الثلاثاء، 12 أبريل 2016

الخرطوم ترد على البيان الأميركي حول استفتاء دارفور

فنَّدت الخارجية السودانية البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، الذي تضمَّن انتقادات لإجراءات الاستفتاء الإداري في دارفور، مبينة أن التسجيل للاقتراع كان الأكبر في التاريخ، وأن الأمن متوفر بدليل زيارة الرئيس عمر البشير للولايات كافة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية علي الصادق، بشأن ما ورد في البيان بأن تسجيل الناخبين غير كافٍ، قال إنه يُعدّ أكبر تسجيل للناخبين في تاريخ ولايات دارفور التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، وإن الأشخاص المؤهلين للتصويت نحو أربعة ملايين والمسجلين ثلاثة ملايين ونصف.
وأضاف أن المعلومات التي رصدتها مفوضية الاستفتاء الخاص بدارفور، أكدت أن الذين سجلوا للتصويت داخل المعسكرات يُعدُّ مستوى مقارباً للتسجيل العام أي بنسبة أكثر من 50 في المائة.
وبشأن ما ورد عن قصر التصويت على المواطنين الموجودين في دارفور خلال عملية الاقتراع، ذكر المتحدث باسم الخارجية أن ذلك هو قرار توصلت إليه المفوضية بعد دراسة متأنية وطويلة، واصفاً ذلك بالأمر الطبيعي ومعمول به في معظم الدول.
وحول مزاعم عدم الاستقرار في دارفور، أشار الصادق إلى زيارة الرئيس عمر البشير إلى ولايات دارفور الأسبوع الماضي التي طاف خلالها المدن والبوادي، ولم يتم تسجيل أي حادث أو خرق خلال الزيارة، مما يؤكد استتباب الأمن والاستقرار في ولايات دارفور.
واختتم الناطق الرسمي تصريحه، قائلاً إن التصريح المتداول من الخارجية الأميركية منقول (بحذافيره) من مصادر الحركات المسلحة المعادية للحكومة.
شبكة الشروق

خميس الشيخ اللاجئ من السودان الذي اصبح نجم مسرح في تل ابيب

من دارفور عبر الخرطوم ثم القاهرة ثم سيناء والتسلل الى اسرائيل عاريا ممزقا حتى بلغ قمة الفن المسرحي في تل ابيب
عندما دعاه مخرج فيلمه – المخرج “تساحي ميلر” الشهر الماضي في ساعة متأخرة من يوم الجمعة ليخبره بأنه فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان نيويورك السينمائي، تذكر فجأة خميس الشيخ ما معنى الابتسام مجدداً.
عند وصوله الى إسرائيل في عام 2007 بعد رحلة مذهلة، لم يتخيل هذا السوداني المسلم أن حمله بأن يصبح ممثلاً، سيتحقق في تل أبيب. فقد فرّ من مسقط رأسه في قرية بدارفور بعمر الخامسة عشرة عاما هربا من المجازر.
الحكومة السودانية قررت تجنيد جميع الصبيان في الجيش، وأرسله والده الى مصر على أمل أن يعود حين تهدأ الأمور. لكن الأمور اشتدت سوءاً. وخلال تواجده في القاهرة، عمل في سوق، وأنفق كامل أمواله على الكتب وقراءة الروايات الكلاسيكية.
“أردت حقاً دراسة المسرح لكن المال لم يكن متوفرا لدي. مع ذلك، كان ثمة شغف كبير داخلي. بما أني لم أكن قادراً على التمثيل ولا الدراسة، قمت بكتابة الدور الذي أردت تأديته”. كتب خميس تسع روايات بخط يده تسرد قصة بلده.
“في السودان يوجد نحو 550 قبيلة. كل قبيلة لها لغتها الخاصة، وثقافتها الخاصة. إنه أمر مذهل. بعض التقاليد تؤدي الى مشاهد قد تشكل مصدراً جيداً للكوميديا”، يقول مستذكراً.
“أفضل سنوات حياتي”

صُدف الحياة أدت به الى أن ينضم الى مجموعة مسرح مكونة من ممثلين سودانيين في القاهرة. “أفضل سنتين في حياتي”، يستذكر. “كانوا مسيحيين، وأنا كنت مسلماً، لكننا اتفقاً فيما بيننا بشكل جيد. كنا نكتب المسرحيات عن الحياة في السودان، وقمنا بتمثيل بعض القصص التي مرت معنا”.
يتوجه خميس أيضاً الى مكاتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لكي يسجل اسمه كلاجئ، وليكون على يقين من أن السلطات المصرية لن تطرده الى السودان. لكن مكاتب المفوضية العليا للاجئين كانت تؤجل اللقاءات واستقبال اللاجئين لأشهر وسنين وذلك بضغط من الحكومتين المصرية والسودانية.
يتوجه خميس وأصدقاؤه الى مكاتب المفوضية كل يوم على مدار سنتين، حيث ينظم حوالي 3000 سوداني اعتصام أمام المبنى. في إحدى الليالي، وصل المئات من عناصر الشرطة المصرية وأطلقوا النار على المعتصمين النائمين مما أسفر عن مقتل 27 معتصما واعتقال آخرين.
“بعد هذه المأساة، السودان لم ترد. حتى اليوم، هذا يثير غضبي”، يقول خميس مضيفاً ان هذه الأحداث هي “السبب الوحيد لوجود سودانيين في إسرائيل”.
“خلال السنوات السبع من اقامتي في مصر، لم أتخيل ولو للحظة بأني سآتي الى إسرائيل يوماً ما. في البداية كنت أفكر بالبقاء في مصر من أجل تعلم المسرح ومن ثم الهجرة الى دولة أخرى. في نهاية المطاف اتضح أن الحياة كانت تسير بشكل جيد. لكن بعد هذه الأحداث، أصبحنا أعداء المصريين”، يقول مشتكياً.
ومرة أخرى، يتوجب على خميس الهرب. يتنقل من قرية الى أخرى، يتهرب من الشرطة التي تلاحق المتظاهرين السودانيين.
ثم يقرر الذهاب الى إسرائيل حيث يتواجد عدداً من أصدقائه. دون أن يكون معه اية نقود، او تأشيرة دخول صالحة علاوة على جواز سفر منتهي الصلاحية، اتضح أن إسرائيل هي الملجأ الوحيد المحتمل. بفضل بدوي يعمل على تهريب المهاجرين التقى به في سيناء، نجح خميس بصعوبة بعبور الجدار الأمني الفاصل بين إسرائيل ومصر.
“حينها أطلق الجنود المصريون النار. سارعنا بعبور الشريط الشائك. وصلت الى إسرائيل وجسدي مليء بالكدمات. ركضت نحو منزل حيث أعطاني شخص هناك بعض الماء”، يقول خميس.
“عندما كنت أشرب الماء، رأيت عشرات الجنود حولي. كنت متأكداً أنهم مصريون. اعتقدت أن هذه هي النهاية بالنسبة لي. حينها، سمعتهم يتحدثون بلغة ليست عربية. قلت “سبحان الله”. ثم اعتنوا بي واصطحبوني الى مدينة بئر السبع”، يقول مضيفا.
حينها لاقى خميس وسودانيون آخرون أنفسهم في المدينة الجنوبية بدون أي مال ولا مكان يذهبون اليه. غالبيتهم كانوا مغطين بالضمادات، وآخرون كانوا يلبسون ملابس ممزقة.
“في الوقت الذي كنا فيه في الشارع، جاءت امرأة لتعطينا الماء وقامت بالاتصال بمكتب مفوضية اللاجئين في إسرائيل، التي أرسلت سيارات لتأخذنا الى تل أبيب”، يستذكر خميس.
بعد عدة محاولات، حصل على “إقامة مؤقتة” وهي ضرورية للحصول على عمل والدراسة في إسرائيل. على عكس الآخرين، بدأ خميس بتعلم اللغة العبرية. “السودانيون الآخرون كانوا يقولون “لماذا تتعلم العبرية؟ سيقومون بطردنا قريبا””.
ما زالت رغبة خميس بتعلم المسرح هي التي تدفعه قدماً. وهو يعرف أنه في إسرائيل سيحقق حلمه. لكن كما هو الحال دائماً، فإنه كلما زاد حجم الطموح، زادت العقبات.
“شاركت في دورات لكنها كانت معقدة بسبب اللغة. حاولت في مدرسة أخرى، تعلمت في أربع مدارس للمسرح لكني لم أنهِ دراستي بسبب الأوضاع المادية. في النهاية، تعلمت عن طريق الممارسة”.
بفضل حبه للمسرح وحسه بالصمود، نجح خميس بدمج نفسه في المجتمع الإسرائيلي. عن طريق عمله كمنقذ في بركة سباحة، يتحدث خميس مع الإسرائيليين ويحسّن مستواه باللغة العبرية.
“عليّ أن أعترف بأن الإسرائيليين شكلوا مصدر إلهام بالنسبة لي. التقيت بأشخاص يعملون ويتعلمون بنفس الوقت. اعتقدت أنه بإمكاني القيام بالمثل”. يعترف خميس بأنه كان محظوظاً بلقاء “أشخاص يريدون العطاء، يشجعونك على النجاح في الحياة”.
في عام 2014 انطلقت مسيرته المهنية. طُلب منه المشاركة في مسرحيات وحتى أنه لعب دوراً في مسرحية ايفانوف من تأليف تشيخوف في أحد أكبر المسارح في إسرائيل.
مع ذلك، وبالرغم من النجاح الهائل، إلا أن ماضيه يعود ليطفو على السطح. صوره في مسيرة عيد “البوريم” العبري (المساخر) تم نشرها على موقع فيسبوك وتسببت له بضجة كبيرة في السودان. من هذا الدارفوري الذي يتغذى مع العدو؟ هو السؤال الذي تم تداوله في الخرطوم.
لكن فقط بعد مقابلة أجراها مع المجلة الثقافية في قناة i24news السنة الماضية، بدأت السلطات السودانية بملاحقته وبمضايقته.
“البعض قالوا إني أعمل لصالح الموساد، وأني خنت بلدي. تم التواصل والتحقيق مع أصدقائي … كنت غاضباً، كان عليّ أن أبقى قوياً وألاّ أسمح لذلك بالتأثير علي”.
الجائزة التي حصل عليها الشهر الماضي جعلته يكتشف من جديد طعم الحياة. “لا يمكنني تصديق ذلك. كنت مكتئباً بسبب المضايقات التي تعرضت لها. ومع هذه الجائزة، فهم الناس في السودان أخيراً بأني ممثل حقيقي”، يقول خميس.
ممثل قدره المذهل هو إدراج نفسه بشكل واضح في المشهد الإسرائيلي.
i24

الاثنين، 11 أبريل 2016

د.عصمت محمود يكشف عن خلفية مخطط التآمر ضد جامعة الخرطوم


جامعة الخرطوم …
شهادتي لله …
في أوائل تسعينيات القرن الماضي وفي ذروة مسيرة التمكين .. كونت مجموعة عمل لدراسة المهددات ال أمنية للإنقاذ ، وقفت يومها على ما انتهت إلى تلك المجموعة، من ضمن ما ورد من مهددات أمنية ذُكِر ( قطاع الطلاب ) .. وأخذت جامعة الخرطوم حيزاً لافتاً للنظر ضمن منظومة الطلاب كمهدد أمني للإنقاذ …
يومها كان المطلوب من مجموعة العمل تلك بعد توصيف وتكييف طبيعة كل مهدد، وضع عدة سيناريوهات للتعامل مع كل مهدد ..
واحد من تلك السيناريوهات هو مخطط تفريغ الجامعة من طلاب درجة البكالوريوس ) وحصر الجامعة على طلاب الدراسات الجامعية العليا ، بمعنى تحويل الجامعة حصراً باتجاه الدراسات العليا …
سيناريو آخر رسم صورة لتفكيك الجامعة إلى كليات مبعثرة وإنهاء منظومة المجمعات ( الوسط \ شمبات \ الطبي \ التربية ) …
بغض النظر عن قدرة الإنقاذ في المضي قدماً في هذا السيناريو أو ذاك، فإن سياسة الإضعاف المستمر للجامعة عبر استنزاف مواردها الضخمة وسلبها ممتلكاتها العزيزة وتعيين قيادات متؤاطئة مع النظام ظل هو الديدن ..
من باع أراضي الجامعة في شمبات ( مدينة البراحة حاليا).
من سلب الجامعة 15 ألف متر من قلب العمارات بالخرطوم لتمنح للسفارة الأثيوبية ..
من باع مزرعة الجامعة …
من منح أرض البركس لصندوق دعم الطلاب ..
لماذا داخليات الجامعة يغتصبها صندوق دعم الطلاب …
كيف ذهبت أراضي سوبا من الجامعة إلى الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة …
كيف تمددت الشرطة في أراضي الجامعة ببري …
من سلب منازل الأساتذة بحي المطار …
من سلب منازل الأساتذة بكلية التربية …
تعمدت عدم وضع علامة الاستفهام ، لأننا لا نسأل، فالإجابات معلومة ..
د. عصمت احمد محمود.

كمال كرار : الجميلة ومستحيلة

من كل 10 جنيهات تحصل عليها الحكومة من الضرائب والرسوم ونهب الناس،وقلع أموالهم دون وجه حق،تنفق 7 جنيهات على الأمن والدفاع وما حولهم من المليشيات والجنجويد.
وتنفق 2 جنيه (وتمانين)قرش علي الطاقم السيادي والدستوري في المركز والولايات،ويتبقي 20 قرشاً هي للصحة والتعليم والزراعة والصناعة والتنمية وخلافهم .
الأرقام أعلاه توضح بجلاء طبيعة هذا النظام الفاسد،الذي يرهق كاهل الناس بالجبايات،من أجل تدعيم آلته الأمنية والعسكرية والحفاظ على امتيازات منسوبيه.
هذا على صعيد تقسيم الموازنة التي تسمي عامة،ولكنها خاصة بالحزب الحاكم،طالما كانت بعيدة عن هموم الناس وتطلعاتهم.
ولما وصلت الضرائب سقفها الأعلى وبات من المستحيل جمع أموال إضافية لزوم منصرفات الأمن،علا صوت السدنة عن دعم السلع ومعناه زيادة الأسعار،وشهدنا ما شهدنا من زيادات في المحروقات البترولية والقمح والسكر،والمياه .
ومن دون إعلان تزداد ضريبة الدخل على العمال والموظفين لتصل إلي 17%،ليس على المرتب الأساسي فقط،وإنما علي البدلات والحوافز أيضاً.
والغرامات تنهال على سائقي المركبات العامة،فلم تعد هنالك تعريفة رسمية للمواصلات،وكل زول يفرض السعر اللي عاوزه،والعاجبو عاجبو والماعاجبو يمشي(كداري).
وتزداد تذاكر النقل بين الأقاليم،لأن تكاليف التشغيل عالية،والضرائب باهظة.
وفي غمرة البحث عن الأموال تباع الخطوط البحرية،وفي خطة الخصخصة تصفية مشروع الجزيرة،وبيع أراضيه بالطبع.
وصودرت أراضي الشمالية جميعها بقرار جمهوري في سنوات ماضية،ومن بقي على النيل من الأهالي لا بد أن يرحل أو يغرق بواسطة السدود،من أجل أن تسلم الأراضي للمستثمرين خالية من الموانع.
ولأن الأرض في الخرطوم باتت من مصادر تراكم الثروات،فإن الرأسمالية الطفيلية تضعها في اولويات الأجندة،وعليه ترحل جامعة الخرطوم لسوبا لأن متر الأرض في نواحي شارع الجامعة أغلى من المتر في لندن.
وحينما تطرد جامعة الخرطوم لسوبا،فإن النظام في مأمن من مظاهرات الطلاب كما يعتقد،فالسكة بعيدة والأمن سيغلق الطرقات في مايو والأزهري،وحلم الوصول للقصر سيكون بعيد المنال.
هذا ما تفكر فيه الأجهزة الأمنية،وبالتالي يصبح مسح جامعة الخرطوم من الوجود أحد مطلوبات المشروع الحضاري.
والعداء مع جامعة الخرطوم(الجميلة ومستحيلة) كما تسمي،له تاريخ بعيد،حيث قاوم طلابها مخططات هيمنة الصندوق على الداخليات،ببسالة،وكان أساتذتها أول من رفضوا نقابة المنشأة وكونوا نقابتهم المهنية،واستطاع طلاب الجامعة تحدي كل قرارات السلطة بمنع النشاط السياسي،وانتزعوا في أوقات سابقة إتحادهم من سيطرة طلاب الوطني.
وفي كل حين يدرك طلاب الجامعة أن نشاطهم وحركتهم الطلابية جزء لا يتجزأ من حركة الشعب لتغيير النظام.
وبالطبع،فالطلاب الشرفاء في كل موقع هم رصيد الثورة السودانية القادمة.
ما هو جدير بالقول أن حقد(الكيزان)على جامعة الخرطوم ينبع من ان غالبية من دخلوها،كانوا ضعيفي المستوي،والمحظوظ فيهم تخرج بدرجة(ترس)بفتح التاء والراء،وجاء تخريجهم بعد سنوات طوال من الملاحق والإعادة،ولكنهم الآن وزراء ومستشارين،في دولة الفساد والتمكين،تلك هي الحكاية يا (عبد المعين).
الميدان

لماذا رفضت قوى المعارضة السودانية التوقيع على إتفاق خارطة طريق الآلية الإفريقية ؟

انعقد الاجتماع التشاوري الاستراتيجي الذي دعت له الآلية الإفريقية رفيعة المستوى في الفترة ما بين 18 الى 21 مارس 20176، بعد زيارة خاطفة لرئيس الآلية الرئيس ثابو امبيكي للخرطوم لمقابلة الرئيس البشير تمهيداً لعقد جولة المباحثات. وقد انتهي الاجتماع التشاوري بتوقيع آحادي من قبل الحكومة السودانية على اتفاق خارطة الطريق  والذي وقع عليه كذلك الرئيس امبيكي كشاهد على التوقيع المنفرد. وفي المقابل رفضت كافة أطراف المعارضة السودانية المشاركة في الاجتماع القبول بالاتفاق، وهي الخطوة التي لاقت تأييداً كبيراً وسط قوى المعارضة الأخرى ووسط الرأي العام السوداني عموماً. بدأت على اثر ذلك عدة اطراف دولية في ممارسة الضغوط على اطراف المعارضة السودانية للقبول بتوقيع اتفاق خارطة الطريق دون النظر في التحفظات الجوهرية على مسودة ومنهج الوصول للاتفاق. ويمكن إيجاز الأسباب التي دعت الى رفض التوقيع على إتفاق خارطة الطريق في الآتي:
  • مخالفة الآلية الإفريقية لتفويضها الوارد في القرارين (456) و (539) بدعوة كافة الأطراف في الأزمة السودانية لمؤتمر تحضيري خارج السودان يتم فيه الاتفاق على أجندة وإجراءات الحوار الوطني والترتيبات الضرورية لضمان حيادية العملية والإستجابة لشروط تهيئة البيئة السياسية والامنية لإنعقاده. حيث عمدت الآلية الإفريقية على استبدال الاجتماع التحضيري المنصوص عليه في القرارات الاقليمية بالاجتماع التشاوري الذي دعت اليه أطراف معينة وأغفلت دعوة أطراف أخرى (وخصوصاً تحالف قوى الإجماع الوطني ومبادرة المجتمع المدني اللذان يشكلان ضلعين مؤسسين في تحالف نداء السودان).
  • اعتمدت خارطة الطريق المطروحة من قبل الآلية الافريقية حوار الوثبة في مراحله الختامية تحت رعاية وإدارة الحزب الحاكم، وعملت على إجبار وإلحاق قوى المعارضة الرافضة له على المشاركة فيه، دون إلزام للطرف الحكومي للتعامل مع التحفظات التي ظلت تبديها قوى المعارضة السودانية على ذلك الحوار الحكومي.
  • على الرغم من محاولة خارطة الطريق في الجمع بين قضيتيّ وقف العدائيات ووقف اطلاق النار النهائي مع قضية الحوار الوطني، إلا انها بذلك جمعت بين مساريين سياسي وأمني لأي منهما شروطه وسياقه الموضوعي والتاريخي الذي يتم بحثه والوصول لحلول بخصوصه قبل التسرع والتلهف في فرض الاتفاقات. فالمنهج الذي تبنته الآلية الافريقية كشف عن خلل رئيسي في تعاملها مع الأزمات السودانية بما يعوق الوصول لحل عادل وشامل ودائم.
  • بينما دعت الوثيقة الي مواصلة المفاوضات حول وقف العدائيات يعقبه مباشرة وقف نهائي للحرب، متجاهلة الطابع السياسي لقضية الترتيبات الأمنية النهائية، فإن الآلية الإفريقية اغمضت العين كذلك عن التصعيد العسكري الكثيف وموجات العنف المتزايدة التي تقوم بها الحكومة السودانية في دارفور وجنوب كردفان/جبال النوبة والنيل الأزرق.
  • تجاهلت الآلية الافريقية التعديلات والمقترحات التي قدمتها قوى المعارضة المشاركة في الاجتماع على نص خارطة الطريق، وذهبت متجاهلة لتلك المقترحات دون مناقشتها في الجولة الأخيرة وأصرت على التوقيع الآحادي لوفد الحكومة بما خالف تقاليد وأسس الوساطة.
إصرار الآلية الافريقية رفيعة المستوى للتوقيع على اتفاق خارطة الطريق من شأنه إغلاق كافة مسارات التفاوض السلمي التي ظلت تشرف عليها منذ سنوات. كما إن انحيازها الى جانب حوار الوثبة التي يديره ويشرف عليه الحزب الحاكم قد أثبت تبني الآلية لمواقف المؤتمر الوطني، بل ومساعدته في التلاعب ورفض قرارات الاتحاد الافريقي السابقة، هذا بالاضافة الى تجاهل الآلية لسماع اصوات ضحايا الحروب من النازحين واللاجئين بصورة مباشرة لتضمين مطالبهم في أطروحاتها، وبذلك اصبحت الآلية الافريقية رفيعة المستوى جزءاً من الأزمة السودانية بدلا عن ان تكون وسيطاً محايداً فيها.
نقلاً عن (أخبار السودان) – نشرة غير دورية تصدر عن المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً .
أخبار السودان

استثمار “البراسِيم”..!

 صحيح أن الأراضي الزراعية توسعت واختفى  تانكر الجّاز من حياة الأهالي، بعد أن استبدال الجازولين بالكهرباء لتشغيل مضخّات المياه..صحيح أن محصول الفول والطماطم كان وفيراً هذا العام، لكن هذه الايجابيات صاحبتها منغصات..أولها أن المُنتج يطرح كدحه في  ملجة اقتصاد غير متوازن.
 الدولة لا ترعى المنتج ولا تراقب السوق،و”تقنُص” للمواطن عند المداخل والمخارج، حتى يدفع الأتاوات والقبانات، إلخ.. من كيمتو الى الكسمبر،، من شرق النيل وحتى الكاسنجر، الحال من بعضو..فتحت الدولة المجال لرأس المال الأجنبي، لكنها سلبت أراضٍ كثيرة من أصحابها..اتجه المستثمر الخارجي إلى انتاج البرسيم..أكثر محصول يعتد به المستثمر الاجنبي هو البرسيم، الذي يُصدَّر للخارج..كان على الدولة أن تُجبر رأس المال الاجنبي على زراعة بعض المساحة المروية قمحاً..ولكن الدولة ــ مرّة أخرى ــ أطلقت يد الأجنبي، وغلّت يد المواطن بالضرائب والرسوم.
الموسم ناحج ، لكن “شِنْ طعم المنقة” في موسمها، إن لم تجد السوق الرابح..؟ البلح كان انتاجه وفيرا، لكن كيف تجد له تصريفاً مع هذه الحروب التي تحرق الاطراف..؟
هذه السنة هرب النيل من جروفه، وبان عُري مجراه..لأول مرة ترى الأجيال الجديدة مِزعة عظام النهر..! لأول مرة يرى الناس تراب المجرى، الذي، ياما ابتلعَ أُناساً وأسراراً..طالما أن سرسار الموية هذا، يمضى إلى قبلته نحو الشمال، فلن يضيرهم شيىء، شريطة أن تتركهم الخرطوم وشأنهم.. آخر ما توصلت إليه قريحة الترابلة البسطاء في شمال السودان ، هو استخراج النكات مما حدث.. كثيراً ما تسمع منهم حكمتهم الخالدة: “لا راحة في الدنيا ولا فِرارا من الموت”..لا راحة فوق ذاك “الكُتِّق”..”الكُتِّق” ببساطة ،هو الارض الحنون..إذا انتهت البوغة في التِحتانية، تكون الويكة قد استوت للقيط في طرف الساقية..حش الفول والقمح كان يعقبه النوريق، لكن اليوم تأتي الحصّادة.. في ضحوية النهار تعبئ لك كل المحصول في شوالات..خدمة الحقل لا تنتهي..تنظيف الجدول ضروري لسقاية التمر والبرتقال..تسوية  الارض وحراثتها، حش البرسيم، سقي البهائم..مافي راحة، والشغلة أصلها ما بتنتهي.
في الخرطوم “الكعّة قايمة” بين أهل السياسة..يتشاكسون بتصريحاتهم عند مفاوضاتهم، وعندما يتمانعون عنها. هناك المشاكل غير..لسبب أو آخر، تكاثرت الحيّات والعقارب في الغيط.. الإنقاذ لاعوجاجٍ فيها، حشدت ضِدها النوبيين..تريد اغراقهم بسدود كجبار ودال (1) ، ودال(2) ،مثلما أغرقت المناصير بسد مروي.. المناصير أهل جودية وجابودي وكرير..كانوا وما زالوا أهل طنابير..يحذقون التعامل مع النجوم والأنواء..بارعون في الإفادة من الأعشاب الطبية في الخلاء والوديان..خشونة العيش أوجدت بينهم  النكتة..البيئة أنتجت السخرية.تماشيا مع طبيعة المنطقة الجبلية، ذات المنحدرات، فأن  كلامهم سريع ، مثل ايقاعهم، مثل غضبهم،مثل شلوحهم الأُفقية،التي رُسِمت هي الأخرى على عجل..! الشلوخ التي كان يُدق لها الدليب في ديار الشايقية،رسمت يتؤدة…الكاسنجر التي قدّمت للدنيا حاج الماحي، عطشى، بينما سد مروي على مرمى “باغة”..!
هناك أشياء لا يمكِن أن  تُسْتدرك ، مثل غمر منطقة بمياه السد ،أو إذا ما تعوّدت ” الغنماية” على أكل قش رفاقتها، وعلمت ليها دِقينة..وهناك خمج انقاذي من الممكن أن  يُسْتدرك، كأن تقول للناس، أن البركة في البكور، وتقوم بتأخير الساعة،كما فعل المهندس عصام صدّيق..!
 بالمناسبةالزول دا وين.. نخشى ان يكون متواجداً، في العير أو في النفير..!
أخر تقليعات الاخوان جاءت من وراء البحر المالح ،حيث أفتى الشيخ القرضاوي، أن قليلاً من المسكور يجوز.. ربما علِم مؤخراً، بأن المريسة هي طعام  لبعض الإنس في أحياءنا..ما زالت فتاوى مثل “صوت المرأة” تُقال في القنوات الفضائية، لكن من الصعب منع أغنيات عشه الفلاتية..!
هؤلاء الأخوان ــ يا سيدي ــ  كأنهم يعيشون في بلد آخر،غير هذا الذي نحيا فيه..!
عبد الله الشيخ
التغيير

تظاهرات عنيفة بجامعة الخرطوم والشرطة تهرب من مواجهة الطلاب

إندلعت نهار اليوم (الاثنين) تظاهرات عنيفة بجامعة الخرطوم إحتجاجاً على بيع مبانى الجامعة ونقل طلابها إلى إحدى ضواحى الخرطوم.
واظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعى هروب الشرطة من مواجهة الطلاب ومغادرتها شارع الجامعة بعد ان اطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة داخل الحرم الجامعي.
واظهرت اللقطات وقوع إصابات بين الطلاب والطالبات بسبب إطلاق الرصاص المطاطي فيما أكدت مصادر إعتقال عدد من الطلاب بواسطة افراد جهاز الأمن والشرطة. وافادت مصادر (التغيير الالكترونية) ان الهدوء التدريجى بدأ يعود للجامعة مع حلول المساء ومغادرة الطلاب الجامعة.
فيما دعت قيادات من المجتمع المدنى وخريجى الجامعة إلى تنظيم حملات تضامن واسعة مع طلاب الجامعة “العريقة” فى مواجهة ما أسموه” الإستهداف الذى تتعرض إليه”.
التغببر