الاثنين، 7 سبتمبر 2015

التفـاصيل الكاملة لانضمام «آية» لداعش


عبد الرحمن صالح-

ربما لم يتخيل أحد ان الفتاة الخجولة الطيبة «آية» التي تدرس بالمستوى الثالث طب بجامعة العلوم الطبية، ولا يسمع الكثيرون صوتها حتى وان كان من اقرب ذويها، ربما لم يكونوا يعتقدون او حتى في ابعد تصورهم عنها، انها ستسعى للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وعلى الرغم من تدينها المعتدل الذي لم يكن يشي بأمر فيه نوع من التطرف، وعلى الرغم من ان ظهور ظاهرة الانضمام الى داعش وسط الشباب ربما تنتج بسبب الفراغ، الا ان احداً لم يعتقد أن «آية» ستنضم لداعش، ولذا كان الذهول والاندهاش هو سيد الموقف لدى الجميع.

وصلت الى منزل آية بدعوة من احد اقربائها عند الساعة السابعة مساءً في اليوم الثالث لاختفائها، وكان الحزن والصمت هو المسيطر على افراد الاسرة والموجودين في المنزل، وعلى الرغم من امتلائه لا تسمع صوتاً الا همساً، ربما لأن الجميع لا يجد ما يقوله، فعبارات المواساة لن تجدي احياناً للتخفيف عن مآل الحال، ولكن لعل الرابط بين الجميع حالة من الانجذاب الروحي وتلبس حالة الدعاء ايماناً بأن الله يعرف حال الجميع، وحاولت البحث عن والدتها لاخذ القليل من المعلومات عن آية وان لم اجد، فكانت مواساتي لها ستخفف عني حالة الحزن التي اعترتني وانا داخل منزلها وكأنني احد اقربائها المقربين، ولكني فشلت في مسعاي بسبب حالة الانهيار التي تسيطر على الأم المسكينة، فبحثت عن والدها فلم أجده، وعلمت أنه ذهب للتحضير للسفر لتركيا ممنياً نفسه بالعثور على حبيبته «آية»، فرابطت بالمنزل مثلي مثل الموجودين نتشارك حالة واحدة هي حالة الحزن.
وبينما أنا اجلس بداخل المنزل في انتظار والد «آية» حضرت جدة «آية» وهي خالة والدتها، ونقلت الي ان «آية» اكبر اخوتها البالغين خمسة «ثلاثة اولاد وبنتان»، وبدت حزينة جداً وهي تتذكر «آية»، وهي تتحسر وتتمنى لو أن «آية» كانت قد دخلت في علاقة عاطفية تشغلها بدلاً من الانضمام لهؤلاء الارهابيين. وقالت لي: «ياريت يا ولدي البت دي لو حبت ليها ولد كان شغلها وما فكرت تسافر»، واوصلت قائلة: «لكن مشكلتها انها مسكينة ومؤدبة ومتدينة شديد، وما بتأكل مع ود خالتها في صحن واحد». وعند تلك العبارة حضر الوالد، فتركت الجدة وتوجهت صوبه، وعرفته بنفسي ورغبتي في اخذ معلومات قليلة عن «آية» لعلها تساعد في العثور عليها او تحرك قضية انضمام شبابنا لداعش عند الدولة فتجد لها علاجاً، فعند ذهاب الدفعة الاولى من الشباب لداعش حسبناها الأخيرة، ولكن يبدو ان الله يريد شيئاً آخر. وتحفظ الوالد في البداية، ولعل حدة احد اقربائه الموجودين في التعامل معي ــ وهي حدة متفهمة لاعتبارات كثيرة ــ جعلته يذعن قليلاً ويطيب خاطري باعتباري في منزله، ويوافق على منحي بعض المعلومات المفتاحية عن ابنته وعن حالها قبل سفرها للانضمام لداعش، وعند بدء حديثه معي تيقنت تماماً ان قلب الأب كان يحس بأن هناك خطباً ما سيحدث، وهذا ما سنعلمه من خلال الحديث اللاحق، لذا ساترككم أعزائي القراء مع والدها وهو يسرد روايته.
«1»
ويروي والد الطالبة آية الليثي الحاج يوسف بعبارات ثابتة ولكن نبرة الحزن تغلب عليها لـ «الانتباهة» التفاصيل الكاملة لاختفاء ابنته، ويرجع بنا الليثي لفترة قليلة سابقة لالتحاق ابنته بالجامعة، ويشير الى انها لم تكن على الاطلاق متشددة، ويصف طبعها بالعادي جداً، فهي ترتدي الملابس الحديثة كشابة، ولكن يبدو ان «آية» بدت علامات التغير عليها عقب «7» اشهر فقط من دخولها الجامعة، ولكن كان تغيراً ايجابياً من وجهة نظره كأب، ولا يوجد من يعترض عليه، فقد بدأت «آية» في التحجب، ويوضح انها بطبيعتها هادئة وكتومة، واستمرت على هذا النهج لما يقارب السنة ونصف السنة، ويؤكد انهم لم يعترضوا على سلوكها الديني واصبحت منتظمة في صلواتها، وصادقة في حديثها، ولم نعهد منها كذباً، لذلك اطمأننا إليها كثيراً.
«2»
وتستمر رواية الليثي، ويشير الى ان مؤشرات التغيير استمرت على ابنته، فبدأت تتعرف على صديقات جديدات لم نكن نعلم عنهن شيئاً كسابق صديقاتها اللائي كنا نعلم عنهن اي شيء، ولطبيعة الانشغال بالعمل لم تتح لنا الفرصة للتعرف على صديقاتها الجديدات، ويبدو أن قلب الوالدة يشعر بأن هناك خطباً ما قادم، فقد بدأت بالتواصل مع ابنتها في الجامعة عبر الزيارات المتكررة لها للاطمئنان إليها، ويشير الليثي الى ان معدلات الاهتمام ارتفعت في المنزل بصورة كبيرة عند انضمام صديقتها «سجى» لداعش، فازداد التركيز عليها، ويشير الى انه اصبح يجالسها أكثر فأكثر، ويوضح انه كان يناقشها على الدوام في امر صديقتها التي انضمت لداعش، ويقول انه كان يسألها عن لماذا تفعل صديقتها مثل هذا الامر بوالديها، ويبغلها ان ما قامت به «سجى» بدون رضاء والديها يتعارض مع تعاليم الاسلام، ويمضي الليثي في التأكيد على ابنته ــ حينها ــ بأن على الابناء مراعاة والديهم وبرهم، وان اي شيء يضر بهما ليس من الدين.
«3»
ويمضي الأب المكلوم في روايته ويشير الى حدوث بعض التغييرات الايجابية على ابنته عقب انضمام صديقتها لداعش، فرجعت «آية» لطبيعتها الاولى واصبحت ترتدي ملابسها الاولى الحديثة، واصبحت تذهب الى المناسبات، ولكي يتم اخراج الابنة من اجواء «داعش» فقد تم ترتيب رحلة لها ولكل الأسرة للقاهرة في رمضان الماضي بغرض اخراجها من الاجواء التي تعيشها، ويؤكد أن الرحلة كانت ناجحة، ويشير الى التغيير الجديد الذي بدا يظهر عليها ايضاً بإغلاقها المستمر للواتساب، ويقول إنني حمدت الله على ذلك، وقلت «مادام الواتس مقفول مافي مشكلة»، ويبدو ان دوام الحال من المحال، فعقب عيد الفطر بدأت والدتها في ملاحظة انها رجعت مرة اخرى إلى استخدام الموبايل استخداماً كثيراً، الا اننا حسبنا انه «انفتاح شباب علي التكنلوجيا»، ويشير الى ان والدتها لاحظت ايضاً ان «آية» تستخدم برنامج «التلغرام» بدلاً من الواتس، ويبدو ان للأمر علاقة بانضمامها لداعش، فيقول: في ايامها الاخيرة قبل السفر كانت لديها اتصالات كثيرة بالتلغرام، ويبدو ان قلب الأم كان الاكثر قلقلاً، فقد كانت امها تصر على ان اقوم بتفتيش هاتف ابنته لاحساسها بأن هناك خطراً قادماً، ويضيف بكل حزن الدنيا علي وجهه: «للأسف الزمن لم يسعفنا للبحث في هاتفها».. وعند هذه النقطة احسست بأن الليثي لا يستطيع ان يواصل الحديث، فحاولت ان اتوقف الا انه اصر على الاستمرار.
«4»
ويرجع بي الوالد لليوم السابق لسفرها، فقد اخبرته بأنها تريد الذهاب للغداء مع صديقاتها في مطعم «سولتير» فذهبت بها للمطعم، ويشير الى انه اتصل بها لاحقاً للاطمئنان عليها، فأبلغته بأنها رجعت للمنزل، وبسؤاله لها لماذا رجعت بهذه السرعة اجابته ان صديقاتها لم يحضرن جميعاً، وعند عودته مساءً الي المنزل اخبرته بأن صديقاتها سوف يتجمعن في اليوم الثاني، وانها تريد الذهاب للقائهن.
«5»
ولإحساس «آية» بأن الرقابة عليها كبيرة من والديها ارادت ان تموههما، ففي اليوم الموعود للسفر للانضمام لداعش طلبت من والدها ان يوصلها لصديقاتها للغداء معهن، واشارت اليه إن كان مشغولاً إلى ان يرسل اليها السائق لايصالها، ويروي الليثي أنه طلب من السائق ان يوصلها، فحضر السائق للمنزل وانتظرها امام المنزل لما يزيد عن الساعة ونصف الساعة حتى نزلت اليه واخذها لصديقاتها، ويضيف انه كان يتابع معها بالهاتف الى ان نزلت الى السائق الذي اوصلها لهن، ويشير الى ان والدتها كانت قد حضرت لها ما تلبسه للذهاب لصديقاتها، وبعد خروجها اتصلت الوالدة بأخيها الصغير وسألته عما اذا كانت «آية» قد خرجت، ثم سألته عن اللبسة التي ارتدتها، وعند أخبرها بأنها خرجت بعباية تلبستها حالة من الخوف العارم على ابنتها، فتوجهت مباشرة الى المطعم «ماي بليس» الذي كان من المفترض ان تتناول فيه «آية» الطعام مع صديقاتها، فلم تجدها، وبمحاولتها الاتصال بها وجدت هاتفها مغلقاً، وعند هذه النقطة لم تتمالك الوالدة نفسها واتصلت بي ثم عادت للمنزل، ولم اتمالك انا اعصابي فقد انهرت تماماً، فعادت الأم المسكينة للمنزل وذهبت للبحث عن جواز ابنتها فلم تجده، وعند سؤالي السائق عن المطعم الذي اوصلها له وعن هيئتها وعن من كن معها، ابلغني بأن صديقاتها اللاتي التقتهن كن منقبات.
«6»
ويقول الليثي إنه تمالك اعصابه واتصل على الفور بصديق له في جهاز الأمن الذي بدوره شرح له الخطوات التي يجب اتباعها، فذهب للتبليغ عن اختفاء ابنته في مبني جهاز الأمن، ومن ثم توجه صوب المطار، وكان الزمن حوالى الساعة السابعة مساءً، ويشير الى انه وجد «6» رحلات مغادرة في ذلك التوقيت مما خلق حالة كبيرة من الازدحام، فبحث عنها بأعينه فلم يستطع ان يعثر عليها، فتوجه صوب امن المطار واعطاهم اسمها فلم يتم العثور عليها وسط الاسماء المغادرة، واخبروه بأنها دخلت السودان في يوم «28/7» قادمة من القاهرة، ويذكر الليثي ان تركيزهم كان منصباً على الرحلة المغادرة الى تركيا، وتم البحث عنها فيها فلم يتم العثور على اسمها معهم، وعلى الرغم من حزنه يعبر الليثي عن بالغ شكره لتعاون أمن المطار معه، ويشير الى انه وجد تعاوناً كبيراً منهم ، وعندما لم يتم العثور على اسمها سألوه عن رقم هاتفها، فاتضح لهم ان آخر اتصال اجرته مع صديقتها التي سافرت معها، ويقول انهم ظلوا يبحثون داخل المطار عنها الى الخامسة صباحاً دون فائدة.
«7»
ويوضح أنهم توجهوا لاحقاً الى صالة الأمن لمتابعة كاميرات المراقبة في صالة المغادرة، وعند تلك اللحظة انهارت الوالدة تماماً عند رؤيتها امرأة ترتدي النقاب ولكنها ترتدي شيئاً تعرفه جيداً، وهو حذاؤها الذي اشترته لها من قبل، بالاضافة لتعرفها على طريقة مشيتها، وعندها عرفت ان ابنتها قد سافرت وهي منقبة، وهنا يصمت الليثي قليلاً وهو يحاول أن يتماسك قليلاً، ويقول لي بكل حسرة إن تسجيلات المراقبة أظهرت أن ابنتي قد مرت بجواري وانا لم اعرفها لأنها كانت ترتدي النقاب، وتحسرت على اني لم استصحب والدتها معي في تلك اللحظة إذ كانت ستتعرف عليها على الفور.
«8»
ويمضي الليثي قائلاً إن المعلومات التي أصبحت ترد لهم كلها متضاربة، فهم لا يعلمون بأي جواز خرجت من المطار، وقال: «يمكن أن تكون خرجت بجوازها وكله وارد، ولا نعلم بأي جواز خرجت من البلاد»، ويشير إلى تولي جهاز الأمن هذه المسألة، وينهي الليثي لقاءه بكلمات موجزات بأنه متوجه لتركيا للبحث عنها، ويقول إن أملهم كبير في الله. وعند هذه النقطة تركته مصحوباً بدعواتي وأمنياتي بأن يجد ابنته، وتبقى الكثير من الأسئلة العالقة بذهني، والتي من بينها من يجند فتياتنا لداعش؟ ومن يسهل لهن خروجهن؟ وكيف؟ وإلى متى سنسمع عن حالات انضمام مشابهة؟ ويبدو أنها للأسف أسئلة ليست للإجابة!!


الانتباهة

موقف د.خالد المبارك يلمح لدور لحكومة السودان في قضية وليد الحسين


الهادي بورتسودان

في تعليقه على خبر التضامن مع إعتقال المهندس وليد الحسين في صحيفة الغارديان ، ألمح الدكتور خالد المبارك لدور ما لحكومة الخرطوم في إعتقاله حيث ربط بين مطالبات الغرب بإعتقال جوليان أسانغ مؤسس ويكيليس ، وسنودن مسرب وثائق الجكومة الأمريكية، وعدم تسامح الخرطوم فيما يسميه بالخروقات الأمنية ، وإستغل (الخبر عالي المشاهدة ) بشكل غير مناسب لبث رؤى الخرطوم فيما تتدعيه من حريات صحفية وسياسية وكان تعليقه كما يلي :-
" في السودان يوجد العديد من الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة السودانية يوميا وهم يعيشون داخل الخرطوم . كما إن الأحزاب هناك قد حصلت على دور لها لتمارس فيها إنشطتها بكل حرية . ولكن هناك بعض المسائل الحساسة هي خارج أطار هذه الحرية في بلد يواجه تمرد إرهابي مسلح. وينطبق الشيء نفسه على بلدان أخرى. ففي الديمقراطيات الغربية مثلاً لا يتم التسامح مع الخروقات الأمنية الكبرى مثل حالات جوليان أسانغ و إدوارد سنودن " - إنتهي تعليقه
- د. خالد المبارك الأديب المسرحي الوافد على النظام من أقصى اليسار وبثقافته العالية ، يجلس بشكل شبه يومي للتعليق على الصحف الغربية يتصيد أخبار السودان وجنوبه والمنطقة لإبداء وجهات نظر تتطابق مع رؤية الحكومة ، و قد لا يكون نفسه مقتنعاً بها ،وربما كان ذلك تحليلاً لمال الوظيفه .
- فهو يحدث الناس إفكاً عن حريات صحفية في السودان بينما الرقيب الأمني هناك حاضراً قبل خروج أي صحيفة من المطبعة ، كما إن مصادرة الصحف تتم بشكل شبه يومي . بل وقد يصادر الدكتاتور كل الصحف الصادرة في ذلك اليوم أو جُلّها لأن مقالاً واحداً لم يتسق مع مزاجه . ولم يخبرهم بالطبع عن ترتيب نظامه المتأخر جداً في مجال الحريات الصحفية.
- في الوقت الذي كان د.خالد يحدث الناس عن حرية الأنشطة السياسية كان قيادات من حزب الإصلاح الآن رهن الأعتقال ، والكثير من شباب حزب المؤتمر السوداني في إعتقال يومي لأكثر من شهر .
- ربط خالد بشكل مضلل بين قضايا جنائية لنشطاء دوليين هي نفسها محل جدل كبير ، وبين قضية المهندس وليد الحسين العادلة التي تفاعل معها جميع السودانيون ومختلف المنظمات الإقليمية والدولية .
- الملاحظ في تعليقه إنه لم يبدء أي تعاطف (ولو مصطنع ) مع قضية المعتقل وليد العادلة ، في نكوص واضح عن قيم الحرية الفكرية والصحفية التي يدعيها كمثقف في مقابل وظيفته عند الدكتاتور .
- هذا وحظي تعليقه بكثير من الردود من نشطاء سودانيين كان كلها تفنيداً لإدعاءآته


تجد جملة تعليقات د. خالد المبارك في صحيفة الغارديان هنا وكان أول المعلقين على خبر وليد الحسين المنشور في الراكوبة منذ الأمس :
https://profile.theguardian.com/user/id/4300171
الراكوبة

الدبلوماسية السودنية : أمريكا تسعى لوضع السودان تحت الوصاية بـ«حقوق الإنسان»




قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية على الصادق، إن البعثة السودانية في جنيف تقود تحركات مكثفة بالتنسيق مع دول صديقة لإجهاض تحركات تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ترمي لإعادة السودان إلى الفصل الرابع الخاص بالرقابة على انتهاكات حقوق الإنسان.

ووجه الصادق، انتقادات لواشنطن الساعية لإعادة السودان إلى البند الرابع وأكد أن البعثة السودانية بجنيف ستقاوم أي محاولة لزعزعة ملف حقوق الإنسان، بالتنسيق مع الدول الصديقة في مجلس حقوق الإنسان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، للصحفيين، " هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها بعض القوى الغربية السودان وتسعى لإعادته إلى مربع الوصاية ".

وأكد الصادق أن السودان وحلفاءه قادرون على تفنيد أي مزاعم تحاول أمريكا الصاقها بالسودان من خلال تقديم التطورات المحرزة في أوضاع حقوق الإنسان خلال الفترة الماضية، وشرح ما قامت به الحكومة للارتقاء بالملف بعيدا عما أسماه "المغالطات المضللة التي تنشرها الجهات المعادية للسودان".

وكانت تقارير صحفية نشرت الأسبوع الماضي تحدثت عن بدء واشنطن تحركات داخل مجلس حقوق الإنسان لإعادة السودان إلى البند الرابع الخاص بالرقابة، والذي يتيح التدخل ‏تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وأعلن مندوب واشنطن في مجلس حقوق الإنسان خلال جلسة المجلس الإجرائية عزم بلاده ‏تقديم مشروع قرار يعيد السودان إلى البند الرابع، ويقضي بتعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان هناك.‏

وفسر مراقبون ذوو صلة بملف حقوق الإنسان الخطوة بأنها محاولة للضغط على الحكومة في الخرطوم، لا سيما أن البند الرابع يفتح الباب أمام التدخل الدولي في شئون البلاد في ما ‏يتصل بحقوق الإنسان.

يذكر أن منظمات حقوقية معروفة على رأسها العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، اتهمت في تقارير أصدرتها مؤخرا الجيش ‏السوداني وميليشيات الحكومة بارتكاب جرائم حرب في مناطق النزاع المسلح.

سودان تربيون

و هل حسب النظام أنً وليد الحسين شخص واحد؟ ألم يسأل نفسه كيف استمرت الراكوبة أقوى من ذي قبل ؟..




مصطفى عمر

و هل حسب النظام أنً وليد الحسين شخص واحد؟ ألم يسأل نفسه كيف استمرت الراكوبة أقوى من ذي قبل ؟.. 
الأستاذ وليد الحسين لم يرتكب جرماً يدفع حريته ثمناً له، و لم ينتهك قانوناً حتًى يحاسب و تعاقب أسرتيه الكبيرة و الصغيرة عليه..، أمًا –نحن- من يهمًنا الأمر..فالصحيح أن نطالب و لا نستجدي، نناشد و لا نتوسل ، على السلطات السعودية إطلاق سراحه فوراً،أو تقديمه لمحاكمة عادلة، ولا نكتفي بهذا.. علينا الضغط بكافة الوسائل الممكنة و المشروعة ، لا أن يكون غاية ما نفعله المناشدات و البيانات ، واجبنا تجاه قضيًتنا أن نقود حملات رأي عام و تظاهرات أمام منظمات الأمم المتحدة و السفارات في البلدان التي تحترم الانسان و حقوقه..، إن لم يجد المستجير (المسلم ) حقوقه في ارض( الاسلام و المسلمين) فقطعاً سيجدها في أرض غيرهم ، لا غرو أنً الاسلام اليوم في ديار غير المسلمين ، و لا غرو أنً اللًه يبقي على الدًولة العادلة غير المسلمة لأنً العدل و الاحسان هو ما أمر الخالق به "إنً اللًه يأمر بالعدل و الاحسان...الآية" ،

لكل إنسان الحق، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة نظراً عادلاً علنياً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه".. هذا ما تنص عليه مواثيق حقوق الانسان الدوليًة ..سلطات السعوديًة حرًة إن لم ترغب بتواجده على أراضيها ، و إن سلًمته لنظام تعلم جيداً أنًه الأسوأ في العالم و لا يهمًه سوى تدمير المواطن السوداني و إهانته فعليها أن تدرك جيداً أنًها خسرت السواد الأعظم من الشعب السوداني الذي لن يغفر ذلك طال الزمن أم قصر، فالأيًام دول..، و الباطل إلى زوال، و الظلم ظلمات يوم القيامة..(... وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ..الآية)

أمًا نحن – الأحرار – علينا أن نضع نصب أعيننا بأنً الأمر لا ينتهي عند الشجب و الادانة و الاستنكار و التظاهر..، أو الصمت على المخازي التي نعيشها كل يوم..واجبنا يحتم علينا دفع ثمن المبادئ النبيلة فهى ليست مجاناً و لا ينالها إلاً الأحرار..علينا أولاً الايمان بمبادؤنا و قضيتنا فهذا شرط صحًتها ..، أن نتحسب ، فقد يكون الثمن حياتنا...و لا نمانع في دفعه.. أن نؤمن قاطعين و جازمين..أن لا خيار آخر أمامنا طالما أنًنا ارتضينا الحرية مبدأ..المبدأ في حد ذاته واحد لا يجزأ.. الواقع الذي نحن فيه الآن اختبار لن يجتازه من يحاول خداعنا و خداع نفسه بأن المبادئ يمكن أن تجزًأـ..، هما خياران لا ثالث.. إما أن نكون أو لا نكون، إما أن نكون أمام أنفسنا متسقين مع مبادئنا وقيمنا التي نؤمن بها، ، وإما لا نكون سوى مدّعين كاذبين خانعين .. دون مبادئ و قيم.. نقول بما لا نفعل ، و ننطق بما لا نعي و نتشدًق بما لا نؤمن،..لا يمكن أن ننشد الحرية والعدالة و لا نوفيها حقًها ،و لا يستقيم أن ندعي الوطنيًة و النبل و لا ينالنا منها سوى الانهزاميًة و الركون للظلم و الهوان..قطعاً لا أحد يريد ذلك اللهم إلاً إن كان ينشد المحال أو يخدع نفسه..، فمن كان بهذه المواصفات خيرُ له و للآخرين ألاً يدًعي ما لم تطاوعه نفسه على تحمل تبعاته.

وليد حر بفطرته التي فطر الله عليها النًاس، نبيل و إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معاني..له قضيًة يدافع من أجلها، و هو كما الكثيرون من أبناء الشعب السوداني حر يمثل كل الصفات النبيلة، في حين يمثل النظام الذي يرفضه كل ما هو شرير ودنيء في الطبيعة البشرية...، الأحرار لن تقهرهم السجون و لا يزيدهم السجن إلاً قوًة لأنًهم يحكمون أمورهم كلًها بمبادئهم ولا تحكمهم الظروف العارضة.. ، بالنسبة لهم المسألة قضيًة حق ضد الباطل ، إنحياز للكرامة و طبع إنساني التذلل و الخنوع فيه لله وحده لا لأحد سواه.. أيا كان ومهما كان، فحتًى و إن سلًمته السلطات السعوديًة لنظام الخزي و العار لن يستطيع أن ينال شعرةً من رأسه، و سيكون قد فتح أبواب الجحيم عليه من أوسع أبوابها حتًى و إن لم يفعل أي شئ و أطلق سراحه..، هذا لن يغيٍر من المبدأ و القضيًة شيئاً..

أسرة وليد اسرتنا جميعاً،أطفاله أطفالنا، و زوجته أختنا..، اسرته الكبيرة أسرتنا.. الوقوف معها و تفقد أحوالها واجب علينا لا ننتظر مناشدة منها أو دعوة، لا فرق بينهم و بين أبناؤنا و أهلنا سنقيف معهم حتًى النهاية و لا منًة أو رجاء فهذا واجب لن يتقاعس عنه إلاً معذور لا يمتلك المقدرة أو كاذب منافق ليس منًا...

أمًا الرًاكوبة فلن تهتز كما يريد لها أعداء الانسانيًة و اعلامهم المأجور.. لن تزداد إلاً قوًة، و الجوًاب ما سيراه عديمي الضمير و أذيالهم لا ما يسمعونه، يجب أن يكون ردنا عمليًاً و قاسياً و نجعلهم يندمون على اليوم الذي ولدتهم فيه أمهاتهم و أخرجتهم إلى هذه الفانية ..

جميع الأحرار مطالبون بمبادرة عاجلة مع ادارة الراكوبة تثلج صدور من طال انتظارهم، و تلقم أعداء الانسانيًة حجراً..، و تعجٍل بزوال هذا النظام البغيض، الرًاكوبة كتب لها أن تتمدًد و تصل إلى كل الناس، تؤدي رسالتها على أكمل وجه ، فهى اليوم مقروءة ، نريد لها أن تكون مقروءة و مسموعة على كل أجهزة الهاتف الحديث منها و القديم، في كل بيت سوداني ، في الأصقاع و الفيافي، أن يصل صوت الراكوبة لكل مواطن داخل و خارج السودان، و و ينتشر الوعي و الاستنارة ، و تفضح النظام أكثر مما هو مفضوح و يرى سوءاته السواد الأعظم من البسطاء في كل قرية في الريف السوداني . هدفنا ليس فقط تعرية ما هو معرًى و تقبيح ما هو قبيح، إنًما تمليك جميع الشعب السوداني الحقائق التي لا يعلمها السوداد الأعظم منه عن مدى سوء النظام..، أن نرشدهم إلى الطريق لمقاطعته و محاربته و اسقاطه و محاكمة مجرميه، أن نعمل بكل ما أوتينا من قوة لتكون الراكوبة صوتاً حرًاً نافذاً لا يعلو عليه، و الفضل في ذلك أولاً و أخيراً لوليد و فريق العمل معه فقد كانوا أفضل منا جميعاً و لهم السبق علينا... عندها سيدرك الذين ظلموا أنًهم الأسفلون، و أنً وعد الحر دينُ عليه، و أننا سنفي بوعدنا الذي قطعناه على أنفسنا أو نموت دونه.

مصطفى عمر
mustafasd1@hotmail.com

قرى في شمال دارفور تشكو للبرلمان هجمات نفذها مجندو (حرس الحدود)


سلم وفد أهلي من ولاية شمال دارفور، البرلمان السوداني، شكوى رسمية ضد قوات حرس الحدود – شبه الرسمية - بعد مهاجمتها مجموعة من القرى وترويع أهاليها وإجبارهم على الفرار.
JPEG - 13.4 كيلوبايت
مجندان من حرس الحدود في سوق (ميستري) بشمال دارفور- أرشيف -
ووصل وفد من منطقتي "لمينا "و" أبو سكين" – 85 كلم شمال الفاشر، عاصمة شمال دارفور، الى الخرطوم، وإجتمعوا الأحد الى رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، ناقلين اليه شكوى من تضرر أهالي 36 قرية بالمنطقة من هجمات شنها مجندي حرس الحدود، نهاية الشهر الماضي، أدت لسقوط جرحى و تشريد مئات المدنيين.
وقال النائب البرلماني عن الدائرة 9 كتم، أحمد ابراهيم للصحفيين ان “قوة عسكرية تتبع لحرس الحدود، تستغل عربات "لاندكروزر"، ويرتدي أفرادها الزي العسكري، هاجمت مواطني لمينا وابوسكين، واعتدت عليهم بالضرب ، ما اسفر عن سقوط خمسة جرحي وحرق عدد من الممتلكات".
وعزا البرلماني الهجوم الى أن القوة المسلحة اعتقلت ابن أحد أعيان المنطقة، لكنه تمكن من الفرار ، والعودة الى ذويه لتلجأ القوات الى شن هجمات واسعة على المنطقة بحثاً عن الشاب.
وأضاف " عندما لم تتمكن من القبض عليه مرة أخري، هاجمت 36 من قرى المنطقة ،وأحرقت 7 كلم من المزارع والبساتين ، واتلفت الممتلكات ، واحدثت خسائر فادحة، كما عرضت العشرات من الأهالي لحملات ضرب قاسية.
وحث النائب حكومة شمال دارفور، على تحمل مسؤلياتها تجاه المواطنين، منعا لتكرار أسباب النزوح وفرار المدنيين.
وقال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان ، التوم الفاضل، ان لجنته طلبت من الوفد ، تقديم تقرير مفصل حول الأحداث، متضمنا أعداد الضحايا والممتلكات التي اتلفت، والاشخاص المتهمين… تمهيدا لعرضه على الجهات المسؤولة
وحذر من أن تجاهل تلك الأحداث سيؤدي الى مخاطر أكبر.
سودان تربيون

هل يدعو «مجلس السلم والأمن الأفريقي» لتدخل دولي في السودان لأجل الإنسانية؟


*محجوب حسين

رغم المواقف الإيجابية التي عبرت عنها أقطاب المعارضة السودانية، بشقيها المسلح والمدني، من قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم «539»، الصادر في العاصمة الأثيوبية «أديس أبابا»، في 25 من آب/أغسطس الماضي والقاضي بحل الأزمة السودانية وفق الخطة الأفريقية الجديدة التي تقدم بها رئيس الآلية رفيعة المستوى، رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو مبيكي، إلا أن الرئيس السودني قابله بإعلان رفضه لهذه القرارات التي إختار لها مواقيتها من حيث زمانها ومكانها لإعلانها في العاصمة الصينية التي يزورها خلال هذه الأيام، حيث تعتبر الأخيرة أهم حليف إستراتيجي علني لشبح دكتاتورية الخرطوم التي يخوضها لوبي ضخم يمتهن مهنة صناعة الفساد.
العناوين الرئيسية للقرار الأفريقي، تتمحور حول إمكانية بحث وإيجاد حلول مستدامة لقضايا تداعيات الحرب في المناطق التي قصد الرئيس السوداني مضاعفة إيقاع الضرر بها وفق آجال زمنية محددة، في كل من دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، فيما الشق الثاني، يتعلق بمنهجية جديدة لإدارة ما يعرف بالحوار الوطني الذي أعلنه الرئيس السوداني نفسه في وقت سابق من العام الماضي، هذه المنهجية مبنية على إجراءات شكل وموضوع مختلف، تمنح الآلية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس ثابو مبيكي ضبط إدارة الحوار الوطني وفق تخويله وتفويضه الدولي من مجلس الأمن الأفريقي عبر مراحل، أولها، مرحلة المؤتمر التحضيري المخطط له وفق القرار أن ينعقد بمقر الإتحاد الأفريقي، وبحضور كل فرقاء وشركاء الأزمة السودانية، تحت رعاية الإتحاد الأفريقي وبمشاركة قد تكون واسعة من المجتمع الدولي وعواصم صناعة القرار العالمي لإحداث تسوية سياسية نهائية للإزمة التي يتخبط فيها السودان منذ إعلان إستقلاله في النصف الثاني من القرن العشرين.
في جانب المعارضة، أحدث هذا القرار إختراقا دبلوماسيا «محدودا» للمعارضة السودانية في شكل إدارتها لأزمة الصراع مع الرئيس السوداني الذي ما إنفك يخوض معارك شخصية مع الجميع، هذا الإختراق «المحدود»، يستشف منه، عن تبدل مهم في بورصة السياسة الأفريقية ضد الرئيس السوداني والتي كانت متماهية معه منذ قمة «سرت»، التي إنتزع فيها معمر القذافي الذي كان يسيطر على مفاصل الإتحاد الأفريقي، قرارا بدعم الرئيس السوداني ورفض التعامل مع الجنائية. ومع ذلك يبقى هذا الإختراق ليس ذا أثر فعال في الضغط على الرئيس السوداني لتقديم تنازلات عبر جراحات حقيقية، لأن الرئيس عمر البشير الذي يخوض معارك شخصية كما أسلفت، يرى أن ميزان القوى العسكري والأمني لصالح نظامه، وبالتالي لا يرى أي ضرورة موضوعية تدفعه إلى المخاطرة رغم إكتمال كل أدوات شرعنته التي إنتهت بشرعنة الفساد والسرقة و»الحلال» للدولة وما فيها.
أما على الجانب الحكومي، فأغلق البشير أي إمكانية له، إلا وفق شروطه وإدارته هو وبرئاسته وما يريده من نتائج، فيها قد يمنح شراكات صورية لا تؤثر على صلاحيته، ولا يقبل بأي محاولة لتفكيك نظامه عبر آلية الحوار، واضعا بذلك خيارين فقط للمعارضة إما التسليم بالشراكة معه وفي إطار نظامه أو عودة المعارضة الطوعية لخطاب إسقاط النظام عبر كل الوسائل المتاحة بما فيها شرعية السلاح بعدما تنازلت عنه «تكتيكيا»، تلبية لطروحات شركاء آخرين في المعارضة السودانية، ومع ذلك، قد يفتح المجال لحوار «جزئي» مع قوى جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور حول تداعيات الحرب فقط مثل اللاجئين والنازحين وتسليم السلاح فقط، دون التطرق لمعادلات السلطة والثروة والعدالة الجنائية وبنية الدولة السودانية ونظام قيم إجتماعي سياسي جديد يستند إلى مشروع وطني سوداني يمتلك الشرعية والمشروعية.
السيناريو المرتقب وفق المخطط الأفريقي برئاسة الرئيس ثابو مبيكي، أن يتم تحويل الملف السوداني مجددا إلى الشرعية الدولية ممثلة في مجلس الأمن الدولي، وفيها يقول الرئيس ثابو مبيكي كلمة واحدة «الرئيس البشير رفض». وهنا على المجلس، الذي أصدر العديد من القرارات خلال العقد الماضي ضد الرئيس السوداني دون تنفيذ واحدة منها، إتخاذ الإجراءات التي من شأنها حفظ الأمن والسلم الدوليين، هذا الحق يخضع لتلاعب الكبار وإدارة المصالح وتوزيع الأدوار. والمؤكد أن البشير وفي قفزه لمراحل متقدمة للأزمة قد يكون أغلق هذه المحطة المرتقبة بإتفاق مع الصين التي إطلق فيها رفضه للخطة الأفريقية التي تسعى إلى تفكيك ناعم لنظامه عبر الحوار أو أي شراكة تفقِده رصيد إستعماله مبدأ «السيادة» الواقع محل الرهن، لأجل الإحتماء أو الإختباء من الجنائية التي باتت ورقة ضغط سياسية أكثر من كونها فعلا قانونيا، وبالطبع أمام هذه الحالة قد لا يتخذ المجلس قرارا دوليا بالتدخل في السودان من أجل الإنسانية أو الحريات أو الديمقراطية أو قيم الحداثة أو حتى لتنفيذ قرار الجنائية الدولية بالقبض على الرئيس السوداني، ليس لكونه لا يستطيع، ولكن حجم مصالحه مع النظام السوداني كبيرة والخدمات الجليلة التي يقدمها لهم الرئيس السوداني ومجانا، بلا رسوم، بل ومع الشكر.
المفارقة، رغم خطاب اللهو الذي تقدمه السلطة، المؤكد قطعا إن إستمرارية حكم البشير تدعمه قوى خارجية وعلى تعاون وثيق الصلة مع البشير الذي فقد مقومات صلاحية حكمه داخليا ولكن ما زال يقدم خدماته خارجيا إن لم تكن «عمالته» بلا دين أو عقيدة، أما الوجه الثاني في المفارقة أن قوى المعارضة السودانية تراهن أيضا على الخارجي، إقليميا أو دوليا، لحل أزمة الدولة، وهذا الخارجي ذاته يلعب بخفاء على بقاء البشير رئيسا دكتاتوريا على السودان والسودانيين لثُلث قرن، وبذلك، لا يقع في فخ إسقاط حكم آخر قد ينتج دولة فاشلة وهي فاشلة أو على إستعداد للفشل على غرار دول الربيع «الإسلاموي» العربي، الذي قتل أربع دول.
هذا يطرح تساؤلات جادة على منضدة قوى المعارضة السودانية التي تكتفي كثيرا بعدم مساءلة نفسها، وتعيش»يوتوبيا» الإنتفاضة أو الثورة السودانية، كمتاهة وفي المُتخيل.

٭ كاتب سوداني مقيم في لندن

القدس العربي

10 ملايين دولار من بريطانيا للعمل الإنساني بالسودان


أعلن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الأحد، أن بريطانيا قدمت دعماً إضافياً للأنشطة الإنسانية بالسودان بمبلغ عشرة ملايين دولار، لتمكين الوكالات الإغاثية من مواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة، وتلبية احتياجات الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر.
وقال إن هذه المساهمة هي الثانية من نوعها التي تقدمها المملكة المتحدة لعام 2015، للصندوق الإنساني المشترك في السودان، حيث سبق لها أن خصصت مبلغ 10.9 مليون دولار في ديسمبر من عام 2014م.
وقالت رئيسة إدارة التنمية الدولية البريطانية في السودان جوانا ريد، “إن الحاجات الإنسانية في السودان كبيرة، ومع ذلك فهناك نقص كبير في التمويل لتلبية هذه الاحتياجات”.
وأضافت أن هذه المساهمة الإضافية ستمكن الوكالات الإنسانية من مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وتلبية احتياجات الأشخاص الأكثر عرضةً للمخاطر”.

شح التمويل
وفقاً لبيان مكتب الشؤون الإنسانية فهناك نحو 5.4 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان، إلا أن خطة الاستجابة للتصدي لتلك الاحتياجات الإنسانية لم تتلق سوى 39% من التمويل المطلوب
ووفقاً لبيان صادر من مكتب الشؤون الإنسانية، فهناك نحو 5.4 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان، إلا أن خطة الاستجابة للتصدي لتلك الاحتياجات الإنسانية لم تتلق سوى 39% من التمويل المطلوب.

وقال البيان إن إدارة التنمية الدولية البريطانية ظلت جهة مانحة ملتزمة منذ إنشاء الصندوق الإنساني المشترك في السودان في عام 2006، بل إن مساهمتها الأخيرة تأتي في وقت حرج.
وقالت المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان مارتا رويداس، إن “الصندوق هو أداة التمويل الاستراتيجية التي تساعد المنظمات غير الحكومية الوطنية، والدولية في الاستجابة لتلبية الاحتياجات الحرجة للأشخاص الأكثر عرضةً للمخاطر في السودان”.
وأضافت قائلة: “وفي ضوء الفجوات التمويلية الكبيرة هذا العام، يظل التخصيص الثاني الذي قدمته المملكة المتحدة هو دليل على التزامها تجاه شعب السودان، والمجتمع الإنساني على حدٍّ سواء”.
شبكة الشروق