الاثنين، 13 يوليو 2015

عجائب وطرائف من ذكريات سجن كوبر

جعفر عباس
  •  في كوبر كان يتم تفريغ جرادل دورات المياه في جداول مفتوحة تلتف حول كل حوش وعند الانتقال من قسم لآخر تنط عبر كذا جدول، بس محفور بطريقة إنه يمشي البلاوي بسرعة ودغري على النيل الازرق وتشربوا ما ترووا.

• قريبة أخونا صلاح العالم جات تزوره وخلال زيارة المعتقل السياسي لازم يكون في عسكري موجود في المكتب، فالولية بتقول للعسكري: ماسكين ولدنا دا ليه؟ لا كان شايل مدفع لا راكب دبابة. فقال لها صلاح: راكب راسي

• ناس حسن الترابي والصادق كانوا معنا في نفس السجن ولكن في قسم اسمه “المعاملة” فخم وفيه أسرة وطعام محترم
• كانوا معانا ناس متجرسين يقعدوا بعد كل صلاة: يا لطيفا لم تزل الطف بنا مما نزل وأخرجنا من هذا المعتقل واجعل معارضي نميري قصيري الأجل.. فاكرين السجانة حيوصلوا دعواتهم لنميري، وافرجوا عني قبل معظمهم

• عمة محمد نور السيد ( كان من اشهر رجال الاعمال في بحري – حلة حمد)، جات تزوره ومدت ليه عشرة جنيهات، طبعا القروش اكبر المحرمات في السجن، فقال ليها شكرا يا عمتي بس القروش ممنوعة في السجن فقالت ليه: يا ولدي شيلن وما تكسر خاطري، فرد عليها: لكن يا عمتي لو شلتها بيودوني السجن فضحك العسكري الذي كان يراقب الزيارة وشرح للعمة كيف يكون السجن داخل السجن بمعنى حبس انفرادي
• كان حلاق المعتقلين السياسيين مصريا محكوما عليه بالسجن 7 سنوات، و”الحلقة” بخمس سجارات، وجريمته انه صادق صائغا في ام درمان وبقى يزوره بانتظام حتى كسب ثقته، وفي ذات يوم غافل الصائغ ووضع له مادة منومة قوية في كوب الشاي، وشفط الصائغ شفطتين ونام، وقام صاحبنا هجم على الفترينات ويعبئ المجوهرات في كيس ثم يفاجأ بناس يهجمون عليه ويضربونه.. سألناه: دول جم من فين؟ فقال: أصل أنا من غبائي نسيت ان الفترينات قزاز شفاف واي واحد مار قدام الدكان كان شايفني وانا أخم وألم بطريقة عشوائية واللي حصل حصل “بأه”.
• كان يشارك في كنس حوش الزنازين شخص بعيو طوله اقل من متر اسمه شريف، وكان يعاير غيره من السجناء بعبارات مثل: دا حرامي.. دا نشال وسخ، فسمعه سجان شايقي اسمه عبد الحميد فقال له: نان انت جاي هنا بحكم نفقة.. سألنا شريف “الشريف” عن سبب دخوله السجن فقال إن حرامية المتاجر كانوا يستغلون صغر حجمه ويضعونه في قفة ثم يذهبون الى تاجر في المساء ويقولون: يا ابن العم لو سمحت خلي القفة دي عندك عندنا مشوار ونرجع نشيلها.. ولا يرجعون فيترك التاجر القفة داخل الدكان ويغلقه وينصرف، ويكون دور شريف أن يضع الاشياء الثمينة في القفة ويساعد الحرامية بفتح الدكان من الداخل بانزال الترابيس (طبعا زمان ما كانت الجريمة متفشية وكانت المتاجر تغلق باساليب بسيطة يسهل اختراقها).
• تعرفنا في السجن على ابو جنزير (كانوا ينادونه محمد عوارة) الذي اشتهر بانه سفاح عطبرة، وكانت المدينة قد شهدت حالات اعتداء قاتلة وقاسية على عدد من الشخصيات بضربات جنزير عجلة (دراجة/ موتر)، في الستينات، وكان قبلها بطلا في نظر اهل عطبرة لانه تحدى حريقا في مخزن للوقود في محطة السكة حديد وانقذ المحطة من حريق مدمر ولكنه اصيب بحروق جسيمة، وفي السجن وجدناه انسانا بسيطا وصاحب دعابة، ورغم انه كان يتمتع بقوة بدنية هائلة الا أنه كان مثالا للوداعة واللطف، ولم يكن الكثيرون من اهل عطبرة مقتنعين بأنه مرتكب تلك الجرائم ورفعوا عرائض للحكومة، من منطلق ان التهمة لبست فيه لأنه “مقطوع من شجرة” وتم اطلاق سراحه وعاش مكرما في عطبرة حتى وفاته.
جعفر عباس

صور بنات، فيدوهات خاصة، حفلات، رقيص، بتحتار الناس دي بتنشر حاجات زي دي كيف ؟ اليك الاجابة


بنشوف صور عائلية كتيرة في الفيس والواتس ، صور بنات ، فيدوهات خاصة ، حفلات ، رقيص، بنحتار الناس دي بتنشر حاجات زي دي كيف ؟ وليه ؟ يلا غالبية الناس ديل بيقعو ضحايا لعملية بيع تلفون او لابتوب من غير تطبيق طريقة الفورمات الصحيحية.

يعني الواحد او الواحدة لمن يجي يبيع جهاز تلفون بيكتفي بعمل فورمات للجهاز والذاكرة فقط ، بيجي بتاع المحل او المشتري الجديد ببرنامج من برامج إستعادة الملفات الكتيرة جداً ، بيرجع لو ماكل الملفات غالبيتها وبعداك هو ومزاجو ، ابتزاز ، تشهير ، تسلية ، ادمن قروب في جكس البلد ، المهم بيتصرف وبيستفيد من الحاجات دي يلا التصرف الصحيح بيكون كيف ؟ :
أولاً :- ماف داعي تبيع جهاز بالذاكرة بتاعتو ، لم ذاكرتك عليك بيكون افضل

ثانياً :-بعد ماتعمل الفورمات للموبايل او الذاكرة ، الملفات مابتتمسح من الجهاز ، بس عناوين الوصول ليها بتتغير ، بتبقى من غير عناوين وبالتالي الجهاز بعتبرها مافي ، بس هي موجودة واصغر برنامج برجعها ، ماببتمسح إلا تنزل محلها بيانات جديدة يعني مسح نهائي ماف ، بس في استبدال .
ثالثاً :- نجي للا ستبدال ، نفرض انو جهازك ذاكرتو خمسة قيقا ، زي ماكنت ماليها اول لازم تملاها بعد الفورمات بي نفس الحجم ، يعني تشوف ليك ملفات بي حجم خمسة قيقا من اي نوع انشاء الله فيديو طويل تنسخو كم مره لمن تملا الذاكرة من جديد ، بعد داك تعمل فورمات من جديد ، وكدا لو جا زول عمل إسترجاع حيرجع البيانات الجديدة الفيديوهات النزلتها في الأخير دي مثلاً ، وماحيقدر يرجع الملفات القديمة.

اخيراً :- الطريقة دي تتطبق لاي حاجة موبايل ، ذاكرة خارجية ، لابتوب ، هارديسك خارجي ، وربنا يقدرنا على فعل الخير.
بالله عليك انشر ، يمكن زول من اقربائك او أصحابك يقرأ البوست ويستفيد ويتفادى المشاكل دي بس بي ‫‏شير‬ منك.

بقلم: عبد الله جعفر

عودة مي عمر.. ‎دشنت مع منظمة ايدينا للبلد مشروع مستشفى اطفال السرطان



عادت الفنانة والاعلامية مي عمر من جديد الي الشاشة البلورية بعد غياب ‎طويل وسجلت حلقة خاصة من برنامج اطفال في العيد من داخل استديو علي شمو ‎تبث اول ايام العيد بالفضائية السودانية وقالت ان عودتها للتلفزيون ‎ارتبطت بالعيد السعيد وفرحة الاطفال وإن البرنامج من اشراف المنتج ‎اسماعيل عيساوي .

‎وشهد تسجيل برنامج الاطفال اعلان ضربة البداية لتشييد اكبر مستشفي لسرطان ‎الاطفال بالسودان وقال رئيس منظمة ايدينا للبلد عزيز الخير ان المستشفى ‎سيرى النور قريبا وسيخفف من الام ودموع الاطفال ويوطن للعلاج بالداخل.
‎وشاركت في تقديم البرنامج ايضا المذيعة هديل صلاح التي عادت لبرامج ‎الاطفال بعد تجربة ناجحة في برنامج صباح الخير بالتلفزيون .
‎وقدمت فرقة اصحاب اصحاب في البرنامج مجموعة من اغنيات الاطفال الي جانب ‎اناشيد واغنيات بصوت مجموعة من الاطفال .

أم درمان: السياسي

جنوبيون في سماء الخرطوم..مصل ضد النسيان


لا شيء يغري بالكتابة في هذا التوقيت.. سوى ألم يفوق الاحتمال، يعتصر القلب ببرودة تثير الارتجاف.. أو حزن لم يجد ترويجاً في سوق المشاعر الكاسدة.. وربما ينتظره الحساب، فالحق الإنساني في الألم مصادر حتى إشعار آخر بدعوى شرعية مجددة.
وبرغم أن الحزن يظل فعلاً متاحاً ومجانياً، فإن الحكومات لا تسمح به كونها لا تتحصل بموجبه على ضرائب بالرغم من توفيرها لكل مدخلاته سراً أو جهرا، لكنها تمنح بديلاً عنه للشعوب وتسمح فقط بالنسيان، باعتباره المؤهل لامتصاص الهزائم ربما لم يعد للبكاء جدوى، وللانتحاب حصيلة تشفع، في إعادة تغير مسار التاريخ.. فالمذنبون بلا وعي فرحون بما تبقى خالصاً للون بشرة ذات اتجاه واحد، والمشرعون بالخطيئة صامتون من هول الذنب أو لعلهم لا يشعرون.
بوليين اللير بيور:
أول جنوبي في أول تشكيل وزاري لأول حكومة وطنية في السودان يناير 1954م، عمل مدرساً في جنوب السودان، ثم ممثلاً للدائرة 90 بور بمديرية أعالي النيل في أول انتخابات برلمانية في السودان، عن حزب الأحرار الجنوبيين الذي انتمى له في نوفمبر 1953م ليتم اختياره وزيراً في أول تشكيل وزاري لأول حكومة وطنية بالبلاد.
دال داي:
ثاني وزير جنوبي في أول حكومة وطنية في البلاد في يناير 1954م.. أصبح نائباً برلمانياً في أول مجلس نواب سوداني نتج عن أول انتخابات برلمانية في السودان في نوفمبر 1953م عن دائرة وسط النوير غرب الدائرة رقم 87.. من أعضاء حزب الأحرار الجنوبيين. عيّن وزيراً في أول حكومة وطنية في البلاد في يناير 1954م.
سانتيو دينق تنق:
أول وزير بدون أعباء. ثالث جنوبي في أول حكومة وطنية 1954م من مواليد 1922م بقرية مكوانيكير، ينتمي لقبيلة الدينكا، تلقى تعليمه الأولي بمدرسة كواجوك الأولية، ثم إرسالية إباء فيرونا حتى عام 1935م، وبعد عام 1941م انتقل الى كلية التدريب الزراعي. تلقى فترة تدريب في البيطرية بملكال لفترة أربعة أشهر.. عيّن بعدها كخبير زراعي بمركز أويل ليرحل عنها إلى مركز التونج ليشرف على تجاري مصنعاً للحوم الجافة 1947م، ثم إلى مركز البحيرات 1948م. فضل السياسة على المهنة فاستقال ليترشح في الانتخابات البرلمانية الأولى عام 1953م، وفاز عن دائرته، ثم ترشح في الانتخابات البرلمانية الثانية وفاز بها أيضاً.. كان عضواً في مجلس يرول وساعد في قيام جميعه يرول التعاونية. في عام 1954م عُيّن وزيراً بدون أعباء، لينتقل الى وزارة المخازن والمهمات وزيراً لها في التعديل الوزاري الذي جرى في يناير 1955م، ثم للثروة الحيوانية في مارس 1955م. وأعيد تعيينه وزيراً للوزارة نفسها في عهد عبود وتحديداً منذ عام 1958م حتى نهاية أكتوبر 4196م.
بنجامين لوكي:
وزير الأشغال في يوليو 1956م ولد عام 1918م، وتقول سيرته إنه تلقى تعليمه الأولي بمدرسة الإرساليات التبشيرية في جوبا، ثم مدرسة لوجنت في لوكا، لينهي مرحلته الدراسية معلماً بمدرسة كاجو كاجي الأولية في 1938م، منتقلاً إلى كلية توكر التبشيرية بموكونو بيوغندا للتدريب على التدريس 1945م، ثم تلقى تدريباً في كلية منديري لتدريب المعلمين، ليعين ناظراً لمدرسة إرسالية الكنيسة الأولية في يايو ليكون أول سوداني ناظراً لها. ويعتبر أول رئيس لحزب الأحرار الجنوبيين، ليتم اختياره عضواً بمجلس المديرية الاستوائية 1948م، ثم للجمعية التشريعية في ذات العام، ألقى (الطبشورة) متقاعداً عن التدريس للاشتغال بالسياسة في 1953م، ليسافر ضمن وفد السودان من أعضاء الجمعية التشريعية لإنجلترا، مواصلاً نشاطه السياسي حتى أصبح نائب دائرة ياي رقم 62، ليعين في يوليو 1956م وزيراً للأشغال.
الفريد برجو كالدو:
وزير الثروة المعدنية شغل منصب وزير الثروة المعدنية في حكومة عبد الله بك خليل، وتقول سيرته إنه من مواليد مبيلي عام 1921م، تلقى تعليمه الأولي بمدرسة مبيلي الأولية والوسطى بمدرسة استاك التذكارية المتوسطة، ليغادرها ملتحقاً بخدمة مصلحة الزراعة والغابات في 1932م مشرفاً على مطاحن غلال مجموعة واو ومطاحن نيانكوك. ويبدو أنه فضّل العمل السياسي على مجاله الوظيفي، فاستقال من العمل بمصلحة الزراعة والغابات للعمل في السياسة، ليبرز فيها فكان عضو البرلمان عن دائرة غرب بحر الغزال رقم 36 في أول انتخابات برلمانية في السودان في نوفمبر 1953م. لينتخب بالبرلمان عضواً محايداً عضو بحزب الأحرار الجنوبيين وعضو لجنته وأمين ماله. حتى تم اختياره وزيراً للثروة المعدنية في حكومة عبدالله بك خليل في يوليو 1956م.
غردون أيوم:
وزير الثروة الحيوانية في حكومة عبدالله بك خليل ولد في عام 1916م، ينتمي لقبيلة الدينكا، تدرج في الدراسة من ملكال الأولية الى مدرسة لوكا المتوسطة، تقول سيرته الذاتية إنه عمل مترجماً وسكرتيراً خاصاً لجمعية الكنيسة الإرسالية، ثم عُيّن كاتباً مترجماً بمكتب مفتش تعليم ياي، لينتقل الى أعالي النيل مدرساً، فكاتباً بمركز بور، ثم برئاسة المديرية الاستوائية، وكاتباً لمفتش التعليم في عطار، وفي عام 1948م انضم لفريق العمل الذي باشر العمل بمكتب النشر بجوبا. ويبدو أن عدوى العمل السياسي انتقلت الى الرجل أو أن الأجواء فرضت عليه ذلك ليستقيل في 1953م من مصلحة المعارف للعمل بالسياسة. اختير وزيراً للثروة الحيوانية في حكومة عبدالله خليل.
فلمون مجوك.. فارق السياسة لأن الإمام المهدي استشهد
(منذ هذا اليوم سنفخر نحن السودانيون بأنفسنا لأننا على أبواب استقلالنا بعد فترة الحكم الذاتي.. منذ هذا اليوم سنحتاج إلى وحدة الفرص ووحدة العمل)، بهذه العبارات تحدث الرجل عام 1955م، يوم أجاز البرلمان قرار إجلاء القوات البريطانية. من مواليد مدينة يرزلري في شرق ولاية البحيرات عام 1915م، تقول سيرته الذاتية إنه تلقى تعليمه الأولي بمدرسة مليك الأولية ببور، وكان من أوائل خريجي المدرسة وتعد مليك المدرسة الأولى في الجنوب في ذلك الوقت. التحق بقوات الشرطة خلال العشرينيات وخدم في مختلف مدن بحر الغزال، ثم قدم استقالته منها عشية استقلال السودان وفاز بأول مقعد بالبرلمان الأول عن منطقة يرول 1955م. كان رئيس محكمة الاستئنافات الأهلية بمنطقة يرول والبحيرات وعضو محكمة الاستئنافات الأهلية والبحيرات وعضو محكمة الاستئنافات العليا لمدينة بحر الغزال قبيل تقسيم الجنوب. عُيّن أول وزير للنقل والمواصلات 1957م، عضو المجلس الاستشاري 1959م ليصبح عضو لمجلس السيادة 1965م ـ 1968م، في أحداث الجزيرة أبا إبان العهد المايوي 1970م.. ألقيّ القبض عليه بتهمة التعاون مع الإمام الهادي المهدي للإطاحة بثورة مايو، وأودع السجن حتى 1972م. ولعل المشهد يكتمل إذا علم أنه تخلى عن العمل السياسي بسبب استشهاد الإمام الهادي المهدي في الكرمك.
كلمنت امبورو.. الرجل المنقذ:
من مواليد عام 1921م تقول سيرته الذاتية إنه أكمل دراسته في عام 1951م، تخرج في كلية غردون مدرسة الإدارة، فكان مديراً لكسلا ومديراً لمديرية دارفور قبل تعيينه وزيراً للداخلية في أكتوبر 1964م، ثم عيّن وزيراً للصناعة في حكومة المحجوب في عام 1968م، تولى عدة مناصب قيادية وسياسية في عهد نميري. وعلى الرغم من دوره التاريخي وفضله الكبير في إنقاذ عدد من الشماليين الذين كانوا في مركز يرول عندما نشب التمرد في جنوب السودان في أغسطس 1955م، إلا أن عهده كوزير داخلية شهد أحداث 6 ديسمبر 1964م المشئومة في الخرطوم.
اروبيورايك:
شغل منصب وزير الأشغال بوزارة الصادق المهدي يوليو 1966م.. وتقول سيرته إنه من مواليد قرية باولو في عام 1935م.. تلقى تعليمه الأولي بمدرسة دوليب الأولية، ثم مدرسة عطار الوسطى بأعالي النيل 1949م، والثانوية بمدرسة رومبيك 1958م. تخرج من كلية الآداب جامعة الخرطوم عام 1962م. أوفد في بعثة إلى مدرسة الدراسات الشرقية في جامعة لندن وتخصص في الدراسات الإفريقية، استدعي ليحضر في جامعة الخرطوم ويساعد في شعبة اللغة العربية للدارسين الأجانب، التحق بمكتب شئون الطلبة في جامعة الخرطوم بوظيفة مساعد مشرف على شئون الطلبة حتى اختياره وزيراً في عهد حكومة الصادق المهدي عام 1966م.
أزبوني منديري:
وزير المواصلات في حكومة أكتوبر الانتقالية وتقول سيرته الذاتية إنه عمل مدرسا في مدارس الجنوب حتى أكتوبر 1964م، اختير وزيراً للمواصلات في حكومة أكتوبر الانتقالية، خلال عمله وزيراً للمواصلات في عهد حكومة أكتوبر تعدى على أحد العاملين بإدارة الهاتف في ذات يوم مما عجل بعمره في الوزارة، ليهاجر بعدها إلى شرق أفريقيا، لينضم الى العمل المسلح بالضد من النميري، اختفى من الأضواء تدريجياً حتى وفاته 1994م.
جيرفس ياكاوبانيو:
وزير الري في حكومة الصادق المهدي في يوليو 1966م. ولد عام 1922م وتقول سيرته إنه تلقى تعليمه بمدرسة امبيلي في مديرية بحر الغزال (المرحلة الأولية)، مدرسة بسرى بجوبا (المرحلة الوسطى والثانوية) مدرسة الإدارة ـ كلية الخرطوم الجامعية في 1950م وتخرّج في ديسمبر 1952م. الخبرات العلمية والعملية: تعين كاتباً بوزارة الداخلية في يناير 1934م. التحق بالسلك الإداري في يناير من 1952م في وظيفة نائب مأمور، متدرجاً في السلك الإداري إلى مأمور في 1954م وإلى مساعد مفتش في مارس 1955م وعمل بمركز أويل. ترقى إلى منصب مساعد مدير في 1957م، وعمل بمديرية بحر الغزال وطلبها حتى 1961م، حيث نقل منها إلى سنار، ثم عاد إلى مركز أكوبو في أعالي النيل. ترقى إلى نائب مدير عام 1963م. عين مساعد المحافظ مديرية الخرطوم. واختير وزيراً للري في وزارة الصادق المهدي في يوليو 1966م.
هلري باولو لوقالي:
وزير العمل في حكومة المحجوب 1968م تخرج من جامعة الخرطوم كلية الآداب، تقول سيرته إنه التحق بالعمل في وزارة المالية والاقتصاد عام 1957م، ثم رئيس قسم بدرجة مفتش بوزراة المالية، عين وزيراً للعمل في حكومة المحجوب عام 1968م.
اوليفر بتالي البينو:
وزير ضحية المخدرات شغل منصب وزير العمل والتأمينات الاجتماعية في حكومة الانتفاضة 1985م ولد بجوبا في عام 1935م، وتقول سيرته إنه تخرّج بجامعة الخرطوم حاصلاً على بكالوريوس آداب، خدم بالسلك الدبلوماسي وعمل مستشاراً بسفارة السودان في نيروبي، ليعيّن وزيراً للعمل والتأمينات الاجتماعية في التشكيل الوزاري للحكومة الانتقالية في 1985 ـ 1986م.. اتهم بتهريبه للمخدرات في رحلة رسمية في جدة ليطرد من الوزارة.
بيتر كوال جاتكوث:
وزير النقل والمواصلات في حكومة الانتفاضة 1985م من مواليد أكوبو بمديرية بحر الغزال في 1938م، نال بكالوريوس اقتصاد من جامعة الخرطوم عام 1964م، التحق بخدمة بنك السودان في 1964مـ 1965م، ثم مستشاراً للتخطيط الاقتصادي بوزارة شئون الجنوب، ثم مساعد المدير للمشروعات من يوليو إلى أكتوبر 1971م. عضو المكتب السياسي بالاتحاد الاشتراكي السوداني في أكتوبر1974م. تولى أعباء محافظ بحر الغزال من 1974م إلى 1978م. عمل في عدة مؤسسات سياسية وتشريعية بالبلاد، ليعيّن وزيراً للنقل والمواصلات في الحكومة الانتقالية أبريل 1985 ـ 1986م.
صموئيل ارو:
رئيساً اللجنة الاستشارية لاتفاقية أديس أبابا ـ مارس 1973م ولد عام 1921م برومبييك ببحر الغزال، تخرّج من كلية الشرطة في 1954م. كان رئيساً للجنة الاستشارية العامة لاتفاقية أديس أبابا في مارس 1973م، وعيّن وزيراً للإدارة في المجلس الانتقالي للإقليم الجنوبي، وفي 1982م أصبح نائب رئيس مجلس وحدة جنوب السودان برئاسة كلمنت امبورو. عيّن وزيراً للري ونائباً لرئيس الوزراء في التشكيل الوزاري للحكومة الانتقالية في أبريل 1985م إلى أبريل 1986م.
نيال دينق نيال:
لاعب الفريق القومي لكرة السلة. وزير الدفاع اسمه أبراهام وليم دينق نيال تلقى تعليمه بكلية كمبوني بالخرطوم الابتدائي والمتوسطة والثانوي، تخرج من جامعة الخرطوم كلية القانون، ويقال إنه كان لاعباً ماهراً في كرة السلة حتى أن الكلية كلها رشّحته ليكون كابتناً لفريقها، وكذلك تأهل للعب بالفريق القومي السوداني لكرة السلة. عمل نيال بديوان النائب العام مستشاراً قانونياً في الفترة ما بين 1982م وحتى نهاية عام 1983م. التحق نيال بصفوف الجيش الشعبي في صيف عام 1984م، وبعد الانشقاق في صفوف الحركة رشّحه قرنق لملء الفراغ الذي أحدثه خروج كبار مؤسسي الحركة، ولذلك وجد نيال دينق فرصته ليرتقي الى مجلس قيادة الحركة.
أبيل ألير:
القاضي الذي لا يحكم وهو غاضب ولد بجنوب السودان، تقول سيرته إنه تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدارس الجنوب، ثم التحق بمدرسة رومبيك الثانوية، وبعدها انتقل إلى مدرسة وادي سيدنا الثانوية، يعد أبيل ألير الطالب الجنوبي الثاني الذي تخرّج في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم بعد جوزيف قرنق، انتُخِب ابيل ألير عضوًا في البرلمان لسوداني عام 1968م. ولد في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي،. درس أبيل ألير أكواي الثانوية في رمبيك، وجلس للامتحان مرة ثانية بمدرسة وادي سيدنا الثانوية بينما اكتفى أغلب أبناء دفعته بتلك الشهادة المؤهلة للتوظيف الجيد حينها، ومن ثم التحق بكلية الخرطوم الجامعية مفضلاً القانون على الطب ليكون بذلك ثاني طالب جنوبي يدرس القانون بعد القيادي الشيوعي الراحل جوزيف قرنق، اختار أبيل القضاء واستفاد من تلك الفترة بتطوير نفسه، فنال دراسات عليا بجامعة لندن، وكذلك فقه القانون الدولي بالولايات المتحدة (ماجستير) بعدها عاد أبيل في العام 1964م ليواصل وظيفته بالهيئة القضائية في الأبيض ومدني.
عبد الله دينق نيال:
وزير للإرشاد والأوقاف في حكومة 1989م من مواليد منطقة بور، عمل أستاذاً بجامعة جوبا عام 1985م، كان أول وزير للإرشاد والأوقاف في حكومة الإنقاذ 1989م، وشغل كذلك منصب وزير السلام وإعادة التعمير، ثم عُيّن والياً لولاية النيل الأبيض عام 1994م، قبل الخلاف بين البشير والترابي عام 1999م وتكوين الأخير حزب المؤتمر الشعبي الذي يشغل نيال حالياً منصب نائب الأمين العام له.
بونا ملوال:
وزير الإعلام في 1969م ينتمي لقبيلة الدينكا، سياسي سوداني جنوبي.. وتولى منصب وزير الإعلام لفترة طويلة في عهد الرئيس السوداني جعفر النميري، وشغل منصب مستشار الرئيس عمر البشير قبيل الانفصال.
لام أكول:
وزير من الغابة (نقلاً) الى الخارجية من مواليد عام1950م بأعالي النيل، ينتمي إلى قبيلة الشلك، وحصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة لندن. عمل أكول أستاذاً في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم. يعد من أبرز السياسيين السودانيين، انضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1986م، وانشق عنها في 1990م، وقع لام أكول اتفاقاً مع الإنقاذ اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997م، ليعين بعدها وزيراً للنقل، بعد توقيع اتفاقية السلام كان أكول ضمن وزراء الحركة الشعبية في حقيبة الخارجية من سبتمبر 2005م ـ أكتوبر 2007م.
فرانسيس دينق:
سفير السودان بأمريكا 1972م ولد عام 1938م، ينتمي لقبيلة دينكا أنقوك، تقول سيرته الذاتية أنه تدرج في تعليمه حتى تخرج من جامعة الخرطوم . عُينَّ أستاذاً للقانون بجامعة الخرطوم لبعض الوقت، ثم عمل معلماً للأنثروبولوجيا بجامعة نيويورك عام 1969م وحتى عام 1970م، عمل ضابطاً بقسم حقوق الإنسان بالأمم المتحدة منذ 1967م وحتى 1972م، ثم بجامعة بيل باحثاً في القوانين والتحديث، أولى مهامه الوطنية تعيينه سفيراً للسودان بأمريكا عام 1972م عقب الحل السلمي لمشكلة جنوب السودان، ثم عُيّن وزيراً للدولة للشئون الخارجية 1975م. ليكون عضواً لعدد من الجمعيات الأكاديمية والثقافية. له العديد من المؤلفات، ونال جائزة دولية في الدراسات الإفريقية عن كتابه (التقاليد والتحديث) عام 1971م، كذلك منح الميدالية الفضية لبحوثه العلمية والأدبية. وأسماء أخرى كثيرة مرّت من هنا نفتقدها غض النظر عن العرق واللون، وغض النظر عمّا تضمره النوايا، فلسنا حكاماً للنوايا.. ولعله مكر التاريخ أو ربما رحمة من السماء تلك التي شملتهم ليتمكنوا من أن يكونوا.. ووداعاً منقو.
تقرير : عمرو شعبان- الوان

سراي السيد عبد الرحمن.. الإصرار على ضياع التاريخ


تقول فاطمة بنت الامام عبد الرحمن المهدي بأسى وحسرة “تمنيت لوكانت بيدي خيمة كبيرة لأغطي بها المنظر البشع والسيئ الذي صارت عليه سراي المهدي في قلب الخرطوم بعد ان كانت لسنوات طويلة بهجة لساكنيها والناظرين”، حيث ظلت مهجورة ونهبا للبلى والأيام لعقد من الزمان لم تستفد منها الدولة ولا أهلها على حد السواء.

وتقع سراي السيد عبد الرحمن أصغر أبناء الإمام محمد أحمد المهدي، في وسط مدينة الخرطوم بضاحية الخرطوم شرق مطلعة على أبراج وزارتي العدل والعمل ووكالة السودان للأنباء على شارع البرلمان من جهتها الشمالية. وتبلغ مساحتها الكلية 8 آلاف متر مربع وهي أكبر مساحة لمبني أو أرض منفردة في قلب الخرطوم التجاري والإداري.
وقد جعلها الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري بعد أن صادرها في مارس العام 1971 وثورة 25 مايو في أوجها، داراً للوثائق القومية. وقد ظلت في بداية حكم ثورة الإنقاذ على حالها ذلك حتى تم تأسيس مبني خاص بوثائق السودان ونقلت إليه كل الوثائق الموجودة بالدار أو السراي في العام 2007.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم هُجِرت الدار وخَربت ولم يستفيد منها أحد وتهدمت وبُليت في الكثير من أجزائها وصارت خرِبة. يسكنها المشردون واللصوص ويصنعون فيها الخمور البلدية وتمارس فيها كل انواع الرزائل ويزعجون ليل منطقة الخرطوم شرق الهادئ. وحكومة الخرطوم الاتحادية والولائية وبلديتها وزارة السياحة وحماية التراث تسمع وترى، وكأنما تقول الدار للجميع (عار عليكم).
وقد بدأت قصة الدار باكراً مع عودة المهدي الصغير إلى الخرطوم عقب زهاء العقدين من الزمان بعد أن تثلم وتقوض حكم الدولة المهدية بسبب من بطش وجبروت الإنجليز العام 1889م.



ويقول د. شريف التهامي أحد قادة الأنصاري ووزير الطاقة والنفط الأسبق: بعد أن هزمت قوات كتشنر اسره الأمام المهدى قوات الأنصار الذين التفو حولها في موقعة الشكابة بالنيل الأزرق وأبادوهم وجميع أولاده، ظل ابنه عبد الرحمن الذي كان صغيرا مستقرا بالشكابة ومتنقلا بين قرى المنطقة الواقعة بينها وودمدني.
ويستطرد في العام 1908 أدركت الإدارة البريطانية الأهمية السياسية للإمام عبد الرحمن المهدي، وعملت على إحضاره إلى الخرطوم. فجائها في ذلك العام ومكث أولاً في منطقة العباسية بأم درمان في بيت صغير تتراوح مساحته ما بين 200 و300 متر، حيث تولى تعليمه الديني الشيخ محمد البدوي في خلوته.
وفي العباسية نما اسمه ومكانته وفي ذات الوقت بدأت مدينة الخرطوم تأخذ مكانتها وأهميتها كمركز سياسي، كما بدأ الإنجليز يرتاحون لعبد الرحمن المهدي ويسمحون له بالحركة. فقرر أن يقيم في الخرطوم وأشترى لهذا الغرض أرضاً في منطقة الخرطوم مطلة على شارع الجمهورية الحالي وبدء ينشأ فيه سرايته.
ويوضح د. التهامي أن سراي المهدي لم تكن قطعة أرض واحدة بل مجموعة من القطع أشتراها من أغاريق حتى صارت مربعاً كاملاً مساحته حوالي 8 آلاف متر مربع.
ويقول: إن الإمام المهدي أنفق على تأسيس السراي وهندستها وتجميلها أمولاً طائلة وقد حرص أن تعكس الوجه المشرق والجميل للمهدية الذي حاول كل من الإنجليز والمصريين تشويهه، وعمل على أن تتسم بالعصرية والحداثة.
وبدأت سراي الخرطوم تتقاسم مع بيت العباسية في ام درمان النشاط السياسي والإقتصادي للإمام وأنصاره. لكنها سرعان ما صارت تستحوذ على جزء كبير من حياة السيد عبد الرحمن وتتحول لتكون مركزه الرئيسي لإدارة شئونه كلها والأجهزة التابعة له، فكانت تمور وتضج بالحركة والنشاط وصارت المحل الأساسي لاستقبال الضيوف الرسمين.



فكان يجري استقبال الوفود السياسية سواء خارجية أو داخلية فيها وصارت مكاناً لإقامة الولائم والدعوات الرسمية ومقراً يستقبل فيه السيد عبد الرحمن السياسين والمؤرخين والصحفين وغيرهم من الزوار. فيما كانت اللقاءات الجماهير تتم في العباسية وودنوباوي.
وما أن أطلت السنوات الأولى من الثلاثينات الماضية حتى كانت السراي أحد أهم المراكز والدور السياسية ليس في الخرطوم بل وفي السودان كله. حيث نشطت فيها فكرة استقلال السودان ، واشتهرت الشعارات التابعة لها مثل (السودان للسودانيين) و(لاشيع ولاطوائف ديننا الإسلام ووطننا السودان)، كل ذلك ضد تيار الوحدة مع مصر.
واتخذت في السراي أعظم القرارات السياسية وأخطرها أثرا على تاريخ السودان بصورة إجمالية مثل تأسيس وتطور حذب الأمة ذي النزعة الإستقلالية وعلاقة السودان مع مصر ومعركة استقلال السودان، وشهدت جدرانها الأنيقة وحدائقها الغناء الصراع القوي جداً بين الاستقلاليين والاتحاديين.

ويستجمع الشريف التهامي ذكرياته ويذكر” في مارس 1970 صادرت حكومة ثورة 25 مايو السراي ضمن مصادراتها لجميع أملاك دائرة المهدي في الخرطوم وام درمان والجزيرة أبا ولم تكن تملك صورة واضحة لكيفية التعامل مع السراي.
وعقب المصالحة الوطنية مع حزب الأمة قُرر ارجاع كل أملام دائرة المهدي لأصحابها وبالفعل تم ذلك في مطلع الثمانينات
ولكن النميري كان يعتقد أن السراي معلم مهم في تاريخ السياسة السودانية وان كل القرارت العظمي اتخذت فيها. وأن تحتفظ به الدولة دار للوثائق المركزية ويرى أن تحتفظ بها الدولة وتستمر تبعيتها كدار للوثائق المركزية للسودان بما فيها وثائق المهدية.
ويقول إنه كممثل لحزب الأمة ووزير في حكومته حاور النميري في هذه الملكية وأقنعه بشراء هذه الملكية وان يعوض أهلها التعويض المناسب في كل شبر أرض يؤول للحكومة. فوافق الورثة وصدر قرار جمهوري بذلك إلا أن الصادق المهدي رفض وكان رفضه مبنى على الشعور بالذات و”القرضمة” اي التعالي لم ينفذ القرار، وأفسد الأمر على الحكومة وعلى اهله.
ويقول: “لم يستطع الصادق كزعيم سياسي وكبير لأهله أن يفعل شيئاً حتى وصلت السراي لمرحلة الخراب وهاهم ورثتها قد وجد كل واحد منهم سمساراً وباعوها مترا مترا”.


ويتنهد قائلة “هي لاتستحق ذلك فهي أعظم مكان اتخذ فيه أئمة الأنصار من السيد عبد الرحمن وحتى الإمام الصديق المهدي كل قراراتهم السياسية المرتبطة بتأريخ السودان ولايعقل أن يذهب كل هذا التأريخ أدرج الرياح وعيب على الأنصار والسودانيين وورثة المهدي أن يباع بالمتر”.
ويقول الواجب “أن يبحث عن القرار الجمهوري الذي أتخذه النميرى وهو موجود وأن يعوض أهلها من أملاك الحكومة العديدة في منطقة الخرطوم شرق كما كان نميرى يخطط وليس الأمر ببعيد وحتى أولئك المشترين الجدد يمكن أن يتم تعويضهم وشراء قيمة ارضهم في السرايا. والحكومة تملك وتقدر على ذلك”.
فيما تقول فاطمة بنت الأمام إن والدها اشترى الأرض وقد كان عليها بيت صغير من سيدة إغريقية تملكها ولسنوات ظلت الدار تتوسع وتكبر حتى صارت السراي التي شهدها وعرفها السودانيون إبان ألقها وأبهتها ثم الذين يمرون بها متهدمة ذليلة اليوم.
وتبين أنها لم تسكنها هى أو أحد أخوانها فهي لم تكن سكناً عائلياً بل سكناً رسمياً لأئمة الأنصار والمهدية وضيوفهم ، ولكن كانت ترتادها بين الحين والحين مع إخوانها عندما كان يطلب الإمام رؤية أبنائه فيأتونها من أم درمان.
وتستدرك “لكننى شهدت فيها أحداثاً خطيرة ومهمة وكنا نسترق النظر من طابقها العلوى إلى ضيوف الإمام وصحبه وهم يجيئون ويروحون. ومنهم الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروس تيتو والرئيس الهندي نهرو وغيرهم حيث كان السيد محمد أحمد المحجوب يتولى مهمة ترجمة أحاديثهم.



كما شهدت لقاء الإمام المهدي بالسيد على الميرغني زعيم طائفة الختمية فيما عرف تاريخيا (بلقاء السيدين). وكذلك خطبة الأمام المهدي في أنصاره عقب فوز الختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي بالأغلبية في الانتخابات بعد استقلال السودان.
وتتذكر قائلة إنها لم ولن تنس قط قول والدها الإمام لأنصاره الذين أغضبهم هذا الفوز وكانوا يظنون أنهم الأولى وأهله “أنا ماغشيتكم أنا قلت ليكم السودان للسودانيين والاتحاديين أخوانا” وهذا ماحدث. ثم لقائه بالأزهري والعديد من اللقاءات بشخصيات أجنبيه بارزة وكذلك سودانية . وكنت أسمعه يردد كثيرا “لاشيع ولاطوائف ولا أحذاب ديننا الإسلام ووطنا السودان”، وكان أحد أهم شعارات الانصار. و شهدت فيها وفاة الامام في مارس 1959م.
وتقول بعد هذا التأريخ الحافل للسراي كنت أتمنى أن تتحول إلى مكان عام يخص ويملكها كل السودانيين كأن تتحول إلى متحف قومي يضم كل مقتنيات الإمام وأبنائه وأن يعود نفعها لخزينة البلد.
وتؤكد أنها سعت كثيراً لتحقيق هذا الغرض ولكنها لم تفلح حيث تم عقد العديد من اللقاءات مع بروفيسور إبراهيم أبو سليم الأمين العام لدار الوثائق قبل وفاته والذي كان يرى أيضاً أن تتحول إلى متحف وتكون حكراً لكل ممتلكات المهدية. ثم مع مسئولين في الحكومة بعد أخلاء الدارحيث تم تكوين لجنة من قبل الحكومة لكنها “نامت” ولم تفعل شيئاً.
وتتحسر قائلة: ” لم يحدث شئ من ذلك وقد تم تقسيم السراي متراً متراً لورثة الامام الشرعيين ونصيبي منها 700 متر وأنوي بيعها، وقد باع الكثير منهم أنصبتهم إذ أن سعر المتر الواحد في المنطقة ألف دولار أمريكي أي مايعادل 9,5 مليون جنيه سوداني.
ولكنها تستدرك “رغم كل ذلك أنا على استعداد للتعاون مع الدولة بخصوص عمومية الدار حتى تكون لكل السودانيين” وتقول أنها طلبت الآن مقابلة الرئيس عمر البشير بهذا الشأن وما زالت تنتظر. وتظن أن بقية الورثة وهم :الصادق الصديق المهدي – انعام عبد الرحمن المهدي – فاطمة عبد الرحمن المهدي – امينة عبد الرحمن المهدي – عبد الرحمن الصديق المهدي، على استعداد أيضا لاتخاذ ذات الموقف.


المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف د. عبد الرحمن علي ، يقول إن مبنى سراي السيد عبد الرحمن يعد أثرا يجب حمايته وفقا لقانون الآثار لسنة 1999 الذي يُعرف المبنى التاريخي والأثري بأنه” كل بناء أو جزء من بناء خلفته الحضارات والأجيال السابقة مما يرجع تأريخه إلى مائة عام”. كما يجوز هذا القانون للهيئة “أن تعتبر لأسباب فنية وتاريخية أي عقار أو منقول أثرا إذا كانت للدولة في حفظه وصيانته منفعة بصرف النظر عن تأريخه وتعتبر من الأثار أيضا الوثائق والمخطوطات”.
ويوضح أن المبني ليس مصنفعا ضمن المواقع الأثرية التابعة للهيئة وليس له رقم يحدده، وقد طلبت الهيئة مؤخرا من وزير السياحة أن يخاطب مجلس الوزراء ان يشتريه بعد أن بدأ هدمه. ويذكر ان القانون يجوز للدولة نزع ملكية أي موقع او مبنى تاريخي لا تملكه على أن تدفع تعويضا عادلا عن الخسائر الحقيقية التي تلحق بمالك الأرض او شاغلها. ويمكن ان يحول إلى متحف خاص بالمهدية والامام عبد الرحمن المهدي وتحفظ فيه كل المقتنيات المتعلقة بهما.

مديرة إدارة المستودعات والمكتبة بدار الوثائق عائشة عبد العظيم، التي عملت في السراي لحوالي الثلاثة وعشرين عاما موظفة في دار الوثائق المركزية، تصف السراي بأن لها اربع مداخل أو بوابات بيد إن الباب الرئيس لها هو الذي يفتح على شارع الجمهورية.
وإن المبنى الأساسي للسراي يرتفع جميعه عن الأرض بحوالي المترين، ويُصعد إليه بدرجات تؤدي أولاً إلى شرفات تحيط بمجمل البناء الذي يتوسطه بهو واسع ورحب به أبواب كبيرة في جهاته الأربع، غربه شرفة واسعة بطوله، وشرقه ست غرف أو مكاتب تؤدي بدورها إلى شرفات خارجية، وشماله غرفتين صغيرتين تنتهي بشرفات خارجية أيضا، ثم سلم ومصعد كهربائي يقود إلى طابقه الأعلى والوحيد، الذي يتكون من ثلاث غرف يتوسطها بهو متوسط الحجم وتؤدي إلى شرف كبيرة إلى الخارج. وكانت تحيط بكل ذلك حدائق واسعة ورحبة للاستقبال والترويح أيضاً.
وتوضح أن هناك عدد من المباني الخارجية الملحقة منها مسجد أو مصلى من جهة الغرب مع فرندا، وثلاث مكاتب ومخازن، وغرف من جهة الجنوب، ثم ما يشبه البيت الصغير مكون من صالون واسع وغرفة وبهو. وتضيف ان دار الوثائق القومية بنت بعض المكاتب من الناحية الجنوبية الغربية عندما كانت تشغل الدار.
عضو اللجنة العليا لترحيل دار الوثائق القومية بمجلس الوزراء محمد أزرق سعيد، يتذكر ويقول في نهاية إجراءات ترحيل دار الوثائق من سراي السيد عبد الرحمن إلى مبناها الجديد في العام 2006، أهتم المسئولون وتحديدا وزير الدولة بالمجلس أنذاك د. كمال عبد اللطيف بالوضع الذي يمكن أن تصير إليه السراي بعد الأخلاء وضرورة إيجاد استخدام آخر لها يتوافق مع مكانتها وقيمتها.
وكان مبعث الاهتمام القيمة أو الصورة الرمزية القومية سياسيا واقتصاديا لمالكها التي شكلت تاريخ السودان الحديث، وإعتبار أن السراي احتفظت لاحقا بالذاكرة الوثائقية لتاريخ السودان في حقب وعصور مختلفة لانها كانت دارا للوثائق القومية، لما يقرب من الربعين عاما، كما أن وثائق المهدية تشكل أكبروأهم مجموعة وثائقية في دار الوثائق، وكذلك التصميم المعماري الفريد للمبنى.
ويقول كلفتُ لتقديم مقترح لآل المهدي بتحويل المبنى إلى مؤسسة قومية مثل معهد لدراسات الدولة المهدية أو أي نشاط آخر يتفق عليه ملاك المبنى بالتشاور مع الحكومة مقابل تعويض مادي أو عيني لهم. أو يترك الأمر برمته لأسرة المهدي لتحديد استخداما يحفظ قيمته.


ويؤكد أنه قام بتسليم خطاب رسمي بهذا الشأن للسيد الصديق الصادق المهدي حفيد الأمام للتشاور مع العائلة وأخطار مجلس الوزراء بالاتفاق النهائي. ويضيف ان مهمته أنتهت بتسليم الخطاب ولكن “حسب علمي لم تسير الأمور كما خطط لها”.
ويجيب الحفيد الصغير الصديق الصادق المهدي قائلا: هناك مشكلتين أعترضتا التقدم أو تطوير الأقتراح الذي قدمه د. كمال عبد اللطيف الأولى هي كثرة الأشخاص الوارثين للدار الذين يبلغون خمسة عشر شخصا(15) بعضهم ليس من أسرة المهدي ولا يعنيهم في هذا الحال هذا العرض أو استخدام الدار للأغراض العامة.
والمشكلة الثانية تتعلق بطبيعة العرض أو الأقتراح الذي لم يتضمن أية تفاصيل أم معلومات محددة حول كيفية استغلال السراي والوسائل لتحقيقها، وكذلك عدم تحديد التعويض و اقتراح مبالغ بعينها أو مباني او عقارات أخرى مقابلها .
ويضيف أنهم قد أجتمعوا مع الجهة أو اللجنة الحكومية ولكن لم يخرج القاء بينهم بأي عرض يمكن أن يقبل التفاوض والنقاش حوله ولم تكن هناك جدية كاملة حوله، لذا أنتهي الأمر في حينها ولم يناقش او يعرض مرة أخرى من قبل اية جهة.
ويقول أيضا هناك أمر يجب ان يوضع في البال وهو إن الدار عمرها طويل وقد تعرضت مبانيها خلال الفترة السابقة إلى ضرر واذي كبيرين وتهدمت. ولا يدري ما إذا كان يمكن الحفاظ عليها أم لا؟.
و الى ان يرسو الورثة والحكومة الي رأي حول هذا الهدر التاريخي و سبل وقفه تظل معاول الهدم سادرة في ارجاء الدار الرحبة تثلمها حجرا حجرا و معها يذوب تاريخ السودان … لا بواكي له.. و يظل بصيص من الامل معلق بهمة وزارة الثقافة و الاعلام والسياحة والتراث والمسئولين عن ارث السودان الحضاري و التاريخي… لكن الامل الاكبر يظل في اسرة الامام المهدي حيث تنتفي هنا مقولة القائل النار بتلد الرماد، تلك جذوة تظل حية وان علاها غبار ووضر من الايام!!


تحقيق : إشراقة عباس
الخرطوم 12-7-2015(سونا)

فصل طلاب”داعش” من العلوم الطبية



منعت ادارة جامعة العلوم الطبية والتكنلوجيا اثنين من طلابها المبعدين من تركيا قبل التحاقهما بتنظيم داعش من الجلوس للامتحان النهائي لكلية الطب نهار يوم السبت، بعد ان كانت قد سمحت لهما بالجلوس للامتحان السابق قبل ايام.
وابلغت مصادر بالجامعة الصحيفة ان ادارة الجامعة قد تراجعت عن موقفها الاول بالسماح لهما بمواصلة الدراسة، وقررت تطبيق اللائحة الاكاديمية على الطلاب لغيابهم عن الامتحانات والدراسة،منعا قبل ان تقرر فصلهم نهائيا من الجامعة . وقالت المصادر ان الادارة ارسلت قرارتها الى الطلاب المعنيين عبر بريدهم الالكتروني، بعد ان منعتهم من الجلوس لامتحان يوم السيت.
الوان

مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في ( السوق الموازي ، السوق الأسود ) مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الأحد 12 يوليو 2015م .


الدولار الأمريكي : 9.55جنيه
الريال السعودي : 2.51جنيه
اليورو : 10.60جنيه
الدرهم الإماراتي : 2.57جنيه
الريال القطري : 2.58 جنيه
الجنيه الإسترليني : 14.70جنيه
الجنيه المصري : 1.21جنيه
الدينار الكويتي : 34.10جنيه
الدينار الليبي : 7.34جنيه