الأحد، 6 مارس 2016

مشاركة أميركية في مؤتمر بشأن الصمغ العربي في ولاية القضارف

يشارك مسؤول في السفارة الأميركية بالسودان في مؤتمر راتب حول الصمغ العربي بولاية القضارف، شرقي السودان، بوصفه “الضابط الراعي لسلعة الصمغ العربي بوزارة الخارجية الأميركية”.
وتستثني واشنطن محصول الصمغ العربي من عقوبات اقتصادية تفرضها على الخرطوم منذ عام 1997، حيث يعتبر السودان أكبر منتج للمادة التي تدخل في العديد من الصناعات الغذائية.
قال الأمين العام لمجلس الصمغ العربي في السودان، عبد الماجد عبد القادر، السبت، إن الملحق الاقتصادي بالسفارة الأميركية بالخرطوم إيزا ملر، سيزور ولاية القضارف خلال أيام للمشاركة في فعاليات المؤتمر السنوي للصمغ العربي.
وأضاف عبد القادر، أن دعوة الدبلوماسي الأميركي جاءت من قبل والي القضارف بصفته الملحق الإقتصادي للسفارة الأميركية بالسودان، وفي ذات الوقت الضابط الراعي لسلعة الصمغ العربي بوزارة الخارجية الأميركية.
ونقل أمين مجلس الصمغ العربي لوكالة السودان للأنباء، أن ملر خلال زيارته لولاية القضارف العام الماضي، اطلع على نشاطات الولاية في مجالات التقانات الزراعية والتوسع في استزراع الصمغ العربي عبر ما يعرف بصندوق الولاية للأحزمة الشجرية.
ويعد السودان المصدر الأكبر عالمياً للصمغ العربي بإنتاجيته التي تجاوزت 80% من الإنتاج العالمي للصمغ منذ خمسينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي، ورغم ان إنتاجه حاليا لا يزيد عن 50%، لكنه لا يزال المصدر الأكبر لهذا المنتج، حيث يعتمد مئات الألاف من السودانيين على الصمغ كمصدر رئيسي للكسب، وتسيطر الحكومة على تجارته.
من جهته، أبدى ملر رغبته الأكيدة في التعاون مع ولاية القضارف للنهوض بالقطاع الزراعي واستمرار علاقات التواصل بين السودان والولايات المتحدة الأميركية.
ويرافق الملحق الاقتصادي الأميركي الأمين العام لمجلس الصمغ العربي عبد الماجد عبد القادر، وعضو صندوق الأحزمة الشجرية بولاية القضارف.

سودان تربيون

في التأدّب مع موت الترابي !!

*ألم يقل حسين خوجلي في افتتاحيته : ليس من موتانا
* الترابي ليس بطلا قوميا
* أيهما أولى بالنصيحة من قتل نفسا أم من امتنع عن الترحم عليها
ليس من اللائق - في الدين والأخلاق - التعرّض لشخص إنتقلت روحه للسماء باللعنة والشتيمة الشخصية، ويذكر التاريخ أن أتباع الفكر الذي ينتمي إليه الراحل الدكتور حسن الترابي (والصحيح الذين ينتمون إلى فكره) كانوا أول من أدخل هذه الجرثومة إلى أدب الخلاف الفكري والسياسي، فقد أطلقوا – ولا يزالون - على الشهيد محمود محمد طه وصف "الهالك"، بما يعني أنه خارج دائرة الرحمة وكأنهم وقفوا معه يوم الحساب، وهكذا يفعلون مع كثيرين غيره من الخصوم السياسيين، فحينما توفى الفريق فتحي أحمد علي نهشت سيرته أقلام النظام من قبل أن يصل جثمانه من القاهرة، وحينما كتب عُقّال منهم بأن هذا عيب، ردّ عليهم الصحفي حسين خوجلي في إفتتاحية صحيفته (ألوان) يقول: "نعم أن ديننا يأمرنا بذكر محاسن موتانا .. ولكنه ليس من موتانا" وواصل في لعنه للمتوفي.

في المقابل، ليس هناك ما يمنع - في الدين أو الأخلاق - من التعرض لسيرة المتوفي فيما يتصل بكونه شخصية عامة، فقد تناولت كتب التاريخ الإسلامي سيرة الخليفة الراشد العادل سيدنا عمر بن الخطاب عمر رضي الله عنه ولم تحذف منها ما كان يفعله من أفعال الجاهلية قبل دخوله الإسلام، ولا شيئ أضاع معالم التاريخ السوداني خلاف الفهم الخاطئ لقاعدة (الإحسان في ذكر الموتى)، فقد بدّلنا فشل القادة إلى نجاح في كتب التاريخ حتى لا يُقال أننا نُسيئ إليهم، كما بدّلنا كثيرا من الهزائم إلى إنتصارات حتى نزهو بأمجادنا ونتغنّى بها ونطرب، فزيّفنا التاريخ بالحد الذي لم يعد في إمكان شخص اليوم أن يُجاهر بخلاف ما إستقرّ في عقول الناس بسبب ما يتعرّض له من إرهاب أنصار أي فترة يتم تناولها بالنقد أو بيان الحقيقة، ويصدق هذا الكلام من فترة المهدية حتى الديمقراطية الأخيرة.

الذين يظلمون الترابي ويسيئون لسيرته هم الذين يريدون أن يخرجونه من كونه عالِم دين ومُفكّر إسلامي بجعله بطل قومي في دنيا السياسة، فتاريخ الترابي ليس فيه ما يجعله كذلك، والعكس صحيح، فالترابي يُنسب إليه أنه كان وراء وأد أول تجربة ديمقراطية في السودان، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك بوقوفه - مع آخرين - وراء طرد أعضاء الحزب الشيوعي من البرلمان (نوفمبر 1965)، ورفض البرلمان تنفيذ حكم قضائي ببطلان القرار الذي تحجّجت فيه القوة التقليدية بإثارة أحد حضور ندوة أقيمت في ذلك التاريخ بمعهد المعلمين العالي بأمدرمان لمسألة تضمنت إساءة للدين خلال ندوة بدعوى أنه ينتمي للحزب الشيوعي، وقد كان ذلك سبباً مباشراً في قيام الضباط الأحرار – بمشاركة رئيس القضاء بابكر عوض الله – بتدبير إنقلاب مايو 1969.

كما أن الترابي – وتنظيمه – عاد وتحالف مع الرئيس النميري في الوقت الذي كان ينتظر فيه كل الشعب على إسقاط حكمه، ووقف الترابي وراء قوانين سبتمبر التي - على سؤئها - تم تطبيقها بصورة شائهة، فقُطعت مئات الأيدي والأرجل في محاكمات إيجازية لم يكن يُسمح فيها للمتهمين بالإستعانة بمحامين، ودون تدوين المحاكم للبينة كاملة بما كانت تعجز معه محاكم الإستئناف – وكانت هي الأخرى شائهة – من مراجعة ونقض الأحكام بطريقة سليمة، وهي المحاكم التي كانت وراء إعدام شهيد الفكر محمود محمد طه الذي كان إعدامه – مع أسباب أخرى – في إشعال إنتفاضة أبريل. ثم قفز الترابي من مركب مايو وإلتحق بالعملية الديمقراطية ثم سرعان ما إنقلب عليها بتدبيره لإنقلاب الإنقاذ.

لا يستطيع تنظيم المؤتمر الشعبي (فصيل الترابي) أن يخدع الشعب بالحجة التي يرددها بأن خلافه مع المؤتمر الوطني يرجع إلى أنه كان يُنادي بالإنفتاح وتحقيق الديمقراطية، وأنه كان يريد أن ينتصر للشعب من قبضة العسكر، فكل جرائم الإنقاذ الكبرى حدثت خلال فترة مشاركة الترابي وجماعته في الحكم (تخلّى عنه أنصاره واحداً بعد الآخر وقفزوا لجناح السلطة)، فقد شهدت تلك الفترة جرائم التعذيب في بيوت الأشباح، والإغتيالات السياسية (د.علي فضل والمهندس أبوبكر راسخ ..الخ)، وإعدام شهداء رمضان، وإعدام الشهيد مجدي محجوب ورفاقة في قضايا العملة، وتصفية الخدمة العامة بالصالح العام وتمكين أعضاء التنظيم بما أدّى إلى إنهيار الخدمة المدنية، كما شهدت فترة وجود الترابي في الحكم إنهيار القضاء وتسييسه بالنحو الذي لا يزال يعاني منه إلى اليوم.
لا يُضير المرحوم الترابي أن يحجب عنه أيّ مُعارض دعواته له بالرحمة وحسن القبول، فلديه من الأنصار والأتباع والأهل ما يكفون للقيام بهذه المهمّة، كما أن جميع القنوات التلفزيونية والإذاعية السودانية قد توقفت عن بث برامجها العادية وإنقطعت - ولا تزال - إلى قراءة القرآن الكريم على روحه برغم أنه ليس للفقيد صفة رسمية في جهاز الدولة بخلاف كونه رئيس حزب سياسي، وقد توفى قبله الفقيد محمد إبراهيم نقد وهو الآخر رئيس حزب سياسي ولم يُذكر إسمه في نشرة الأخبار.
ليس لائقاً أن تحدث هذه المجادلة التي نراها تشتعل بين الأفراد حول واجب الترحّم على من يرحلوا من هذه الفانية من الشخصيات العامة، فهذا شأن كل أمرء مع نفسه، ففي كل يوم يموت ألوف المواطنين بمختلف الأسباب ولا يجدون من يترحم عليهم غير الأهل والجيران، فالذي يجعل لا شماتة في الموت، أن الشامِت ليس معصوماً منه، فكل نفس ذائقة الموت، فلنترك أمر الترابي إلى ربه، أما ما قام به من أفعال فسوف نذكره له في مماته كما ذكرناه حال حياته ولم يعتذر عنه ولم يطلب صفح ضحاياه.
تبقى علينا أن نسأل: أي قواعد الدين أولى بالإتّباع، ومن تُقدّم له النصيحة: الذي يقتل النفس، أم الذي يمتنع عن الترحّم عليها !!

 سيف الدولة حمدنا الله

دعوة للاحتشاد بالمعاطف البيضاء امام مجمع محاكم أمبدة الخميس المقبل لايقاف المحاكمة الجائرة للاطباء


دعا أطباء سودانيون الي تضامن واسع مع ثلاثة من زملائهم يحاكمون بتهمة القتل العمد .
ويواجه ثلاثة من نواب الاخصائيين بامدرمان تهمة القتل العمد عقب اجرائهم عملية جراحية لانقاذ حياة مواطن بمستشفي امدرمان قبل عدة أشهر ، لكن المريض باغت الاطباء بالهرب من المستشفي دون علمهم ثم وجد بعد ساعات متوفيا بالقرب من المستشفي. ووجه قضاة محكمة أمبدة الاسبوع الماضي بناءا علي تقرير النيابة تهمة القتل العمد تحت المادة 130 من القانون الجنائي للاطباء الثلاثة.
ودعا قطاع الاطباء بالحزب الشيوعي السوداني كافة الاطباء السودانيين للتضامن مع زملائهم. وناشد القطاع في بيان صادر أمس السبت كافة الاطباء والطبيبات بالتضامن والاحتشاد امام مجمع محاكم أمبدة يوم الخميس المقبل 10 مارس مرتدين المعاطف البيضاء لوقف المحاكمة الجائرة للاطباء.
وتعود الحادثة – بحسب مصادر حريات- الي الاعتداء علي مواطن من أحد زملائه بعدة طعنات وتركه في الشارع غارقا في دمائه حتي قام بعض المواطنين باسعافه الي حوادث مستشفي امدرمان التعليمي. وأكدت المصادر ان الشرطة تعمدت اخفاء معالم القضية لان القاتل ابن أحد وكلاء النيابة وكان يعمل ضابطا في الشرطة في وقت سابق. وأوضحت ان الاطباء الثلاثة قاموا بانقاذ حياة المواطن دون تقييد الحادثة ((اورنيك 8)) لعدم وجود فريق الشرطة الذي يفترض وجوده في المستشفي علي مدار اليوم لتقييد الحالات المشابهة، مما اضطر الاطباء لاجراء العملية الجراحية علي عجل لانقاذ حياة المريض. وتقول المصادر ان المواطن الذي تم اسعافه هرب من المستشفي لاسباب غامضة. وأكدت ان المجني عليه وجد مقتولا بطعنات جديدة بالقرب من سور مستشفي الخرطوم في وقت متأخر من الليل ولم يمت متأثرا بجراحه جراء العملية أو حتي جراء هروبه من المستشفي بل وجد مقتولا الامر الذي يؤكد ان الجاني كان متربصا به خارج المستشفي حتي لحظة هروبه.
حريات

البشير يصل جاكرتا في أحدث تحد للمحكمة الجنائية الدولية


وصل الرئيس السوداني عمر البشير، العاصمة الإندونيسية جاكرتا، اليوم الأحد، للمشاركة في القمة الإسلامية الاستثنائية حول فلسطين، وذلك في أحدث تحدٍ للمحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه منذ عام 2009. " يرفض البشير ذو العلاقة المتوترة مع الغرب الاعتراف بالمحكمة، ويرى أنها "أداة استعمارية"" وقالت الإذاعة السودانية، "وصل صباح اليوم الرئيس عمر البشير، إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، على رأس وفد السودان المشارك في القمة الإسلامية حول فلسطين".واقتصرت زيارات البشير الخارجية في الأعوام الماضية، على دول عربية وأفريقية حليفة بسبب ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية له منذ عام 2009، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية في إقليم دارفور"، المضطرب غربي البلاد.وهذه أبعد زيارة للرجل خلاف زيارتيه إلى الصين في يونيو/ حزيران 2011، وسبتمبر/ أيلول 2015.وفي أبريل/ نيسان الماضي، ألغى الرئيس السوداني في اللحظات الأخيرة رحلة معلنة إلى جاكرتا للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز.ويرفض البشير ذو العلاقة المتوترة مع الغرب الاعتراف بالمحكمة، ويرى أنها "أداة استعمارية" موجهة ضد بلاده والأفارقة.وتعقد القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة، حول فلسطين والقدس في جاكرتا  اليوم وغدًا، لبحث التحديات الكبيرة، التي تواجهها القضية الفلسطينية، في ظل تعنت إسرائيلي، وانتهاكات متواصلة تطاول المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، بالإضافة إلى سياسة البطش التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.وتمثل قمة جاكرتا رافدًا أساسيًا للقمة الإسلامية بدورتها العادية، الثالثة عشرة، والتي سوف تعقد في مدينة إسطنبول التركية في أبريل/نيسان المقبل، بحيث تواصل، متابعتها للقرارات التي سوف تصدر عن قمة مارس/آذار. -
العربي الجديد

حكاية المفكّر حسن

في حالة حسن الترابي (1932 - 2016)، أخفت الزعامة السياسية الوجه الفكري وحتى شيئاً من البعد الديني في شخصية المفكّر الإسلامي الذي رحل أمس. منجزه يعود بنا إلى سؤال متواتر في التنظير السياسي: هل نستقي الفكر السياسي مما يُكتب أم مما يُمارس؟
ينتمي الترابي إلى تيار الإسلام السياسي، إنه أحد أبرز منظّريه. تاريخياً، يمكن اعتباره مؤسِّساً للموجة الفكرية الثانية التي بدا للمنتمين إليها أنه من الضروري تجاوز الأطر النظرية التي وضعها أبو الأعلى المودودي وسيد قطب، ضمن جيل من الإسلاميين لم يجد حين دخل معترك السياسة، في ستينينات القرن الماضي، من أدوات التغيير سوى شيء من المنجزات التنظيمية.
استند الترابي في بداياته إلى عاملين؛ أسرة ذات زعامة مرّرت له العلوم الدينية واللغوية، وإلى مرتكزات أكاديمية قوية، حيث درس الحقوق والعلوم السياسية في بريطانيا وفرنسا.
منذ أن عاد إلى السودان في منتصف الستينيات، اندمج الترابي في الحياة السياسية ضمن الحركات الإسلامية التي كانت تستمد شيئاً من قوتها من تغلغل الظاهرة الصوفية في السودان. بسرعة، برز الفتى في المشهد، قبل أن يجيء انقلاب النميري في 1969 ليضعه في السجن سنوات، ثم يعفى عنه ويبدأ التصالح منذ 1977 مع صعود النزعة الإسلامية في حكم النميري.
كانت هذه المرحلة (الحركية) سماد الفكر السياسي للترابي؛ حيث نظَر إلى عوائق وصول الإسلاميين إلى السلطة كرهانات تفكير ربما هي التي قادته إلى بلورة نزعة تجديدية ضمن الفكر الديني من جهة، واستراتيجيات العمل السياسي من أخرى، وهو ما سيتجلى في مؤلفات مثل "تجديد أصول الفقه" (1981) و"تجديد الفكر الإسلامي" (1983). بمرور السنوات، اكتملت رؤيةٌ باتجاه تأصيل مفهوم "دولة إسلامية" كإطار نظري جديد يتجاوز مقولة الخلافة.
لم ينسحب الترابي من السياسة في سنوات التأليف، بل كان من أهم اللاعبين في مشهد الثمانينيات السودانية المتقلبة، بأدوار في ثورة 1985 التي أسقطت النميري، ثم في المرحلة الانتقالية حيث كان له الدور الرئيسي في صعود حكم عمر البشير. وحين تحسّس الترابي حدود التحرّك السياسي المتحرّر من العسكر، أخذ يفتح آفاق أبعد من الحزبية ليؤسس في 1991 "المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي" مقدّماً منظوراً للعمل السياسي في إطار "الأمة".
في السنوات اللاحقة، كان الترابي ينتقل إلى دور المعارض خصوصاً في الداخل، وفي المشهد الإقليمي عامة، إذ قدّم مواقف ضد النظام العالمي وضد الأداء الحكومي في السودان.
حين نعود إلى مقارنات بين المكتوب والممارَس، سنجد من الصعب الفصل بين التنظيري والإجرائي لدى الترابي، كما أنه، وللمفارقة، من الصعب أن نقرأ مسيرته السياسية على ضوء أعماله. ولعل هذه المفارقة ضريبة يدفعها المنظر السياسي حين يكون رجل سياسة، إذ إن كثيراً من أفكار الترابي ظلت طي مؤلفاته، كما أن مراجعات عدة سجّلها تفكيره أظهرت أن ما كتبه كان يكبّل التكتيك السياسي للرجل.
التجديد (السياسي والديني) هو الفكرة المحورية في منجز الترابي الكتابي؛ حيث حاول أن يقدّم مقولة عملية دون التصادم مع الوعي الديني السائد. يرى المفكر السوداني أن التجديد المنشود يقع على الفكر الإسلامي وليس على الإسلام نفسه، وأن هذا الفكر ليس سوى تفاعل متغيّر مع الأحكام الأزلية للدين، كما نجد الفكرة نفسها في تطبيق اجتماعي حين يتحدّث عن "الدين الثابت والتديّن المتطوّر".
في أعماله، آمن الترابي أن ثمة معركة اصطلاحية يخوضها الإسلام بفعل "الغزو" اللغوي والفكري الغربي منذ منتصف القرن التاسع عشر، لذلك حاول أن يؤصّل المفاهيم التي يجري تداولها سياسياً وفكرياً. لعل كتابه "المصطلحات السياسية في الإسلام" يقع عند هذه النقطة، والذي يعلن فيه أنه يبحث عن "لغة فصيحة" للسياسة في المجال العربي، معتبراً أن غياب هذه اللغة سبب التعثرات المتكرّرة.
أما أضخم أعمال الترابي، فهو "التفسير التوحيدي" (2004) وهو محاولة منه في تقديم قراءة معاصرة للقرآن، طبّق فيه المناهج التأويلية الحديثة.
عموماً، لم تجلب كتابات المفكر السوداني جدلاً صاخباً كالذي جلبته مواقفه السياسية أو الفتاوى الدينية التي أطلقها. إنهما في الحقيقة منطقتان بطبيعتين مختلفتين، فإذا كانت المثابرة الفكرية والاجتهاد وعمليات التأصيل المنهجي نقاط قوة في المجال الفكري، فإنها في مجالات السياسة والشأن العام تحتاج إلى دعائم أخرى، حاول الترابي توفيرها، لكنها للأسف لم تسعفه كثيراً، ولعلها تناقضت في مناسبات كثيرة مع المدوَّن من أفكاره أو أدّت إلى نتائج غير تلك المرغوب فيها.
العربي الجديد

السودان يواصل ملاحقة الإعلام ومراقبة الانترنت والصحافيون ينظمون أول إضراب في تاريخهم

تواصل السلطات في السودان إجراءات قمع الصحافيين ومصادرة الصحف وحجب مواقع الانترنت، حيث تبين أن المواطنين في السودان غير قادرين على الوصول إلى مئات المواقع الالكترونية بسبب الحجب الحكومي، إضافة إلى الملاحقات المستمرة التي تستهدف الصحافيين في البلاد.
وقالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إن مستخدمي الانترنت يعانون من صعوبة تصفح عدد من المواقع الشهيرة منذ نحو 20 يوماً، ومن أشهر هذه المواقع وكالة أنباء البحرين، وموقع النيلين، وشركة ترانا السعودية وموقع الموجز المصري».
ولفتت الشبكة إلى أن الحكومة السودانية من أشد حكومات الدول العربية التي تفرض رقابة على شبكة الانترنت، ولها تاريخ في حجب المواقع على شبكة الانترنت، وتخصص الهيئة القومية للاتصالات وحدة خاصة لحجب المواقع علي شبكة الانترنت، وتخصص السودان أيضا وحدة أنشئت في عام 2011، تعمل على التجسس على الانترنت والاتصالات. وبحسب تقرير (citizen lab) لعام 2014 فإن الحكومة السودانية تستخدم تقنيات شركة إيطالية للتجسس على مواطنيها عبر برنامج يُسمى (RCS) ويتيح التجسس على مستخدمي شبكة الانترنت. يشار إلى أن السودان يحتل مرتبة متأخرة جداً على القائمة السنوية التي تصدر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» حيث يتربع في المركز (172) من أصل (180) دولة في الترتيب العالمي لحرية الصحافة، وذلك بحسب التصنيف الصادر في العام 2014.
والترتيب العالمي لحرية الصحافة يمثل أداة مرجعية ويتمحور حول سبعة مؤشرات وهي: مستوى الانتهاكات، ومدى التعددية، واستقلالية وسائل الإعلام، والبيئة والرقابة الذاتية، والإطار القانوني والشفافية، والبنية التحتية.
وكان تقرير صادر عن «مراسلون بلا حدود» في نهاية العام الماضي وضع «جنوب السودان» بين الدول الخمس الأخطر في العالم، والأكثر فتكاً بالصحافيين، حيث تصدر العراق قائمة الدول الخمس الأولى من ناحية المخاطر «الأكثر فتكاً بالصحافيين» متبوعاً بسوريا، بينما حلّ اليمن في المرتبة الرابعة وجنوب السودان في المركز الخامس.

صحافيون مضربون عن الطعام
إلى ذلك، أطلق 30 صحافياً سودانياً الأسبوع الماضي أكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البلاد احتجاجاً على الإغلاق القسري لصحيفة «التيار» التي يعملون بها من قبل الحكومة السودانية.
وتجمع الصحافيون مرتدين السلاسل ومكبلي الأيدي أمام مبنى صحيفتهم المصادرة للإعلان عن خطتهم، وقال مدير تحرير صحيفة «التيار» خالد فتحي: «أردنا لفت الانتباه إلى الصعوبات والقيود المفروضة على الصحافيين وعلى حرية الصحافة في البلاد بشكل دائم».
وأفادت المراسلة وكاتبة العمود في جريدة «التيار» شامي النور أن حظر الصحيفة يمثل تحولاً كبيراً في النضال من أجل حرية التعبير في السودان، مضيفة: «هذا أول اضراب عن الطعام بواسطة الصحافيين في تاريخ الصحافة السودانية وأول اضراب عن الطعام يحدث خارج السجن».
ولفتت إلى أن الاحتجاج لا يهدف فقط إلى رفع الحظر عن جريدة «التيار» مشيرة «بالطبع نهدف إلى رفع الحظر عن جريدة «التيار» لكننا نستخدم حالة الجريدة كمثال للدفاع عن حرية التعبير».
ويواجه المحرر العام لجريدة «التيار» عثمان مرغني عقوبة الإعدام حالياً بسبب اتهامه بالتحريض على الثورة في البلاد، وتأييده لثورات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من الأنظمة في المنطقة.


القدس العربي

البشير يدق طبول الحرب و (الجنجويد) يصلون (كادوقلى)


نظم الجيش السوداني، يوم السبت، إحتفالاً بعاصمة ولاية جنوب كردفان بمناسبة وصول متحرك لقوات من مليشيا (الجنجويد) التى تم تنظيمها تحت مسمى (الدعم السريع) وتحت قيادة  جهاز الامن.
وأعلن قائد الفرقة 14 مشاة، ياسر العطاء، خلال استقباله بمدينة كادوقلى لمتحرك قوات (الدعم السريع) أن الجيش يستهدف في عملياته القادمة مناطق سيطرة "المتمردين" . وقال العطاء أن الجيش السوداني "يخطط ضمن عملياته القادمة إلى تنظيف المناطق كافة من المتمردين وتعميرها، مستفيداً من قدراته الفنية والهندسية"، حسب تعبيره .
وكانت قوات (الجنجويد) التى يقودها العميد محمد حمدان (حميدتى) قد انسحبت من ولاية جنوب كردفان فى يناير 2014 بعد تكبدها خسائر كبيرة فى معاركها مع قوات الحركة الشعبية.
 فى سياقٍ متصل، قطع المشير عمر البشير،  رئيس المؤتمر الوطني أن "لا مجال للاستجابة لمطالب الحكم الذاتي أو تقرير المصير والاحتفاظ بجيوش المنطقتين في فترة انتقالية". وأكد، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال اجتماع مجلس الشورى القومي لحزبه يوم السبت، أن التفاوض من أجل السلام في المنطقتين سيستمر مع استمرار العمليات العسكرية، وقال إن الموقف الذي تم الإعلان عنه لإطلاق النار كان بغرض أن تأتي الحركة الشعبية للمشاركة في الحوار الوطني. 
التغيير