السبت، 7 مايو 2016

إنفجار شاحنة غاز يروع أهالي (ابوروف) شمال الخرطوم وسقوط 16 جريحا

روع مواطنو ضاحية (ابوروف) بامدرمان، شمال العاصمة السودانية ، بإنفجار شاحنة غاز، هز المنطقة وما جاورها ،وسقط على اثره 16 جريحا بينما تضررت المنازل والمباني القريبة من موقع الحادثة، وغطت سحب الدخان المنطقة، كما شوهدت السنة اللهب من مسافات بعيدة.
وأوضح أن الاجهزة المختصة في النيابة والدفاع المدني وشرطة الجنايات شرعت في التحقيق لمعرفة الاسباب التفصيلية التي ادت الي وقوع الحادث ، وتحديد المسئوليات .وأفاد معتمد أمدرمان مجدي عبد العزيز، في تصريح صحفي،أن الحادث وقع أثناء عملية تفريغ جزء من الشحنة بأحد مخازن الغاز الخاص بمخبز السوق الرئيسي لمنطقة "الشجرة" بضاحية ابو روف.
وبحسب المعتمد فإن قوات الدفاع المدني هرعت الي المنطقة وبدأت التعامل مع النيران الناتجة عن الانفجار وتقييم الوضع الذي حتم الامداد بعدد كافي من آليات الدفاع المدني ، كما دفعت الادارة العامة للصحة بعدد من فرق وسيارات الاسعاف.
وأشار عبد العزيز الى نقل 16 حالة اصابة لحوادث مستشفي امدرمان، تفاوتت اصاباتهم بين الحريق السطحي والجروح الطفيفة .
وقال " نتج عن دوي الانفجار تحطم زجاج ونوافذ البنايات المجاورة وسقوط بعض الاسقف المستعارة بمنازل المواطنين القريبة من الموقع ، وتأثر بالنيران مخبز سوق الشجرة ، مسجد سوق الشجرة الكبير- تلف جزئي- و 11 متجر من الناحية الجنوبية".
كما تأثرت طبقا للمعتمد العديد من المحال التجارية، بينما اتلفت كليا عربة من طراز لاندكروزر.
سودان تربيون

52 شخصية سودانية تقترح مبادرة لـ"حل الأزمة"


أثارت "المبادرة القومية للسلام والإصلاح" التي سلمتها نحو 52 شخصية سودانية لرئاسة الجمهورية في الخرطوم، الجمعة، جدلاً واسعاً. وتحمل المبادرة مقترحات لحل الأزمة في البلاد وإنهاء حالة الاستقطاب الحاد الذي تعيشه. واقترحت المبادرة تكوين حكومة انتقالية من "تكنوقراط" و"كفاءات" لتنفيذ ثماني مهام أبرزها، إيقاف الحرب ومعالجة ملف المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق الرئيس السوداني عمر البشير منذ سبع سنوات. والتقى فريق من المبادرة، والتي وقع عليها رئيس الوزراء السابق الجزولي دفع الله، فضلاً عن أكاديميين ومجموعة من الإسلاميين، وزير رئاسة الجمهورية، فضل عبدالله وسلمه نسخة منها. ووعد الوزير بترتيب لقاء لأصحاب المبادرة مع الرئيس البشير لبحث مقترحاتها. وطالبت المبادرة بتكوين حكومة انتقالية من ذوي الكفاءة المهنية والخبرة والأمانة، مع تمثيل رمزي للقوى السياسية (ممثل واحد فقط من الأحزاب الكبيرة)، لمدة عامين ونصف العام، تعمل لإيجاد مخرج للأزمات التي تواجه البلاد، خصوصاً إيقاف الحرب وتحقيق السلام ومعالجة الأوضاع الإنسانية، فضلاً عن تحقيق العدالة والمصالحة والتعايش السلمي. وشددت المبادرة على "ضرورة تأسيس الحكم الراشد على مبادئ الديمقراطية والتعددية إلى جانب الفصل بين السلطات الثلاثة وبسط الحريات العامة وحماية حقوق الإنسان وتأكيد احترام الدستور وسيادة حكم القانون". كما اقترحت البدء في عملية جادة لإصلاح الاقتصاد، وإصلاح علاقات البلاد الخارجية. وقال عضو المبادرة، الطيب زين العابدين، لـ"العربي الجديد" إن من "صاغوا المبادرة لا علاقة لهم بالأحزاب. بدأوا بإعدادها منذ ستة أشهر في محاولة لإخراج البلاد من الأزمة الحالية". وأضاف: "قدمنا المبادرة حلاً، لأن السيناريوهات المتوقعة كلها مخيفة بالنظر لتجارب الربيع العربي". اقــرأ أيضاً "نداء السودان" تتمسك بإسقاط النظام في اجتماع باريس وتابع "لا نعوّل على الحكومة، وإنما نطمح أن تصبح المبادرة برنامج تتبناه الأحزاب". ولفت إلى أنهم "يسلمون نسخة من المبادرة لكافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في محاولة لتشكيل رأي عام للضغط من أجل الالتزام بتنفيذها". ويرى مراقبون أن "المبادرة لن تبارح مكانها بالنظر للمقترحات التي جاءت فيها، خصوصاً في ما يتصل بحكومة التكنوقراط، باعتبار أن النظام في الخرطوم، والذي يحصل على الغالبية الساحقة، ظل يرفض مثل تلك الاقترحات، وأيضاً أي مقترحات تلزمه بالتنازل عن الغالبية في الحكومة". " يرى مراقبون أن المبادرة لن تبارح مكانها بالنظر للمقترحات التي جاءت فيها، خصوصاً في ما يتصل بحكومة التكنوقراط" وفي حين لم تعلق الحكومة على المبادرة، تنظر بعض الأحزاب المعارضة لها بنوع من الريبة، خصوصاً أن ضمن الموقعين عليها شخصيات إسلامية، وإن انسحبت من المشهد السياسي لخلافات مع النظام الحاكم، أما الأحزاب المشاركة في الحوار فاعتبرت المبادرة التفافاً على مخرجات الحوار. ونظمت الحكومة مؤتمراً للحوار استمر نحو ثلاثة أشهر، قاطعته فصائل المعارضة المسلحة والسلمية الرئيسية، بينها حزب "الأمة"، بقيادة الصادق المهدي، و"الحركة الشعبية" قطاع الشمال، والتي تقود حرباً ضد الحكومة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بجانب الحركات المسلحة الدارفورية. ورغم إعلان انتهاء عمليات الحوار منذ شهرين، لكن الجمعية العمومية الخاصة به لم تجمتع حتى الآن لإجازة التوصيات وتنفيذها. وبدت المعارضة يائسة من الوصول إلى تسوية سياسية من شأنها تفكيك النظام الحالي، ما قادها لرفع السقف والمطالبة بإسقاط النظام عبر الانتفاضة الشعبية، لكن الحكومة قابلت الخطوة بالسخرية، ورفعت درجات الاستعداد وسط الأجهزة الأمنية، خصوصاً بعد التظاهرات التي شهدتها بعض الجامعات السودانية، وعلّقت الدراسة بثلاث جامعات آخرها جامعة الخرطوم. وشدد الأمن السوداني على أنه "لن يسمح بنقل الصراع والعنف للعاصمة الخرطوم التي عدها "خطاً أحمر"، مشيراً إلى "فشل الأحزاب المعارضة السلمية والمسلحة، في تحريض المواطنين والطلاب للخروج إلى الشارع. 
العربي الجديد

الخميس، 5 مايو 2016

صحافيوا السودان.. الخطوط الحمراء تتمدد


يشكو الصحافيون السودانيون مما يتعرضون له من انتهاكات وتقييد للحريات، في ظلّ الهجمة الأمنيّة الشرسة على حريّة التعبير والنشر، ما حوّل الصحافيين إلى عاطلين عن العمل ودفع بعدد للهجرة أو العمل في مهن هامشيّة.ويقول "م"، وهو صحافي سوداني رفض الكشف عن اسمه، إنّ "لعنة توقيف الصحف إما من الأمن أو من الصحيفة بسبب عجزها المالي ظلّت تلاحقه، ما دفعه لهجرة الصحافة والعمل كسائق أجرة". بينما يشير "ع" وهو صحافي سوداني أيضاً، إلى أنّ "الأوضاع المزرية قادته لفتح محل لبيع الرصيد، بالرغم من عدم رضاه عن الموضوع، حباً منه للكتابة". وتشير التقارير الحقوقيّة إلى ما تواجهه الصحافة السودانيّة وتعانيه. وقالت شبكة الصحافيين السودانيين، وهي جهاز مواز لاتحاد الصحافيين، إنّ هناك تراجعا مريعا تشهده حريتا النشر والتعبير بالبلاد مع تنوع ممارسات القمع الموجهة ضد الصحافة عمومًا من حظر ومنع من الكتابة ومصادرة للصحف، فضلاً عن التدخلات الأمنية في سياسات الصحف، إلى جانب تمدد الخطوط الحمراء التي يحظر على الصحافة أن تقترب منها، إضافةً لاستغلال القوانين لاضطهاد وتخويف الصحافيين عبر الإجراءات النيابية والقضائية فضلاً عن تهديدهم بالملاحقة والفصل والتشريد. وأكدت الشبكة أن تصفية الصحافة أمر مستحيل، مشددةً على حق الصحافة في حرية التعبير والنشر باعتباره حقاً أصيلاً وليس منحة.وحلّت السودان بين لائحة أسوأ عشرة بلدان على مرصد "مراسلون بلا حدود" للحريات الصحافية، فجاءت في المرتبة 174. 
العربي الجديد

مواطنو الحواتة وبورتسودان يشكون من تردي البيئة والخدمات الصحية ونقص الاطباء

اشتكى مواطنو مدينة الحواتة من عدم توفر الخدمات الصحية الملائمة وتردي البيئة في مستشفى المدينة، مشيرين إلى أن مستشفى الحواتة يفتقر للكوادر الطبية. وقال مواطن من الحواتة لـ”راديو دبنقا” إن مستشفى الحواته الذي يقدم الخدمات الصحية لعشرات القرى المجاور لا يوجد فيه فيه سوى طبيب عمومي واحد وعدد محدود من الممرضين. وكشف عن تردي البيئة داخل المستشفى والعنابر واتساخها وافتقارها لأبسط المقومات، موضحا أن المستشفى لا يقدم الخدمات الصحية عند انقطاع التيار الكهربائي بسبب تعطل المولد الكهربائي. وطالب الحكومة بالاهتمام باوضاع مستشفى الحواتة وإعادة تأهيله وتوفير الكوادر الطبية والمعينات.

وفي ولاية الجزيرة أمر محمد طاهر ايلا والي ولاية الجزيرة بإيقاف العمل في مصنع لتدوير الرصاص بمنطقة الباقير التابعة للولاية إثر وجود شبهات حول تسببه في تلوث بيئي بالمنطقة. وكان رئيس لجنة الصحة بالبرلمان قد أبدى قلقه من ارتفاع الإصابة بمرض السرطان لا سيما في ولاية الجزيرة التي سجلت أعلى معدلات الإصابة في البلاد. وأظهرت إحصائية لمعهد أبحاث السرطان بولاية الجزيرة أن نحو 40 ألف مريض يترددون على المعهد سنويا، وأن أقسام المعهد تسجل ما بين 200 و500 حالة إصابة جديدة بالسرطان كل عام.

وفي خبر متصل يشهد مستشفى الأطفال بمدينة بورتسودان ترديا في الخدمات العلاجية المقدمة وعدم توفر التهوية والإضاءة الكافية في العنابر بالإضافة إلى اتساخ الأسرة والمراتب. وقال عثمان هاشم الصحفي المتخصص في التغطيات الصحية لـ”راديو دبنقا” إن ساحة مستشفى الأطفال تفتقر للنظافة وتمتلئ بالأوساخ والنفايات ومياه الصرف الصحي الراكدة.

وقال إن الأدوية المجانية المخصصة للأطفال تم تسريبها إلى الصيدليات التجارية داعياً لتفعيل الرقابة على المستشفى وموارده. وطالب منظمة اليونسيف والمنظمات المعنية بصحة الأطفال لمراجعة أوضاع المستشفى وإعادة تأهيله.

دبنقا

الأمن يقتحم مكتب محامي مشهور ويعتقل مفصولي جامعة الخرطوم

اقتحم أفراد من جهاز الأمن والمخابرات السوداني، ظهر الخميس، مكتب المحامي نبيل أديب بحي العمارات بالخرطوم، واعتقلوا عددا من طلاب جامعة الخرطوم المفصولين كانوا بصدد توكيل المحامي للطعن في قرار فصلهم.
وأصدر مدير جامعة الخرطوم، يوم الثلاثاء، قرارات بفصل ستة طلاب نهائيا، و11 لعامين، عقب ساعات من تعليق الدراسة بكليات مجمع (الوسط) بعد تجدد الصدامات بين الطلاب وقوات الشرطة التي بدأت في أبريل الماضي إثر أنباء عن بيع مقر الجامعة العريقة.
وقال نبيل أديب لـ “سودان تربيون” إن نحو 15 رجال بزي مدني اقتحموا مكتبه، الخميس، شاهرين أسلحتهم بعد أن عرفوا انفسهم بأنهم يتبعون لجهاز الأمن، وذكر أنهم فتشوا المكتب ومنزله الكائن بجوار مكتبه.
وأفاد أن المسلحين أمروا موكليه من الطلاب بالجلوس على الأرض وإنهالوا عليهم بالضرب، قبل أن يصادروا الملفات ويقتادوا نحو 11 طالبا وموظفتين بالمكتب ـ جرا اطلاق سراحهما لاحقا ـ إلى جهة غير معلومة.
وعد أديب الحادثة “سابقة خطيرة تمثل اعتداء صارخا على مهنة المحاماة وعلى حقوق المتهمين في المحاكمة العادلة”، موضحا أنه أخطر نقيب المحامين فورا بما تم.
ويعد المحامي نبيل أديب أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد.
إلى ذلك أبدت العديد من البيوتات في ولاية الخرطوم استعدادها لاستضافة طلاب جامعة الخرطوم بعد أن تم اغلاق مجمع الوسط وإخلاء داخليات الطلاب.
وبالفعل استضاف منزل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري 80 طالبا من طلاب جامعة الخرطوم، بعد طردهم من الداخليات التي يشرف عليها الصندوق القومي لرعاية الطلاب.
وتنادى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لاستضافة طلاب الولايات، وقالت احداهن وتدعى “إيمان متوكل”، إن باب منزلها مفتوح في أي زمان لطلاب داخلية جامعة الخرطوم.
وأفادت في حسابها على (فيسبوك): “أرسل لي رقمك في الخاص وأركب (أمجاد) ـ سيارة أجرة ـ وخلي الباقي كلو علي”.
سودان تربيون

ارتفاع درجات الحرارة يهدد الملاحة الجوية و"الصحة" تتأهب بفرق خاصة



قال مركز الملاحة الجوية في مطار الخرطوم إن درجات الحرارة سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام الماضية وصلت أعلاها إلى (44) وأدناها إلى (37) درجة في ساعات الصباح، ولفت أحمد عبد الرحيم من مركز الملاحة لـ(اليوم التالي) أمس (الأربعاء) إلى أن وصول الحرارة لـ(45) درجة يؤدي لإيقاف حركة الملاحة الجوية كما هو معمول به عالميا، مشيرا إلى أن الطائرات تحتاج في ظل الحرارة العالية إلى مدرجات واسعة تمكنها من الإقلاع بسلام.
من جهتها قللت وزارة الصحة الاتحادية من ارتفاع درجات الحرارة، وقال عصام الدين محمد عبد الله وكيل الوزارة، لـ(اليوم التالي) إن ارتفاع درجات الحرارة غير مصحوب بارتفاع مماثل في معدلات الرطوبة مما يقلل من إمكانية حدوث تأثير وبائي على المواطنين، منوها لعدم تسجيل أي حالة إصابة بأمراض يسببها ارتفاع درجات الحرارة في البلاد، ودعا المواطنين لعدم التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة، ولتناول السوائل وعدم ترك الأطفال لممارسة اللعب نهارا، مؤكدا جاهزية وزارته للتدخل بفرق خاصة حال ظهور أي حالات مرضية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.



 حسن محمد علي
اليوم التالي

مع تباشير الخريف.. الخرطوم تغط في سبات عميق.. الاستعدادات زيرو


على كثرة ما يواجه سكانها من مصاعب في الحصول على لقمة العيش درجت الخرطوم على استحداث قضية جديدة تطل برأسها مع مطلع كل فصل للخريف منذ ثلاثة أعوام تقريباً، وكأنها تريد أن تغرق في (تفاتف) القضايا تظل الخرطوم ومحلياتها السبع تغط في ثباتها إلى أن تمطر السماء في مواعيدها المعروفة للجميع في المدن والأرياف والبوادي.
وتجرف السيول الأحياء وتغلق الطرقات وتركد على الميادين والمنافذ؛ حينها فقط تصحو من نومها وتنطلق تستجدي المنظمات وفاعلي الخير بالداخل والخارج لمعالجة الأضرار الناتجة عن السيول التي ما كانت تكلف ربع الخسائر لو أن أحدا انتبه لفتح المجاري وإزالة الأنقاض وردم المصارف الرئيسة والفرعية بالأسواق والأحياء.. جولة خاطفة بعدد من الأحياء كشفت أن خبر الخريف المقبل لم يطرق أذان المحليات بعد كما نُبيّن أدناه.
ذكرى باقية
لن تنمحي من الذاكرة في القريب العاجل، ذكرى السيول التي ضربت محلية شرق النيل قبل عامين وتسببت في خسائر وأضرار لا يزال المواطنون يعملون ليل نهار على معالجتها.. فمئات المنازل والكثير من المزارع والحيوانات ذهبت ضحية لتلك السيول التي تركت خلفها أثارا كثيرة، بعضها غير منظور تمثل في تراجع أسعار الأراضي، وضعضعت رغبة الناس في العودة للسكن في المناطق المنكوبة. فعدم معالجة السبب الذي جعل سيول منطقة البطانة كلها تنحدر لداخل العاصمة كفيل بتنبيه المواطنين من خوض تجربة العودة للسكن في نفس الأماكن القديمة، بحسب (التوم عبيد الأمين) من المنطقة الواقعة بالقرب من قرية حطاب التي كانت أشد المناطق ضررا ذلك العام. ويرى (التوم عبيد) أن القضية ليس وضع متاريس لصد السيول في المستقبل فحسب، بل هي عدم الالتفات للمصارف والمجاري داخل المنطقة، فلم يَقدِمُ أحد على فتحها بعد، إذ لا تزال (المجاري) مغلقة بأوساخ العام المنصرم، وهو ما يجعل احتمال تكرار الغرق هذا العام وارداً جداً إذا ارتفع معدل هطول الأمطار لنسبة متوسطة فقط، ولم تتم معالجة خاطفة في بقية الأيام.
في وسط الخرطوم
دعك من حطاب وشرق النيل والمناطق الطرفية البعيدة، لك يفتقر سكانها لكافة الخدمات ولا غضاضة في نظر المحليات إذا غرقت، فقط تعال معي لوسط الخرطوم، هل رأيت مصرفاً تم فتحه حتى الآن والخريف بدأ يطرق على الأبواب؟!
هكذا تساءل (عبدالله جابر) صاحب متجر بالسوق العربي، حين سألناه عن رأيه في استعداد ولاية الخرطوم للخريف هذا العام. وأضاف "الاستعدادات للخريف هذا العام لم تنطلق بعد، بحسب متابعتنا نحن المواطنين، فلم نر بعد جهة ما تعمل في تنظيف المجاري أو ردم مصارف، فالحال على ما هو عليه منذ العام الماضي، وهذا سيجعل الخريف كارثيا بالخرطوم التي لم تتعاف بعض أحيائها من أضرار الأعوام الماضية". وأردف (عبدالله) بقوله "يكاد المرء يجزم بأن أحدا بمحليات الخرطوم لم يلتفت بعد لوضع استعداد لكيفية تصريف مياه الأمطار وتجنيب الأسواق والأحياء الغرق والأضرار، ولن يستطيع كائن من كان اللحاق السباق مع الأمطار التي يتوقع أن تهطل بنهاية هذا الشهر، وهو وقت غير كاف لأي معالجة في القصور الحالي".
حلول غير شاملة
لا أحد يستطيع التكهن بالحلول التي وضعتها ولاية الخرطوم لمجابهة الخريف هذا العام، على حد وصف (علي الطيب) يسكن الحارة الثلاثين بأم بدة، فهو يؤكد أن حلول ومعالجة المشاكل الناتجة عن السيول في السنوات الماضية لم تكن شاملة، بدليل أن هناك مواطنين تضرروا من الأمطار، وتم حصرهم حينها ولا يزالون في انتظار التعويض الذي لم يصلهم حتى هذه اللحظة، ويضيف (علي الطيب) أن الوضع هذا العام سيكون الأسوأ، بمنطق أن لا أحد شاهد استعدادا يجري على الأرض، فالأسباب التي جعلت الحارة (30) تغرق في شبر ماء في العام الماضي لا تزال قائمة، وتتمثل في إغلاق كامل للمصارف على قلتها، ووجود أنقاض كثيرة تسد المنافذ التي كانت مياه الأمطار تتصف عبرها، فإذا لم يتم عمل عاجل وبخطة محكمة، فإن المواطنين موعودون بخريف مليء بالكوارث والمصاعب الناتجة عن السيول ومياه الأمطار لا محالة، ومهما يكن من شيء، فإن تجاهل ولاية الخرطوم وتأخر البدء في الاستعداد لفصل الخريف سيجعل حال الناس شبيهاً بمعاناتهم في فصل الصيف مع انقطاع التيار الكهربائي


محمد عبد الباقي
اليوم التالي