أغلب الجنوبيين غادروا المعسكرات الى المناطق التي كان يسكنونها قبل الإنفصال
(43) الف لاجئيء بشرق وجنوب دارفور وغرب كردفان ،وتخوفات من تبعات مشاركتهم المواطنين في الخدمات
لا إحصائيات عن الجنوبيين فى مدارس الشمال و(1670)طالب جنوبي في مدرستي الأسقفية والأمل بالحاج يوسف
(300) الف لاجيء جنوبي تم حصرهم بولاية الخرطوم وهناك مجموعات اخري لم يتم حصرها
يعتبر السودان من أكبر الدول المضيفة للجنوبيين المتأثرين بالحرب حيث قام بتوفير الأراضي لسكنهم وتحقيق الأمن بل ان هؤلاء اللاجئون يشاركون المواطنين الخدمات التي تقدمها الدولة رغم شح الإمكانيات. وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد ذكرت في تقرير لها أن عدد اللاجئين الفارين إلى السودان من جنوب السودان تجاوز الرقم المقدر في خطة الاستجابة الإنسانية والبالغ (196) ألفاً ليقفز إلى اكثر من (198) لاجيء.
المركز السوداني للخدمات الصحفية في هذا التحقيق وقف على زيادة تدفق أعداد الجنوبيين على البلاد وما يشكله من أعباء إضافية على الولايات وما يسببه من إعاقة للنمو الاقتصادي ببعضها اضافة الى المهددات اللأمنية والإقتصادية والإجتماعية التي تترتب علي هذا الوجود.
عبء علي الولاية
وذكر صلاح تاج السر مفوض العون الانساني بالنيل الأبيض أن أعدد اللاجئين الجنوبيين بالولاية بلغ (105) ألف لاجيء في نقاط انتظار في محليات السلام والجبلين وبعض النقاط الجديدة التي تم توزيعهم فيها في مناطق كشافة وجوري والرديس والبحر، مؤكداً عدم وجود تدفقات جديدة حيث كان آخر تدفق في شهر فبراير الماضي.
أما فيما يختص بالخدمات التي تقدم لهم من تعليم وصحة وغيرها فقد أكد إلى الآن تتم معاملتهم كمواطنين وليس كأجانب وقد تم إدماجهم في المدارس وهذا الأمر شكل عبئاً كبيراً على الولاية، مطالباً الجهات المختصة بتوزيعهم على الولايات المجاورة والسماح لهم بالعبور للولايات عبر البطاقة الشخصية.
تفاقم الأوضاع الصحية والأمنية
في ولايات دارفور التى لها حدود طويلة مع دولة الجنوب هنالك أعداد كبيرة من الجنوبيين دخلوا الى لولايات يوضح إبراهيم دينق مجوك سلطان الدينكا بولاية شرق دارفور عن وجود أكثر من (40) ألف لاجيء جنوبي في معسكر الضعين إضافة إلى (5) آلاف أسرة في ولاية جنوب دارفور في نيالا في كل من محلية السلام وتلس، أما في ولاية غرب كردفان فإن عدد اللاجيئن يبلغ حوالي (2) ألف أسرة في كل من بابنوسة والمجلد والفولة.
كل تلك الأعداد الكبيرة من اللاجئين تستفيد من الخدمات الصحية والاجتماعية بالمنطقة هذا بخلاف الأعداد المستقرة أصلاً، وأضاف أن أي زيادة لتدفقات الجنوبيين اللاجئين يمكنها أن تتسبب في تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية بالمنطقة.
ظروف استثنائية
واوضح يعقوب الدموكي وزير الصحة بولاية جنوب دارفور ان للظروف الاستثنائية التي تمر بها دولة جنوب السودان من عدم استقرار وصراع قبلي والتي طالت أعداداً كبيرة من السكان وأدت إلى تشريد ونزوح الالاف منهم للسودان مما ادي الي انتشارهم بأعداد كبيرة وصلت في ولاية جنوب دارفور الي اكثر من (4) الاف ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد الى (7) آلاف وهذا بالتأكيد سيكون خصماً علي مواطني الولاية داعيا الى التعامل مع الأمر بالمنطقة فطالما ان دولة جنوب السودان اصبحت دولة مستقلة وذات سيادة لابد من معاملة مواطنيهم معاملة اللاجئين داخل المعسكرات والاجانب خارجها مع العلم ان اغلب اللاجئيين الجنوبيين لم يلتزموا بمعسكراتهم فقد عادت اعددا كبيرة منهم الي مناطقهم التي كانوا يقطنونها قبل الانفصال .
ويضيف ياسر يحي تبن مدير ادارة الطواري والتصدي للاوبئة بوزارة الصحة بولاية جنوب دارفور ان ادارة الطواري لقد عملت علي رصد ومتابعة معسكرات اللاجئيين وتوفير الادوية والكوادر الصحية حماية لمواطني الولاية وخوفا من نقل الامراض .
حسن النوايا
المحلل السياسي مرتضى الطاهر اوضح أن حسن النوايا الذي تعاملت به حكومة السودان في التعامل مع الجنوبيون كمواطنين يحتم علي دولة الجنون ان تكف يدها عن دعم الحركات المتمردة ،مشيرا الي ان وجود الجنوبيون في الولايات الحدودية من شأنه ان يحدث ازدحام قد يؤدي الى فقدان المواطنين السودانين الإستفادة من بعض الخدمات الأساسية بالإضافة الى المخاطر الصحية التي تترتب علي وجودهم.
مدارس للجنوبيين فقط
وفيما يتعلق بإعداد الجنوبيون الذين يدرسون في السودان تقول دكتورة آيات بابكر أحمد مسؤولة تعليم اللاجئين بوزارة التربية والتعليم الاتحادية أن عدد الطلاب الجنوبيين في جميع المدارس على مستوى البلاد ولم يتم حصرهم حتي الان ولكن هنالك مدارس تم تخصيصها للجنوبيين فقط وهي مدرستي الاسقوفية والأمل الاساسية بالحاج يوسف حيث يبلغ تعداد طلاب مدرسة الامل (1050) طالبة جلس منهم لامتحان الشهادة (138) بينما بلغ عدد طلاب مدرسة الاسقوفية (676) طالب جلس منهم لامتحان الشهادة (72) طالب اضافة الي ذلك فقد تم التصديق بمدرستين جديدتين هما مدرسة الرجاء والمستقبل تلك المدارس تخصص فقط للطلاب الجنوبيين.
إعتبارات إنسانية
يقول السفير عبدالله حسن عيسى مسؤول ملف الجنوب بوزارة الخارجية إنه قد تم معاملة الجنوبيين عقب الانفصال معاملة المواطنين السودانيين بالرغم من أنهم أصبحوا أجانب بتغليب خيار الإنفصال، لكن نسبة للظروف التي كانت تمر بها الدولة الوليدة ولاعتبارات إنسانية فقد رحبت حكومة السودان بمعاملتهم كالمواطنين الأصليين، ولكن من الواضح أن حكومة جنوب السودان لم تقدر هذا الجانب وظهر ذلك جلياً من خلال معاملة المواطنين السودانيين بصورة سيئة في دولة جنوب السودان الذين واجهوا كثير من المضايقات وصلت الي محاكماتهم قضائيا وسرقت ونهب ممتلكاتهم. وفي المقابل وفرت حكومة السودان للمواطن الجنوبي خدمات الصحة والتعليم والعمل والتنقل والحركة والامن، ولم تزل دولة الجنوب تقدم الدعم للحركات المسلحة وتتماطل في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وكشف السفير أن أعداد الجنوبيين الموجودين في ولاية الخرطوم والذين تم حصرهم (300) ألف جنوبي، مشيراً إلى أن هنالك أعداد أخرى لم يتم حصرها إلى الآن.
من المحرر:
السماح للاجئي جنوب السودان أن يمارسوا حياتهم بين المواطنين كما كان قبل انفصالهم عن السودان أدى إلى تدفقهم بأعداد كبيرة داخل المدن خاصة العاصمة وحواضر الولايات المتاخمة للجنوب بدرجة جعلت الولايات تعاني من إضافة تكاليف إضافية مما تسبب في إعاقة النمو الاقتصادي وإرباك الأسواق والتسبب في تدهور الأوضاع البيئية وظهور كثير من الأمراض والآثار الصحية السالبة إضافة إلى انتشار الجرائم التي شكلت مهددات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية على بعض المناطق.
تحقيق: ايمان مبارك
(smc)
(smc)