الجمعة، 19 يونيو 2015

المحكمة الجنائية الدولية والاستهتار بالقانون الدولي

د. عبد الحميد صيام



خرجت مظاهرة في مطار الخرطوم يوم الاثنين الماضي احتفاء بعودة الرئيس السوداني عمر حسن البشير سالما من جنوب أفريقيا، بعد أن أصدرت المحكمة العليا قرارا بمنعه من السفر، بانتظار البت في طلب رسمي من المحكمة الجنائية الدولية بالقبض عليه. 
إلا أنه تمكن من الفرار من قاعدة عسكرية، بدون علم القاضي دنستان ملامبو، الذي كان ما زال يبحث موضوع الاعتقال، وهو لا يعرف أن الطائرة أوشكت على الهبوط في مطار الخرطوم. وكان من علامات البهجة بين أنصار البشير أن قامت مجموعة بحمل نعش كتب عليه المحكمة الجنائية الدولية. ومع أنني أعتبر أن البشير يستحق أن يلقى في غياهب السجون لما ارتكبته يداه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خاصة في دارفور، إلا أنني أتفق مع حاملي النعش بأن المحكمة الجنائية الدولية ولدت شبه ميتة، وأنها فقدت مصداقيتها منذ خصصت جل نشاطها لمطاردة من اتهمتهم بارتكاب جرائم حرب في القارة الأفريقية فقط، أما مجرمو الحرب الحقيقيون الذين بطشوا بالشعوب العربية والإسلامية فهم في غيهم يعمهون ويتفرجون على المشهد الدولي بسخرية عالية. 
لا يظنن أحد أنني أدافع عن سجل البشير الأسود، وما ارتكبه في دارفور من جرائم ذهب ضحيتها ما يزيد عن 300000 قتيل وأكثر من مليوني مشرد، عدا عن مئات ألوف من اللاجئين، بل أنني أؤيد مذكرة الاعتقال بحقه الصادرة عن المحكمة بتاريخ 4 مارس 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة البشرية في دارفور، ولكن شريطة أن يتم اعتقال مجرمين آخرين نعرفهم بالأسماء والمناصب والعناوين. 
سنضع ثقتنا في المحكمة الجنائية الدولية عندما نرى أنها تحاكم مجرمي الحرب الإسرائيليين الذي فتكوا بالشعبين الفلسطيني واللبناني، ومجرمي الحرب الأمريكيين الذين جندلوا الآلاف من أبناء الشعب العراقي في حرب يعترفون الآن بأنها غير شرعية وغير مبررة، وكذلك مجرمي الحرب من طغاة العرب الذين ارتكبوا المجازر في الحويجة والفلوجة وبروانة وغيرها الكثير في العراق، ومجازر الحولة وحلب وإدلب والغوطة الشرقية في سوريا، وميدان رابعة في القاهرة، والكثير من المذابح في صعدة وصنعاء وعدن باليمن، وسرت وطرابلس وبنغازي ودرنة بليبيا. كما نتمنى اعتقال مجرمي الحرب الذين يرتكبون أبشع الجرائم الآن ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار ومسلمي جمهورية أفريقيا الوسطى والقرم والشيشان وكشمير وغيرها الكثير. كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هذه ارتكبت بعد أن دخل نظام روما الأساسي حيز الإلزام، وبدأت المحكمة الجنائية الدولية تباشر عملها منذ يوليو 2002، فلماذا الانتقائية؟ 
عندما نرى خلف القضبان إلى جانب البشير ثلة من المجرمين من دول في الشرق والغرب، من الدول القوية والضعيفة، من الحكام الطغاة ومن جنرالات الموت وتجار الحروب والمستهترين بدماء شعوبهم، نقول آنذاك نعم للمحكمة الجنائية الدولية، وقبل ذلك سنبقى نتهكم على محكمة أدانت اثنين أفريقيين فقط من مجرمي الدرجة الثالثة خلال 13 سنة. 
ليس البشير وحده من يزدري القانون الدولي، ونظرة واحدة إلى مسلكية إسرائيل وتعاملها مع القانون الدولي يوضح ازدواجية المعايير الدولية التي نتحدث عنها ومدى خضوع العالم بأسره لإملاءات تلك الدولة المارقة، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ولنستعرض بعض الأمثلة.
الأمين العام و»قائمة العار»
ماذا نقول في بان كي كون، الأمين العام الثامن للمنظمة الدولية والأمين على ميثاقها والمجسد لمثلها ومبادئها، والساعي إلى تحقيق أهدافها والمدافع عن قراراتها، والمنبه لأي اختراق أو ازدراء للقانون الدولي، يمارس ذلك بشكل يومي إلا إذا تعلق الأمر بإسرائيل، فهو عندئذ إنسان آخر. يتردد في الكلام ويتلعثم ويتأتئ ويهرب بعينيه بعيدا عن مواجهة الحقيقة، ويقول أشياء لا تفهم منها شيئا. لكنه جسور حاد سريع الرد إذا تعلق الأمر بالفلسطينيين وتعبيراتهم العنيفة الموسمية المتباعدة واليائسة. عند ذلك تتضح اللغة ويتغير الخطاب وتلغى المسافة بين التصريح والتلميح، وتتسم الكلمات بالقوة والصراحة والمباشرة. وفي جعبتي كثير من الأمثلة ولكنني سأقصر الحديث على قراره الأخير بحذف اسم إسرائيل من «قائمة العار» للجماعات والميليشيات والجيوش التي تنتهك حقوق الأطفال في الصراعات المسلحة.
بطلب من مجلس الأمن يعد الأمين العام تقريرا سنويا حول الأطفال والصراعات المسلحة. وكالعادة يقوم الخبراء بإعداد التقرير ويقدمونه للأمين العام لوضع اللمسات الأخيرة عليه قبل نشره نهائيا وتوزيعه على أعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة. وقد أعدت التقرير ممثلة الأمين العام لموضوع الأطفال والصراعات المسلحة الجزائرية ليلى زروقي. وحسب منطوق القرار 1612 (2005) فهناك مجموعة من المعايير تلتزم بها زروقي لإدخال جهة ما أو عدم إدخالها ضمن التقرير. وبطلب من مجلس الأمن تضاف إلى التقرير قائمة بالدول والمجموعات والجيوش التي تمارس الانتهاكات بشكل واسع ومتعمد وجماعي وفظيع يطلق عليها «قائمة العار». 
يستعرض التقرير الذي يضم 261 فقرة الأطراف الضالعة في النزاعات المسلحة، التي ترتكب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، في ما يتعلق بحقوق الطفل ويشمل العديد من مناطق الصراع مثل، سوريا والعراق وجنوب السودان وإسرائيل وفلسطين وأفغانستان والصومال وباكستان ونيجيريا وكولومبيا واليمن. وتلحق بالتقرير مجموعة من التوصيات والملاحظات والملحقات. وتشمل الانتهاكات التي يرصدها التقرير، القتل المتعمد واستهداف المدارس والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال. ومن المفروض على الأمين العام أن يذكر بالاسم في ملحق خاص يدعى «قائمة العار» جميع الدول والجماعات المسلحة التي ارتكبت هذه الانتهاكات، والصمود أمام الضغوطات التي تمارسها الدول كي تحذف هذا الاسم أو ذاك. والغريب في الأمر أن الأمين العام ورغم توصية السيدة زروقي، بإضافة حركة حماس وجيش الدفاع الإسرائيلي إلى قائمة العار، إلا أن السيد بان وتحت ضغط مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية حذف الاسمين معا. 
إضافة اسم حماس كانت خديعة لتبرير سحب اسم إسرائيل من القائمة. فحسب التقرير قتلت حركة حماس ثلاثة أطفال في الضفة الغربية (من سكان المستوطنات) وطفلا واحدا خلال الحرب على غزة التي استمرت 51 يوما. بينما قتلت إسرائيل 557 منهم 540 في الحرب على غزة والباقي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما أصابت 4271 طفلا فلسطينيا مقابل 22 طفلا إسرائيليا. لقد تمت «شنكلة» حماس بذيل إسرائيل على طريقة «الجمل بدينارين والقط بألفين والبيع على الاثنين»، لتبرير سحب اسم إسرائيل من القائمة. وهذا أغرب من الخيال أن ينصاع الأمين العام للضغط الأمريكي الإسرائيلي ويقف هذا الموقف البائس، الذي أعطى فرصة للصحافة المعتمدة أن تجلده بعشرات الأسئلة، التي عجز متحدثه البارع ستيفان دوجريك أن يرد عن مديره سهام النقد الجارحة.
إسرائيل والقانون الدولي 
لا توجد دولة على وجه الأرض تحتقر القانون الدولي وتنتهكه صباح مساء مثل إسرائيل، بل أن وجودها أصلا القائم على قرار التقسيم غير العادل جزء من هذا الانتهاك. فمن الناحية القانونية البحتة فإسرائيل المعترف بها دوليا هي فقط دولة قرار التقسيم الصادر بتاريخ 29 نوفمبر 1947، وما عدا ذلك فهو تعامل مع الأمر الواقع وتحويله إلى واقع جغرافي أولا، ثم يتم تزييف التاريخ لتبرير الجغرافيا، ثم تأتي القوة المسلحة المدعومة من الدول العظمى (بريطانيا وفرنسا أولا ثم الولايات المتحدة) ليفرض الواقع المزور ويحشوه في حلوق العالم عن طريق غطرسة القوة ليصبح مقبولا بدون جدال. هكذا حدث عام 1949 و1967 وتهويد القدس وبناء المستوطنات والجدار العازل، علما بأن هناك قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو محكمة العدل الدولية، أو كلها مجتمعة في إعلان عدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية. دعني أسرد ثلاثة حوادث في الآونة الأخيرة:
– رفضت إسرائيل السماح لمكاريم ويـبـيسونو، المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دخول البلاد الذي كان مقررا بين يومي 9 و12 يونيو الحالي لإعداد تقرير عن أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وتقديمه في الدورة السبعين المقبلة للجمعية العامة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية علنا: «إن إسرائيل لا تتعاون عندما يكون التقرير معادياً لها بشكل مسبق». وقد رفضت إسرائيل التعاون مع أي من المقررين الخمسة الذين سبقوا ويبيسونو بمن فيهم ريتشارد فولك اليهودي الذي أصبح من أشد منتقدي إسرائيل في العالم. 
– رفضت إسرائيل التعاون مع لجنة التحقيق التي انتدبها مجلس حقوق الإنسان للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، التي قد تكون وقعت في الأراضي الفلسطينية بين 13 يونيو ونهاية أغسطس 2014 أثناء الحرب على غزة، بل أثارت إسرائيل زوبعة كبيرة ضد رئيس اللجنة وليم شباس، الكندي اليهودي، الذي اتهمته بالانحياز للجانب الفلسطيني سلفا فانحنى أمام العاصفة، واضطر أن يستقيل في أوائل فبراير الماضي. كان من المفروض أن يكون التقرير جاهزا في مارس، لكنه تأخر كثيرا وننتظره في أوائل يوليو. وأوكد لكم من الآن أنه سيتم تمييعه والتخفيف من حدته ثم إهماله مثل تقرير غولدستون حول حرب 2008/2009. 
– انعقد في نيويورك مؤتمر المراجعة التاسع لمعاهدة حظر الانتشار النووي بين 27 أبريل و 22 مايو برئاسة السفيرة الجزائرية طاووس فروخي. وانفض المؤتمر الذي جمع 193 دولة، بدون أن يتوصل لبيان ختامي. لماذا فشل المؤتمر؟ السبب إسرائيل. علما بأنها ليست عضوا في المعاهدة من بين دول هي الهند وباكستان وكوريا الشمالية، أي أن دولة ليست عضوا في المعاهدة استطاعت أن تستخدم الفيتو على مؤتمر فقط لأنها فوق القانون ولا تريد أن تبحث في مسألة إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى. طبعا اليد المنفذة للسياسة الإسرائيلية هي الولايات المتحدة، التي لم تستطع أن تثني يد إسرائيل لحضور مؤتمر يناقش (فقط يناقش) المسألة فقامت بثني أيادي 193 دولة من أجلها.
وبعد هذه العينات من الانتهاكات للقانون الدولي هل من أحد يلوم البشير على استهتاره بقرارات المحكمة الجنائية الدولية؟
٭ محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرزي

القدس العربي

المياه لصيام آمن

المياه لصيام آمن
 وسط ارتفاع في الحرارة قد يتخطّى في بعض البلدان العربيّة والإسلاميّة الدرجات المئويّة الخمسين، يحلّ شهر رمضان هذا العام. ولا يتردّد المؤمنون في الصيام على الرغم من طول ساعات النهار واشتداد القيظ والعطش، فالحديث واضح "من عطّش نفسه لله في يوم حار، كان حقاً على الله أن يرويه يوم القيامة".هذه ليست المرّة الأولى التي يؤدّي فيها الصائمون فريضتهم هذه وسط ظروف مماثلة، إلا أنهم وحتى يتمكّنوا من ذلك من دون مشكلات صحيّة تذكر، لا بدّ من بعض إرشادات. الدكتور سَني حليس، متخصص في طب العائلة ومحاضر في الجامعة الأميركيّة وفي جامعة القديس يوسف في بيروت، يحاول الإحاطة بالموضوع.يشدّد حليس في حديثه لـ "العربي الجديد" بداية، على أن "التجفاف هو الخطر الأساسي في صيام الصيف الحار والساعات الطويلة، خصوصاً إذا كان الصائم يعمل في الشمس أو يبقى لوقت طويل معرّضاً لأشعتها، وإذ لم يشرب كميات كافية من المياه في الفترة الممتدة من الإفطار إلى السحور".والتجفاف قد يؤدي بحسب حليس إلى "دوخة وهبوط في الضغط. كذلك قد يصاب الصائم بجلطات، في حال وجود استعداد لها أو كان مصاباً بالسكري أو يتناول أدوية معيّنة كتلك المدرّة للبول مثلاً - في حال كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم - أو لا يقوم بحركة كافية أو كان مسافراً. حينها يتضاعف خطر الجلطات ثلاث أو أربع مرات".ويوضح حليس أن الشعور بالعطش قد يكون ردّ فعل يدلّنا على التجفاف. لكن عدم الشعور بالظمأ لا يعني أن المرء لا يعاني منه. فالمتقدمون في السن قد يعانون من التجفاف من دون أن يشعروا بالعطش. من هنا، "لا بدّ من الانتباه إلى كميات المياه المستهلكة، أقله ليترَان. والاستهلاك يرتبط أيضاً بالمجهود المبذول خلال النهار والتعرّق".إلى ذلك، يدعو حليس إلى الحدّ من التعرّض للشمس وعدم ممارسة الرياضة في النهار قبل الإفطار، إذ بذلك تنشف مياه جسم الصائم كلياً. لكنه "من المفيد أن يمشي الصائمون بعد الإفطار لمدة ساعة تقريباً. من المهم أن يثابروا على مجهود رياضي، من دون إجهاد كبير".في خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، يعاني الصائمون بحسب حليس من "مشكلات في التأقلم مع نظام الأكل المستجدّ. هم يتّجهون إلى الإسراع في تناول الطعام في وجبة واحدة، فيعانون بالتالي من مشكلات في المعدة لا سيّما النفخة. من هنا، لا بدّ من مضغ الطعام جيداً". يضيف أنه "من المفضّل البدء بالتمر والمياه، وبعد فترة قصيرة تناول الشوربة لتتبعها الأطعمة المتوفّرة الأخرى، وإنما باعتدال".ويعود حليس إلى المياه، قائلاً إنها "السائل الأهم لتخفيف العطش وللارتواء. فالعصائر قد تكون منعشة وطيبة المذاق، لكنها تحتوي على كثير من السكر وقد تزيد الوزن، بالإضافة إلى أنها لا تمنح شعوراً بالارتواء. لذا يفضّل استهلاكها باعتدال". ويشير إلى أن استهلاكنا للحلويات يزداد في رمضان. بالتالي إذا أضفنا العصائر إليها، هذا يعني أن استهلاكنا للسكر أصبح كبيراً جداً". وكبديل عن العصائر، ينصح بتناول "الفواكه كاملة، إذ تحتوي على ألياف تساعد في عملية الهضم وتمنح شعوراً بالشبع". إلى جانب النفخة، يتحدّث عن مشكلة هضميّة أخرى هي الإمساك، نتيجة نقص المياه وعدم تشغيل المعدة والجهاز الهضمي. لذا يأتي استهلاك الأطعمة التي تحتوي على ألياف ضرورة.ويشدّد حليس على "أهميّة السحور. فساعات الصيام طويلة، وتقسيم الوجبات مهم جداً. لذا يُنصح بتأخير موعد السحور قدر المستطاع". بالنسبة إليه، من المفضّل أن تأتي هذه الوجبة متنوّعة حتى تزوّد الجسم بطاقة تساعده على الصمود. ويحذّر من "المبالغة في الكميات. فذلك يؤدي إلى نفخة ويزيد من حموضة المعدة".من جهة أخرى، يلفت حليس إلى أن الصيام قد يكشف مشكلة صحية لم يكن الصائم متنبها لها. إذا فقد وعيه مثلاً، لا يجب الاستخفاف بذلك. لا بدّ من أن يفطر ويوقف صيامه ويراجع طبيبه بأسرع وقت.. "فليس على المريض حرج". كثر هم الذين يكابرون، لكنهم بذلك يزيدون المشكلات الصحية سوءاً. هؤلاء يعدّون الصيام واجباً لا بدّ منه حتى ولو كانوا مرضى.يبقى أن للصيام فوائد كثيرة على جسم الإنسان بحسب ما يؤكد حليس، وهو "يحتمل ذلك من دون مشكلة طالما نحن قادرون على ترطيبه. المشكلة ليست في نقص الأكل بل في نقص المياه".تجربة مفيدة صحياًفي رمضان، يمتنع البعض عن التدخين. ويتمنى الدكتور سَني حليس، قائلاً: "يا ليتهم لا يعودون. الصيام قد يكون فرصة لتغيير نمط الحياة. إلى البعد الديني والروحي، الصيام تجربة مفيدة صحياً". يضيف: "والتدخين لا يحصر فقط بالسجائر. فثمة مشكلة أكبر هي النراجيل التي يزيد استهلاكها، خصوصاً في سهرات الخيم الرمضانيّة".
العربي الجديد

التمر توأم الإفطار والسحور.. أنواعه وفوائده

التمور
منذ فجر الإسلام، يرتبط شهر رمضان بعادات غذائية متبعة عند الإفطار والسحور، لعلّ أبرزها تلك المكانة التي تحظى بها التمور، بأنواعها المختلفة وفوائدها العديدة. كثيرة هي الدول العربية والإسلامية التي تنتج التمور بكميات كبيرة. والأبرز على هذا الصعيد مصر والسعودية وإيران والإمارات وباكستان والجزائر والعراق والسودان وتونس وعمان وليبيا. ووسط هذا الانتشار الكبير لخريطة الإنتاج، تتعدد أنواع التمور. وكلّ دولة من الدول تفتخر بتمورها متعددة الألوان من الأكثر دكانة إلى الأفتح، وتصنفها من الأفضل إلى الأقل جودة. وربما يكون نوع التمر نفسه أحياناً لكنّ تسميته تختلف بحسب البلد. ومن تمور السعودية عجوة المدينة، وسكري القصيم، وصفري بيشة، وخلاص الخرج. وفي مصر الحياني، والزغلول، والسماني وبنت عيشة. كما يدرج الباعة المصريون على إطلاق أسماء فكاهية موسمية على التمور تحاكي الأحوال السياسية والاجتماعية. وهي أسماء تحدد سعر التمر الغالي منها والرخيص، كما هو الحال مع انتخاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في ولايته الأولى، حيث أطلق على أحد الأنواع "بلح أوباما" وكان من التمور الغالية. وفي العراق أسماء مميزة كالبرحي، والزهدي، والأشرسي والحلاوي. وكذلك في السودان كالبرقاوي والتمود والقنديل والجاو. وفي الجزائر دقلة النور والبسر والحمراية والتكرمست. وفي تونس التوزرزايت والترنجة والأرشتي. وفي إيران تشتهر تمور مضافتي، واستعمران، وخاصويي. أما فوائد التمور فتشير مواقع التغذية كـ"نيوتريشن أند يو" إلى بعض منها كالتالي: 1- التمور خالية من الكولسترول، وتحتوي على نسبة منخفضة من الدهون. وفي المقابل هي غنية بالفيتامينات والمعادن، والبروتينات، والألياف. 2- تساعد التمور في تعزيز الجهاز الهضمي، مع احتوائها على ألياف قابلة للذوبان، وأخرى غير قابلة، وكذلك على أنواع مختلفة من الأحماض الأمينية. 3- التمور مصدر مهم للطاقة مع احتوائها على أنواع سكر طبيعية كالغلوكوز والفركتوز والسكروز. ومع ذلك، فهي قليلة السعرات الحرارية. وبالتالي هي مناسبة للحميات الغذائية بهدف تخفيف الوزن. 4- التمور غنية بالبوتاسيوم وقليلة الصوديوم، مما يساعد في تنظيم عمل الجهاز العصبي. 5- التمور غنية بالحديد ومفيدة جداً في علاج فقر الدم. 6- يساعد التمر في علاج الإمساك. ويمكن أن يعزز القدرة الجنسية في حال تناوله مع حليب الماعز والعسل. 
العربي الجديد

السودانيات يبيّضن بشرتهن


بينما تلجأ سودانيات كثيرات أخيراً إلى كريمات تفتيح البشرة وحقن التبييض، ولا يكاد يخلو بيت من هذه المنتجات، انطلقت عدة مبادرات مضادة تهدف إلى كبح استخدام هذه المستحضرات بسبب خطورتها المرتفعة.وتحث المبادرات النساء على الاحتفاظ بلون بشرتهن الطبيعي، ومنها مبادرة أطلقتها طالبات كلية الصيدلة في جامعة الخرطوم بعنوان "بشرتي ذهبية وأنا أريدها كذلك". تحاول المبادرة إقناع ملايين النساء والفتيات بترك المستحضرات المستوردة من جنوب أفريقيا لما فيها من مخاطر الإصابة بسرطانات الجلد والفشل الكلوي وأمراض الكبد وفقر الدم، لاحتوائها نسباً مرتفعة من الزئبق والكورتيزون.من جهتها، تقول الحاجة فاطمة: "في زمننا لم نكن نعرف الكريمات، وكانت العروس تتزين بما هو طبيعي يمنح بشرتها لمعاناً ويحافظ على لونها الطبيعي، كالدلكة". والدلكة عجينة توضع في إناء كبير تعرّض لدخان خشب الطلح، وتعطّر بالعطور السودانية والباريسية النفاذة، وتستخدم في تقشير الجلد بشكل طبيعي. وهنالك أيضاً الدخان، وطريقته وضع خشب الشاف والطلح في حفرة صغيرة توقد فيها النار ويتصاعد دخان منها رائحته تجلس المرأة على ساتر فوقه، وهو شبيه بحمام الساونا. تقول فاطمة: "اليوم تتجه الفتيات إلى الكريمات.. والواحدة منهن تراها اليوم سمراء، وبعد ثلاثة أيام تصبح خواجاية (أي بيضاء)".من جهته، أكد مركز الإحصاء في مستشفى الأمراض الجلدية والتناسيلة في الخرطوم، أنّ المستشفى استقبل العام الماضي 20 ألفاً و852 حالة تشوه ناجمة عن استخدام كريمات تبييض البشرة. ويقول مصدر من المستشفى لـ"العربي الجديد" إنّ من بين كلّ خمس حالات ترد إلى المستشفى هناك ثلاث حالات ناجمة عن أضرار الكريمات. ويتابع أنّ الآثار الجانبية للكريمات التي تظهر في شكل تشوهات جلدية، تعتبر أكبر مشكلة للفتاة بسبب آثارها النفسية اللاحقة التي تقود البعض منهن إلى الانعزال في المنزل أو التفكير في الانتحار.وعن ذلك، يقول أستاذ الصحة النفسية علي محمد لـ"العربي الجديد": "معايير الجمال في السودان اختلت في الآونة الأخيرة بسبب العولمة، والانفتاح على الفضائيات، وكثافة الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤثر على مفاهيم الجمال.. فالبياض وطول الشعر والرشاقة وما إلى ذلك من معايير بات يتم من خلالها قياس ما نطلق عليه بسيكولوجيا الجمال". ويتابع: "فقدان الثقة بالنفس والرغبة بالشعور بالأمان العاطفي، إلى جانب الرغبة بالحصول على فرص عمل، يقود النساء إلى استخدام المبيضات". ويضيف: "هذا ما يجعلنا نقول إنّ حواء السودان دخلت مرحلة إدمان الكريمات مما يتطلب إرشاداً نفسياً وتأهيلاً حتى لا تقع المرأة ضحية للمضاعفات الخطيرة لتلك المستحضرات، والتي قد تصل إلى حد الوفاة". ويكشف أنّ "الفتيات يعلمن بمخاطر الكريمات، ومع ذلك يستخدمنها، وكأنّ هناك شعاراً خفياً بينهن أنّ الموت بيضاء أفضل من العيش سمراء".ويقع الصيادلة وأطباء الجلد في قفص الاتهام، بمساهمتهم في الترويج للمستحضرات، وتركيب خلطات يروج لها على أنّها طبيعية بينما تحتوي مواد كيميائية ضارة. وهدفهم في ذلك الربح السريع.وتقول صاحبة عيادة فضلت حجب اسمها لـ"العربي الجديد" إنها تستقبل يومياً نحو 30 فتاة وفق حجز مسبق، كلهن يبحثن عن علاجات للبشرة. وتؤكد أنّ عيادتها تدرّ دخلاً يومياً يتعدى في المتوسط 7 آلاف جنيه سوداني (1170 دولاراً أميركياً). لكنها تزعم أنّها تعمل على تفتيح البشرة بشكل طبيعي فقط. وتقول سلافة التي تتردد على العيادة لـ"العربي الجديد": "أخصص مبلغاً كبيراً لخلطات الدكتورة، فهي تفتّح بشرتي، لكن عندما أتوقف عنها تعود إلى ما كانت عليه".ومن ناحية أخرى، تشجع مراكز التجميل تلك تفتيح البشرة باعتباره معياراً للجمال، ولا تعلّق على جدرانها إلاّ صور نجمات وعارضات بيضاوات غالباً. وهو اتهام يوجه أيضاً إلى بعض القنوات الفضائية في الخرطوم التي تجبر الفتيات على تفتيح بشرتهن كشرط أساسي للعمل كمذيعات.كذلك، تشير التقارير إلى أنّ فاتورة استيراد مستحضرات التجميل تعدت العام الماضي مليوني دولار. وكان المجلس القومي للصيدلية والسموم قد حظر بيع وشراء 13 منتجاً منها لمخالفتها المواصفات. إلاّ أنّ تلك المستحضرات المحظورة تسربت إلى الأسواق ووجدت إقبالاً كبيراً رغم العلم بحظرها. وهو ما دفع وزارة التجارة الخارجية إلى التحذير من إغراق الأسواق بالمنتجات المخالفة للمواصفات.
العربي الجديد

الخميس، 18 يونيو 2015

شبكة اجتماعية جديدة "تعزز" الديمقراطية



أطلق الملياردير والرئيس التنفيذي في فيسبوك، شون باركر، شبكة اجتماعية مدنية جديدة، عبر تطبيق للهواتف الذكية، تعنى بتعزيز الديمقراطية وفتح المجال لهم بالانخراط بالعملية السياسية.

وتسلط شبكة "بريغيد" وتعني بالعربية اللواء أو سرية الجيش، الضوء على القضايا السياسية والمدنية، ويمكن الحصول على التطبيق عن طريق الدعوة حاليا، وتدريجيا سيتم فتح المجال كليا للوصول إليه.
وقال شون باركر لموقع ماشابل إن "أميركا لم تكن مهيئة للديمقراطية بوجود أكثر من 300 مليون نسمة، بل كانت مهيئة فقط لـ325 ألف من البيض فقط".
وأضاف "مهمتنا أصبحت إعادة تنشيط وتفعيل المشاركة المدنية والسياسية في أميركا عن طريق تمكين المواطنين".
وتمنح "بريغيد" المستخدمين إمكانية الانحياز لجانب ضد آخر في مختلف الموضوعات، وهو ما تطلق عليه الشبكة اسم "positions" بالتالي يمكن للمستخدمين التعبير عن رأيهم في دفع الضرائب، وحقوق المرأة والعملية الانتخابية وغيرها، ويمكنهم إضافة سبب لاختيارهم.

الكويت: السجن أو الغرامة للمجاهر بالإفطار خلال رمضان

أبراج الكويت
الكويت ـ الأناضول ـ  
حذرت وزارة الداخلية الكويتية من المجاهرة بالإفطار خلال شهر رمضان، مؤكدة أن العقوبة القانونية لمن يجاهر بالإفطار في نهار رمضان هي 100 دينار (310 دولارات )، أو بالحبس شهرًا.
ودعت إدارة الإعلام الأمني في وزارة الداخلية، في بيان لها اليوم الخميس، المواطنين والمقيمين في البلاد إلى “الحفاظ على القيم والعادات المرتبطة بهذا الشهر الفضيل واحترام مشاعر الصائمين بعدم المجاهرة بالإفطار نهارًا مخالفةً للقانون رقم 44/1968″.
و ينص القانون المذكور على “المعاقبة بغرامة لا تتجاوز مائة دينار وبالحبس مدة لا تتجاوز شهرًا أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
وأجازت المادة الثانية من القانون لوزير الداخلية إصدار قرار بإغلاق ما يرى ضرورة إغلاقه من المحلات في نهار رمضان تحقيقا لأغراض هذا القانون.


بكري حسن صالح يوجه بوضع رؤية استثمارية للسودان

النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح
الخرطوم (سونا) -
وجه النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح بوضع رؤية استثمارية للسودان بالتركيز على الاستثمارات القومية المرتبطة بمبادرة الأمن الغذائي ، جاء ذلك لدى لقائه اليوم بمكتبه بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بوزير الاستثمار مدثر عبد الغني، والذي أوضح أنه أطلع النائب الأول على الترتيبات التي تقوم بها الوزارة بالتعاون مع الوزارات والولايات لوضع رؤية استثمارية للسودان، مبينا ان السيد النائب الأول وجه بإحكام التنسيق مع الولايات فيما يلي القضايا الخاصة بمعينات الاستثمار والوقوف على حجمه بالولايات ووضع إضافة جديدة بالتركيز على الاستثمارات في مجال البنيات التحتية واستقطاب استثمارات الدول العربية.