الخرطوم ـ «القدس العربي»:
تطورت الأحداث في جامعة الخرطوم في السودان بشكل لافت للنظر بعد أن نفّذت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة وسط الطلاب عقب الاحتجاجات المتواصلة ضد مزاعم ببيع الجامعة وترحيل مبانيها لضاحية سوبا جنوبي الخرطوم.
وأصدر تجمّع أسر الطلاب المعتقلين بيانا عبّروا فيه عن» قلقهم البالغ من إستمرار إعتقال أبنائهم وقال تجمع أسر المعتقلين «منذ ليل 13 نيسان / أبريل 2016، ونحن ننتظر معلومات عن حالة المعتقلين أو أي تفاصيل خاصة بالإفراج عنهم. لكن يبدو أن جهاز الأمن يستخدم نفس الطريقة التي أدارت بها الدولة نشر المعلومات المتضاربة حول بيع جامعة الخرطوم».
وأضافوا أنهم قضوا الليل بمباني جهاز الأمن في مدينة بحري، وشاهدوا اطلاق سراح بعض الطلاب المعتقلين من دون أن يتم تقديم أي معلومات عن الباقين، سوى من بعض المفرج عنهم أنهم قد (رأوهم) داخل مباني الأمن السياسي في الخرطوم بحري عند الخامسة من صبيحة يوم الخميس.
وقال تجمع أسر الطلاب المعتقلين إنهم لم يجدوا أي معلومات بمباني جهاز الأمن بالخرطوم بحري، ورئاسة (جهاز الأمن والمخابرات الوطني) بشارع المطار في الخرطوم.
وأضافوا: «نحن نثمن دور طلاب وطالبات جامعة الخرطوم. فالتنظيم السلمي والتعبير بأدوات مختلفة بما في ذلك التظاهر والحقوق المكفولة للجميع وفقاً للدستور. كما أن انتماء بعض أبنائنا وبناتنا لتنظيمات سياسية هو حق يجب ألاّ يسجنوا بسببه وندين التكتم على أي معلومات خاصة باعتقال بناتنا وأبنائنا وظروف إحتجازهم ونطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين».
وطالب تجمع أسر الطلاب المعتقلين إدارة الجامعة بالتدخل الفوري للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، وأضاف: «نحمل (إدارة الجامعة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني) كامل المسؤولية عن سلامة أبنائنا وبناتنا الجسدية والنفسية، وسنواصل الضغط من أجل ضمان سلامة بناتنا وبناتنا واطلاق سراح جميع المعتقلين».
وأدان بيان، منسوب لتجمع أساتذة جامعة الخرطوم، الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الشرطة، واقتحامها للحرم الجامعي. وأكد الدكتور عصمت محمود أحمد، عضو هيئة التدريس في الجامعة، تصاعد حملة الاعتقالات وسط الطلاب وطالب ـ عبر صفحته في الفيسبوك ـ إدارة جامعة الخرطوم وعمادة الطلاب إفادة الأسرة الجامعية بأسماء الطلاب والطالبات المعتقلين، وأحوالهم، ومقابلة الجهات الأمنية لضمان سلامتهم وإطلاق سراحهم الفوري.
وأضاف: «معيب أن تغيب عمادة شؤون الطلاب عن دورها وما يؤلمني، أن إدارة الجامعة تسمح (بل تتواطأ) مع الأجهزة الأمنية لدخول عشرات من الكوادر الأمنية التي يعرفها الطلاب والطالبات جيداً، وهي بعينها ذات الكوادر التي تظل تترصد الطلاب وتعد قوائم الطلاب والطالبات المستهدفين بالاعتقال».
وأعلنت اللجنة التمهيدية لخريجي جامعة الخرطوم تشكيل ثلاث لجان لتسيير ومناهضة أي اتجاه لبيع أو تحويل مباني الجامعة.
وأوضحت ـ في مؤتمر صحافي ـ اعتقال أكثر من 60 طالبا بواسطة الأمن والشرطة، تم اطلاق سراح بعضهم، مع وجود قائمة لمفقودين لا يُعرف مصيرهم.
وقالت اللجنة أن 70 طالبا أصيبوا في الأحداث الأخيرة إصابات متفاوتة. وأكدت رصد الإنتهاكات والتجاوزات التي تعرض لها الطلاب وتمليكها للخبير الأممي المستقل لحقوق الإنسان الذي يزور السودان حاليا.
وأعلن طلاب الجامعة مواصلة احتجاجاتهم السلمية لحين صدور قرار واضح يزيل أي لبس حول هذا الموضوع.
وتواصل التضامن مع طلاب الجامعة داخل وخارج السودان وأصدرت اللجنة التنفيذية لنقابة الأطباء السودانيين في المملكة المتحدة وإيرلندا بيانا بخصوص أحداث جامعة الخرطوم، طالبت من خلاله إطلاق سراح جميع الطلاب المعتقلين ودعت جميع قطاعات الشعب السوداني للتوجه إلى مباني الجامعة والوقوف مع أبنائهم الطلاب ضد ما وصفته بالهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من قبل السلطة الغاشمة.
وقالت نقابة أطباء السودان بالمملكة المتحدة وايرلندا: «إننا نهيب بكل قطاعات الشعب السوداني أن تهب هبة واحدة وتقف مع أبنائها طلاب وطالبات جامعة الخرطوم حتى يتم إقتلاع هذا النظام الديكتاتوري من جذوره واسترداد النظام الديمقراطي».
وأعلن مجلس الوزراء السوداني عدم صدور أي قرار بنقل أوتحويل مباني الجامعة. وأوضح الناطق الرسمي باسم المجلس أن ما يتم تداوله لا أساس له من الصحة.
وأثار خبر عن ترحيل كليات جامعة الخرطوم من موقعها المميز على ضفة النيل الأزرق إلى ضاحية سوبا ردود أفعال واسعة تستنكر هذه الخطوة التي وصفت بأنها «بيع لأعرق جامعة سودانية».
ونفت الجامعة ووزراة التعليم ذلك، لكن وزير السياحة أعاد الجدل بتصريح حول تحويل مباني الجامعة لمزار سياحي بأمر من مجلس الوزراء.
صلاح الدين مصطفى