السبت، 5 ديسمبر 2015

علي محمود: أعارض إقامة سدود جديدة و الحكومة لم تحسن استغلال عائدات النفط




أقر الدكتور علي محمود عبدالرسول وزير المالية السابق بأن حكومته لم تحسن استغلال عائدات النفط، وقال محمود في حديث لبرنامج (أوراق) الذي يقدمه جمال عنقرة، وتبثه قناة الخرطوم الفضائية، الساعة العاشرة مساء اليوم السبت، إن المرحوم الدكتور عبدالوهاب عثمان وزير المالية الأسبق كانت له نظرة بعيدة وثاقبة، وكان قد نصح بعدم تضمين عائدات النفط في الميزانية العامة للدولة حتى لا تدخل في مصروفات استهلاكية، وأوصي بتخصيصها للإنتاج الذي يدعم موارد الدولة وينميها، إلا أن المدرسة الثانية غلبت، وأدخلت عائدات البترول الميزانية العامة، فساهمت في رفاه المواطنين، لكنها لم تسهم في رفع مقدرات الدولة الإنتاجية، وعاب محمود على هذه السياسة أنها عودت الناس أنماط حياة لم يعودوا قادرين على التراجع عنها مهما تغيرت ظروف البلاد.
وأبدى محمود اعتراضاً على إنشاء سدود الشريك وكجبار ودال، وقال إن الأفضل من ذلك تحويل هذه القروض لإنشاء ترع وبنيات أساسية للزراعة في السدود القائمة، مروي، والروصيرص، وستيت، فالسودان ليس في حاجة لمزيد من تخزين المياه في الوقت الراهن، ولكنه، يحتاج إلى استغلال أمثل للمياه الموجودة حالياً في السدود القائمة لتوسعة الرقعة الزراعية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة الصادرات، لدعم ميزان المدفوعات.


وأضاف دكتور علي محمود، أنه يجب الاستفادة من التجارب السابقة، وقال إن ما أنفق في بعض المشروعات، وعلى رفاه الناس، لو وظف في تعمير وتحديث المشروعات الزراعية المروية والتي تتجاوز مساحتها الأربعة ملايين من الأفدنة، لما تعرضت البلاد لأزمة اقتصادية، ولما انخفض سعر الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية، ونصح محمود بالتوسع في زراعة الذرة، وهي مطلوبة في كثير من البلدان المجاورة، وأن عائد تصدير طنين من الذرة يمكن أن يستورد نحو طن ونصف من القمح.
وقال وزير المالية السابق، إن الحكومة استطاعت أن تمتص كثير من الصدمات الاقتصادية التي تعرضت لها بعد انفصال الجنوب، فضلاً عن الضغوط والحصار الخارجي، ولم تفقد سيطرتها على الأوضاع، لكنه دعا إلى مراجعة عاجلة للسياسات الاقتصادية تدعم الإنتاج، وتزيد الصادرات، وتقلل الواردات، حتى لا تستفحل الأوضاع، موضحاً أن المواطنين يمكن أن يصبروا على غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار، لكنهم لن يصبروا على الندرة، كما حدث في أزمة غاز الطعام، وعزا ذلك إلى نمط حياة الناس الذي تغير أيام الرفاه الاقتصادي.

صحيفة الجريدة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق