الاثنين، 14 ديسمبر 2015

الرئيس السوداني يتوعد الصحافة ويهدد بتولي ملف الإعلام بنفسه


توعد الرئيس السوداني عمر البشير الإعلام بالحسم بعد أن اتهمه بالتآمر ضد حكومته، قائلا إنه سيتولى ملف الإعلام بنفسه، وندد بهجوم الصحافة على وزير المالية. اويأتي حديث البشير بعد تقارير صحفية تحدثت، الإثنين، عن أن جهات عليا طلبت التسجيل الصوتي لوزير المالية في البرلمان.
وقال البشير خلال مخاطبته الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني الحاكم، الإثنين، إن "الجهات المعنية" غير قادرة على السيطرة على الإعلام، قبل أن يبرئ ساحة وزير المالية بدر الدين محمود مما نسب إليه في البرلمان بشأن رفع الدعم عن الخبز والكهرباء والوقود.
ويخشى أن تعقب تصريحات الرئيس مصادرات جماعية للصحف، خاصة بعد أن صادر جهاز الأمن صحيفة "التيار"، صباح الإثنين، من المطبعة من دون إبداء أسباب، وسط ترجيحات بأن تكون الخطوة عقوبة لمقالات ناقدة لرفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات.
وقال البشير "إن وزير المالية لم يدلي بتلك التصريحات، وأكد أن الميزانية الجديدة لا تعاني من أي عجز مبشرا بحصوله على دعم وقروض من دول أوروبية وعربية، لكنه عاد وقال "إن عجز الميزانية أمر طبيعي وظل يحدث من زمن بعيد".
وأوضح أن "الإعلام يقف ضد سياسات الدولة ويحرف تصريحات المسؤولين" وزاد "حتى الصحفيين المعانا الأيام دي واقفين ضدنا"، متوعدا الإعلام بالحسم، وقال "سأتولى ملف الإعلام بنفسي".
ونقلت الصحف، الإثنين الماضي، عن وزير المالية لدى تقديمه خطة وزارته للعام 2016 أمام البرلمان، طلبه من النواب تمرير الموازنة الجديدة متضمنة رفع الدعم الحكومي عن القمح والوقود والكهرباء لحماية الإقتصاد من الإنهيار، وهو ما أثار حالة من الاستياء وسط المواطنين، كما هاجمته القوى المعارضة بشراسة، وابدت قيادات في الحزب الحاكم عدم تأييدها للخطوة.
وتشير "سودان تربيون" إلى أن الصحف كانت قد نقلت عن الوزير أيضا اتهامه للسودانيين بأنهم "أمة مستهلكة وغير منتجة"، وهو ما أدى بدوره إلى حالة من الغضب.
يذكر أن عشرات القتلى سقطوا خلال احتجاجات على رفع الدعم الحكومي عن الوقود في سبتمبر 2013.

البشير: المجتمع الدولي خسر كثيرا بمحاولات عزل السودان
إلى ذلك أكد الرئيس البشير أن المجتمع الدولي خسر كثيرا بمحاولات عزل السودان عن محيطه الدولي لما كان يمكن أن يقدمه السودان من أنموذج في التسامح الذي يفتقر إليه العالم المضطرب الآن، مشيرا إلى أن قوى الطغيان والبغي قادت حربا لا هوادة فيها ضد البلاد.
وأشار البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الفكر السنوي لحزب المؤتمر الوطني، الإثنين، إلى حاجة البلاد لإعمال الفكر في قضاياها المختلفة التي قال إنها تستدعي حلولا ومعالجات تستوعب العصر وتعتد بمنهج الدولة ذات الرسالة الحضارية في هذا العالم المضطرب.
وحث الرئيس المؤتمرين على النظر في المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية التي طرأت على البلاد عقب انفصال الجنوب من أجل تفادي سلبياتها بالتكامل مع مخرجات منابر الحوار الأخرى بما يمكن من إدارة وتدبير كل شأن البلاد، مؤمنا على أن الاهتمام بالفكر والعمل بمخرجاته يمثل الأساس للبناء والتشريع بالاستفادة من التجارب والآراء المختلفة.
وأكد أن الاستهداف والعداء والحروب التي تواجه البلاد بلا هوادة منذ ربع قرن من الزمان يجب ألا تكون شفيعا في التعذر والقعود "بل يجب أن تدعونا للنهوض وحافزا للتفكير والتدبر"، وزاد "ما يذخر به السودان من موارد وثروات وإنسان يحمل معاني المروءة والإنسانية بصورة تلهج بها الألسن شرقا وغربا هو سبب الاستهداف والعداء".
وشدد البشير على تمسك الدولة والحزب بنهج الشورى وأخذ الرأي، مشيرا لانعقاد المؤتمرات القطاعية التي عكفت عليها "الإنقاذ" في أيامها الأولى في شتى المجالات وبلورتها في الخطط والاستراتيجيات.
وقال إن انعقاد هذا المؤتمر للفكر وانطلاق مؤتمر الحوار الوطني منذ أكثر من شهرين يأتي دليلا على الاهتمام بالفكر وأهله من أجل النفاذ إلى مواطن الخلل ثم الانطلاق صوب الحلول والمعالجات.
وتابع "إن ذلك يتطلب التحلي برحابة الصدر وتجاوز المألوف في عالم يتسم بالمتغيرات والمستجدات.. نحن نحتاج لكلمة صادعة تختصر الطريق والى رأي أبلج يضع الأمور في نصابها".
سودان تربيون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق