السبت، 5 سبتمبر 2015

فضل الله برمة : الباب مفتوح لعودة أحزاب الأمة لـ(القومي)




أكد رئيس لجنة رأب الصدع بين تيارات حزب الأمة القومي اللواء م. فضل الله برمة ناصر، أن الباب مفتوح لكل أحزاب "الأمة" للعودة إلى الكيان الكبير والتوحد في حزب واحد.
ونقل محرر الشؤون الحزبية بـ(الصيحة) "صابر حامد" عن "برمة" قوله أمس، إن "لجنة رأب الصدع بين تيارات حزب الأمة تعقد اجتماعات متواصلة بروح طيبة من أجل الوصول لاتفاق حول كل النقاط المطروحة للنقاش، خاصة أن الجميع يرغبون في الوحدة".
ونفى "برمة" وجود خلافات على المبادئ الأساسية للحزب وقال إن الأمر يتعلق بأوضاع الحزب التنظيمية وأضاف: "هذه قضايا مقدور عليها"، منوهاً إلى أن مساعي توحيد تيارات الحزب تهدف إلى وضع الحزب في مساره الحقيقي.
وفي سياق متصل قطع "فضل الله" بأن عودة زعيم الحزب الصادق المهدي للسودان مرهونة بفراغه من قضايا وطنية يبحثها في الخارج، وقال إن حزبه يقدر مساعي بعض قادة المؤتمر الوطني التي وصفها بـ(الوطنية) في ما يتعلق عودة المهدي للسودان، في إشارة لحديث علي عثمان طه الذي اوردته (الصيحة) حول أن عودة ومشاركة المهدي في الحوار الوطني ضرورية.
الصيحة

حماية المستهلك: عيادات شعبية تخلط "الفياجرا" بالأعشاب



كشف رئيس جمعية حماية المستهلك د. نصر الدين شلقامي عن (200) عيادة شعبية بولاية الخرطوم، تقوم بخلط أدوية "الفياجرا" و"السكري" والمنشطات مع الأعشاب والخلطات العشبية، مشيرا إلى أن تراخيص تلك العيادات تُستخرج من المحليات وليس من وزارة الصحة.

ونقل محرر الشؤون الصحية بـ(الصيحة) عن "شلقامي" أن الواجب يحتم تقديم المستشفيات التي قامت وزارة الصحة الولائية بإغلاقها خلال الأسبوع الماضي لمحاكمات فورية، بدلا من الاكتفاء بعمليات الإغلاق فقط، لجهة استخدامها أدوية منتهية الصلاحية".

وحمّل شلقامي الجهات المختصة مسؤولية ضعف الرقابة على المعابر الحدودية في البلاد، مشددا على ضرورة وضع خطة محكمة لمراقبة النقاط الحدودية.

الصيحة


وزير المالية السوداني يكشف عن تفاهمات مع الصين لتسوية الديون والتعاون المشترك

قال وزير المالية السوداني، أن زيارة الرئيس عمر البشير الي الصين تمثل أرضية صلبة لانطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين سيما في النواحي الإقتصادية ، وكشف عن تفاهمات لتسوية الديون وترقية التعامل في ملف النفط بعد بروز توجه لدى القيادة الصينية لدفع ذات الملف خطوات متقدمة.
PNG - 160.6 كيلوبايت
وزير المالية والتخطيط الإقتصادي بالسودان بدر الدين محمود
وقال الوزير بدر الدين محمود لوكالة الأنباء السودانية، السبت، أن الاتفاقيات التي وقعت مع الحكومة الصينية ستسهم إيجابا في تحريك الاقتصاد السوداني .
وأشار الى أنه عقد إجتماعا مع نظيره الصيني تداول كيفية التعامل المالي والاقتصادي والتجاري وتقديم الصين لقروض جديدة تفضيلية ستوجه الي مجالات الإنتاج وزيادته خاصة مجالات الصادر مما سيشكل دفعه للبرنامج الخماسي الذي تنتهجه الحكومة السودانية.
وكشف عن التفاهم علي الارتقاء بالتعاون المصرفي بين البلدين، واستخدام "اليوان" في تسوية المعاملات ومعالجة وجدولة ديون السودان.
وقال أن لجنة مشتركة من الجانبين ستعقد اجتماعا بالخرطوم لبحث التعاون الاقتصادي.
وبشأن التعاون في مجال النفط قال محمود إن توجيها برز لدى القيادة في الصين لدفع التعاون في مجال انتاج النفط والغاز ، ومعالجة الديون من خلال زيادة الإنتاج خاصة في المجال النفطي.
وكشف عن اتفاق لإنشاء شركة في مجال الخطوط البحرية ، مشيرا الي انه سيتم خلال الأيام المقبلة وضع اسس الشراكة فيها .
وقال " من المكاسب التي حققتها الزيارة أيضا الاتفاق علي شراء قاطرات جديدة وصيانة المتوقف".
وأكد إتمام الإتفاق على تمويل خط السكة الحديد الرباط بين بورتسودان - كسلا - الدمازين ، بجانب ربط السودان مع اثيوبيا.
بيع إيجاري
وأعلن وزير المالية التوصل الى اتفاق مع الصين لإستئجار 7 بواخر عن طريق البيع الايجاري بجانب إتفاق آخر للبيع الايجاري لطائرتين من الصين .
وأوضح "ستظلان باسم الشركة الصينية وستتكفل بالصيانة الي ان يتم تحويل ملكيتهما الي سودانير "، معلنا وصول الطائرات والبواخر والقاطرات خلال أيام بصحبة فرق فنية.
وأشار الى أن الزيارة أثمرت عن توقيع اتفاقية في مجال الزراعة والتصنيع الزراعي ونقل التقنية الزراعية والتي ستشكل فاتحة للتعاون الزراعي والاستفادة من ثروات البلاد "مما سيكون لها الأثر علي زيادة الانتاج والارتقاء بالإنتاجية لبعض المحصولات المهمة."
وأبان الوزير أن التفاهمات مع الجانب الصيني شملت التعاون الصناعي في المجالات المختلفة والاستمرار في مجال التعدين ودفعه بجانب انشاء منطقة حرة في البحر الأحمر تخدم كل البلدان الافريقية التي ليس لها ساحل .
وقال " التعاون في المجال الأمني والصناعات العسكرية ستشكل دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين"
سودان تربيون

(17) منظمة تدعو مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة لاعادة السودان الى البند الرابع



(حريات)
دعت (17) منظمة حقوقية – دولية واقليمية ومحلية – مجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة لاعادة السودان الى البند الرابع الذى يتيح مراقبة الوضع فى البلاد عبر مقرر خاص .
وأرسلت المنظمات – أبرزها هيومن رايتس ووتش ، العفو الدولية ، الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان ، المبادرة الدولية لحقوق اللاجئين ، سودان كونسورتيوم ، المركز الافريقى لدراسات العدالة والسلام ، هيئة محامى دارفور ، وجهر – رسالة الى ممثلى الدول بمجلس حقوق الانسان ، يوم 3 سبتمبر الجارى ، عن التدهور البالغ فى حقوق الانسان والوضع الانسانى بالسودان .
وأوردت الرسالة ان الوضع فى السودان يتسم بالقمع السياسي القاسى واستمرار الافلات من العقاب .
وأضافت ان هناك أدلة متزايدة بان القوات الحكومية ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق . وأشارت فى ذلك الى القصف المتعمد والعشوائى للمدنيين مما أدى الى مقتل واصابة المئات من المدنيين ، وشمل القصف المنشآت الصحية والمدارس والمساجد والكنائس . اضافة الى ان السلطات الحكومية لا تزال تمنع وصول الاغاثة الانسانية .
وأضافت ان قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم اخرى ربما ترقى الى جرائم ضد الانسانية ، حيث حرقت ونهبت القرى ، واغتصبت النساء ، وقتلت الذين قاوموا هجماتها .
وأكدت ان الافلات من العقاب صار بنيوياً ومعمماً ، مما شجع على الاستمرار فى ارتكاب الجرائم الخطيرة .
وأضافت انه فى المناطق الاخرى من السودان اعتقلت الاجهزة الامنية تعسفياً العشرات من اعضاء الاحزاب المعارضة والمدافعين عن حقوق الانسان والطلاب والنشطاء السياسيين . وترافقت الاعتقالات مع فرض الرقابة على وسائل الاعلام ، بما فى ذلك مصادرة (14) صحيفة فى يوم واحد كرسالة تهديد للصحفيين .
وأضافت ان الحكومة السودانية اتخذت عدة اجراءات لمنع رصد انتهاكات حقوق الانسان ، من بينها اغلاق مكتب حقوق الانسان التابع لبعثة يوناميد فى الخرطوم ، بعد تقارير الاغتصاب الجماعى فى تابت ، وطرد موظفين رئيسين بالامم المتحدة ، كما لا تزال تمنع قوات حفظ السلام من التحرك بحرية وتنفيذ تفويضها بحماية المدنيين رغم اشتداد العنف والانتهاكات .
ودعت المنظمات الحقوقية الـ(17) مجلس حقوق الانسان فى جلسته الثلاثين المزمعة فى هذا الشهر سبتمبر الى ان يقوى ويوسع من الاجراءات الخاصة حول السودان عبر مقرر خاص تحت البند الرابع ، بما يشمل المراقبة واصدار التقارير العلنية الدورية عن انتهاكات حقوق الانسان والقانون الانسانى الدولى فى كل مناطق السودان .
كما طالبت ان توفد المفوضية السامية لحقوق الانسان على وجه السرعة فرقاً للتحقيق – لديهم خبرة فى العنف الجنسى والعنف القائم على أساس النوع – للتحقيق فى الجرائم المنصوص عليها فى القانون الدولى الانسانى وانتهاكات حقوق الانسان الخطيرة والواسعة النطاق فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وتحديد المسؤولين عنها وتقديم توصيات حول المساءلة .

(حريات) تناشد سلطات المملكة السعودية اطلاق سراح الاستاذ / وليد الحسين

(حريات)
اننا فى أسرة صحيفة (حريات) نناشد سلطات المملكة العربية السعودية اطلاق سراح الاستاذ / وليد الحسين – المشرف على صحيفة (الراكوبة) الالكترونية – المعتقل منذ 23 يوليو 2015 ، وفى الحد الادنى ، اذا رأت ابعاده عن المملكة ، عدم تسليمه للأجهزة الأمنية السودانية التى تهدد حريته وحياته .
ونشير للسلطات السعودية الى ان أى تحليل موضوعى للسياسة التحريرية لصحيفة (الراكوبة) يؤكد انها تركز على الشأن السودانى – لأجل استعادة الديمقراطية والسلم واحترام حقوق الانسان ، وقد نأت الراكوبة بصورة دائمة لا تقبل اللبس عن اي ما يمس سلباً المملكة العربية السعودية . واضعين فى الاعتبار ان معركة شعب السودان لاجل التحرر من الارهاب الحاكم انما تصب فى مصلحة جميع شعوب المنطقة ، خصوصاً فى ظروف الزلزلة الحالية من تفشى ثقافة وممارسات التلذذ بحرق الاحياء وجز الرقاب وأكل الاكباد ، التى تهدد كامل المنطقة ، ومن بينها المملكة العربية السعودية .
كما نلفت الانتباه الى ان النظام الاجرامى الدموى فى السودان إذ أحنى رأسه بسبب عاصفة أزماته المركبة فالتحق بتحالف عاصفة الحزم ، لا يزال نظاماً عدوانياً كارهاً للانسانية وسلامها واستقرارها ، وفى اللحظة التى تدب الحياة فى شراينه الضامرة سيواصل التآمر على كل جيرانه ، وعلى رأسهم المملكة السعودية .
كما نؤكد للاشقاء بان النظام الاجرامى الحاكم فى السودان آيل حتماً للسقوط ، عاجلاً أو اجلاً ، فتبقى اذن العلاقة مع الشعب السودانى ، وان تسليم شخص الى اجهزة النظام  الامنية لمجرد آرائه التى يعبر عنها سلمياً جريرة لن يغفرها الشعب السودانى الى أبد الآبدين .
وختاماً فاننا اذ نناشد باطلاق سراح الاستاذ وليد ، نعلن للزملاء فى صحيفة (الراكوبة) كامل تضامننا ، ونضع جميع مورادنا وبلا استثناء تحت تصرفهم .
أسرة تحرير صحيفة (حريات) .
سبتمبر 2015 .

عمر البشير يعلن المسكوت عنه : لا أقبل بالحوار الا اذا كنت رئيسه



اعلن عمر البشير انه لن يقبل بأى حوار لا يكون هو شخصياً رئيسه ، كما اكد موقفه الرافض لقرار مجلس السلم والأمن الافريقى (539).
وقال عمر البشير لدى مخاطبته الجالية السودانية ببكين يوم الجمعة ، (أنا رئيس لجنة الحوار ولن يأتي شخص ليترأس الحوار ويكون رئيسا لي سواء كان من الاتحاد الأفريقي أو أي جهة ثانية).
وأضاف (إذا أصدر مجلس الأمن أي قرار بشأن الحوار سنشرطه كما شرطنا غيره من القرارات).
وزعم أن دارفور أصبحت آمنة ! ولا وجود للحركات فيها، وأن قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان، (في أسوأ حالاتها)!.
ويريد المؤتمر الوطنى حواراً (من الداخل) بدون وساطة الآلية الرفيعة للاتحاد الافريقى فى مناخ من مصادرة الحريات ليسيطر على عملية الحوار ويعيد انتاج سلطته الاحتكارية القائمة على القهر والنهب .
و اصدر مجلس السلم والأمن الافريقى القرار (539) بتاريخ 25 أغسطس ، داعياً الى انفاذ الاجراءات التمهيدية للحوار الواردة فى خارطة الطريق (توفير الحريات) ، والى السماح بوصول الاغاثة الانسانية ، وايقاف الحرب (كشرط للحوار). وكرر الدعوة للحضور العاجل للاجتماع التمهيدى للحوار لجميع الاطراف ذات الصلة ، فى مقر الاتحاد الافريقى بأديس أبابا ، لمناقشة والاتفاق على المسائل الاجرائية المتعلقة بالحوار . وطلب من الآلية الرفيعة تقديم تقرير الى المجلس ، فى غضون 90 يوماً ، عن انخراط أصحاب المصلحة السودانيين من جديد فى عملية حوار وطنى شامل وذى مصداقية على النحو المتصور خصوصاً فى خريطة الطريق ، وعن الجهود اللازمة لايقاف الحرب فى دارفور والمنطقتين.
وسبق وقال المحلل السياسي لـ(حريات) ان الادارة الامريكية ظلت منذ زمن تضغط لأجل تسوية تتيح للمؤتمر الوطنى المحافظة على أهم مكاسب (التمكين) بان يصبح عبر اصلاحات محدودة مركزاً تدور حوله اقمار القوى السياسية الرئيسية الاخرى ، ومن هذه الاصلاحات (تطهير) النظام بتخليصه من عبء عمر البشير بتوفير هبوط ناعم وملاذ آمن له ، وقد ظلت القوى الديمقراطية السودانية تكرر بان هذا المخطط على تواضعه لن يجد القبول من عمر البشير وانه سيظل يتمسك بسلطته الا اذا ايقن بان رأسه مقابل تاجه .
حريات


الحوار النوبي – النوبي حوار للإلهاء والإلتفاف ودس السم في الدسم!!!!


بقلم : مبارك اردول

 لقد ملأت صفحات الأسافير هذه الأيام مجدداً مسالة تسمى الحوار النوبي - النوبي بين من نصبوا أنفسهم وأطلقوا عليها مثقفي النوبة، هذه الدعوات خرجت من مطابخ النظام النتنة والتي لا تنتج سوى هذه الطبخات النيئة التي تسسم من يلقفها ويحسبها طعاما، التاريخ يعيد نفسه ويكرر أحداثه وشخصياته، فقائمة لجنة هذا الحوار تحوي نفس المجموعة التي إجتمعت في كمبالا وأقامت مؤتمر – ضرار – للتشويش على مسار المفاوضات في عام 2003م أيام نيفاشا، هذه المجموعة رسم لها خطاً موازياً لما يقدمه وفد الحركة الشعبية المفاوض في كينيا بقيادة دكتور جون قرنق، حيث كان المطلب أنذاك أن يمنح حق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة والنيل الأزرق، حسبما جاء في توصيات مؤتمر كل النوبة الأول في كاودا وغيره، رفض هؤلاء هذه المطالب بل كل ما تقدمت به الحركة الشعبية بإعتبارها رؤيتها لحسم الصراع في المنطقة وتحقيق للسلام، لم تكن لهذه المجموعة أي رؤية محددة لكيفية تحقيق الحقوق وإحلال السلام، بل كان العمل كله منصب على الرفض والتشويش لمواقف الحركة الشعبية التفاوضية ورؤيتها في طاولة المفاوضات، حيث حشدهم النظام في ورشة – ضرار – في كمبالا وأتى ببعضهم فكانوا أكثر من الخمسين فرداً يتقدمهم ( سليمان رحال – كبشور كوكو – محمد مركزو - مكي على بلايل - ..الخ) ومن خلفهم يقف آلن قولتي المبعوث البيرطاني، فقد أعابوا أمر حق تقرير المصير ورفضوه وقالوا نحن فقط نريد حكم زاتي بصلاحيات موسعة!!! ،، ولما حدث من ربكة في المفاوضات إضطرت الوساطة الي أن تحول مفاوضات المناطق الثلاث الي منطقة كارن بدلا من نيفاشا ليتوصلوا الي ما وصلوا اليه، بعد هذه التباينات في المواقف والأدوار التي نفذها هؤلاء لوفد علي عثمان بحذافيره، فخرجت برتوكولات المنطقتين بالصورة التي راءها الجميع. قامت نفس هذه المجموعة مجدداً ومن معها بكيل الإتهامات على الحركة الشعبية وإتهامها بأنها تسببت في ضعف المطالب للمنطقة وبيع نضال النوبة وو ... الخ من المزايدات وأصبح تلفون كوكو ومن شايعه يرون الفيل ويطعنون في الظل بسلسلة مقالات في صحيفة الترابي طيلة فترة السلام والغرض من كل هذا شئ واحد وهو تصفية الحركة الشعبية في شمال السودان وإعدام وجودها وتسويف مطالب أهل المنطقة العادلة والقديمة، وهو نفس الشيء الذي طرحه تلفون من قبل في مؤتمر دبى حيث أقترح للحضور الاستسلام وعدم مواصلة الكفاح، ومرة آخرى ترشح ضد مرشحي الحركة الشعبية لتحقيق نفس الهدف هو وصديق منصور وغيره (ممن يتطاولون اليوم) لتشتيت الأصوات وقطع الطريق أمام أي نصر يمكن أن تحرزه الحركة الشعبية لتتمكن من نيل الحقوق عن طريق الأغلبية الميكانيكية في البرلمان. الغريب في الأمر إن المجموعة التي كانت تصارع الحركة الشعبية في الداخل وتزايد عليها بالمشورة الشعبية ومطالب النوبة وغيره من الكلام المشروخ التي تطلقه، لم تستطع أن تتحدث عن هذه الحقوق بالفصاحة والبجاحة التي ظهرت في تفسير وتأويل المشورة الشعبية وغيرها من القضايا بعدما خلى لها الجو بخروج الحركة الشعبية من العملية السياسية وحظرها في الداخل، بل خرجت تبحث عنها في الخارج لتفتعل معها الصراعات والمعارك الجانبية بغية صرفها من المعركة الرئيسية مع النظام.

الجديد في الامر أيضاً إن نفس المجموعة التي ظل يستخدمها النظام كثيراً لتمرير مخططاته وإلتفافاته عادت للسطح مجدداً، وصدق من قال "قديمك حمار أبوك" فتريد العودة للعب نفس الدور القذر اليوم ولكن بصحبة الأقلية الفارغة التي يقف خلفها تلفون – جلاب، وكذلك باسم النوبة للمتاجرة بهم وبقضيتهم، فأنظر عزيزي/تي القارئ/ئة أكرمك/كِ الله، أن للنوبة في سلك النظام هذه الكيانات المنوبنة فلجنة جبال النوبة بالمؤتمر الوطني يقودها نافع وكذلك لجنة أبناء النوبة بالحركة الإسلامية يتزعمها علي عثمان، إسألكم وإسألهم كل هذه الكيانات ماذا فعلت لجبال النوبة؟ وماذا تريد أن تفعل غير تمكين رؤساءها من خلق النفوذ والتمكن من مراكز القوة داخل النظام والتكسب والتبضع والمأكلة باسم جبال النوبة، وتنفيذ سياسة فرق تسد، فأنظر/ي الي هذا الخلط واللت والعجن!!!!

الأدوار التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص هي أدوار غير حقيقية لا يعترف النظام بهذه الشخصيات ولا يضع لها وزناً لأنها إرتضت دوماً لعب هذا الدور الباهت، لذلك تأتي بهم متى ما شاءت أرادت ، فقد رأيتم كيف حشد النظام من يثق فيهم في حواره المزعوم تحت لافتة الخمسين شخصية قومية ولم يأتي بأحد من هؤلاء برغم من إن منهم أشخاص علقوا أحذية هذا النظام وتمرغوا في ترابهم وترابيهم، ولكن هيهات لا يعترفوا بهم ولا يحترموهم لا في الذين هم في صفوفهم النشطة ولا الفي الخاملة، لذلك خلقوا لهم هذه العجلة الملهاة لتدور في الطحن الدارش والإنتاج الفاسد.

وايضاً كان النظام يردد بأن الحركة الشعبية تستخدم أبناء المنطقتين ولا تتبنى قضاياهم في المفاوضات وأنها تتخذهم كمنصات للحرب وميدان للقتال وكيف أننا نكون منصة لتحقيق الحل لكل مشاكل السودان وإن رئيس وفد الحركة الشعبية ليس من المنطقتين وو ... الخ، ولكن قد صمتوا وبهتوا عندما طرحت الحركة الشعبية مطلب الحكم الذاتي للمنطقتين في طاولة التفاوض، كرؤية لها لحسم الصراع في المنطقتين فأصبحوا ينظرون الي بعض – نظرة المغشي عليه الموت – لم يعلق أحد منهم سلباً أو إيجاباً حينها، لأنهم كومبارس الا منير شيخ الدين، الذي سيحفظ له التاريخ هذا الموقف النبيل، وصمت الباقيين غير الحقيقين ينتظرون الإذن ممن إبتعثهم وولي نعمتهم، فاكتفى أضعف الإيمان منهم بالتلويح فرحاً لوفد الحركة الشعبية بما طرحه، الا إن النظام قام بإبعادهم من وفده المفاوض بعدها لأن دورهم قد إنتهى وخافوا أن ينط أحدهم الشوك (الحظيرة) مثلما حدث بل لأن القضية أُخذت في الأساس للتكتيك والمناورة وليس كقضية جوهرية .

المفاوضات هذه المرة ليست كفاوضات نيفاشا فهذه مسنودة بقرار من مجلس الامن الدولي 2046 والذي حدد طرفين هما الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فمن يجمعهم المؤتمر الوطني في اي منبر فهم لم ولن يكونوا في صالح الحركة الشعبية ولا يتوقع منهم تأييد موقفها التفاوضي، بل سيلتفون عنه والغرض يائس وهو إفراغ المطالب العادلة حول المنطقتين والقضايا القومية من جوهرها. فالنظام حشد هؤلاء ليفك بها عزلته والحصار المضروب عليه، ومهما تحدث الناس وإن صدقت نوايا بعضهم بأنهم يريدون مصلحة للمنطقة فعليهم أن يعلموا بأن كل شخص راكب قطار هذا الحوار للوصول به لمحطة محددة وسائق القطار هو البشير ووكلائه. فالحوار الذي أطلق مؤخراً باسم النوبة هو كما ذكرت إمتداد لسلسلة التخريب والتشويش التي إمتهنتها هذه المجموعات فكان أخرها مؤتمر أهل الملطشة والذي سمي زوراً بإسم أهل المصلحة في 2012م، فمثل هذه المؤتمرات لسنا في حاجة لها لأن الإثنية من أضعف الروابط بين البشرية في المجتمعات في العصر هذا، ولن تعد هي الرابط المتين بيننا بقدر ما يربطنا الآن هو البرنامج والرؤية والأهداف، فإثنية النوبة فيها حسين جبرالدار الذي كان يقود قوات الدعم السريع مع حميدتي لقتلنا في جبال النوبة وفيها محمد جرهام الذي كان مفتش عام الجيش وأحد مهندسي عمليات الصيف الحاسم وفيها احمد خميس احد قتلة النظام ومشرد أبناء جبال النوبة ومهندس التصفيات في الحربين الأولي والثانية وفيها محمد مركزو والطيب حسن بدوي وخميس كجو وعوض هجانة وفيها دنيال كودي وتابيتته التي رقصت أمام السفاح وروجت له ليترشح مجدداً ، وفيها أخيراً وليس آخراً من يتمايلون لإيقاعاتهم ناس الأقلية المزعجة، وأما الرؤية والبرنامج والأهداف جمعت بين القائد مالك عقار والقائد عبدالعزيز الحلو والقائد ياسر عرمان والقائد جقود والرفيق كرشوم ومن قبل جمعت بين الدكتور جون قرنق والقائد يوسف كوة فجعلتهم يقاتلون مع بعض جنباً الي جنب يواجهون كل الأخطار والمصاعب مع بعض يتألمون ويفرحون مع بعض، دلوني بربكم أي مصلحة وغاية وهدف يا صديق منصور تجمعني بالقائمة الأولي وتفرقني من القائمة الثانية؟؟؟؟ ومن قبل رفعت شعار" آمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " وتاريخك أيضا معروف في المنطقة عندما كنت في السلطة آخرها التسبب في خلق فتنة بين أهلنا المسيرية وأبوجنوك.

ففي طرحنا نرى إن القضايا والمصالح تقوم ونطرحها على أساس المواطنة وليس على أساس الأثنية، فالنوبة في المنطقة يشاركهم الحوازمة والمسيرية والبرقو والفلاتة وغيرهم من القبائل، وتربطهم مصالح مشتركة ومصير مشترك بل وبينهم تصاهر وتزاوج فيما بينهم فأي حقوق سواءاً كانت سياسية أو ثقافية أو إقتصادية او إجتماعية أو تنموية...ألخ من حقوق يريدها النوبة لأنفسهم ويجتمعون لها فيجب أن لاتكون في معزل عن هؤلاء وإقصاءهم من محافلها إذا ما كانت هذه حقيقة دعوة من أجل الحقوق لأنكم جميعاً مهمشين – وفي الهواء سوا - وألا فنعتبر هذه الدعوة ما هي الا تنفيذاً لسياسة فرق تسد التي يعزفها النظام ويستمد إستمراريته منها في ظل سياسته الرامية بعدم مخاطبة مشاكل المنطقة وتهربه من مناقشتها وحلولها.

فالنظام عمل جاهداً لدفع الحركة الشعبية للقبول بتسوية على أساس المنطقتين فقط، ولا شيء سيتفاوض معها في الإطار القومي والشامل، لأنها حركة تنطلق من الاقاليم فلا يمكن لها وهي غير مؤهلة لمناقشة القضايا القومية، حسب رؤيتهم الإستعلائية، بل يعتبرون هذا تطاولاً، فكيف للحركة الشعبية التي رفضت مناقشة القضايا على أساس المنطقتين فقط وتمسكت بموقفها ودافعت عنه وخلقت حوله إجماع داخلي وخارجي كيف لها أن تاتي لتناقش وتحاور هؤلاء في إطار الإثنية والذي يعتبر مفهوما أضيق من المناطقية !!!، وكيف لنا أن نستبعد وقوف النظام خلف هذه الدعوة وهي مواعينه وديدنه ماركته المسجلة باسمه.

فالنظام لا يستطيع الظهور بشجاعة هكذا بوجهه للإجابة على تسؤلات أهل السودان عموماً واهل المنطقتين خصوصا لمعالجة قضاياهم في ظل حركة الوعي التي انتظمت في البلاد الا بالتحايل والإستهبال والإستغفال عبر هذه الواجهات المصطنعة والشخصيات التي تتلهف في موائدها لتنفيذ مخططه الرامي للإلتفاف على المطالب العادلة وتسويفها ولكنه يخطئ بتكرار طرقه المعهودة وشخصياته القديمة فنقول له عفواً (Old dogs cannot learn new tricks) الكلاب العجوزة لا تتعلم حيلة جديدة.

ففي ختام مقالتي هذه ولأربطكم مع قصص الحيل والألاعيب أحكى لكم هذه القصة التي وردت في قصص الأدب الإفريقي وتحت عنوان " حقيبة نواميس الثعلب" فيحكى إن لبوة وثعلبة خرجا للصيد في مساء يوم بعد هطول الأمطار، إتفق الجميع بأن من يرى الفريسة في الأول فسوف تكون من نصيبه حتى ولو إصطاده الآخر، قدم هذا الإقتراح من الثعلبة لأنها تدري بأن قدراتها لا تسعفها أمام ملكة الغابة التي تتميز بالسرعة والمراوغة والقوة معا، المهم لم تكترث اللبوة لمقترح رفيقتها لأنها لا تشك في قدراتها البتة، تقدمتا قليلا يتمشون مع بعض فوقع عين اللبوة على غزال متوسط العمر ملئ القامة (ملتحم)، توقفتا في مشيتهما فقالت لرفيقتها الثعلبة: أنظري هناك، لم تستطيع الثعلبة أن تقول شئ لأنها إختارت أن تمشي بالقرب من اللبوة ومحازياً لها فحجبت عنها الإتجاه بقامتها التي تكبر عنها ، ولأن الغزال أصلا كان يقف عند إتجاه اللبوة، قالت اللبوة للثعلبة هيا بنا، فأسرعتا نحو الغزال واصطادته اللبوة بأول ضربة في عنقه، وقع الغزال في قبضة اللبوة وصحبتها الثعلبة، عادتا الي الحلة على الفور حيث يسكنا بالقرب من بعض، لم تكن الثعلبة مبسوطة لما حدث ولم تستطع أن تغير من الميثاق المتفق عليه فيما بينهما لخوفها من غضبة اللبوة، ولكنها لم تستسلم ابداً من خلق حيلة ماكرة للحصول على الفريسة من صاحبتها ورفيقتها، فالثعلبة بمكرها وتحايلها لم ترى الفريسة ولم تسبق اللبوة ولم تصطادها، ولكنها حبكت قصة سريعة بأنه تريد أن تسافر في نفس الليلة، أخبرت رفيقتها بذلك وقالت لها أن في سفرتها المفاجئة هذه تخشى على حقيبتها من الضياع حال غيابها من المنزل، فهي لا تثق في أطفالها الذين يحبون المشي والحوامة ويتركون المنزل عرضة للسارقين، طلبت من اللبوة أن تحتفظ لها بحقيبتها والتي تحوى أسراراً لأسرتها ونواميسهم المتوارثة ولمدة يوم واحد فقط أو قل ساعات لانه ستعود في الصباح الباكر، وسترسل أحد أبناءها لأخذها منها، طلبت من اللبوة أن تضع حقيبة النواميس هذه في مكان آمن للغاية في بيتها، لم ترفض اللبوة هذا الطلب وإعتبرته شئ بسيط وأقل ما يمكن أن تقدمه لجارتها الثعلبة، أسرعت الثعلبة الي منزلها وأخبرت أكبر أبناءها وطلبت منه أن يضعها في الحقيبة هذه ويغلقه في الداخل ويفتح منها مكان محدد ليساعدها في التنفس والخروج في أي وقت، ويأخذها الي بيت الأسد واللبوة ويضعها بالقرب من الدبنقا (اناء فخارى يستخدم لتخزين المحصولات).

في الإتجاه الأخر وصلت اللبوة المنزل وقطعت فريستها الي شرموط (لحم منشف) وتبلتها بالملح ليسهل لها تخزينه لأطول مدة، ووضعتها بالقرب من الدبنقا، حذرت الثعلبة إبنها بالمكان المحدد لوضع الحقيبة والمواعيد التي سيأخذها في الصباح الباكر الي البيت، ووعدته بشيه من لحم الغزال في الصباح الباكر، إلتزم الإبن بتوجيهات والدته وعشمه في لحم الغزال فأخذها في الي المكان المحدد، وردد لللبوة بأن هذه هي حقيبة النواميس التي إتفقتم عنها مع أمي، فدخل ووضعها في المكان حسب الوصية، في منتصف الليل خرجت الثعلبة وأكلت نصف اللحم المشرمط وأخذت النصف الباقي معها في الحقيبة، عاد إبن الثعلب في الصباح الباكر وأخذ الشنطة وقال للبوة بأن أمي قد عادت الي المنزل. في ذلكم اليوم قضت أسرت الثعلبة كل النهار في البيت يشون لحم الغزال ويستمعون الي أمهم وعن قصصها وحيلها في الحياة.

في الصباح فقدت اللبوة اللحم في الدبنقا وتضجر كل من في المنزل عن ما حدث، وهم يعرفون جميعاً بأن لا أحد يساور نفسه بأن ياتي في الليل ليسرق من منزل الملك، عرفت اللبوة من خلال أثر الأرجل بأن ذلك للثعلبة التي كانت متواجة في تلكم الحقيبة، وأكدت لها أحد القطط بأن الثعلبة عملت وليمة لبناءها من لحم الغزال وهي لم تصطاده يوم أمس، لم تظهر اللبوة غضبها عن ماحدث فأعلنت للجميع بأنها ذاهبة للصيد في نفس اليوم، وعادت بعد لحظات تحمل غزال أكبر من غزال أمس، وعملته شرموط ووضعته في الدبنقا مجدداً، قررت الثعلبة الإحتيال بنفس طريقة أمس فذهبت في زيارة للبوة وكررت نفس قصة السفر وقالت بأن لديها أشياء لم تستطع إنجازها في سفرة أمس وتريد أن تعود اليوم وطلبت منها الإحتفاظ بالحقيبة وشكرتها على ذلك، لم تظهر اللبوة أي ممانعة ووافقت على الفور لحديث الثعلبة.

في بداية الليل جاء الإبن بنفس حقيبة النواميس ووضعها في الدبنقا بنفس طريقة أمس وعاد يحدث نفسه بوليمة لحم الغزال في صباح الغد، في منتصف الليل طلبت اللبوة من أحد أبناءها أن ياتي لها بحقيبة النواميس هذه بالقرب منها، وذلك بعد وضعت سلك المنصاص المعدني في النار فحمي حتى أحمر لونه، بدأت في ثقب الشنطة بسلك المنصاص المحمي في النار في إتجاه الخلف حيث دبر الثعلبة، كررت العملية مرة ومرتين وسط ذهول أبناءها وملك الغابة عن مايدور، تألمت الثعلبة في الداخل وتحرقت دبرها بالكامل وعرفت بأن حيلتها قد اكتشفت هذه المرة فخرجت هاربة نحو منزلها تبكي مما حدث لها من شوا في دبرها، وأصبحت تتذكره في كل وقت بدت فيه الغزلان على الافق.... فسلك المنصاص محمى عندنا هذه المرة وغزالنا موجود.

دبنقا