الأحد، 31 مايو 2015

جنوب السودان يطالب «يونميس» بتقليل انتشارها العسكري في شوارع جوبا


طالبت حكومة جنوب السودان قوات حفظ السلام، التابعة لبعثة الأمم المتحدة «يونميس»، بتقليل وجودها العسكري في شوارع العاصمة جوبا، تجنبا لإثارة الخوف والهلع وسط المواطنين في المدينة، بالتزامن مع احتفالات البعثة الأممية هناك باليوم العالمي لقوات حفظ السلام.
وفي كلمته خلال احتفالات البعثة الأممية، طلب مايكل مكوي، الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان، من «يونميس»، عدم تسيير دوريات قواتها المدججة بالأسلحة والعربات المدرعة داخل العاصمة جوبا بشكل يومي، حتى لا تثير الخوف وسط المواطنين في المدينة، التي وصفها بأنها «آمنة»، حسبما ذكرت أمس السبت مصادر صحافية محلية.
وقال مكوي في الاحتفال الذي حضرته إيلين مارغريت لوي، الممثلة الخاصة للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، إن بلاده تقدّر التضحيات التي قدمتها قوات حفظ السلام في جنوب السودان، وجهودها في تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد. وأضاف بهذا الخصوص «أقدم التعازي لأسر قوات حفظ السلام الذين فقدوا أرواحهم في جنوب السودان»، مشيدا بدور البعثة في بناء الطرق، والمساعدة في العديد من المشاريع التنموية.
من جهتها، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن قوات حفظ السلام فقدت 15 من جنودها خلال الأعوام الماضية، بينما كانوا يخدمون في البعثة. وأعربت عن أسفها لمقتل ثلاثة طيّارين روس أُسقطت طائرتهم في أغسطس (آب) الماضي. وأضافت «اليوم وإذ نكرّم هؤلاء الزملاء فإننا يجب أن نتذكر المخاطر التي تواجه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة».
يذكر أن مجلس الأمن الدولي صوت عشية استقلال دولة جنوب السودان على إنشاء بعث «يونميس» لمساعدة الدولة الوليدة على تثبيت دعائم السلام، وإرساء أسس بناء الدولة ومنع نشوب النزاعات وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وكانت الولايات المتحدة قد نددت في بيان سابق بالمعارك العنيفة الجارية في جنوب السودان، إذ أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، في البيان، أن «الولايات المتحدة تندد بالمعارك وأعمال العنف المتزايدة في ولايات الوحدة والنيل العليا وجونقلي في جنوب السودان». وأوضحت ماري أن «استهداف المدنيين خصوصا النساء والأطفال، والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية من قبل جميع الأطراف، أمور ليست مقبولة»، مضيفة أن «الذين يرتكبون مثل هذه الانتهاكات والتجاوزات يجب محاسبتهم أمام الأسرة الدولية».
ودعت وزارة الخارجية في بيانها أيضا إلى وقف إطلاق النار، وطالبت بالسماح لطواقم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالوصول بحرية لمساعدة السكان وللتحقيق في الادعاءات بحصول انتهاكات لحقوق الإنسان.

جوبا: «الشرق الأوسط»

شعر عن الحرية


 أخبرنا أستاذي يوماً عن شيء يدعى الحرية 
فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية 
 ما الحرية ؟! 
هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية ؟! 
أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية؟! 
فأجاب معلمنا حزناً وانساب الدمع بعفوية 
 قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية 
 أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية 
 لا تملك سيفاً أو قلماً ، لا تحمل فكراً وهوية 

*** 

وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية 
 ونذرت لئن أحياني الله وكانت في العمر بقية 
 لأجوب الأرض بأكملها بحثاً عن معنى الحرية 
 وقصدت نوادي عروبتنا أسألهم أين الحرية ؟ 
 فتواروا عن بصري هلعاً وكأن قنابل ذرية 
 ستفجر فوق رءوسهم وتبيد جميع البشرية 
 فدنا رجل يبدو أن ذاق عذاب الشُرَط السرية 
 لا تسأل عن هذا أبداً أحرف كلماتك شوكية 
 هذا رجس ، هذا شرك في دين دعاة الوطنية 
 ارحل؛ فتراب مدينتنا يحوي آذاناً مخفية 
 تسمع مالم يحك أبداً وترى قصصاً بوليسية 
 ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعية 
 ستبوء بكل مؤامرة وبقلب نظام الثورية 
 وببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريرية 
 وبأشياء لا تعرفها وخيانات للقومية 
 وتساق إلى ساحات الموت عميلاً للصهيونية 
 واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية 
 لم أسمع شيئاً لم أرَكُمْ ما كنا نذكر حرية 
 هل تفهم ؟ عندي أطفال كزغاب الطير البرية 

*** 

وسألت جموع المغتربين أناشدهم ما الحرية ؟ 
 فأجابوا بصوت قد دوى : فَجَّرت هموماً منسية 
 لو ذقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقية 
 بل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثرية 
 أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية 
 كانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانية 
 ترك الحراس رعايتها فرعتها الحمر الوحشية 

*** 

وسألت أديباً من بلدي هل تعرف معنى الحرية ؟ 
 فأجاب بآهات حرّى : لا تسألنا ، نحن رعية! 
ووقفت بمحراب التاريخ وقلت له ما الحرية؟ 
 فأجاب بصوت مهدود يشكو من وقع الهمجية 
 الـحــريــة 
 أن يحيا الناس كما شاء الرحمن لهم بالأحكام الربانية 
 وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية 
 لا وفق قوانين الطغيان وتشريعات أرضية 
 وضعت كي تحمي أشخاصاً تقفو الأهواء الشخصية 
 الـحــريــة : 
ليست نصباً تذكارياً يغسل في الذكرى المئوية 
 الحرية لا تستجدى من سوق النقد الدولية 
 الحرية لا تمنحها هيئات البر الخيرية 
 الحرية نبت ينمو بدماء حرَّى وزكية 
 الحرية تنزع نزعاً 
 تؤخذ قسراً 
 تبنى صرحاً 
 يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحرية 
 إن تغفل عن سيفك يوماً فلقد ودعت الحرية 

( أحمد مطر )

ثقافة شراء مقتنيات المشاهير في السودان.. سيارة الذري وشريحة زيدان


الخرطوم - عودة سعد
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ثقافة شراء المقتنيات الأثرية، لبعض الفنانين الراحلين من عمالقة الغناء في السودان، سواء أكانت عن طريق مزاد علني أو عن طريق الصدفة.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر الصارم شراء سيارة الفنان الذري الراحل إبراهيم عوض، حيث تعود تفاصيل القصة إلى أن مواطناً يدعى سيف الدين علي من منطقة الكرو بالولاية الشمالية، ساعدته الصدفة أثناء شرائه سيارة موديل (73) تعود أوراقها الثبوتية للراحل إبراهيم عوض، ومن جهة أخرى اقتنى أحد الأساتذة الجامعيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية شريحة (زين السودان) بمبلغ (75) مليون جنيه، ترجع ملكية أوراقها للراحل العندليب الأسمر زيدان إبراهيم.
الظروف الاقتصادية
وفي السياق، ابتدر محجوب بشير مواطن، حديثه لـ (اليوم التالي) أنه لولا الظروف الاقتصادية والضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد، لكان أول من يشتري سيارة الراحل إمبراطور الغناء محمد وردي أو حتى أبسط مقتنياته مثل ساعة يده لأنه - بحسب قوله - من أشد المعجبين بفنه، وأضاف: أعتقد أن انتشار ذلك النوع من الثقافة مهم لحفظ مقتنيات المشاهير ضمن الموروثات الأثرية في البلاد، سواء أكانت ملكاً لمواطن أو احتفظت بها الدولة في متحفها لأن هؤلاء الراحلين يمثلون ثروة قومية كبيرة.
ساعة الحوت
اتفق منذر صديق - طالب جامعي - مع محجوب على أن الظروف الاقتصادية تعد سبباً في عدم شراء وامتلاك مقتنيات الفنانين العمالقة، لأن المواطن أصبح محدود الدخل. وأضاف في حديثه قائلاً: كان نفسي أمتلك ساعة الراحل محمود عبد العزيز. ويضيف منذر: رغم محبتي للحوت كانت آمالي وأحلامي أن أقتني شيئاً من ممتلكاته، ولكن بمساعدة المولى عز وجل سأحقق هذا الحلم الذي طالما حلمت به طول حياتي.
مقتنيات زيدان
وفي السياق، قال متولي يوسف - موظف - إن ثقافة شراء أوبيع مقتنيات الراحلين سواء أكانوا فنانين أو سياسيين أو غيرهم من المشاهير، تعد من الثقافات الجديدة على مجتمعنا السوداني، فهي تحفظ كل الموروثات ولو كنت أملك الكثير من المال، لكنت أول من اشترى إحدى مقتنيات الراحل زيدان لأني من أشد معجبيه، حتى يتوارثها أبنائي وأحفادي، لكن الظروف الاقتصادية حالت دون ذلك.
نوع آخر من الاستثمارات
أعجب الناقد الفني الأستاذ الماحي سليمان بانتشار ثقافة شراء المقتنيات من المشاهير الراحلين في السودان. وأضاف في حديثه لـ (اليوم التالي) أن تلك الثقافة منتشرة في كل أنحاء العالم، لكن معظم المقتنيات تباع بمبالغ باهظة الثمن يصعب على المواطن البسيط شراؤها حتى ولو كانت لفنانه المفضل، وتعد كذلك نوعاً من الاستثمارات، وقد تتحول مع مرور الوقت لمشروعات كبيرة، فهي مهمة لمعظم الأسر، لكن هنالك من لديه ظروفه الاقتصادية التي لا تسمح له باقتنائها والاحتفاظ بها من ضمن مقتنياته، وهنالك من يشتريها للاحتفاظ بها لأجل التباهي والتفاخر ليس إلا، لمجرد أنها لفنانه المفضّل أو ملك لأحد المشاهير

أنقاض جسر ود البشير مضرّة بالصحة


غرب جسر (ود البشير) الذي شيد مؤخرا بدأت عمليات تشييد جديدة لصبة خرصانية، بعد أن تم تكسيره أكثر من مرة مخلفا أضرارا وخسائر مادية كبيرة تحملتها وزارة الطرق والجسور، على بعد مائة متر غرب الجسر صُبت حوائط أسمنتية وبعدها بمئة وخمسين مترا توجد أسطوانات أسمنتية تربطها بخور أبو عنجة، الذي يتجه صوب الغرب ليعرج جنوبا ملتقيا بالمصرف الرئيس المؤدي للنيل، أحياء كثيرة يمر بها خور أبوعنجة والمصرف الرئيس، حيث أبدى عدد من السكان معاناتهم منذ قطرات الخريف الأولى، وقال المواطن بابكر في إفادته لـ(ليوم التالي): في كل عام نعاني من مشاكل الخريف والصرف والبعوض والأمراض التي تخلفها المياه الراكدة بجانب الغرق الذي شهده الحي في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن السبب الرئيس هو أن العمل غير المكتمل ومخلفات البناء والأنقاض التي لم تجرف بعد تسببت في سد المجرى مما أدى إلى قفله تماما فغير السيل مجراه ليدخل الأحياء ويخلف وراءه العذاب للسكان.
ومن ناحية أخرى يشير البشرى ـ صاحب محل ـ لأنه يعاني جدا من التكسير المستمر للمصارف ويتساءل: من يفعل ذلك؟ أحيانا يكون الرد أن الوزارة تقوم بذلك كمثل هذه المرة والتي يتبع فيها هذا المصرف للجسر القائم أما المبنى إلى الغرب فهو من تشييد المواطنين وغير مطابق للمواصفات الهندسية لذا سوف يتم تكسيره وإعادة بنائه من جديد، ويضيف: نعاني جدا من عملية المرور خصوصا العربات التي تقف في الشارع ليلا ونهارا.
معابر مؤقتة
كما كشف مصدر مطلع ـ رفض ذكر اسمه وهو أحد القائمين بالأعمال في الشركة المقاولة لبناء المصارف- (لليوم التالي) أنه تمت عمليات المعالجة تحسبا لارتفاع منسوب الأمطار، وأضاف: إلى جانب أعمال الصيانة التي تستوجب سفلتة الشارع الغربي من الجسر والذي أعيدت صيانته بصبة خرصانية ثابتة؛ خلاف المؤقته التي كانت قائمة من قبل، هناك معابر مؤقتة نصبت أمام الدكاكين تفاديا لأي خسائر يمكن أن تطالها، وأشار إلى أن هناك ضعفا في الإمكانات المادية مما يعطل إنجاز بعض الأعمال المبرمجة خلال السنة

اليوم التالي

فضائح الفيفا .. الفاسد يكسب ..!!؟؟


فاز بلاتر برئاسة الفيفا بعد انسحاب الأمير علي بن الحسين قبل الجولة الثانية من التصويت، حيث حصل بلاتر على 133 صوتا مقابل 73 للأمير علي في الجولة الأولى.. ولكن،، فقد شهد الـ «فيفا» أمس الأول مساراً دراماتيكياً يكتنفه غموض وإثارة ومثقلاً بمسلسل السقوط الفضائحي الذي هزّ أركانه أول من أمس، على أبواب الانتخابات التي نافس فيها بلاتر الباحث عن ولاية خامسة والأردني الأمير علي بن الحسين الداعي إلى التغيير.. وعاشت أروقة المنظمة الدولية في زيوريخ أمس الأول يوماً أسود، حمل تبعات مرهقة لتداعيات فضائح الأربعاء، وزاد في تفاقمها إسقاطات سياسية عكست الأزمة المحتدمة بين الولايات المتحدة وروسيا، ما أظهر جلياً مرة أخرى تداخل الرياضة بالسياسة.. كما أن انزلاق الرياضة الأكثر شعبية في العالم إلى حال لا سابق لها من الفوضى، دفع بشركات راعية لمباريات كأس العالم، ومنها «نايكي» و «كوكا كولا» و «ماكدونالدز» و «أديداس»، إلى التعبير عن قلقها من اتهامات الفساد التي تطارد الـ «فيفا».. واعتبرت «كوكا كولا» في بيان، أن «هذا الجدل الطويل أضرّ بمهمة كأس العالم والقيم التي يمثلها، وعبّرنا مراراً عن قلقنا حيال هذه المزاعم الخطيرة».. كما ذهبت شركة «فيزا» أبعد من ذلك، وهددت بالانسحاب في حال عدم حدوث أي تغيير.. وتراجعت البورصة القطرية في بداية التعاملات أمس الأول على خلفية الفضيحة، خصوصاً أن قطر تستضيف كأس العالم عام 2022، وبقيت الدوحة صامتة من دون أن تعلق على الاحداث.. وأمس الأول كانت «معركة» شد الحبال بين الاتحادين الآسيوي والأفريقي، ومن خلفهما رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح، المصرين على إجراء الانتخابات في موعدها ودعم بلاتر، والمناشدة الأوروبية لرئيس «فيفا» بالاستقالة، بالتزامن مع اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ستستضيف بلاده مونديال 2018، الولايات المتحدة بمحاولة منع انتخاب بلاتر، واصفاً تحرّكها وتحريكها القضاء بانتهاك واضح لمبادئ عمل المنظمات الدولية ومحاولة فرض قوانينها على دول أخرى.. حدث كل هذا في وقت أشار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون إلى وجود مبرر قوي جداً لإحداث تغيير في رئاسة الاتحاد الدولي. وتحدّث وزير خارجيته فيليب هاموند عن خطأ فادح داخل الاتحاد الذي يحتاج إلى إصلاح. وأيّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس طلب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل الانتخابات، لافتاً إلى أن الفضية تحتاج إلى بعض الوقت لتتضح ملابساتها.. وفي مشهد مؤثر، طالب رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، بلاتر بـ «الاستقالة» خلال اجتماع لرؤساء الاتحادات القارية، وأبلغ الصحافيين: «قلت له كفى، كفى، نحن أصبنا في الصميم، الفيفا لا يستحق هذه المعاملة. لقد أصغى إلي وقال إن الوقت متأخّر»، داعياً إلى انتخاب الأمير علي.. واعتبر بلاتيني أن «أغلبية كبيرة من الاتحادات الوطنية الأوروبية ستصوّت للأمير علي»، معرباً عن اعتقاده «أن في الإمكان هزيمة بلاتر، وتغيير الرئيس هي الطريقة الوحيدة لتغيير الفيفا».. وكشف عن أنه «قبل أحداث الأسبوع الحالي، كان من غير الممكن هزيمة بلاتر، لكن الآن مع كل ما حصل، أعتقد أنه في الإمكان ذلك».. وتوقّع رئيس الاتحاد النمسوي ليو وينتنر إعادة انتخاب بلاتر، مذكّراً بأن اتحادات وطنية كثيرة «مرتبطة جداً به». وشكك رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غرايه في طلب إرجاء الانتخابات، لأنه «يتطلب ثلثي أصوات الناخبين (139 صوتاً من 209)».. من جهة أخرى، حمل الشيخ أحمد الفهد المنتخب حديثاً في اللجنة التنفيذية على الولايات المتحدة، وقال: «نحن ضد كل أشكال الفساد وندعم أي إجراء لمكافحته، شرط أن يجري حسب الأصول»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن اتهام أحد حالياً حتى انتهاء التحقيقات». وتحدّث عن إثارة ملفي مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر مجدداً، قائلاً: «في كأس العالم عام 1994 التي فازت باستضافتها الولايات المتحدة على المغرب بنتيجة 10-7، لم يتكلّم أحد أن هناك شبهات فساد، واحترمت القارات النتيجة والتزمت الصمت». وتساءل: «لو فازت إنكلترا باستضافة مونديال 2018 بدلاً من روسيا، والولايات المتحدة بمونديال 2022 بدلاً من قطر، هل كنا سنرى المشهد الحالي ذاته ضد روسيا وقطر؟».. كما ذكّر بالفضيحة التي رافقت استضافة الولايات المتحدة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1998 قائلاً: «الكل يعرف قضية سولت لايك سيتي وما رافقها، فلماذا لم تكن هناك الإجراءات الأميركية ذاتها الحاصلة الآن؟». وكشف عما قاله له الأمير علي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «على هامش جوائز الاتحاد الآسيوي في الفيليبين، لمّح إلى أن هناك حدثاً سيجري قبل انتخابات الفيفا من قبل الـ «أف بي آي»، لكنني لم آخذ الأمر على محمل الجد».. من جهة ثانية سعى بلاتر بالامس لايجاد مخرج ملائم للصراع بين الاتحادين الفلسطيني والاسرائيلي من أجل تجنب تصويت محرج على توقيف اسرائيل خلال المؤتمر.. حيث ترقبت إسرائيل، باهتمام كبير ممزوج بالقلق، التصويت بالأمس في مؤتمر اتحاد الكرة العالمي «الفيفا» في زيوريخ (سويسرا) على الاقتراح الفلسطيني بإبعاد إسرائيل عن الاتحاد، ما يعني منع فرقها من المشاركة في المسابقات الدولية، وذلك احتجاجاً على عرقلة سلطات الاحتلال حركة اللاعبين الفلسطينيين بين المعابر الحدودية، وعدم اعتراف إسرائيل بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وعرقلة تلقي الاتحاد معدات رياضية من الخارج، ومشاركة ستة فرق من مستوطنات الضفة الغربية في الدوري الإسرائيلي لكرة القدم. واعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريبلين الاقتراح الفلسطيني، كما المقاطعة الأكاديمية المتسعة رقعتها، «تهديداً استراتيجياً» على إسرائيل.. وتصدر هذا الموضوع منذ أيام اهتمامات الساحتين السياسية والحزبية، ما دفع بريبلين وبرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وكبار موظفي وزارة الخارجية الى الإلقاء بثقلهم لدى زعماء الدول الصديقة لمنع طرح الاقتراح الفلسطيني للتصويت، أو منع بلوغ الغالبية المطلوبة لإقرار الاقتراح (75 في المئة من الأعضاء الـ209)، وسط أنباء بأن أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (53) سيصوّتون ضد الاقتراح.. وأعربت أوساط سياسية عن خشيتها من أن يشكل قرار إبعاد إسرائيل عن الاتحاد الدولي «بداية تسونامي سياسي». ولم تتردد في إقحام قضية الفساد المنسوبة الى عدد من مسؤولي الاتحاد الدولي في موضوع إبعادها عن المسابقات الدولية، اذ نقلت «يديعوت أحرونوت» عن هذه الأوساط أن قضية الفساد تطرح علامات استفهام كبيرة عن صدقية الاتحاد الدولي ونظافة يديه.. وقال رئيس الدولة رؤبين ريبلين لممثلي الجامعات الإسرائيلية الذين حضروا إلى مكتبه أمس للتباحث في اتساع رقعة المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، إنه تحادث إلى عدد من قادة العالم عن «المخاطر الكامنة في الخلط بين الرياضة والأكاديمية من جهة وبين السياسة». من جهتهم، أعرب ممثلو الجامعات عن بالغ قلقهم من «الزخم الذي تحدثه المقاطعة الأكاديمية بالذات في الولايات المتحدة»، ودعوا ريبلين إلى فعل شيء «لوقف كرة الثلج التي من شأنها أن تمس بمناعة إسرائيل الاقتصادية والأمنية».. من جهته، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني بكرة القدم جبريل الرجوب للإذاعة الإسرائيلية إنه قدم الاقتراح لـ «الفيفا بعد سبع سنوات من التوجه عبثاً الى السلطات الإسرائيلية بأن تغيّر تعاملها مع الرياضيين الفلسطينيين»، ملمحاً إلى احتمال عدم طرح الاقتراح على التصويت في حال وافقت إسرائيل على تغيير تعاملها.. وهاجم المعلق في «يديعوت أحرونوت» بن درور الفلسطينيين، وجبريل تحديداً، على تقديم الاقتراح، وإن أقر بأن مجرد تناول الموضوع في أنحاء العالم «يحقق للفلسطينيين إنجازاً عظيماً». وأشار إلى أن الرأي العام العالمي يدعم الفلسطينيين في توجههم، معتبراً أن «المسألة حظيت باهتمام إعلامي دولي واسع، بما في ذلك في الولايات المتحدة».. حيث تجرّأ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر في كلمته أمس الأول في افتتاح «كونغرس» الـ «فيفا» في زيوريخ عشية الانتخابات الرئاسية، على القول إن فضيحة الفساد «المحيطة بنا جلبت العار والخزي للعبة». وأضاف: «لا يمكن ألا يكون هناك فساد من أي نوع في كرة القدم»، ساعياً أن ينأى بنفسه عن الزلزال» الذي شهد توقيف سبعة من المسؤولين البارزين في الاتحاد الدولي في سويسرا بناء على اتهامات أميركية بالفساد، وقال: «لا يمكن أن أراقب الجميع طوال الوقت. إذا أراد الناس ارتكاب مخالفات سيحاولون أيضاً إخفاءها»، مشدداً على ضرورة استعادة الثقة بدءاً من الغد (الأمس)، مؤكداً الحاجة «لفعل المزيد لضمان أن يتصرّف جميع من في كرة القدم بمسؤولية وفي شكل أخلاقي».. كما اعتقد السويسري جوزف بلاتر بأن انتخابه لولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سيكون مسألة روتينية كما جرت العادة خلال الانتخابات الأربع الماضية، على رغم وجود الأمير علي في وجهه، لكنه استيقظ صباح الأربعاء على زلزال قضائي تسبب بارتفاع الأصوات المطالبة برحيله.. وفي ما يتحضر بلاتر لافتتاح الجمعية العمومية لأجل انتخاب رئيس للسلطة الكروية العليا امس (الجمعة) في زيوريخ، جاء موقف الشركات الراعية لـ«فيفا» لأجل زيادة الضغط على السويسري ومن يدور في فلكه.. فشركات مثل كوكا كولا وأديداس وماكدونالدز وفيزا دفعت ملايين الدولارات لأجل رعاية «فيفا» وبطولاته، ولا تريد أن تلوث سمعتها من خلال ارتباط اسمها بمنظمة يشوبها الفساد، ولذلك طالبت «فيفا» بأن ينظف نفسه.. وقالت شركة فيزا: «إنها ستعيد تقويم ارتباطها بالاتحاد الدولي إلا في حال قام الأخير بإعادة بناء نفسه ضمن ثقافة تعاونية، وأن تكون الممارسات الأخلاقية القوية في قلب كل ما يقوم به».. وعلى رغم الزلزال الذي هزّ السلطة الكروية العليا والتوقيفات السبعة التي قامت بها السلطات السويسرية بطلب من القضاء الأميركي، الذي وجّه بدوره تهمة التآمر والفساد إلى تسعة مسؤولين منتخبين في الاتحاد الدولي وخمسة مسؤولين كبار بسبب مخالفات ارتكبها المتهمون على مدى الأعوام الـ24 الأخيرة، أكد «فيفا» أن الكونغرس والانتخابات الرئاسية سيقامان في الموعد المحدد.. وجاء تشبث الاتحاد الدولي على رغم مطالبة عدد من الشخصيات والمنظمات الفاعلة في كرة القدم العالمية بتأجيل الانتخابات وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وعلى رغم الانتقادات اللاذعة لبلاتر في وسائل الإعلام العالمية، وعلى رغم ما صدر عن النائبة العامة الأميركية لوريتا لينش، التي قالت في مؤتمر صحافي حاشد في نيويورك: «إن مسؤولي الاتحاد الدولي أفسدوا اللعبة».. حيث اعتبرت لينش أن مسؤولي «فيفا» حصلوا على رشاوى في التصويت لمنح كأس العالم لجنوب أفريقيا عام 2010، وهو ما اعتبره الاتحاد المحلي مجرد مزاعم، وتحدثت عن النسخة المئوية من «كوبا أميركا» 2016، المقررة في الولايات المتحدة بحصول رشاوى فيها تُقدر بنحو 110 ملايين دولار.. وبطبيعة الحال، كان الإنكليز من المطالبين برحيل بلاتر بعد أن خسرت بلادهم استضافة مونديال 2018 لمصلحة روسيا، وقال رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غريغ دايك: «سيب بلاتر يجب أن يرحل، لا توجد هناك أية طريقة لإعادة بناء الثقة بفيفا في حال بقي بلاتر في مكانه، فيجب عليه إما أن يستقيل، أو يخسر في التصويت في انتخابات الجمعة ضد الأمير علي، أو يجب أن نجد طريقه ثالثة».. ومن جهته، طالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد اجتماع مكتبه التنفيذي في وارسو بتأجيل انتخابات رئاسة «فيفا» ستة أشهر، وقال أمينه العام جياني أنفانتينو: «إن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن كونغرس فيفا يجب أن يُؤجل، وأن انتخابات الرئاسة يجب أن تحصل خلال ستة أشهر».. وواصل «هذه الأحداث تُظهر مجدداً بأن جذور الفساد عميقة في ثقافة فيفا»، محذراً بأن أعضاء الاتحاد القاري قد يقاطعون الكونغرس، الذي قد يتحول إلى مهزلة.. أما نجم البرازيل السابق روماريو، الذي أصبح لاحقاً سيناتور، فأمل أن تتسبب الهزة التي حصلت الأربعاء بخسارة بلاتر، مطالبا بـ«قائد جدير» لإدارة اللعبة، مضيفاً «آمل أن يتسبب ذلك بتغيير شيء ما، وهناك أمل على أقل تقدير بالنسبة لي شخصياً، بأن يتم توقيف بلاتر».. أما بالنسبة لمنافس بلاتر في انتخابات الجمعة الأمير علي بن الحسين، فاعتبر بأن الازمة لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل في «فيفا»، مشيراً إلى أن الأخير في حاجة إلى قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لأفعال المؤسسة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.. كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الخميس) أن اعتقالات مسؤولين من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في زيوريخ تمثل محاولة لمنع إعادة انتخاب جوزيف بلاتر لرئاسة الاتحاد، وللحيلولة من دون إقامة بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.. وقال بوتين للصحافيين: «في رأيي، يجب أن تجرى (الجمعة) انتخابات رئاسة فيفا، وثَمّ إمكان لإعادة انتخاب بلاتر. نحن نعرف أيضاً أنه تمت ممارسة ضغوط ضده لمنع إقامة مونديال 2018 في روسيا».. وأضاف «ليس لدي شك في أن هذه محاولة واضحة لعدم السماح بإعادة انتخاب بلاتر رئيساً للفيفا. هذا انتهاك صارخ لمبادئ عمل المنظمات الدولية».. ويرى الرئيس الروسي أن هذه الاعتقالات تُعد «غريبة»، لأنها تمّت بمبادرة من الولايات المتحدة بناءً على اتهامات فساد، مبيناً «اعتقال من؟ موظفون دوليون».. كما أشار إلى أنه «ربما انتهك أحدهم قانوناً ما لا أدري، ولكن الأمر المؤكد هو أن الولايات المتحدة لا علاقة لها بهذا الأمر، لأن المسؤولين المعتقلين ليسوا أميركيين، وإذا ارتكبوا شيئاً ما فهم لم يقوموا به داخل الأراضي الأميركية» على حد قوله.. وتابع «إنها محاولة جديدة أخرى من أميركا لمد سلطتها القضائية إلى دول أخرى».. وأكد بوتين على أن مسألة تحديد كون هؤلاء المسؤولين مذنبين أم لا؟ تتم عبر المحاكمة.. يشار إلى أنه قد تم (الأربعاء) الماضي اعتقال سبعة مسؤولين كبار في «فيفا» بناء على طلب من القضاء الأميركي، الذي يوجّه لهم اتهامات من بينها تكوين شبكة مافيا وارتكاب غش جماعي وغسل أموال.. تأتي هذه الاعتقالات قبل انتخاب رئيس «فيفا» الجديد بالأمس وهو منصب تنافس عليه بلاتر مع الأمير الأردني علي بن الحسين. كما نفى اتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم أمس الأول (الخميس) أن تكون سلطات البلد دفعت رشوة إلى مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كي تفوز جنوب أفريقيا باستضافة مونديال 2010.. وقال المتحدث باسم اتحاد جنوب أفريقيا دومينيك تشيمافي: «نعيد التأكيد على أننا قمنا بالعملية كلها بنزاهة. سيتضح أن الاتهامات باطلة». ويأتي رد فعل اتحاد جنوب أفريقيا بعد أن كشف تحقيق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إفي بي آي) أن الحكومة الجنوب أفريقية وعدت بدفع 10 ملايين يورو إلى نائب رئيس «فيفا» في ذلك الحين جاك وارنر، وإلى مسؤولين اثنين كبيرين آخرين بالاتحاد الدولي، كي يصوتوا لجنوب أفريقيا لأجل تنظيم المونديال. كما شدّد المتحدث أيضاً على نزاهة ملف ترشح جنوب أفريقيا لتنظيم مونديال 2006، الذي فازت باستضافته ألمانيا، وأكد أن المكانة التي تتمتع بها شخصيات مثل نيلسون مانديلا وديزموند توتو هي التي حملت النسخة التالية إلى البلد الجنوبي. وقال تشيمافي: «وضع شخصيات بهذا القدر من النزاهة تحت الشبهات أمر محبط للغاية»، مذكراً كذلك بأن جنوب أفريقيا كانت تحظى بدعم كل «القارة السمراء». وتفوقت جنوب أفريقيا عام 2004 على المغرب برصيد 14 صوتاً في مقابل 10، في التصويت النهائي على اختيار البلد المنظم لمونديال 2010. وطالبت المعارضة وعدد من قطاعات المجتمع المدني توضيحات من الحكومة في شأن الفضيحة، التي تهز صورة النجاح الذي تحقق في كأس العالم 2010 ، الذي يمثل واحداً من أهم الإنجازات في تاريخ جنوب أفريقيا. وكانت أصوات وارنر والمسؤولين الكبيرين الآخرين اللذين يفترض حصولهما على الرشوة، واللذين يؤكد (إف بي آي) أنهما حصلا على نسبة ضئيلة من الملايين الـ10 التي دفعتها جنوب أفريقيا، حاسمة في النتيجة النهائية.. ويشير التحقيق الأميركي إلى أن دفع هذا المبلغ جاء عبر خصمه من إحدى الحصص التي كان يرسلها «فيفا» إلى جنوب أفريقيا لتمويل تنظيم البطولة، لعدم استطاعة حكومة البلاد استخدام المال العام مباشرة في دفع الرشوة.. واعتقل وارنر و13 شخصية أخرى في «فيفا» ومن شركات متعاونة مع الاتحاد الدولي الأربعاء في سويسرا ومناطق أخرى من العالم، وقد يتم تسليمهم إلى الولايات المتحدة.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي :- قيض الله لي أن توجدني ظروف أكاديمية في العام 2010 بجوهانسبيرج.. حيث شهدت –مونديال / جنوب أفريقيا- هناك.. لأُكلف –ساعتذاك- من السودان بالتحقيق في –فضائح الرشاوى التي زُكمت لروائها الإنوف- قبل الإنتخابات السابقة للفيفا.. فقلت لمن هاتفني من الخرطوم "الاْن فقط فهمت !!" .. لأنني لطالما تساءلت عن عدم ديموقراطية –الرياضيين- فلو وجدنا العذر للـ -سياسيين- في هرولتهم وراء المناصب بالـ -تزوير- فلأجل ماذا "يُجاريهم الرياضيين ؟؟".. لأُوقن حقيقة بأنه "يمكنك أن تبيع أي شئ عدا ضميرك !!" – You can sell anything except your conscience- وعلى قول جدتي :- "دقي يا مزيكا !!".
خروج :- أتحفنا بالأمس في الحياة اللندنية –الإمام / الصادق المهدي- بمقالة بعنوان "إنقلاب 1989م السوداني ونظامه في ألواح التأريخ" الحقيقة ،، الثوثيق جدير بالإطلاع .. ولن أزيد ،، والسلام ختام.


د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بمصر

تعيين سودانية عضواً في لجنة استشارية للأمين العام للأمم المتحدة


أصدر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قرراً بتعيين السودانية هديل إبراهيم ، المدير التنفيذي لمؤسسة مو إبراهيم ضمن عضوية اللجنة السامية لتمويل الأنشطة الإنسانية ، التي أوكلت إليها مناقشة اوضاع تمويل الأنشطة الإنسانية في العالم وكيفية تطويرها وجلب موارد جديدة لمقابلة الإحتياجات المتزايدة حول العالم . وتضم اللجنة تسعة خبراء من مختلف دول العالم ، ويرأسها سلطان نازرين شاه من ماليزيا وكريستينا جورجوفيا من بلغاريا .
وسترفع اللجنة تقريرها للأمين العام بحلول شهر نوفمبر القادم تمهيداً لوضع الاجندة والنقاشات للقمة العالمية للقضايا الإنسانية التي ستعقد في يونيو 2016م .
وهديل إبراهيم هي إبنة الملياردير السواداني – البريطاني المهندس محمد فتحي إبراهيم المقيم ببريطانيا وتعمل مديراً تنفيذياً للمؤسسة الدولية التي أنشاها والدها وتعني بتطوير انظمة الحكم الراشد والقيادة في افريقيا .
صحيفة السوداني

حمور زيادة: الرواية السودانية تُـخبئ الكثير من الإدهاش




شتغل الكاتب السوداني حمور زيادة في مجال المجتمع المدني فترة ثم اتجه للعمل العام والكتابة في صحف عدة، وهو يرى أنه إنما يحاول رسم ما حوله بقلمه، وأنه لو كان ما يكتبه قبيحاً جداً، فهذا يعني أنه نجح في تصوير الواقع، ولو كان ما يكتبه جميلاً، فهذا يعني أن شيئاً من المثالية لا يزال في داخله!

حين نشر قصة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال، تعرّض حمور لانتقادات من التيارات المحافظة في السودان، التي اتهمته بخدش الحياء العام، وتمّ التحقيق معه، ثم تعرّض منزله للاقتحام وأُحرق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009.

صدرت له في القاهرة منذ العام 2008 مجموعتان قصصيتان، «سيرة أم درمانية»، «النوم عند قدمي الجبل»، وروايتان، «الكونج» و «شوق الدرويش»، وحصد عن الأخيرة جائزة نجيب محفوظ للعام 2014، وبلغت الرواية نفسها القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية للعام 2015.

> يرى بعضهم أن الأدب السوداني هو أدب خاص جداً، عربياً وأفريقياً، ما تعليقك على ذلك؟

- هذا وصف دقيق جداً. فالأدب ابن بيئته. وهو معبر عن الثقافة المحلية. والسودان مزيج فريد بين ثقافات وحضارات عربية وأفريقية. في شكل ما يمكن أن نفهم لماذ فضّل كثير من المثقفين السودانيين التعبير عن الثقافة السودانية باسم «السودانوية»، و «مدرسة الغابة والصحراء». لأنه من الصعب اختزال الأدب السوداني في بعده العربي فقط، أو بعده الأفريقي.

> السودان ضمن المجتمعات التي تهتم بالثقافة الشفهية، كيف أثر ذلك في مستويات ولغة السرد لديك؟

- الثقافة السودانية كلها ثقافة شفاهية من الدرجة الأولى. لكن الروائي عمله هو كتابة الحكاية. لكنك حين تأتي من بيئة غنية بالسرد الشفاهي يصبح أمامك تحدي تضمين ذلك التراث الشفهي في أدبك المكتوب. أحياناً يصبح الأمر أقرب إلى الترجمة. فتحتاج لكتابة التراث الشفاهي المحفوظ باللغة المحكية باللغة الفصحى، من دون أن يفقد مضمونه. لا أقدر أن أصدر حكماً تقييمياً على لغتي السردية، لكني أتمنى أن أكون وفقت في ذلك. تجربة قصيرة نسبياً، وكاتب قادم من خارج دوائر الانتشار الثقافي والصحافي في القاهرة.

> يرى كثر أن الإعلام العربي ظلم الرواية السودانية عندما تجاهل الإبداع السوداني ووقف عند أسماء بعينها. ما رأيك في ذلك؟ وهل يمكننا إضافة سمة الكسل لدى المبدع السوداني أيضاً؟

- الكسل بالتأكيد لا. لكن المزاج السوداني يتنازع ما بين الشفاهية من ناحية، وحب الشعر من ناحية أخرى. فالكاتب الروائي يكتب في بيئة مزاجية مخالفة لما يفعله من الأساس. كما أن غياب أضواء الإعلام يقتل كثيراً من التجارب. لا أحد يكتب إن لم يجد من يقرأ له. لذلك يمكن أن نسأل: هل كان مئات السودانيين الذين كتبوا رواية واحدة أو اثنتين ثم توقفوا، هل كانوا يتوقفون لو وجدوا بيئة ثقافية حاضنة جيدة، وإعلاماً يهتم، وقراء على مساحة الوطن العربي؟

> ما هي المشكلة التي يواجهها الإبداع في السودان؟

- مشكلته أنه أسير داخل أسوار عدة، سور اجتماعي، وسور حكومي، وسور أكبر محيط بالوطن كله يجعله بقعة مجهولة. على المستوى الاجتماعي، يعتبر الإبداع فضائحياً إلى حدٍ ما. فما خلا الشعر الذي يوافق الذائقة السودانية، تبدو بقية ضروب الإبداع مشكوكاً فيها. فمن أين تأتي بشخوص وأحداث رواياتك؟ لابد أنها تجاربك الشخصية، أو أنت تكتب عنا. هذا يضرب حول المبدع حالة من الحصار والتخويف إلى حد ما. ربما لهذا نجد كثيراً من الكتابات السودانية اعتمدت على الخيال الكامل، للهروب من هذه النقطة. الحكومات أيضاً تنظر بريبة إلى الإبداع والمبدعين. فهم ليسوا داخل المشروع الإسلامي، أو قيم المشروع الحضاري للدولة. إنهم مقلقون، متطلبون. وبوجهة نظر أشد تطرفاً داخل النظام هم فساق وينشرون الرذيلة بكتاباتهم. لهذا لم تعد توجد هناك مكتبات عامة في السودان، ولا فعاليات ثقافية حكومية ضخمة، كل ما تبقى هو فعاليات أهلية يقوم بها بعض الشباب، وهذه نفسها تقوم تحت عين الارتياب والقلق الحكومي. لم يفلت من ذلك إلا جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الروائي، وذلك لظروف خاصة بها. وفي نهاية هذا كله يقبع السودان خلف سور لا تتجاوزه أعين الإعلام أو أيدي الناشرين من الخارج. ما يجعل الكتابة فيه كتـابـة في الهـامـش. ومـن الصعب أن يستمر كاتب وهو يكتب في الهامش لا يقرأه أحد ولا يعرفه أحد. أزعم أن هناك مشاريع إبداعية كثيرة جداً أجهضت في السودان نتيجة لأن صاحبها كتب رواية أو اثنتين ولم يحظ بقارئ أو بأي اهتمام.

> تعددت الجوائز العربية في مجال الرواية، هل يمثل ذلك دلالة على أن روايات الجوائز تمثل قمة الإبداع الروائي؟

- ليس بالضرورة. أولاً لأن ليس كل ما يكتب وينشر يصل إلى لجان الجوائز. وثانياً هناك دوماً معايير لدى كل لجنة بعضها يتغير كل سنة. فربما ضاقت المعايير أحياناً على أعمال أجمل مما يتم اختياره.

> أحياناً ينشأ بين الكاتب وشخصياته في الرواية صراع يتعلق بما يودّ طرحه من رؤى ومضامين. في أيّ من كتاباتك واجهت مثل هذا الموقف؟ وإلى أي اتجاه تنحاز؟

- لا يوجد لدي هذا الصراع. أنا أنحاز فوراً إلى الشخصية الروائية. فالشخصية هذه لا أستخدمها للتعبير عما أراه، إنما أنا أحكي حكايتها. فرأيي وقناعتي لا يهمان، القارئ يجب أن يسمع رأي وقناعة الشخصية الروائية.

> مجال الكتابة الروائية أصبح يتصدره كل من (هبّ ودبّ) هل تؤيد ذلك الرأي؟ ولماذا؟ أيضاً أصبحت هناك دور نشر لا ترحّب سوى بالإنتاج الروائي فقط. ماهو تعليقك؟

- لا أقدر أن أقول هذا الوصف. بل لا أرتاح لسماعه. الأدب ذائقة في النهاية، أكثر منه معايير نقدية. فلو كان شخص متصدر لا تعجبني كتابته فهذه ذائقتي، وإعجاب الناس به الذي صدره يحتاج إلى تأمل أكثر مما يحتاج إلى إصدار أحكام عليه. ودور النشر تفضل الرواية لأن سوقها أوسع. الناس تفضل الروايات على القصص وعلى الشعر. في النهاية دار النشر تبحث عن الربح، هذه عملية تجارية بحتة. إنهم يقدمون للقارئ ما يحبه.

> الكتابات الروائية العربية هل تُعبّر عن أزمات الإنسان العربي، أم تمثل لسان حال المُبدع وأوجاعه؟

- النوعان موجودان. وإن كانت كتابات الشباب غالباً ما تميل إلى الحديث عن حال المبدع وأوجاعه الخاصة. لا أعرف هل هذا لزهو الشباب، حيث يحس الشاب أن أوجاعه الشخصية هي أهم ما يجب أن يتحدث عنه العالم، أم هو لقلة التجارب الحياتية. شخصياً لا أفضل أن أكتب بهذا الشكل. أعتبر أوجاعي هي شأن يخصني.

> أحياناً يلج بعض الكُتاب المجال الروائي من باب السيرة الذاتية، متى يُكتب لمثل هذه التجارب النجاح؟ وهل يتضمن مشروعك الإبداعي خوض هذه التجربة؟

- أي كتابة تمتاز بالنضج، وتتجاوز الشخصي لتمس القارئ سيُكتب لها النجاح. هناك سيرة ذاتية رائعة كتبها الأديب السوداني أمير تاج السر، اسمها «مرايا ساحلية»، هي من كتاباته الأولى. لو دخل كاتب المجال الروائي بسيرة كهذه، أو كـ «الخبز الحافي» لمحمد شكري، فنجاحها مضمون. أما عن نفسي فلا يتضمن مشروعي كتابة ذاتية. هو أمر لا أحبذه لنفسي.

> يرى بعضهم أن حمور زيادة في رواية «شوق الدرويش» استفاد من التاريخ السوداني (الحركة المهدية) اعتماداً على البحث والاستقصاء ولم يلجأ إلى خلق التاريخ الموازي؟

- هذا صحيح. لقد حرصت على الدقة التاريخية. لا أدعي الكمال، لكني فعلت ذلك ما وسعني. فتاريخ السودان لا يحتاج إلى هذا العالم الموازي. به كل عوامل الجذب الروائي التي تريدها. لماذا تفسد هذا الواقع الأسطوري المميز الغني، بخلق عالم مواز متخيل؟

> يرى كثير من النقاد أن الرواية السودانية مازالت الأرض البكر التي لم ينفذ إليها القارئ العربي حتى الآن، ما أسباب ذلك؟

- هذا حقيقي. تخبئ الرواية السودانية للقارئ العربي الكثير من المتعة والإدهاش، فقط يجب أن يصل إليها. فالرواية السودانية تنطلق من ثقافة ذات خصوصية، وتراث مختلف عن التراث العربي المعهود. كما أنها تمتاز بلغة لم تستهلكها الكتابة والقراءة حتى الآن. فالفصيح ليس موحداً، لكل منطقة في العالم العربي فصيحها الخاص. والفصحى السودانية لم تفقد دهشتها عند القارئ العربي بعد.

> ما هو مشروعك المقبل؟

- أعمل على رواية جديدة، بدأتها قبل أشهر بمجرد الدفع بـ «شوق الدرويش» إلى المطبعة. لكني بطيء في الكتابة، ومتردد. لا يرضيني ما أكتبه غالباً. فأحتاج إلى وقت طويل حتى أقرر أن الرواية التي أعمل عليها نضجت، وأصبحت تستحق الاستمرار فيها في شكلها الذي أكتبه.

محمد عويس
دار الحياة