الثلاثاء، 23 يونيو 2015

تسريبات مشوهة ووثائق مزورة ‫”94″ وثيقة عن السودان من أصل “60” ألفاً.. ويكيليكس الأخرى

من أصل 60 ألف وثيقة نشرتها ويكيليكس عن المراسلات السعودية كأول دفعة في سلسلة النشر التي ستستمر كما قال مؤسس الموقع أسانج يوجد اسم السودان في 94 وثيقة فقط. ونفت وزارة الخارجية السعودية في تعميم حقيقة هذه الوثائق مؤكدة أنها مزورة، وأن المقصود منها إحداث أضرار بالمصلحة الوطنية السعودية.
لفتت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير نشرته أمس (الأحد) تعليقا على تلك الوثائق التي نشرتها ويكيلكس عن نشاط الدبلوماسية السعودية لأن المراسلات الدبلوماسية الصادرة من طهران إلى الرياض تشير إلى أن الغضب الشعبي يزداد، وأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يزيد من حدة الغضب والتوتر ضد الحكومة في طهران، وفي الخرطوم تشير المراسلات الدبلوماسية إلى معلومات مهزوزة عن وجود نشاط إيراني في السودان.
قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنها استطاعت أن تستوثق من صحة عدد قليل من هذه الوثائق. وتصديقا لهذا الحكم أكد خبراء أمنيون في الوثائق استنطقتهم (اليوم التالي) أن عددا كبيرا من هذه الوثائق تكبر فيه شبهة التزوير، ولكن كذلك بعض هذه الوثائق تبدو صحيحة وموثوقة.
وثائق السودان: موضوعات في السياسة والمعلومات
تحدثت الوثائق التي ورد فيها اسم السودان عن قضايا متعددة جزء منها يصب في العلاقات السياسية بين البلدين وكذلك في القضايا الإقليمية وبعضها عبارة عن مراسلات بين السفارة السودانية في الرياض إلى رئاسة وزارة الخارجية في السعودية وكلها لا تخرج عن عمل السفارات الروتيني من معالجات قنصلية وإخطار بزيارات لكبار المسؤولين، وغيرها. من الوثائق التي وجدت اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام موافقة المملكة على علاج وزير الدفاع السابق الفريق عبدالرحيم محمد حسين في السعودية وكذلك مقابلة مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد للسفير السعودي وطلب مساعدة المملكة في بناء المدينة الرياضية، وكذلك مقابلة مولانا محمد عثمان الميرغني للسفير السعودي وطلبه تقديم مساعدة للحزب قبل إلغاء تسجيله لعدم التزامه بقيام مؤتمره العام. وهو ما سارع الحزب الاتحادي لنفيه على الفور.
وثائق مزورة وحقائق مشوهة
بحسب مراقبين زعمت بعض الوثائق التي تطفح بشبهات التزوير أن سلاح الجو الإيراني شارك في معارك هجليج لضرب المتمردين، وهو ما نفاه مصدر مسؤول وتساءل البعض عن الهدف والقصد من هذا التشويش من مصدر المعلومة في الأساس الذي نقلها للسفارة السعودية بالخرطوم. كما نشرت وثائق أخرى يشتبه في تزويرها عن وصول رجال مخابرات مصرية للاشتراك في قتل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وهي معلومة لا تحتاج إلى نفي رسمي كما فعل الناطق الرسمي باسم الخارجية أمس الأول لأن هذه المعلومة لا تتسق مع الحقائق السياسية المجردة ولا عمل الأجهزة المختصة. والسؤال: ماذا يستفيد السودان من مثل هذه المحاولة؟، وما مصلحة الحكومة المصرية في ذلك؟ وهذه الأسئلة توضح أن الوثيقة مزورة وغير صحيحة.
ولعل الوثيقة الخطيرة التي يجمع كل الخبراء على كذبها هي طلب نائب رئيس البرلمان الإيراني إنشاء قاعدة عسكرية لإيران في السودان ورفض السودان لهذا العرض. والسبب الرئيس للتشكيك في صحة هذه الوثيقة هي أن مثل هذا الطلب لا يأتي من البرلمان بل من الحكومة الإيرانية مباشرة، كما أن تسليم الطلب لرئيس المخابرات كما ورد في الوثيقة غير صحيح لأن السفراء يتعاملون مع الجهاز السياسي للدولة وليس المخابرات.
وأخيرا فإن الاجتماع الذي وصفته الوثيقة غير صحيح لأنها ذكرت أن كمال عبداللطيف وزير عدل، وهو غير صحيح كما أن الاجتماع تم في منزل نائب الرئيس السابق الحاج آدم وهذا غير صحيح أيضا.
الوثيقة الأخرى التي نالت قدرا من التشكيك والتكذيب في محتواها هي التي تتحدث عن إنزال آليات طرد مركزي من طهران في الخرطوم، وهي معلومات كاذبة أيضا.
تأكيد شكوك الحكومة السودانية
مصادر (اليوم التالي) قالت إن هذه الوثائق كشفت عن تأكيدات الحكومة السودانية التي أشارت من قبل إلى أن المملكة العربية السعودية تملك معلومات وتصورات غير صحيحة عن طبيعة وحجم العلاقات مع إيران. ويتضح من هذه الوثائق أن المعلومات المنقولة إذا ثبتت صحتها تعتبر مزورة ومشوهة للحقائق مما يشير إلى وجود طرف مستفيد من نقل مثل هذه المعلومات إلى الجهاز السياسي في السعودية.
فيما كشف خبير في المعلومات للصحيفة أن الأطراف التي تزود هذه الأجهزة بالمعلومات استغلت مخاوف دول الخليج من (فزاعة العلاقة مع إيران) فأصبحت تغذي هذه الشكوك والهواجس بمعلومات كاذبة ومغلوطة في مقابل مزيد من الثقة والعائد المادي ولكن النتيجة هي تضليل الجهاز السياسي في الخليج والإضرار بمصالح الوطن والكذب على من أولاه الثقة.
بالرغم من التشكيك الكبير وشبهات التزوير الواسعة حول هذه الوثائق إلا أنها ـ في حال صدق بعضها ـ تؤكد أن هناك فجوه في تبادل المعلومات على المستوى السياسي والأمني بين الجانبين مما ترك الباب واسعا لتدخل جهات غير معلومة لسد هذه الفجوة بتزويد الأطراف المختلفة بمعلومات غير حقيقية مما يزيد من شكوك الطرفين خاصة في ما يخص العلاقة مع إيران التي تم تجاوزها بشكل كامل وفق التطورات الأخيرة

اليو التالي

السعودية: تعويض راكب بـ 16 ألف ريال بسبب إتساخ حزام أمان

أصدرت المحكمة الإدارية في ديوان المظالم بالرياض حكما بإلزام الخطوط السعودية بتعويض مواطن وزوجته وابنتيه أربعة آلاف ريال لكل منهم بسبب ما لحقهم من ضرر نفسي وحسي ومعنوي.
وتتلخص وقائع الدعوى في أن مواطناً تقدم بلائحة استدعاء يطالب فيها بإلزام الخطوط السعودية بتعويضه عن الضرر الذي لحق به خلال سفره وعائلته في رحلة داخلية، حيث تعرضت إحدى بناته عندما أرادت ربط حزام الأمان لضرر نفسي ومعنوي بسبب اتساخه، حيث اتسخت يداها وملابسها، ومن ثم قرر المضيف تغيير مقعدها إلى مكان آخر ووعد والدها برفع تقرير إلى إدارة الخطوط السعودية.
وأقر ممثل الخطوط السعودية بالواقعة، فيما قدم المواطن مذكرة أكد خلالها مطالبته بتعويض عن الضرر النفسي على والدة الطفلة جراء ما حدث لبناتها وما أصابهن من ضرر حسي ومعنوي، بحسب صحيفة عكاظ السعودية.
وانتهت الدائرة إلى إلزام الخطوط السعودية بتعويض المواطن وأسرته عن ذلك الضرر الحسي والمعنوي، واستندت في حجم التعويض باحتساب كلفة السفر وقيمة التذكرة وعلاوة على الضرر الحسي والمعنوي، ورأت تقدير ما يجبر الضرر من خلال سلطتها التقديرية وقضت أن التعويض العادل هو أربعة آلاف ريال لكل فرد، واستندت في تقديرها على حكم سابق تم تأييده من محكمة الاستئناف. 
مجلة الرجل

روسيا تتوج بـ5 ذهبيات في مصارعة السامبو في دورة الألعاب الأوربية


توج المنتخب الروسي بخمس ذهبيات في رياضة السامبو، في منافسات اليوم العاشر للنسخة الأولى من دورة الألعاب الأوروبية في باكو، ليرفع القياصرة رصيدهم من الذهب إلى 45 ميدالية.
وحقق أرتيوم أوسبينكو فوزا عريضا على خصمه الأذربيجاني فاسيف سافاربايوف في النزال النهائي لوزن ما فوق 100 كغم، ليرفع الميدالية الذهبية الأولى بنتيجة 4-0.
وفي وزن ما فوق 90 كغم نجح ألسيم تشيرنوسكولوف بتجاوز البيلاروسي أندريه كازوسيوناك مستفيدا من علامة الحد الأدنى نتيجة 2-0.
أما الذهبية الثالثة فجاءت لـ أيميرغين أتكونوف بعد تغلبه على الأذربيجاني إسلام غاسوموف بنتيجة 4-0 في وزن أقل من 57 كغم.

وحصدت سيدات روسيا الذهبيتين الأخرتين.. الأولى أتت من فوز يانا كوستينكو على البلغارية كالينا ستيفانوفا بنتيجة 4-0 أيضا في وزن أقل من 60 كغم.
أما الذهبية الثانية لسيدات العلم الروسي والأخيرة للمنتخب ككل في السامبو، فكانت من تفوق أنا خاريتونوفا على الأذربيجانية نازاكات خاليلوفا بنتيجة 4-0 كذلك.
وتتصدر روسيا جدول الميداليات العام برصيد 87 ميدالية، منها 45 ذهبية، وبفارق كبير أمام أقرب ملاحقاتها المضيفة أذربيجان التي تملك فقط 14 ذهبية.
RT

مصر تحفر خندقا "عملاقا" على امتداد حدودها مع قطاع غزة

أعلنت مصادر أمنية مصرية ان "قوات حرس الحدود وسلاح المهندسين بالجيش الثاني الميداني تمكنوا من حفر خندق كبير على طول الحدود مع قطاع غزة بمدينة رفح المصرية لوقف عميات التسلل"، وفقا لما كشفته وكالة معا الفلسطينية. وقالت المصادر المصرية التي تعلن هويتها "إن الخندق المحفور يبعد عن خط الحدود مع قطاع غزة بحوالي ألفي متر وبلغ عمقه حوالي 20 مترا وعرضه عشرة أمتار، وتم نشر قوات من حرس الحدود بطوله
وأضافت "ان الخندق تسبب في منع وصول سيارات المهربين المحملة بالبضائع المهربة لمنطقة الأنفاق الحدودية الخلفية خاصة الوصول للأنفاق المحفورة بطول 1500 متر وألفي متر". كما كشف الخندق المحفور عن أجسام العديد من الأنفاق وفتحات تهوية الأنفاق، وتم التعامل معها وتدميرها.
وتابعت المصادر أن سلاح المهندسين في طريقة إلى تعميق الخندق لأكثر من 30 مترا حتى الوصول للمياه الجوفية، كما ستقوم قوات الجيش ببناء أبراج مراقبة بطول الخندق الموازي لخط الحدود مع غزة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش المصري حصرت حتى الآن قرابة ألف منزل بالمرحلة الثالثة المستهدف إخلاؤها عقب انتهاء شهر رمضان لتوسيع المنطقة العازلة على حدود غزة لتصل إلى 1500 متر، في إطار خطة الدولة لإخلاء خمسة آلاف متر بطول الحدود مع غزة في محاولة للقضاء على الأنفاق.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر باشر الجيش المصري هدم المنازل المجاورة للحدود مع قطاع غزة، في شمال شبه جزيرة سيناء، وتأتي اقامة هذه المنطقة العازلة في إطار الجهود التي تبذلها السلطات المصرية لمكافحة المجموعات الجهادية التي كثفت هجماتها على القوات الأمنية المصرية منذ اطاحة الجيش المصري بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.
وتعتبر السلطات المصرية ان اقامة هذه المنطقة العازلة على طول 13،5 كلم سيتيح مراقبة أفضل للمنطقة الحدودية مع قطاع غزة وسيمنع استخدام الانفاق لنقل الاسلحة او تسلل مسلحين. وكانت منظمة العفو الدولية دانت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اعمال الهدم هذه وطالبت بوقفها. وتشهد مناطق شمال سيناء اعتداءات تستهدف القوات الامنية المصرية بشكل شبه يومي.

ا ف ب/ارشيف

إلى ذلك، تسلمت مصر زورقين جديدين مجهزين صواريخ من الولايات المتحدة، بحسب ما اعلنت الاثنين السفارة الاميركية في القاهرة مؤكدة انهما سيساهمان في تدعيم "الامن البحري والاقليمي وحماية ممرات مائية حيوية مثل قناة السويس والبحر الأحمر". وقالت السفارة الأميركية في مصر في بيان إن "الولايات المتحدة سلمت في 17 حزيران/يونيو زورقين سريعين مجهزين بصواريخ" لمصر لـ"دعم أمنها ودعم الشعب المصري".

وكانت العلاقات بين واشنطن والقاهرة، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، شهدت بعض الفتور عقب اطاحة الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013 وما تلاها من قمع دام لأنصاره. غير أن العلاقات بين البلدين عادت تقريبا إلى طبيعتها في نهاية آذار/مارس الماضي مع اعلان الولايات المتحدة عن الغائها التام للتجميد الذي كانت فرضته على جزء من مساعداتها العسكرية السنوية لمصر والبالغة 1،3 مليار دولار، رغم استمرارها في إدانة انتهاكات حقوق الانسان في مصر.
وأضافت السفارة أن الزورقين اللذين "سينضمان إلى أسطول القوات البحرية المصرية خلال الأسابيع المقبلة، سيضاعفان عدد الزوارق المجهزة بصواريخ لدي البحرية المصرية من زورقين إلى أربعة زوارق".
بمساهمة: وكالة "معا" الفلسطينية / ا.ف.ب

الفارق في القارئ وفي الكاتب

سمير عطا الله

أعاد الدكتور نديم نعيمة ترجمة أعمال جبران خليل جبران إلى العربية. والرجل هو ابن شقيق ميخائيل نعيمة، رفيق جبران في «الرابطة القلمية» وأقرب أعضائها إليه. تحدث الدكتور نعيمة عن عمله المهم هذا، إلى الزميلة فاطمة العبد الله في «النهار»، وأثار، للمرة الأولى كما يخيل إليّ، نقطة بالغة الأهمية في سيرة جبران وأدبه.
قال إن الكاتب ليس صنيعة نفسه فقط، بل هو صنع قارئه أيضًا. وذكر أن الفارق كبير بين جبران، الذي كان يكتب إلى الصحف العربية، وبين جبران، الذي انصرف إلى الكتابة بالإنجليزية فيما بعد. فالقارئ العربي، أوائل القرن الماضي، كانت له اهتمامات ومشاعر وأبعاد ثقافية مختلفة عن القارئ الأميركي ومناخه العاطفي والفكري.
وأعطى مثالاً على ذلك بعض أعمال جبران الأولى، مثل رواية «الأجنحة المتكسرة» التي قال إنها تجاوبت مع مشاعر الشاب الشرقي الرومانسي، في حين قوبلت على المسرح الأميركي بالهزء والسخرية، وبدت مثل عمل وضعه طالب في الثانوية. كم يبدو لي الأمر دقيقًا اليوم. لكنني عندما قرأت «الأجنحة المتكسرة» يافعًا، ملأت عليّ جوارحي، وحملتُ معها أحزان بطلتها سلمى كرامة إلى سنوات. كذلك حدث مع «دمعة وابتسامة» و«الأرواح المتمردة». وينتقد الدكتور نعيمة الترجمة الأولى إلى العربية لكتاب «النبي»، التي وضعها المطران أنطونيوس بشير في نيويورك، على حياة جبران، قائلاً إن الترجمة لم ترتقِ إطلاقا إلى النص. وقد كانت هذه قناعتي منذ عقود. كما رأيتني ألتقي مع الدكتور نعيمة في أن ترجمة يوسف الخال كانت أفضل الترجمات الكثيرة التي وضعت للكتاب. أما الترجمة التي وضعها الدكتور نعيمة نفسه، فقد أبدى عليها الزميل رؤوف قبيسي (أيضا في «النهار») بعض الملاحظات. وثمة ترجمة شهيرة كان وضعها ميخائيل نعيمة نفسه قد يكون من الممتع مقارنتها مع ترجمة ابن شقيقه ووريثه الوحيد، والابن الذي نشأ في كنفه.
وسوف تبقى صداقة ميخائيل نعيمة وجبران، الذي كان يناديه «ميشا»، سرًا من الأسرار. هل كان حجم الغيرة فيها أوسع من حجم المودة؟ لقد بلغ جبران شأنًا عالميًا لم يبلغه نعيمة، أو أحد آخر من أعضاء «الرابطة القلمية». والرفيق الثالث الذي بلغ شهرة كبرى، لكنها لم تصل إلى مراتب جبران، كان الساحر الآخر أمين الريحاني. لكن فيما تكرس جبران ونعيمة إلى التأليف والرسم، تنقل الريحاني المغامر في حقول شتى: ممثلاً مسرحيًا يؤدي الأدوار الشكسبيرية، ورحالة من طراز بديع، وعاملاً في دكان خاله، وتاجرًا فاشلاً، وعاشقًا عابثًا. وحامل المجموعة شخصية فريدة في الأدب والترحال والسياسة.

الشرق الأوسط

مجتمع قادر على الانتحار

غسان الإمام

إلى الآن، أخفق الطب العربي، في علاج المريض الليبي المصر على الانتحار في ميدان الوغى. ربما كان على الأنظمة العربية الأربعة التي تتولى، فرادى، علاج المريض في مشافيها، أن توحد مساعيها، في جهد جماعي مشترك، لمعالجة حالة الفصام (الشيزوفرانيا) التي انتابت ليبيا، بعد خلاصها من شبح أعرابي حكمها بفطنة سذاجته، نحو خمسين سنة.
وإلى الآن، أخفق الطبيب الدولي بان كي مون في غرز الإبر الكورية، في جسد النظام السوري. وهو يكتفي بـ«تفسيح» المريض السوري، على ضفاف بحيرة جنيف. لعل النجاة تكتب له، من إبر ومسلات مائة تنظيم ديني، غرزها النظام الطائفي في جسده.
أما في العراق، فيبدو الطبيب الأميركي أوباما، نادما على الانسحاب قبل الأوان من «عصفورية» الجنون المذهبي (2011)، تاركا الفرصة لدخان «التنباك» العجمي، لكي يدوخ نظاما شيعيا، ينافس عفريت «داعش» في تمزيق العراق، إلى ثلاثة كيانات طائفية. مذهبية. وعنصرية.
في مصر، عاش الشعب الطيب حالة «شم نسيم» الحرية، بعد خروجه من مقام «الحضرة الإخوانية». واستعاد السودان رئيسه عمر حسن أحمد البشير الذي حاولت المحكمة الدولية خطفه علنا، من القمة السوداء في جنوب أفريقيا. فعاد ليكرس انتفاضة شعبيته المزمنة، بالتلويح بالعصا السحرية المنتصرة لشرعية النظام العربي، على شرعية العدالة الدولية.
أما في اليمن، فقد تمكن القصف الجوي الخليجي، من إقناع الحوثيين، باستحالة بيع إيران العقار الترابي اليمني، لكن دبلوماسية الإدارة الأميركية قد تمكنت من التفاهم مع الحوثيين، في محادثات غائمة جرت على هضاب عُمان، على الذهاب إلى جنيف. لعل الوسيط الدولي بان كي مون يقلب هناك المائدة على القرار الدولي «2216» الذي تبنى التسوية الخليجية المقترحة، لإحلال السلام، في اليمن «السعيد» جدا بحلف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مع الهيمنة الحوثية.
لكن لماذا وكيف وصل المجتمع العربي، إلى هذه الحالة المرضية المستعصية على العلاج؟! أستطيع أن أقدم ثلاثة أسباب أساسية، لفشل المجتمع العربي المعاصر: سقوط مفهوم الوطن والمواطنة. صعود الآيديولوجيات البديلة للمشروع الوطني والقومي. فشل التربية التعليمية والثقافية، وعجز التنمية الاقتصادية عن تبني التنمية البشرية.
في التفاصيل، أقول إن نظام الاستقلال تأخر، في تبني مبدأ القانون، لفرض المساواة في الحقوق والواجبات. وأدت المحاباة إلى حرمان الأجيال المتعاقبة، من تكافؤ الفرص في الوظيفة العامة. والعمل الحر. والمشاركة في صنع القرار السياسي.
وكان من شأن ذلك، تراجع مفهوم الوطن لدى المواطن المدني والعسكري، بحيث لم يعد يباهي بالانتساب إلى الوطن. أو الدفاع عنه. وتلاه سقوط المشروع الوطني والقومي الذي تعهد بتحويل دولة الاستقلال المعاصرة، إلى دولة الحداثة الوحدوية القائمة على الليبرالية الديمقراطية.
لم تكن طاقة المشروع القومي على الدفاع والهجوم، كافية لمواجهة المشروع الصهيوني الذي تمكن من الانتقال من حالة الإرهاب، إلى حالة تبني الحرية السياسية. هذا الانتقال الاحتيالي المدعوم بالتفوق التقني الغربي، ضمن لإسرائيل، منفردة، إلحاق الهزيمة بجيوش المشروع الوطني والقومي.
وكانت في مقدمة أسباب الهزيمة «شخصنة» المشروع القومي الناصري. فحل «البطل» محل المؤسسة المشروعة الثابتة والدائمة، في حضور «البطل» وفي غيابه. ثم لا أنسى النزاعات بين مراكز القوى داخل الدولة الناصرية التي خبرتها شخصيا كصحافي. ثم نزاعها المبكر وغير المجدي مع النظام التقليدي العربي، في حين كان بالإمكان الوصول، إلى تسوية للتعايش الحضاري والسلمي معه، تماما كالاتحاد الأوروبي الذي تتعايش فيه الجمهوريات مع الملكيات الوراثية.
بل دخلت الدولة الناصرية اللاحزبية في اشتباك سياسي، وأحيانا دموي، مع المشروع القومي لحزب البعث الذي استقال من دولة الوحدة، بدلا من أن يناضل من داخلها، لتحقيق الحرية السياسية. ثم ما لبث أن سقط الحزب أسير العلوية الطائفية في سوريا، والمذهبية السنية العشيرية في عراق صدام. كان البديل، للمفهوم الواسع للوطن والمواطنة، صعود الآيديولوجيات الأضيق من الآيديولوجيا القومية. وانتشار الثقافة الدينية «الإخوانية» التي قوضت الإصلاحية الدينية المبكرة، عند الأفغاني. ومحمد عبده. وعلي عبد الرازق... وحاولت صرم العلاقة بين التراث والثقافات الإنسانية.
من المؤسف أن لا ينتبه النظام التقليدي العربي إلى فلسفة المفكر الإخواني سيد قطب، للإسلام المأزوم بالحصار الهندي، وجعله مشروعا إخوانيا لمحاصرة المجتمع العربي، وتكفير نظامه. وإسلامه المعتدل والمتسامح. أخطأ عبد الناصر في منح المشروع الإخواني «شهيده» سيد قطب (1966). فولدت من رحم الإخوان تنظيمات أكثر دموية وتزمتا. فكان النظام التقليدي في مصر. وتونس. والسودان. وإيران. وأفغانستان، متعاطفا معها. ثم ضحية لعنفها.
نعم، تمكن النظام العربي التقليدي، من إلحاق الهزيمة بمشروع الإسلام الطالباني / الأفغاني. لكن المؤسسة الدينية التقليدية أخفقت مع المؤسسة الإخوانية، والمرجعية الإيرانية، في استيعاب زخم مشايخ الفقه الديني المتزمت الذين ما زالوا يستولدون جيلا بعد جيل، من «الدواعش». و«القاعدة». و«النصرة». و«حزب الله». و«بوكو حرام»...
الأمل الكبير في نجاح المشروع التربوي / التعليمي الخليجي، بإنتاج جيل جديد، يستفيد عمليا من الأكاديميات الغربية التي فتحت فروعا لها في أطراف الخليج. لكن المحزن غياب أي مشروع لتوحيد المناهج التربوية والتعليمية في العالم العربي. وإنتاج جيل عربي ذي ثقافة تعددية. متماسكة. وممتنعة على غزو ثقافة الجاهلية «الداعشية» التي تستدرج شبابا بلا ثقافة دينية ووعي سياسي، للموت انتحارا في سوريا. والعراق. وليبيا. ودول الصحراء الأفريقية.
وأخفقت التنمية الاقتصادية في توفير البنى الأساسية للمجتمعات العربية المحرومة. ويفاخر تكنوقراط السلطة الاقتصادية، بأرقام النمو الاقتصادي. والدخل الفردي التي لا تراعي الهوة الحقيقية بين الدخول العالية لشرائح «البزنس» المرفهة، والدخول المتواضعة نسبيا للطبقة الوسطى النامية. ولا تحكي شيئا عن الدخل الأقل من الدولارين اليوميين اللذين بالكاد يكسبهما العامل أو المتعاطل على خط الهوة السحيقة للفقر العربي المزمن.
لا بد من التأكيد على خطأ فصل التنمية البشرية عن التنمية الاقتصادية. هذا الفصل المتعمد أدى إلى تراجع القوة الشرائية للإنسان العربي العادي. وما زلت مصرا على تحميل فوضى الكثافة السكانية الهائلة مسؤولية فشل التنمية الاقتصادية، في رفع مستوى الدخل الاقتصادي. والمستوى التعليمي للأسرة العربية. ومن السخرية اللاذعة أن الحروب الأهلية. والزلازل السياسية. وجميلات التلفزيونات، لم تمنع هذه الأسرة من ممارسة شراهة الإنجاب.
ولعل المرجعية الدينية التقليدية توفر السند الفقهي، لحليفها النظام العربي، لتمكينه من تخطيط الأسرة، وربط النكاح الشرعي بقدرة الإنتاج الوطني، على استيعاب ستة ملايين شاب عربي يصلون عتبة العمل. المأساة أن معظمهم لا يجده كل عام. بسبب الفساد. والمحاباة. وغياب التنمية البشرية.
وبعد، ما زال صاحبي القارئ العزيز، يسألني عن حل لمسألة الازدحام البشري الذي ينجب مليون طفل مصري كل ثمانية شهور. ليس لدي سوى تذكيرك، يا بني، بفلسفة أبي العلاء المعري المتزهدة: «صاحِ. خفف الوطأ. فما أظن أديم الأرض، إلا من هذه الأجساد».

الشرق الأوسط

سخرية زوجة وزير الداخلية من أوباما تكشف عن انفلات العنصرية في إسرائيل

جودي شالوم - موزيس
تل أبيب: «الشرق الأوسط»
أثارت الصحافية جودي شالوم - موزيس، أزمة دبلوماسية أخرى بين ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبين البيت الأبيض، وذلك بسبب نكتة عنصرية تسخر فيها من لون بشرة الرئيس الأميركي، باراك أوباما. وتعود الأزمة لكون موزيس زوجة وزير الداخلية الإسرائيلي سيلفان شالوم، عضو الليكود الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء.
وجاء في التغريدة التي نشرتها موزيس على «تويتر»، أول من أمس، ما يلي: «سأروي لكم نكتة سمعتها مؤخرًا: هل تعرفون أي نوع من القهوة هي قهوة أوباما؟ (سوداء وضعيفة)». وأثارت التغريدة تأييد كثير من العنصريين من خصوم أوباما، لكنها أثارت في الوقت نفسه موجة من الرفض الغاضب. وحسب مصادر سياسية، تلقى الوزير شالوم ورئيسه نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية، ألوف الرسائل التي تستنكر التغريدة وتصفها بالعنصرية. وقد طلب عدد من رؤساء المنظمات اليهودية، نشر اعتذار رسمي من الحكومة الإسرائيلية. فأقدمت جودي موزيس، على إلغاء التغريدة والاعتذار عنها. وقالت إنها «نكتة غبية». وكتبت: «سمعت نكتة غير ناجحة وغبية قمت باقتباسها، وكان الأمر محض غباء. لم أتعمد هذا، إنه لأمر غير محترم وغير لائق، لكنه حدث». ثم بعثت برسالة اعتذار بالروح نفسها إلى البيت الأبيض.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتورط فيها شالوم - موزيس بسبب «ستاتوس» في «تويتر» له علاقة بأوباما. فقد ذكرت صحيفة «هآرتس»، إن موزيس كانت قد علقت على فتح حساب للرئيس أوباما في «تويتر»، في مايو (أيار) الماضي. وأطلقت تغريدة تبارك فيها انضمام أوباما لـ«تويتر»، لكنها تطالبه بالعمل من قلبه وليس من رأسه. لكنها أنكرت، فيما بعد، أنها قامت بكتابته. وموزيس، التي تعتبر ابنة لأغنى العائلات الإسرائيلية (والدها يملك صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي هي دار نشر أيضًا)، معروفة بتعليقات استفزازية عنصرية، مع أن زوجها ولد في تونس، ويعتبر من اليهود الشرقيين المظلومين في إسرائيل. وفي الانتخابات الأخيرة، اعتبرت موزيس، أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة»، «أخطر من حماس»، لأنه «يدلي بخطاب سياسي يقنع أمثالي بأن هناك عربًا يريدون السلام فعلاً».
وجاءت تغريدتها هذه المرة في الوقت الذي يدير فيه اليهود الإثيوبيون معركة ضد «العنصرية البيضاء ضد السود»، فقد أقاموا أمس مظاهرة أخرى لهم ضد هذا التمييز العنصري. إضافة إلى التمييز الذي يتعرض له المواطنون العرب (فلسطينيو 48) على خلفية عنصرية، وكذلك اليهود الشرقيون. ومع أن موزيس شالوم اعتذرت، إلا أن الأجواء في إسرائيل مشحونة ضد الرئيس أوباما، بسبب مواقف اليمين الحاكم. والسياسيون اليمينيون لا يتورعون عن التطاول على رئيس الدولة العظمى في العالم، الذي تم في عهده تقديم أكبر دعم أمني ومالي لإسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي، ظهر مقالان في الصحافة الأميركية، كتبهما عضو الكنيست مايكل أورن، وهو مؤرخ، وشغل منصب سفير إسرائيل في واشنطن، وجه فيهما هجومًا شخصيًا على الرئيس أوباما، الأول في يومية «وول ستريت جورنال»، واتهم فيه أوباما بالتخلي عن إسرائيل عنوة وبخبث.
والثاني في مجلة «فورين بوليسي»، يظهر فيه أوباما أسيرًا للإسلام، حيث كتب: «يمكنني أن أتخيل كيف يمكن لولد ربته أم مسيحية أن يعتبر نفسه جسرًا طبيعيًا بينها وبين زوجيها المسلمين. ويمكنني التكهن أيضًا بأن حقيقة ترك الولد من قبل الرجلين المسلمين كان يمكنها أن تقوده، بعد سنوات كثيرة، إلى طلب تقبله من قبل أبناء ديانتهما». وأورن هو اليوم عضو كنيست في كتلة «كلنا». والكلمات التي كتبها عن أوباما شديدة الفظاظة، إلى حد جعلت رئيس حزبه موشيه كحلون، يعتذر عنها في رسالة بعث بها إلى السفير الأميركي. وقد توقع الأميركيون اعتذارًا من نتنياهو، بل طلبوا اعتذارًا كهذا، لكن نتنياهو رفض.