الخميس، 5 مايو 2016

مواطنو الحواتة وبورتسودان يشكون من تردي البيئة والخدمات الصحية ونقص الاطباء

اشتكى مواطنو مدينة الحواتة من عدم توفر الخدمات الصحية الملائمة وتردي البيئة في مستشفى المدينة، مشيرين إلى أن مستشفى الحواتة يفتقر للكوادر الطبية. وقال مواطن من الحواتة لـ”راديو دبنقا” إن مستشفى الحواته الذي يقدم الخدمات الصحية لعشرات القرى المجاور لا يوجد فيه فيه سوى طبيب عمومي واحد وعدد محدود من الممرضين. وكشف عن تردي البيئة داخل المستشفى والعنابر واتساخها وافتقارها لأبسط المقومات، موضحا أن المستشفى لا يقدم الخدمات الصحية عند انقطاع التيار الكهربائي بسبب تعطل المولد الكهربائي. وطالب الحكومة بالاهتمام باوضاع مستشفى الحواتة وإعادة تأهيله وتوفير الكوادر الطبية والمعينات.

وفي ولاية الجزيرة أمر محمد طاهر ايلا والي ولاية الجزيرة بإيقاف العمل في مصنع لتدوير الرصاص بمنطقة الباقير التابعة للولاية إثر وجود شبهات حول تسببه في تلوث بيئي بالمنطقة. وكان رئيس لجنة الصحة بالبرلمان قد أبدى قلقه من ارتفاع الإصابة بمرض السرطان لا سيما في ولاية الجزيرة التي سجلت أعلى معدلات الإصابة في البلاد. وأظهرت إحصائية لمعهد أبحاث السرطان بولاية الجزيرة أن نحو 40 ألف مريض يترددون على المعهد سنويا، وأن أقسام المعهد تسجل ما بين 200 و500 حالة إصابة جديدة بالسرطان كل عام.

وفي خبر متصل يشهد مستشفى الأطفال بمدينة بورتسودان ترديا في الخدمات العلاجية المقدمة وعدم توفر التهوية والإضاءة الكافية في العنابر بالإضافة إلى اتساخ الأسرة والمراتب. وقال عثمان هاشم الصحفي المتخصص في التغطيات الصحية لـ”راديو دبنقا” إن ساحة مستشفى الأطفال تفتقر للنظافة وتمتلئ بالأوساخ والنفايات ومياه الصرف الصحي الراكدة.

وقال إن الأدوية المجانية المخصصة للأطفال تم تسريبها إلى الصيدليات التجارية داعياً لتفعيل الرقابة على المستشفى وموارده. وطالب منظمة اليونسيف والمنظمات المعنية بصحة الأطفال لمراجعة أوضاع المستشفى وإعادة تأهيله.

دبنقا

الأمن يقتحم مكتب محامي مشهور ويعتقل مفصولي جامعة الخرطوم

اقتحم أفراد من جهاز الأمن والمخابرات السوداني، ظهر الخميس، مكتب المحامي نبيل أديب بحي العمارات بالخرطوم، واعتقلوا عددا من طلاب جامعة الخرطوم المفصولين كانوا بصدد توكيل المحامي للطعن في قرار فصلهم.
وأصدر مدير جامعة الخرطوم، يوم الثلاثاء، قرارات بفصل ستة طلاب نهائيا، و11 لعامين، عقب ساعات من تعليق الدراسة بكليات مجمع (الوسط) بعد تجدد الصدامات بين الطلاب وقوات الشرطة التي بدأت في أبريل الماضي إثر أنباء عن بيع مقر الجامعة العريقة.
وقال نبيل أديب لـ “سودان تربيون” إن نحو 15 رجال بزي مدني اقتحموا مكتبه، الخميس، شاهرين أسلحتهم بعد أن عرفوا انفسهم بأنهم يتبعون لجهاز الأمن، وذكر أنهم فتشوا المكتب ومنزله الكائن بجوار مكتبه.
وأفاد أن المسلحين أمروا موكليه من الطلاب بالجلوس على الأرض وإنهالوا عليهم بالضرب، قبل أن يصادروا الملفات ويقتادوا نحو 11 طالبا وموظفتين بالمكتب ـ جرا اطلاق سراحهما لاحقا ـ إلى جهة غير معلومة.
وعد أديب الحادثة “سابقة خطيرة تمثل اعتداء صارخا على مهنة المحاماة وعلى حقوق المتهمين في المحاكمة العادلة”، موضحا أنه أخطر نقيب المحامين فورا بما تم.
ويعد المحامي نبيل أديب أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد.
إلى ذلك أبدت العديد من البيوتات في ولاية الخرطوم استعدادها لاستضافة طلاب جامعة الخرطوم بعد أن تم اغلاق مجمع الوسط وإخلاء داخليات الطلاب.
وبالفعل استضاف منزل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري 80 طالبا من طلاب جامعة الخرطوم، بعد طردهم من الداخليات التي يشرف عليها الصندوق القومي لرعاية الطلاب.
وتنادى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لاستضافة طلاب الولايات، وقالت احداهن وتدعى “إيمان متوكل”، إن باب منزلها مفتوح في أي زمان لطلاب داخلية جامعة الخرطوم.
وأفادت في حسابها على (فيسبوك): “أرسل لي رقمك في الخاص وأركب (أمجاد) ـ سيارة أجرة ـ وخلي الباقي كلو علي”.
سودان تربيون

ارتفاع درجات الحرارة يهدد الملاحة الجوية و"الصحة" تتأهب بفرق خاصة



قال مركز الملاحة الجوية في مطار الخرطوم إن درجات الحرارة سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام الماضية وصلت أعلاها إلى (44) وأدناها إلى (37) درجة في ساعات الصباح، ولفت أحمد عبد الرحيم من مركز الملاحة لـ(اليوم التالي) أمس (الأربعاء) إلى أن وصول الحرارة لـ(45) درجة يؤدي لإيقاف حركة الملاحة الجوية كما هو معمول به عالميا، مشيرا إلى أن الطائرات تحتاج في ظل الحرارة العالية إلى مدرجات واسعة تمكنها من الإقلاع بسلام.
من جهتها قللت وزارة الصحة الاتحادية من ارتفاع درجات الحرارة، وقال عصام الدين محمد عبد الله وكيل الوزارة، لـ(اليوم التالي) إن ارتفاع درجات الحرارة غير مصحوب بارتفاع مماثل في معدلات الرطوبة مما يقلل من إمكانية حدوث تأثير وبائي على المواطنين، منوها لعدم تسجيل أي حالة إصابة بأمراض يسببها ارتفاع درجات الحرارة في البلاد، ودعا المواطنين لعدم التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة، ولتناول السوائل وعدم ترك الأطفال لممارسة اللعب نهارا، مؤكدا جاهزية وزارته للتدخل بفرق خاصة حال ظهور أي حالات مرضية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.



 حسن محمد علي
اليوم التالي

مع تباشير الخريف.. الخرطوم تغط في سبات عميق.. الاستعدادات زيرو


على كثرة ما يواجه سكانها من مصاعب في الحصول على لقمة العيش درجت الخرطوم على استحداث قضية جديدة تطل برأسها مع مطلع كل فصل للخريف منذ ثلاثة أعوام تقريباً، وكأنها تريد أن تغرق في (تفاتف) القضايا تظل الخرطوم ومحلياتها السبع تغط في ثباتها إلى أن تمطر السماء في مواعيدها المعروفة للجميع في المدن والأرياف والبوادي.
وتجرف السيول الأحياء وتغلق الطرقات وتركد على الميادين والمنافذ؛ حينها فقط تصحو من نومها وتنطلق تستجدي المنظمات وفاعلي الخير بالداخل والخارج لمعالجة الأضرار الناتجة عن السيول التي ما كانت تكلف ربع الخسائر لو أن أحدا انتبه لفتح المجاري وإزالة الأنقاض وردم المصارف الرئيسة والفرعية بالأسواق والأحياء.. جولة خاطفة بعدد من الأحياء كشفت أن خبر الخريف المقبل لم يطرق أذان المحليات بعد كما نُبيّن أدناه.
ذكرى باقية
لن تنمحي من الذاكرة في القريب العاجل، ذكرى السيول التي ضربت محلية شرق النيل قبل عامين وتسببت في خسائر وأضرار لا يزال المواطنون يعملون ليل نهار على معالجتها.. فمئات المنازل والكثير من المزارع والحيوانات ذهبت ضحية لتلك السيول التي تركت خلفها أثارا كثيرة، بعضها غير منظور تمثل في تراجع أسعار الأراضي، وضعضعت رغبة الناس في العودة للسكن في المناطق المنكوبة. فعدم معالجة السبب الذي جعل سيول منطقة البطانة كلها تنحدر لداخل العاصمة كفيل بتنبيه المواطنين من خوض تجربة العودة للسكن في نفس الأماكن القديمة، بحسب (التوم عبيد الأمين) من المنطقة الواقعة بالقرب من قرية حطاب التي كانت أشد المناطق ضررا ذلك العام. ويرى (التوم عبيد) أن القضية ليس وضع متاريس لصد السيول في المستقبل فحسب، بل هي عدم الالتفات للمصارف والمجاري داخل المنطقة، فلم يَقدِمُ أحد على فتحها بعد، إذ لا تزال (المجاري) مغلقة بأوساخ العام المنصرم، وهو ما يجعل احتمال تكرار الغرق هذا العام وارداً جداً إذا ارتفع معدل هطول الأمطار لنسبة متوسطة فقط، ولم تتم معالجة خاطفة في بقية الأيام.
في وسط الخرطوم
دعك من حطاب وشرق النيل والمناطق الطرفية البعيدة، لك يفتقر سكانها لكافة الخدمات ولا غضاضة في نظر المحليات إذا غرقت، فقط تعال معي لوسط الخرطوم، هل رأيت مصرفاً تم فتحه حتى الآن والخريف بدأ يطرق على الأبواب؟!
هكذا تساءل (عبدالله جابر) صاحب متجر بالسوق العربي، حين سألناه عن رأيه في استعداد ولاية الخرطوم للخريف هذا العام. وأضاف "الاستعدادات للخريف هذا العام لم تنطلق بعد، بحسب متابعتنا نحن المواطنين، فلم نر بعد جهة ما تعمل في تنظيف المجاري أو ردم مصارف، فالحال على ما هو عليه منذ العام الماضي، وهذا سيجعل الخريف كارثيا بالخرطوم التي لم تتعاف بعض أحيائها من أضرار الأعوام الماضية". وأردف (عبدالله) بقوله "يكاد المرء يجزم بأن أحدا بمحليات الخرطوم لم يلتفت بعد لوضع استعداد لكيفية تصريف مياه الأمطار وتجنيب الأسواق والأحياء الغرق والأضرار، ولن يستطيع كائن من كان اللحاق السباق مع الأمطار التي يتوقع أن تهطل بنهاية هذا الشهر، وهو وقت غير كاف لأي معالجة في القصور الحالي".
حلول غير شاملة
لا أحد يستطيع التكهن بالحلول التي وضعتها ولاية الخرطوم لمجابهة الخريف هذا العام، على حد وصف (علي الطيب) يسكن الحارة الثلاثين بأم بدة، فهو يؤكد أن حلول ومعالجة المشاكل الناتجة عن السيول في السنوات الماضية لم تكن شاملة، بدليل أن هناك مواطنين تضرروا من الأمطار، وتم حصرهم حينها ولا يزالون في انتظار التعويض الذي لم يصلهم حتى هذه اللحظة، ويضيف (علي الطيب) أن الوضع هذا العام سيكون الأسوأ، بمنطق أن لا أحد شاهد استعدادا يجري على الأرض، فالأسباب التي جعلت الحارة (30) تغرق في شبر ماء في العام الماضي لا تزال قائمة، وتتمثل في إغلاق كامل للمصارف على قلتها، ووجود أنقاض كثيرة تسد المنافذ التي كانت مياه الأمطار تتصف عبرها، فإذا لم يتم عمل عاجل وبخطة محكمة، فإن المواطنين موعودون بخريف مليء بالكوارث والمصاعب الناتجة عن السيول ومياه الأمطار لا محالة، ومهما يكن من شيء، فإن تجاهل ولاية الخرطوم وتأخر البدء في الاستعداد لفصل الخريف سيجعل حال الناس شبيهاً بمعاناتهم في فصل الصيف مع انقطاع التيار الكهربائي


محمد عبد الباقي
اليوم التالي

“جهاز الأمن” يخرج ثلاث دفعات ويعتبر أمن الخرطوم خطاً أحمر

أكد جهاز الأمن والمخابرات الوطني فشل محاولات الحركات المتمردة المسلحة والمعارضة المتحالفة معها في تحريض الطلاب والمواطنين على الخروج إلى الشارع وتدمير المنشآت، وقال إنه لن يسمح بنقل الصراع والعنف إلى العاصمة التي يعتبر أمنها واستقرارها خطاً أحمر.
وأوضح الفريق أمن أسامة مختار، نائب المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، خلال مخاطبته احتفال تخريج الدفعات (81) والـ(7) فنيين والخامسة جنوب كردفان، في معسكر كرري، أن الشعب السوداني لم يعد يثق في الحركات المتمردة وقوى المعارضة بعد أن جربهم وتيقن أنهم مرتزقة ومخالب للقوى الأجنبية المعادية للبلاد، وأضاف: شراذم المعارضة تريد مخاطبة الشعب السوداني من الفنادق والمنتجعات للخروج لكنها لم ولن تجد الاستجابة. مبينا أن الدولة فتحت طريق الحوار الوطني والعمل عبر المؤسسات الشرعية، معتبراً أن من يحاولون الدخول من غير هذه الأبواب سيدفعون ثمن ذلك باهظا.
وقال أسامة: “رسالتنا للسيد رئيس الجمهورية أن جهاز الأمن جاهز ومستعد لأداء أي مهمة أو تكليف وأن كافة عضويته سيكونون في مقدمة الصفوف عيناً ساهرة ويداً أمينة مع القوات النظامية الأخرى”.
من جهته قال اللواء دخري الزمان عمر، مدير هيئة العمليات بجهاز الأمن، إن الدفعات الجديدة على أتم الاستعداد للانضمام إلى كتائب القتال ذودا عن الدين والعرض والأرض من كيد الأعداء والمتربصين.

صحيفة اليوم التالي

كل الدلائل تشير إلى أن (البلدوزر) يحاول ترميم طريق العودة مرة أخرى .. مبارك حال كونه مناوِر وصيد ثمين.. على بريد الإمام

تنقل صحيفة آخر لحظة الصادرة الاثنين تصريحات مبارك الفاضل وهو يقول بأن البشير (ذكي ومتواضع).. قليل من الذكاء يضعك في المستقبل وهو أن البلدوزر يعيد ترميم طريق العودة مرة أخرى.. قبل أن يجف مداد التصريحات تنقل الوسائط صورة الرجل وهو يجالس نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود. تقول مخرجات اللقاء المعلنة إنه كان يهدف لإيقاف النزيف في الجامعات ووضع حد للعنف الطلابي. المفارقة تبدو في أن الرجل الواقف على بوابة العودة إلى حزب الأمة لا يملك صوت تأثير على قطاع الطلاب وهو ما يقود إلى أن الحديث دار في محاور أخرى مثل خارطة الطريق وفي البال أن للرجل تصريحات ناقدة لرفض زعيم الأنصار الإمام الصادق المهدي التوقيع عليها في لقاء أديس أبابا الأخير.
يقول الصحافي السوداني المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية فائز السليك في هذا السياق: “يبدو أن بوصلة السيد مبارك الفاضل المهدي تتجه نحو الحكومة كلما بعد عنها السيد الصادق المهدي”!.. هل في الأمر مكايدة سياسية تصل حد الاقتراب من النظام الشمولي؟؟ ام هي قفزات في الظلام؟؟ أم أن مبارك نسي تجربة سنة 2000؟؟
الخرطوم مدينة يمكنك أن تحكي من خلالها قصة مبارك الفاضل (السياسي المثير للجدل) بتوصيف كثيرين، أو أن تسرد تفاصيل مشهد البلدوزر الذي لا يستكين في محطة واحدة وسرعان ما يتجاوزها نحو أخرى.. الحبيب المفتون بالتكتيك الشيوعي ورجل المعارك التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد. تختفي تحت الجلباب الأبيض مجموعة من الحكايات المتشابكة، وعلاقات السياسة المتقاطعة. تقف في تقاطع شارع البلدية لترسم صورة شخص اسمه مبارك الفاضل، صفته الآنية أنه عضو في حزب الأمة القومي ويقف على النقيض من رئيس الحزب ابن عمه الإمام الصادق المهدي.. الصفة الحالية تلاحق أخرى للرجل المنسوب إلى بيت الإمام المهدي وصفاته التاريخية وزير داخلية في النظام الديمقراطي المنقلب عليه ومساعد في القصر في بداية الألفية وصفته المستقبلية ربما يسبقها تجديد العودة لذات الكرسي الذي غادره.
يتفق كثيرون في توصيف الفاضل بأنه رجل مناور من الدرجة الأولى ويجيد لعبة السياسة من تحت الجلباب الميكافيلي وهو ما يجعل من خطوته الأخيرة محض مناورة جديدة يعترضها استفهام: هل يعود الرجل إلى قصر كان قد غادره مطروداً في وقت سابق؟ ولأي مدى (قنع) مبارك الفاضل من العودة لبيت حزب الأمة وهو الذي ظل يصارع من أجل هذا الهدف منذ العام 2010 وإن كان السؤال الرئيس: ما هو الذي تغير في المشهد حتى يعود الفاضل؟
بحسب تفسير فائز السليك فإن الأمر لا يعدو مكايدة بين الفاضل والصادق المهدي، فرفض الأخير للمشاركة يفتح الأبواب المغلقة أمام مبارك للولوج إليها، لكن ثمة من يقول بأن الأمر هنا يتجاوز مكايدات الأنصار فيما بينهم، وإنما يدخل من بوابات أخرى تتعلق هذه المرة بالتركيبة الجديدة في الحزب الحاكم وتراجع دور أسماء كان لها قصب السبق في تحريك دفة الأحداث في الحزب الحاكم وهو الأمر الذي تتم قراءته وفقاً لخطوات الفاضل الجديدة. الفاضل الذي غازل النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح في وقت سابق قبل أن يختم حديثه بالموقف الإيجابي من رئيس الجمهورية.. هنا الرجل يبدو وكأنه يستعيد مشهد معاركه السابقة مع عوض الجاز ومع نافع علي نافع وغيابهما يفتح المزيد من الأبواب أمامه للعودة وربما يعيد رصف الطرق لعبور البلدوزر نحو مقاعد جديدة دون أن يبقى الأمر دون تساؤلات حول ما يمكن أن يحدث وما معيار التأثير المنتظر من مشاركة جديدة لشريك قديم؟

ينظر كثيرون لموقف الفاضل بأنه موقف انتهازي ليس أكثر من ذلك، يربطون ذلك بالظروف المحيطة بالبلاد وينعتون السلطة بأنها في أضعف حلقاتها وأن رحلة بحثها عن منقذ تظل هي المحرك الأساسي لها لمغازلة مبارك ولمباركته هو للخطوة لكن بحسب المعارضين فإن مثل هذه الخطوة لن تأتي بجديد وتبدو أشبه بتعبئة عطور قديمة في قنانٍ جديدة.. فمبارك كان جزءا من منظومة السلطة دون أن يشكل تحولاً إيجابياً في التعاطي مع المشهد وأن كل المتبقي من تجربته السابقة مجموعة من أحزاب الأمة وقيادات تتبوأ مقاعدها في السلطة.
“الفاضل يبحث الأوضاع مع قيادات الحزب الحاكم”.. تلك هي التفاصيل المتاحة الآن والتي تضع تساؤلا عن أي شيء يبحث البلدوزر عبر خطوته الجديدة؟.. مؤكد أن الرجل يبحث عن مقعد جديد للتأثير على مسارات الأحداث ولكن هذه المرة من تحت جلباب السلطة.. الجلباب الذي كان قد تدثر به في وقت سابق وخرج وقد علقت به تهمة أنه باع القضية واشترى الترماي.. وهو الأمر الذي انطبق على الوطني نفسه فهو لم يخرج من شراكته مع الفاضل سوى بتقسيم المقسم، حزب الأمة.
يبقى السؤال الراهن: هل سيعود الفاضل كمساعد في ذات العربة القديمة؟ وهل سيجد له مقعداً وفي البال أن مقاعد المساعدين مقسمة على بيت الميرغني وبيت المهدي ومقعد للشرق بالإضافة لمقعد الحزب الحاكم.. مؤكد أن وصول الفاضل إلى القصر يعني قطع آخر طريق أمام الإمام الصادق المهدي وهو ما يطرح سؤالا: هل يمضي الوطني في هذا الطريق يغلق الأبواب امام الجميع ويفتحها للبلدوزر؟ وهل ستنفتح أبواب الاستقرار على مصراعيها أم أن اجتماع الفاضل مع قيادات الوطني لا يعدو مناورة أولى في طريق طويل؟.
الخرطوم – الزين عثمان
صحيفة اليوم التالي

(يوناميد): الوصول للمواطنين المحتاجين للمساعدة تحدٍ يواجهنا

كشف رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور (يوناميد) مارتن اوهو موبيني، أن التحدي الحقيقي الذي يواجهم هو السماح للبعثة وتمكينها من الوصول للمناطق التي يحتاج فيها المواطنون للمساعدة، واكد استعدادهم للعمل المشترك مع الحكومة لتحقيق الاهداف المرجوة لمواطني دارفور.
وقال رئيس البعثة (نعتقد ان اي شخص يقف ضد السلام يجب الا يكون بدارفور)، واضاف لدى لقائه والي جنوب دارفور المكلف الطيب حمد أبو ريدة بنيالا امس، ان السودان عضو اصيل في الاتحاد الافريقي ما يلقي على البعثة مسؤولية العمل المشترك وصولاً لسلام دائم.
وأقر مارتن بتحسن الاوضاع بدارفور، غير انه ناشد اهل دارفور لمساعدتهم لبناء السلام.
ومن جانبه اعتبر والي جنوب دارفور المكلف الطيب حمد أبو ريدة، ان مدرعات ومصفحات (يوناميد) المنتشرة في الشوارع ترهب المواطنين اكثر من طمأنتهم، وطالب بضرورة توظیف الاموال الطائلة لصالح المواطنين، لجهة ان الحرب بدارفور انتهت تماماً (حسب تعبيره)، وشدد على أهمیة ان تكون المرحلة المقبلة للتدخل البنّاء من قبل (يوناميد) خاصة فيما يتعلق بملف النازحين وعودتهم الى مناطقهم، وهو ما يتطلب توفير مقومات الحياة الكريمة لهم قبل العودة.

صحيفة الجريدة