شهدت اسعار الدواء في السودان في الآونة الأخيرة إزدياد في الاسعار رغم زيادة عدد الصيدليات بالمدن والأحياء في الولايات المختلفة ، فلا توجد تسعيرة موحدة للأدوية بل يختلف سعر الدواء من صيدلية لأخرى ولمناقشة هذه القضية المهمة استطلعت (سونا) عدداً من المواطنين للإدلاء بآرائهم فقالوا :
المواطن بشير عبد الرحمن قال : “إن مشكلة عدم توحيد أسعار الأدوية بالصيدليات فيه استفهامات كثيرة فهل الذين يبيعون هذه الأدوية هم متخصصون في مجال الصيدلة أم هم بياعون فقط ؟ ولو كانوا بياعين فقط فهذه مشكلة كبيرة فأنا شهرياً أشتري لوالدتي حبوب الضغط ولاحظت أيضاً أنه لا توجد أسعار ثابتة وبعض الصيدليات أسعارها موحدة والأخرى أسعارها مرتفعة وغالية فما هو السبب ؟”
من جانبه أضاف المواطن يس الفاضل :” إن ظاهرة عدم توحيد أسعار الأدوية ظاهرة حقيقية تتأثر بها كافة شرائح المجتمع فأدعو المسئولين لوضع الحلول الناجعة لهذه المشكلة حتى تستقر الاسعار .
اما المواطن يوسف محمد أحمد اوضح أن ظاهرة اختلاف أسعار الأدوية أصبحت مرهقة للمواطن لأنه يتعب كثيراً لإيجاد السعر المناسب لظروفه المادية ونحن في مدينة بركات لاحظنا هذا الاختلاف في المراكز الصحية وأناشد المسئولين بالمحليات للمراقبة وتعيين أختصاصيين في مجال الأدوية .
المواطن محمد عبد الغفار الدخري دعا الجهات المسؤولة الى عدم المجاملة في حقوق المواطنين ويقول “كل شيء يهون علينا إلا التفريط في صحتنا”.
فيما أقر المواطن مجتبى معتصم الرباعي باستفحال هذه الظاهرة بالرغم من تضارب الأسعار بالصيدليات هنالك العديد من الأدوية لا توجد إلا بالبحث المتواصل وأتمنى أن تكون الصيدليات بالأحياء والقرى تعمل على مدار ال 24 ساعة خدمةً للمواطنين وأناشد الجهات المسئولة بالزام الصيدليات العامة والمراكز الصحية بضرورة عمل ديباجات توضح أسعار الأدوية على الصناديق.
كما أكد المواطن طارق مجذوب وجود الظاهرة والتي وصفها بالخطيرة لأنها تتسبب في معاناة كبيرة للمواطنين وقال ذهبت عدة مرات لشراء بعض الأدوية ووجدت فيها اختلافا في الأسعار ولا أدري ما هو السبب ؟
وارجع الأستاذ متوكل مبارك صاحب صيدلية السودان الجديد (مدني) ارتفاع أسعار الأدوية لارتفاع أسعار الدولار وأن أسعار الأدوية تأتي إلينا بفواتير ثابتة من الشركات .
وأبان الأستاذ أيمن محمد صاحب صيدلية (أبرار) بود مدني أن تضارب أسعار الأدوية يرجع لارتفاع الدولار وعدم توحيد الأسعار يرجع إلى أن هناك بعض الصيدليات تشتري أدوية بكميات كبيرة وتضع أرباحاً بسيطة عكس الأخرى التي تشتري كمية بسيطة وتكون أسعارها مرتفعة قليلاً.
فيما عبر الدكتور الصيدلي علي حسنين (صيدلية عمران بود مدني ) عن رأيه قائلاً : ” إن تضارب أسعار الأدوية يرجع لعدم استقرار الدولار وأكد أن أسعار أدوية الشركات العالمية الأمريكية والأوربية ثابتة في جميع الصيدليات ولا تتغير إلا بتغير الدولار وتذبذب الأسعار دائماً يأتي من الشركات الهندية والسودانية والعربية .
ووافق الدكتور حسام بابكر صيدلي هذا الحديث مؤكداً أن هناك العديد من الصيدليات تشتري الأدوية بكميات كبيرة مما يجعلها تعمل على تخفيض الأسعار نسبة لزيادة الطلب وبذلك تكون أسعارها رخيصة عكس الصيدليات التي تشتري كميات قليلة وتكون أسعارها عالية . ولكي تظهرالصورة أكثر وضوحاً للمواطنين لهذه القضية المهمة التقت (سونا) بالدكتور علاء الدين يوسف ميرغني مدير توكيلات ود مدني الطبية فقال : ” إن الأسباب الرئيسة في عدم استقرار أسعار الأدوية لارتفاع أسعار الدولار وكذلك هناك بعض الصيدليات تقوم بشراء أصناف كثيرة من الأدوية مما يجعل الشركات تقوم بتخفيض الأسعار فتكون أسعارها منخفضة في الصيدليات على خلاف الأخرى فيكون الفرق بسيط في الأسعار وأبان علاء الدين في حديثه أن الشركات تدفع الكثير من الأموال للدولة من زكاة ونفايات وضرائب وغيرها من الخدمات وتهيئة المكاتب بمواصفات معينة، وقال أن الحلول يمكن أن تكون في خروج الدولة من بيع وشراء الأدوية (الإمدادت الطبية) والتزامها فقط بتوفير الأدوية التي لا تستطيع أن توفرها الشركات وكذلك دخول التأمين الصحي كمشتري للأدوية عبر العطاءات مما يضعف عمل الشركات. وختم حديثه بان السبب الرئيسى لاختلاف الاسعار وتذبذها ارتباطها بسعر صرف العملات الاجنبية.
(سونا)