الخميس، 18 يونيو 2015

عن أي انتصار يتحدثون في السودان؟

عثمان ميرغني

عودة الرئيس السوداني عمر البشير إلى الخرطوم يوم الاثنين الماضي، بعد مغادرته جنوب أفريقيا في الظروف التي غادر فيها، ليست مدعاة للاحتفال، بل للحزن؛ فأن يصبح رأس الدولة ملاحقًا في رحلاته الخارجية بأمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، لهو أمر مهين للبلد ولسمعته. فهذا بلد كان قادته ذات يوم إن سافروا حلوا في أي مكان معززين مكرمين، ومحاطين بالاحترام والهيبة من لحظة الوصول إلى ساعة المغادرة.
تبدل الأحوال بالشكل الذي نراه اليوم هو الذي جعل السودانيين يتبادلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عمره أكثر من نصف قرن، يصور جانبًا من زيارة الرئيس السوداني الأسبق الراحل الفريق إبراهيم عبود لبريطانيا، والاحترام والحفاوة اللذين استقبل بهما من قبل الطبقة السياسية والناس العاديين، وأيضا من قبل الملكة إليزابيث الثانية. لم تكن تلك الحفاوة من أجل الرجل الراحل ولشخصه وحسب، بل لأن اسم السودان وقتها كان يحلق عاليًا في درجات الاحترام، وفي سلم التقدير والمكانة.
المقارنة بين ذلك الزمن والزمن الراهن، محبطة. وبعد الفصل المحرج في جوهانسبيرغ، يستغرب المرء الشعارات والتصريحات التي أطلقها بعض مسؤولي النظام عقب وصول البشير من جوهانسبيرغ، بينما كانت المحكمة العليا في بريتوريا تبت في مسألة اعتقاله، بعد أن منعت مغادرته للنظر في طلب تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية. فمسؤولو الحكومة والحزب الحاكم حاولوا تصوير مغادرة الرئيس ووصوله إلى الخرطوم على أنه انتصار مدوٍّ، بينما امتلأت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام أو المغلوبة على أمرها بعناوين وعبارات مثل: «الملحمة»، و«زغاريد الانتصار»، و«هزيمة المحكمة الجنائية»، و«الحكومة تتحدى»، و«البشير يعود سالمًا غانمًا». وزير الخارجية الجديد القيادي في المؤتمر الوطني إبراهيم غندور ذهب إلى حد اعتبار ما حدث في جوهانسبيرغ فرقعة إعلامية «جعلت البشير نجمًا»!
هذه اللهجة تحاول التغطية على الوقت العصيب الذي واجهه الوفد السوداني، والفشل الذريع لدوائر القرار التي أخطأت الحسابات على الرغم من التقارير التي سبقت سفر البشير إلى جوهانسبيرغ عن احتمال تعرضه للملاحقة بناء على طلب المحكمة الجنائية بتسليمه. لكن «المؤتمر الوطني» الحاكم وأجهزة إعلامه أبوا إلا أن يطبلوا كالعادة بتصريحات نارية وشعارات طنانة عنوانها: «إننا نتحدى المحكمة الجنائية». وفي ذروة التباهي، ذهبت وزارة الخارجية إلى حد القول إن الحكومة السودانية لم تتخذ أي تحوطات أمنية أو سياسية لزيارة رئيسها إلى جوهانسبيرغ للمشاركة في القمة الأفريقية.
هل كانت هذه القراءة مفرطة في التفاؤل، أم غارقة في أوهام القوة، أم إن الصراعات داخل النظام وصلت إلى حد أن قوانين اللعبة تغيرت وأصبحت مثل الروليت الروسي المميت؟
بعيدًا عن نظريات المؤامرة، فإن الأمر الواضح أن الوفد السوداني لم يتوقع أن تصل الأمور إلى حد صدور أمر قضائي بمنع مغادرة الرئيس، وربما كان أقصى ما توقعه هو المطالبة المتكررة من المحكمة الجنائية باعتقال البشير وتسليمه، وأن يقابل هذا الطلب بالتجاهل من حكومة جنوب أفريقيا. لكن المسألة هذه المرة كانت مختلفة، ومهما حاولت سلطات الخرطوم التغطية على خطورة الوضع الذي واجهه رئيسها، فإن الأمر المؤكد هو أن حكومة جنوب أفريقيا واجهت حرجًا كبيرًا ووقفت على حافة أزمة قضائية كان يمكن أن تؤدي إلى إطالة إقامة البشير في جنوب أفريقيا حتى تنتهي المعركة القانونية بين مترافعين يدفعون بتسليمه للمحكمة الجنائية وفقا لالتزامات حكومة بريتوريا الدولية، ومحامين يجادلون بأن الرئيس السوداني وصل بدعوة من الاتحاد الأفريقي، وبالتالي يتمتع بحصانة دبلوماسية تمنع توقيفه.
جنوب أفريقيا سهلت بلا شك للبشير المغادرة على عجل، حتى تتخلص من الحرج، وقبل أن تتعقد المسألة قانونيًا بصدور حكم آخر من محكمة بريتوريا باعتقاله. كما أن الاهتمام الإعلامي الواسع بالقضية التي يمكن أن تسجل سابقة باعتبار أنه لم يحدث قبل ذلك اعتقال رئيس دولة في ظروف كهذه وتسليمه للمحكمة الجنائية، زاد من حرج حكومة بريتوريا التي اضطرت أيضًا إلى نفي تقارير قالت إن قواتها الموجودة في دارفور للمشاركة في فرض السلام، حوصرت من قبل قوات سودانية، وإنها كانت ستتعرض لهجوم لو تم تسليم البشير.
مسؤولو النظام في الخرطوم يحاولون تصوير ورطة جوهانسبيرغ على أنها انتصار سيؤدي إلى نهاية المحكمة الجنائية ودفنها. الواقع أن الصورة مغايرة تمامًا، لأن ما حدث يعني أن سفر البشير لكثير من الدول أصبح مغامرة، وأن مساحات تحركاته الخارجية ستضيق، بالنظر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيه احتمال الملاحقة خلال زيارته لبلد أفريقي. زد على ذلك أنه لا يستطيع زيارة أوروبا أو أميركا أو كثير من دول العالم الأخرى خوفًا من الاعتقال.
ليس في هذه الصورة ما يبرر التباهي، فالوضع برمته توريط للسودان وتفريط في سمعته.

الشرق الأوسط

تشاد تمنع النقاب بعد العمليات الانتحارية الأخيرة

بوكو حرام تستخد م النقاب في الهجمات الانتحارية


منعت تشاد ارتداء النقاب في أعقاب التفجيرات الانتحارية التي حدثت يوم الاثنين الماضي.
واتهمت الحكومة التشادية جماعة بوكوحرام النيجيرية بالمسؤولية عن التفجيرات التي أدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصا.
وقال رئيس وزراء تشاد إن المتشددين استخدموا النقاب كـ "تمويه" لتنفيذ عملياتهم، مضيفا أن السلطات ستعمد إلى إحراق جميع أنواع النقاب المطروحة في السوق.
ولم تعلق بوكوحرام على الهجوم لكنها هددت بمهاجمة تشاد بعدما شاركت قوات تشادية في مساعدة نيجيريا على محاربة بوكوحرام.
ويقول محرر بي بي سي للشؤون الأفريقية، ريتشارد هاميلتون، إن متشددي بوكوحرام يستخدمون النساء بشكل متزايد في العمليات الانتحارية لأن من المرجح أن لا يتم اكتشاف النساء عند تهريب المتفجرات.
وقال رئيس الوزراء في تشاد إن المنع سيطبق في كل مكان وليس فقط في الأماكن العامة.
وأضاف رئيس الوزراء إن اللباس الذي يغطي الجسم كله ماعدا العينين يعتبر تمويها.
وكان المهاجمون يركبون دراجات عندما فجروا أنفسهم في مركزين للأمن بالعاصمة نجامينا.
ومن المقرر أن تحتضن تشاد قوة إقليمية جديدة ستكلف بمحاربة بوكوحرام.
ويُذكر أن أغلبية السكان في تشاد مسلمون ويُرتَدى البرقع لأسباب دينية لكنه يُرتَدى أيضا لحماية النساء من الحر الشديد والجو المغبر.
null
استخدام الدرجات النارية في الهجمات الانتحارية
استخدم الانتحاريون الدراجات في تنفيذ الهجمات 

حزب أيمن نور يدعو لإسقاط الدولة

أيمن نور


سمارة سلطان
دعا حزب «غد الثورة»، الذى يرأسه أيمن نور الهارب إلى لبنان، لإسقاط الدولة ٢٣ يوليو المقبل، بالتزامن مع ذكرى ثورة يوليو. وأكد بيان الدعوة أن اختيار التاريخ جاء ليكون انقضى عامان على إعلان خارطة الطريق الخاصة بـ٣٠ يونيو.
وأشارت الدعوة إلى أن مطالب الثورة المقبلة ستكون إنهاء فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى وعودة الجيش إلى ثكناته، والإعلان عن مجلس رئاسى مؤقت يضم كل أطياف الشعب.
كما طالبت الدعوة بضرورة تعليق العمل بدستور ٢٠١٣ وإلغاء كافة القوانين الصادرة منذ يوليو ٢٠١٣، والإفراج عن كل المحبوسين السياسيين منذ ٢٠١١ وحتى الآن، وإعادة هيكلة الأجهزة السيادية وتعليق العمل بوزارة الداخلية ووقف أنشطة المخابرات والشرطة العسكرية، وتنحية النائب العام وتعليق كافة المحاكم المدنية والعسكرية.
البوابة

رمضان «النكبة العربية الكبرى»؟




من الصعب ان تثمر نظرة موضوعية الى احوال الامة العربية او الاسلامية وهي تستقبل اليوم شهر رمضان المبارك غير كثير من الاحباط والقلق وربما الرعب.
ولايحتاج القارئ الى تذكيره بما تعانيه بلادنا من مآس وحروب ومجاعات وانهيارات، وهي أكبر كثيرا من ان نشير إليها جميعا في هذه المساحة المحدودة، إلا ان ثمة حاجة الى نظرة بانورامية تربط بين المفاصل الأساسية لما يمكن وصفه بـ»النكبة العربية الكبرى» التي يصادف رمضان هذا العام توالي فصولها امام اعيننا.
واذا كان الشهر الفضيل بالنسبة للبعض فرصة ذهبية للابتعاد عن الأخبار السيئة، مايعني بالضرورة عدم الاستماع إلى أي اخبار أصلا، والاكتفاء بدفن الرؤوس في رمال الولائم العامرة والمسلسلات التلفزيونية الساهرة، فان الواقع بالنسبة الى كثيرين سيبقى مسلسلا كابوسيا يبدو بلانهاية من الحروب والمجازر والتهجير والقمع والدمار.
واذا بدأنا من السودان البلد الذي لاتتناسب حجم معاناته مع ما يحظى به من تغطية اعلامية، فقد حذر طوبي لانزر منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في تقرير له منذ يومين قائلا: «يواجه طفل من كل ثلاثة نقصا حادا في التغذية، ويواجه 250 الف طفل في الجنوب خطر الموت جوعا».
وبالطبع فان الحال في الشمال ليست افضل كثيرا، حيث يواصل الرئيس عمر البشير الرقص بعصاه فوق اشلاء السودان او ماتبقى منه الذي طالما وصف بأنه أكبر سلة للغذاء في افريقيا والعالم العربي. وكيف له أن لايرقص وقد تمكن من الهروب من المساءلة القانونية في جنوب افريقيا مؤخرا، وهي البلد العضو في المحكمة الجنائية الدولية. 
أما في اليمن فان الانباء حول تعثر الحوار في جنيف تنذر بتفاقم وضع كارثي اصلا، اذ تؤكد الامم المتحدة ان نحو ثمانين في المائة من ابناء الشعب اليمني يعانون من شبح مجاعة مع النقص الشديد في الغذاء والمياه والوقود، بعد الانهيار الذي خلفته حرب مستمرة منذ قرابة ثلاثة شهور، دونما افق سياسي او بوادر حسم عسكري لاي من الطرفين المتحاربين. 
اما في فلسطين، فجاء فتح معبر رفح خلال الايام الماضية، اجراء «بسيطا ومتأخرا» بالنسبة الى المعاناة الهائلة للفلسطينيين في قطاع غزة منذ العدوان الاسرائيلي الاخير. وقد ربطته تقارير اخبارية يصعب التحقق من دقتها بحدوث انفراج بين الحكومة المصرية وحركة حماس. الا ان إقالة «حكومة التوافق» بدت وكأنها تكريس للفشل المزمن للمصالحة الفلسطينية. وفي ليالي رمضان سترنو حتما قلوب الملايين الى القدس المحتلة، حيث لشهر الصوم مذاق روحاني فريد الى جانب المسجد الاقصى الاسير، الذي اصبح اقتحامه على ايدي قطعان المستوطنين «خبرا اعتياديا» تجده بعض وسائل الاعلام العربية غير جدير بالنشر احيانا.
اما في سوريا والعراق، فاننا امام مأساة خرجت الينا من عصور الظلام، ولم تعد أي أرقام أو كلمات قادرة على وصفها، في ظل استمرار تنظيم «الدولة» الارهابي في التوسع الجغرافي رغم انف التحالف الأمريكي المزعوم. وبينما يصعب المبالغة في وصف خطر ثنائية الارهاب والطائفية وما تمثله من تهديد وجودي للأمة باكملها، ينبغي التصدي له بأي ثمن، لا تبدو في الافق بوادر لحل سياسي يبقى حتميا في النهاية حتى مع انظمة ديكتاتورية دموية طائفية لم تقبل ابدا وجود الآخر. 
اما في مصر وبدون التوغل في دهاليز المشهد السياسي المعقد، يقضي الآلاف من المعتقلين شهر الصيام وراء القضبان بدون محاكمة. وقد اقر الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه بوجود «كثير من الابرياء في السجون»، فما الذي ينتظره ليفرج عنهم؟ 
واخيرا فان رمضان العربي هذا العام لا يجد أمامه إلا شعوبا غارقة في مستنقع من الدماء والحقد والطائفية والظلامية والارهاب، وخريطة تتهاوى أنى نظرت اليها، وهي ضاقت بمآسيها حتى حولت العرب، أو كادت، الى أمة من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.
فيا له من رمضان، ويا له من رعب وغموض يكتنف المستقبل.

رمضان «النكبة العربية الكبرى»؟
رأي القدس

ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دولارات ستحمل صورة امرأة

ورقة نقدية تحمل صورة إمرأة

واشنطن- (أ ف ب):
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس انها ستطبع ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دولارات عليها صورة امرأة، في سابقة من نوعها “منذ اكثر من مئة سنة” من هيمنة صور الساسة الرجال على العملة الخضراء.
وقال وزير الخزانة جاكوب لو انه لم تتحدد بعد من هي المرأة التي ستتوسط صورتها الورقة النقدية الجديدة التي يتوقع ان توضع في التداول اعتبارا من 2020، مشيرا إلى أن اسم هذه الشخصية سيكشف عنه النقاب “خلال هذا العام” بعد استشارة الجمهور.
واضاف ان المرأة التي ستحل صورتها محل صورة الكسندر هاميلتون، اول وزير خزانة امريكي، يفترض ان تكون شخصية “ساهمت في نشر ديموقراطيتنا”.
وآخر امرأة كرمتها الولايات المتحدة بأن وضعت صورتها على احدى فئات عملتها الورقية هي مارثا واشنطن، زوجة اول رئيس امريكي جورج واشنطن، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر.
وبحسب وزارة الخزانة فان بوكاهونتاس، ابنة احد زعماء قبائل الهنود الحمر التي جسد مغامراتها فيلم كرتوني انتجته استديوهات ديزني، احتلت صورتها الاوراق النقدية من فئة 20 دولارا لبعض السنوات في منتصف القرن التاسع عشر.
وقال الوزير ان “العملة الامريكية هي وسيلة لامتنا كي تقول من نحن وعما ندافع″، مشيرا الى ان الورقة النقدية الجديد ستوضع في التداول في الذكرى المئوية الاولى لحصول النساء على حق التصويت في الولايات المتحدة.



هاشم كرار .. ذعر في أنجمينا.. والبقية تأتي !

هاشم كرار

البصمات للقاعدة، لكن هذه المرة هي (بوكو حرام)!
الهدف واحد، وكذا التخطيط للهجمات.. واستراتيجية بث الرعب، وجز الرؤوس.
العاصمة التشادية- أنجمينا- اهتزت ثلاث مرات، في المرة الأولى بتفجير مزدوج، والثالثة بتفجير آحادي. وأصابع الاتهام، أشارت من أول لحظة إلى (بوكو حرام) التي كانت نيجيربة في الأصل، وأصبحت الآن، متعددة الجنسيات الإفريقية.
من نيجيريا إلى تشاد فالكاميرون والنيجر وبنين، تضرب هذه الجماعة المتشددة، وتروع. رصاصها لا يكف عن الثرثرة، وسكاكينها الطوال تنقط دماً، وانتحاريوها يفجرون أنفسهم، ويطيرون الأشلاء.
لو لم تنضم تشاد إلى دول بحيرتها، لمنازلة بوكو حرام، لما كانت في مأمن.. واستراتيجية (بوكو حرام) هي أن تطوي المسافات، بالرصاص والسكاكين الطويلة، من دولة إلى أخرى، تقتل بالجملة، وتدمر.. وتجز الرقاب.. رقبة من بعد رقبة.
أوليست تلك هي ذات مخططات الدواعش؟
تمددت (بوكو حرام).. عبرت حدود نيجريا، إلى دول الجوار، مثيرة للرعب، وفرار مئات الآلاف من المدن والقرى، لتحدث بذلك أكثر من أزمة إنسانية لا طاقة للحكومات وحدها بمجابهتها.. إنه نوع من التأزيم الذي يربك، ويبدد الموارد، ويظهر العجز الحكومي، ويثير سخط الناس.

رعب.. ولا ثمة رحمة
إزاء ذلك كان لزاما أن تتكتل دول غرب إفريقيا، من نيجيريا إلي بنين، في قوة واحدة مشتركة تضم ما يقارب التسعة آلاف مقاتل، وكان منطقيا أن تتلقى هذه القوة دعما من دول غربية.. وكان بديهيا، أن تستعر المعارك، وأن تخوض (بوكو حرام) جانبا من المعركة بالانتحاريين، واستراتيجية التفجير المزدوج، الأكثر إرباكاً للأمن وفرق الإنقاذ، والناس التي تهيم فراراً، والذعر في العيون!
انجمينا مذعورة.. ومصدومة، ومتأهبة.. والسؤال: إذا ما كان اربعون انتحاريا يدخلون العراق في كل يوم، رغم التأهب والتدقيق، فكم.. كم من الانتحاريين المتشددين يمكن أن يدخلوا تشاد.. بل عاصمتها، والألسنة واحدة وكذا التقاطيع؟
أنجمينا مذعورة.. والذعر يُعدي، مثل استراتيجية التفجير المزدوج.. ومن هنا فإن كل عواصم تكتل دول حوض بحيرة تشاد لمنازلة بوكو حرام، هي الآن مصابة بمثل الذي أصاب التشاد كلها!
بوكو..... حرام كل هذا القتل والترويع، والتشويه للدين!

الوطن القطرية

الأربعاء، 17 يونيو 2015

أحمد حسين أدم: الرئيس زوما أثبت أنه ليس رجل دولة محترم

أحمد حسين آدم
من المهم ان يدرك كل السياسيين و الناشطين في العمل العام، ان جريمة الابادة الجماعية و الجرائم ضد الانسانية و جرايم الحرب التي ارتكبت و ما زالت ترتكب في دارفور، هي جرايم ذات اختصاص جنائي دولي، لا تسقط بالتقادم او العفو ..و ليست قابلة للتصرف او التفاوض تحت اي تبرير او غاية ، فهذه حقوق ضحايا ليست موضوعا للمساومات . يجب ان يتوقف الحديث العبثي عن المادة ١٦ من ميثاق روما او تجاوز العدالة العقابية القائمة علي اختصاص المحكمة الجنائية الدولية
علي أطراف الأزمة السودانية ان لا تعطي الاتحاد الافريقي اي دور في إطار التعامل مع الأزمة السودانية، مالم يغير سياسته وممارسته ضد الشعب السودان

هاجم الأستاذ أحمد حسين أدم (زميل بمعهد التنمية
الأفريقي .. جامعة كورنيل الامريكية) الرئيس الجنوب أفريقي زوما وحكومته ومن ورائهم الاتحاد الافريقي لتآمرهم بعدم تنفيذ قرار المحكمة العليا بالقبض

على الرئيس السوداني عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، وقال الأستاذ احمد حسين في تصريح خص به سودانايل: كما كان متوقعا أن يأمر القضاء الشامخ في جنوب افريقيا بتوقيف البشير ويتماطل او يتآمر الجهاز التنفيذي في جنوب افريقيا بقيادة الرئيس زوما بعدم تنفيذ قرار القضاء .. في البدا التحية لقضاة المحكمة العليا و القضاء في جنوب افريقيا، فلم يخيب القضاء في جنوب افريقيا ظننا وثقتنا فيه، فقد اثبت انه قضاء شامخ، مستقل، نزيه و قادر علي التصدي للمجرمين الذين يحاولون الافلات من العقوبة .
واضاف قائلا: في الوقت الذي نشيد ونجل فيه القضاء الوطني في جنوب افريقيا، ندين وبشدة تصرف الرئيس زوما وحكومته ومن وراءه الاتحاد الافريقي.. الطريقة التي تعامل بها مع قضاء وطنه وإرادته المستقلة والمنسجمة مع الدستور والقانونين الوطني والدولي، تنم عن عدم اخلاقية و نزاهة واستهتار فاضح بالقضاء وأحكامه و قبل ذلل بروح و بنود دستور جنوب افريقيا ذاته …الرئيس زوما اثبت انه ليس رجل دول محترم ، بل ديكتاتور مثله مثل كثير من الدكتاتوريين الذين يستهترون بالدستور و القانون و القضاء..

وأوضح الأستاذ احمد: نحن ندرك ان الرئيس زوما قد منح ضمانات لراس نظام الابادة و من وراءه حماته و أعضاء ناديه في الاتحاد الافريقي ، بعدم توقيف البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بناءا علي امري قبض…لكن زوما بفعلته المنكرة هذه قد ادخل نفسه في ورطة خطيرة لن يخرج منها بكرامة، فهو في ورطة مع قضاء وطنه، و شعبه و قطاع عريض من قيادات و جماهير حزبه كما انه في ورطه مع ضحايا الابادة الجماعية و حقوق الانسان في السودان ، و كذلك اختار ان يدخل في معركة مع المدافعين عن حقوق الانسان في افريقيا و العالم.
وطالب أحمد حسين الرئيس زوما بالاستقالة قائلا: من الأفضل للرئيس زوما ان يستقيل بكرامة حتي لا يجبر علي لاستقالة ، فهو قد صنع أعداءا كثر داخل جنوب افريقيا العظيمة – فهنالك نساء و رجال شرفاء يرفضون تمريغ وإهانة سمعة بلدهم و خيانة روح نضالهم العظيم من اجل ديكتاتور هارب من العدالة الدولية و مغتصب للسلطة و مزور لاردة شعبه.. ان زوما قد خان روح النضال العظيم لشعب جنوب افريقيا ضد الاباراتيد-انه قد خان روح الزعيم العظيم مادبا(مانديلا) ابن افريقيا و رمز حريتها و كفاحها من اجل العدالة و الحرية و الديمقراطية ..

وأشار حسين إلى أن الشعب السوداني وقف مع نضال جنوب افريقيا وقفة قوية و نبيلة …الشعب السوداني ينظر الي جنوب افريقيا كقلعة و أيقونة للنضال و الحرية و العدالة … فما كان ينتظر الشعب السوداني من الرئيس زوما معاملته بهذه الطريقة فيبصق علي دماء ضحاياه و يخون نضال شعبنا النبيل و المشروع من اجل الحرية و العدالة و الديمقراطية…كنّا نظن ان تجربة و نضال زوما يجعلانه يتخذ القرار الصحيح و ينحاز الي الضحايا بدلا من الجلاد ..
وأكد احمد حسين أن زوما لا يملك اي مسوغ او تبرير قانوني يجعله يحمي البشير و يتآمر علي عدم تنفيذ قراره بتوقيف البشير و تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية.جنوب افريقيا احدي الدول المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية و المصادقة علي ميثاق روما المنشيء للمحكمة…فميثاق روما اصبح قانونا وطنيا داخليا لجنوب افريقيا منذ ٢٠٠٢. و بالتالي زوما قد انتهك دستور و قانون بلده عوضا علي ميثاق روما او النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ، الذي يلزمه قانونا بالتعاون في تنفيذ أوامر القبض و الإعتقال ضد البشير …علي القضاء في جنوب افريقيا ان يثار لكرامته و يحاكم زوما و معاونيه للتآمر و التماطل في تنفيذ أحكامه و الاستهتار به.
وكشف حسين عن أن الاتحاد الافريقي اثبت مرة اخري انه نادي للدكتاتورين و قاتلي شعوبهم و ليس ناديا للشعوب …وأضح ان الاتحاد الافريقي هو الحامي و المدافع الرئيس عن البشير و نظامه .. لذلك علي أطراف الأزمة السودانية ان لا تعطي الاتحاد الافريقي اي دور في إطار التعامل مع الأزمة السودانية، مالم يغير سياسته و ممارسته ضد الشعب السوداني …

ومضى احمد حسين يقول: الاتحاد الافريقي يمكنه الصراخ الي ما لا نهاية عن انحياز المحكمة و عنصريتها، و انها إداة الاستعمار الجديد ، و لكن لن يستمع اليه احد من شعوب القارة ، لانه لا احد يتسامح مع الافلات من العقوبة او مرتكبي جراءم الابادة و انتهاكات حقوق الانسان ….علي الاتحاد الافريقي اذا كان جادا ان يفرض حكم القانون و استقلال القضاء علي أعضاءه ..عليه تقوية و تأسيس اجهزة و اليات العدالة في القارة …فالنظام الأساسي للمحكمة يقربمبدأ” التكامل” “complementarity في العلاقة مع المحكمة و النظام القضائي الوطني.. فالمعروف انه لا ينعقد للمحكمة اي اختصاص الا في حالة عدم قدرة و رغبة القضاء الوطني .
وختم احمد حسين حديثه قائلا:
من المهم كذلك ان يدرك الجميع ان الجرائم ذات الاختصاص الدولي الخاصة بدارفور -هي جرايم دولية لا تسقط بالتقادم او العفو ..و ليست قابلة للتصرف او التفاوض تحت اي تبرير او غاية ، فهذه حقوق ضحايا ليست موضوعا للمساومات .


لكن مازال ما حدث لرأس لنظام الابادة يمثل انتصارا كبيرا للضحايا و الشعب السوداني و شرفاء افريقيا و الانسانية ..يجب ان تبني قوي التغيير علي هذه السابقة و هذا لانتصار لتوصله الي نهايته. الحدث اثبت الدور المتعاظم للمجتمع المدني و الجماعات الحقوقية..كما برهن علي قوة التنسيق بينها علي المستوي العالمي .. 
علي المحكمة الجنائية الدولية ان تعمل فورا بتصعيد الامر و رفع مذكرة بعدم التعاون ضد سلطات جنوب افريقيا لدي مجلس الأمن الدولي و جمعية الدول الأعضاء في ميثاق روما( Non-compliance). 
علي الناشطين مواصلة الحملة و ضغط الجميع للقيام بواجبه بما فيهم المحكمة الجنائية الدولية