السبت، 6 يونيو 2015

محمد الفيتوري مأساة شاعر وأحزان وطن ..الأيام والساعات الأخيرة .. بقلم: طلحة جبريل



الآن وقد تراجع المشهد الحزين الى بعض ظلال الذاكرة. طرح السؤال نفسه كالعادة: إذا لم أكتب أنا؟ 
فمن ؟
 وإذا لم يكن الآن؟
 فمتى.
لذلك بدا لي أن أتحدث، وأقول، وأروي، بل أوضح وأشرح وأصحح، خاصة أن القول تكاثر، والحديث خرج عن مجراه  وموضوعه، والوقائع لم تسرد كما هي بل ابتسرت ، وفي بعض الأحيان جرى تحويرها، ثم أكثر من ذلك تزويرها. 
ومع من؟
مع شاعر عظيم سيبقى رمزاً لوطن.  
وطن عاش في دواخله. غادر دنيا الناس والوطن بين جوانحه ، ثم أن هذا الوطن ظل معه.. بأفراحه وعذاباته  .
***
في ظهيرة السبت الخامس والعشرين من أبريل، شاءت الأقدار أن أكون في غرفة باردة سجي فيها جثمان الشاعر محمد الفيتوري.
كنا أربعة أشخاص في تلك الغرفة الباردة ، حيث رائحة الموت تملأ زوايا وأركان المكان.
كان هناك شقيقي طارق، وموظف من مستشفى الشيخ زايد في الرباط، ورجل كلفته جهة حكومية مغربية بغسل الجثمان.
سحب موظف المستشفى الجثمان من الثلاجة، ووضعه فوق دكة أسمنتية في الغرفة التي كنا نقف فيها ثلاثتنا.
راح الرجل الذي سيغسل الجثمان يردد آياتٍ من الذكر الحكيم. 
سألت طارق …هل سبق أن غسلت جسداً؟
رد قائلاً : لا.
قلت له، عليك الآن القيام بالمهمة .
قلت في نفسي "على الأقل تكون هناك أيدي سودانية تغسل  جسد هذا الشاعر قبل أن يوارى الثرى ".  
إنهمك الرجل وطارق في مهمتهما النبيلة.
رحت أتأمل الجسد النحيل الذي هده المرض، وتراكمت فوقه السنون.
حدقت في الوجه كثيراً. 
رسم الفيتوري وهو يغادر ابتسامة عريضة. إذ كان كما روت لي زوجته رجات أرماز، بقى ضاحكاً مبتسماً قبل دقائق من زفرات الموت.
لاحظت ابتسامته.
عندها قفزت دمعة الى المآقي. رحت أتأمل كيف أصبح الجسد بلا روح .
بعد أن انتهت عملية غسل الجسد، شرع الرجل يلفه بالكفن و شقيقي طارق يساعده.
دخل الغرفة عمر زكريا رئيس الجالية السودانية في المغرب.
 وشرع في تلاوة الآذان في  أذن الشاعر كما تقتضي التقاليد الإسلامية.
كان رأيي وقتها أن تدخل زوجته "رجات أرماز" وابنته "أشرقت" ثم نزهة شقيقة رجات التي اعتنت بها كثيراً في سنوات مرضه .. لتوديعه بالطريقة التي يرون.
طبعت زوجته قبلة على جبينه باكية حزينة واقتصر الأمر على بضعة ثواني، ثم تركت الغرفة ، وهكذا فعلت شقيقتها نزهة.
عندما جاء دور ابنته "أشرقت" وهي بعد شابة في الثامنة عشرة من عمرها لم تستطع تحمل اللحظة، عانقتني وهي تبكي ثم خرجت مسرعة.
وقتها تحولت الغرفة الى اعصار إنساني ، مشاعر وعواطف أفلتت من كل قيد، اختلط فيها الحب والحزن.
وقفت أمام الجثمان لبرهة وأنا أتأمل تلك الابتسامة التي رسمها الفيتوري وهو يغادر.
قفزت دمعة أخرى إلى المآقي.
بدا لي  "الموت" شيئاً غامضاً ومثيراً.
بعدها نقل الجثمان الى سيارة إسعاف، بإتجاه "مقابر الشهداء" في الرباط قرب شاطئ المحيط الأطلسي.
كان ذلك هو المشهد الأخير.
***
قبل أيام من رحيل الفيتوري ، أتصلت بي زوجته رجات وقالت لي " الأستاذ يسأل عنك، أظن أنه يرغب في وداعك".
أفزعتني الفكرة، وزلزلت كياني.
قالت لي إنه يتألم كثيراً ولا يستطيع أن يشرح ما يحس به.
 زادت " لم يعد قادراً على الأكل، ولم يعد يستطيع أن يقول كلمة واحدة، إذ أن لسانه لا يتحرك".
قبل ذلك وفي فبراير الماضي، كنت إقترحت نقله الى المستشفى خاصة أن الأرق بات يلازمه. 
كانت المشكلة هي كيفية توفير تكلفة المستشفى، إذ لم يكن له أي نوع من أنواع التأمين أو التغطية الصحية، إضافة الى إنعدام الموارد باستثناء ما كان يجود به بعض السودانيين في مناطق الشتات من تحويلات عبر بعض الحملات التي دأب شقيقي طارق إطلاقها عن طريق الانترنيت.
كان أن جاء الفرج من تحركات صامته بادر بها الأخ خالد عويس.
كان خالد عويس "سودانياً" .
‫ هكذا عرفته من أيام واشنطن، ظل إنساناً نبيلاً شهماً. ‬
تحرك في جميع الإتجاهات وكانت رسائله لا تزيد عن جملة واحدة  "أتمنى أن أزوركم لأطبع قبلة على جبين محمد الفيتوري".
اتصلت سفارة الإمارات بزوجته رجات وأبلغوها أن "فاعل خير" على استعداد لتغطية جميع تكاليف علاج الشاعر الفيتوري.
طلبت منهم أن يتصلوا بي. فعلوا ذلك.
 كان اقتراحي أن ينقل الى "مستشفى الشيخ زايد" في الرباط، وهو مستشفى خاص خدماته متطورة .
في  25 مارس نقل الشاعر الفيتوري الى المستشفى وبقي هناك يوماً كاملاً أجريت له جميع الفحوصات، وكان رأي الأطباء أن يعود الى المنزل مع تناول بعض الأدوية.
هكذا كان.
يوم الجمعة 24 أبريل ، وأنا ألقي درساً على طلابي في الدار البيضاء في حدود التاسعة صباحاً تلقيت مكالة هاتفية من "رجات" . أبلغتي أن حالة "الأستاذ" كما كانت تناديه، ساءت كثيراً . 
كان إقتراحي أن ينقل فوراً الى مستشفى الشيخ زايد وسأتكفل بالترتيبات .
طلبت منها أن تتصل بسفارة الإمارات في الرباط لإبلاغهم ، وجاء الرد إيجابياً، مفاده أي تكلفة سيتحملها "فاعل الخير".
في الحادية عشرة وصل الشاعر الفيتوري  الى "مستشفى الشيخ زايد".
كان يردد الشهادتين ويقول مخاطباً زوجته وشقيقتها  بعبارة واحدة " أتعبتكم معي أستميحكم عذراً" .
كنت في تواصل هاتفي مع "رجات" حتى عدت الى الرباط في حدود الثانية بعد الظهر، أرتأيت المرور  على الصحيفة التي أتولى رئاسة تحريرها، ثم أنتقل بعدها الى "مستشفى الشيخ زايد"، وهي على بعد دقائق.
في الثالثة تلقيت من "رجات" إتصالاً هاتفياً وأنا بعد في مقر الصحيفة،  تقول فيه قبل قليل طلب منا الأطباء مغادرة غرفته ، ووصفت حالته قائلة " كان يبحلق في وجوهنا ويقبل أيادينا وهو يردد "سامحوني"، ثم وضع إبتسامة عريضة على وجهه.
قلت لها خلال دقائق سأكون معكم.
في الثالثة والربع خرج الأطباء من غرفته ، وأبلغت زوجته أن محمد الفيتوري غادر الحياة.
أتصلت بي وهي تنتحب وتقول "أخي طلحة صديقك رحل".
بقيت فترة لوحدي في حالة وجوم .
 تزاحمت الصور والمشاهد ولم تعد الدموع في المآقي بل سالت كثيراً .
كتبت تدوينة قصيرة ، في صفحتي على "فيسبوك".
إنتقلت الى المستشفي وجدت "رجات" عانقتها وبكينا سوياً.
كان هاجسي أن تغادر هي وشقيتها المستشفى.
توافد سودانيون على المستشفى، واسينا بعضنا بعضاً.
ذهبت مع رجات الى منزلهم في "ضاحية سيدي العابد" جنوب الرباط‫. ‬
كانت هناك إبنتها "أشرقت" عانقتها. بكينا جميعاً.
قلت لهم  سأتولى الآن جميع تفاصيل تشييع الجثمان.
كان رأيي أن يدفن محمد الفتوري حيث فاضت روحه لأن وصيته كانت واضحة "أرض الله واسعه ..أدفن حيث أموت". 
أتفقت مع شقيقي طارق على اللقاء في العاشرة من صباح اليوم التالي السبت 25 ابريل في  المستشفى لترتيب عملية التشييع.
في اليوم التالي كنا جميعاً في الموعد وطلبت من زوجته البقاء في المنزل حتى نفرغ من التشييع والدفن.
 توافد عدد من أبناء الجالية السودانية ، وهي جالية صغيرة  جداً مقارنة بالجاليات السودانية في الشتات.
أجريت إتصالات مع السلطات المغربية، وكان قرارهم أن المغرب سيتكفل بجميع ترتيبات الجنازة.
في زحمة الإتصالات تلقيت إتصالاً هاتفيا من "السفير" سليمان عبد التواب الزين يقول فيها إن رئاسة الجمهورية قررت نقل الجثمان الى الخرطوم  ودفنه هناك. 
اعتبر الأمر "مكرمة وتقدير كبير للشاعر الفيتوري".  ومضى يقول " الفيتوري شخصية عامة وأصبح الآن ملكاً لبلاده".
لم أعقب على هذا الهراء. 
قلت في نفسي "أهملوه حياً ويريدون أن يستغلوه الآن ميتاً..هم هكذا "هؤلاء الناس".
طلب مني "السفير" المساعدة  في تسهيل أمر نقل الجثمان الى السودان. 
أضاف جملة اندهشت لها  " لا شك هذا تقدير كبير من رئاسة الجمهورية وتأكيد لإنتمائه الى السودان".
بدت لي الإشارة الأخيرة مؤذية تماماً.
إذ من الذي يقرر الإنتماء أصلاً؟.
أجبت على المكالة الهاتفية باقتضاب، وكنت أعرف أن العواصف بدأت هبوبها.
كان رأيي إنني مع ما تقرره أسرته، وخاصة زوجته.
أتصلت  هاتفياً بزوجته ونقلت لها ما قاله "السفير"، وأبلغتها وجهة نظري، بأن يدفن في المغرب ، إذ لا يعقل أن نخالف وصية الراحل.
 ثم أن "هؤلاء الناس" لم يهتموا بالرجل حياً على الرغم من الكتابات والمناشدات، والآن يريدون وضع أنفسهم في مقدمة المشهد.
 وافقتني الرأي ، وقالت غاضبة "الأستاذ يدفن حيث توفي، ولو أدى الأمر الى أن أحضر الى المستشفى  وأنقل جثمانه الى منزله".
ثم قررت أن تحضر بنفسها الى المستشفى.
وافقتها الرأي وقلت لها أنا معك لأن الوصية واضحة.
ثم بدأ مشهد من أغرب المشاهد .
مشهد لا علاقة له بسماحة السودانيين وأخلاقهم.
جاء "السفير"  ومعه المستشار حمزة عثمان عمر.
أبلغني "السفير" شفوياً أن قرار رئاسة الجمهورية أن ينقل الجثمان الى الخرطوم ، مشيراً الى أن طائرة خاصة ستصل الرباط من أجل هذا الغرض، وقال إنه يحمل رسالة موجهة للمستشفى بعدم تسليم الجثمان.
كان جوابي لهذا "السفير" حرفياً كالتالي ، وكنت أعي وأعرف ماذا أقول " أنا لا تهمني رئاسة الجمهورية أو رئيس الجمهورية ، ما يهمني تنفيذ وصية الراحل".
أجاب بنزق" إذا لا تهمك رئاسة الجمهورية أنا تهمني ".
أجبته بوضوح " هذا شأنك".
وكان أن تعقد الموقف وتحولت ردهات "مستشفى الشيخ زايد" في الرباط، إلى مناقشات وجدال بدا بالنسبة لي غريباً.
تمسكت برأيي وكان ذلك رأي زوجته.
كانوا يرغبون في تسليم رسالة الى المستشفى بالإبقاء على الجثمان حتى تصل الطائرة، كان جواب زوجته حاسماً ذلك لن يتم إلا على جثتي.
وكان موقفي مماثلاً، قلت لهم ذلك لن يحدث مطلقاً ، وعلى جثتي أيضاً.
وقعت إدارة المستشفى في حيرة.
كان اكثر ما اثار حفيظة زوجته ان زوجة "السفير" جاءت المستشفى وقالت لها بالحرف "انت مهمتك انتهت وكثر خيرك".

هذه السيدة التي كانت تسهر الليالي الطوال لمدة عشر سنوات، يقال لها "مهمتك إنتهت".
أين هي المروءة.

اشتد غضب زوجة الراحل و بعد ان سمعت تلك العبارة بادرت الى تسليم جواز سفر الفيتوري الى (السفير) وقالت لهم "ليس لديكم شئ إلا هذا الجواز إذا تريدونه يمكنكم أن تأخذوه".
جاء عندي المستشار حمزة واقترح أن أساعد على حل ودي، كان رأيي أن الدفن يتم في المغرب، هذا من حيث المبدأ،  بعدها يمكنني تهدئة الأمور ، ثم إقترحت  أن تبلغ زوجة الفيتوري " السفير" بكل هدوء هذا الموقف تلافياً لأي تصعيد.
وهو ماحدث بالفعل.
بعدها أبلغني المستشار حمزة عثمان عمر أنهم في "الخرطوم" وافقوا على دفن الجثمان في المغرب.
كان رأيي إن هذا هو الحل، وأن تتم الأمور بهدوء لأن أي إقتراح آخر لا معنى له، ولا يمكن أن يحدث.
وردت في حديث "السفير" عبارة مفادها أن دفن الجثمان في الخرطوم رأي أغلبية أسرته. قلت للمستشار مع الإحترام الواجب لأسرته، لكن عليكم أن تعلموا أن خمسة من أبناء الفيتوري مع دفنه حيث توفى، وهم أبناؤه الأربعة من زوجته المصرية الفلسطينية الأصل (من غزة) حسام وخضر وعزة ونانا إضافة الى إبنته "أشرقت".
تزوج الراحل ثلاث مرات، كانت الأولى فلسطينية ورزق منها بأربعة أبناء (ولدان وبنتان)، ثم السودانية آسيا عبدالماجد ورزق منها إبنته سولارا وإبنه تاج الدين، ثم المغربية رجات ورزق منها بإبنته أشرقت.
نحن في المستشفى، كلفت السفارة شاباً سودانياً يتعامل معها لإحضار بعض الوثائق الإدارية، لكن عندما جاء "السفير" بإقتراحه العجيب بعدم نقل الجثمان من المستشفى حتى وصول الطائرة الخاصة، شعرت أن من كلف  يريد التلاعب بموضوع الوثائق بتوجيه من "السفير" لعرقلة خروج الجثمان  من المستشفى، بادرت بالإتصال مع السلطات المغربية و تجاوزنا عقبة الوثائق الادارية.
كنا في سباق مع الزمن لتحضير الجثمان  حتى يوارى الثرى بعد صلاة الظهر. 
تلقيت من محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي عن طريق مكتبه ما يفيد أن جميع الإجراءات إكتملت لتجري مراسيم الدفن بما يليق بالراحل، وقالوا أنهم خصصوا له قبراً في "مقبرة الشهداء" بالرباط، الى جانب شخصيات بارزة منهم مسؤولون كبار في الدولة المغربية ومثقفون وصحافيون وكتاب مغاربة.
اتصل بي عدد من مراسلي القنوات الفضائية  من أجل نقل عملية الدفن.
في المستشفى، وقبل أن نتوجه نحو المقابر أبلغني عمر زكريا  إن أفراد الجالية  سيتكلفون بنفقات العزاء ووجبة العشاء التي تقدم للمعزيين كما هي التقاليد المغربية، وأشار الى أن "السفير" والمستشار سيساهمان في التبرعات لتغطية التكلفة،  لم أكن في الواقع في حالة نفسية  تسمح لي بمناقشة هذه التفاصيل، قلت له كل ما تقرره الجالية موافق عليه، وأبلغته أن شقيقي طارق سيسدد أي مبلغ يجري الإتفاق عليه. 
لم أعد أتابع تفاصيل هذا الموضوع ، لكن طارق كان على إتصال مع عمر زكريا، خاصة أن صهر طارق هو الذي سيتكلف بخيمة العزاء وكل ما يقدم في اليوم الأول. 
أبلغت أسرة الراحل وأعضاء الجالية إنني لن أحضر العشاء، إذ لا أجد معنى أن أشارك في "وليمة" ، على الرغم من أنه تقليد مغربي، في ليلة رحيل الفيتوري. 
نفسياً لم أكن مستعداً لهذا الأمر.
بعد ذلك علمت ونحن ما زلنا في المقابر أن "السفير" تجادل مع عمر زكريا حول تكلفة صيوان العزاء،  وقال إنها مرتفعة، في الوقت نفسه أرسل الى الخرطوم لتنشر وسائل الإعلام ما يفيد أن السفارة هي التي تكلفت بخيمة العزاء، ولعل من الأمور التي لا يعرفها إلا قلة ، أن موقعاً موالياً للنظام رفض نشر هذه المعلومة حيث تشكك القائمون على أمر الموقع من صحة ما يقوله "السفير" . 
كان الرجل يختلق.
كنت قد سمعت هذه التفاصيل بعد العزاء، وأبلغتي  زوجة الراحل أن "السفير" أتصل بها ليبلغها بحجم مساهمته لتغطية تكلفة صيوان العزاء مشيراً تحديداً الى مساهمتي أنا وشقيقي طارق. وقتها  تذكرت الجملة التي كتبها الكاتب:
من أين جاء هؤلاء الناس؟ بل من هؤلاء الناس؟.
***
كان من المقرر أن القي كلمة رثاء قرب القبر بعد عملية الدفن. لكن بادر "السفير" في المقابر الى تناول الكلمة وراح يرص جملاً إنشائية.
هذا "السفير" لم يلتق الراحل قط ولم يعرفه ، بل زاره فقط خلال فترة كان قد فقد خلالها محمد الفيتوري ذاكرته بالكامل، ولم يعد يعرف إلا أربعة أشخاص من حوله " زوجته وشقيقتها نزهة وإبنتها أشرقت، والداعي لكم بالخير" .
قررت ألا أتحدث في المقابر ، حتى لا يشعر من حضروا التشييع ونحن بعد حول قبر الراحل، مختلفون في أمور يفترض ألا تكون محل خلاف.
وبسبب العلاقات المهنية طلب مني الزملاء في الفضائيات الذين كانوا في المقبرة الحديث عن الراحل . قلت ما أسعفتني به العبارة.
بعد المقبرة توجهت الى حيث أسرته في منزلهم في ضاحية "سيدي العابد".
بقيت هناك ساعات، ثم أخبرت زوجته إنني لن أحضر العشاء لأسباب مبدئية لا علاقة لها بالتقاليد.
***
كنت   التقيت الفيتوري عام 2003 قبل إنتقالي الى أميركا نحو الضفة الأخرى من الأطلسي  في رحلة لم تكن مقررة أو مقدرة.
كان رأيه ألا أنقطع عن المنطقة.
ودعته بحرارة ، وكان ذلك في بهو فندق هليتون بالرباط. 
ضحك ضحكتها إياها وقال بتحبب " يا ديناصور أنت الآن ذاهب لتكتشف عالماً آخر ولا أدري إذا كنا سنلتقي". 
كنت أجد متعة عندما يخاطبني وهو في حالة رائقة " يا أمبراطور" وهو ساخراً " يا ديناصور". ثم انقطع التواصل إذ لم يكن يكتب رسائل ولا يستعمل البريد الالكتروني.
عندما عدت الى المغرب من اميركا، سألت كثيراً عن الفيتوري ،كانت المعلومات التي حصلت عليها، تفيد بانه مريض ويوجد في ليبيا. لم يكن سهلاً وقتها الحصول على المزيد من "جماهيرية العقيد " لذلك كنت أنتظر زيارة ليبيا لأبحث عن الرجل وأسرته.
 رحت أجري اتصالات بلا إنقطاع مع بعض من تعرفت عليهم من رجال "العهد الجديد " في ليبيا إلى أن عثرت على خيط.
هذا الخيط هو رقم هاتف زوجته "رجات أرماز" وبيننا معرفة شخصية منذ زواجهما قبل سنوات طويلة.
أجريت إتصالاً.
ثم كانت هناك مفاجأة.
بدت زوجته سعيدة فرحة بالتواصل. قالت لي إن الفيتوري موجود في الرباط منذ عام 2005، وانه لم يغادر داره منذ ذلك الوقت. وعلى الرغم من أنه مريض طريح الفراش، لكنني ألححت في الحديث معه، جاءني صوته ضعيفاً متعباً منهكاً، ضحكنا على خبر وفاته وقال جملة واحدة "الشعراء لا يموتون ".
قلت له أنا قادم الآن.
أبلغتني زوجته أنه متعب وتناول الدواء للتو، وربما لن يكون مستيقظاً ، لذا من الأفضل تأجيل الزيارة حتى اليوم التالي.
 اتفقنا أن ازوره في وقت ملائم، وأن يكون ذلك في السابعة مساء.
المسافة من الرباط الى " سيدي العابد " تستغرق قرابة نصف ساعة بالسيارة، وبما أنني لا أعرف الدار على وجه الدقة، تفضلت زوجته وجاءت الى محطة وقود لا تبعد كثيراً عن منزلهما، ورافقتني الى حيث الدار.
وجدت أن الفيتوري استيقظ للتو.
كانت زوجته قد أبلغتني إنه فقد الكثير من ذاكرته. لذلك توقعت ألا يعرفني.
كان يتحرك بصعوبة من غرفة نومه الى الصالون، تساعده شقيقة زوجته في المشي. 
أصيب بشلل في الجزء الأيمن، لذلك لم يعد يستطيع أن يحرك يده، كما انه لم يكن قادراً على المشي بسبب شلل جزئي للرجل اليمني.
جلس على الكرسي وهو متعب ، بدا واضحاً أنه يغالب آلامه.
سلمت عليه. حاولت قدر المستطاع إخفاء حزني.
سألته زوجته: هل عرفته؟
أجاب بصوت متقطع : "يا امبراطور متى جئت من أميركا".
أدركت وقتها أنني لم أختف بعد من ذاكرته. 
لا أكتمكم القول، فارقتني حالة الحزن ، شعرت بشيء من السعادة.
طلبت منه ألا يتكلم، بل يسمع فقط حتى لا يجهد نفسه.
أبلغتني زوجته بعض التفاصيل.
في مايو 2005 تعرض الى جلطة داخل منزله. 
كان يهم بالخروج من غرفة مكتبه وفجأة سقط أرضاً ، وكان أن نقل الى مستشفى في حي أكدال في الرباط.
أمضى أسبوعين في المستشفى، وكان قد فقد جزئياً القدرة على الحديث.
بعد 15 يوم من الجلطة الأولى أصيب بالجلطة الثانية.
ثم بعد شهرين أصيب بالجلطة الثالثة.
بعدها نقل الى باريس حيث تعالج في مستشفى "سان تان" .
تحسنت صحته كثيراً الى حد أنه خرج من المستشفى راجلاً.
بعدها بأيام كان يتناول وجبة الغداء بمطعم مغربي في باريس، أثناء الأكل أصيب بالجلطة الرابعة، التي أثرت كثيراً على ذاكرته.
 أعيد مرة أخرى للمستشفى .
 كان من نتائج جهد الأطباء استرجاع قدرته على الكلام، ليس كلياً ولكن جزئياً ، لكن لم يكن ممكناً معالجة شلل يده اليمني، والجزء الأيمن من جسده.
بسبب الشلل الذي أصاب يده اليمنى لم يستطع الفيتوري الكتابة، و اثرت الجلطة على نظره ولم يعد قادرا على القراءة . ظلت زوجته تقرأ له ما يرغب في قراءته. وهو يحب أن تقرأ له أشعاراً، وعندما تقرأ له بعض أشعاره يقول " معقول ..هل كتبت انا ذلك".
في عام 2012  انتشرت شائعة وفاته. 
في تلك السنة سقط في منزله وكانت النتيجة أن حدث له كسر في الحوض. 
نقل بعدها الى "كلينك أكدال" في الرباط ".
 كانت موارده ايامئذٍ قد جفت تماما، وواجهتنا مشكلة تسديد فاتورة المستشفى. 
اقترحت على زوجته الإتصال بالقائم بأعمال السفارة السودانية، وكان يدعى الدكتور أحمد المبارك، لكن الرجل أعتذر عن فعل أي شئ على أساس أن السفير في الخرطوم، مشيراً الى أن الأمر خارج صلاحياته . بعد جهد جرى تدبير الأمر مع البنك. 
في يناير من العام الحالي راحت حالته تزداد سوءًا.
كانت أعراض ذلك ، معاناة من ألم شديد يجعله يصرخ طول الليل.
 لم تعد له شهية للأكل. ساءت ذاكرته. كان يعاني إسهالاً حاداً وحالة جفاف.
كان رأيي أن نحاول نقله الى المستشفى، بيد أن المشكلة كانت في انعدام الموارد المالية.
أجريت إتصالات مع كثيرين في أميركا وأوربا والخليج. 
بادر شقيقي طارق مع بعض أصدقائه بطباعة ديوانه "شرق الشمس غرب القمر " في القاهرة  واستجاب كثيرون مع حملة شراء الديوان بسعر تشجيعي. 
نظمت حملة تحت شعار"نحن نحب الفيتوري" حيث جاد أكرمون بما تيسر.  
كان من الذين تحركوا في جميع الإتجاهات الأخ خالد عويس. أسفرت تحركاته عن نتائج ايجابية إذ تلقينا إتصالاً من سفارة الإمارات في الرباط يقولون إن "فاعل خير" سيسدد تكلفة  العلاج في أي مستشفى يعالج فيها الفيتوري.
كان رأيي دائماً إخطار السفارة السودانية، حتى لا يقال في يوم من الأيام أنها لم تكن على إطلاع على حالة الفيتوري، او لأنني كمعارض لهذا النظام استثمر حالة انسانية لشاعر عظيم من اجل تصريف مواقف سياسية. 
في 26 فبراير أرسلت رجات أرماز رسالة الى "السفير"السوداني لإبلاغه بتدهور حالته الصحية. لم تتلق قط رداً على تلك الرسالة.
بعد فترة زارهم  "السفير" في المنزل، وأبلغتني أنه قدم لهم مبلغاً مالياً، حرص أن يقول إنه من جيبه الخاص.   
 دخل الفتيوري في 25 مارس "مستشفى الشيخ زايد" تلقى علاجات وكان رأيهم في المستشفى ألا ضرورة في بقائه هناك ، بل يمكن أن يعود الى منزله ويتلقى هناك بعض العلاجات.
ثم كان أن عاد الى المستشفى بعد شهر حيث فاضت روحه وأغمض الموت عينيه بعد أربع ساعات فقط من وصوله الى قسم الطوارئ.
***
كانت علاقات محمد الفيتوري  مع نظام معمر القذافي قد تباعدت ، باستثناء بعض الأشخاص. 
ومنذ عام 2005 عاد الى منزله في "سيدي العابد" لا يخرج منه إلا عند الذهاب الى الطبيبة التي تتولى علاجه. 
ومما زاد في حالته سوءًا ألا أحد من أصدقائه أو معارفه في ليبيا كان يسأل عنه.
 وبما ان زوجته لا تعرف أحداً في السودان ، كان طبيعياً ألا يعرف أحد تفاصيل هذه السنوات.
بعد سقوط النظام في ليبيا، قررت الحكومة الجديدة سحب جواز سفره الديبلوماسي ورفضوا منحه جوازاً عادياً. 
كانوا قبل ذلك قد أوقفوا راتبه. 
كانت بطاقة إقامته في المغرب قد انتهت، لكن السلطات المغربية ونظراً لوضعه الصحي المتردي تغاضت عن الأمر. تدخلت وقتها بعد أن عرفت بهذه الإشكالية عقب عودتي من أميركا مع  وزير الداخلية المغربي. وجرت معالجة الموضوع.
في مايو 2012  سمعت "وزير الثقافة" السوداني يقول على الهواء في برنامج إذاعي حول الشاعر الفيتوري بث من الإذاعة السودانية ، إنه كتب شخصياً رسالة بخط يده وسلمها الى "رئيس الجمهورية" يطلب فيها إصدار جواز للشاعر الفيتوري، والتكفل بعلاجه ، وتقديم دعم مالي له. 
ثم زار الفيتوري في "ضاحية سيدي العابد"، من سيبلغ زوجته بان دعوة ستوجه لهم لزيارة الخرطوم والإحتفاء به في الخرطوم.
سمعت بعد ذلك أن "قراراً قد صدر" لإصدار جواز للشاعر الفيتوري. وزاره أيضاً من أخذ بصماته من أجل الجواز الموعود، لكن لم يحدث أي شيء. ذلك الجواز لم يصل قط. 
ثم كان أن تحرك السفير جمال إبراهيم،، وظل فخر الدين كرار ينقل لي أول بأول نتائج تلك الجهود، التي اثمرت عن اصدار جواز سفر ديبلوماسي سوداني للشاعر الفيتوري.  
قبل ذلك وبعد انتشار  خبر وفاته في عام 2012، أبلغتني زوجته أن السفير السوداني في الرباط زارهم ووعد بحل مشكلة الجواز.  كان ذلك أول اتصال رسمي بشأن هذا الموضوع، اذ لم يسبقه اي اتصال من قبل . 
أذكر في هذا الصدد أنه خلال لقاء مع عبدالباسط سبدرات في الخرطوم في أغسطس من العام الماضي زعم في وجود آخرين، أن علي عثمان محمد طه  عندما كان نائباً للرئيس قرر تخصيص مساعدة مالية للفيتوري.
 قلت له ما تقوله هراء وكذب.
وإذا كان على عثمان محمد طه يقول ذلك فإنه يختلق ليس إلا. 
****
ولد محمد الفيتوري في مدينة الجنينة ، في 24 نوفمبر  عام 1936، وهو التاريخ المسجل في أوراقه الرسمية.
بعدها نزحت أسرته الى الأسكندرية ، ثم درس في القاهرة قبل أن ينتقل الى الخرطوم في الستينيات، ثم غادر الخرطوم في آواخر الستينيات الى بيروت وبعدها راح يتنقل هنا وهناك حتى إستقر بالعاصمة المغربية الرباط في عام 1984 .
سمعت منه يصف هذه الحالة في حوار أجريت معه  عام 1985 قائلاً "حينما أطل الى الوراء وأتأمل مسيرة حياتي، أجد نفسي مثل عصفور غريب، يتنقل من غصن الى غصن، من مسافة الى مسافة، ولا يعرف أين هو بالضبط، عصفور يبقى فوق أحد الأغصان لساعات، لأيام، لأسابيع، ثم يطير...أنا ذلك العصفور غير المستقر".
لم يكن يذكر الكثير عن والده أو والدته "عزيزة" . قال لي مرة عن والده " "أنا قلق.. وربما أظل كذلك، وأعتقد ان نبؤة لوالدي أثرت في كثيراً، مرة قال لي والدي إنك ستقضي حياتك غريباً عن وطنك".
كانت له شقيقة لكن لم يكن يتحدث عنها كثيراً.
الشخص الذي أثر في شخصية محمد الفيتوري هي جدته "زهرة" وهي والدة أمه، يقول عنها إنها كانت "جارية" أهديت الى جده من أمه وتزوج بها وكانت والدة الفتيوري. 
هذه التراجيديا في حياة الجدة هي التي شكلت البعد الأفريقي في شخصية الفيتوري. 
هذه الجدة هي التي أوحت له بالإنتماء الى القارة . كان مشدوداً كثيراً لقصتها، وكثيراً ما سمعته يتحدث عن  هذه الجدة .
***
السودانيون لا يقرؤون محمد الفيتوري ويتذوقونه شعره فحسب، لكنهم يرددون دوماً أشعاره.
 إنه شاعرهم الذي يحبونه.
ما أجمل كلمة" حب" آه منها، هي ذي الكلمة الفاتنة القاتلة.
عشقوه وهو يقول:
شحبت روحي، صارت شفقاً
شعت غيما وسنا
كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه أنا
أتمرغ في شجني
أتوهج في بدني
أحبوه وهو يغني وتغنوا معه
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه
ورقصت بلا ساق
وزحمت برآياتي
وطبولي الآفاق
عشقي يفنى عشقي
وفنائي استغراق
مملوكك…. لكنـي
سلطان العشاق
كتب محمد الفيتوري 28 مجموعة شعرية .
كتب عن قضايا حيوية ومهمة لحياة الإنسان المعاصر، مشاكله ومعاناته.
 كتب عن الإنسان الأسود وظروفه المأساوية، كتب عن القضية العربية وتفاعلاتها في مختلف الساحات.
محمد الفيتوري هو إبن الإيحاءات والرموز، والعالم المثيلوجي المليء بالإضاءات والألوان. 
هي الوان ممتزجة، سوداء وبيضاء،افريقية وعربية.
 هذا هو البهو الرائع الذي تحرك خلاله.
أمتص بخلايا جسده، وعيونه وحواسه، وحاول البحث عن ذاته.
عندما كتب دواوينه الأربعة الاولى "أغاني افريقيا" و"عاشق من افريقيا" و"أذكريني يا افريقيا" و"أحزان افريقيا". كان يبحث عن هذه الذات، بل كان يقف في مكان منعزل بالنسبة لمجموعة الشعراء المعاصرين.
حين كان الشعراء ينزفون منطوين على جراحاتهم الصغيرة، كان يصيح شعراً " استيقظي يا افريقيا".
 سخر منه كثيرون.
يقول هو نفسه" كنت أهتف يا أفريقيا انا زنجي، وكنت اتعمد ذلك لانني كنت انادي عمقاً نفسياً لا يمكن أن يدركوه".
كان آخر دواوينه له " بعنوان" عُرياناً ..يرقص في الشمس".
نقرأ في قصيدة اختار لها عنواناً يقول "تحديق في صورة قديمة" :
ابتسم للحضور ابتسم للغياب
ابتسم للبكاء ابتسم للعذاب
ابتسم للجنون ابتسم للخراب
ابتسم للغزاة وهم يُقبلون
للعبيد الطّغاة وهم يزحفون
للطّغاة العبيد وهم يبطشون
****
كان محمد الفيتوري يطلب مني ونحن نجلس في مقهى "باليما" بالرباط أو في مقهى الوداية الذي يطل على الأطلسي أن أتذكر كلمة، في بعض الاحيان.
 لكن إقول الآن مزهواً أنني أول من سمع منه قصيدة "عرس السودان". 
سعيداً أقولها .
ذلك المساء أتصل من هاتف منزله، إقترح أن نتناول وجبة العشاء سوياً في شقته في حي (حسان) .
كان الفيتوري يلقي أشعاره بكل حواسه .
قال لي كتبت قصيدة حول هذا الذي يحدث في السودان ( إرهاصات الإنتفاضة) سأرسلها الى الفنان محمد وردي و إريدك أن تسمعها.
ثم راح يقول :
في زمن الغربة والإرتحال
تأخذني منك وتعدو الظلال 
وانت عشقي حيث لا عشق يا سودان
إلا النسور الجبال 
يا شرفة التاريخ
يا راية منسوجة
من شموخ وكبرياء الرجال
( في وقت لاحق عدل هذا الشطر ليصبح  من شموخ النساء وكبرياء الرجال)
***
لمن تُرى أعزف أغنيّتي
ساعة لا مقياس إلاّ الكمال
إن لم تكن أنت الجمال
الذي يملأ كأسي فيفيض الجمال
***
فداً لعينيك الدماء
التي خطّت على الأرض
سطور النضال
داست على جلاّدها
وهي في سجونه
واستشهدت في جلال
***
فداً لعيني طفلة
غازلت دموعها
حديقةً في الخيال
شمسك في راحتها
خصلة طريّة
من زهر البرتقال
والنيل ثوبٌ أخضرٌ
ربّما عاكسه الخصر
قليلاً فمال
(عندما سمعت هذا المقطع، قلت له هذا كلام يزلزل الكيان)
ثم استطرد:
كان اسمها أم درمان
كان اسمها الثورة
كان العرس عرس الشمال
كان جنوبيّاً هواها
وكانت ساعة النصر
إكتمال الهلال
فداً لك العمر
ولولا الأسى
لقلت تفديك
الليالي الطوال
فداً لك العمر
عندما سمعت القصيدة مكتملة، لم أقل شيئاً.
وجمت.
***
كتب محمد الفيتوري شعراً جميلاً .
كتب لأنه يعرف كيف يكتب.
قال لي محمد الفيتوري مرة عن الكتابة وكان ذلك قبل 30 سنة "أكتب لأطهر ذاتي،لأقوم بعملية تطهير ذاتي من عقدي ورواسبي، لأقوم بعملية صهر لعلاقاتي النفسية والعاطفية. أكتب للإنسان الذي أعيش معه واشاركه هذه الحياة. أكتب لمزج الإنفعالات والخواطر في حلم شعري، في إيقاعات، في صورة، في رؤيا. أكتب لأنني أقول كلمة للآخرين، واسعى لتسجيلها لعلهم يقرؤونها. أنا أكتب للقادمين".
***
كان هناك مشروع مع محمد الفيتوري لكتابة كتاب حول المحطات الرئيسية في رحلته. 
اتفقنا أن يكون ذلك من خلال التوقف عند خمس مدن شكلت محطات فاصلة في حياته.
الاسكندرية، حيث مراتع الصبا. القاهرة وهي نقطة الإنطلاق في عالم الشعر الفسيح.الخرطوم في ستينيات القرن الماضي. بيروت في الثمانينيات. الرباط التي جاء اليها في منتصف الثمانينيات. 
كانت هذه هي المدن في حياته. عندما قلت له ماذا عن "طرابلس". أجاب محتداً عندما يكون غاضباً " أرجوك لا أرغب في تقزيم نفسي".
***
الناس ستفتقد في محمد الفيتوري شاعراً وكاتباً ومبدعاً وإعلامياً .
 أنا سأفتقد الفيتوري، إنساناً وصديقاً عزيزاً.
عندما صدر ديوانه " شرق الشمس غرب القمر" في يوليو عام 1987 أهداني نسخة كتب عليها بخط يده "إلى أخي …تجسيداً لهذا الذي بيننا من علائق في الصداقة والفكر والمواطنة".
هي بالفعل "الصداقة والفكر والمواطنة".
كان محمد الفيتوري في حياته طائراً مغرداً ، أقرب ما يكون الى طائر "الكروان" شبه المنقرض ، يطرب الناس بأشعاره. 
بعد رحيله ستبقى كلماته تصنع المتعة والوعي، معبرة عن وجدان الناس .
شاءت الصدف أن تطلب مني زوجته رجات ، كتابة كلمات تكتب على شاهد قبره. 
قالت لي بنبرة حزينة صادقة " لو كان بيينا لطلبها منك شخصياً".
ثم أشارت الى عبارته التي يقول فيها"لاتحفروا لي قبراً".
التقطت الفكرة، وكتبت  ما كتب على شاهد القبر.
منحتني زوجته هذا الشرف العظيم.
كتبت التالي:
محمد الفيتوري شاعر افريقيا.
ولد محمد رجب مفتاح الفيتوري بمدينة الجنينة في السودان في 1936‪-‬11‪-‬24 
وتوفي بالرباط في 2015‪-‬4‪-‬24 
‪***‬
لا تحفروا لي قبراً
سارقد في كل شبر من الارض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبراً
وأنا من؟
سوى رجل واقف خارج الزمن
كلما زيفوا بطلاً
قلت: قلبي على وطني
***
كان الفيتوري في حياته أكبر من الحياة.
سيبقى الفيتوري بعد موته أكبر من الموت.

talha@talhamusa.com

الدبلوماسية السودانية : المقررة الأممية للعنف ضد المرأة تتبني وجهة نظر آحادية



انتقدت الحكومة السودانية ، ما آثارته المقررة الأممية للعنف ضد المرأة رشيدة مانجو ، بشأن وجود حالة من عدم الثقة والتوترات المتبادلة بين البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة "اليوناميد" بدارفور ، وحكومة الخرطوم .

وقالت وزارة الخارجية السودانية - في بيان صحفي اليوم /الجمعة/ - إن المقررة الأممية للعنف ضد المرأة ، التي زارت البلاد مؤخرا ، تبنت وجهة نظر طرف واحد دون الآخر، دون أن تدخل في نقاش وحوار موضوعي مع الجهات المعنية في حكومة الخرطوم، حتى تتضح الصورة أمامها .

وأوضح بيان الخارجية السودانية ، أن المقررة الأممية لم تطلع على أخر مجريات الأمور والعمليات التفاوضية الجارية حول وضع إستراتيجية خروج بعثة اليوناميد من دارفور ، وتابع البيان "أن هذا الأمر الذي آثارته لا يقع في دائرة اختصاص ولايتها بصورة مباشرة" .
وتعليقا على ما آثارته رشيدة مانجو ، بشأن وجود أطفال مع أمهاتهم السجينات في دار التائبات بأم درمان ، واعتبار الأمر "مقلق"،
أعلنت الخارجية السودانية ، إن الجهات المختصة قامت بتعريف المقررة الأممية على العمل القائم في النهوض بالدار لتكون مركزا اصلاحيا تتوفر فيه سبل المعالجة وتقديم الخدمات وبناء القدرات لتعزيز الفرص في مستقبل أفضل للنزيلات .

وعبرت الخارجية السودانية ، عن أملها في أن تسهم المقررة الأممية رشيدة مانجو ، من خلال ولايتها الحالية في تقديم توصيات بناءة لمجلس حقوق الإنسان من أجل دعم جهود الولاية والمجتمع في السودان لإحراز مزيد من التقدم في تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن في جميع المجالات .

وكالات

العفو الدولية" تطالب بالإفراج عن 171 معتقلاً في السودان


طلبت منظمة العفو الدولية "أمنستي" بإطلاق مناشدات واسعة للافراج عن 157 طالبا من دارفور و12 من قيادات حزب المؤتمر السوداني المعارض، والأمين العام لجمعية حماية المستهلك ياسر ميرغني والناشطة نسرين علي مصطفى، الذين يعتقلهم جهاز الأمن والمخابرات.
وقالت منظمة العفو الدولية إنها تلقت معلومات إضافية عن تكثيف جهاز الأمن لحملة قمع عقب انتخابات ابريل الماضي، عبر اعتقالات طالت ناشطين في قوى المعارضة ومنظمات المجتمع المدني.
وأشارت إلى أن جهاز الأمن ألقى القبض على 221 من طلاب دارفور في الجامعات السودانية عقب صدامات طلابية بسبب مقتل أحد طلاب المؤتمر الوطني في جامعة شرق النيل بالخرطوم بحري.
ولقي الطالب محمد عوض مصرعه، في أبريل الماضي، إثر إشتباكات عنيفة وقعت بين طلاب موالون لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وآخرون يناصرون الحركات المسلحة بدارفور في جامعة شرق النيل.
وأكدت المنظمة أن السلطات أخلت لاحقا سبيل 157 طالبا بالكفالة عقب توجيه اتهامات لهم بارتكاب جرائم مختلفة، بينما أصيب 37 طالبا وطالبة.
وأدانت "أمنستي" اعتقال السلطات الأمنية لـ 12 من كوادر حزب المؤتمر السوداني، يواجه أربعة منهم تهما تصل عقوبتها للإعدام تشمل "التواطؤ على تنفيذ اتفاق جنائي، وتقويض النظام الدستوري، والدعوة إلى معارضة السلطات الحكومية".
ونوهت المنظمة إلى اعتقال جهاز الأمن للأمين العام لجمعية حماية المستهلك ياسر ميرغني والناشطة في مجال حقوق الإنسان نسرين علي مصطفى منذ 25 مايو الماضي.
وأفادت أن ميرغني "طالما عرف بحضور قوي في المسائل المتعلقة بحقوق المستهلك والفساد في توريد السلع"، كما أوضحت أن النشاطة نسرين سلطت الضوء خلال منتدى جمعية حماية المستهلك على قضية مسكوت عنها وهو التحرش الذي يتعرض له تلاميذ المدارس في حافلات الترحيل.
وتسبب نقل الصحف لإفادات الناشطة نسرين خلال المنتدى في مصادرة جهاز الأمن، لـ 10 صحف سياسية، وتعليق صدور 4 صحف منها لأجل غير مسمى.
يشار إلى أن الجمعية السودانية لحماية المستهلك، التي تم تأسيسها في العام 1998 خاضت العديد من المعارك مع السلطات تتعلق بندرة وغلاء الدواء والغاز، فضلا عن كشفها لصفقات تتعلق بالسكر الفاسد وزيوت بذرة القطن المحور وراثيا، وظلت تنادي بإصدار قانون يوفر حماية قوية للمستهلك في السودان.
وقالت "أمنستي" إن جهاز الأمن السوداني ظل يتمتع بصلاحيات واسعة في الاحتجاز تصل إلى 4 أشهر فضلا عن تعريض المعتقلين للتعذيب والمعاملة السيئة، وفقا لقانون الأمن الوطني لعام 2010، بجانب تعديلات أقرها البرلمان في يناير 2015 منحته المزيد من السلطات الاستثنائية، التي تخول له التدخل في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وطالبت منظمة العفو الدولية بإرسال مناشدات قبل العاشر من يوليو المقبل إلى الرئيس عمر البشير، ووزيري العدل والداخلية، تتضمن الكشف عن مكان المعتقلين، وسرعة توجيه اتهامات إليهم أو اطلاق سراحهم، والسماح للمحتجزين بالاتصال بالمحامين وزيارة أسرهم، وعدم تعرضهم للتعذيب وغير ذلك من ضروب المعاملة السيئة.

بعد أن وصفهم بـ(المعفنين)..القلع وشندي يطالبون الأمين البنا بالإعتذار


طالب الفنان القلع عبد الحفيظ والفنان حسين شندي مطالبة شديدة اللهجة للفنان الأمين البنا بضرورة الإعتذار الرسمي لما بدر منه من لفظ مسيء للفنانين الشباب عبر الكلمة التي القاها بإتحاد فن الغناء الشعبي بقوله: (العفن ديل جبتوهم من وين وطلعتوهم المسرح؟).. قاصداً بتلك العبارة بعض الفنانين الشباب, ورضخ الأمين البنا لمطلب شندي والقلع ووعد بتقديم الإعتذار للفنانين في منتدى الإتحاد.
الخرطوم: السياسي

غياب (الترابي) عن احتفال تنصيب (البشير) اسئلة مشروعة واجابات (غائبة)





غياب الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي عن حفل تنصيب البشير لفترة رئاسية جديدة بحضور رؤساء و قيادات عدد من الدول الصديقة والشقيقة للسودان وقيادات الاحزاب التى شاركت فى العملية الانتخابية ترك تساؤلات ظلت حيري بلا اجابات ورغم ان غياب قيادات الاحزاب المعارضة لم تترك ذات التساؤلات التي تركها غياب الشيخ لان المعارضة بررت غيابها الذي جاء حاملا في متونه وحواشيه دلالات متسقة مع مواقفها المعلنة من العملية الانتخابات التي فاز فيها البشير واعلانها مسبقا انها لن تعترف بنتائجها غير ان غياب الترابي رغم مقاطعة حزبه للانتخابات خلف سؤالا كبيرا لانه جاء في ظل تقارب معلن بين حزبه والمؤتمر الوطني الامر الذي رآه خصوم الاسلاميين ترتيبا لاعادة لحمة طرفي الحركة الاسلامية من جديد ذاك الغياب سبقه صمت الشيخ عن كثير مما يدور في الساحة السياسية مما دفع كثيرين لان يتكهنوا بان ثمة امر ما حدث في العلاقة بين الوطني والشعبي
خلوة الترابي
من يريد ان يبحث عن غياب الشيخ حسن عبدالله الترابي عن الساحة السياسية لابد ان يربط اختفاءه عن المشهد بالاخبار التي رشحت عن خلوته الامر الذي اكده القيادي البارز بالحزب ابوبكر عبد الرازق فى حديثه للسياسي وقال ان غيابه ربما جاء لظروفه خاصة او لتفرغه لمشروعه الجديد الذى ينوي الترويج له وهو مشروع (النظام الخالف) القاضى بدمج الأحزاب والتيارات الإسلامية في حزب واحد بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني ونفي عبد الرازق ان يكون هناك علاقة ثنائية لحزبه مع المؤتمر الوطنى رغم ان فكرة “النظام الخالف” تقوم على جمع التيارات الإسلامية والأخرى ذات الخلفيات الإسلامية بمن فيهم السلفيون والتيارات الصوفية والأحزاب الطائفية في مظلة حزبية واحدة والفكرة قائمة على اساس أن يخلف الحزب الجديد الأحزاب الإسلامية القائمة جميعها حتى المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني وذلك بعد حل الحكومة القائمة الان وحلول الحزب الجديد محل تلك الاحزاب وان الرؤية التي طرحها الشيخ الترابي في ورقة مهمة حملت مراجعات وتقييماً كاملاً لتجربة الإسلاميين في حكم السودان، فضلاً عن تجربة المؤتمرين الشعبي والوطني وتم فيها تحديد الاهداف بقيام تحالف عريض في شكل حزب واسع وكشف عبد الرازق بانه رغم ان الحديث عن الورقة سابق لاوانه الان خاصة وانها بدأت منذ 2012م لكن هى مهمة جدا وفي ذات السياق ربط مراقبون صمت الترابي وانزواءه بعيدا عن المشهد الذي يعج بالكثير من الازمات بانه مازال يعد ويراجع للمرحلة القادمة فى اطار مشروعه الجديد باعتبار أن أكثر ما يشغله في الفترة الأخيرة بات هو توحيد الإسلاميين برؤية مغايرة جديدة
لا تقارب بين الحزبين
واكد ابوبكر عبد الرازق القيادي بالشعبي ان الحديث عن التقارب مابين حزبه وحزب المؤتمر الوطنى لا يفسر بانه علاقة ثنائية بين الحزبين لكنها هى علاقة حول قضايا الوطن المهدد بالانزلاق للهاوية ويزيد بانهم فى الشعبي يريدون ان ينقذوا هذا الوطن من تلك الهاوية وان اجندة حوارهم مع الحزب الحاكم تسير فى ذات الاتجاه ولا علاقة له بثنائية الحزبين وعدم مشاركة الحزب او الترابي فى احتفال التنصيب هو تأكيد لموقفنا الثابت من الانتخابات ومقاطعتنا لها لانها استبقت الحوار الذى كنا نتوقع قيامه من اجل ان يضع الكثير من النقاط على الحروف فى مسألة الاستحقاقات وبالتالى بقيام الانتخابات يكون كل ما يترتب عليها هو مرفوض وغير شرعي بالنسبة لنا فى الحزب فضلا على موقفنا الرافض لمخرجات الانتخابات ويضيف ان الشيخ الترابي له ظروفه الخاصة التى منعت حتى ظهوره مؤخرا ويزيد ابوبكر قائلا حتى نحن فى الحزب لم نجتمع لنضع قرارا بعدم المشاركة فى التنصيب ونعلنه للرأي العام لاننا نحسب ان الامر محسوم من قبل منذ ان اتخذنا قرارا بمقاطعة الانتخابات وعدم شرعيتها ويمضي عبدالرازق بان واقع التنصيب امر محسوم للحاكم ورغم الحضور الدولى فغياب القوي السياسية المحلية المعارضه اشارة الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات وحتى من قبل الشعب ويزيد بالقول ان السؤال يبقى قائما بان من أين جاءت نسبة الانتخابات للمؤتمر الوطنى وحتى منتسبيه لم يصوتوا باعترافهم هم بحسب قراءتهم للانتخابات وما بالك بالشعب ومقاطعة الانتخابات ويختم حديثه بانهم مازالوا ينظرون على ان الحل هو فى الحوار فى المرحلة القادمة ويري عبد الرازق ان خطاب الرئيس فى التنصيب لم يحمل جديدا بل هو تكرار لما سبق ويختم القول بان الحديث استعداد حزب المؤتمر الشعبي لبرنامج (النظام الخالف ) هو حديث سابق لاوانه وانه برنامج اجيز من سنة 2012م ما كان ينبغى ان يكشف للاعلام وفقا للقرار الذى تضمن هذه الرؤية …
موقف مسبق
قال القيادي بالمؤتمر الوطنى دكتور ربيع عبد العاطي ان غياب الترابي قائم علي موقف مسبق وعدم حضور الترابي او اى قيادات حزبية معارضة لاحتفال التنصيب هو امر غير مستغرب لانهم منذ البداية اعلنوا مقاطعتهم للانتخابات التى قال فيها الشعب كلمته وقالوا هم كلمتهم فى رفضهم بالتالي موقفهم السابق يلتحق بالاتي وهو عدم قبولهم لنتائج الانتخابات او الاعتراف باى اجراءات اخري ويواصل عبد العاطي حديثه للسياسي بان اداء اليمين الدستورية هو اجراء متعلق بالاصل بالجهات الرسمية سواء كانت داخلية او خارجية وتمثيل الاحزاب السياسية فيها هو امر تشريفي ليس الا وعدم حضورهم او حضورهم لا يغير من واقع الامر شىء مؤكدا بان المرحلة القادمة هى مرحلة مفصلية تحدث عنها الرئيس البشير فى خطابه الواضح باستيعاب الجميع الذين صوتوا والذين لم يصوتوا وذلك عبر حوار جمعي وليس فرديا او خاصا بمجموعة دون اخرى.
قراءة من زاوية اخرى
انا لدي قراءة من زاوية اخري هكذا ابتدر المحلل والباحث السياسي الدكتور عبده مختار حديثه للسياسي مضيفا بان هنالك احتمالين لغياب الترابي عن احتفال التنصيب والمشاركة فيه الاول ان له ظروفه الخاصة التى منعته من الحضور والثاني ان له موقف رافض كما هو واضح سابق قائم علي رفض حزبه للانتخابات ونتائجها ويشير مختار الى ان كل هذا لا يمنع من أن يوضح حزبه موقفه ببيان او تصريح او تلميح ويزيد ان هذا الموقف يعتبر انتكاسة نسبة لما بدأ من تقارب ملموس بين الاسلاميين (المؤتمرين) خاصة بعد ان رشحت معلومات بان هناك مشروعا للترابي يهدف لتجميع الاسلاميين ونسيان كل جراحات الماضى والانشقاقات موضحا بان الفرصة كانت مواتية لاظهار حسن النية تجاه المؤتمر الوطنى والحركة الاسلامية بالمشاركة حتى بممثل من الحزب لارسال رسالة بانهم ماضون فى طريق الصلح والتصالح والعودة للاشواق القديمة خاصة وان الشيخ الترابي يعتبر الاب الروحي للاسلاميين والشباب وانه حلقة الوصل مابين الجيل السابق والجيل الحاضر بفكره وعلمه ويتساءل عبده محتار اذا كان هذا هو حال الاسلاميين فكيف هو حال الاحزاب الاخرى ؟؟

تقرير : عيسى جديد- السياسي

مكة المكرمة تبدع في تكريم قدامى لاعبي السودان الدوليين




بإشراف القنصل نور الدين عبدالوهاب اقام أبناء مكة المكرمة مهرجان رياضي لتكريم نجوم الكرة السودانية السابقين في مباراة مع نجوم الكرة السعودية قاد منتخب السودان شوقي عبدالعزيز و حامد بريمة وعيسي صباح الخير والعجب وقاد منتخب السعودية محمدنور ومختار فلاتة و كامل الموسي و حمد المنتشري .
تخلل المهرجان فقرات التكريم حضر المهرجان عدد كبير من قادة العمل الرياضي السعودي واعضاء شرف نادي الوحدة و الجالية السودانية.
أحمد الامين أحمد‎

الهلال بطلاً لكأس خادم الحرمين الشريفين