عشر روايات فازت بالدورة السنوية الأولى لجائزة كتارا للرواية العربية في حفل مهرجان الرواية العربية الذي نظم في الدوحة في الشهر الماضي. الروايات الفائزة خمس منها منشورة وخمس غير منشورة، وأولاها سوف تتحول إلى عمل درامي. تالياً موجز عن هذه الروايات:
"مملكة الفراشة"
الرواية الفائزة بالجائزة الأولى لتحويلها إلى عمل دراميواسيني الأعرج (الجزائر)تعتمد الرواية على السرد بضمير المتكلم الذي يتجسد في صوت مارغريت - (ياما)، التي تهوى الموسيقى ضمن مجموعة (ديبو جاز)، ويرافقها في ذلك الهوس سبعة شباب مولعين بالفن، لكن هذه الفرقة الموسيقية ما لبثت أن تلاشت، بعد تعرضها لمضايقات مدنية وموت ديف الذي تحبه ياما. تتعرف ياما في الفيسبوك على الكاتب المسرحي المنفي منذ عشر سنوات (فادي) وتطلق عليه اسم (فاوست)، وتتطور العلاقة بينهما خلال ما يقارب الأربع سنوات إلى حب عنيف دون أن يلتقيا. يقرر فادي أن يعود للوطن لعرض مسرحيته "لعنة غرناطة"، وتلتقي ياما به للمرة الأولى لتكتشف أنه لا يعرفها وأنه لا يملك صفحة على الفيسبوك أساساً، وأن من يدير الصفحة باسمه هو ابن عمّه (رحيم)، فتخرج من وهمها. تعاني (ياما) من خيبات متواترة منذ وفاة ديف؛ ويكون هذا الفشل في سياقات عاطفية كالسابق وفشل تجربة حب مزيفة في موقع (الفيسبوك)، واقتصادية تتمثل في فشل تجارة الأدوية، وسياسية تتمثل في فقدان الحقوق التي تتطلع إليها، واجتماعية تتمثل في موت الأب وسجن الأخ ثم موت الأم.
"366"أمير تاج السر (السودان)
تتناول هذه الرواية قصة حب بين الراوي وفتاة اسمها أسماء رآها في لمحة عابرة في عرس قريبه في النادي الإيطالي. والراوي هو مدرس كيمياء يعيش في حي المساكن وهو حي شعبي، وقد حال حديث مع أحد تلاميذه في الفرح دون متابعتها. ومن هنا بدأت مشكلته فقد أحبها حباً عظيماً ولا بد من معرفة أين تسكن، فبذل جهداً خارقاً في التعرف عليها دون فائدة. اتخذ الكاتب أسلوب ضمير المتكلم على لسان الراوي من خلال الرسائل التي كان يبثها لأسماء، هذه الرسائل التي مكنته من رسم صورة زاخرة للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لعالم الرواية، فثمة أحياء تتقاطع، حي المساكن وحي الصهاريج وحي البستان، والعلاقة بين هذه الأحياء قائمة، فثمة صديق الراوي شمس العلا عبقري الكيمياء الذي أحب فتاة طلبت منه تغيير اسمه ليناسب مستوى عائلتها فأصبح عاصم، وثمة جاره فاروق كولمبس وزوجته عفراء، وثمة صديقه الألماني الذي ذهب لدراسة الطب في ألمانيا وعاد ليفتح مركزاً للترجمة ثم ليصبح تكفيرياً يُدعى (أبا الصاحب)، وقد أوقع به وبجماعته قدسي بعد أن أعطاهم شقته ليجتمعوا فيها، وثمة طلحة رضوان الذي خطب أمونة السيد ولم تقبل به ثم أصبح وزيراً.
"دوامة الرحيل"ناصرة السعدون (العراق)
هي بعض من وجع العراق وخساراته. وبعض خساراته، الاقتلاع القسري من الأرض والبيت والأهل، وإعادة الزرع في أراض جديدة. نلتقي فيها إباء بنت قيس السالم وردينة السعد، أمها طبيبة وأبوها دكتور في الهندسة الميكانيكية التقيا في جامعة دنفر وتزوجا في بغداد، وقُتل أبوها بعد أن سجن في المصنع الذي يعمل فيه في سجن أبو غريب، وقُتل أخوها طارق طالب الطب على أيدي عصابة. تُصاب أمها بشلل بعد تفتيش بيتها وبعد مقتل زوجها وابنها وتسافر إلى عمّان حيث تخضع لإشراف أستاذها السابق في المستشفى في عمان، ما تلبث أن تحصل إباء على هجرة إلى أميركا بصحبة والدتها وهناك تلقى الرعاية من أسرة صديقتها القديمة.
"أداجيو"ابراهيم عبد المجيد (مصر)
في قصة الحب هذه "ريم" عازفة بيانو عظيمة وجميلة وزوجها رجل أعمال يُعنى بإنتاج التحف الشرقية. تدور أحداث الرواية في فترة لا تتجاوز الشهرين، قرر فيها البطل "سامر" أن يهجر العالم ويأخذ زوجته المصابة بمرض السرطان والتي دخلت في غيبوبة إلى فيلتهما في العجمي بالإسكندرية خلال فصل الشتاء، كي يضمن العزلة الكاملة، لأن زوجته صاحبة كبرياء لم تكن تحب أن يراها أحد في محنتها. كان عليه أن يقوم بعمل كل شيء لها، من تغيير الملابس إلى الاستحمام إلى إعطائها الدواء والمحاليل إلى قص الأظافر. هناك يواجه مشكلات كثيرة لا حصر لها تخص تمريض زوجته. تظهر (غادة) زميلة ريم، وهي موسيقية بارعة أيضاً، وتحب سامر في صمت وهو يشعر بها ولا يسمح لها بالاقتراب لحبه الشديد لريم. تأتي غادة إلى الفيلا بعد أن قرأت خبراً في الجريدة عن جثة غريق وجدها سامر وعثمان أثناء قيامهما بالصيد. يستسلم سامر الذي داخله اليأس من شفاء ريم لإغواء غادة، لكنها تقرر السفر لعدم احتمالها فكرة خيانتها لريم.
"جارية"منيرة سوار (البحرين)
تدور أحداث هذه الرواية بين الصالون الأبيض المنبثق من قلب المنامة وبين بيت متواضع في أحد أزقة حي الحجيات بمدينة الرفاع، حيث تنشطر أحداث الرواية لتحكي وجع الاختلاف ومرارة الخوض في ماضي "جارية" بطلة الرواية سوداء البشرة التي تكره لونها وانتمائها للعرق الأفريقي الذي تكشف عنه ملامح وجهها الزنجية. تحاول جارية الرافضة لهويتها التعويض عن إحساسها بالنقص من خلال افتتاحها لمشروع خاص، هو عبارة عن صالون نسائي تطلق عليه اسم "صالون جوري للتجميل" وجوري هو الاسم الحركي الذي اختارته لنفسها للهروب من واقعها وحقيقة انتمائها الزنجي، حيث تمتهن صناعة الوجوه ورسمها بالألوان، بينما تكون عاجزة عن رسم ملامحها بالشكل الذي يُرضيها. من خلال مجريات الصالون وأحداثه اليومية ينكشف لنا الكثير من الشخوص التي تعاني أيضاً وجع الاختلاف بشكل أو بآخر.
"العرش والجدول "ميسلون هادي (العراق)
تحكي الرواية تاريخ العراق المعاصر في ثلاثين عاماً، من خلال قصة حب جمعت بين جميل وقمر، وبدأت عام 1977. تتعرف قمر على جميل المنتمي إلى عائلة فقيرة، وترتبط معه بقصة حب جميلة، ولكنه عندما يتقدم لخطبتها عدة مرات، يرفض أبوها تزويجها منه، لمعرفته بأنه ينتمي إلى عائلة إسلامية معارضة للحكم. بعد أكثر من ست سنوات على تخرجها، تُخطب قمر لصديقه محمد آدم الرحال، الذي انقلب من شيوعي الى بعثي، ولكن قمر لا زالت متعلقة بجميل، ولا تستمر الخطبة إلا لفترة قصيرة جداً. يعود جميل الى العراق عام 2003 بعد نهاية الحرب الأميركية لإسقاط النظام، ثم يعمل في البرلمان العراقي. تصبح قمر في دائرة الخطر بعد تدهور الوضع الأمني في بغداد عام 2006 فتخطف من بيتها ويتصل الخاطفون بأميرة التي تستطيع التوصل إلى جميل من خلال صديقه حيدر سلام.موقع جميل في الحكومة الجديدة سيساعد في تحرير قمر من خاطفيها، فيذهب جميل الى موقع البيت الذي اُحتجزت فيه، ويراها للمرة الأولى بعد خمسة وعشرين عاماً. كان الموقف صعباً للغاية عندما رأى حبيبته الجميلة المترفة تخرج في حالة رثة ومؤلمة جداً وهي ترتجف بقوة، ولا تقوى حتى على المشي والحركة. تبعثرت مشاعره وتناقضت، وظل إحساسه ببشاعة المنظر يكاد يقتلعه من مكانه ويجعله يختفي من وجه الأرض. الروايات غير المنشورة
"امرأة في الظل"عبد الجليل الوزاني التهامي (المغرب)
زينب فتاة تعيش في قرية صغيرة في الشمال المغربي، تتزوج ولكن زوجها يفشل في معاشرتها، وفي نفس الوقت يلجأ الى بيت العائلة شاب (جمال)، تعجب به زينب وتقوم بينهما علاقة تثمر حملاً من جمال الذي يختفي. تحاول زينب الانتحار، ولكن أمها تنقذها، لترسلها الى أخت لها (خدوجة) تعمل بالتهريب في بلدة بعيدة. تنجب زينب ولداً تسميه (جمال) على اسم حبيبها، وهكذا يبدا جمال الابن بالترعرع في كنف الأم زينب والخالة خدوجة. ولكن يظهر فجأة يوسف ابن خدوجة وهو شاب منحرف كان في السجن، يعجب بزينب ويرغمها عن طريق التهديد بفضحها بالزواج منه. "حبل قديم وعقدة مشدودة
"سامح الجباس (مصر)
هي رواية تدور بين ثلاثة أشخاص في أزمنة مختلفة، أوّلهم الفتاة اليونانية "جين" والثاني هو الشاب الريفي "عادل" الذي يعمل في القاهرة، أما الثالث فهي "هناء"، فتاة تقترب من عقدها الثالث وتبحث عن زوج قبل أن تتم ذلك العقد. يربط بين الشخصيات الثلاثة أمران أساسيان: رواية "جين إير" لشارلوت برونتي التي تقرأها "جين" بافتتان، ورابط الحب. عادل يجد النسخة التي كانت تقرأها جين ويحاول أن يقرأها ويعرف كيف جاءت تلك النسخة القديمة إلى شقته. هناء التي تعيش في العصر الحالي وتعمل في أحد المكاتب الحكومية تجد نفس النسخة القديمة في مخزن قديم في عملها.
"مزامير الرحيل والعودة "ذكرياء أبو مارية (المغرب)
مزامیر الرحیل والعودة هي سیرة هوية وحنین، ترصد المشهد الاجتماعي والسياسي الذي يقع ضمن التحولات السياسية والمجتمعية في فرنسا وموقف الشارع الفرنسي الممثل من التحولات السياسية العربية وأثره فيها. شامة الطبیبة النفسیة الفاقدة لسبب ما لذاكرة صباها، والعاشقة لراقص البالیه جون الذي تحول إلى حیاة الرھبانیة (تھرباً ربما من احتمالات أن یتورط في حب آخر بعدھا) عندما تركته قبل ثلاث وعشرین سنة وغادرت فرنسا إلى الولایات المتحدة الأميركیة لاستكمال تعلیمھا العالي ودراسة العلوم النفسیة. كان بإمكان شامة استكمال دراستھا بفرنسا والبقاء بقرب جون، ولكن جون بالضبط ھو من أرادت أن تبتعد عنه برحلة بحثھا تلك عن نفسھا.
"أفاعي النار ـ حكاية العاشق علي بن محمود القصاد"جلال برجس (الأردن)
هي حكاية روائي (خاطر) بطل الرواية، ينتهي من رواية يكتبها، بعد أن هجر زوجته لفترة (رحاب) ويحتفل مع الزوجة في تلك الليلة بنهاية عذاب كتاب رواية، وهم نيام، يشب حريق في الحجرة التي ترك فيها الرواية، فتأتي النار على كل عمله بما فيها الرواية التي كتبت في الكمبيوتر وصورة أمه الوحيدة. مُنيَ بحالة نفسية صعبة بسبب ما فقده، وبسبب عدم قدرته على كتابة الرواية من جديد. تجري أحداث الرواية في فرنسا، وفي عَمان، وفي القرية. وتتطرق عبر قصة ذلك الرجل المشوه، إلى ما أضيف لمفهومي (العيب والحرام) من وجهة نظر البني المتطرفة، سواء كانت اجتماعية أو دينية، وتعاين آثار الخرافة، وأثرها على المجتمعات، عبر ما يحدث له من مفاجآت، بعد أن يقرر العودة إلى قريته بملامحه الجديدة.
العربي الجديد