توصلت إيران إلى اتفاق مع القوى العالمية الست للحد من أنشطتها النووية الحساسة لأكثر من عقد من الزمن في مقابل رفع العقوبات. وتمتلك البلاد عددا من المواقع النووية، التي تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مفاعل أراك لإنتاج الماء الثقيل
ظهرت المنشأة التي تنتج الماء الثقيل بالقرب من بلدة أراك لأول مرة مع نشر صور بالأقمار الصناعية من قبل معهد العلوم والأمن الدولي (مقره في الولايات المتحدة) في ديسمبر/كانون الأول 2002. ويحتوي الوقود المستنفد من مفاعل الماء الثقيل على البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في تصنيع قنبلة نووية.
وفي أغسطس/آب 2011، زارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقع مفاعل IR-40 للماء الثقيل في أراك. وأبلغت إيران الوكالة الدولية بأنها كانت تخطط لتشغيل المفاعل في أوائل 2014.
وستعمل محطة إنتاج الماء الثقيل المجاورة في أراك على توفير المياه الثقيلة للمفاعل. ولا تخضع المحطة حاليا للتفتيش أو الفحص من قبل الوكالة الدولية، لكن الوكالة لا تزال تراقبها عن طريق صور الأقمار الصناعية. وفي عام 2012، قالت الوكالة إن المحطة لا تزال مستمرة في العمل على ما يبدو.
وكانت القوى العالمية تسعى في الأساس لتفكيك مفاعل أراك بسبب خطر انتشار الأسلحة النووية. وبموجب الاتفاق النووي المؤقت والموقع في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، وافقت إيران على عدم تشغيل المفاعل أو تزويده بالوقود. ومنذ ذلك الحين تفيد تقارير بأنها وافقت على تعديل المفاعل بحيث ينتج كمية أقل من البلوتونيوم، وبالتالي يقل خطر انتشار الأسلحة النووية.
محطة بوشهر النووية
بدأ برنامج إيران النووي عام 1974 مع وجود خطط لبناء مفاعلين نوويين تجاريين في بوشهر بمساعدة ألمانية.
تخلت إيران عن المشروع بسبب الثورة الاسلامية بعد خمس سنوات، لكنها عادت إليه مرة أخرى في تسعينيات القرن الماضي عندما وقعت طهران اتفاقا مع روسيا لمعاودة العمل في الموقع.
تأخرت موسكو في الانتهاء من المشروع في حين كان مجلس الأمن الدولي يجري مناقشات في هذا الصدد ثم مرر المجلس قرارات تهدف إلى وقف تخصيب اليورانيوم في إيران. وبينما يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود للمفاعلات النووية، فإنه يمكن أن يستخدم أيضا في تصنيع قنابل نووية.
في ديسمبر/كانون الأول 2007، بدأت موسكو تسليم اسطوانات اليورانيوم المخصب التي يحتاجها المفاعل الذي تم ربطه رسميا بشبكة الكهرباء الوطنية الإيرانية في سبتمبر/أيلول 2011، ليولد 700 ميغاواط من الكهرباء.
وفي أغسطس/آب 2013، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد تفتيش المحطة إن المفاعل يعمل بنسبة 100 بالمئة من طاقته.
وأثار المفاعل مخاوف تتعلق بالسلامة بسبب دمج بين تصميمين أحدهما ألماني والأخر روسي، كما أنه قريب من صدع كبير في صخور القشرة الأرضية، علاوة على أن المنطقة تعاني من وقوع زلازل في كثير من الأحيان. وفي أبريل/نيسان 2013، شهدت المنطقة زلزالا بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر.
منجم غاشين لليورانيوم
في ديسمبر/كانون الأول 2010، قالت إيران إنها أنتجت لأول مرة محليا مركزات خام اليورانيوم (أو ما يعرف بالكعكة الصفراء)، ونقلتها إلى المفاعل الذي يمكن أن يجعلها جاهزة للتخصيب.
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الأدلة تشير إلى أن منجم غاشين، الذي يقع بالقرب من ميناء بندر عباس على الخليج، كان الهدف منه في الأساس هو أن يكون مصدرا لليورانيوم لاستخدامه في برنامج نووي عسكري. ولا ينتج المنجم ما يكفي من "الكعكة الصفراء" لتوفير الوقود اللازم لمفاعل بالطاقة الكهربائية - لكن برنامج الأسلحة النووية يستخدم كمية أقل بكثير.
وكان يعتقد أن إيران لديها مخزون قليل من هذه المادة، استوردته في الأساس من جنوب أفريقيا. ولكن منذ غاشين، افتتحت طهران منجمي يورانيوم في ساغند بوسط إيران ومصنع لإنتاج الكعكة الصفراء في أردكان.
وفي يناير/كانون الثاني 2014، سمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة منجم غاشين للمرة الأولى منذ عام 2005.
محطة أصفهان لمعالجة اليورانيوم
في عام 2006، بدأت إيران تشغيل منشأة لمعالجة اليورانيوم بمنشأة الأبحاث النووية في أصفهان بهدف تحويل الكعكة الصفراء إلى ثلاثة أشكال:
- غاز سداسي فلوريد الكبريت - يستخدم لعمليات التخصيب، كما هو الحال في نطنز وفوردو
- أكسيد اليورانيوم – يستخدم لتزويد المفاعلات بالوقود
- معادن - تستخدم في بعض أنواع عناصر الوقود، وكذلك في تصنيع القنابل النووية.
وسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2013.
منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم
تعد محطة نطنز لتخصيب الوقود هي أكبر منشأة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في إيران. وتعمل المحطة منذ فبراير/شباط 2007، في مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تطالب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم.
تتكون المنشأة من ثلاثة مبان كبيرة تحت الأرض، قادرة على تشغيل ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي. ويتم ضخ غاز سداسي فلوريد اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي، التي تفصل معظم النظائر الانشطارية لليورانيوم (U-235).
وتنتج محطة نطنز اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يحتوي على ما يتراوح بين 3 بالمئة و4 بالمئة من تركيز U-235، وهو ما يمكن استخدامه لإنتاج وقود لمحطات الطاقة النووية، لكن يمكن تخصيبه أيضا إلى مستوى الـ 90 بالمئة اللازم لإنتاج أسلحة نووية.
وأكد تحليل العينات البيئية المأخوذة من المحطة وغيرها من التجارب التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أن المنشأة كانت تستخدم لإنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب.
موقع بارشين العسكري
يتمثل الهدف الرئيسي من موقع بارشين، جنوب العاصمة طهران، في عمليات بحث وتطوير وإنتاج الذخائر والصواريخ والمتفجرات.
ظهرت المخاوف بشأن الدور المحتمل لهذا الموقع في البرنامج النووي الإيراني في عام 2004، عندما ظهرت تقارير تفيد ببناء محطة كبيرة من أجل إجراء التجارب الهيدروديناميكية.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن التجارب الهيدروديناميكية، التي تنطوي على مواد شديدة الإنفجار بالتزامن مع المواد النووية أو بدائل المواد النووية، تعد "مؤشرات قوية لتطوير سلاح محتمل".
وفي عام 2005، سمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرتين بالوصول إلى أجزاء من بارشين، وتمكنوا من الحصول على العديد من العينات البيئية.
وأشار تقرير صدر عام 2006 إلى أنهم "لم يلاحظوا أي أنشطة غير عادية في المباني التي تمت زيارتها، وأن نتائج تحليل العينات البيئية لا تشير إلى وجود مواد نووية".
لكن الشكوك حول بارشين ما زالت مستمرة، وسعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا لزيارة المنشأة مرة أخرى. وبعدما قدمت الوكالة طلبا لزيارة المنشأة في أواخر عام 2011، لاحظت أن هناك عمليات هدم وبناء جديدة في الموقع. وفي فبراير/شباط 2012، تم رفض دخول المفتشين.
واشتكت الوكالة الدولية في وقت لاحق من أنها لم تتمكن من "توفير ضمانات ذات مصداقية بشأن عدم وجود مواد وأنشطة نووية غير معلنة في إيران"، وأنه لا تزال لديها "مخاوف جدية بشأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني".
محطة قم لتخصيب اليورانيوم
في يناير/كانون الثاني 2012، قالت إيران إنها بدأت تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو التي تخضع لحراسة مشددة تحت الأرض، بالقرب من مدينة قم المقدسة.
وبدأت إيران بناء الموقع في السر، لكنها اضطرت لاحقا للاعتراف بوجوده بعد مواجهتها بالأدلة بصور بالأقمار الصناعية في سبتمبر/أيلول 2009.
وفي يونيو/حزيران 2011، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها كانت تخطط لانتاج اليورانيوم متوسط التخصيب، والذي يحتوي على نسبة 20 بالمئة من تركيز U-235، في فوردو.
وقالت إيران إن اليورانيوم المخصب سيستخدم كوقود لمفاعل الأبحاث في طهران، الذي ينتج النظائر الطبية. لكن اليورانيوم بتركيز 20 بالمئة يمكن أيضا أن يخصب بنسبة 90 بالمئة أو "أسلحة نووية".
وبموجب الاتفاق النووي المؤقت الذي وقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، توقف إنتاج اليورانيوم متوسط التخصيب في فوردو، وحولت إيران مخزونها إلى أشكال تعد أقل خطرا على انتشار الأسلحة النووية.
وقال أحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014، إن موقع فوردو كان ينتج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 5 بالمئة.
BBC