الاثنين، 13 يوليو 2015

جلد المعارضين



(عندما تسبب العقوبة هلعاً أكثر من الجريمة فإن النص القانوني يجب أن يفسح الطريق لصالح الشعور الإنساني العام).
إدوارد جيبون
أصدر قاضي جنايات كررى بامدرمان حكماً بالجلد 20 جلدة لكل من المعارضين/ مستور أحمد محمد الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، وعاصم عمر وابراهيم محمد زين، أعضاء الحزب بعد إدانتهم بمخالفة المادة 69 من القانون الجنائي لقيامهم بإلقاء خطابات في مخاطبة جماهيرية أقامها حزب الموتمر السوداني في إحدى أسواق العاصمة منددين بالإعتقالات التى طالت سياسيين ومطالبين باطلاق سراحهم، وداعين لمقاطعة الانتخابات. هذا الحكم والأمر بتنفيذه فوراً يعيد إلى الذهن مقولة إدوارد جيبون إذ لا شك أن الحكم يسبب إزعاجاً عاماً أكثر من الفعل الذي قام به المتهمون.
الجريمة والدستور
تنص المادة 69 على مايلي :- (من يخل بالسلام العام أو يقوم بفعل يقصد به أو يحتمل أن يؤدي الى الإخلال بالسلام العام او بالطمأنينة العامة ، وكان ذلك فى مكان عام ، يعاقب بالسجن مدة لا تجاوز شهراً أو بالغرامة أو بالجلد بما لا يجاوز عشرين جلدة.)
لا بد للتنبيه أولاً أن هذه الجريمة مختلفة عن جريمة الإزعاج العام المعروفة في القوانين المختلفة وتلك جريمة حدودها معروفة، في حين أن جريمة الإخلال بالسلام العام تتميز بالغموض و وخلوها من أى معنى محدد. الإخلال بالسلام العام في الشريعة العامة The Common Law هوعنصر تتضمنه أى جريمة، ولكنه ليس جريمة قائمة بذاتها. لذلك فإن فقهاء القانون الإنجليزي مجمعين على أن جميع الجرائم تتضمن عنصر الإخلال بسلام الملكة a breach of queen’s peace وفقاً لذلك، فإنه عند صياغة التهمة، حسب قانون لائحة الإتهام لعام 1915م Indictments Act يشمل الاتهام جملة أن المتهم قد إرتكب فعلا ضد سلام سيدتنا الملكة وتاجها وكرامتها against the peace of our lady the queen , her crown and dignity. ثم تأتي بعد ذلك تفاصيل الإتهام الموجه للمتهم. وهذا هو السبب في أن مكتب المدعى العام، بإعتباره ممثلاً للملكة، هو الذي يتولى الإتهام في جميع الدعاوى الجنائية. أما إعتبار الإخلال بالسلام العام، دون تحديد اى فعل كجريمة معاقب عليها، فهذأ غموض مخالف للدستور. تقول المحكمة العليا الأمريكية يكون القانون غامضاً، عندما يجعل الأشخاص ذوى الذكاء العادى يخمنون المعنى المقصود، ويختلفون حوله، (الولايات المتحدة ضد ونش). والقانون الغامص يخالف الدستور من أوجه ثلاث :الأول أنه يؤدى إلى معاقبة الناس على أفعال لم يكن في وسعهم معرفة عدم مشروعيتها وقت إرتكاب الععل المعلقب عليه، والثاني أنه يؤدى إلى تسلل المعايير غير الموضوعية لتطبيق القانون، وهذه المعايير من شأنها أن تقود إلى تطبيق تحكمي وتمييزي بواسطة منفذي القانون، والثالث أنه يؤدى إلى أن يمنع المواطن نفسه من ممارسة حرياته الأساسية بسبب الأثر الذي يحدثه غموض القانون لدى المواطن والمعروف فى فقه القانون الأمريكى بال CHILLING EFFECT والذي يؤدي لإمتناع الشخص عن ممارسة حرياته الأساسية خوفاً من أن يكون في ذلك خرقاً لقانون لا يعرف المواطن النشاط الذى يمنعه ذلك القانون على وجه التحديد.
الأفعال المنسوبة للمتهمين
ورغم أنه يستحيل أن نستطيع أن نعرف بالضبط ما هو المقصود بالإخلال بالسلام العام، إلا اننا نعرف أن الفعل المنسوب للمتهمين ليس به أى إخلال بالسلام العام، لأن الإخلال بالسلام العام لا يمكنه أن يتضمن ممارسة حق دستوري، وإذا صح أن المتهمين قد إرتكبوا الأفعال المنسوبة لهم، وهي أنهم نددوا بالإعتقالات التى طالت سياسيين وطالبوا باطلاق سراحهم فإنهم يكونوا قد مارسوا حقهم الدستوري في الإحتجاج، وبالتالي فإنهم لا يكونوا قد إرتكبوا إخلالاً بالسلام العام. بالنسبة لمقاطعة الإنتخابات فهذا حق مشروع للمواطن. إذا توصل مواطن لأن الإنتخابات بالشكل الذي تجرى به لاتوفر المتطلبات الدستورية للإنتخابات فإن واجبه هو أن يقاطع تلك الإنتخابات، وأن يدعو غيره لمقاطعتها، لأن في فعله هذا ليس فقط ممارسة لحقه الدستوري بل هو أيضاً في واقع الأمر دفاعاً عن الدستور وفقاً لقناعاته. ولا يهم بعد ذلك أن يكون ما يستند عليه من وقائع صحيحاً أم غير صحيح، والمهم هنا هو حق المواطن في التعبير عن قناعاته ودعوة الآخرين لتبنيها. وقد أكد الرئيس في خطابه الذي ألقاه بمناسبة فوزه في الإنتخابات أن الذين قاطعوا الإنتخابات مارسوا حقهم الدستوري “لأن السودان بلد حر وناسه أحرار والذي يشارك يشارك، والذي لا يريد أن يشارك هذا حقه ونحن نحترم رأيه ونحترم موقفه” إذاً فليس هنالك مأيخالف القانون ويستدعي العقاب فيما قام به المتهمون.
العقوبة والدستور
عقوبة الجلد عقوبة مهينة ولذلك فهي مخالفة للدستور ولإلتزامات السودان الدولية. تنص المادة 33 من الدستور على ما يلي ” لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب أو معاملته على نحوٍ قاسٍ أو لا إنساني أو مُهين” وتنص المادة 27(3) على أن “تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والمصادق عليها من قبل جمهورية السودان جزءً لا يتجزأ من هذه الوثيقة.” المادة الخامسة من الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب تنص على.” لكل فرد الحق فى احترام كرامته والاعتراف بشخصيته القانونية وحظر كافة أشكال استغلاله وامتهانه واستعباده خاصة الاسترقاق والتعذيب بكافة أنواعه والعقوبات والمعاملة الوحشية أو اللاإنسانية أو المذلة” وتنص المادة السابعة من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على “لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة. وعلى وجه الخصوص، لا يجوز إجراء أية تجربة طبية أو علمية على أحد دون رضاه الحر.” تطبيقاً للمادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية،والتي تنص على أنه “لا يجوز إخضاع أي إنسان للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة المهينة للكرامة” وهي تشابه المواد السابق الإشارة لها، قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في Tyrer v. United Kingdom 213 UNTS 221أن:
“أساس طبيعة العقوبة البدنية القضائية هي أنها تنطوي على أن يقوم إنسان بإيقاع عنف جسدي على إنسان آخر، وهو في هذه الدعوى عنف مؤسسي يسمح به القانون، ويقع بأمر من السلطات القضائية، و تقوم به سلطات الشرطة في الدولة. و على الرغم من أن مقدم الطلب لم يعاني من ألم شديد أو من أثر جسماني طويل الأمد، إلا أن العقوبة التي وقعت عليه من حيث أنها تتعامل مع مقدم الطلب كمجرد شئ في قبضة السلطات، تشكل اعتداءً على أحد الأهداف الرئيسية للمادة 3، وهو على وجه التحديد حماية كرامة الإنسان وسلامته الجسدية. كما ولا يمكن استبعاد ما يمكن أن يكون لهذه العقوبة من آثار نفسية سلبية”
العقوبة وإلتزامات السودان الدولية
في الشكوي رقم 236/2000 فحصت اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان عقوبة الجلد في القوانين السودانية في شكوى لخصت اللجنة وقائعها كالتالي: حسب إدعاء الشاكي أنه في 13 يونيو 1999، قامت جمعية النوبة في الجامعة الأهلية بتنظيم رحلة على ضفاف النهر في منطقة بري بالخرطوم. وأنه على الرغم من أن الحصول على إذن ليس ضروريا للرحلات وفقاً للقانون، فقد سعت الجمعية وحصلت على إذن من السلطات المحلية لهذه الرحلة . داهمت شرطة النظام العام الطلاب أثناء الرحلة، وإعتقلت ثمانية منهم بشبهة مخالفة المادة 152 من القانون الجنائي لسنة 1991 بالنسبة لما كان يرتديه بعض الطالبات من ثياب، ولبعض التصرفات التي إعتبرت فاضحة كالرقص المختلط. في 14 يونيو 1999، أدين الطلاب الثمانية، وحكم عليهم بالغرامة والجلد. وقد تم تنفيذ العقوبة بإشراف المحكمة، وأن هذا النوع من العقاب يتم توقيعه على نطاق واسع في السودان.
لم تنازع الدولة المشكو ضدها في صحة الوقائع بل أكدتها في الملاحظات الشفوية بالقول بأنه من رأي الدولة المشكو ضدها أنه من الأفضل للضحايا أن يجلدوا بدلا من سجنهم لأن ذلك كان سيؤدي لحرمانهم من فرصة مواصلة حياتهم الطبيعية.
ذكرت اللجنة أنه ليس هناك حق للأفراد، وبصفة خاصة للحكومة في أن تمارس عنفاً بدنياً ضد الأفراد بسبب إرتكابهم لجرائم، وإن قبول اللجنة لهذه الممارسة سيعني قبول الميثاق للتعذيب برعاية الدولة وذلك يخالف الأساس الذي قامت عليه المعاهدة التي أنشأت الميثاق من حيث كونها معاهدة معنية بصيانة حقوق الإنسان.
ولاحظت اللحنة أنه قد تم تطبيق القانون موضوع الشكوى على أشخاص آخرين، وهو وضع إستمر رغم إدراك الحكومة للتعارض الواضح مع القانون الدولي لحقوق الإنسان.
لهذه الأسباب، فإن اللجنة الأفريقية تقرر أن جمهورية السودان قد إنتهكت المادة 5 من الميثاق الأفريقي، وتطلب من حكومة السودان أن تعدل على الفور القانون الجنائي لعام 1991، وفقا لالتزاماتها بموجب الميثاق الأفريقي وغيرها من الصكوك الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان؛ وذلك بإلغاء عقوبة الجلد ،واتخاذ التدابير المناسبة لضمان تعويض الضحايا.
236/00 : Curtis Francis Doebbler/Sudan
العقوبة والشريعة
كثيراً ما يتذرع المؤيدون للإبقاء على عقوبة الجلد بالشريعة الإسلامية، ولكن الواقع يقول أن صلة عقوبة الجلد بالشريعة الإسلامية تقتصر على الحدود الشرعية الثلاث التي يعاقب على إرتكابها بالجلد، في حين أن ً القانون الجنائي يعاقب على أكثر من ثلاثين جريمة بالجلد. أضف لذلك، الكم الهائل من القوانين الولائية والأوامر المحلية التي تعاقب بالجلد على أعمال مختلفة. فصاحب المنزل الذي يقيم حفلاً غنائياً في منزله، ولا يمنع النساء من الرقص المختلط مع الرجال، أو أمام الرجال، ومن يغسل عربته في غير الأماكن المخصصة لذلك، والرجل الذي يدخل البص من الباب المخصص للنساء، والرجل الذي يدخن الشيشة في مكان عام في بعض المحليات، والمرأة التي تدخن الشيشة في مكان عام في محليات أخرى، ومقدم الخدمة أو بائع السلعة الذي يسمح بإصطفاف الرجال مع النساء في صف واحد، كل هؤلاء تعاقبهم قوانين ولائية أو أوامر محلية بالجلد. الثابت وفقاً لذلك كله هو أن عقوبة الجلد بسبب كونها عقوبة مهينة ومذلة فقد منعت المواثيق الدولية تطبيقها كعقوبة، وأنه إذا جاز تطبيقها في العقوبات الحدية الشرعية بسبب أنه لاخيار للمشرع في ذلك، فإنه لا يجوز تطبيقها كعقوبة في الجرائم التعزيرية لأن السلطة التشريعية مقيدة بإلتزاماتها الدستورية، وإلتزامات السودان الدولية التي تمنع ذلك.
نبيل أديب عبدالله
المحامي.

الأسبوع القادم النطق بالحكم في قضية اختلاسات سد مروي

الخرطوم: إنعام محمد آدم
حددت محكمة الخرطوم شمال جلسة مطلع الأسبوع القادم للنطق بالحكم في قضية اختلاسات سد مروي وذلك بعد أن استمعت المحكمة لقضيتي الاتهام والدفاع وإيداع المرافعات الختامية وكانت المحكمة وجهت، اتهاماً لـ(12) متهماً في اختلاسات سد مروي، فيما شطبت المحكمة التهمة في مواجهة اثنين من المتهمين وأمرت بإخلاء سبيلهما فوراً. وقال القاضي في قرار توجيه التهمة إن المتهمين قاموا باتفاق مسبق بينهم بتزوير توقيع مستند اتهام واحد وقاموا بالاستيلاء على مبلغ (2) مليون جنيه من حساب سد تعمير منطقة مروي محققين بذلك كسباً غير مشروع.. ورد ممثلو الدفاع عن المتهمين، بالإنكار التام مبررين بأن المتهمين قد انتزعت أقوالهم تحت التهديد والتعذيب، وأن لديهم شهود دفاع على ذلك. وحسب الاتهام، فإن المتهمين قد جرى توقيفهم على خلفية بلاغ صادر عن شركة (الحلقة) في نيابة المصارف تفيد بأنهم قد اختلسوا مبلغ (2) مليون جنيه من حساب إعمار منطقة سد مروي، حيث فتحت في مواجهتهم بلاغات بالاشتراك في التزوير بالمستندات والتزوير والاحتيال.
التيار

«الفيسبوك» وثقافة الانغلاق


كان الحديث في بداية ظهور وسائل الاتصال الحديثة على أنها مصدر تعددية ثقافية وانفتاح ودمقرطة للغة والحوار ومعها المجتمعات والدول، في هذا المقال سأطرح عكس كل هذا وأتحدث عن «الفيسبوك» و«تويتر» على أنهما سجن انغلاق لغوي وثقافي وبالتبعية انغلاق سياسي وزينوفوبيا.
دخل العرب عالم الآيفون والإنترنت كعلامات للحداثة، ولكن ليس المهم هو الآيفون، وإنما المحتوى الذي ينقل من خلاله، كما أنه ليس المهم «الفيسبوك» أو «تويتر»، ولكن ما يكتب فيهما. فهل تغير المحتوى خلال الخمس سنوات الماضية، أي هل قالت العرب شيئًا جديدًا لم تقله من قبل، أو بلغة جديدة، أم أن القارورة جديدة وهو الشراب ذاته؟
المتابع لصفحات «الفيسبوك» والصحف الإلكترونية الجديدة لا تخطئ عينه، إن الصفحات تجذب مؤيديها، وبهذا يخلق ما يسمى بالإجماع الكاذب حول جدية الأفكار. فإذا دخلت مثلاً على صفحة لأحد مناصري الشاعر السوري أدونيس، وقرأت حوارًا على هذه الصفحة حول حديثه الأخير عن النص المقدس وتاريخيته إلى آخر ما قاله مما قتل بحثًا في مدارس اللاهوت في الغرب، وقلت إن ما قاله أدونيس لا يصمد أمام الربع ساعة الأولى في سيمنار لطلاب الدراسات العليا في مدارس اللاهوت في إيطاليا أو في مدرسة اللاهوت في هارفارد أو غيرها، لجاءتك ردود من مؤيديه بأنك على خطأ، ولو قررت الاستمرار في الحديث مذكرًا بمدرسة التفكيك من داريدا إلى فوكو إلى تلميذهم الراحل إدوارد سعيد وتحدثت عن الهرمنوتكس كمنهج، لظهرت كما شخص أصابه الخرف. هذا ليس لأن هذه النظريات غير موجودة، ولكن لأن عالم «الفيسبوك» لم يعد مصدر استلهام من ثقافات أخرى بل أصبح سجن لغة وثقافة لا تكرر إلا ذاتها ولا ينجذب إليها إلا من يؤيد الفكرة. وهذا ليس بغريب فالأساس في الإعلام التعبوي من ألمانيا النازية إلى الصين الشيوعية هو قولبة العقل ليصبح مواطنًا جديدًا. ونقد فكرة التنشئة السياسية وصناعة المواطن الجديد، كثير جدًا لا يتسع له مقال أو حتى كتاب كامل.
النقطة هنا تبدأ من مقولة مكلون الشهيرة إن الوسيلة هي الرسالة (medium is the message) التي يعرفها المبتدئ في مدارس الإعلام إلى كلام الفيلسوف الفرنسي بودريارد القائل بأن «حرب الخليج لم تحدث»؛ بمعنى أنها حدثت على الشاشات لا على الأرض، ونظريته عن أن الصورة أهم من الأصل وأن الصورة أكثر حقيقة من الواقع في عالم الإعلام الجديد.
الثقافة السردية في «الفيسبوك» و«تويتر» هي كما عنكبوت ينسج بالكلمات وتكرارها بأشكال مختلفة سجن للأفكار يصنع اختلافًا وهميًا لا علاقة له باختلاف الأفكار، وإنما هي الأفكار ذاتها في لباس سردي جديد تقف خلفه صورة فتاة جميلة أو مشهد بشع يهدف إلى تأييد فكرة بدائية من دون الزخرفات المصاحبة والتغليف البراق يكون الداخل بدائيًا، ولا يقبل في جلسة وجهًا لوجه أو تواصل مباشر حيث تنتفي الأدوات المصاحبة، وتلك نقطة فرعية يمكن لأي شخص أن يقولها ولا ترقى إلى مستوى تعميقها.
ومع ذلك، يبقى شيء لا بد من ذكره، وهو عقلية التسليع؛ أي تحويل الأشياء والبشر إلى سلعة بغض النظر عن الثمن، وهذا ليس بجديد ففي رسوم المستشرقين مثل الفرنسي دالكوا الذي رسم مشاهد من نساء الجزائر أو من رسموا لوحات من أفريقيا كانت دائمًا الصورة للمرأة البيضاء وفي خلفيتها خادم أسود. والأسود هنا ليس لشخصه وإنما لإظهار البيضاء وفي هذا عنصرية بغيضة، تستخدم السيدات والرجال معًا اليوم في «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام» صورة للأطفال والزوجة أو الزوج وإنما كخلفية وليس لذاتها، وهذا ليس بالضرورة سلوكًا مدفوعًا بوعي وإنما كثيرا من دون وعي ولكن من سيدرسون هذه الصور فيما بعد سيكتبون ما نكتبه اليوم عن رسامي فترة الاستعمار الأوروبي في أفريقيا والشرق الأوسط، ولكنه استشراق محلي الصنع تم قبوله بالتعود والتكرار ليس لقيمة جمالية فيه، وهذا يأخذني إلى نقطة أخرى حول الإبداع العربي في عالم «إنستغرام» و«الفيسبوك» و«تويتر».
غياب المعايير الفنية في صفحات تبدو وكأنها إعلانات تجارية، لا يسمح بتقييم للإبداع في «الفيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، لأن المتابعين لك يشيدون بإبداعك ولا داعي للمعايير، خصوصًا لو كان لديك مليون متابع بعضهم حقيقي وكثير منهم وهمي يقولون إن كل ما تكتب أو ترسم هو إبداع، فالطبيعي أن تصدق أنك مبدع. لكن هذا الإبداع المدعى لم يمر بصرامة النقد الحاكم لعلوم الجمال سواء في الشعر أو النثر أو الصورة. فقط هو جميل لأن مؤيديك يقولون ذلك وبتكرار ملح، وهنا تبدأ صناعة الانغلاق على المعايير وتبدأ حالة السجن الذاتي.
«الفيسبوك» وأزمة الإنسان الوحيد الباحث عن «سيلفي»؛ أي الذات فقط ولا غيرها في نرجسية منقطعة النظير، فلا يصبح «الفيسبوك» فقط سجنًا لجماعة على صفحة ما، وإنما سجن للفرد في صوره وسرده معلنًا عن أزمته الوجودية التي تكون الوحدة أحد مكوناتها.
ما ذكرته عن أدونيس في البداية واستخدام عقلية الزحام لإزاحة صرامة النقد خارج المشهد يقال عن الذين يمارسون تجارة الدين في تلك الوسائط الاجتماعية؛ إذ يكون لرجل بدائي أكثر من مليون متابع فقط، لأنه يبيع بضاعة رخيصة لا تخضع لمعايير الجودة مثل من يفترشون الشوارع ببسطة ملابس في العتبة في القاهرة.
بالطبع يستطيع شباب الباحثين الجري بفكرة «الفيسبوك» كأداة انغلاق، وقد تأكد التخلف بالنظر إلى بنية الوسيلة، فمثلاً نستطيع القول بأن فكرة الباطن والظاهر أو التقية يزداد تأكيدها من خلال ما يكتبه الشخص في العام وما يقوله على الخاص، وبهذا يسهم «الفيسبوك» في تطوير فكرة الأداء المسرحي السياسة في عالم تحكمه الديكتاتورية والسلطة الأبوية. ففي كل نظريات الديكتاتورية مثلاً كانت الصحيفة هي العمل الروائي، وتصبح الرواية من خلال تخفي الشخوص هي مصدر الحقائق الاجتماعية كما في مصر عبد الناصر ومحفوظ حيث كانت الصحف القومية يمارس فيها الكذب وتنقل الحقائق السياسية في الأعمال الروائية. «الفيسبوك» لم يقض على ظاهرة النفاق، بل زاد الفجوة بين المعلن والمخفي أو الظاهر والباطن ومنحنا تقية ما بعد حداثية من خلال الوسائل لا المحتوى.
التواصل مع الحضارات الأخرى من حيث الترجمة وغيره اندثرت ودخلت الصور لا المفاهيم كأسرع بضاعة تستورد ولا تحتاج إلى عناء ذهني، أضف إلى ذلك أن 144 حرفًا في «تويتر» أو أكثر لا تنتج عقلية نقدية بقدر ما تنتج عقلية الثرثرة المتقطعة.
المهم في هذا كله أن التوقعات والآمال النظرية التي كان يعقدها البعض على دور وسائط التواصل ما بعد الحداثية لدمقرطة المجتمعات التقليدية تبدو نتائجها الأولية وكأنها تأصيل للقدامة لا للحداثة وتساعد المفاهيم البدائية على البقاء التي ربما كان الاندثار مصيرها من دون «الفيسبوك» و«تويتر».

مامون فندي

السودان يعترف بتفشي الفساد والإفلات من المحاسبة


الخرطوم: أحمد يونس
أقر مسؤول عدلي سوداني بارز بأن الفساد يعد أحد مهددات الأمن القومي في البلاد، وقال إن الدولة جادة وعازمة على محاربة الفساد ومكافحة إفلات أصحاب الحصانة من الحساب، وبوجود سلبيات تحول دون تطبيق مكافحة الفساد في البلاد.
وقال رئيس لجنة إعداد مشروع قانون مكافحة الفساد بالسودان بابكر أحمد قشي في تصريحات أمس إن الأمن القومي للبلاد مهدد بالفساد، وإن لجنته اقترحت محاسبة أصحاب الحصانات من دون إلغائها، وإن الدولة عازمة وجادة في مكافحة «الظاهرة».
وتصنف منظمة الشفافية الدولية السودان من بين الدول الأكثر فسادًا في العالم، ويحتل المركز الثالث بعد كوريا الشمالية والصومال الدول الأقل شفافية والواقعة في ذيل القائمة بثمانية نقاط، بحصوله على 11 نقطة في مؤشر الشفافية البالغ 100 نقطة، في تقريرها لعام 2014.
وأضاف قشي عقب اجتماع لجنته بالخرطوم أمس إن المفوضية أنشأت لمساعدة الجهات العدلية الأخرى المختصة بمكافحة الفساد دون أن تلغي دور هذه الجهات، وأنها تعمل على إعداد «مشروع قانون» يتجاوز سلبيات حالت دون تطبيق قوانين سابقة لمكافحة الفساد الذي أعاق نمو اقتصاد البلاد وتحول لمعضلة تؤرق الحادبين على البلاد.
وقطع الرئيس البشير عقب أدائه لليمين الدستورية بأن تشهد دورته الرئاسية الحالية بسط قيم المحاسبة والشفافية، واتخاذ إجراءات حاسمة ضد الفساد، معلنا عن تشكيل هيئة عليا للشفافية ومكافحة الفساد بصلاحيات واسعة ومباشرة.
وفشلت آلية مكافحة الفساد السابقة التي كونها الرئيس البشير منذ أكثر من ثلاثة أعوام في البت في أي قضية فساد، رغم أنها أعلنت عن تقديم ملفات فساد لرئيس الجمهورية.
وحسب قشي فإن لجنته تتبنى ثلاثة محاور عمل تتضمن مراجعة الاتفاقيات الدولية والإقليمية التي وقع عليها السودان، والاستفادة من جهود الرئاسة والقرارات الصادرة، فيما يتناول المحور الثاني منها قضية «الحصانات» التي تعيق تنفيذ القوانين، بيد أنه لم يدع لإلغاء الحصانات بل أن تتم الحيلولة بينها والتحول لعائق أمام تنفيذ القانون، ويتضمن المحور الثالث عقد ورش عمل وسمينارات لتوسيع المشاركة في إعداد مشروع القانون الذي يهدف لخلق هيئة تؤدي دورها بفعالية وشفافية ويسندها قانون قوي ونافذ، وأن المفوضية ستهتم بكافة قضايا الفساد التي تتناولها وسائل الإعلام، إضافة إلى جهود التقصي والتحري التي ستبذلها من جانبها.
ويقدم المراجع العام سنويًا تقارير عن اعتداءات على المال بمليارات الجنيهات السودانية، لكنها لا تجد آذانًا صاغية، وتحول الحصانات والمحسوبية دون خضوع المؤسسات والأفراد الذين أشارت إليهم تلك التقارير للمحاسبة.
ويتندر السودانيون من معدلات الفساد العالية في البلاد، والتي بلغت ذروتها بإعلان والي الخرطوم الجديد عن بيع كل الممتلكات الحكومية، وسخريتهم من الجهد الذي بذل في إنشاء «سد مروي» شمال الخرطوم والذي أعلن أنه سيحل مشكلة الطاقة في البلاد، لكن المحصلة أن العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى تشهد قطوعات قاسية في الكهرباء والمياه في صيف البلاد الحار، ويرى كثير من المواطنين أن العجز الحالي في تزويدهم بالطاقة ومياه الشرب مرده الفساد الذي شاب تشييد السد.
كما يسخرون من الحصانات الواسعة التي يتمتع بها طيف كبير من الدستوريين الذين تتجاوز أعدادهم الآلاف ومحسوبيهم وعوائلهم، وتتداول على نطاق واسع تقارير عن فساد كبير في توزيع الأراضي الحكومية تطال مسؤولين كبار في الدولة.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحافية (إس إم سي) القريب من جهاز الأمن في وقت سابق أن فريقًا من منظمة الشفافية الدولي سيقوم بزيارة وشيكة للبلاد، يلتقي خلالها رئيس البرلمان والمراجع العام والجهات المعنية بمحاربة الفساد، تزامنا مع بدء أعمال الهيئة العليا لمكافحة الفساد التي أعلن عنها الرئيس السوداني عمر البشير بعد أدائه اليمين الدستورية.
الشرق الأوسط

مصطفى إسماعيل: الفيصل مدرسة للدبلوماسية خرّجت أجيالاً من الدبلوماسيين العرب


الرياض: فتح الرحمن يوسف
تحدث الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير الخارجية السوداني الأسبق، عن رحيل الأمير سعود الفيصل، قائلا إنه فقد أليم وجلل، لمدافع جسور عن الإسلام والأمتين العربية والإسلامية، ومنافح بقوة عن حقوق المستضعفين في الأرض.
ADVERTISING
وقال إسماعيل لـ«الشرق الأوسط»: «إن أقل ما يقال عن الأمير سعود الفيصل أنه كان مدرسة للدبلوماسية العربية والإسلامية، فهو رجل تمثلت فيه كل معاني الحكمة والذكاء، ووهب نفسه طيلة فترة عمله بالخارجية السعودية لوزارة الخارجية، وهو مدافع قوي وأمين عن مصالح السعودية والدول العربية والإسلامية». وأضاف: «سعدت جدا بصداقته عندما كنت وزيرا للخارجية في السودان، فكنا ننسق معا سواء على مستوى الجامعة العربية أو على مستوى منظمة التعاون الإسلامي أو على مستوى الأمم المتحدة، وتوثقت هذه العلاقة بيني وبينه، ولم تنقطع حتى بعدما ترجل عن وزارة الخارجية بالسعودية».
وتابع إسماعيل: «ظللنا على اتصال وتواصل مستمر، عبر سفارة السعودية في الخرطوم، وظللنا نتبادل الرسائل والتهاني، حيث إنني كنت قد كتبت له رسالة في مرضه الأخير عبّرت له فيها عن تمنياتنا ودعواتنا للمولى عز وجل أن يعيد له الصحة حتى يواصل مشواره، ورد علي برسالة رقيقة ما زلت أحتفظ بصورة منها تحدث فيها عن العلاقة الوثيقة التي ربطتنا معا».
وزاد: «تحدثنا في آخر رسالة بيني وبينه وهو طريح فراش المرض عن مواقف أدرناها معا عندما كنت وزيرا للخارجية في السودان، وسبحان الله تعالى أنه دعاني في هذه الرسالة لزيارته، لكن كان الموت أسرع، فهذه الرسالة كانت بعد أن ترك موقعه وزيرا للخارجية وأصبح مستشار لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز».
وقال إسماعيل: «حقيقة، الأمير سعود الفيصل عانى ما عانى من المرض وحدثني كثيرا عن هذه المعاناة.. والأمير سعود الفيصل قدم استقالته كما أخبرني بذلك في أول عهد الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز (رحمه الله)، لكن الملك عبد الله رفض هذه الاستقالة وأصرّ على أن يواصل الفيصل دوره كوزير للخارجية». وتابع: «لا شك أن رحيل الأمير سعود الفيصل فقد أليم وجلل، لأننا فقدنا فيه دبلوماسيا حكيما ومدرسة للدبلوماسية العربية والإسلامية لا يشق لها غبار، ومدافعا جسور عن الإسلام والأمتين العربية والإسلامية، ومنافحا بقوة عن حقوق المستضعفين في الأرض».
وقال إسماعيل: «أنا شخصيا استفدت منه كثيرا بسبب خبرته التي سبقني بها في عملي كوزير في الخارجية في السودان، وكنت دائما كثير التشاور معه في كثير من القضايا والمواقف المشتركة والقضايا التي تهم منطقتنا العربية والإسلامية». وأضاف: «كنا كثيرا ما نتشاور مع بعضنا البعض بشأن كثير من التوترات والنزاعات التي كانت تحدث في زمان سبق، وأذكر أنه عندما توترت العلاقات بين مصر والسودان بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا كنا قد طلبنا من الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز حينما كان وليا للعهد أن يتدخل لاحتواء هذا التوتر، فكلف الأمير سعود الفيصل ليقوم بإدارة هذا الملف».
وتابع: «ظللنا على اتصال ننسق معا إلى أن نجحنا في أن نوقف التوتر في العلاقات بين السودان ومصر، وأن نعيد هذه العلاقة إلى أصلها وطبيعتها بفضل هذه الجهود الكبيرة التي قادها الفيصل، وأذكر أيضا وبتكليف من الأمير سعود الفيصل أنني ذهبت إلى طهران في محاولة لإزالة توتر كان قد وقع بين السعودية وطهران».
ويذكر إسماعيل أيضا موقفا مشتركا، عندما توترت العلاقة بين السعودية وسوريا، قائلا: «بحكم علاقتي الخاصة مع الأمير سعود الفيصل قمت بجهود لإصلاح هذه العلاقة في حركة دائبة كانت بين دمشق والرياض، والتقيت في تلك الفترة عدة مرات مع الرئيس السوري بشار الأسد، والراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله».
وفي تلك الأثناء، والحديث لإسماعيل «كان وقتها الأمير سعود الفيصل يرفدني بأفكار نيرة في كثير من الأوقات، ونجحت في أن أجمع بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم والأمير سعود الفيصل في نيويورك وغيرها في هدوء تام، واستطعنا في معظم هذه المحاولات أن نحتوي ذلك التوتر الذي كان سائدا وقتها بين دمشق والرياض». وقال إسماعيل: «هناك أيضا مجالات مختلفة كنا ننسق فيها، وأذكر أنني دعوته ذات مرة لزيارة السودان، وقد استجاب لدعوتي، وامتدت زيارته لمدة يومين والتقى خلالها بعدد من كبار المسؤولين في السودان، وكانت فرصة لأن يتعرف عن قرب على مدى محبة الشعب السوداني للسعودية قيادة وشعبا، ولأبناء الملك فيصل على وجه التحديد، حيث إنه من المعروف أن الأمير محمد الفيصل ولأكثر من أربعين عاما كان يستثمر في السودان من خلال بنك فيصل الإسلامي السوداني، وعدد من المؤسسات الأخرى».
وأضاف: «كان الأمير سعود الفيصل يداعبني دائما عندما أقول له أطلت غيابك عن زيارة السودان، فيقول لي: (نصيبكم في أبناء الملك فيصل هو محمد الفيصل الموجود معكم دائما ولأعوام مديدة، فهو ينوب عنا في زيارة السودان والتواصل معه)». واختتم إسماعيل حديثه بصعوبة قائلا: «في هذه اللحظة العصيبة، أعزي خادم الحرمين الشريفين والحكومة والشعب السعوديين، وأسرة الراحل الأمير سعود الفيصل، على هذا الفقد الجلل، رحمه الله رحمة واسعة، واسأل الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».
الشرق الأوسط

تعزيزات عسكرية سودانية بالمناطق الحدودية مع دولة الجنوب



دفعت ولاية غرب كردفان السودانية، بتعزيزات عسكرية وأمنية إضافية -لم تكشف عن حجمها- في مناطق حقول النفط والشريط الحدودي المحازي لدولة جنوب السودان، في إطار تنفيذ استراتيجية الدفاع وتأمين المناطق الحدودية من أي حركات وعناصر متمردة مسلحة.
وقال والي الولاية الجديد، أبو القاسم الإمام بركة - في تصريح صحفي اليوم الإثنين - إنه تم وضع خارطة أمنية ترتكز على تأمين مناطق الإنتاج النفطي وحسم الصراعات القبلية، ونشر قوات أمنية لتأمين الحدود مع دولة الجنوب كأساس للاستقرار والتنمية.
وقال بركة إن حكومة ولايته الجديدة التي تم تشكيلها مؤخرا، ستعمل في محاور الأمن وتنمية المشاريع التنموية بالولاية، بجانب تأمين المناطق الحدودية مع دولة الجنوب التي تعاني من صراعات واضطرابات داخلية.
وأوضح أن من أولويات حكومة الولاية القادمة، تحقيق الأمن والسيطرة على الاحتكاكات والاشتباكات القبلية، بجانب الاهتمام بقضايا الخدمات ومعيشة المواطنين، مشيرا إلى أن الولاية تحتاج إلى تعاون أبنائها كافة، للخروج بولاية آمنة ومستقرة وناهضة.


« هلال » يدفع بمرشحين للحكومة

 الخرطوم:لؤى عبدالرحمن:
أبلغ مصدر موثوق بمجلس الصحوة الثورى الذى يتزعمه الشيخ موسى هلال آخر لحظة ان المجلس قدم ترشيحاته لوالى شمال دارفور عبدالواحد للمشاركة فى حكومة الولاية الجديدة مضيفا أن الوالى وافق على مبدا المشاركة وان القيادات فى انتظار النتيجة وأبان المصدر للصحيفة أمس ان الوالى إلتقى الشيخ هلال وتناقش معه بشان سبل دعم التنمية والاستقرار بشمال دارفور .

موضحا ان رئيس مجلس الصحوة اكد له على ضرورة احلال السلام وبسط الامن وتكاتف الجهود من اجل اعمار الولاية
آخر لحظة