كشفت مصادر مطلعة وموثوقة لـ(حريات) ان المجموعة الحاكمة تعيش حالة ذعر حقيقية من مؤشرات انحياز القوات المسلحة للتحركات الشعبية المتصاعدة مؤخراً .
وأكدت المصادر تنامى السخط الواسع فى صفوف القوات المسلحة ، بسبب فساد السلطة الذى وصل الى مشاشها ، وألقى بظلاله على أعز ما تملك القوات المسلحة – على سلاحها ، كما كشفت فضيحة الدبابات الفاسدة ، وعلى غذائها ايضاً كما أوضحت فضيحة الزيوت الفاسدة ، اضافة الى ممارسات مليشيات الدعم السريع التى استباحت المواطنين فى مناطق العمليات العسكرية ووصلت استباحتها الى تخوم العاصمة ، فضلاً عن انعدام الرؤية لدى المجموعة الحاكمة ، سواء للأزمة الاقتصادية أو العلاقات الخارجية او قضايا الحرب والسلام ، وهو غياب رؤية تدفع ثمنه القوات المسلحة من دماء افرادها وضباطها ، ومن سمعتها كمؤسسة يفترض ان تكون عمود خيمة الامن القومى فى البلاد ، فتدهورت سمعتها كرديف حزبى وانخرطت فى حروب النظام ضد شعبها بلا معنى وبلا افق. واما منتهى الفاجعة ، فان طه عثمان – الضابط الادارى السابق وضابط الأمن ومدير مكتب عمر البشير حالياً ، المتورط فى عمليات غسيل الاموال وابرز صفقات الفساد – تحول مؤخراً الى الآمر الناهى فى شؤون البلاد ، بمافى ذلك شؤون القوات المسلحة .
وأضافت المصادر ان المجموعة الحاكمة تلقت عدداً من التقارير الاستخبارية تؤكد رغبة الغالبية الساحقة من الضباط فى تغيير الوضع القائم ، اضافة الى (تحركات) غير مفهومة و(اتصالات) مريبة ، الامر الذى دفع المجموعة الحاكمة الى تعيين الفريق الركن يحيى محمد خير ، كوزير دولة بالدفاع 3 أكتوبر الجارى ، والى اعادة تشكيل هيئة قيادة القوات البرية 4 أكتوبر (مرفق صورة القرار).
وقالت المصادر ان المجموعة الحاكمة توصلت الى ان الفريق عوض ابنعوف ، وزير الدفاع المعين حديثاً ، رغم ولائه الا انه لا يمكن الثقة به فى حالة تحرك شعبى واسع ، فهو مسيس ، يعرف المغزى السياسي لتقارير الاستخبارات التى تؤكد عزلة المجموعة الحاكمة ، مما يمكن ان يغريه بالانحياز لحصان المستقبل الرابح ، ولذا فضلت المجموعة الحاكمة ان تعين يحيى محمد خير – الموثوق أكثر- لمراقبة ابنعوف .
وأضافت المصادر ان المجموعة الحاكمة التى تنقصها المعلومات الدقيقة اطلقت قنبلة دخان وعدداً من الاجراءات الاحترازية ، فروجت شائعة انقلاب يوم الخميس المزعوم ، وهى شائعة لجمع المعلومات وحد التحركات ، كما غيرت هيئة القيادة ، ووضعت أكثر من مائة من ضباط الخدمة والمعاش الذين يجهرون بآرائهم الناقدة فى قوائم المراقبة اللصيقة وحظر السفر علها تحد من تحركاتهم المحتملة ، كما هرع عمر البشير لمخاطبة الحاميات العسكرية فى العاصمة .
وقالت المصادر ان قنبلة الدخان والاجراءات التخويفية بدلاً عن تحقيق أثرها المقصود افضت الى العكس ، حيث أحس الضباط بضعف معلومات المجموعة الحاكمة وخوفها وتخبطها ، وأكدت المصادر ان أى تحركات شعبية واسعة فى البلاد ، على عكس السنوات السابقة ، ستجد هذه المرة انحيازاً واضحاً من التيار الغالب فى القوات المسلحة .