الأحد، 6 مارس 2016

حكاية المفكّر حسن

في حالة حسن الترابي (1932 - 2016)، أخفت الزعامة السياسية الوجه الفكري وحتى شيئاً من البعد الديني في شخصية المفكّر الإسلامي الذي رحل أمس. منجزه يعود بنا إلى سؤال متواتر في التنظير السياسي: هل نستقي الفكر السياسي مما يُكتب أم مما يُمارس؟
ينتمي الترابي إلى تيار الإسلام السياسي، إنه أحد أبرز منظّريه. تاريخياً، يمكن اعتباره مؤسِّساً للموجة الفكرية الثانية التي بدا للمنتمين إليها أنه من الضروري تجاوز الأطر النظرية التي وضعها أبو الأعلى المودودي وسيد قطب، ضمن جيل من الإسلاميين لم يجد حين دخل معترك السياسة، في ستينينات القرن الماضي، من أدوات التغيير سوى شيء من المنجزات التنظيمية.
استند الترابي في بداياته إلى عاملين؛ أسرة ذات زعامة مرّرت له العلوم الدينية واللغوية، وإلى مرتكزات أكاديمية قوية، حيث درس الحقوق والعلوم السياسية في بريطانيا وفرنسا.
منذ أن عاد إلى السودان في منتصف الستينيات، اندمج الترابي في الحياة السياسية ضمن الحركات الإسلامية التي كانت تستمد شيئاً من قوتها من تغلغل الظاهرة الصوفية في السودان. بسرعة، برز الفتى في المشهد، قبل أن يجيء انقلاب النميري في 1969 ليضعه في السجن سنوات، ثم يعفى عنه ويبدأ التصالح منذ 1977 مع صعود النزعة الإسلامية في حكم النميري.
كانت هذه المرحلة (الحركية) سماد الفكر السياسي للترابي؛ حيث نظَر إلى عوائق وصول الإسلاميين إلى السلطة كرهانات تفكير ربما هي التي قادته إلى بلورة نزعة تجديدية ضمن الفكر الديني من جهة، واستراتيجيات العمل السياسي من أخرى، وهو ما سيتجلى في مؤلفات مثل "تجديد أصول الفقه" (1981) و"تجديد الفكر الإسلامي" (1983). بمرور السنوات، اكتملت رؤيةٌ باتجاه تأصيل مفهوم "دولة إسلامية" كإطار نظري جديد يتجاوز مقولة الخلافة.
لم ينسحب الترابي من السياسة في سنوات التأليف، بل كان من أهم اللاعبين في مشهد الثمانينيات السودانية المتقلبة، بأدوار في ثورة 1985 التي أسقطت النميري، ثم في المرحلة الانتقالية حيث كان له الدور الرئيسي في صعود حكم عمر البشير. وحين تحسّس الترابي حدود التحرّك السياسي المتحرّر من العسكر، أخذ يفتح آفاق أبعد من الحزبية ليؤسس في 1991 "المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي" مقدّماً منظوراً للعمل السياسي في إطار "الأمة".
في السنوات اللاحقة، كان الترابي ينتقل إلى دور المعارض خصوصاً في الداخل، وفي المشهد الإقليمي عامة، إذ قدّم مواقف ضد النظام العالمي وضد الأداء الحكومي في السودان.
حين نعود إلى مقارنات بين المكتوب والممارَس، سنجد من الصعب الفصل بين التنظيري والإجرائي لدى الترابي، كما أنه، وللمفارقة، من الصعب أن نقرأ مسيرته السياسية على ضوء أعماله. ولعل هذه المفارقة ضريبة يدفعها المنظر السياسي حين يكون رجل سياسة، إذ إن كثيراً من أفكار الترابي ظلت طي مؤلفاته، كما أن مراجعات عدة سجّلها تفكيره أظهرت أن ما كتبه كان يكبّل التكتيك السياسي للرجل.
التجديد (السياسي والديني) هو الفكرة المحورية في منجز الترابي الكتابي؛ حيث حاول أن يقدّم مقولة عملية دون التصادم مع الوعي الديني السائد. يرى المفكر السوداني أن التجديد المنشود يقع على الفكر الإسلامي وليس على الإسلام نفسه، وأن هذا الفكر ليس سوى تفاعل متغيّر مع الأحكام الأزلية للدين، كما نجد الفكرة نفسها في تطبيق اجتماعي حين يتحدّث عن "الدين الثابت والتديّن المتطوّر".
في أعماله، آمن الترابي أن ثمة معركة اصطلاحية يخوضها الإسلام بفعل "الغزو" اللغوي والفكري الغربي منذ منتصف القرن التاسع عشر، لذلك حاول أن يؤصّل المفاهيم التي يجري تداولها سياسياً وفكرياً. لعل كتابه "المصطلحات السياسية في الإسلام" يقع عند هذه النقطة، والذي يعلن فيه أنه يبحث عن "لغة فصيحة" للسياسة في المجال العربي، معتبراً أن غياب هذه اللغة سبب التعثرات المتكرّرة.
أما أضخم أعمال الترابي، فهو "التفسير التوحيدي" (2004) وهو محاولة منه في تقديم قراءة معاصرة للقرآن، طبّق فيه المناهج التأويلية الحديثة.
عموماً، لم تجلب كتابات المفكر السوداني جدلاً صاخباً كالذي جلبته مواقفه السياسية أو الفتاوى الدينية التي أطلقها. إنهما في الحقيقة منطقتان بطبيعتين مختلفتين، فإذا كانت المثابرة الفكرية والاجتهاد وعمليات التأصيل المنهجي نقاط قوة في المجال الفكري، فإنها في مجالات السياسة والشأن العام تحتاج إلى دعائم أخرى، حاول الترابي توفيرها، لكنها للأسف لم تسعفه كثيراً، ولعلها تناقضت في مناسبات كثيرة مع المدوَّن من أفكاره أو أدّت إلى نتائج غير تلك المرغوب فيها.
العربي الجديد

السودان يواصل ملاحقة الإعلام ومراقبة الانترنت والصحافيون ينظمون أول إضراب في تاريخهم

تواصل السلطات في السودان إجراءات قمع الصحافيين ومصادرة الصحف وحجب مواقع الانترنت، حيث تبين أن المواطنين في السودان غير قادرين على الوصول إلى مئات المواقع الالكترونية بسبب الحجب الحكومي، إضافة إلى الملاحقات المستمرة التي تستهدف الصحافيين في البلاد.
وقالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إن مستخدمي الانترنت يعانون من صعوبة تصفح عدد من المواقع الشهيرة منذ نحو 20 يوماً، ومن أشهر هذه المواقع وكالة أنباء البحرين، وموقع النيلين، وشركة ترانا السعودية وموقع الموجز المصري».
ولفتت الشبكة إلى أن الحكومة السودانية من أشد حكومات الدول العربية التي تفرض رقابة على شبكة الانترنت، ولها تاريخ في حجب المواقع على شبكة الانترنت، وتخصص الهيئة القومية للاتصالات وحدة خاصة لحجب المواقع علي شبكة الانترنت، وتخصص السودان أيضا وحدة أنشئت في عام 2011، تعمل على التجسس على الانترنت والاتصالات. وبحسب تقرير (citizen lab) لعام 2014 فإن الحكومة السودانية تستخدم تقنيات شركة إيطالية للتجسس على مواطنيها عبر برنامج يُسمى (RCS) ويتيح التجسس على مستخدمي شبكة الانترنت. يشار إلى أن السودان يحتل مرتبة متأخرة جداً على القائمة السنوية التي تصدر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» حيث يتربع في المركز (172) من أصل (180) دولة في الترتيب العالمي لحرية الصحافة، وذلك بحسب التصنيف الصادر في العام 2014.
والترتيب العالمي لحرية الصحافة يمثل أداة مرجعية ويتمحور حول سبعة مؤشرات وهي: مستوى الانتهاكات، ومدى التعددية، واستقلالية وسائل الإعلام، والبيئة والرقابة الذاتية، والإطار القانوني والشفافية، والبنية التحتية.
وكان تقرير صادر عن «مراسلون بلا حدود» في نهاية العام الماضي وضع «جنوب السودان» بين الدول الخمس الأخطر في العالم، والأكثر فتكاً بالصحافيين، حيث تصدر العراق قائمة الدول الخمس الأولى من ناحية المخاطر «الأكثر فتكاً بالصحافيين» متبوعاً بسوريا، بينما حلّ اليمن في المرتبة الرابعة وجنوب السودان في المركز الخامس.

صحافيون مضربون عن الطعام
إلى ذلك، أطلق 30 صحافياً سودانياً الأسبوع الماضي أكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البلاد احتجاجاً على الإغلاق القسري لصحيفة «التيار» التي يعملون بها من قبل الحكومة السودانية.
وتجمع الصحافيون مرتدين السلاسل ومكبلي الأيدي أمام مبنى صحيفتهم المصادرة للإعلان عن خطتهم، وقال مدير تحرير صحيفة «التيار» خالد فتحي: «أردنا لفت الانتباه إلى الصعوبات والقيود المفروضة على الصحافيين وعلى حرية الصحافة في البلاد بشكل دائم».
وأفادت المراسلة وكاتبة العمود في جريدة «التيار» شامي النور أن حظر الصحيفة يمثل تحولاً كبيراً في النضال من أجل حرية التعبير في السودان، مضيفة: «هذا أول اضراب عن الطعام بواسطة الصحافيين في تاريخ الصحافة السودانية وأول اضراب عن الطعام يحدث خارج السجن».
ولفتت إلى أن الاحتجاج لا يهدف فقط إلى رفع الحظر عن جريدة «التيار» مشيرة «بالطبع نهدف إلى رفع الحظر عن جريدة «التيار» لكننا نستخدم حالة الجريدة كمثال للدفاع عن حرية التعبير».
ويواجه المحرر العام لجريدة «التيار» عثمان مرغني عقوبة الإعدام حالياً بسبب اتهامه بالتحريض على الثورة في البلاد، وتأييده لثورات الربيع العربي التي أطاحت بعدد من الأنظمة في المنطقة.


القدس العربي

البشير يدق طبول الحرب و (الجنجويد) يصلون (كادوقلى)


نظم الجيش السوداني، يوم السبت، إحتفالاً بعاصمة ولاية جنوب كردفان بمناسبة وصول متحرك لقوات من مليشيا (الجنجويد) التى تم تنظيمها تحت مسمى (الدعم السريع) وتحت قيادة  جهاز الامن.
وأعلن قائد الفرقة 14 مشاة، ياسر العطاء، خلال استقباله بمدينة كادوقلى لمتحرك قوات (الدعم السريع) أن الجيش يستهدف في عملياته القادمة مناطق سيطرة "المتمردين" . وقال العطاء أن الجيش السوداني "يخطط ضمن عملياته القادمة إلى تنظيف المناطق كافة من المتمردين وتعميرها، مستفيداً من قدراته الفنية والهندسية"، حسب تعبيره .
وكانت قوات (الجنجويد) التى يقودها العميد محمد حمدان (حميدتى) قد انسحبت من ولاية جنوب كردفان فى يناير 2014 بعد تكبدها خسائر كبيرة فى معاركها مع قوات الحركة الشعبية.
 فى سياقٍ متصل، قطع المشير عمر البشير،  رئيس المؤتمر الوطني أن "لا مجال للاستجابة لمطالب الحكم الذاتي أو تقرير المصير والاحتفاظ بجيوش المنطقتين في فترة انتقالية". وأكد، لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لأعمال اجتماع مجلس الشورى القومي لحزبه يوم السبت، أن التفاوض من أجل السلام في المنطقتين سيستمر مع استمرار العمليات العسكرية، وقال إن الموقف الذي تم الإعلان عنه لإطلاق النار كان بغرض أن تأتي الحركة الشعبية للمشاركة في الحوار الوطني. 
التغيير

البشير يتغيب عن مراسم تشييع الترابي

غادر المشير عمر البشير السودان متوجهاً إلى العاصمة الاندنوسية (جاكارتا) للمشاركة فى إجتماعات القمة الاسلامية الطارئةوبذلك يتأكد عدم مشاركته فى مراسم دفن حسن الترابى .
وتنطلق اعمال القمة يوم غد (الاثنين) لمناقشة تطورات الأوضاع في فلسطين.
وتميزت العلاقة بين الراحل الترابى والمشير البشير بسنوات طويلة من المنافسة والمشاحنات. وقضى الترابي سنوات فى السجن بعد توقيعه لإتفاقية مع الحركة الشعبية فى العام 2001م وجرى اعتقاله أكثر من مرة بواسطة نظام البشير قبل ان يدخل فى حوار مع نظامه إمتد لمايزيد على العامين.
التغيير

تشييع الراحل الترابي في موكب كبير



شيعت جموع كبيرة من السودانيين صباح الأحد جثمان المفكر الإسلامي الشيخ حسن الترابي الذي توفي يوم السبت عن عمر ناهز 84 عاما. وتوافدت أعداد كبيرة للصلاة على جثمان الفقيد وتوجهت الجموع لمقابر بري حيث تم التشييع.

وتوافدت أعداد غفيرة من الجماهير والقيادات السايسية وأنصار حزبه إلى دار الفقيد بضاحية المنشية بالخرطوم، عقب نبأ إعلان وفاته مباشرة، كما وجد الجثمان صعوبة في نقله من مستشفى رويال كير إلى المنزل.
وظل مئات السودانيين يتقاطرون صوب منزل الفقيد لتعزية بعضهم البعض رغم اختلافاتهم الفكرية والسياسية. ورغم اختلافها فكريا مع الترابي، فإن أحزابا سياسية سودانية يمينية ويسارية تجمعت لتحية الفقيد قبيل مواراته الثرى في الساعة الثامنة من صباح الأحد.
وعقدت الامانة العامة للمؤتمر الشعبي اجتماعا طارئا في وقت متاخر من ليل السبت، أقرت فيه اختيار نائب الترابي،ابراهيم السنوسي ليكون امينا عاما ، حسب منصوص النظام، لحين انعقاد مجلس شورى الحزب.

شبكة الشروق

هيئه نظافة الخرطوم تقر بصعوبة عملها بسبب سلوك المواطن

ما يزال مشروع النظافة يشكل هاجساً يقلق مضجع القائمين بالأمر والمواطنين أيضاً، فقد مر المشروع بمراحل عديدة تمرحلت بحسب ما يغتضيه الحال غير أن كل المحاولات باءت بالفشل ، في وقت ارجع فيه المراقبون الأمر برمته إلي ضعف الإمكانيات بينما نظر آخرون لأمر من زاوية مغايره عندما وصموه بسؤ السلوكيات، وبين هذا وذاك يبقى الأمر باقي الي أشعار آخر.. مجاهدات ومحاولات هنا وهناك لإعادة المدينة لسيرتها الأولى من حيث النظافة ، بيد أن كثير من المعيقات حالت دون ذلك
وها هو منتدى الساحة الخضراء يواصل منتدياته الاجتماعية وخصص منتداه هذه المرة للحديث عن نظافة ولاية الخرطوم بعد المعاناة الكبيرة في التخلص من النفايات في الفترة الأخيرة، وشهد المنتدى جمع غفير تقدمهم مدير هيئه نظافة الخرطوم مصعب برير والخبير البيئي محمد عبدالله الريح ومدير عام الساحة الخضراء محمد ادم عربي ورئيس المنتدى نصرالدين شلقامي
واقر مدير هيئه نظافة الخرطوم مصعب برير أن العاصمة يصعب نظافتها في ظل الوضع الراهن بسبب سلوك المجتمع ولفت في حديثه أن عمليه التمويل تعد من اكبر تحديات عمليه النظافة والتي حالت دون أن تقوم الهيئة بدورها الفعال، منوها لوجود أكثر من 26 مشروع خاصة بالنظافة تحتاج للتمويل، وطالب بضرورة خروج الدولة من النظافة وأتاحه الفرصة للقطاع الخاص أسوة بالدول الأخرى وأضاف ( دخول الدولة في النظافة يعني فشلها ) وكشف عن أكثر من 7 ألف طن من النفايات تخرج من الخرطوم يومياً، محذرا في ذات الوقت من عدم حرق النفايات، وأعلن عن سعي الهيئة لجلب 800 حاويه لنقل النفايات، وحول النفايات الطبية قال برير أن السودان يخطي بخطي ثابتة في التخلص من النفايات الطبية بالصورة الصحيحة وذلك من خلال إلزام المستشفيات والمرافق الصحية بضرورة فرز النفايات الطبية بجانب الفرز الذي يكون في مكب النفايات كبر تكسيرها وطحنها ودعا القطاع الخاص بالدخول في عمليه تدوير النفايات والتي قال أن الدول الكبرى توجد بها مافيا للنفايات من خلال الفوائد المالية الكبيرة التي يجنيها هؤلاء الناس وأردف قائلا ( نحن بنقوم برز الكرستال من النفايات وطحنها وشحنها للصين وترجع إلينا مرة أخرى، في وقت يبلغ فيه طن الكرستال بعد طحنه ب 2 مليون جنيه ) وتابع بالقول عمل المصنع بالسودان يكلف 4 مليون دولار فقط وطالب بضرورة خصخصة النفايات وأتاحه الفرصة للشركات وقال أن مشاركه المجتمع في التخلص السليم للنفايات توفر 51% من المبالغ المصروفة عليها وأوضح أن المشاركة في التخلص من النفايات أخذت الطابع الدعائي قائلا ( يقوم أربعه أو خمس أشخاص يعملو ليهم مبارده للنظافة)، وتأتي الشركات لرعاية تلك المبادرة بغرض الظهور وتنتهي تلك المبادرات ) واقر بان مشكله النفايات أصبحت تؤرق اكبر الدولة وهنالك دوله شهدت مظاهرات بسبب النفايات وقال أن أكثر من 10 مليون شخص بولاية الخرطوم يخلفون 7 ألف طن من النفايات يوميا عمليه تستحق من الجميع الوقوف بصورة جادة وأوضح أن النظافة تبدءا من المنزل وعلي الجميع أن يبدءا بنظافة منزله وتكمن الصعوبة في الطريقة التي يتم بها التخلص من النفايات وابدي امتعاضه من بعض المتجولين الذين يقومون بتفتيش أكياس النفايات بحثا عن الكرستال ويجعلون النفايات علي الطريق وعلي صعيد متصل حذر الخبير البيئي محمد عبدالله الريح من استخدام ورق الجرائد في نقل المواد الغذائية لما له من أضرار صحية علي المواطنين، ودعا إلي ضرورة فرض قوانين علي المستثمرين لتصنيع مغلفات يصعب التخلص منها وقال أن الأحياء الراقية في الخرطوم تعاني من عدم وجود شوارع بسبب تراكم مخلفات المباني وقال أن الخرطوم بها أكثر من 2 مليون شخص يتعاطون التمباك ويخلفون أكثر من 600 طن من النفايات يوميا ودعا إلي ضرورة إتباع النظام المصري في النفايات وذلك عن طريق إعطاء الشركات مساحات معينه تقوم بنظافتها واستخدام بواقي النفايات بعد حرقها بالصورة الصحيحة
وفي ذات السياق قال مدير عام الساحة الخضراء محمد ادم عربي ان الساحه الخضراء ظلت تعاني كثيرا من سلوك المجتمع الزائد للساحة الخضراء وذلك من خلال بقايا الفضلات من ( تسالي وطعام وقوارير ووقصب السكر والتمباك ) علي العلم من تواجد أكياس للقمامة بالساحة لكن عند حديثنا مع الشخص علي ضرورة ان تنظف يقول ( مش عندكم حبش للنظافة ) واستشهد بالأسلوب الراقي للإثيوبيين إبان الذكري السنوي لوفاة رئيس الوزراء الإثيوبي حيث خرج أي حبشي حضر للساحة في ذلك اليوم وهو يحمل معه مخلقاته ونفاياته من قوارير للمياه وغيرها.
أيمن محمود
صحيفة ألوان

16 عاما من الصراع بين البشير والترابي


عودة الصراع بين الرئيس السوداني عمر البشير، والدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، الى الاعوام الاولى من قيام ما عرف بنظام الانقاذ الوطني، لكنه ظهر الى العلن منذ العام 1998، عندما كان الترابي يشغل منصب رئيس المجلس الوطني.
حينها تم تسريب خبر عن عزم الترابي على الاستقالة ليتولى أمانة حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وبالفعل جرى انتخاب الترابي للمنصب الجديد 1998 وسط إشارات بتصدعات في الجسم الحاكم في البلاد.بعد 3 أيام من هذه الخطوة قتل نائب الرئيس السوداني آنذاك الفريق الزبير محمد صالح مصرعه في حادث سقوط طائرة في جنوب البلاد، ونشأ فراغ في المنصب، فقرر الحزب الحاكم سده بدفع ثلاثة أسماء للبشير لاختيار واحد منهم للمنصب وقام البشير باختيار علي عثمان طه نائباً لمنصب النائب الأول، لكن الترابي استقبل الخطوة في نطاق انها تشكل بداية رفض له بشكل أو آخر من قبل الرئيس البشير.
في العاشر من ديسمبر كانون الاول 1998 ،فاجأ عشرة من قيادات المؤتمر الوطني اجتماعاً لمجلس شورى الحزب بمذكرة تحدثت عن هيمنة الترابي على الأداء في الحزب ، وطالبت بتقليص صلاحياته ، وتحويل بعضها الى رئيس الحزب البشير ،ورئيس الجمهورية. ولقيت المذكرة هوى في نفوس المشاركين وسط غضب الترابي وأعوانه.
اثر هذه التطورات اختيار الترابي العودة الى كرسي رئاسة البرلمان بعدما قدم استقالته منه وجرى قبولها في ديسمبر كانون الاول من العام نفسه ، لكنه عاد وجمع انصاره في صورة درامية لإعادته مرة اخرى. ومن البرلمان بدأ الترابي يحضر نفسه لمعركة جديدة مع البشير عبر زيارات الى ولايات البلاد خصصها لاستقطاب أنصاره في المعركة المقبلة داخل المؤتمر العام للحزب في اكتوبرتشرين الاول 1999. وبالفعل، وجه هذا المؤتمر ضربة قوية للرئيس البشير واستعاد مركزه بصفة أساسية، كما جرى ابعاد الموقعين على مذكرة العشرة عن المكتب القيادي وهيئة الشوري .
لم يتوقف الترابي عند ذلك الحد، إذ كثف من خلال البرلمان حملات استدعاء لوزراء في حكومة البشير وفتح من خلالها ملفات ساخنة مثل ملف طريق الانقاذ الغربي وملف محاليل «كور» وأخرى. ومن ذات الموقع نُظّم مؤتمر للحكم الاتحادي أصدر توصية بانتخاب الولاة بدلاً عن الانتخاب عبر كليات بواسطة رئيس الجمهورية. وألحق الترابي التوصية بمقترح للبرلمان بتعديلات دستورية تحمل الى جانب المقترح مقترحاً آخر باستحداث منصب لرئيس الوزراء وهو المنصب الذي يقوده الرئيس البشير.
اشتعلت المعركة بين الرجلين القويين في الإنقاذ ، وتدخل البشير فأصدر قرارات عرفت باسم قرارات الرابع من رمضان حل بموجبها البرلمان وبالتالي أقصى الترابي من منصبه، وجمد مواد في الدستور تتعلق باختيار الولاة عبر كليات انتخابية مما يعني تعيينهم من قبل الرئيس البشير. وقد حاول الترابي الطعن في قرارات الرابع من رمضان لكن المحكمة الدستورية أيدتها.
استمرت المشاحنات بين الرجلين، وفي الخامس من مايو (ايار) 2000 دعا الرئيس البشير الى اجتماع ضخم لأنصار حزب المؤتمر الوطني ،ووجه البشير عبر الاجتماع هجوماً عنيفاً على الترابي واتهمه لأول مرة صراحة بالعمل على إسقاط نظام الانقاذ، وكشف أن الزعيم الاسلامي يجري في هذا الخصوص اتصالات بضباط في الجيش والأمن والشرطة وتحريضهم ضد الحكومة. وأصدر الرئيس البشير صباح اليوم التالي قراراً بحل الأمانة العامة لحزب المؤتمر الوطني التي يرأسها الترابي، وقبل أن تطوق مجموعة من الأمن دار الحزب وتفرض عليه حظر الدخول، ليفقد الأخير آخر مناصبه ومعاقله الرسمية.
دعا البشير الى اجتماع لمجلس شورى الحزب الحاكم في 26 يوليو تموز 2000 انتهى باعتماد قرارات إقصاء الترابي من ألأمانة ، وعاد وانتخب البروفيسور إبراهيم أحمد عمر رئيساً لمجلس الشورى بصفة مؤقتة. وكان رد فعل الترابي إزاء الخطوة أن أعلن المفاصلة النهائية مع البشير بتشكيل حزب مواز باسم «حزب المؤتمر الوطني الشعبي»، فتمايزت الصفوف وارتبكت ساحة الانقاذ بشدة حيال أسئلة الاختيار بين الانضمام الى البشير الحاكم والى الترابي المعارض الجديد للإنقاذ. وفي خضم التمايز أعلن الترابي في 19 فبراير 2001 أن حزبه وقّع مذكرة تفاهم مع زعيم الحركة الشعبية، جون قرنق، اعتبرها البشير بمثابة عمل عدائي ضده بالتضامن مع «عدو النظام الأول» أي قرنق الذي يدير حرباً طويلة ضد الخرطوم من جنوب السودان. على اثرها ،طوقت قوة من الأمن منزل الترابي في ضاحية المنشية قبل أن تقتاده الى سجن كوبر أشهر السجون السودانية.
امضى الترابي سنواته الاخيرة بين الاعتقال والقامة الجبرية قبل ان ينقل الى المستشفى حيث توفى .
دنيا الوطن