الاثنين، 20 يوليو 2015

والي النيل الأزرق: الحوار سيجهض أي أحلام للمعارضة

الدمازين – (اليوم التالي)
قال حسين يس حمد، والي ولاية النيل الأزرق، إن انعقاد آلية الحوار الوطني عقب عطلة عيد الفطر المبارك من شأنها أن تجهض أي أحلام للمعارضة التي ستجد نفسها معزولة وستبحث لها عن منافذ تعيدها للإجماع الوطني. وأضاف الوالي في حوار مع (سونا)، أن الأحزاب والقوى السياسية وبعض القوى التي تحمل السلاح تجنح للحوار، داعياً القوى الأخرى إلى استغلال مبادرة رئيس الجمهورية وإلقاء السلاح والاحتكام إلى صوت العقل والانخراط في مسيرة الحوار الوطني تحقيقاً لسلام عادل يرضي الجميع خاصة أن الحرب لن تحقق أي مطالب بل تزيد معاناة أهل الولاية وتُشرد أسرهم وتقعد بالولاية عن ركب التنمية، داعياً الإعلام للعب دور مقدر في توجيه الرأي العام واستنفاره لدعم مسيرة السلام والتنمية




خالية تماماً" أول أيام عيد الفطر المبارك في الخرطوم


الخرطوم – زهرة عكاشة
تحتفل شعوب العالم بعيد الفطر المبارك يعيده الله علينا بالخير واليمن والبركات، ومن مكان لآخر يختلف طعمه ونكهته، ويكون له مذاق خاص يميزه. لكن في كل الأحوال، فإن الطابع السوداني قلَّ أن نجد نظيراً له في أي مكان آخر، ربما يعود ذلك لأن نسقنا الاجتماعي يحتفي كثيراً بقيم الرحمة والمودة، التسامح، المطايبة، التواصل، التكافل والتعاضد الاجتماعي، بما لا ينافسنا فيه أحد، لكن عيد هذا العام طغت عليه بعض التغيرات والتبدلات التي تحتاج لوقفة حقيقية، حتى لا تتسع الفجوة وينتهي كل شيء.
قبل العيد.. احتلال السوق
قبل العيد بأسبوع تقريباً تبدل حال شوارع الخرطوم وأسواقها بشكل لافت، واكتظت بكم هائل من البشر ما بين بائع ومشترٍ، وفي سوق أم درمان لم يستطع أحد التجول بارتياح لازدحامه بالناس، وشكى عدد من المواطنين من ضيق الشوارع، لاسيما في ظل الوجود الكثيف للباعة الجائلين و(الفريشة) الذين يعيثون في السوق، ويحتلونه بالكامل بفرش بضاعتهم أينما شاءوا دون اهتمام أو اكتراث لجغرافية المكان، فلا يتركون مساحة تسمح للزبائن بالمرور والعبور، وينطبق الحال على سوق بحري الذي لن يستطيع أحد أن يضع عليه قدميه بسبب العدد المهول من البشر الذين أتوا من كل صوب وحدب للحصول على مستلزمات العيد، لكن وبعد النظر للأسعار الخرافية اكتفى أغلبهم بمتابعة خطوط الموضة. أما المواصلات التي تقلك إلى سوق أم درمان فحدث ولا حرج، إذ لا يزال الاستغلال وانعدام الرقابة سيدي الموقف، فسعر تذكرة (الهايس) الشهداء من موقف أم درمان بجاكسون بلغ (3) جنيهات بدلاً من جنيهين للفرد، وأرجع كثيرون ذلك إلى ما أسموه بالطمع الذي أعمى قلوب الناس وأفئدتهم.
بري.. لوحة زاهية
وفي أول أيام عيد الفطر المبارك لا يزال سكان أحياء بري (المحس والدرايسة واللاماب) بمحلية الخرطوم شرق يحتفظون  بالعادات والتقاليد التي نشأوا عليها، فعقب صلاة العيد استقبل أهالي بري تهانئ وتبريكات الأهل والأصدقاء وجيران الحي، فشكلوا لوحة زاهية عبرت عن التوادد والتواصل الاجتماعي بالمنطقة. وفي ذات الوقت غابت تبريكات العيد في عدد من الأحياء بعد اكتفاء رجال المنطقة ونسائها بتبادل التهانئ في المسجد عقب الصلاة. وفي ذلك أوضحت آلاء أحمد أن هذه العادة اندثرت في حي امتداد ناصر رغم أنه أحد أحياء البراري العريقة التي لا تزال تحتفظ بالكثير من العادات والتقاليد المتجذرة في مجتمعنا. وقالت: من الملاحظ في السنوات الأخيرة الماضية قل التواصل الاجتماعي بين الناس وباتت تبريكات العيد تنتهي أمام أسوار المسجد، وعدت آلاء الخطوة بأنها بادرة شر تنبئ بالتخلي عن العادات والتقاليد الأصيلة رويداً رويدا.
لا أحد في العاصمة
المتتبع لطرقات الخرطوم المختلفة يجدها في أول أيام عيد الفطر المبارك خالية تماماً من الناس، وكأن الزحمة التي ضربتها قبيل أيام منه لم تكن، لذلك لم تستغرب ليلى إمام التي تقطن حي أركويت الهدوء الذي ساد طرقات الخرطوم أول أيام العيد. وقالت: دائما العيد ما يكشف عن سكان الخرطوم الحقيقيين، وهذا قطعاً دليل واضح على أن الخرطوم مزدحمة بسكان الولايات. وجاء حديث صالح عثمان الذي يقطن حي كافوري مؤكداً لليلى. وأضاف: الخرطوم خالية تماماً من السكان بعكس ما شهدته الأيام القليلة الماضية من اكتظاظ سكاني واختناق في الطرقات. وأنا الآن سأنتهز هذه الفرصة وآخذ أبنائي في نزهة مسائية، قبل أن (ترجع ريما لعادتها القديمة)، ونعود لأيام الزحمة مرة أخرى.
وقفات ومعالجات
ما يحتاج منا لوقفة ومعالجات جذرية، الشرخ الذي حدث في مجتمعنا، وبحسب ما دفع به البعض من جملة أسباب، كانت نتاج ذلك الظروف الاقتصادية الضاغطة التي يمر بها الشعب السوداني احتلت المركز الأول، تلتها الثقافات المتعددة الوافدة بفعل التوسع الكبير في تكنولوجيا الاتصالات وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة، ينفذ من خلالها كل شارد ووارد دون رغيب أو عتيد، أفرزت سلوكيات متعددة لم تصب إلا عاداتنا وتقاليدنا التي تميزنا عن سائر خلق الله
اليوم التالي




والى سنار يقف على آثار الحريق بسوق المدينة


سنار (سونا) -

وقف الأستاذ الضو الماحي والي ولاية سنار والمهندس أبوالقاسم حسن معتمد محلية سنار وقفا صباح اليوم على آثار الحريق الهائل الذى شب بسوق سنار مواسين المتضررين ومشيدين بجهود الدفاع المدني والأجهزة الأمنية .
وأكد الملازم أول المؤمن عبد الله مدير الدفاع المدني بمحلية سنار أن الحريق بدأ قبل منتصف الليل بخمس دقائق وتمكن من أربعة محلات إجمالي لبيع الملابس الجاهزة والأحذية ولعب الأطفال بالإضافة إلى أربعة طبالي جوار المسجد الكبير بسوق سنار وقال إن الدفاع المدني تمكن من احتواء الحريق وإنقاذ العديد من المحلات من ضمنها محلات للغاز والأجهزة الإلكترونية وذلك في ظرف ساعتين، مشيرا الى أن سبب الحريق لا يزال مجهولاً ولكنه رجح أن يكون التماساً كهربائياً خاصة أن الأهوية ازدادت ليلة أمس مما يؤدي إلى احتكاك وتعرية الأسلاك الكهربائية وأضاف أن تحريات الشرطة لا تزال جارية.





موسى هلال يزور الصادق المهدي



زار موسى هلال زعيم تنظيم " مجلس الصحوة " زار السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي بمقر إقامته بالقاهرة






بروفيسور سوداني ردا على فكرة مشروع لتحويل النيل الأبيض: أتركوا الخيال الانصرافي يرحمكم الله



الأبناء والأشقاء الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تداولت مواقع الكترونية خبر وصل إلي وسائل الاتصال الشخصية عن مشروع لتحويل النيل الأبيض.
علي الورق وفي الخيال المشروع ممتاز
ولكن يصاحب أي مشروع تقييم اقتصادي اذا لم يكن ذو جدوي فلا يكون المشروع الا خيالا علميا وانصرافيا.
قبل الحديث عن أي جدوي اقتصادية وهي كما أري بدون تقديرات دقيقة ستتجاوز مليارات الدولارات وسنوات طويلة، أتساءل عم نقاط أساسية:
1. هل نزرع الأراضي المتوفرة سواء نيلية أم مطرية حاليا كلها؟؟
2. هل نزرع مشروع الجزيرة بكفاءة، الآن ومنذ عقدين مضت؟؟
3. هل نزرع المشاريع المروية بصورة جادة؟؟
4. ماذا عن دلتا طوكر والقاش، هل نزرعها أو نصين أيا من منشآتها؟؟
5. هل نحصد المشاريع التي نزرعها بكفاءة لأنني أعرف يقينا أن هناك مئات الألوف من الأفدنة في ولايات عديدة لا تحصد لانعدام العمالة.
6. هل نستغل خصتنا من مياه النيل حاليا؟؟
7. هناك أنهر في السودان خالصة الملكية ولا يقاسم فيها السودان جيران، هل نستغل مياهها في الزراعة؟؟
8. أمامنا كردفان ودارفور شمالا وجنوبا بوديانها وأنهرها وأرضها التي يمكنها انبات أي شيئ يمكن زراعته لولا الاستلاب الضريبي الذي دعا أهل بارا وما حولها التي كانت تنتج كل ما هو طيب وشهي حتي عنب الخواجات إلي أن ييبسوا أشجارهم المثمرة ويقتلعوها من الظلم.
أتركوا الخيال الانصرافي يرحمكم الله
وللحكومة أتركي سلبك للمزارع ودعيه يزرع ويحصد ويأكل أولا قبل انتزاع اللقمة من أفواه أهله. هذه هي أس المشكلة يا ناس ال ((أوباما))
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل

بقلم: بروفيسور عصام عبد الوهاب بوب 





الدنيا عيد" الرئيس يتلقى التهاني للمرة الأولى بالقصر الجديد بدلاً عن بيت الضيافة.. غياب نجلي الميرغني والمهدي.. وزير الكهرباء ووالي الخرطوم يفلتان من كماشة الإعلام



الخرطوم - أميرة الجعلي
ضج القصر الجمهوري الجديد أول أمس (الجمعة) بعدد من زوار الرئيس الذين جاءوا لتقديم التهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، واستقبل المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ضيوفه بالقصر الجديد، وهي تعتبر المرة الأولى التي يتلقى فيها التهاني هناك حيث جرت العادة أن يستقبل ضيوفه في المناسبات غير الرسمية والأعياد في بيت الضيافة.
 لاحظنا أن أول أيام العيد كان هناك تأمين عالي المستوى في العاصمة القومية، وانتشار كثيف لعربات الشرطة والأمن، يبدو أنها خطة معدة سلفا لتأمين العاصمة خلال أيام العيد، كما زادت سعة الانتشار حول القصر الجمهوري من الداخل والخارج.
قبل دخول الرئيس القصر الجمهوري لاستقبال ضيوفه بدأ معايدته بالجيش في نادي الضباط في الساعة العاشرة صباحا حيث عزف له السلام الجمهوري، وتوجه مباشرة في العاشرة والنصف إلى النادي الوطني حيث كانت معايدة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، أما في الحادية عشرة فعزف له السلام الجمهوري مرة أخرى في معايدة الشرطة بنادي الشرطة ببري، وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف دخل الرئيس قصره حيث كان كل شيء مرتبا وكان في انتظاره النواب والمساعدون ورئيس المجلس الوطني ورجال السلك الدبلوماسي والوزراء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي.
غياب نجلي الميرغني والمهدي
بدأ الرئيس تلقي التهاني في القصر بنوابه ورئيس المجلس الوطني ومساعديه إبراهيم محمود وموسى محمد أحمد بالطابق العلوي وقضى معهم بعض الوقت، ولاحظنا غياب محمد الحسن الميرغني وعبدالرحمن الصادق المهدي الذي كان موجودا بالقاهرة وأدى صلاة العيد مع والده الصادق المهدي بمقر إقامته بالقاهرة.
رجال السلك الدبلوماسي
في الطابق الأرضي حيث القاعة الأنيقة والمرتبة، كان كل شيء يعبر عن العيد من الحلوى والعصائر المرصوصة على الطاولات مع انتشار الطاقم الأمني حيث استقبل الرئيس السفراء الأجانب المعتمدين لدى السودان حيث كان أغلبهم موجودا مع غياب البعض، كما كلف بعضهم من ينوب عنه مثل السفير السعودي الذي يوجد بالمملكة العربية السعودية حاليا وناب عنه سعيد الغامدي، الذي تفضل بالتصريح للإعلام بعد تحفظ السفير القطري عن الحديث بحجة أنه لم يكن مستعدا للتصريح للإعلام وقال ضاحكا: "سأعطيكم تصريحا العيد المقبل". الغامدي قال في تصريحه إنه تشرف بالسلام على الرئيس البشير بمناسبة عيد الفطر، متمنيا للشعب السوداني التوفيق والازدهار، وفي ما يخص العلاقات السودانية السعودية وصفها نائب السفير بـ(الممتازة جدا) وأشار إلى أن هناك تقدما في علاقات الدم والتاريخ والدين والجوار، أما عما إذا كان يتوقع زيارة لمسؤولين سعوديين إلى السودان فاكتفي بالقول: "بإذن الله نتمنى إن شاء الله كل خير".
"ما عندي حاجة أقولها"
توجه الصحفيون إلى ميان دوت سفير جمهورية جنوب السودان لكنه كان الأكثر تحفظا حيث رفض الحديث قائلا: "ما عندي حاجة أقولها ليكم"، بالرغم من أن هناك كثيرا من القضايا التي كانت بحاجة لتوضيح خاصة بعد استدعائه من قبل وزارة الخارجية السودانية كثيرا وآخرها يوم الأربعاء الماضي حيث قدمت له احتجاجا شديدا على الدعم الذي لا زالت تقدمه حكومة الجنوب للحركات المسلحة السودانية بجانب الحملة الإعلامية التي وصفتها (بالسالبة) على البلاد من الصحف المقربة من حكومة الجنوب، ونشير إلى أن الاستدعاء كان من قبل عبدالله حسن عيسى مدير إدارة الجنوب بالخارجية بحضور علي الصادق الناطق الرسمي باسم الوزارة وكانت (اليوم التالي) تريد استفساره عن الأمر.
"الدنيا عيد"
في ذات القاعة بعد خروج أصحاب الدبلوماسية الرفيعة دلف أصحاب الزي القومي بالجلباب الأبيض والعمامة من الوزراء ووزراء الدولة في الحكومة الجديدة لكن سجل بعضهم غيابا على رأسهم معتز موسى وزير الكهرباء والموارد المائية الذي كان الإعلام في انتظاره لمحاصرته حول أزمة الكهرباء والمياه التي ضربت البلاد خلال شهر رمضان ومعرفة أسباب وحلول الأزمة، ولكن ربما يكون موجودا خارج البلاد، واستنطق الإعلام تهاني عبدالله وزيرة الاتصالات حول قطوعات الإنترنت وإبراهيم غندور وزير الخارجية الذي تحدث عن العلاقات السودانية الأمريكية ونتائج زيارته لدولة الجنوب خلال مشاركته في احتفالات الذكرى الرابعة لاستقلال الجنوب، إضافة إلى زيارة الرئيس البشير إلى المملكة العربية السعودية، واجتماعات اللجنة العليا بين السودان ومصر، أما الصادق الكاروري وزير المعادن فتحفظ عن الحديث وقال مازحا لـ(اليوم التالي): "الدنيا عيد والكلام عن المعادن خلوهو وقت تاني وأنا قاعد ومتاح ليكم".
نقاط على الحروف
كشف غندور خلال التصريحات التي أدلى بها للصحافيين بالقصر عن عقد وزيري خارجية السودان ودولة جنوب السودان اجتماعا ثنائيا مطلع الشهر المقبل بالخرطوم في إطار متابعة إنفاذ اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين وفي رده على سؤال حول التطور في العلاقات السودانية الأمريكية قال: "العلاقات شهدت حراكا وتم الاتفاق على أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للوصول لتفاهمات مشتركة بجانب الاستمرار فيه"، وقال إن العلاقات بين السودان والأمم المتحدة طبيعية بوصف السودان عضو في المنظومة الدولية، مبينا أن اللقاء الذي جمع الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأديس أبابا على هامش المؤتمر الدولي الثالث حول تمويل التنمية وضع النقاط على الحروف.
آفاق أرحب 
وأكد غندور أن الفترة المقبلة ستشهد تعزيز علاقات السودان الخارجية لافتا إلى الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية، ومحادثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي شملت العلاقات الثنائية وكيفية المضي بها قدما إلى آفاق أرحب، بجانب التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية ومناقشة قضايا الأمة العربية والإسلامية. وفي ما يتعلق بالترتيبات الجارية لعقد اجتماعات اللجنة العليا السودانية المصرية قال غندور "الترتيبات جارية لعقدها" مبينا أن الخرطوم ستستضيف قريبا اجتماعا فنيا للترتيب لعقدها.
أبرز المشاركين
من أبرز الشخصيات التي شاركت في المعايدة بالقصر منصور خالد وزير الخارجية الأسبق، وعلي كرتي وزير الخارجية السابق الذي قابل الصحفيين المعنيين بتغطية وزارته بابتسامة عريضة ورحب بهم وسألهم عن أحوالهم، إضافة إلى محافظ بنك السودان المركزي الذي أيضا حاصره الصحفيون ولكنه قال ما يريد قوله وتحفظ على أسئلة الصحفيين الخاصة بالدولار وتوفير العملة حيث داعبه بعض من الوزراء وقالوا له: "أنت الوحيد البتعرف ليهم"، كما كان موجودا عبدالرحيم محمد حسين والي الخرطوم الذي خرج عبر بوابة أخرى لتضيع الفرصة على الإعلاميين ممن كانوا في انتظاره لاستفساره حول ما يدور في الولاية وشكاوى المواطنين التي لم تنته حتى الآن من سوء الخدمات ومشكلة قطوعات الكهرباء والمياه بجانب عدد من الأسئلة الأخرى التي لم تتوافر لها إجابة إلى الآن. وكان هناك أيضا الزبير أحمد الحسن رئيس الحركة الإسلامية والطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل والصادق الرزيقي رئيس اتحاد الصحفيين وعدد من قيادات المؤتمر الوطني.
 حسن الاستقبال
كانت تغطية معايدة الرئيس في القصر مفتوحة للإعلاميين وذلك بفضل توجيهات من مجدي عبدالعزيز نائب مدير المراسم، وبالرغم من مضايقات بعض طاقم الحراسة للإعلاميين ومنعهم من التجوال داخل القصر لاستنطاق المسؤولين إلا أن مراسم القصر ساعدت كثيرا في كسر هذا الطوق وسمحت لنا باختيار من نريد من المسؤولين والحديث معهم على رأسهم أزهري يس الذي اهتم بالإعلام وتوجيهه نحو المسؤولين، إضافة إلى عاطف محمد عبدالرحيم مدير المراسم الذي أيضا مكن الصحفيين من دخول القاعة التي كان موجودا فيها الرئيس وضيوفه

اليوم التالي




قصة عيدين" ست ساحات للصلاة وما يزيد عن العشرة آلاف مصل ازدحمت بهم الآفاق أمس "السبت".. هم ذاتهم من شاركوا الآخرين أمس الأول فرحتهم.. مع أهالي "حلة فلاتة" في كوستي



كوستي - الزين عثمان 
يضرب حاج أبكر علي، طبله، وهو يجوب أرجاء حي الزعيم الأزهري بكوستي، ينادي في الناس بالعيد. مجموعة من الأطفال يشاركون بالضرب ولكن على آلاتهم الخاصة بالألعاب النارية. ربما المدهش في الأمر أن طبل أبكر لم يكن في يوم أمس الأول الجمعة وإنما أمس السبت. 
الجمعة عيد رنت طبوله في أرجاء محتلفة من المعمورة، السبت هنا في كوستي كان أخضر بالعيد، ففي المدينة التي صارت عقب المفاصلة النيفاشية الجنوب الجديد يمكن أن نحكي عن قصة (عيدين) أو قصة عيد واحد ولكن في يومين مختلفين. (حلة فلاتة) بحسب ما جرت به ألسنة أهل المدينة الذين يلتقون على تواددهم وتواصلهم الخاص، كانت هي مسرح عيد السبت أو العيد في ثاني يوم من العيد بحسب ما اعتاد عليه الناس هنا، فمن يقطنون تلك المنطقة يلتزمون بمنهج خاص بهم في بدء رمضان أو في ختامه، هو مشهد (من رأى ليس كمن سمع)، الشهر هنا لا تكتمل فصوله إلا بالرؤية المباشرة للهلال في كبد السماء، يكتمل الشهر حين تكتمل عندهم الرؤية فقط. 
أمس وعند عيد السبت، استيقظ سكان المدينة على سيمفونية أخرى من الأصوات المتداخلة ترتل إيمانها وتستعيد (التكبير والتحميد)، مكبرات الصوت في بعض المساجد في أحياء أزهري والثورة وفي آخر نقطة في الحلة الجديدة تردد (الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد) في الثامنة والنصف بتوقيت الصباح يؤدي الأئمة صلواتهم قبل أن يصعدوا المنبر من أجل إلقاء خطبة العيد، المدهش أنه ذات توقيت الصلاة في مساجد المدينة الأخرى ولكن قبل يوم. ست ساحات للصلاة وما يزيد عن العشرة آلاف مصل عيدوا بالأمس، هم ذاتهم من شاركوا الآخرين أمس الأول عيدهم، ولكنهم في حالة صيام لم تمنعهم مشاركة من يساكنونهم المدينة الفرحة. 
يقول أكرم المك، وهو أحد شباب المدينة، تعليقاً على وجود عيدين فيها إنهم في بداية الأمر كانوا يستغربون هذه الحالة لكن بمرور الزمن بدأوا التعود عليها. يضيف الشاب الذي يسكن "شمال القضيب" وهو خط التقسيم المتعارف عليه، إن تعودهم على هذه الحالة جعلهم يقضون مشاوير التهاني إلى تلك الأحياء في اليوم الثاني. الأمر يبدو منذ الوهلة الأولى وكأنه حالة تقدير لمشاعر الصائمين بعدم العبور في مساحاتهم في اليوم الأول للعيد، لكن في الأصل يبدو الأمر مختلفاً تماماً، كثيرون يمضون إلى هناك من أجل متابعة تفاصيل حياة وعيد مختلف يبدو في حركة الناس في تلك اللحظة، وطبيعة تواصلهم الاجتماعي، فالمنطقة التي تخلو من المارة في الأيام العادية لارتباط أهلها بالخروج إلى العمل باكراً، تبدو على غير العادة محتشدة بالحياة بتفاصيل خاصة يتم فيها توظيف الموروث الاجتماعي للسكان لتقاسم خيرهم وتبادل التحايا، وفي مكان آخر بالقدرة على توظيف المتوافر من الأشياء لممارسة طقوس الفرح، فبجانب أدوات الطبل والمعازف وأصوات الأجهزة الإلكترونية التي تتداخل في تلك الساعات مع أصوات منتجات الحركة الهندية، فالركشات تجد نفسها محاصرة بالمواتر التي تضيق عنها المساحات لانشغال المكان بحركة العجلات من ماركة (الدبل)، الأزياء الأفريقية ذات الألوان التي تضيء الحياة بشكل مختلف، الصغار يهتفون ملء حناجرهم من تحت أزيائهم الجديدة، على مقربة منهم تستدير جلسات كبار السن تحت ظلال الجدران المبنية من الطين لتحلق الأرواح في عوالمها الخاصة لكن حتى في يوم عيدهم تظل حالة تقدير العمل والاهتمام به حاضرة فالدكاكين الصغيرة تزيح الأقفال عن أبوابها بمجرد انتهاء الصلاة بالسلام عليكم.
قبل مغادرة ساحة العيد التي تمتد بامتداد أحياء الحلة الجديدة، حي أزهري، وحي الثورة، بالإضافة لجزء من حي أبوشريف، فإن مشاهد الفرح تتابع يضاف إليها مشاهد تتعلق بالحياة في ظرفها غير الاعتيادي ثمة رجل في الستين من عمره يمضي برفقة حفيده يستخدم حواراً بلهجة (الهوسا) يترجمه أحد الشباب بأنه يطلب منه عدم قطع الطريق على متابعة الصغار لألعابهم قبل أن يبتسم وكأنه يستعيد تاريخاً مجيداً في تلك الحواري الضيقة المتسعة لأحلام البعض في ذات الوقت. 
لم يجد أحد الصبية هناك مشكلة في صناعة (مرجيحة) بشكل خاص. الجزء الأعلى من السرير وعودان بشكل مستقيم مع حبل غليظ محكم الربط كانت (الطوطحانية) بشكلها الراهن مسرحا لعرض فرح الصغار بعيدهم. الفرح بدا ماثلاً في ارتفاع أصوات الضحكات والصرخات التي نجحت في كثير من الحالات في التقليل من حدة ضجيج أصوات الألعاب النارية وأكدت في جانب آخر أن (الترفيه) يمكن أن يتحقق فقط من خلال جنيهين للدورة الواحدة التي تبدأ وتنتهي فقط بإشارة من صاحب المشروع الاستثماري الخاص بفترة العيد الذي ينتهي بانتهاء مراسمه بعد أن يحقق كل فرد العائد الذي ينتظره منه. 
سينفض غداً سامر (أعياد) المدينة ويعود الجميع إلى حياتهم الاعتيادية. مؤكد أن من أفطروا الجمعة سيسبقون من انتهى رمضانهم السبت بيوم، لكن في اليوم الثالث ستعاود ماكينة الحياة الدوران في فلكها القديم ويتحرك الكل وفقا لمؤشر تبادل المنافع بين سكان مدينة يسود علاقاتها الاحترام ويشتركون في ذات الآمال بعيداً عن جدلية شمال وجنوب القضيب، وفي واقع حدث الغد فإن سؤال ما بعد العيد أو عقب العودة سيكون هو ذلك المتعلق (بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد). الجديد في الولاية هو أنها تستقبل حاكماً مختلفا بعد سنوات من إدارتها من قبل الشنبلي. كاشا الذي بدأ اسمه يصعد في شوارع المدينة صعودا يراه البعض من باب الأمل في الجديد نفسه وما يمكن أن يحققه، لكن الوالي الذي عيد مع مجموعة (الجمعة) يعلم أن المطلوب منه في الأيام القادمة هو ضرورة الحفاظ على التماسك الاجتماعي وعلى روح التعاون وهو يعلم أن عيد الجميع قد يتجاوز حالة الاختلاف حول يومه إلا أنهم سيعودون في نهاية المطاف ليرسموا صورته التي لا تخرج عن مطلوبات التنمية والاستقرار وإعادة كوستي سيرتها الأولى فهو العيد الدائم المنتظر ومن الكل

اليوم التالي