الأربعاء، 3 يونيو 2015

7 دول تشارك في "المهرجان النوبي"


تشارك سبع دول في "المهرجان النوبي المصري الافريقي للفلكلور" والذي تفتتح دورته الرابعة مساء السبت القادم على مسرح معهد الموسيقى العربية بالقاهرة وتقام أنشطته في عدة مواقع بالعاصمة المصرية.

ويقام المهرجان سنويا بهدف إلقاء الضوء على التراث النوبي في الفنون التشكيلية والموسيقى والغناء والأزياء والشعر الشعبي.
وقال سيد السمان المدير الفني للمهرجان في بيان مساء الثلاثاء إن الفرق المشاركة تمثل سبع دول هي السودان وإثيوبيا وتشاد ونيجيريا وإريتريا وجنوب السودان إضافة إلى مصر.

وأضاف أن حفل الافتتاح سيتضمن عروضا لفرق للفنون الشعبية من السودان ومصر وأن أنشطة المهرجان ستستمر ثمانية أيام على المسرح العائم المطل على نهر النيل بالقاهرة إضافة إلى إقامة معرض فوتوغرافي في مركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا بالقاهرة.
وقال إن مسرح (ليسيه الحرية) بمدينة الإسكندرية الساحلية سيشهد الخميس 11 يونيو أنشطة للمهرجان بمشاركة فرق من الجاليات الافريقية وأبناء النوبة المقيمين بالإسكندرية ومنها أوبريت غنائي استعراضي بعنوان "أمل العودة".
سكاي نيوز

البؤساء: آلاف الفقراء العرب يعيشون ويأكلون من القمامة


لم يعد للفقر في الدول العربية أي حدود، ولم يعد للتعاسة والتشرد والفروقات الاجتماعية أي قواعد منطقية، في حين لا تزال السياسات الاقتصادية والاجتماعية تدور في فلك الأقوياء، تاركة آلاف العرب يعيشون في أماكن مكبات النفايات أو "المزابل".

"نفايات قوم عند قوم فوائد". هذا هو حال الآلاف من المواطنين العرب الذين ترعرعوا وتربّوا وعاشوا على مخلفات نفايات المنازل والمصانع. بعضهم يقتات من الفتات لسدّ الجوع، وبعضهم الآخر يبحث بين القمامة عن مواد ثمينة يعيد تسويقها وبيعها لمن يبحث عن تكرير المخلفات.


مسكن ومتجر

تشير معطيات استقاها ملحق "الاقتصاد الجديد" من شبكة مراسليه، إلى أن أعداد "سكان المزابل" يقدر بالآلاف في العديد من الدول العربية. إذ إن عدد المصريين الذين يعيشون في مكبات النفايات المنتشرة في أرض الكنانة يقدر بنحو 60 ألفاً، يستقبلون يومياً الأطنان من النفايات الصلبة، والتي قدّرها تقرير صادر عن الأمم المتحدة بـ 21.1 مليون طن سنوياً. وذكر التقرير ذاته أن 83.5% من نفايات مصر "ترمى بطرق لا تراعي الشروط البيئة والصحية"، ما يعرض حياة الآلاف من المواطنين المتصلين بها مباشرة للخطر. 
في تونس، يطلق التونسيون على هذه الفئة بالعامية وصف "البرياشة"، ويقدر عددهم بالمئات. يتركز نشاطهم بالأساس في مكب "برج شاكير"، والذي ينتشر فيه قرابة 200 مشتغل وقاطن في المزابل ومن بينهم قاصرون، إلا أن الرقم قفز بين عام 2012 وعام 2015 إلى 500 شخص، منهم من يتوفر على رخص استغلال المخلفات، ويبلغ دخلهم اليومي ما بين 7 و10 دولارات.

بالنسبة للمغرب الذي ينتج بحسب آخر تقرير للأمم المتحدة 6.8 ملايين طن من النفايات سنوياً، يعيش كثيرون في أماكن قريبة من حاويات النفايات، للمتاجرة بما يتم رميه فيها، ويطلق على هؤلاء اسم "الميخالة"، ويبيعون العبوات البلاستيكية الكبيرة لإعادة تدويرها، والتي قد توفر أرباحاً تصل في المتوسط إلى 930 درهماً شهرياً (قرابة 96 دولاراً)، بمعدل 15 عبوة في اليوم.

لا يختلف الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقول الاختصاصي الاجتماعي أحمد سكر لـ "العربي الجديد"، إن العمل في فرز النفايات يعد مصدر دخل لآلاف المواطنين الفلسطينيين، إذ إن 10% منهم يعملون في هذا المجال بمحافظة "الخليل" جنوبي الضفة، ويتوزعون ما بين بائعين ومشترين، حيث يقوم التجار المشترون بالتجول في المحافظة لشراء ما يصلح، وإعادة تدويره أو بيعه للمصانع. ويوضح سكر أن مجموعة من المصانع في "الخليل" تستغل ما يتاجر به المنقبون في المزابل، خاصة مصانع الزجاج والحديد. ويقدر دخل الذين يعيشون من المزابل في فلسطين بـ 100 دولار أسبوعياً، يستغلون المخلفات البلاستيكية والحديد والألمنيوم والإطارات التي تحوي معدن النحاس. 


مخلفات الحروب

ويعرف العراق منذ الغزو الأميركي انتشار ظاهرة المتاجرة بمخلفات الأسلحة والمواد الكيماوية، حيث أعلن الجيش الأميركي أنه تخلص في عام 2011 من نحو 10 آلاف طن من المخلفات العسكرية فوق الأراضي العراقية، يحولها "العاملون" إلى سلع للبيع.


ويعلق الخبير الاقتصادي العراقي ماجد الصوري على وضعية سكان المزابل والمنقبين فيها بالقول: "الحروب التي عرفتها البلاد، وسياسات الحكومات الفاشلة، أفرزت فئات هشة وفقيرة واسعة، فرض عليها القيام بممارسة أعمال تضرب بعرض الحائط كل المفاهيم الإنسانية".

ويضيف الصوري لـ "العربي الجديد"، أن الأعداد الهائلة من النازحين داخل العراق بسبب الحرب التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العديد من المناطق، خلق للعراقيين أزمات إضافية، وأصبح العديد منهم يبحث عن لقمة عيش وسط مكبات النفايات.

ويذهب الخبير الاقتصادي العراقي حد القول بوجود "مافيات منظمة" تستغل القاصرين للتنقيب عن المخلفات، خاصة العسكرية منها، مقابل تعويضات هزيلة، ويوجه ما يجمعونه إلى مصانع إعادة التكرير والتصنيع. 

وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة خلال العام الحالي، قد ذكر أن نسبة معالجة النفايات الصلبة في معظم دول العالم العربي لا تتجاوز في أحسن الأحوال الـ 8%، ما يوفر بيئة حاضنة لتقليبها من طرف مواطنين يعيشون عليها. إذ لا تتجاوز نسبة التدوير والمعالجة في بلد مثل الجزائر 4.5%، في حين يرمى ما نسبته 80% بطرق لا تراعي الشروط البيئة والصحية.

ورصد تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة خلال العام الماضي أن 33.3% من السوريين يعيشون فوق أراضٍ متدهورة بيئياً، أمّا في مصر فيعيش ما نسبته 25.3% من السكان في مناطق مشابهة. ويقطن 32.4% من اليمنيين بحسب التقرير ذاته فوق أراضٍ متضررة بيئياً وتعاني من تلوث الهواء والماء. ويعاني 39.9% من المواطنين في السودان من الوضع نفسه. وتقدر نسبة السكان الذين يلجأون للمساحات الملوثة بيئياً في لبنان من أجل العيش بـ 1.2% حتى عام 2010.
أحمد مدياني
العربي الجديد

تصحيح لا بد منه: السودان ما يزال بخير

عبدالوهاب الأفندي

(1) الشكر أجزله للأخ محمد الحسن المهدي، أحد العاملين بمكتب الإمام الصادق المهدي، على رسالته الكريمة التي أعاد بها إلينا الأمل في أن السودان ما يزال بخير. جاءت رسالة المهدي (الأول) تعليقاً على مقالي في هذه الصحيفة بتاريخ 11 أيار/مايو الجاري، حين تحسرت على ظواهر لم نشهد مثلها في السودان من قبل، تمثلت في اضطرار طلاب من دارفور للهرب من جامعة دنقلا، فلم يجدوا من يؤويهم أو حتى ينقلهم.

(2)
في رسالة المهدي أبلغني أن أهل قرية رومي البكري التي تقع الجامعة بالقرب منها، استنكروا ما بدر من سائقي الحافلات من رفض لنقل طلاب دارفور، وقاموا باستضافتهم وإكرامهم. ولم يترك أهل القرية الطلاب إلا بعد تأمين حافلة لنقلهم إلى مأمنهم، وصحبوهم حتى استغلوا حافلتهم، وأصروا أن يحملوا عنهم حقائبهم. وقد بعث المهدي بصور تؤكد الواقعة.


(3)
لم أسمع منذ زمن طويل من السودان خبراً أسعد من هذا، لأنه يؤكد ما نعلمه عن هذا الوطن الغالي، رغم عاديات الزمان وجنايات السياسيين وفظائع الميليشيات. فأهلنا كما عهدناهم على وصف شوقي لإخوتنا الدروز: «ذادة وقراة ضيف، كينبوع الصفا خشنوا ورقوا». فالتحية لأهل رومي البكري، غشيهم السحاب، وأظلهم رضوان الله، وبارك فيهم أبد الآبدين. فقد ذكرونا بأن أهل السودان كانوا وما يزالون أكثر شعوب العالم تحضراً. وتزداد قيمة التمسك بتلك القيم الحضارية الإيمانية في مثل هذا الزمان المظلم، ففي عتمة الليل يكون ضوء النجوم أكثر إشعاعاً.


(4)
جاء في الروايات المتداولة بين أهل السودان أن بعض ملوك سنار غزا في القرن السابع عشر سلطنة تقلي الواقعة في الجبل الحصين المسمى بهذا الاسم في منطقة جبال النوبة. فكان ملك تقلي يقاتل الغزاة بالنهار، فإذا حل الليل بعث إليهم بالطعام باعتبارهم ضيوفاً في أرضه يحق لهم القرى. فلما تكرر هذه خجل القوم وعادوا بعد أن صالحوا ملك تقلي، فاحتفظت المملكة باستقلالها حتى غزا جيش محمد علي السودان بعد ذلك بقرنين.


(5)
بغض النظر عن صحة هذه الأسطورة فإنها تعبر عن تقدير أهل السودان لقيم قرى الضيف وإكرامه، حتى في أحلك الظروف، وحتى حين يكون باغياً غازياً. هذه قيم ما يزال أهل السودان يعتدون بها، حيث يتعامل الكل بتحضر يندر مثله مع خصوم الحرب كما مع خصوم السياسة حين يجتمعون خارج حلبات الصراع. بل إن الزائر لمعسكرات النازحين في دارفور يجد الحفاوة والإكرام من قوم فقدوا كل شيء.


(6)
ولكن استمرارية هذا التحضر في خطر كبير، لأنه لا يعقل ألا يتأثر تعامل الناس مع بعضهم البعض بكل الفظائع التي ترتكب، والسكوت عليها وتجاهلها، بل وحتى التباهي بها. ذلك أنه في وقت من الأوقات، سيفقد مثل هذا التصرف معناه وقيمته، ويصبح أقرب إلى البلاهة منه إلى الفضيلة.


(7)
لقد تعكر مناخ التعايش المتحضر في السودان سلفاً باستمرار وتوسع الحروب، وموقف الدولة التي أصبحت ميليشيا بين الميليشيات. وقد بلغ الأمر حداً أن تعددت وتوسعت الصراعات القبلية، وأصبح الجار يقتل الجار، والأخ أخاه. وانتشر خطاب البغضاء والنقمة مثل السرطان حتى لم يعد يسلم منه إلا من رحم ربك. وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فستكون العاقبة وخيمة على الكل. وحتى حين لا تؤدي البغضاء إلى العنف فإنها داء وبيل، يحرق قلب صاحبه، وينغص عيشه، فيشقى لكل خير يناله الآخرون، ويعذب نفسه قبل أن يناله عذاب في الدنيا أو الآخرة.


(8)
نحتاج وبلادنا إلى ثورة الخيرين من مثال أهل رومية البكري وأضرابهم حتى يتسنى إنقاذ السودان المتحضر من براثن وحوش الإجرام والكراهية المتكالبة عليه. فالسلوك المتحضر قادر على هزيمة الكراهية والحقد والجريمة، كما جاء في صحيح التنزيل: «وادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبنيه عداوة كأنه ولي حميم». صدق الله العظيم.


(9)
لا بد أن أضيف هنا أن الجناية فيما وقع ليس على الحكومة وحدها، فقد انتشرت ثقافة العنف والبغضاء للأسف، بل وأصبحت مكان تمجيد. وإن كان أنصار النظام يحملون الوزر الأكبر في هذا، فهم لم يكونوا البادئين بالعنف دائماً، ودنقلا لم تكن استثناءً. فأنصار الميليشيات القبلية (وهناك قبلية سياسية كما هناك قبلية عرقية) ساهموا كذلك في نشر البغضاء في جامعاتنا. فليصبح كل السودان رومي البكري حتى نشفى جميعاً من البغضاء القاتلة.

٭ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن

د. عبدالوهاب الأفندي

البشير يؤدي القسم رئيسا للسودان وولايته الجديدة تبدأ برفض أحزاب عدة لحصصها في الحكومة


الخرطوم – «القدس العربي» أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أنه سيكون «رئيساً لجميع السودانيين مؤيدين ومعارضين». وأعلن بعد أدائه أمس للقسم أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيز تطبيق الشريعة الإسلامية.
وشهد مراسم تنصيبه عدد من رؤساء الدول على رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتشادي إدريس ديبي، ورئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام ديسالين، ورؤساء زيمبابوي وكينيا وجيبوتي والصومال ورئيس وزراء أفريقيا الوسطى بجانب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
واحتوى خطاب البشير على مؤشرات عديدة اذ تعهد بالمحافظة على دستور البلاد ومقدراتها ووحدتها وسلامة أراضيها وأعلن عدم وجود حجْر على أي رأيٍ «طالما إلتزم القانون ولم يدع لإثارة فتنة عرقية أو دينية».
وحدد في الخطاب ملامح الحوار الوطني ووصفه بالشامل. وقال إن جميع ترتيباته اكتملت وحددت آلياته معلنا بدايته في الأيام القادمة. وخاطب البشيرأحزاب المعارضة والحركاتِ المسلحة ودعاها للمشاركة في الحوار»للخروجِ بوثيقة يرتضيها كل أهلِ السودان تَلُم شملَهْ وتوحد صفه وتبني مجده»، على حد تعبيره.
واشتمل خطاب البشيرعلى الإعلان عن قيامِ مفوضيهْ للشفافيةِ ومكافحةِ الفسادْ بصلاحياتٍ واسعة تتبع مباشرةً لرئيسِ الجمهوريةز واوضح أن بلاده تتجه لعهد تتحقق فيه مبادئِ العدالة الاجتماعية وسيادةِ حكمِ القانون وبسطِ الشورى بين الناس. وقال ان المرحلة القادمة ستشهد إعلاء قيم الشفافية في اتخاذ القرارات واعتماد معاييرِ الكفاءة والنزاهة عندَ كل تكليف وتعيين والمحاسبة الحازمة عند كل فساد أو تقصير.
وأقميت احتفالات شعبية بالساحة الخضراء بمشاركة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع، وعلى رأسها الطلاب والشباب والمرأة ومشائخ الطرق الصوفية ورجال الإدارة الأهلية.
ولم يحدد البشير موعدا قاطعا لتكوين حكومته الجديدة. لكنه أشار إلى تشكيلها في الأيام القادمة. وقال انها «ستمضِي قدما لإكمالِ ما كان قائماً من التخطيط المجاز واستكمالِ مشروعِ النهضةِ تحقيقاً للنمو والتطور والعيشِ الكريم».
وأشار إلى أن الحكومة الجديدة ستلبي تطلعات المواطنين من سائر النواحي وتسعى لأن يكون مستقبل الشعب السوداني أفضل. وأشاد بكل الذين عملوا معه خلال ربع القرن الماضي في جميع المستوياتْ التشريعية والتنفيذية.
وأعلنت عدة أحزاب رفضها لحصصها في الحكومة الجديدة، خاصة الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يرأسه محمد عثمان الميرغني. وقال قيادون في أحزب شاركت في الإنتخابات إن الحصة التي خصصت لهم لا تتناسب مع الوزن السياسي والجماهيري للحزب رغم عدم حصولهم على مقاعد كثيرة في انتخابات 2015.
وأعلن «حزب الأمة – القيادة الجماعية» – وهو حزب منشق عن «حزب الأمة القومي» ويرأسه د. الصادق المهدي – رفضه للعرض الذي قدمه الحزب الحاكم المؤتمر الوطني للمشاركة في الحكومة القادمة بحجة أن العرض ضعيف.
وكان الرئيس السوداني، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة- قد أجرى تعديلا في رئاسة أركان الجيش أعفى بموجبه رئيس وأعضاء رئاسة الأركان المشتركة من مناصبهم. وشكل رئاسة أركان جديدة وأحال مجموعة من كبار الضباط للتقاعد وتمت ترقية أخرين في خطوة وصفها الناطق الرسمي باسم الجيش، العقيد الصوارمي خالد سعد، بأنها «روتينية». لكن محللين وصفوها بـ»مؤشرات الى لمرحلة القادمة خاصة وأنها تزامنت مع حفل التنصيب». 
ويشير المراقبون إلى عودة الحرس القديم لحكومة الإنقاذ. ويعزز ذلك اختيار البروفيسور إبراهيم احمد عمر رئيسا للمجلس التشريعي (البرلمان). وهو من الجيل الأول للحركة الإسلامية وشغل عدة مناصب وكان رئيساً للمجلس القومي للتعليم العالي ثم وزيراً للتربية والتعليم العالي، ثم الأمين العام لحزب لمؤتمر الوطني، ثم وزيراً للعلوم والتقانة، ومن ثم مستشاراً لرئيس الجمهورية لمرتين، ثم مساعداً لرئيس الجمهورية. وقد شغل داخل حزب المؤتمر الوطني كذلك موقع رئيس قطاع الفكر والثقافة بالحزب. وكان رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية السودانية قبل أن يتوارى عن الأنظار لسنوات عديدة.


صلاح الدين مصطفى

الكولونيالية والهويات.. على رأس ملتقى القاهرة الدولي للثقافات الأفريقية

في افتتاح المؤتمر.. من اليمين: حلمي شعراوي مقرر الملتقى، ود. عبد الواحد النبوي وزير الثقافة المصري، ود. محمد عفيفي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ود. معلمو سنكورو من تنزانيا ممثل المشاركين في الملتقى - شعار المؤتمر
القاهرة: داليا عاصم
بعد توقف دام أربع سنوات ونصف، وفي ظل ظروف اقتصادية وسياسية ودينية تعصف بالقارة السمراء وبلدانها، انطلقت أول من أمس فعاليات الدورة الثانية لـ«ملتقى القاهرة الدولي لتفاعل الثقافات الأفريقية»، تحت عنوان «الهوية الأفريقية في الفنون والآداب»، بمقر المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية.
ADVERTISING

يشارك في الملتقى ما يقرب من مائة باحث ومفكر أفريقي من 23 دولة أفريقية هي: ليبيا، وتونس، والمغرب، والجزائر، والسودان، وإثيوبيا، وأوغندا، وبوروندي، وتشاد، وتنزانيا، وجنوب أفريقيا، وجنوب السودان، والسنغال، وغانا، وغينيا، وساحل العاج، والكونغو، ومالاوي، وموريتانيا، وموزمبيق، والنيجر، ونيجيريا، بالإضافة إلى مصر الدولة المنظمة.

وفي افتتاح الملتقى، أعلن وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي عن تأسيس «وحدة أفريقيا» بوزارة الثقافة تعنى بكل ما يخص دعم العلاقات والتبادل الثقافي بين مصر ودول القارة، على أن يقوم عليها مجموعة من الأدباء والمثقفين والفنانين بعقد أنشطة ثقافية ترسخ الهوية الأفريقية على مدار العام، مشيرا إلى أن الوزارة تدرس تدشين مركز ثقافي أفريقي دولي مقره القاهرة يقدم أنشطته في أنحاء القارة. وقال: «لا يمكن تجاهل الثقافة كجسر تواصل بين شعوبِنا تقوي أواصر العلاقات، وهي لا تقل أهمية عن العناصر الاقتصادية والعسكرية لأي دولة». وطالب الوزير المشاركين بوضع سيناريوهات مستقبلية لتفعيل التبادل الثقافي، مركزا على أهمية السينما والأدب والفنون كعناصر ثقافية فعالة لمخاطبة الشعوب بقضاياها.

ولفت الدكتور محمد عفيفي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، في كلمته إلى أن «أهمية انعقاد المؤتمر باعتباره محاولة لاستعادة القوة الناعمة لمصر، وهو يدل على رغبة عارمة في التخلص من الصراعات التي تضرب أرجاء القارة، وعودة للتأكيد على عمق العلاقات بين مصر والدول الأفريقية، التي هي في الأساس تعود لعصور سحيقة، مشيرا إلى أثر الأزهر والكنيسة المصرية في أفريقيا، وكيف قدمت أفريقيا لمصر الكثير من الأدباء والمؤرخين أمثال عبد الرحمن الجبرتي..»، معربا عن سعادته بتفاعل المشاركين ورغبته في أن يكون الملتقى سنويا ولمدة أسبوع.

وألقى الدكتور معلمو سنكورو، من تنزانيا، كلمة المشاركين، مؤكدا فيها على ضرورة وضع الثقافة كأولوية ضمن برامج التنمية الاقتصادية والسياسية في القارة الاهتمام بالهوية الأفريقية، مشددا على أهمية الثقافات الشعبية وتدريسها ضمن المناهج التعليمية، وخاصة أن القارة بها أعلى معدل لنسب الشباب في العالم، مطالبا المثقفين بمزيد من الجهد لمحاولة صوغ تعريفات للهوية الأفريقية في ظل تنوعها وثرائها.

وصرح د. حلمي شعراوي، مقرر الملتقى، بأن «الملتقى يعقد في أقسى ظروف التعصب والإقصاء والعنف الإرهابي، لكن المشاركين في المؤتمر راغبون بقوة في دعم مراكز الثقافة والتوثيق في القارة وربطها ببعضها البعض، فنحن نوجه عبر هذا الملتقى رسالة للمؤسسات الحكومية لخلق إنجاز فعلي للتفاعل الثقافي بين شعوب القارة».

وقالت الكاتبة والصحافية زبيدة جعفر من جنوب أفريقيا، لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن الملتقى يلعب دورا هاما في التواصل مع الكتاب الفارقة لأن اللقاء الشخصي والحوار والنقاش ينقل لنا الكثير مما يحدث في مصر وشمال أفريقيا بعد الثورات». وشاركت زبيدة بورقة بحثية أشارت فيها إلى أن الأشكال الفنية والأدبية السائدة في جنوب أفريقيا تدور حول السياق الأوروبي وأنه حتى في حقب ما بعد الاستعمار تدور في إطار أوسع من الهيمنة الأنجلو أوروبية، حيث لا يوجد متسع لاستكشاف التقاليد والعادات القديمة بدرجة تكفي لتكوين سردية مختلفة. وأكدت أنه مع تحول جنوب أفريقيا باتجاه النضج الديمقراطي أصبحت هناك حاجة ماسة إلى التخلص من التعريفات المقيدة واستجلاء التعقيدات التي تمثل نبض الحياة المحلية في بلد ظل تحت الاستعمار أكثر من 3 قرون.

بدأت أولى جلسات المؤتمر بالحديث عن «الهوية الأفريقية بين التفاعل الثقافي والصراع»، وتحدث فيها الباحث السوداني د. حيدر إبراهيم، عن «الشخصية الأفريقية وتصارع الهويات: زمن العولمة ومخاطر التطرف في القبول والرفض»، مشيرا إلى غموض مفهوم الهوية معتبره أقرب إلى الوهم، وأن بحث الهويات الأفريقية عمل عقيم ومضر مع وجود هذا التنوع الثقافي الهائل وقال: «مصطلح (الزنوجة) في الثلاثينات كان محاولة لتحويل عقدة اللون إلى مصدر فخر، لكن اللون لا يمكن أن يكون هوية وهو ما عاتب به د. محمود أمين العالم الشاعر محمد الفيتوري حينما كتب قصيدة عن اللون».

وألقى باللوم على افتخار بعض الأفارقة بـ«البراءة الكاملة»، باعتبار أن الأفارقة لم يقهروا الطبيعة ولم يخترعوا شيئا يغير من حياة البشر وأنها ليست أرضا للحداثة. وأضاف: «تميزت أفريقيا المعاصرة بفشل الدولة وفشل المجتمع، مما جعلها مكشوفة للعولمة والرأسمالية المستوحشة، والتطرف الديني الإرهابي، وعودة القبلية والعنصرية بأشكال متجددة. وتعجز أفريقيا في عملية الولوج في الحداثة، فتقنع بتجديد الاستبداد وبعث التخلف والتبعية في كؤوس جديدة. وهي مثقلة بالفقر، والجوع، والأوبئة، والفساد والقمع. وهذه ظروف تعمل على (حيونة) الإنسان الأفريقي وتحرمه من أوقات الفراغ، ومن الوصول إلى وسائل الثقافة الراقية والجادة».

بينما ذهب «سابيلو جاتشيني» من جنوب أفريقيا، للحديث عن كيفية تفادي صراع الحضارات، في ظل ما كرسه الاستعمار من تراتبية عنصرية طبقا للكثافات الأنطولوجية المغايرة، مشيرا إلى أن غاية الفكر الإمبريالي والعنصرية العلمية إعادة إنتاج الحضارات الأفريقية في صورة أشكال بدائية، محكوم عليها بالموت. وقال إن «أفريقيا لا تزال تخوض (حربا ثقافية) وعليها أن تحدث تحولا ديمقراطيا في الأبستمولوجيا الأوروبية - الأميركية الشمالية التي تنكر وجود المعارف والثقافات الأخرى، والتي عملت على تجريد الشعوب الأفريقية من إنسانيتها».

واتفق معه مواطنه الباحث «سيمفيوي سيسانتي»، قائلا إن «النخب الأفريقية التي يحركها السعي لاحتكار السلطة سعت للحديث عن تاريخ الأوروبيين في أفريقيا حتى تتمكن من التلاعب بالجماهير، لذلك تستغل فقدان الذاكرة الثقافي الذي تعاني منه الشعوب الأفريقية، والذي تسبب فيه الاستعمار لتزعم أن المحكومين تاريخيا وثقافيا يتقبلون بصورة عمياء وغير نقدية كل شيء وأي شيء يمليه عليهم حكامهم».

ودعا العميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية «السيد فليفل» إلى بلورة رؤية ثقافية واضحة للاتحاد الأفريقي، مطالبا بتأسيس «المفوضية الأفريقية للشؤون الثقافية» لتصحيح صورة الأفارقة في العالم، وطلب من المؤرخين والروائيين والمفكرين والسينمائيين والصحافيين، التركيز على الجوانب الإيجابية للشخصية الأفريقية في أعمالهم حتى يشكل هذا حافزًا على التفاؤل ومقاومة الإحباط ويمنع الأجيال الجديدة من الاستسلام للتخلف والقبول به باعتباره واقعًا لا مناص منه.

وحول دور وسائل إعلام العولمة المؤثرة في الثقافة الأفريقية، تحدث الكاتب الإثيوبي سولومون هايليماريام، عن تأثر الإنسان الأفريقي بوسائل الاتصالات الحديثة، لكن العولمة استطاعت تجريد الشباب من جذورهم الثقافية وأصبحوا يقلدون كل ما هو أوروبي وأميركي متخلين عن أزيائهم وتقاليدهم، مشيرا إلى أن الصورة العامة لأفريقيا لم تتغير في ظل العولمة، بل يعاد تكريسها وفقا لاستراتيجيات الدول الأوروبية الرأسمالية.

بينما تحدث النيجيري «ساليسو بالا» عن «التقاليد والحس التاريخي في الأدب الأفريقي»، مركزا على أهمية الوثائق العربية في كتابة التاريخ الأفريقي التي تحتوي على تراث الماضي الأفريقي في مجالات التاريخ والتنجيم والجغرافيا وعلم النفس، تدحض المقولة الاستعمارية «أفريقيا ليس لها تاريخ قبل قدوم الاستعمار». تلك المخطوطات متاحة في صورة مجلدات ضخمة في مصر ونيجيريا ومالي وشرق أفريقيا وغامبيا السنغالية، لافتا إلى خطورة تناثر المخطوطات الأفريقية بين أيدي الأفراد والعلماء وضرورة حفظها في مكتبات أو مؤسسات عامة، قائلا: «الكثير من المخطوطات غير مصنف أو مفهرس ولم تتم ترجمته إلى لغات أخرى لتمكين الباحثين غير العرب من الاطلاع عليها».

وخصص الملتقى محورا لمناقشة «الآداب الأفريقية»، تحدث فيه الناقد والكاتب شوقي بدر عن «الرواية في أفريقيا»، لافتا إلى أنها تدخل منحنى التحولات في تراكم منجزها، بعد كثير من التهميش، وتناول أعمال النيجيري «وول سونيكا»، ومن جنوب أفريقيا «نادين جورديمير»، و«ج إم كويتزي»، ومن مصر «نجيب محفوظ» والذين وصلت أعمالهم لآفاق عالمية وحصدوا على جائزة نوبل، فضلا عن عدد كبير من الكتاب الأفارقة ذوي الصيت العالمي: شينوا أتشيبي من نيجيريا وعثمان سمبيني من السنغال، ومونجو بيتي من الكاميرون، ونفوجي وأثيونجو من كينيا، وغيرهم.

ولفت بدر إلى أن «الكُتاب ذوي الأصل الأفريقي في أميركا كان لهم الفضل في إنجاز أدبي نبع من جذورهم التي قدموا منها، استطاعوا من خلاله التمرد على العنصرية ومنهم: ريتشارد رايت، وجيمس بولدوين، وأليكس هيل».

وتطرقت أوراق بحثية لتجسيد الأدب الأفريقي للحياة اليومية للإنسان الأفريقي ومعاناته التي تعتبر إرثا يتوارثه من أجداده، إذ إن آثار الاستعمار الغاشمة لا تزال تطارد أجيالا متعاقبة. منها: ما طرحه الأديب منير عتيبة عن قلق الهوية في رواية «خرائط»، للأديب الصومالي نور الدين فراح. كما تطرقت الأديبة المصرية سلوى بكر إلى نصوص من الأدب السوداني لبشرى الفاضل وأمير تاج السر، وغيرهم؛ تعكس تداخل العناصر الثقافية العربية والأفريقية عبر موتيفات سردية منحت الأدب السوداني خصوصية في إمكانيات التلقي والقراءة.
الشرق الأوسط

ما لا يُقرأ ولا يُكت بسمير عطا الله

سمير عطا الله

كنا نزور مرة مسؤولاً عربيًا. وفوجئنا بوجود زائر آخر، عُرف عنه ظرفه وحطؤه، من الحطيئة، الشاعر البائس الذي هجا كل من حوله، متضايقًا من فقره ومن بشاعته ومن جوع أبنائه. على أن الحطيئة المعاصر كان ميسورًا، ولم يكن دميمًا، ولم يعان أبناؤه من الجوع. ومع ذلك، كان حطيئًا.
في تلك الزيارة طاب للهجّاء أن يتناول سياسيًا آخر من منافسي المضيف. بدأ ولم ينته. زاد ثم استزاد. وأخيرًا، تدخّل أحد الحاضرين وقال له: «يا فلان، هناك أشياء في الحياة لا يمكن أن تقال، لكن هناك أيضا أشياء لا يمكن أن تُسمع. رجاء أعفنا».
وزعت «داعش» صورًا لسجن تدمر والزنازين التي كان يُحشى فيها السجناء. فعلت ذلك وكأنها تفاخر: ماذا تفضلون؟ الإعدام الفوري، أم تجارة السبايا، أم هذه السجون؟ فكّرت أن بعض الأشياء في عالمنا ليس فقط لا يُكتب عنها، بل لا يُقرأ عنها أيضا. ما هذا العالم؟ ما هذه المنطقة وخياراتها؟ مَن بدأ هذه الفظاعات التي لا يمكن تخيُّلها؟ هل هي مسؤولية أفراد أم مسؤولية الجماعات التي قبلت الحياة في ظل هذه الهمجيات؟
أم أن هذه هي النتيجة «الطبيعية» للأشياء: في نهاية أنفاق السجون التي هي من هذا النوع، يخرج هذا النوع من الظالمين؟ هل خطر لمسؤول - من أي رتبة - أن يقوم مرة بزيارة أحد سجون الدولة، وأن يرفع تقريرًا إلى رؤسائه عمّا رأى؟
يا لهما من مشهدين: السجن ومحرروه! متى تفيق هذه الأمم على أن ثمة حياة أفضل في هذه الحياة؟ وعلى أن قاعدة الخَلق هي الحريّة، لا العبوديّة؟ وعلى أن بديل الاستبداد لا يكون هذه المنظمات التي تعيش على الابتزاز والسبي والنهب والخراب؟ يا له من خيار مريع بين رحمة السجن في تدمر، ورحمة الرؤوس المقطوعة. خيار الكوابيس، في ظلام السجون أو في ظلام «الغلاة»؟
من أوصلنا إلى هنا؟ نحن جميعًا. نحن لأننا لم نتبرأ من الظلم ولم نتبرأ من الهمجية «القانونية». ونحن الذين لا نزال نسمي أسوأ أنواع العبودية استبدادًا. اسم الدلع لما هو أقسى طبقة في طبقات العتم.
آسف أنني كتبت في هذا الموضوع. لكنني لم أكن أفهم من قبل، وما زلت غير قادر على أن أفهم الآن، كيف يصطف الناس ويصفقون لهذا التقهقر الإنساني الذي تجاوز جميع الحدود في عالم الفظائع. اقرأوا بعض الكلام، أو اسمعوا البعض الآخر، فإلى أي عالم أو عصر ننتمي؟ ما هذا الذي نعرضه على أبنائنا؟ بأي عين نقول لهم إننا لا نستحق سوى التحسر على أنظمة القبضة والأصفاد والسلاسل؟ اسمعوا على ماذا ومن يترحم الناس. مَنجَم كوابيس.

الشرق الأوسط

محادثات مصرية ـ سودانية بالخرطوم تتناول جهود مكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر


أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات ثنائية مع نظيره السوداني عمر البشير في الخرطوم أمس، تناولت التنسيق بين البلدين في جهود مكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر وتسوية النزاعات في أفريقيا، وذلك على هامش مشاركته في مراسم تنصيب البشير وأدائه اليمين الدستورية، قبيل توجهه إلى ألمانيا أمس في جولة أوروبية تشمل دولة المجر أيضا.
ADVERTISING

وأعرب السيسي عن تمنياته للرئيس السوداني بالنجاح والتوفيق في قيادة السودان، وتحقيق آمال وطموحات شعبه الشقيق في التنمية والتقدم، كما أكد عزم مصر الكامل على الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين ليشهد آفاقًا جديدة وغير مسبوقة خلال الفترة القادمة.
وأكد السيسي استعداد مصر الكامل لتقديم كل أشكال الدعم للسودان من أجل تحقيق المزيد من التقدم والتنمية والاستقرار وليعم السلام في كافة ربوع السودان، مشيدًا بالتقدم المحرز على مسار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، لا سيما الخطوات الهامة التي تم إنجازها مؤخرًا بافتتاح عدد من المعابر الحدودية، والزيارات المتبادلة الناجحة على مستوى القمة والمستويات الوزارية والفنية، والاستعدادات الحالية لعقد اللجنة المشتركة على مستوى رئيسي الدولتين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن السيسي وصل السودان صباح أمس للمشاركة في حفل تنصيب البشير رئيسًا للسودان لولاية جديدة، حيث كان في استقباله الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول للرئيس السوداني، وعدد من الوزراء، قبل أن يتوجه إلى مقر البرلمان السوداني، حيث التقى عددا من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في مراسم التنصيب، من بينهم رؤساء كل من زيمبابوي وجيبوتي وتشاد وكينيا، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي. وأضاف المتحدث الرسمي أنه عقب انتهاء مراسم التنصيب، توجه الرئيس إلى مقر القصر الرئاسي السوداني، حيث عقد اجتماعًا مع الرئيس البشير، مُقدمًا له التهنئة في مستهل ولايته الرئاسية الجديدة.
من جانبه، أعرب الرئيس السوداني عن تقديره لمشاركة السيسي في مراسم التنصيب، مؤكدًا أنها تعكس متانة العلاقات الإيجابية المتميزة التي تجمع بين البلدين. وذكر السفير يوسف أن اللقاء شهد استعراضًا لتطورات الأوضاع على الساحتين العربية والأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بدعم وتطوير التعاون بين الدول الأفريقية ولا سيما دول حوض النيل، فضلاً عن التوافق بشأن أهمية تسوية النزاعات في عدد من الدول الأفريقية لتمكينها من مواصلة مسيرة التنمية وتحقيق آمال وطموحات شعوبها في التقدم والرخاء.
كما تناول الاجتماع التشاور حول تطورات وتداعيات الأزمة في ليبيا، والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف في المنطقة، والأهمية البالغة للتنسيق والتعاون بشأن أمن البحر الأحمر واستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة القرن الأفريقي.
من جهة أخرى، توجه السيسي أمس عقب زيارته الخرطوم إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث يقوم بزيارة رسمية إلى كل من ألمانيا والمجر بدأت أمس وحتى 6 يونيو (حزيران) الحالي، يستهلها بزيارة إلى برلين حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمي اليوم (الأربعاء) تعقبها جلسة مباحثات مع الرئيس الألماني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة إن السيسي سيجتمع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ستقيم غداء عمل بحضور وفدي البلدين، يعقبه مؤتمر صحافي مشترك يعقده الرئيس مع المستشارة الألمانية.
وأضاف المتحدث، حسب بيان أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه عقب اختتام زيارة برلين سيتوجه السيسي إلى العاصمة المجرية بودابست تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان، الذي سيعقد معه جلسة مباحثات ثنائية يعقبها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين.

الشرق الأوسط