافة الإيرانية وانا من مواليد الكويت


نفى الفنان داود حسين ترويجه للثقافة الايرانية في احد اعماله مؤكدا انه من مواليد الكويت وابن هذه الارض وهو يروج للفن الكويتي فقط.
واكد حسين لبرنامج “نقطة نظام” عبر قناة المجلس انه يسخر قدراته في المجال الفني مؤكدا في الوقت ذاته ابتعاده عن المواضيع الاشكالية التي قد تجلب له وجع الرأس خاصة ان الاحتقان السياسي والطائفي يتزايد في المنطقة.
القدس العربي



الاثنين، 13 يوليو 2015

عودة مي عمر.. ‎دشنت مع منظمة ايدينا للبلد مشروع مستشفى اطفال السرطان



عادت الفنانة والاعلامية مي عمر من جديد الي الشاشة البلورية بعد غياب ‎طويل وسجلت حلقة خاصة من برنامج اطفال في العيد من داخل استديو علي شمو ‎تبث اول ايام العيد بالفضائية السودانية وقالت ان عودتها للتلفزيون ‎ارتبطت بالعيد السعيد وفرحة الاطفال وإن البرنامج من اشراف المنتج ‎اسماعيل عيساوي .

‎وشهد تسجيل برنامج الاطفال اعلان ضربة البداية لتشييد اكبر مستشفي لسرطان ‎الاطفال بالسودان وقال رئيس منظمة ايدينا للبلد عزيز الخير ان المستشفى ‎سيرى النور قريبا وسيخفف من الام ودموع الاطفال ويوطن للعلاج بالداخل.
‎وشاركت في تقديم البرنامج ايضا المذيعة هديل صلاح التي عادت لبرامج ‎الاطفال بعد تجربة ناجحة في برنامج صباح الخير بالتلفزيون .
‎وقدمت فرقة اصحاب اصحاب في البرنامج مجموعة من اغنيات الاطفال الي جانب ‎اناشيد واغنيات بصوت مجموعة من الاطفال .

أم درمان: السياسي

السبت، 11 يوليو 2015

بعد الحرب..



خرجت من الخيمة، وفي فقرات عنقي ألم مباغت، في القلب ذكرى عاودت الظهور بشدة، ولدرجة فكرت فيها أن أستعيد الخاتم المدفون من حفرته العميقة، أسميه خميلة جماري، احتضنه بقوة ونبكي معًا. كان الجنود قد تركوا انشغالهم بطيف الحرب، رصوا سيوفهم وحرابهم ودروعهم على أرض ملساء، وتجمعوا للصلاة، توما يغسل يديه من دم خروف مصروع أمام خيمة الطبخ، وينهض متورم العينين. اقترب مني (التقلاوي ديدام) الذي كان من قبيلة النوبة المستوطنة في منطقة جرداء، جنوب (السور)، وعمل تحت إمرتي فرَّاشًا في مجلس المدينة أكثر من عشر سنوات، واختفى بعد ليلة مهووسة مشتعلة، كنت موجودًا فيها وشاهدتها حتى انطفأت، لأشاهده في يوم السقوط، وسط الهدير رافعاً حربته المسنونة في وجهي، ثم بعد السقوط هنا في المعسكر، مستشاراً خاصاً في أمور عدة. كان مزهوَّا بثوبه الأخضر المرقع، ومشيته الجديدة ذات الخطوات المنغّمة، وذلك السيف الفضي المدلى من خصره الأيمن، وكنت دائماً ما أتحاشى لقاءه الذي يأتيني بموقعي القديم وموقعه الجديد، ويزيد من ارتباكي وتوعكي، لكن لا مناص من اللقاء في تلك المساحة الجلفة، وفي جوف ذلك المصير الموحش، وبمساعد القائد الذي يملك صلاحية الولوج حتى للأحلام.
كان مبتسماً عن أسنان تحتضن غصناً أخضر من سواك (الأراك)، تنز من ثيابه رائحة المسك، وهمس في أذني مستهزئاً:
لم يكن عشاء الأمس جيداً يا ميخائيل بك.. اللحم نيئ والثريد بلا بهارات.. اجتهد.. اجتهد أكثر.
طأطأت رأسي ومضيت، ورفع رأسه ومضى.
أديت صلاة الظهر في خشوع حقيقي، كنت قد بدأت أفتتن بالدين الجديد، كان ثمة عدل وتسامح، وتعاليم شديدة الرقي لم أكن أعرفها من قبل، برغم مخالطتي للكثيرين من حامليها. أمَّنا الشيخ (مفتاح الفلاح) الذي كان إماماً لجامع (السور) الكبير، وأقاله التركي (يوسف دامير)، حاكم المدينة الراحل، حين لم يعجبه أداؤه في خطبة الجمعة التي ألقاها أيام إرهاصات الحرب، وأفاجأ بوجوده هنا هؤلاء الناس الذين أعادوه إماماً محدد الصلاحيات، كما كان دائماً. كان عن يميني معمم يمني اسمه (العلوي جبّار القرنين) لا أدري من أين جاء، فلم أشاهده من قبل في المدينة التي لا ينقطع سيل الغرباء عنها، حيث يأتون للسياحة أو بحثًا عن الربح، أو بلا أي هدف محدد. كان صانعاً للدروع، ومروِّضاً لخيل الحرب ذات الصهيل القوي، ونافخاً لآلة عصية على النفخ اسمها (الكارور)، نحتت من جذوع أشجار السنط اليابسة، وتستخدم في لم الجنود من تشتتهم، حين لا بد أن يلتموا، وزار خيمتنا في مرات عديدة ليصنع وجبة (المقلوبة) اليمانية التي لم نكن نعرفها من قبل، وكان يبهّرها ببهار حار تدمع بملامسته العيون، يخرجه من جيبه. عن يساري أعرابي من قبيلة (آل بطّاح) البدوية، التي تترحل في مناطق واسعة حول مدينة (السور)، اسمه (ودعة)، ويلقبونه بودعة المصَّاص، لم يكن جندياً ولا طباخًا ولا مهللاً أو مكبراً، ولكن معالجاً متخصصاً في تدليك تشنجات العضلات، وتحضير لبخات الجروح والحمى، ومص سم العقارب والثعابين التي تتكاثف في تلك الأصقاع، وتعوق شراسة الحروب في أحيان كثيرة، حين تفترس الدماء المحاربة.


أمير تاج السر

إسماعيل عبد المعين.. الموسيقار (السوداني) الذي أذهل (الأمريكان)!




إسماعيل عبد المعين.. الموسيقار (السوداني) الذي أذهل (الأمريكان)!
جاء كنغمة موسيقية عابرة تنثر أنغامها وأشجانها بعبقرية لم يعرفها ذاك الزمان ولا المكان فعلت نبراته وارتفعت صولاته وتميزت بصماته بتفرد وانعتاق على المكشوف والمألوف فكان أن أصبح لحنا موسيقيا سودانيا يشنف الآذان ويرتقي بالوجدان على مرافئ الروعة والإبداع على أوتار السحر والجمال حتى تجاوز صيته وشهرته الآفاق فولج العالمية من أوسع أبوابها حتى اصطادته البحرية الأمريكية ليجمّل موسيقاها وألحانها ويعزف مارشاتها العسكرية.
(1)
وُلد إسماعيل عبد المعين في عام 1912م ببحري في حلة حمد وسط بيئة صوفية من أسرة متدينة فشب على الطوق مولعا بأناشيد الصوفية وألحان الطمبارة وهدهدة الحبوبات ودندناتهم وأغاني الرواعية وكلمات النفير وأهازيج مساعدية اللواري وإيقاعات الزار المختلفة فتكونت له خلفية موسيقية ثرة تسبقها موهبة حقيقية صقلها عبد المعين بالممارسة والعمل الموسيقي والغنائي يعينه على ذلك طموحه وتساؤلاته المفعمة بإحساس موسيقي فطري فريد حتى قوي عوده وتطورت موهبته الموسيقية في عام 1930م، حيث ذكر في إحدى مقابلاته عن أنه استفاد كثيرا من جدته فاطمة فور التي كانت قابلة أو (داية) في أيام السلطان علي دينار حيث كانت تترنم ببعض الألحان والكلمات فكان يحس بأنغام فريدة تسكن دواخله حتى عالجها موسيقيا عندما احترف الفن.
(2)
في عام 1935م، سافر عبد المعين إلى جمهورية مصر العربية لدراسة الموسيقى بصورة أوسع فتم عرض أحد الألحان التي كانت تترنم بها جدته وهي تحكي قصة فتاتين صغيرتين وهما بنات عم إحداهما تغلب عليها السحنة الزنجية والأخرى تميل للدماء العربية بصورة أكبر فكان شعرها ناعما وجميلا ثم تدندن لتقوظ أختها الكبرى وهي تترنم قائلة (يا أم قرقدي جبدي لو يبقى زي حقي دي)، وهي تتباهى بشعرها وعندما تم عرض اللحن هناك اتضح أنه خليط من نغم الزنقران ممزوج بمقامات شرقية صرفة وفيه براعة لحنية عالية وعندما رجع اسماعيل السودان في أواخر الأربعينيات تم تكليفه بتدريس مجموعة كبيرة من الشباب المهتمين بالموسيقى للاستفادة من خبراته، وبالفعل دربهم خير تدريب ولكن عندما جاء تخريجهم اختار الأوائل منهم وقال لهم: أنا سميتكم بفرقة البساتين حتى تكونوا نواة حقيقية للموسيقى السودانية في المستقبل.
(3)
عندما سطع نجم عبد المعين وضربت سمعته الآفاق أصبحت تأتيه الدعوات للاستماع لموسيقاه من أنحاء السودان المختلفة، وكان وقتها يعمل بالسكة حديد وقد طاف معظم ولايات السودان المختلفة، ولم يقتصر فن عبد المعين على العزف الموسيقي فحسب بل كان يغني ويتميز بصوت جميل وطروب ولديه عدة تسجيلات موجودة بالإذاعة السودانية وهو يغني (من بنات الريل الظراف) وعددا من الأغاني التراثية والشعبية كما لُقب عبد المعين بلقب فنان مؤتمر الخريجين لأنه صاغ معظم أغنيات مؤتمر الخريجين لحنا وأداءً ولا تزال ألحانه خالدة مدى الدهور والأجيال كنشيد (إلى العلا إلى العلا) من كلمات خضر محمد والنشيد الخالد دوما وأبدا الذي غناه معظم عمالقة الفن السوداني في شكل كورال على رأسهم أبو داؤود وأحمد المصطفى وسيد خليفة وعثمان الشفيع والعطبرواي وصلاح مصطفى وعبد القادر سالم وبقية العقد النضيد وهو نشيد (صه يا كنار وضع يمينك في يدي)، من كلمات الشاعر الصاغ محمود أبوبكر، ثم نشيد (صرخة) للشاعر د.محيي الدين صابر و(السودان الجديد) لسعد الدين فوزي لذلك لقُب بفنان المثقفين والحركة الوطنية في عام 1943م.
(4)
التقى عبد المعين بمؤسس حركة الكشافة البحرية في العالم وهو اللورد (بادن باول) الذي كان معجبا بفن عبد المعين فطلب منه أنه يؤلف موسيقى عسكرية لقوات البحرية الأمريكية فوافق على ذلك وأعد اللحن في يوم واحد وكان ذلك اللحن مقتبسا من أغنيات جدته فاطمة فورا فاستلم (اللورد بادن باول) اللحن وقال لعبد المعين تعال لنجلس ونتفاكر في الحقوق المالية لقيمة اللحن فضحك عبد المعين وقال له (أنا عملتو ليك مجان ساي)، فاستغرب (بادن باول) من شخصية هذا الرجل الذي ينتج عملا فنيا ضخما متجانسا ومتناغما بتلك الكيفية ويمنحه مجانا، لم يسكت اللورد على كرم عبد المعين بل ذهب باللحن إلى قائد الأسطول الأمريكي البحري وأطلعه على عليه بواسطة موسيقيين عالميين فاندهشوا أيما اندهاش، وعلى الفور طلب قائد البحرية الأمريكية إسماعيل عبد المعين ليكون مشرفا ومنفذا لهذا اللحن بواسطة أكبر أوركسترا موسيقية بالبحرية الأمريكية فوصلت الدعوة من خلال الإعلامي بصوت أمريكا محمد إبراهيم ثم ذهب عبد المعين إلى ساحل الباسفيكي ووجد هناك فرقة موسيقية ضخمة في بارجة بحرية عملاقة تنتظر إشارة من يديه للبدء ونفذ عبد المعين اللحن الذي ما زال موجودا حتى يومنا هذا بالبحرية الأمريكية!


السوداني

جمجمتان تطفئان الشمس.. صوت الهامش والأسطورة


محمد نجيب محمد علي-الخرطوم
يستنطق الروائي منجد باخوس في روايته "جمجمتان تطفئان الشمس" التاريخ والمأثور والجغرافيا، ويتكئ على لغة سردية تتميز بالانسيابية والتمرحل والغموض والكشف.

والرواية التي صدرت قبل أيام عن دار رفيقي للطباعة والنشر بدولة جنوب السودان، كانت قد رُفضت من قبل مجلس المصنفات الفنية في السودان. وجاء في التقرير أن الكاتب لم يصل لما يريد من خلال حروفه...إنما من خلال خيالاته.

يقول باخوس للجزيرة نت "أنا لا يهمني أي شيء سوى الكتابة الحرة، والطليقة دون وصايا أو متاريس، لكن يبدو أنني حالم... أو واهم، كما جاء في قرار منع النشر، فمنذ وقت مبكر قررت أن أكتب عن لعنة الحرب وعذاباتها". 

كتابة حرة
وتتمحور الرواية في إدانة القمع والمقموع الذي يستسلم لمصيره.. يكشفُ باخوس الآخرَ المختلف لقمعه ثقافيا ومجتمعيا مع إحالة سردية حاولت الخروج من المباشرة إلى روح الخطاب، وإن تجلت الشخوص الروائية في المساحة التي كمنت في داخلها كل عذاباتهم وتحولت إلى بوصلة طريق للمسكوت عنه.

في الرواية يترك السارد لكل شخصية اكتشاف طريقها الشاق وتشبثها بالأمل رغم الخناق. حاول الروائي المزاوجة بين الأسطورة والواقع والتاريخ الشفهي مستخدما تقنية القطع السينمائي مع سرد دائري يجعل لكل حكاية حكاية داخل الحكاية. 

"كنت أشد حماسا من أي وقت مضى، صوت الكلاب والذئاب يأتي من الأحراش، خشخشة الثعابين تعبر الشوك وشجر المهوجني، طيور تتقافز فوق أشجار التبلدي وأغنام ضالة تأكل من فتات الأرض". 
سؤال الحرب 
يقول الناقد د. مصطفي الصاوي إن رواية "جمجمتان تطفئان الشمس" قد مازجت الواقعي والأسطوري والغرائبي، فالكاتب يحكي ويسرد متجاوزا الزمن الخطي المتتابع ويلقي بشخصياته في معمعة الحرب والأسئلة الكبيرة. 

الناقد عامر محمد أحمد (الجزيرة)
ويضيف الصاوي أن باخوس، وعبر أصوات متعددة وتقنيات السرد -الرسائل والشخصيات التي تحكي لبعضها، وتداعي الذكريات بينها كلها- مضى سرديا صوب إبراز أصوات المهمشين إضافة إلى توظيف التراث ورؤية العالم عند مجموعات محددة، وكل ذلك يندمج في جحيم الحرب وسؤالها الجوهري. والنص يتشكل من هنا وتتشكل به مكونات العمل الروائي والشخصيات ومصائرها. 
ويشير أيضا إلى أن اللغة التي كتب بها هذا النص المختلف امتلكت من البهاء القدرة الفائقة على خدمة السرد.
بينما يذهب الناقد عامر محمد أحمد إلى أن سلطة القارئ هي السلطة الحقيقية التي تمحص النصوص دون بقية السلطات التي ليس من حقها مصادرة عمل أدبي أو الحجر عليه أو تغييبه. 
ويري أن ثمة تصادما بين لغة الكاتب السردية المتمكنة ورؤيته الخطابية، وما أحاط بالنص من روح أسطورية سيطرت عليها دكتاتورية المتأدلج وتأرجحه لشخصياته الروائية داخل سياق غاضب ورافض للحرب، ولكنه كما أدان الحرب أدان الآخر المختلف معه دون إعطائه براحا سرديا للدفاع عن رؤيته. 
واعتبر عامر أن هذه حيادية من الكاتب، موضحا أن اللغة الشاعرية الفخيمة أيضا تأثرت بالمباشرة مما أخل سرديا بالنص وجعله في جزيرة منعزلة مع مراوحة وتضاد مع السائد. 
ويقول الناشر الجنوب سوداني دينق أكوج إنه سيرشح هذه الرواية للبوكر، وسيرسلها لكل العالم عدا السودان كونه منعها قانونيا من خلال مجلس المصنفات الفنية والأدبية السودانية. 
وتجدر الإشارة إلى أن باخوس حائز على إجازة علم النفس بمرتبة الشرف من جامعة الخرطوم، وحصد الجائزة الأولى في مسابقة الطيب صالح للقصة القصيرة عام 2012، وله روايتان ومجموعة قصص قصيرة.  
المصدر : الجزيرة