الخرطوم ـ «القدس العربي»:
صلاح الدين مصطفى
القدس العربي
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم أزمة مياه حادة بلغت ذروتها في الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، حيث
وصل سعر برميل المياه في بعض المناطق 60 جنيها وبلغ سعر لوح الثلج (50) جنيها.
ويواجه والي الخرطوم ـ الذي تم تعينه قبل أكثر من أسبوع ـ مصاعب كبيرة في ملف المياه، حيث تظاهر المواطنون في العديد من الأحياء محتجين على إنقطاع الإمداد المائي والكهربائي – خاصة المياه – التي امتدت قطوعاتها في بعض المناطق لأكثر من أسبوعين، وتتحصل هيئة المياه الرسوم مزدوجة عند شراء الكهرباء على الرغم من عدم توفر المياه.
حكومة الخرطوم رصدت 9.5 مليون جنيه لمعالجة المشكلات الطارئة في إمدادات مياه الشرب وشدّد الوالي على ضرورة الإسراع في حل هذه المشكلة التي عجزت كل الجهود السابقة في حلها.
و- بحسب وكالة الأنباء السودانية- فقد تم تكوين غرفة عمليات موسعة ضمت وزارات البنى التحتية والمالية وهيئة المياه للتحرك العاجل لمعالجة المواقع التي تعاني شح أو إنقطاع في المياه وتم توجيه الهيئة باعداد خطة إسعافية لموسم الصيف القادم و تتجه الولاية لوضع خطة إستراتيجية تضمن إستقرار كامل لإنسياب مياه الشرب يكون أساسها الاستغناء عن المياه الجوفية والاعتماد على المحطات النيلية كمصادر لمياه الشرب بكل أرجاء الولاية.
وتم التأكيد على تزويد كل محطات المياه بمولدات إحتياطية لتفادي الآثار التي يخلفها إنقطاع التيار الكهربائي عن هذه المحطات كما إتخذت العديد من التدابير والموجهات التي سيُعمل بها خلال المرحلة القادمة لتطوير شامل لمرفق مياه الشرب.
وكان والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين قد أعلن ـ عقب تسلمه منصبه الجديد -عن خطتين لمعالجة جذرية لمشكلات المياه الأولى قصيرة الأجل تنتهي في نيسان/ أبريل القادم وطويلة الأجل تنتهي خلال عامين.
ويشتكي المواطنون من الحاج يوسف شرقا وحتى أمدرمان غربا من إنقطاع أمدادات المياه وينطبق الأمر على مناطق بحري شمالا والكلاكلات في جنوب العاصمة ،ومع حلول شهر رمضان ظهرت الأزمة بوضوح وضاعفت معاناة المواطنين مع الصيام،إضافة لزيادة بند مفاجيء في ميزانية الأسر.
وفي أمدرمان اعترف اليسع صديق معتمد محلية امدرمان بالمشكلة مؤكدا اهتمام المحلية بتوفير كافة خدمات المياه للمواطنين في المناطق المحلية المختلفة ومعالجة قطوعات المياه.
وجاء ذلك خلال تفقده عمليات تأهيل شبكات المياه بابوسعد بامدرمان بحضور المسؤولين المحليين.
وأوضح سعي الحكومة لإيجاد معالجات جذرية للمياه بالمنطقة مطالبا المواطنين بالقضاء على شجرة الدمس لما لها من مخاطر كبيرة في قطوعات المياه بصورة مستمرة معلنا عن ادخال آبار جديدة في الخدمة في منطقة ابوسعد 62 والمهندسين.
وقال ان العمل جار في إصلاح ومعالجة كسورات المياه اضافة إلى ادخال شبكات مياه جديدة بالمنطقة مشيرا إلى أن المياه تنساب بصورة طبيعية لافتا إلى ان «طلمبة» المياه الجديدة التي ادخلت مؤخرا بمنطقة ابوسعد تعتبر نقلة حقيقية لمياه امدرمان لأنها تساعد في رفع انتاجية المياه بالمنطقة في مربعات 1وحتي 6.
وأصدرت ولاية الخرطوم قبل عدة أيام قرارا بمنع زراعة شجرة «الدمس» في المناطق السكنية وذلك بعد اتهامها بالتسبب في إغلاق خطوط الإمداد بشكل كامل.
وفي إطار المساعي لحل مشكل مياه الخرطوم،اصدر الوالي قرارا بإعفاء مدير الهيئة وتعيين المهندس خالد علي خالد محمد مديرا عاما لهيئة مياه ولاية الخرطوم كما أصدر قرارا بتعيين المهندس قسم الله محمد عبد القادر نائبا للمدير العام لهيئة مياه ولاية الخرطوم.
وتشير التقارير إلى أن أسباب الأزمة تكمن في القصور الإداري وبطء التحرك لاتخاذ المعالجات قبل وقتٍ كافٍ من بداية الصيف، ويقول بعض الخبراء إن المياه متوفرة من المصادر وتكمن المشكلة في الشبكات والخطوط الناقلة والتي تحتاج إلى 400 مليون دولار لإحلال 380 شبكة بالولاية وحصلت الولاية مؤخرا على تمويل من المصارف المحلية للشروع فوراً في عمليات الإحلال، وتعتبر محليتا كرري وأمبدة هما الأكثر تضررا من قطع المياه ويجري العمل بمحليات بحري وشرق النيل والخرطوم وجبل أولياء لوضع معالجات تحد من تفاقم المشكلة.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السوداني عمر البشير منح وزير الدفاع السابق الفريق عبد الرحيم محمد حسين «والي الخرطوم الحالي» وسام الجدارة لما أحدثه من تطور في الجيش السوداني ـ على حسب حيثيات منح الوسام- وشكّل تعيينه واليا للخرطوم مفاجأة كبيرة نسبة لقربه الشديد من البشير.
صلاح الدين مصطفى
القدس العربي