الأربعاء، 10 يونيو 2015

تحالف المعارضة... انفجار



الخرطوم: علاء الدين محمود
رئيس حزب: الاجتماع الأول كاد أن يطيح بأبو عيسى بينما نجح الثاني في إبعاد الثلاثي
التحالف يفصل البعث، وحشد، والتغيير الديمقراطي
الأحزاب الثلاثة واجهت أبو عيسى بكونه عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي
وداعة: القرار غير رسمي والاجتماع حضرته 10 أحزاب
بولاد: نداء السودان يستجدي التسوية السياسية

"انفجار" هكذا وصف محدثي رئيس الحزب المعارض الوضع داخل تحالف قوى الإجماع الوطني، ويمضي رئيس الحزب العضو في التحالف متحدثا عن الأوضاع داخل التحالف قائلا: إن انقساما حادا قد وقع نتيجة الموقف من التسوية السياسية والمشاركة في مؤتمر باريس، كاشفا أن اجتماع المعارضة الذي عقد الأسبوع الماضي قد قام بفصل أحزاب البعث الأصل وحشد، والتغيير الديمقراطي، عن جسد التحالف نسبة لمواقفهم المعارضة للتسوية عن طريق الخارج وما أسموه استدعاء الأجانب واللجوء إلى المجتمع الدولي وكذلك تلك الرحلات الماكوكية في العواصم الأوروبية والتي من المتوقع أن تكون محطتها القادمة باريس، وقال رئيس الحزب المعارض الذي- فضل حجب اسمه: إن الجميع أقر ذلك القرار بينما تحفظ عليه الحزب الشيوعي.
مخاشنات
رئيس الحزب ذو الميول القومية الذي كان يتحدث إلى (التيار) قائلا: إن مخاشنات كبيرة شهدها الاجتماع وصوبت انتقادات حادة تجاه رئيس التحالف فاروق أبو عيسى المحامي، وكانت تلك الأحداث بدأت في اجتماع الخميس الماضي، ووصلت ذروتها أول أمس الإثنين، وكان الصراع منصبا بشكل أساس حول الموقف من الحوار، وكيفيته، وخيار التسوية السياسية، وأضاف أن الاجتماع الأول كاد أن يطيح بفاروق أبو عيسى بينما نجح الاجتماع الثاني في الإطاحة بالأحزاب الثلاثة. 
استجداء
بينما يقول كمال بولاد الأمين السياسي لحزب البعث القومي: إن بعض القوى في الداخل والخارج تتداعى هذه الأيام للقاء في باريس، وجوهر هذا اللقاء البحث عن مسار جديد للتسوية مع النظام باستجداء ما يسمى بالمجتمع الدولي الغربي، والذي فشل أبريل الماضي في إجبار النظام على الحضور إلى أديس أبابا من أجل إكمال برلين الأولى باسم المؤتمر التحضيري، ويقول بولاد: إن حزبهم يؤكد أن أية تسوية مع النظام مهما كانت دعاويها سوف تزيد من معاناة شعبنا، وتبارك الفساد، وتطيل عمر النظام، واستمرار الحرب، وأضاف بالقول: "نحن نظل مع شعبنا من أجل البديل الوطني الديمقراطي الذي يصفي ركائز الفساد والشمولية ويوقف الحرب".
تفاصيل ما حدث
ويقول محدثي رئيس الحزب عضو التحالف: إن فاروق في وسط معمة المهاترات التي حملها اجتماع الخميس الماضي لوح باستقالته فكان رد المجموعة المناوئة له بـ "مقبولة"، وتمت مواجهته خاصة من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة علي الريح السنهوري بكونه شيوعيا وعضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ويصف محدثي أجواء النقاش بأنها شهدت توترا وحدة في النقاش ومهاترات في الحديث، ويضيف محدثي أن البنود الأساسية التي طرحت مناقشة الوفد الذي سيذهب إلى باريس، وأخذت تلك المجموعات المناوئة لأبو عيسى كونه قد اختار تلك المجموعة بشكل سري ومن جهة، وحزب معين بعيدا عن الهيئة العامة واجتماع الرؤساء؛ مما يعني لهم أن القصة مرتبة، ويقول محدثي: إن المجموعة التي تم فصلها قالت: إنها ضد نداء السودان، وبرز تيار يرى أن المجموعة التي ستسافر إلى باريس من أجل اجتماع "نداء السودان" أمام خيارين إما أن تمثل نفسها أو ألّا تذهب، ويقول: إن المسافرون دافعوا عن أنفسهم، وقالوا: إن اختيارهم قد تم عن طريق لجنة، غير أن محدثي نفى ذلك، وقال: إن فاروق أبو عيسى سارع إلى إنهاء الاجتماع دون قرار؛ حتى يتمكن المسافرون من السفر، ويضع الناس أمام الأمر الواقع. 
إقصاء
ويواصل محدثي قائلا: إن الدعوة إلى عقد اجتماع يوم السبت الماضي من قبل حزب المؤتمر السوداني الذي دعا إلى اجتماع الرؤساء؛ لمناقشة قضية المجموعة التي تقف ضد نداء السودان، ويقول محدثي: إنه قد رفض الدعوة، وقال لهم: إن قضية رافضي نداء السودان ليست بالجديدة، وأنهم ظلوا على موقفهم منذ فترة طويلة، مضيفا أن هنالك من يقفون ظاهرا مع نداء السودان لكنهم في الواقع يعرقلون "نداء السودان"، متهما بذلك فاروق أبو عيسى والحزب الشيوعي والناصريين، ويضيف أن الوفد الذي يريد أن يسافر إلى باريس يهدف إلى عرقلة قضيتين الأولى الهيكلة والثانية تطوير نداء السودان، متهما إياهم بأنهم لا يريدون الأمرين لأنهم ـ حسب إفادته ـ وهم لا يريدون ذلك ولا يريدون "نداء السودان"؛ لأنه يضم أجساما أكبر منهم مثل حزب الأمة، والجبهة الثورية؛ لذلك يسعون للسيطرة على تحالف قوى الإجماع الوطني، وذكر محدثي أنه رفض اجتماع السبت ووصفه بالانقسامي والتآمري، وأنه قد ذكر لهم أن الحل يكون في اجتماع نظامي، واصفا اجتماع السبت بالورطة؛ لأن المجتمعين توصلوا إلى طرد الأحزاب الثلاثة؛ لكونهم قد أساءوا إلى رئيس التحالف "فاروق أبو عيسى" وعرقلة "لنداء السودان". 
ويقول الرجل: إن موقف الحزب الشيوعي كان مناقشة تلك المجموعة، وعلى الرغم من أن الجميع قد اتفقوا على أن اجتماع السبت هو اجتماع تشاوري يتم نقل مقرراته إلى اجتماع نظامي إلا أن محدثي يقول إن الأغلبية هي ذات الأغلبية، وأنهم سينفذون ما توصل إليه اجتماع السبت، واصفا ما حدث بالخطير.
انقلاب
الأستاذ محمد وداعة القيادي في حزب البعث السوداني وصف ما حدث في ذلك الاجتماع بالانقلاب داخل تحالف قوى الإجماع الوطني، غير أنه عاد ليقول إن القرار الذي أصدرته 10 من أحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني بطرد أحزاب البعث الاشتراكي، وحشد، والتغيير الديمقراطي، وصفه بالقرار غير الرسمي، وكشف أن القرار جاء بمقترح من حزب المؤتمر السوداني الذي يقوده إبراهيم الشيخ بينما تحفظ عليه الحزب الشيوعي وقال وداعة: إن حزبي البعث السوداني والتحالف السوداني بقيادة عبد العزيز خالد رفضا المشاركة في اجتماع انقسامي. 
ويقول وداعة: إن هذا القرار يمثل مرحلة خطيرة في تطور حالة الانقسام في تحالف المعارضة، وهو عمل غير ديمقراطي، فلا يمكن أن يتم التقرير في شأن أي عضو في غيابه، ويتم الأمر دون مساءلة أو محاسبة، في إهدار تام لأبسط قواعد الممارسة الديمقراطية، وانتفاء للعدالة في تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم، على الرغم من أن هذه الأحزاب كان لها موقف رافض لنداء السودان، موضحا أن هذا الموقف ليس وليد أمس، وهناك قوى أخرى لديها الموقف نفسه ولم تطالها القرارات، شارحا أن القرار لا يستند إلى لائحة أو تقاليد العمل داخل التحالف، ويكشف هشاشة المعارضة، وعدم وحدتها، ويقول وداعة وفي تعريض بجهات لم يسمها قال وداعة: إن تلك المجموعة التي جاهرت بوقوفها ضد (نداء السودان) لا عيب في موقفها لكن العيب في القوى التي تعمل ضد (نداء السوان) في الخفاء.

التيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق