الخميس، 19 نوفمبر 2015

وزير المعادن: للشركات الروسية دور في جعل انتاج الذهب أحد ركائز اقتصادنا


قال وزير المعادن السوداني أحمد محمد صادق الكاروري في مقابلة مع “RT” إن الاقتصادي السوداني، بعد انفصال جنوب السودان، بدأ يعتمد على انتاج الذهب، مشيدا بدور الشركات الروسية في ذلك.
وأعاد الوزير إلى الأذهان أن الاقتصاد السوداني كان سابقا يعتمد على انتاج النفط، لكن البلاد بدأت تعتمد على قطاعات أخرى بعد انفصال جنوب السودان، بما في ذلك الزراعة وتربية المواشي والتعدين، مؤكدا أن الدراسات تشير إلى أن الأرض السودانية مليئة بكل أنواع المعادن.
وذكر الوزير السوداني أن انتاج الذهب في بلاده يزداد سنة بعد أخرى، مضيفا أن الخطة الحكومية تنص على إيصال الانتاج إلى 100 طن سنويا.
وأكد أن التعاون الروسي-السوداني يتطور بصورة جيدة جدا في جميع المجالات، ولا سيما في مجال التعدين، مشيرا إلى منح مجموعة من الشركات الروسية عددا من قطع الاراضي للتنقيب عن الذهب، وعلى رأس تلك المجموعات شركة “كوش” وشركة “سيبيريان للتعدين”.
روسيا اليوم

معلومات خطيرة عن تجاوزات عصابات الشفتة


كشف البرلماني المستقل مبارك النور عن معلومات جديدة بشأن تجاوزات عصابات الشفتة في الحدود مع القضارف، وفيما كشف عن تطور وتصاعد عمليات الاعتداءات التي تطال المزارعين في الحدود ووصولها لمرحلة الاختطاف وطلب الفدية التي قد تصل لـ100 ألف جنيه عن المزارع الواحد، كشف عن مصرع أكثر من 30 مزارعاً على يد العصابات.وفي ذات الأثناء التي أماط فيها اللثام عن وجود 2 ألف مزارع إثيوبي يسيطرون على أراضي الفشقة في مساحة تبلغ مليون فدان، ونقل النور للصحافيين أمس، عن وجود عمليات نهب لعربات المزارعين وقتل واختطاف، وعبر عن استغرابه لتقرير وزير الزراعة بالبرلمان أمس، عن عدم وجود مشاكل أمنية للموسم الزراعي، واصفاً التقرير بالباهت.
الانتباهة

مشروع الجزيرة..سـيـنـاريـو تجويع السودان



للمخرج المصري ذائع الصيت خالد يوسف، إعتذار عادة ما يختم به أفلامه السينمائية، يقول فيه: (أنا بعتذر للناس لأني ما قدرت أنقل واقعهم زي ما شافته عينيا)، ويبرر ذلك بأن الواقع أكثر قسوة من أن ينقل على الشاشة، نقتبس ذات العبارات لنعتذر بها لأهالي ريفي الجاموسي لأن الواقع فعلاً أكثر قسوة من أن ينقل على صفحات من ورق، فالعطش الذي أصاب مشروع الجزيرة في السنوات الأخيرة، لم يكن المعاناة الوحيدة التي يعاني منها أهالي المنطقة، وإنما هنالك سلسلة طويلة من الأوجاع المزمنة التي سنطالعها في هذا (التحقيق)، ومثلما إعتاد الرواة على كتابة كلمات على شاكلة (هذه الرواية عمل من صنع الخيال وأي تشابه بين أحداثها أو أسماء الشخصيات الواردة فيها مع أحداث وشخصيات واقعية هو مجرد مصادفة)، ولكننا نؤكد بأن هذه الأحداث واقعية والأسماء المتواجدة فيها أيضاً واقعية لكنها تستحق وصف الخيال. هيبة البؤس:
عندما يبسط البؤس هيبته على المكان، يصبح كل شيء قابل للانهيار، حيث يعتبر الكثيرون أن ظلال تعديل قانون 2005 شكَّلت آثاراً محورية في دمار المشروع، إذ أن أي ضعف أصابه جاء القانون وقضى عليه تماماً، ويقول مزارعو المشروع: إن واضعي القانون لم يطلقوا عليه رصاصة الرحمة فحسب، بل قذفوا نحوه بـ(قنابل الدمار الشامل)، إذ لم يكن هناك مبرراً لقتل المشروع الذي يعيش منه غالبية السكان، بل أن أي قرية من قرى الجزيرة تجد بجوارها قرية عشوائية من الذين ضربهم الجفاف في الثمانينات، ولم يجدوا مأوى غير الجزيرة، لقد كان قانون 2005 بمثابة حصان طروادة في الميثولوجيا الإغريقية الذي حمل الأعداء على غفلة واستباح المشروع، وصار من المألوف مشاهدة واحداً من المزارعين يبكي بحرقة، وهو يضع يديه على عينيه وينظر من بين فروق أصابعه للأبقار، وهي تلتهم محصوله من الذرة لعدم قدرته على دفع تكاليف حصاده، وهو كان قد أنفق الملايين على زراعتها، والآن يبيعها بـ300 جنيه، والشيء الذي كان يبكيه بحرقة هو أن أجداده تنبئوا في أزمان ماضية لمن يترك محصوله للمواشي لما يطلقون عليه بـ(الجلا) ويعني الفقر، لذا فإن خطوته المقبلة ستكون بيع حواشته حتى لا يجوع أهل بيته ، وتجد مزارع آخر باع حواشته في انتظار ابنه المغترب الذي يرسل له النقود كل فترة لتبقيه متماسكا ولكي تستمر الحياة، فيما هاجر آخر إلى المملكة العربية السعودية بـ(فيزا الراعي)، للعمل بالأجرة عند الآخرين بعد أن فشل في توفير (العلف) الذي يقي حيواناته شر الجوع، وليس الجوع وحده من يحاصر (بهائمه) وإنما العطش كذلك، فالجزيرة التي تغنى لها محمد مسكين (من أرض المحنة.. من قلب الجزيرة) لم تعد حنينه، بعد أن تخلت عنها الخضرة التي كانت تزين أرضها، وأصبح الفقر والبؤس والجوع هو العنوان الرئيسي، للحياة في الولاية التي تبتعد عن العاصمة الخرطوم بأقل من 180 كيلو متراً مربع.
عمال الحواشات:
يعتبر سكان محلية الجاموسي جميعهم بمثابة عمال في الحواشات الزراعية بغض النظر عن ملكيتهم للأراضي من عدمها، يقول أحد مزارعي مكتب وقيع الله- فضل حجب اسمه – لـ(ألوان) إن جده ولد وعاش في هذه المنطقة عاملاً في الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، وإنه ورث الحرفتين معاً وما يزال يعيش عليهما، ويعتبر حديثه لنا بمثابة فرصة لعكس شكواه للمسئولين حول الضعف الذي أصاب الزراعة بعد تطبيق قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 ويشير إلى أن أغلب المزارعين غادروا في الفترة الماضية إلى مناطق التنقيب عن الذهب الذي سمعوا عنه، ويقول إن السبب في ذلك أن الزراعة لم تعد بذات الوفرة والخير العميم، وغير أصحاب الذهب فإن آخرين من المزارعين تسربوا إلى العاصمة الخرطوم للعمل في المهن الهامشية، وآخرين قنعوا من خيراً في هذه البلاد وهاجروا إلى دول الخليج للعمل في الرعي وغيرها من المهن التي استقبلتهم بعد أن هجروا ديارهم بحثاً عن توفير حياة كريمة لأسرهم وأبنائهم، وأضاف الرجل في حسرة وندم، أن الحياة هنا أصبحت طاردة، ولا أحد يستطيع احتمالها سوى النساء والأطفال والمسنين الذي يئسوا من الحياة، أما الشباب والذين يمتلكون الطموح فقد هاجروا هذه الأرض الطيبة، ويقول بسخرية لاذعة إذا اشتعلت النيران في هذه القرية لن تجد من يقوم بإطفائها.
الزراعة المطرية:
يقول المزارع محمد الزين حمد النيل لم نجر ولا سرابه واحدة هذا الموسم لقلة الأمطار ولم نزرع ولا حتى فدان واحد، وفي السنوات الماضية وبنجاح الخريف كانت الجدعة تنتج أكثر من (15) جوال من الذرة والفدان ينتج (5) جوالات وكانت كل هذه القرى إلى سنار والنورانية تعتمد علي الزراعة المطرية وإلى المزموم والدالي هذه السنة لم تنتج سمسم ولا ذرة وكنت أزرع حوالي (500) فدان ولكن هذه السنة لم أزرع ولا فدان لقلة الأمطار وكنا نعتمد عليها كل الاعتماد وحتى المشاريع المروية 60% منها عطشانة والمروي 40% والترعة الماء الذي بها لا يكفي لري المشروع وخسارتنا هذه السنة جماعية وأنا أقل مزارع خسرت حوالي (15) ألف جنيه، أما المزارع محمد زين التوم لديه (20) فدان وزرع منها (12) فدان ولم يزرع الثمانية أفدنة لقلة الموية و(الميجر) فارغ ولا توجد مياه للري والوابور حتى المياه التي تحتاجها للتشغيل لا توجد، وخساراتي هذه السنة حوالي (25) ألف، وإدارة المشروع لا تقدم لنا أي عون في مثل هذه الحالات بل على العكس يأخذون جباياتهم وضريبتهم في أصعب الظروف والمواقف وبالنسبة للقمح يأخذون جباية (5) مليون للأربعة فدان والذرة (100) جنيه للفدان وبعد الحصاد يأخذون الزكاة وحتى لو حرثت ولم تزرع يأخذون الضريبة وعندي حالياً حواشة (8) أفدنة لم ازرعها وحالياً يطالبوني بالضريبة.
الترع الرئيسية:
أما المزارع يوسف أحمد إبراهيم المزارع بقسم الشوالات مكتب وقيع الله فقد أوضح أن عدم توافر المياه في الترع الرئيسية قادهم للجوء للبحث عنها بـ(الطلمبات اللستر) ، مما ساهم في ارتفاع تكاليف (الريه الواحدة) لأكثر من (120) جنيها، وأضاف: بعضهم أن عدم توافر المياه في الوقت الحالي سيخرج معظم المحصولات من الإنتاج، وأكد بعضهم أن العطش ناتج عن حدوث (كسور)، وتلف في بعض الوسائل التي عبرها يتم توصيل المياه للمساحات المزروعة، بجانب عدم الصيانة الكافية للترع والقنوات في الموسم الحالي، ويرى غيرهم أن السبب في العطش الحالي يرجع لنقص مياه الإمطار لجهة ان الري بالمشروع تكميلي ويعتمد على مياه الإمطار، وقال إبراهيم حمد المزارع بذات القسم أن المحصولات المزروعة تعرضت لاختناق في الري، وقال أن هناك (61) نمرة يعاني المزارعون فيها العطش الأمر الذي عرض أكثر من (200) فدان منها للعطش، خاصة الذرة والفول، وأوضح حسين إبراهيم مزارع بقسم الشوالات، أن عدم متابعة بعض الجهات المختصة بالزراعة ساهم في مضاعفة المعاناة في الحصول على المياه، بجانب عدم إتباع السياسات واللوائح التي تصدرها إدارة المشروع الأمر الذي أدى بدوره عدم الإنصاف في تقسيم المياه وري ترع على حساب أخرى مما أدى (لان تحرق بعض المساحات المزروعة )، وأضاف حسين أن عدم التزام بعض المزارعين في الري أدى لزيادة المساحات بالنمرة الواحدة لأكثر من (100%) في الوقت الذي بحسب اللوائح ان تزيد المساحة عن نسبة (60%)، وحمل هذا الأمر لضعف الرقابة من قبل الجهات ذات الاختصاص.
البيئة الدراسية:
بدا مدير مدرسة القلعة الأساسية المختلطة النور موسي حمد النيل مهموماً بالبيئة الدراسية التي وصفها بالسيئة للغاية، كون العديد من مدارس المنطقة أصبحت آيلة للسقوط، بالإضافة إلى عدم قابلية السكان في التعليم وقلة المعلمين التي جعلت الأهالي يعزفون عن تعليم أبنائهم، رغم أن هنالك نبوغ وتفوق من بعض الطلاب، ومن الإشكالات التي تعاني منها المدارس نقص المعلمين في التخصصات العلمية، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة من المواطنين على حرم المدرسة، الذي أرجعه أستاذ النور إلى انعدام التخطيط في القرية، حيث لا توجد أي جهة توقف هذا الاعتداء، وغالبية الطلاب علاقتهم مع التعليم تنتهي في المرحلة الثانوية، وبعدها يعملون بالرعي أو الزراعة أو الاغتراب، فالفصل الدراسي يبدأ بـ(100) طالب وينتهي بـ(30) طالب أما الطالبات فيبدأ الفصل بـ(40) طالبة وينتهي بـ(3) طالبات ويتم تزويجهن خلال هذه الفترة، وأوضح النور أنهم ذهبوا إلى الجهات الرسمية أكثر من مرة حتى يعالجوا المسألة وكان ردهم: (خليكم زى ما أنتو وما تجيبوا لينا مشاكل)، مشيراً إلى أن المدرسة تم تأسيسها بالجهد الشعبي عدا فصل واحد تبرعت به منظمة التنمية والمدرسة لا يوجد بها سور ولا مرافق والمعلمين المعينين في المدرسة 6 فقط والتوزيع، وكل قرى منطقة الجاموسي تعاني ما تعاني من مشاكل في التعليم، ومشاكل إجلاس الطلاب لذلك يلجأ بعضهم إلى التنقل للمناقل ومدني، ومرتب المعلم يتراوح من 800 جنيه إلى 1400جنيه حسب الدرجة،وناشد النور أهل القرية أن يؤمنوا بقضيتهم ويؤسسوا لمدرستهم مع جهات الاختصاص حتى تساعدهم في تغيير هذا الواقع وينتشلوا أبنائهم من الظلمات إلى النور، وتخطيط المنطقة ضرورة ملحة لتغيير هذا الواقع وتكفينا شر مشاكل كبيرة جداً، وأناشد القائمين على أمر التعليم بالولاية بالنظر في قضيتنا وإن يتم التوزيع العادل للمعلمين حسب التخصصات والمواد.
الفاقد التربوي:
ومن جانبه يقول الأستاذ حمد النيل النور المعلم بالمدرسة أن هنالك تسيب واضح في التعليم حيث أننا نفقد سنوياً ما بين (10) إلى (15) طالب وفي أعمار صغيرة ونبدأ في الصف الأول بـ(110) طالب وعندما نصل الصف الثامن يتقلص العدد ويصبح (25) طالب وهذا دليل علي انه في كل عام يتخلي ما بين (10) إلى (15) طالب عن التعليم ويذهبوا إلى أعمال هامشية مثل الرعي لمساعدة أهاليهم في الزراعة لأن في المنطقة لا يوجد مثل أعلى ولا قدوة لهؤلاء الطلاب ولا يوجد من تخرج وتوظف بهذه القرية ويتراوح عدد المغتربين بالقرية بدول الخليج من 300 إلى 500 شاب وهذا هروب من الواقع، ولدينا مشكلة كبيرة في إجلاس هؤلاء الطلاب حوالي (4) فصول غير جالسين ويفترشون الأرض وحتى الطلاب الجالسين إجلاسهم غير منتظم والمدارس تحتاج إلى صيانة حيث أصبحت جميعها آيلة للسقوط.
تلوث المياه:
ويمضي الأستاذ حمد النيل النور في حديثه عن مشكلة مياه الشرب بأن المياه التي يشربونها تأتي من الترعة دون أي (فلتره) ويدفعون رسوم المياه مدمجة مع فاتورة الكهرباء وكأنها مياه نقية، وحتى شبكة المياه والصهريج تم إنشائها بالجهد الشعبي، ولكن المشكلة تكمن في أن هذه المياه ملوثة وغير نقية ويشرب منها الإنسان والحيوان في آن واحد، والأضرار الصحية لهذه المياه وخيمة وحالياً مستشفي سوبا كل الذين يتعالجون فيه من غرب المناقل وخاصة منطقة الجاموسي، والمواطن فضل الله علي فضل الله أحد الذين أصيبوا من جراء تلوث المياه، ويحكي أنه إستفرغ الدم أكثر من مرة وقام بعمل منظار والدكاترة قالوا له أن السبب الأساسي في مرضه مياه الشرب، والأمراض التي تسببها هذه المياه (البلهارسيا) و(الديدان) و(الدوالي) وهذه الأمراض أهلكت المواطن وأعيت حيلته، والجراثيم متراكمة لأن المياه معزولة ولا يوجد بها تيار، ولم نتقدم بأي شكوى لأن الناس هنا كل واحد منهم يعالج مشكلته بنفسه، وما ذكرناه يتوافر في كل قرى الجاموسي، وليست قرية القلعة وحدها وهناك بعض القرى حتى المياه الملوثة لا يجدونها مثل قرى (الفردوس) و(بربيرة) و(الله أدانا) وهذه القرى تتوسط في المسافة بين النيل الأبيض والأزرق وكل منهما يقع على بعد 80 كلم ونبعد عن ربك والمناقل وسنار حوالي ساعتين من كل مدينة لذلك حتي إذا مرض شخص لا نستطيع إسعافه لأن المنطقة حتى مركز صحي لا يوجد بها وممثلين لدائرتنا في المجلس الوطني والتشريعي لا نراهم إلا في أيام الانتخابات.


المناقل: أكرم الفرجابي- خالد مأمون
الوان

سفير السودان بالقاهرة: جاليتنا في مصر تعاني مصاعب وعقبات جمة في مجالات الإقامة والعمل وخلافه


برنامج (أوراق) مع السفير عبد المحمود عبد الحليم (1): قضية حلايب تتعلق بوحدة التراب السوداني ولا تستخدم للمساومة
بعد تجربة ثرّة ومُميّزة في بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك نال خلالها الكثير من التقدير والثناء، ومن بعد فترة قصيرة قضاها بالخرطوم، اختارت القيادة الرجل الدبلوماسي الذي يُمتاز بأداء مهامه الدبلوماسية والسياسية بكفاءة عالية، السفير د. عبد المحمود عبد الحليم سفيراً للخرطوم لدى القاهرة، ومندوباً دائماً للسودان لدى جامعة الدول العربية. والقاهرة هي أكبر سفارات السودان، والعلاقات السودانية المصرية واحدة من أهم القضايا التي تشعل الساحة في بلدي وادي النيل في الفترة الأخيرة، سيما في أعقاب تصاعد وتيرة بعض القضايا والمَلفات الشائكة بين البلدين، ورصدت المنابر المُختلفة تصريحات قوية للسفير عبد المحمود فيما يلي عدد من المَواضيع خاصةً قضايا النزاع حول مثلث حلايب، وسَد النهضة الأثيوبي وأوضاع السودانيين في مصر، ووضع العلاقات حالياً والجُهـود المَبـذولة لترقيتها وتعزيزها.. برنامج (أوراق) الذي يُقدِّمه الزميل الصحفي جمال عنقرة في قناة الخرطوم الفضائية استضاف السفير عبد المحمود عبد الحليم حَول كل هذه القضايا وغيرها.
البشير المستهدف ببعض متفلتي الاعلام المصري شارك في جبهة القتال دفاعا عن مصر
الرئيسان أكدا أهمية دور الاعلام وحذرا من تفلتاته
لولا جُهود السودان لتوترت العلاقات بين أثيوبيا ومصر أكثر

نبدأ بقضية ضج بها الإعلام مؤخراً وشغلت الناس، وآخر تصريح للسفير كان عنوانه (حلايب وسد النهضة مَلفان مُختلفان)؟
مَعلوم أنّ العلاقات السودانية المصرية ملأت الدنيا وشغلت الناس، وتمظهرت هذه المسائل مؤخراً في التصريحات المهمة التي أفاد بها فخَــامة السيد رئيس الجمهورية حول سُودانية حلايب وأن السودان لن يتنازل عنها، بقدر ما وقعت هذه التصريحات برداً وسلاماً على أذن السودان وأذن المُستمع والمُشاهد السوداني، فإنها أحدثت أيضاً ارتدادات معاكسة لبعض الإعلاميين هنا في مصر، الذين روّجوا بأن السيد رئيس الجمهورية ربط في تصريحه بين سودانية حلايب وسد النهضة وكأني بهم يقولون إنّ السودان يُسـاوم بهذه الورقة من أجل أن تقدم له تنازلات في موضوع حلايب، أوضحنا في تصريحات نقلها الإعلام المصري والسوداني كذلك أنّ الملفين يختلفان؛ الملف الأول خاص بالوحدة الترابية السودانية وسودانية حلايب وهو أمر نفخر ونفاخر بالتصريحات التي جاهر بها السيد رئيس الجمهورية في هذا الأمر، لا خلاف في ذلك، وقلنا إنّ السيد رئيس الجمهورية قد عَبّــرَ عَمّا يجيش بإحساس المواطن السوداني حول هذا المُوضوع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أفدنا بأنّ السودان ليس للمُساومات ولا يود أن يستغل ورقة حلايب من أجل سد النهضة ولا سد النهضة من أجل موضوع حلايب، أفدنا بأنّ الأمر الأول يَتَعَلّق بالوحدة الترابية السودانية لا غبار في ذلك، والأمر الثاني أنّ موضوع سد النهضة مُختلف تَمَامَاً لأنّه يَتَأسّس على مَرجعيّات مُختلفة كان من بينها اللقاء الثلاثي الذي تمّ في الخرطوم مُؤخّراً والذي اعتمد وبجُهود من السودان إعلان المَبادئ حول سد النهضة والذي أشَــار إلى أنّه لا ضرر ولا ضرار وأن حُقوق أثيوبيا في التنمية ينبغي أيضاً أن تمشي جنباً إلى جَنب مع شَواغل مصر في هذا الأمر، ولذلك أفدنا بأنّ السودان لا يُسَــاوم، علاقات مصر والسودان أيضاً لا تقبل المُساومة وهي علاقات تاريخية وأزلية كما نقول دائماً، والسيد رئيس الجمهورية عندما أفَادَ بهذا التصريح حول موضوع حلايب أشَارَ إلى أنّ السودان لا ينتوي أبداً أن يكون هذا الأمر مصدر تعارك بين مصر والسودان، وانه لا يقبل أن يكون هناك تصعيد سياسي أو عسكري من جانب السودان، ووحدة مصر الترابية تمظهرت في السابق حول دور السودان في موضوع طابا، وموضوع طابا مهم بالنسبة لنا من مظهرين؛ المظهر الأول أنه عندما يكون الأمر مُتعلقاً بالوحدة الترابية المصرية فإنّ السودان يُساند ذلك وقد سَالت دمَاء سُودانيين على قناة السويس وقد كان السيد رئيس الجمهورية نفسه، الرئيس عمر البشير في حرب الاستنزاف وشارك فعلياً في حفظ كرامة مصر وكرامة الأمة العربية، وساهم السودان أيضاً في موضوع طابا بأنّ وفّر عبر دار الوثائق المركزية الوثائق المُهمّة التي بحوزة مُؤرِّخيه والتي تثبت مصرية طابا، ولكن عندما يتعلّق الأمر بحلايب فإنّنا نُشير إلى أن الحوار الذي أشَارَ إليه السيد رئيس الجمهورية هو كلمة السر والكلمة المفتاحية في هذا الأمر، لأنّنا نُريد بمثل تجربة طابا أن يَكون هُنالك حوارٌ بين السودان ومصر في موضوع سَـد النهضة، ولذلك هُمَا مَلفان مُختلفان ونرى أنّه لا ينبغي أن يكون هنالك أيِّ شك في موضوع المُساومة لأنها غير واردة تماماً، نحن نتحدث عن أمرين وملفيْن مُختلفيْن ولذلك سقنا ذلك التصريح ونؤكد ونؤمن عليه في هذا المجال أيضاً.
على ذكر سد النهضة.. يُلاحظ أنّ الإيقاع بطئ على عكس ما كان متوقعاً في مسألة الاجتماعات التي كان ينبغي عقدها بين الدول الثلاث، ماذا يجري في هذا الملف؟
هذا ملف مُهمٌ وحَسّاسٌ وله تبعات ليست سياسية ودبلوماسية فحسب، وإنما أيضاً استراتيجية بالنسبة للدول الثلاث، الإيقاع ربما يبدو بطيئاً ولكن الأمر فني في المقام الأول، مؤخراً كان هنالك مسارٌ سياسيٌّ دَشّنه اجتماع القمة في الخرطوم على أساس أن يتلازم المَسَار السياسي مع الفني فيعزز من الفني لأنّ المسار الفني يتسم بأن الفنيين دائماً يريدون أن يبدعوا وأن تَكون هناك بَرَاعة في المَخرجات التي يأتون بها، وليست كالسياسي الذي أحياناً يريد الحلول الجاهزة، ولأنّ الأمر أيضاً فني في معناه الأوسع ويتعلّق بإحصاءات ودراسات وما إلى ذلك فقد استغرق ذلك الزمن، والتأخير أيضاً مَرَدُّه أنّ المكتب الهولندي تحديداً انسحب مؤخراً من العملية التي تمّ التوافق عليها في السابق، ومعلوم أنّ الشركة الفرنسية حُظيت بـ (70%) من الأعمال والدراسات والـ (30%) للمكتب الهولندي، فهنالك تَعَارُكٌ بين الشركتيْن حول ما ينبغي فعله وما ينبغي النظر إليه، مَسألة فنية بحتة أخذت ذلك الزمن وأدت الى انسحاب المكتب الهولندي، هنالك اجتماع في القاهرة يوم السبت وعندما تبث هذه الحلقة في الخرطوم ربما يكون الاجتماع قد تم على مُستوى الخبراء للجنة الوطنية الفنية وبعدها اجتماع الوزراء، نأمل أن يصل إلى تفاهم يَتَخَطّى موضوع انسحاب المكتب الهولندي وأن يُؤسّس لمرحلة أسرع نسبياً يتعزز فيها إعلان الخرطوم ويجد الترجمة من الدول الثلاث، بالنسبة للسودان نحن نلتزم التزاماً كاملاً بما نص عليه ذلك الاعلان، ولولا دور السودان لساءت الأمور أكثر وأكثر في هذا الملف الشائك، ولولا دور السودان الذي تحاول بعض وسائل الإعلام المَصرية التّشويه والانتقاص منه، وتُروِّج لأنّ السودان يذهب مع أثيوبيا في هذا المَلــف أو يدعم وجهة النظر الأثيوبيّة، أقول لهــؤلاء إنّه لولا جُهود السودان والمَسَاعي والمُسَاهمات الكَبيرة التي قام بها الأستاذ السفير معتز موسى وايضاً الفنيون في هذا المجال لتوترت العلاقات أكثر وأكثر بين أثيوبيا ومصر ولَسَاءت تطورات هذا الملف إلى مَــدَىً لا يُمكن التنبؤ بمآلاته، نعم هناك إبطاء وبُطء في العملية، لكنه ليس بطئاً مُتعمداً ولكن الموضوع نفسه يستحق الدراسة المُتعمقة والمُتأنية.
على ذكر الإعلام، وما يُثيره الإعلام المصري كما ذكرت، يلاحظ أنّ إيقاع الإعلام مختلف عن الإيقاع السياسي وكثيراً ما يُثير قضايا خلافية قد تقود إلى توتر وكثيراً ما تتوتر الأجواء من هنا وهناك، لكن إيقاع الإعـــــلام غَير مُريح وغَير مُتسق إلى حد كبير مع ما يصبو إليه الناس في علاقات السودان ومصر؟
هذا سؤال مُهم، الإعلام موضوع مُهم، والإعلام يمكن أن يكون رافعة مهمة لتطوير العلاقات بين مصر والسودان وأيضاً يُمكن أن يسهم في تأزيم هذه العلاقات، وانتبه الرئيسان لهذا الأمر خلال القمة السودانية المصرية في أكتوبر الماضي بالقاهرة وأوضحا باستفاضة ما ينبغي للإعلام عمله، ولام الرئيسـان أجهزة الإعلام على تناولها السلبي في كثير من الأحايين لتطورات العلاقة بين مصر والسودان، الإعلام نفسه ظَلّ يُشكِّل مُشكلة بالنسبة لمصر نفسها، قبل أيام قلائل الرئيس عبد الفتاح السيسي انتقد الإعلام المصري وما زالت تفاعلات ذلك الحديث تتواتر بشكل يومي في وسائل الإعلام المصرية، هنالك مشكلة انفلات بعض القنوات الخاصة وبعض الصحف على حساب المصلحة العليا ربما لمصر والسودان ولوادي النيل عُموماً، ولكن هذه أيضاً تفاعلات ورؤى حول دور الإعلام نثيرها نحن حتى في السودان من وقت لآخر حول ما ينبغي أن يكون عليه دور الإعلام، ونلاحظ عُموماً أنه منذ القمة السودانية المصرية في أكتوبر الماضي خفت وطأة التراشقات الإعلامية بين مصر والسودان بسبب التوجيهات الوَاضحَة التي أطلقها الرئيسان في تلك القمة، وأيضاً بسبب الاستقرار الكبير والتحسن الواضح الذي شَهدته العلاقات برعاية القيادات في البلدين منذ ذلك الوقت، حتى بعد تصريحات السيد رئيس الجَمهورية لاحظنا عُموماً أنّ الإعلام لم يقم بهجوم عكسي أو رد بعنف على الموقف السوداني كَمَا كَانَ يَحدث في السابق، وحتى بقية ما جاء من تعليقات جاء في أسلوب ربما يكون مفهوماً ومُهَذّباً مثل مقالات نشرت مؤخراً لبعض الكُتّاب المعروفين أشاروا فيها – رغم انتقادهم المُبطن لتصريحات رئيس الجمهورية – إلاّ أنّهم أكّدوا على أزلية العلاقات ووجوب تَحسُّــن تلك العلاقَات، قلنا لهم إنّنا عندما نَتَحَـدّث عن موضوع حلايب فإنّنا نود أن يحل هذا الأمر حتى لا يكون صداعٌ مُستمرٌ للعلاقات السودانية المصرية كلما تَقَــدّمت وتَحَسّنت أوضاعها، نحن عندما نتحدث عن حلايب لا نتحدث فقط عن جزء عزيز من الوطن نأمل أن يُستعاد بأسرع الآجال والأوقات ولكن نرى ذلك في إطار سَعينا لتعزيز العلاقات مع مصر، إزاحة هذا الملف من الإعلام ومن المَشهد السياسي وحل هذا الإشكال بين البلدين يوفر إمكانات لا حَــدّ لها لانطلاق العلاقات السودانية المصرية، فنحن ننظر لهذا الملف من وجهتين؛ وجهة استعادة أراضٍ سودانية، وثانياً إزالة إحدى عقبات التطوير والتّعزيز المُستمر للعلاقات السودانية المصرية، ولذلك نرى أنّ للإعلام دورا كبيرا لابد أن يقوم به، مُلاحظات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخراً حول الإعلام المصري تدخل في ذلك الإطار، وهنالك الكثير من المُراقبين الذين أشاروا إلى أن أداء الإعلام المصري كان سبباً في توتر العلاقات بين العديد من الدول ومصر وليس فقط السودان.
* سعادة السفير بعد الحديث عن الإعلام يلاحظ أنّ الرئيسيْن البشير والسيسي سقفهما أعلى من الآخرين للعلاقة، هما قالا إنّ سقف هذه العلاقة هو الوحدة، فلماذا لم تعبر الأجهزة المساعدة في البلدين عن التوجه الذي يقوده الرئيسان، وتصلان ما بدأت به علاقات البلدين؟
بلا شك أنّ أحد أسرار استقرار العلاقات بين السودان ومصر مؤخراً والتحسن الذي لا تخطئه العين في مسيرتها في الآونة الأخيرة يعود إلى الالتزام الشخصي من القيادتين في البلديْن برعاية هذه العلاقات وتعزيزها، ولك أن تتخيّل أنّ الرئيس السيسي زار السودان ثلاث مرات وقام الرئيس البشير بزيارة مصر أربع مرات في مُناسبات مُختلفة، والتقى الرئيسان أيضاً في بكين عند زيارتهما إلى الصين مؤخراً على النحو الذي تابعناه وقام بزيارة السيد الرئيس في مقر إقامته ببكين، الإيقاع لدى الرئيسين فعلاً مُتقدم ولا يعني هذا أن الأجهزة الأخرى لا تُشارك أو تُشاطر الرّئيسيْن هذا الأمر، بل هذه الأجهزة مُنهمكة في أن يأتي هذا التصور الذي ابتدره الرئيسان البشير والسيسي بالصورة المَطلوبة، الرئيسان في اجتماعات القاهرة وجّها وزيري الخارجية في البلديْن بدراسَــة تجربة التكامل السوداني المصري السّابقة خاصةً إبان مَرحلــة النميري والسّـــادات، كانت هناك مُحاولة ونُموذج مُتقدِّم للتكامل بين البلدين دلّلت عليه برلمان وادي النيل والبطاقة المُشتركة، وكان هناك تنسيقٌ كبيرٌ بين البلدين في المَحَافل الإقليمية والدولية.
* وكيـــف ذلك؟
الرئيسان طلبا من وزيري الخارجية اولاً دراسة أنجع السبل والنماذج السابقة للكامل بين البلدين حتى يأتي بصورة تضمن أحسن النتائج المُستقبلية، ثانياً وجّــه الرئيسان أيضاً بأن يتم بحث الآليات المُفضية لتعاون مُثمر بين البلدين يقوم وَيَتَأسّس على المصالح والمنافع المُشتركة، وفي هذا الأمر اجتمعت على مستوى السفارة في القاهرة ووزارة الخارجية المصرية وأيضاً سفارة مصر في الخرطوم ووزارة الخارجية في السودان والزيارة التي قام بها مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار، تَــمّ الاتفاق على ان يتم دمج واندغام لجان التعاون الثنائي وهي حوالي ثلاثين لجنة للتعاون المُشترك بين السودان ومصر في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليم والثقافة وما إلى ذلك، تَــمّ الاتفاق على أن تنظم هذه اللجان على أساس قطاعات، فتم إنشاء سبعة قطاعات لجمع هذه اللجان الكثيرة، قطاع سياسي ودبلوماسي، قطاع تجاري، قطاع ثقافي وتعليمي، قطاع خاص بالنقل والبنيات الأساسيّة وما إلى ذلك، بهدف تجويد عمل اللجان حتى لا تتمدِّد هذه اللجان وحَتى يَكون منتوجها مُراقباً ومُتابعاً من قبل الوزراء المَعنيين في البلدين، ويَرأس كل قطاع وزير مُختص، والآن نعد العدة لاجتماع كبار المسؤولين في البلدين بالخرطوم لهذه الـ (7+7) – سبعة مُمثلين من مصر وسبعة من السودان يمثلون القطاعات – وذلك للإعداد لاجتماعات اللجنة العليا التي نأمل أن تلتئم بنهاية هذا العام في القاهرة، ويَعقب اجتماع كبار المسؤولين اجتماع للوزراء ثم اجتماع القمة السودانية المصرية على مستوى اللجنة العليا التي تَــمّ ترفيعها خلال قمة أكتوبر الماضي لتكون على مستوى رئيسي البلدين، وهذا يَـدل أيضاً على أن الرئيسيْن يودان الرعاية الكاملة من قبلهما لأعمال هذه اللجنة مما يدلل أيضاً على توفر الإرادة السياسية بين قيادتي مصر والسودان على إنجاح أعمال هذه اللجنة التي نعول عليها كثيراً في تعزيز وتطوير العلاقات مع مصر، فنعم هنالك إيقاعٌ مُتقدمٌ بالنسبة لرؤية الرئيسيْن للعلاقات وهذا أمرُ تمثّلَ في كثافة الاتصالات بينهما في الآونة الأخيرة والتي بلغت (8) اجتماعات قمة وأيضاً تواصل المستويات الأدنى على مستوى الوزراء واللجان وكبار المسؤولين والخبراء تنفيذ توجيهات الرئيسيْن وسنرى أنّ اجتماع اللجنة العليا القادم سيكون في المستوى الذي يطمح إليه الشعب في السودان ومصر.
السفير عبد المحمود عبد الحليم هو سفير السودان في مصر ومُمثله في الجامعة العربية؟
السفارة إلى جانب رعايتها للعلاقات السودانية المصرية وعلاقاتها مع جمهورية مصر كأكبر سفارات السودان في الخارج، فإنها أيضاً تقوم بتمثيل السودان في جامعة الدول العربية باعتبار أنّ السفير هو المندوب الدائم للسودان لدى الجامعة العربية، وهذا المحور مُهمٌ للغاية بحكم وجود السودان وإسهاماته في الجامعة العربية وبحكم اهتمام الجامعة نفسها بتطورات السودان وإمكاناته، الجامعة العربية على مُستويات القمة والمجلس الوزاري واجتماعات المندوبين الدائمين أصدرت العديد من القرارات والتوصيات الخاصة بالسودان والتي تؤكد على دَعم جُهوده في تحقيق السلام والتنمية، وأيضاً العديد من القرارات التي أكّدت رفضها القاطع للعُقوبات الأحادية، ونادت أيضاً بوجوب مُساعدة السودان في حل معضلات المديونية الخارجية وما إلى ذلك، والمشهد السوداني حاضر في اجتماعات وفعاليات الجامعة العربية المُختلفة وبإيجابية كبيرة، وكان آخر هذه التجليات مُشاركة الأمين العام د. نبيل العربي في تدشين الحوار الوطني في العاشر من أكتوبر، حيث ألقى خطاباً مُهماً أوضح فيه رؤية الجامعة العربية للحوار السوداني وطالب بأن يكون الحوار سودانياً وأن يكون في السودان، هذا موقف متقدم نحسب أنه يحسب للجامعة ولمواقفها، أيضاً للجامعة اهتمام بالأوضاع الإنسانية في دارفور، ومؤخراً في السودان عموماً، هنالك آلية مُشتركة يمثل السودان فيها مفوض العون الإنساني وهناك اجتماعات راتبة ومشروعات تناقش بين الجانبين، ليس فقط في دارفور، وإنّما بقرار من مجلس الجامعة في أنحاء السودان كافة، وللجامعة وجود عبر مشروعات مُتعدِّدة تعليميّة وصحيّة في أنحاء كثيرة من السودان، في اجتماع قمة شرم الشيخ مؤخراً بمصر، هنالك إشارة بوضوح في إعلان شرم الشيخ الذي أصدره القادة والرؤساء العرب، إلى أن مُبادرة السيد رئيس الجمهورية حول الأمن الغذائي العربي تُعَــد من ركائز الأمن القومي العربي، وهذا تطور مُهمٌ للغاية ليس في مسيرة تأييد مواقف السودان وإنما في مسيرة الإشارة الى مفهوم الأمن القومي العربي على أنه يستوعب بخلاف المسائل السياسية القضايا الاقتصاديّة ومن بينها الأمن الغذائي العربي والذي يُمكن أن يوفر من جانب السودان، عموماً نرى أن مواقف الجامعة المُتعدِّدة وقراراتها تصب إيجاباً لدعم السودان وهي تدعم أيضاً حوارات السودانيين وجهود وقضايا السودان في المنظمات الإقليمية والدولية وأيضاً من خلال الشراكات التي تضم الجامعة مع الدول المُختلفة مثل اجتماعات قمة الرياض للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية – التي ربما تكون انتهت عندما يبث هذا البرنامج – وهناك إشارة مُهمّة في إعلان الرياض الذي يصدر عن دول المجموعتين حول دعم الحوار الوطني وتشجيعه والإشارة إلى مسألة الديون ووجوب دعم السودان وإدانة العُقوبات الأحادية، هذه مواقف جَماعيّة مُهمّة تقوم بها الجامعة العربية ونحسب أنّ ذلك يَتَأسّس على مواقف السودان ووضعه ومساهماته في جامعة الدول العربية التي نسعى لتعزيزها وتطويرها بالوسائل كافة.
نواصل،،،


حوار: جمال عنقرة
الراي العام


برنامج (أوراق) مع السفير عبد المحمود عبد الحليم (2 – 2)
بعد تجربة ثرّة ومُميّزة في بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك نال خلالها الكثير من التقدير والثناء، ومن بعد فترة قصيرة قضاها بالخرطوم، اختارت القيادة الرجل الدبلوماسي الذي يُمتاز بأداء مهامه الدبلوماسية والسياسية بكفاءة عالية، السفير د. عبد المحمود عبد الحليم سفيراً للخرطوم لدى القاهرة، ومندوباً دائماً للسودان لدى جامعة الدول العربية. والقاهرة هي أكبر سفارات السودان، والعلاقات السودانية المصرية واحدة من أهم القضايا التي تشعل الساحة في بلدي وادي النيل في الفترة الأخيرة، سيما في أعقاب تصاعد وتيرة بعض القضايا والمَلفات الشائكة بين البلدين، ورصدت المنابر المُختلفة تصريحات قوية للسفير عبد المحمود فيما يلي عدد من المَواضيع خاصةً قضايا النزاع حول مثلث حلايب، وسَد النهضة الأثيوبي وأوضاع السودانيين في مصر، ووضع العلاقات حالياً والجُهـود المَبـذولة لترقيتها وتعزيزها.. برنامج (أوراق) الذي يُقدِّمه الزميل الصحفي جمال عنقرة في قناة الخرطوم الفضائية استضاف السفير عبد المحمود عبد الحليم حَول كل هذه القضايا وغيرها.
المصري لا يحتاج تأشيرة لدخول السودان بينما ينتظر السودانيون زمنا طويلا للحصول على التأشيرة
يجب معالجة مفارقات الحريات الأربع في أقرب الآجال
رئيس الجمهورية يولي اهتماما للجالية السودانية بالقاهرة
نفخر بدور ومساهمات جاليتنا على امتداد جمهورية مصر العربية
السودانيون في مصر ما بين (800) ألف إلى مليون وبعض الاحصاءات تقول (3) ملايين
بعد تجربة ثرّة ومُميّزة في بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك نال خلالها الكثير من التقدير والثناء، ومن بعد فترة قصيرة قضاها بالخرطوم، اختارت القيادة الرجل الدبلوماسي الذي يُمتاز بأداء مهامه الدبلوماسية والسياسية بكفاءة عالية، السفير د. عبد المحمود عبد الحليم سفيراً للخرطوم لدى القاهرة، ومندوباً دائماً للسودان لدى جامعة الدول العربية. والقاهرة هي أكبر سفارات السودان، والعلاقات السودانية المصرية واحدة من أهم القضايا التي تشعل الساحة في بلدي وادي النيل في الفترة الأخيرة، سيما في أعقاب تصاعد وتيرة بعض القضايا والمَلفات الشائكة بين البلدين، ورصدت المنابر المُختلفة تصريحات قوية للسفير عبد المحمود فيما يلي عدد من المَواضيع خاصةً قضايا النزاع حول مثلث حلايب، وسَد النهضة الأثيوبي وأوضاع السودانيين في مصر، ووضع العلاقات حالياً والجُهـود المَبـذولة لترقيتها وتعزيزها.. برنامج (أوراق) الذي يُقدِّمه الزميل الصحفي جمال عنقرة في قناة الخرطوم الفضائية استضاف السفير عبد المحمود عبد الحليم حَول كل هذه القضايا وغيرها.

لا أحسب أن هناك أرقاما واضحة عن أعداد الجالية السودانية في مصر، وتترواح تقديرات الناس، لكن عموما كيف هي أوضاع الجالية وما هي طبيعة العلاقة بين الجالية والسفارة؟
نحن نفخر بالجالية السودانية الموجودة على امتداد جمهورية مصر العربية وبدورها الإيجابي، شكلت جسرا مهما للتواصل بين شطري وادي النيل وقامت بإسهامات كبيرة جدا ليس لصالح السودان فقط وانما لصالح مصر ايضا وشعبي وادي النيل، هذه الجالية قديمة قدم العلاقات بين مصر والسودان وقديمة ايضا بوجودها وبمساهماتها قدم التواصل بين السودان ومصر وهي منتشرة على محافظات مصر كافة ونسعد بأن السفارة دائما تخدم هذا الوجود، وهنالك اهتمام يوليه السيد رئيس الجمهورية للجالية هنا، ويأتي في ذلك القرار الجمهوري الذي كان قد أصدره بأن تخفض رسوم المعاملات الى النصف للجالية بمصر، ونعمل الآن وفق هذه التوجيهات التي أصدرها الرئيس تقديرا لأوضاع هذه الجالية وتعزيزا لدورها الفاعل على الساحات السودانية والمصرية، وبفضل هذا القرار تتم جباية نصف رسوم المعاملات القنصلية المقررة بالنسبة للسفارات الأخرى وهذا أمر يجد الترحيب والشكر المتواصل من أعضاء الجالية السودانية بمصر.
تقديرات الإحصائيات
الاحصائيات تترواح ما بين (800) ألف وهنالك من يقول إنها مليون وبعض الاحصاءات الأخرى تصل بذلك إلى (3) ملايين وربما (4 أو 5) ملايين وهذا مبالغ فيه بالتأكيد، عندما كنا نبحث هذا الأمر عند تقديمي أوراق اعتمادي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي أوضح أننا شعب واحد في بلدين ولذلك فإن الجالية السودانية هي ايضا مصرية وان الوجود المصري في السودان هو أيضا سوداني وبالعكس، فهذا مفهوم متقدم لدور واسهامات هذه الجالية.
مشكلات الجالية
لهذه الجالية مشكلات واضحة تسعى السفارة بجهد واجتهاد لحلها، مشكلات الاقامة، مشكلات التعليم، مشكلات الدخول إلى مصر والخروج والاقامات، مشكلات حتى القادمين من السودان إلى مصر والذين يخضعون للانتظار الطويل انتظارا للتأشيرة بينما نحن لا نطلب تأشيرات من الجانب المصري أو الشعب المصري عندما يقوم بزيارة السودان، وهذه إحدى المفارقات التي ينبغي لاجتماعات اللجنة العليا أن تعالجها في دورتها القادمة، المصري يدخل السودان بدون تأشيرة بينما ينتظر السوداني طويلا حتى يسمح له، وهذا الأمر يتعلق أيضا بموضوع الحريات الأربع، وهنالك عزم بان تشهد اجتماعات اللجنة العليا معالجة لهذا الأمر، هنالك مفارقات وعدم تنفيذ لهذه الحريات، السودان ليست لديه مشكلة في تنفيذ هذه الحريات فيما يليه، وقد أشرت إلى أن المصري مثلا يمنح كافة متطلبات الإقامة والعمل والدخول بدون تأشيرة إلى السودان في الوقت الذي يعاني فيه المواطن السوداني معاناة شديدة من هذه المسائل، وأيضا موضوع الإقامة والعنت الذي يجده السوداني في مواضيع التعليم والتموين وغيرها، وهذه مسائل نحلها كل يوم مع السلطات المصرية حسب إيقاع الأجهزة الإدارية والبيروقراطية التي يمكن أن تؤخر هذه المسائل، ولكن هنالك عزما على أن يتم تغيير هذه المسائل، لا نتحدث فقط عن وجوب المعاملة بالمثل، هذا مفهوم دبلوماسي وجيد، ولكن نريد للشعبين في البلدين أن ينعما بنفس الامتيازات والاشياء التي توفر لكل جانب، لذلك الحريات الأربع من المواضيع المهمة التي ينبغي أن تعكف عليها الاجتماعات القادمة للجنة العليا بحيث يجد السوداني كل تسهيلات ويجد المصري ذات التسهيلات ايضا.
نحن على مشارف الذكرى الستين لاستقلال السودان، وتعودت السفارات الاحتفال بأعياد الاستقلال، يتوقع الناس أن يكون هنالك احتفال استثنائي في وجود سفير استثنائي للسفارة السودانية في مصر.. ماذا أعددتم لهذا الأمر؟
بل لبلد استثنائي هو السودان طبعا، وبطبيعة الحال الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال السودان يشغل مكاناً عليّاً من ضمن اهتمامات هذه البعثة للأشهر القادمة، نحن الآن ندرس أن يأتي ويخرج هذا الاحتفال بالصورة المطلوبة التي تؤكد على مدى حبنا وتقديرنا لهذه المناسبة، وفي واقع الأمر أننا لا نعيش في السودان ولكن السودان يعيش فينا، ولذلك فإننا نعد العدة الآن لكي يرى الوطن أبناء السودان يقدمون له أجمل ما لديهم من تجليات للاحتفال بهذه المناسبة على أرض جمهورية مصر العربية، نحن موعودون بمشاركة وفد كبير فني وبرلماني وسياسي يتم الترتيب له ولكم دور كبير – أخ جمال- في هذا الأمر للحضور إلى جمهورية مصر العربية وتقديم برامج استثنائية هذه المرة ايضا ثقافية واجتماعية وسياسية، وزيارات لكبار المسؤولين بمن فيهم فخامة السيد رئيس الجمهورية هنا وكذلك الالتقاء بالوزراء المعنيين والالتقاء بأجهزة الاعلام وعقد برامج ترفيهية أيضا للجالية السودانية واصطحاب موسيقيين ومبدعين من السودان الى مصر، نحن نفكر الآن في تلك التظاهرة التي يشارك فيها مجلس الصداقة الشعبية والمجلس الوطني والفعاليات المجتمعية المختلفة التي تأتي بكتابها الأبيض حول طموحاتها الكبرى في أن تشهد علاقات السودان ومصر المزيد من التعاون والتقدم والتفاهم بين البلدين والشعبين، نحن نستعد ونعمل على أن تكون برامج الاحتفال بالاستقلال رسالة لطموح الشعب السوداني في تعزيز علاقاته مع الشقيقة مصر وحل القضايا العالقة بالوسائل السلمية وكذلك الوقوف على انهماكات مصر في هذه الآونة، ونحن نسعد بانكم في قلب هذا التصور ونسأل الله التوفيق لبلادنا وان يحقق هذا المهرجان وتلك الفعاليات النجاح المطلوب.
هذا الحوار لن يكتمل ما لم يذكر فيه المريخ طبعا «والسفير عبد المحمود ما ممكن يتكلم في حوار وما فيهو المريخ»؟
يضحك-
والهلال أيضا.. نمثل هذا البلد العظيم بعرضته شمالها وجنوبها، ونسعد بأن يلعب المجتمع الرياضي دوره الكامل في تعزيز هذه العلاقات، وفي آخر لقاء لي مع المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة وافق الاجتماع على إعادة العمل بدورة وادي النيل وستكون هنالك دورة رياضية يشارك فيها المريخ والهلال والزمالك والأهلي، وكان مقررا أن يتم ذلك في استاد أسوان مؤخرا إلا أن ارتباطات الفرق السودانية الخارجية حالت دون تحقيق هذا الأمر، نبحث بصورة مستمرة مع المهندس خالد عبد العزيز أن تتم دورة وادي النيل في أقرب الآجال وأن يلعب القطاع الرياضي والمجتمع الرياضي في البلدين دوره الهام والمؤثر في تعزيز علاقات البلدين والشعبين.

حوار: جمال عنقرة
الراي العام

السودان يحتج على إيواء باريس لمتمردي دارفور


أبلغ وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، السفير الفرنسي بالخرطوم، احتجاج الحكومة على إيواء باريس لعدد من قادة الحركات السودانية المتمردة، والتي تمارس القتال والترويع والإرهاب ضد المواطنين، مؤكداً رفض الخرطوم للتفجيرات الإرهابية التي وقعت بباريس.
وبحث الوزير السوداني بمكتبه في وزارة الخارجية، يوم الأربعاء في لقاءين منفصلين، مع سفيري فرنسا وقطر، العلاقات الثنائية بين السودان وبلديهما وسبل دعمها وتطويرها.
وقدم غندور باسم السودان التعازي للسفير الفرنسي، برونو أوبير، في حوادث التفجيرات الإرهابية التي حدثت في باريس مؤخراً، معرباً عن وقوف السودان إلى جانب فرنسا في الأحداث المؤسفة.
وتطرق اللقاء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وترتيبات انعقاد اجتماعات الدورة القادمة للجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين بباريس.
وأبلغ غندور السفير الفرنسي، احتجاج الحكومة السودانية على إيواء فرنسا لعدد من قادة الحركات السودانية المتمردة، والتي قال إنها تمارس القتال والترويع والإرهاب ضد المواطنين السودانيين، وأكد أن السودان يتطلع إلى دور فرنسي مثمر وبنّاء في مجالات تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
في السياق قال وزير الخارجية، لدى لقائه السفير القطري، راشد بن عبد الرحمن النعيمي، إن التعاون بين الخرطوم والدوحة لا يقف عند حدود المبادلات التجارية وإنما يتعداها إلى أدوار أخرى تقوم بها قطر في مجالات البناء والتعمير وإحلال السلام، عبر إنجاز وثيقة الدوحة لسلام دارفور.
سونا

مؤشر أسعار صرف العملات الأجنبية في ( السوق الحرة، السوق الموازي ) مقابل الجنيه السوداني بالخرطوم يوم الأربعاء 18 نوفمبر 2015م .


الدولار الأمريكي : 11.00جنيه
الريال السعودي : 2.90جنيه
اليورو : 11.66جنيه
الدرهم الإماراتي : 2.96جنيه
الريال القطري : 2.97 جنيه
الجنيه الإسترليني : 16.72جنيه
الجنيه المصري : 1.29جنيه
جنيه جنوب السودان: 0.54جنيه
الدينار الكويتي : 39.28جنيه
الدينار الليبي : 8.46جنيه

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

الحاج زكريا.. أحد ضحايا المباحث المصرية .. حكاية سجن وتعذيب سوداني بالقاهرة


ألقت المباحث المصرية القبض على الحاج الخمسيني يحيي زكريا الذي أتى للقاهرة يطلب علاجاً لمرض البواسير الذي أنهك جسد ابنه الصغير، المباحث ألقت القبض على الحاج زكريا بشارع طلعت حرب عشية وصوله القاهرة وأخذت كل المبالغ المالية التي بحوزته وزجت به ورفيقه السوداني بحراسات قسم عابدين بالقاهرة وأذاقته فنون تعذيبها.
الحاج زكريا وفقاً لتقرير الطبيب المعالج يؤكد وجود نزيف في مقلة العينين ورضوض وآثار حرق وجروح باليدين من أثر التعذيب بالأصفاد وجره بأرضية الحراسة بحسب وصف تقرير الطبيب الذي استخرج بناءً على أورنيك (8) عقب فتح الحاج زكريا بلاغاً بقسم شرطة جبرة ضد الحكومة المصرية ممثلة في المباحث المصرية، وقال التقرير أن الحاج زكريا تعرض لأذى جسدي ونفسي، وتقول أسرة الحاج زكريا أن حالة الهستريا والهذيان وصراخه بأنه ترك ابنه وحيداً في القاهرة التي وصل منها يوم الأحد (15) نوفمبر أجبرتهم على أخذه مباشرة الى مستشفى الأمراض العقلية أم درمان (مستشفى التجاني الماحي) والذين رفضوا استقباله واشترطوا اورنيك (8) مما دفعهم للذهاب الى عيادة خارجية، وبعد مقابلة الطبيب الذي أكد إصابته بحالة اكتئاب حاد بسبب ما تعرض له وصف لهم مهدئات.
حين دخلت لغرفته بمستشفى الفؤاد بالخرطوم وجدته يؤدي صلاة المغرب بعدها توجه نحوي يصافحني والدموع تملأ وجهه، هالني رؤية عينية التي بدت كقطعتي لحم من شدة احمرارهما، جلس قبالتي لاحظت أن صوت انفتاح الباب يوتره فيرتجف جسده ويشرد ببصره للحظات ثم يعود لمواصلة حديثه بلسان ثقيل نتيجة الحبوب المهدئة، ويروي الحاج زكريا أنه عقب استقرارهم بأحد الفنادق يوم وصولهم القاهرة في السادس من نوفمبر الجاري ترك ابنه المريض بغرفة الفندق وذهب الى وسط البلد يبحث عن صرافة لتغيير النقود التي يحملها وهي عبارة عن تكاليف العملية الجراحية وكانت عبارة عن مبلغ (500) دولار ومبلغ (3.750) جنيهاً مصرياً حولها من صرافات الخرطوم، كان كل تركيز الحاج زكريا الذي يعمل فني تشغيل بشركة مصفاة الخرطوم بالجيلي أن يعرض ابنه على الأطباء بمستشفيات القاهرة حتى يتم شفاء ابنه خلال الإجازة القصيرة التي منحت له من مكان عمله، ويقول زكريا:”بما ان وقتي ضيق شرعة فور وصولي في تغيير العملة للاستعداد للذهاب الى المستشفى، الا ان عناصر المباحث كانهم كانوا في انتظارنا على أبواب الصرافة بشارع طلعت حرب، وقبل أن نهم أنا ورفيقي بالدخول للصرافة فوجئنا باثنين مسلحين بملابس مدنية يوقفاننا ويبدأن بتفتيش جيوبنا دون السؤال عن هوياتنا، وقبل أن نتمكن من ابراز جوازات سفرنا ودون ابرازهم لما يثبت هويتهم أخرجوا كل النقود من جيوبنا وامسكوا بها جيداً بعد أن قاموا بعدها ثم اقتادونا لعربة بوكس أخذتنا مباشرة الى قسم عابدين، وطوال الطريق نسألهم ماذا فعلنا وما هي تهمتنا ولا يرد علينا أحد. يواصل الحاج زكريا روايته: أخبرتهم ان ابني مريض طريح الفراش وتركته بالفندق تنزف بواسيره دماً ولم يعرني احد اهتمامه، وعند وصولنا دخل عناصر الامن للضابط المناوب، ثم تم استدعاؤنا ولم يأخذ الضابط أقوالنا، واكتفى فقط بحديث عنصري المباحث، وحين أدركنا كذب وافتراء ما ورد في دفتر المتحري سخر منا الضابط الذي يرتدي ملابس مدنية وطلب أخذنا للحراسة.
ومن هنا بدأت رحلة التعذيب وممارسة فنونه التي من الواضح أن عناصر المباحث المصرية قد أتقنوها على حد قول الحاج زكريا، وأضاف: بداية منعونا من استخدام دورات المياه، وبالتالي لم نتمكن من أداء الفرائض، فأخطرناهم بأننا مسلمين ونرغب في أداء صلاتنا، فسمح لنا، كان ذلك في اليوم الاول، وفي اليوم الثاني تم عرضنا على وكيل النيابة وأخذ أقوالنا وسألنا عن المبالغ التي كانت بحوزتنا فأخبرته باني أحمل (500) دولار، وقرابة الأربعة آلاف جنيه مصري تكاليف علاج ابني ورفيقي يحمل (1600) دولار ومبلغ ألفي جنيه سوداني بعدها وجه وكيل النيابة بإخلاء سبيلنا بعد أخذ معلومات عن سبب وجودنا في مصر وتاريخ الدخول، وأصدر قراره باخلاء سبيلنا ورد المبالغ التي اخذت منا بالعملة المصرية.
ويمضي الحاج زكريا: خرجنا من النيابة واعتقدنا أنه بالفعل سيطلق سراحنا ، ولكن اخذنا رجال المباحث مرة اخرى للحراسات، وقالوا لنا انه ينبغي أن نعرض على جهاز الامن القومي المصري ثم يتم إطلاق سراحنا، هذه المرة زجوا بنا في حراسات أخرى ووجدنا بعض السودانيين ومنهم سوداني يدعى طلال جاء بأمه المريضة وتم حجزها بأحد المشافي بالقاهرة وذهب ليسحب نقوداً من الصراف الآلي أسفل مبنى المشفى ولم يصعد اليه ثانية عقب إلقاء عناصر المباحث المصرية القبض عليه وعدم السماح له بالصعود واخطار والدته أو ادارة المستشفى بغيابة، هذه واحدة من النماذج التي يتذكرها الحاج زكريا الذي يبدو مرعوباً جداً في بعض الاحيان نتيجة تعرضه للضرب بأحذية أفراد الشرطة في الحراسة التي زجوا فيها عقب قرار وكيل النيابة بالإفراج عنه.
ومكث الحاج زكريا ورفيقه (أ) بالحراسة دون عرضهم على الأمن القومي لمدة ثلاثة أيام بعدها تم اخذهم لمباني الأمن يقول الحاج زكريا: طلب ضابط الامن تقريراً من مباحث القاهرة، ثم أعادونا مرة أخرى للحراسة، وبدأت عناصر قسم عابدين في توجيه إساءات شخصية وتم حرماننا من دورات المياه، وبدأت بالصراخ والمطالبة برؤية ابني حينها دخل أفراد الشرطة الزنزانة وقاموا بضربي على رأسي بأحذيتهم وتكبيلي وجري بالأصفاد وحرقي بأعقاب السجائر على مرأى ومسمع من الموجودين بالزنزانة عقب ذلك تم حجزي بزنزانة أخرى فيها أعتى عتاة الاجرام في مصر الا أنني قبل نقلي طلبت الاتصال بأحد معارفنا في القاهرة والذي قام بأخذ ابني من الفندق ورعايته وقام بالاتصال بأسرتي بالخرطوم.
حين وصل أخي من الخرطوم سمحوا لي بمقابلته، وطلبت من ادارة قسم عابدين حجز تذاكر العودة لشخصي للخرطوم، وفعلاً قام بحجز التذاكر وتم أخذي للمطار مكبلاً بالاصفاد والجنازير وطال هذه الأيام أسأل ماذا فعلت لألقى هذا العذاب؟ فقط قصدت مصر بغرض العلاج ولكنني لن أكرر زيارتي لها على الإطلاق، هكذا ينهي الحاج زكريا قصته ويلقي بجسده المنهك على فراشه ويسرح بذهنه بعيداً ويقول شقيقه نصر الدين أنه ثبت الواقعة في وزارة الخارجية بإدارة القنصليات ، وانه استخرج وملأ استمارة بما تعرض لها شقيقه وسلمها للإدارة.
هبة عبد العظيم
صحيفة السوداني