السبت، 30 مايو 2015

هاشم كرار.. اعتدت على ذلك البلدوزر.. يا ناس!

للمكان روح، وروح الإنسان- مثلما تأتلف مع روح آخر.. آخرين، تأتلف بروح المكان.

نهنهة الرجال بالبكاء، تنهنه رجال، ولن أنسى ما حييت، نهنهة صديقي وزميلى في الوطن، الأستاذ حبشي رشدي، وهو يخطو آخر خطواته، باتجاه باب الخروج، من المكان الذي كان جزءا أصيلا فيه.. وكان جزءا من روحه الشفيفة، وقلبه الأبيض، وضميره الذي لا يزال في سن اللبن.. وكان جزءا من ذهنه الوقاد، وكل ذرة في أعصابه، وكان شاهدا في كل الفصول على عطائه الصحفي الثر، الغزير.

نهنهت عينا حبشي. تساقطت- رغما عنه- دموعه.. دمعة من وراء دمعة، ونهنهت عيون زملائه، وأجهش المكان.

لئن تفارق، هو أن تموت بعض الشيء.

تذكرت هذه الجملة، وصديقي حبشي، يغالب غصة. ربتُ على كتفه، وأنا أدعو له- سرا- بجامع علاقتي برب الناس، أن يطيل عمره، ويجعل له في كل خطوة يخطوها في وطنه- أم الدنيا- سلامة وابتسامة، ورزقا طيبا، وظلا وريفا، ممدودا.

لا، لا. روح حبشي، لم تأتلف فقط بـالوطن المكان، وإنما ائتلفت، بكل ذرة من ذرات هذه الأرض الكريمة الطيبة.

تخيلتُ- وحبشي يحاول عبثا أن يزيح عبرة راحت تطعن في القلب- كل ذرة في قطر كلها، تنهنه، وتحاول عبثا أن تزيح عبرات.

تعرفه قطر، بشعره الأشيب الجميل، وقامته التي بين بين، وجسده الممتلئ في تماسك، وسياراته: الألمانية الحمراء، من طراز أودي، ثم المرسيدس الزرقاء، فنيسان البيجية، وهو يزرع مساحتها الجغرافية، يلهث من تحقيق لتحقيق، ومن خبر لخبر، لا يفتر، ولا يكل، ولا يمل، ولا يبدي ضجرا، ومهنته في الأساس هي مهنة سد جوع المطبعة التي تدور وتدور!

كنتُ أطلق عليه اسم البلدوزر.. وكان يبتسم في حياء، وهو يلملم من داخل سيارته ورقا، أو يزحمها بالمزيد من الورق.. وكان حين يتكلم عن تاريخ هذه المنطقة من مناطق قطر، أو تلك، كنتُ أعرف تماما، أن التاريخ هو الذي يتكلم، بلسان قطري صميم.

كان أرشيفا.. وكان ذاكرة.. وكان مرجعا مهما، وكان يكتب على رائحة الشيشة، في قهوة أم كلثوم، مع تحيات كل داخل- بـ أستاذ حبشي- ومع سلامة كل من عبأ الرأس، بحجر حجرين!

خطا باتجاه الباب الخلفي، وهو يمسح دموعه. ظل يفتش عن سيارته في الأمكنة التي اعتاد أن ( يبركنها) فيها.. فجأة تذكر أنه شحنها، في اليوم السابق، إلى مصر!

العادة، لا تفارق أياً منا.. وصديقي اعتاد.. ولئن كان جميلا جدا على المرء أن يعتاد على المكان ويعتاد المكان عليه، فإن ما هو مفجع حقا أن يغادر المرء هذا المكان!

فجعني رحيل حبشي إلى وطنه. لقد اعتدت على ذلك البلدوزر يا ناس! 

تجدد القتال في ولاية النيل الأزرق أدى إلى نزوح 30 ألف مواطن



قال مكتب الأمم المتحدة في السودان، إن وتيرة النزاع في ولاية النيل الأزرق المضطربة تزايدت بشكل ملحوظ خلال الشهر الحالي، مما أدى لعمليات نزوح واسعة النطاق وترحيل قسري بمنطقة «باو» التابعة للولاية، فيما نقلت تقارير صحافية أن زهاء 30 ألف نازح جديد يعانون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة، بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
وأبدى جيرت كابيليري، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة في السودان، قلقه العميق إزاء تقارير تفيد بحدوث موجات نزوح واسعة النطاق، بما في ذلك عمليات ترحيل قسري محتملة، في منطقة باو التابعة لولاية النيل الأزرق، وأجزاء أخرى من الولاية التي تشهد حربا بين القوات الحكومية، وقوات الحركة الشعبية – الشمال، منذ عام 2011.
وقال كابيليري، في بيان صحافي وزعه مكتبه في الخرطوم «أنا قلق جدا من هذه التقارير، ونظرا لارتفاع وتيرة النزاع في ولاية النيل الأزرق لا يزال المدنيون يتحملون وطأة هذا القتال، والاحتياجات الإنسانية في ولاية النيل الأزرق آخذة في الارتفاع، ومع ذلك لا يسمح في كثير من الأحيان لوكالات المعونة والمساعدة بأن تقيِّم الاحتياجات على نحوٍ مستقل، وتستجيب بناءً على ذلك في الولاية».
ودعا كابيليري الأطراف كافة لوقف القتال فورا، وللسماح لوكالات الإغاثة بتوصيل المساعدات للمحتاجين أينما وجدوا، ووقف المعاناة القاسية التي يتعرضون لها بسبب العمليات القتالية الجارية هناك.
ونقلت «سودان تريبيون» عن «مركز النيل الأزرق لحقوق الإنسان والسلام بمحلية باو في جبال الإنقسنا بولاية النيل الأزرق»، أن قوات حكومية نفذت هجمات على قرى بالمنطقة خلال شهر مايو (أيار) الحالي، أدت إلى نزوح قرابة ستة آلاف أسرة. وحسب الصحيفة فإن المركز طالب الحكومة بإجراء تحقيق حول أوضاع النازحين وعكس أوضاعهم في الإعلام المستقل، ومنحهم الحصانة للتحدث الآمن، وحث الهيئات الدولة للضغط على الحكومة السودانية، لتسمح بمرور المساعدات الإنسانية.
وقال التقرير إن ستة آلاف أسرة، أي قرابة 30 ألف شخص، نزحوا وتشتتوا في مناطق وقرى في الولاية، مشيرا إلى أنه وثق مجموعة شهادات من الفارين أكدوا فيها أن القوات الحكومية هاجمت ثلاث قرى، مما أدى إلى إحراق المنازل وتدمير مضخات المياه والمرافق الصحية والمدارس والأسواق، بجانب القضاء على المواشي وحرق المحاصيل.
واتهم التقرير قوات الأمن في المنطقة بالقيام بحملات اعتقال عشوائية بها طالت مواطنين، قالت إنهم ينتمون للحركة الشعبية - الشمال، ويتصلون بقواتها ويمدونها بالمعلومات والغذاء. وذكرت «تريبيون» أن النازحين يعانون أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة تتمثل في انعدام المأوى ومياه الشرب، والغذاء والدواء، وأن السلطات الصحية منعت المنظمات الإنسانية من الوصول للنازحين الجدد في جبال الإنقسنا، وتقديم الغوث العاجل لهم، وهو ما يدعو إلى القلق، وفق بيان منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان.

الشرق الأوسط

هذا المعارض من ذاك الطاغية!


لماذا فشل الكثير من المعارضات العربية في التصدي للأنظمة الفاشية التي ثارت عليها الشعوب؟ لماذا لم تستطع قيادة الثورات وتنظيم صفوف الشعوب الثائرة كي تنجز تطلعاتها وأحلامها في وقت أقصر، بدلاً من تركها تواجه أعتى الترسانات العسكرية الوحشية لوحدها كما في سوريا وغيرها؟ لماذا نجد صفوف الأنظمة الديكتاتورية التي تواجه الثورات أكثر تماسكاً من صفوف المعارضات ؟ لماذا تحول الكثير من المعارضات إلى عشائر وقبائل متناحرة أثناء الثورات وبعدها؟ لماذا لم تستطع أن توحد صفوفها لمواجهة أنظمة الطغيان والاستبداد وفلولها الساقطة والمتساقطة؟
الجواب بسيط جداً: لأن الكثير من المعارضات تحمل أمراض الأنظمة الطغيانية نفسها. فلا ننسى أن المعارضات المزعومة، وخاصة السورية، هي، في نهاية المطاف، نتاج الأنظمة السياسية والتربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لتلك الحكومات الديكتاتورية. ومن عادة الحمار أن يلد جحشاً، فيصبح لاحقاً حماراً كامل الأوصاف. ومن عادة الكلب أن يلد جرواً يصبح كلباً. ومن عادة النمر أن يلد نمراً. وهلم جرّا. لا يمكن أن يلد الثور حصاناً أصيلاً. وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضات، فهي في المحصلة النهائية مصنوعاً نظامياً.
لا عجب إذاً أنها الآن فقدت شعبيتها ومصداقيتها، وخاصة في سوريا. ونحن لا نتحدث هنا عن أحزاب المعارضة التي تنشط من داخل أقبية المخابرات في سوريا، فتلك مفضوحة ومكشوفة وليست بحاجة للفضح، لأنها من تأليف وإخراج الفروع الأمنية، وهي ملكية أكثر من الملك، لا بل إن أحد رموزها «المعارصين» الكبار ألف كتاباً بعنوان «الأسدية» يتغزل فيه بشبق شديد وشهوانية منقطعة النظير بـ»القائد التاريخي» حافظ الأسد إلى حد يخجل منه حتى حافظ نفسه، لكثرة ما فيه من تملق ونفاق وتذلل. بل نحن نتحدث هنا عن تلك المعارضات الخارجية التي من المفترض أنها تحررت من سياط المخابرات في الداخل، وأصبحت حرة وقادرة على ممارسة أبسط أساسيات الديمقراطية والحرية. لكنه، على العكس، ما زالت أسيرة الممارسات الاستبدادية التي تربت عليـــها قبل توجهها إلى الخارج. 
عندما تنظر إلى بعض جماعات المعارضة تجد أنها عبارة عن ملل ونحل متناحرة، لا بل شراذم وعصابات، لأنها تعتبر نفسها أفضل من الجميع. يعني هي وبس والباقي خس، تماماً كما يفكر النظام الفاشي الذي أنتجها. فكما أن النظام يعتبر نفسه قطعاً نادراً لا يمكن أن يجود الزمان بمثله، فإن معظم فصائل المعارضة تفكر بالعقلية نفسها. وبالتالي، بدل أن تهتدي بالوصفة الديمقراطية القائمة على قبول الآخر والتعاون معه من أجل المصلحة العامة، فهي تتناحر «كديوك الخُم». لا عجب أن يتساءل البعض: هل يحتاج النظام السوري إلى مؤيدين بوجود هكذا معارضين يجعلون الشعب يترحم على الديكتاتورية؟
لو كانت هناك معارضة سورية حقيقية لا تتنافس على القشور، ولا ترهن نفسها للقاصي والداني، ولا تتصارع كالأطفال الصغار، لكانت وفرت على الشعب السوري الكثير من المتاعب والمصاعب والكوارث. صحيح أن أمريكا لم تساعد المعارضة السورية، كما فعلت مع العراقية، لكن حتى لو ساعدتها، لكانت لدينا الآن صورة طبق الأصل عن المعارضة التي وصلت إلى الحكم في العراق، فهي جعلت العراقيين يترحمون على أيام صدام حسين، فبينما كان في العراق صدام واحد، وعدي واحد، وقصي واحد، صار الآن في العراق مئات الصدّامات والعُديّات والقـُصيّات بفضل المعارصين الذين وصلوا إلى السلطة على ظهور الدبابات الأمريكية، ثم راحوا يتناحرون على أشلاء العراق. 
إذا أردت أن تتعرف على عقلية المعارضات السورية مثلاً، ما عليك إلا أن تنظر إلى موقفها من الرأي الآخر، وكيف تقوم بتخوين وإقصاء كل من يقف في طريقها أو يعارضها. وهي مثل النظام الذي أنتجها، لا تقبل إلا بتسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين بالمائة من الكعكة.
ذات يوم قام أحد أعتى أنصار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بتأليف كتاب حول مسيرة الرئيس. وأثناء وجود الكاتب في إحدى «المضافات» سأله أحد الحاضرين: «وهل أنت مقتنع بكل كلمة قلتها في الكتاب يا دكتور «فايز»، فأجاب الدكتور: «أنا مقتنع بتسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين بالمائة مما قلته في الكتاب عن مسيرة السيد الرئيس.»، فرد السائل: «يعني أنت لست مقتنعاً مائة بالمائة»، وهنا أُسقط الدكتور فايز في يده، وتلعثم، وشعر أنه أخطأ خطيئة العمر، فكيف يتجرأ ويقول إنه مقتنع فقط بتسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين بالمائة مما قاله عن السيد الرئيس؟ وفعلاً، بعد تلك الحادثة، تم تسريح الدكتور من وظيفته وتجريده من امتيازاته وسيارته. لماذا؟ لأنه انتقص فقط ذرة طحين واحدة من المائة. 
هل يختلف الكثير من المعارصين والثورجيين السوريين في موضوع الاستبداد بالرأي والموقف من الآخرين واحتكار الحقيقة؟ بالطبع لا. وسأسوق لكم حادثة حصلت معي في الأسبوع الماضي، فمنذ أربع سنوات وأنا أقدم حلقات عن الثورة السورية لم أترك ثائراً سورياً ولا معارضاً لنظام الأسد من كل الأحجام والمقاسات إلا واستضفته. مئات الحلقات كلها كانت في صالح الثورة. وعندما استضفت شخصاً الأسبوع الماضي لمناقشة موضوع «داعش» بالرأي والرأي الآخر، ثارت ثائرة المعارصين والثورجيين السوريين، وراحوا يوزعون الاتهامات والتهم والتخوين لي يميناً وشمالاً، فقط لأن شخصاً دافع في الحلقة عن «داعش» في مواجهة شخص آخر مسح الأرض به.
سؤال لهؤلاء الثورجيين: كيف تختلفون أنتم عن نظام بشار الاسد الذي لا يريد سماع إلا صوته وصوت مخابراته وأبواقه، ولتذهب بقية أصوات السوريين في ستين ألف داهية؟ هل يُعقل أنكم نسيتم مئات الحلقات التي شاركتم فيها أيها المعارضون، وتذكرتم فقط حلقة يتيمة عن «داعش»؟ والسؤال الآخر: كيف تختلفون أنتم عن «داعش» التكفيرية الظلامية الاستبدادية الإقصائية الإرهابية التي تقصي كل الآراء المخالفة لها، وتكفرها، وترجم أصحابها؟ ألستم داعشيين بامتياز عندما تثور ثائرتكم لمجرد سماع مجرد رأي آخر من فصيل آخر على الساحة السورية، حتى لو كان داعشياً ظلامياً؟ كيف ستتصرفون مع مخالفيكم ومعارضيكم فيما لو، لا سمح الله، وصلتم إلى السلطة بهذه العقلية الإقصائية؟ هل ثار الشعب ليستبدل حماراً ببغل؟
صدق من قال: هذا الجرو من ذاك الكلب.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

د. فيصل القاسم

الخرطوم تستعد لحفل تنصيب الرئيس السوداني عمر البشير



الخرطوم-»القدس العربي» أياد كثيرة وآليات تعمل ليل نهار لتجميل العاصمة السودانية الخرطوم التي تستقبل في الأسبوع القادم 15 رئيسا عربيا وافريقيا يشاركون في تنصيب الرئيس السوداني عمر البشير لدورة رئاسية تمتد لخمس سنوات.
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود سيكون على رأس المشاركين، حسبما أعلن في الخرطوم، بجانب أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثان. وأشارت أنباء لحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رغم موجة الغضب من الحركة الإسلامية السودانية التي نددت بشدة وأدانت صدور أحكام بالإعدام ضد الرئيس المصري السابق مرسي وقادة الأخوان المسلمين بمصر.
وعلى مستوى الرؤساء الافارقة تأكدت مشاركة رئيس الوزراء الأثيوبي، هايلي ديسالين، والرئيس الأريتري، أسياسي أفورقي،وسلفا كيير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، والرئيس التشادي، إدريس ديبي. ويشارك أيضا في حفل التنصيب ممثلون لرؤساء كل من روسيا والصين وتركيا.
ويشارك رؤساء أكثر من عشر برلمانات عربية وافريقية والأمين العام للجامعة العربية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمين عام منظمة «الإيقاد»، ومنظمة الساحل والصحراء.
البشير، الذي يرأس الحكومة المقبلة بموجب فوزه في الإنتخابات التي أقيمت في نيسان / أبريل الماضي، ودّع وزراء الحكومة السابقة في آخر جلسة لمجلس الوزراء السوداني يوم الخميس الماضي. وسيتم تشكيل حكومة جديدة عقب الإنتهاء من مراسم تنصيبه وأدائه القسم يوم الإثنين القادم في أولى جلسات البرلمان السوداني الجديد.
ويلحظ مواطنو ولاية الخرطوم حركة دؤوبة في الشوارع والساحات لإستقبال الضيوف، اذ تم وضع لافتات ضخمة بها صور للبشير وترحيب بالضيوف مع تجديد طلاء الشوارع وهو ما لم يحدث عندما فاز البشير في الإنتخابات السابقة في 2010.
وأثارت مراسم التنصيب جدلا واسعا في الأوساط السودانية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر وثيقة ـ لم يتسن التأكد من صحتها – تشير إلى الطريقة التي يتم بها جمع تكلفة الاحتفالات، اذ تلزم رئاسة الجمهورية المؤسسات العامة والخاصة بدفع قيمة تحددها الرئاسة بخطاب رسمي، كما حدث لإتحاد أصحاب العمل السوداني الذي طلب منه دفع مليون ونصف المليون جنيه مساهمة في حفل تنصيب البشير.
وطبقا لبعض المصادر فإن الاحتفال سيشهد حشدا غير مسبوق على مستوى كيانات وفئات المجتمع السوداني على رأسها الإدارات الأهلية ومشايخ الطرق الصوفية والاتحادات الطلابية والشبابية.
المعارضة السودانية لم تصدر تصريحات بخصوص هذا الحدث، لكن صحيفة «اليوم التالي» السودانية كانت قد ذكرت أن لجنة تنصيب المشير البشير أعلنت مشاركة أحزاب وتنظيمات سياسية معارضة، لم تسمها، في حفل التنصيب. وقالت إن مشاركة هذه الأحزاب «ستكون مفاجأة»!
وفي تكتم شديد تتم مشاورات لتكوين الحكومة الجديدة. وكان البروفيسور ابراهيم غندور، مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم، قد اشار في حوار تلفزيوني إلى أن الحكومة القادمة ستكون حكومة شراكة مع القوى السياسية التى خاضت الانتخابات، مضيفا أن هذا ما تم الاتفاق عليه مع شركائهم فى الحكومة حتى قبل الانتخابات. وأوضح أن الفيصل سيكون هو حجم هذه الاحزاب فى الانتخابات الاخيرة وما يفضى اليه الحوار معها. وقال: «نحن نرغب فى تنفيذ برنامجنا الانتخابى الذى قدمناه للمواطن وهو استكمال النهضة ولدينا فى ذلك كثير من البرامج».
وأثارت الإنتخابات التي أجريت في ابريل الماضي جدلا كثيف لا يزال مستمرا حتى اليوم وبلغت نسبة المشاركة 46.4%.
وفاز البشير بالرئاسة من دون أي منافسة واكتسح حزبه مقاعد البرلمان بـ323 مقعداً من مجموع 426 مقعداً، يليه المستقلون الذين حازوا على 25 مقعداً، وجاء الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ثالثاً بـ19 مقعداً، والاتحادي الديمقراطي 
رابعاً بـ15 مقعدا.
وحظيت انتخابات السودان بمشاركة العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والتي أشاد أغلبها بالعملية الانتخابية. لكن دول الترويكا والاتحاد الأوربي شككت فيها وأكدت فشل الحكومة السودانية في خلق أجواء مواتية لعقد انتخابات حرة ونزيهة. وأشارت إلى إن القيود المفروضة على الحريات السياسية التي تتعارض مع الدستور السوداني، وعدم وجود حوار وطني ذي مصداقية، واستمرار النزاع المسلح في مناطق الهامش، من أهم الأسباب التي أدت لضعف المشاركة في الانتخابات.
هذا الموقف عده الكثيرون عدم إعتراف مبكر بنتيجة الإنتخابات التي خاضها حزب البشير بدون أية منافسة بعد إنسحاب الأحزاب الكبرى واتهامها للحكومة بإفشال الحوار ودعوتها لإسقاط النظام السوداني.


صلاح الدين مصطفى

ديكان مبدعان يتصارعان: الفيتوري وقباني

الفيتوري
نزار قباني

أخط هذه السطور بمناسبة رحيل الشاعر محمد الفيتوري مؤخرا، فالنهايات تذكرنا بالبدايات. التقينا نزار قباني وأنا بالشاعر الفيتوري للمرة الأولى في سهرة أدبية في منزل سفير السودان في بيروت يومئذ الأديب مصطفى مدني وزوجته عايدة كريمة المفكر الأديب جمال محمد أحمد (الذي كان يومها سفيرا للسودان في لندن).
ومنذ اللقاء الأول بين نزار والفيتوري الراحل منذ أسابيع، شعرت بأن كهارب المودة لم تصبغ صلتهما بل النفور المتبادل.
نزار كان طويل القامة أزرق العينين بالغ الوسامة والأناقة، تحيط به الجميلات وهو الذي «فصل من جلد النساء عباءة، وعمر أهراما من الحلمات» كما يصف نفسه في إحدى قصائده. إنه «الطاووس الأجمل» والفيتوري «غراب متوحد». ولأنني أحب قصائد الفيتوري كنت (أخون) قرابتي العائلية ونزار لأجلس إلى جانب الفيتوري الزنجي قصير القامة الأقرب إلى بشاعة الوجه لكنه يصير جميلا حين يقرأ قصائده ويشع من عينيه ضوء قمري.

الشجار الودي
الشعراء الفخورون بأنفسهم يكره بعضهم بعضا حين تصطدم كواكب (الأنا) لديهم.
وسهرة بعد أخرى (فقد كنا نزار والفيتوري وأنا من الضيوف الدائمين في تلك السهرة الأدبية الراقية الأسبوعية) ولقاء بعد آخر نضجت علاقة الكراهية المتبادلة بينهما، لكنها كانت كراهية (أفلاطونية) على وزن «الحب الأفلاطوني» دونما إعلان عنها أو ممارسة لشعائرها بالأذى حتى اللفظي. وكنت أشعر بأن جوهر تلك الكراهية المتبادلة بإخلاص نادر. تعاليهما على بعضهما.
الفيتوري الشاعر، صاحب دواوين: أغاني أفريقيا ـ عاشق من أفريقيا ـ اذكريني يا أفريقيا ـ أحزان أفريقيا وسواها، والفخور بزنوجته لفظيا على الأقل، كان يلمح إلى أن نزار ليس أكثر من شاعر عادي لكنه النجم الاجتماعي» مما يجلب له الشهرة بصفته شاعر التغزل بالمرأة. والفيتوري هنا يظلم نزار (الشاعر الكبير).
أما نزار فكان يقول لي وأنا أقود سيارتي لإيصاله إلى بيته بعد السهرة في طريقي إلى «وكري»: الفيتوري شاعر من الدرجة الثانية، معقد من شكله ولونه، ويضيف: أما (أفريقياته) فهي تعبير مرضي عن عقدته التي تتحكم به ويحاول تجميلها إنسانياً. وكنت أقول لنزار إن الله وحده يعلم ما في الصدور، كما كنت أدافع عن شعر الفيتوري.

تبادل الأدوار بين الفيتوري ونزار!
إتقان نزار والفيتوري لفن الكراهية جعلنا في تلك السهرات نشهد استعراضا جميلا للإبداع. وكروائية كنت استمتع بالمشهد الإنساني النادر لألوان الغيرة والكراهية في الطبيعة البشرية، الرمادية قليلا أو كثيرا والبريئة من البياض المطلق.. والسواد الناصع.
وهكذا كانا يتبارزان في السهرة لا بالسيف والترس بل بالقصائد وكان صراع الديكة بينهما أبجديا. وعلى سبيل النكاية بنزار، كان يحلو للفيتوري ان يقرأ لنا قصيدته الغزلية الجميلة جدا بإلقاء بصوته الأفريقي الحار، كصوت عراف القبيلة وكاهنها:
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه
ورقصت بلا ساق
وزحمت بطبولي وراياتي الآفاق
عشقي يُفني عشقي وفنائي استغراق
مملوكك أنا
لكنني سيد العشاق..
ويكرر عبارة «لكنني سيد العشاق» كما لو كان يتحدى نزار.
ويقبل نزار التحدي ولعبة تبادل الأدوار فيلقي بقصيدة إنسانية وطنية والحضور في السهرة ثملون بالشعر الجميل.
ثم يقرأ نزار لنا شعراً إنسانياً في المرأة مزايداً بذلك على (الديك الفيتوري الآخر) قائلا:
ثقافتنا فقاقيع من الصابون والوحل
فما زالت بداخلنا رواسب من أبي جهل
نرجع آخر الليل،
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمس
بلا شوق ولاذوق ولا ميل
ونرقد بعدها موتى.
ونتركهن وسط الناروسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل بنصف الدرب نتركهن….
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا، وصك زواجنا معنا
وقلنا الله قد شرّع
ليالينا موزعة على زوجاتنا الأربع
ويرد الفيتوري بقصيدة ويشتعل الليل بالإبداع بين طفلين أبجديين مبدعين يتشاجران…

علاقات ملتبسة
الصداقات اللدودة بين المبدعين كانت دائما مليئة بالصواعق والبروق والوعود والحب/الكراهية، كما في علاقة غوغان وفان كوخ وعلاقة جبران من جهة، وميخائل نعيمة وسعيد عقل من جهة أخرى. وكانا يغاران منه ويزعمان ان مرد نجاحه ليس لإبداعه بل لهجرته وكتابته بالإنكليزية. هنالك أيضا وصلة المبدع البريء موزارت مع موسيقار البلاط الرديء سالييري الذي غار منه وحقد على إبداعه، وكانت تلك الصلة وحياً لفيلم رائع هو «أماديوس» حيث «المزمار المسحور» لموزارت والغيرة السامة من سالييري. والأمثلة تطول وبوسع ناقد تأليف كتاب مشوق عن العلاقات الملتبسة بين المبدعين التي تبلغ حدود الأذى أحياناً.
وقلما تصفو سماء علاقة كما حدث بين شيللي وكيتس، وهما شاعران كبيران. وقد علمت بعلاقتهما الجميلة الإنسانية مصادفة حين كنت اتسكع في «ساحة إسبانيا» في روما وقرأت بطريق الصدفة لوحة تقول:
هنا عاش الشاعران شيللي وكيتس. (وكان أحدهما مريضا والآخر يعتني به).
ولكن ذلك نادر. كأنه الاستثناء الذي يؤكد القاعدة: وهي لعبة صراع الديكة التي لا تخلو من أديبات نساء يقارعن بموهبتهن ذكور الأدب ويربحن جولات.
ومن أطراف حكايات الغيرة الأدبية ما حدث بين يوسف إدريس ونجيب محفوظ حين فاز الثاني بجائزة نوبل، اشتعل يوسف إدريس غيرة ولإنه إنسان طيب وصريح وبريء كطفل لم يُخْف ذلك، وأعلن غضبه على صفحات الصحف وكان مقتنعا بأن جائزة نوبل يجب ان تذهب إليه. وبعدها نال إدريس جائزة عربية مجزية ماليا لكنه نالها مناصفة مع كاتب آخر، ومن جديد أعلن غيرته وغضبه على صفحات الصحف… واتطلع إلى كتاب نقدي يتناول عشرات الحكايات المشابهة من الشرق والغرب، فالمبدع طفل كبير، والبعض لا ينجح في إخفاء هذه الحقيقة!


غادة السمان

الصحة الاتحادية تحتفل بعد غدٍ باليوم العالمي لمكافحة التبغ



الخرطوم (سونا)-يحتفل البرنامج القومي لمكافحة التبغ بوزارة الصحة الاتحادية بعد غدٍ الأحد ذلك بالساحة الخضراء باليوم العالمي لمكافحة التبغ ، الذي يصادف ال31 من مايو من كل عام ، برعاية الأستاذ بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة الاتحادي وتشريف بروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم ووزيري الشباب والرياضة والتربية والتعليم تحت شعار (أوقف التبغ أحفظ نفسك ووفر مالك).
وقال المنسق القومي لمكافحة التبغ بوزارة الصحة الاتحادية ان الاحتفال يحتوي علي سباق ماراثون بالساحة الخضراء ومعرض وعيادات للإقلاع عن التبغ ومخاطبات وفقرات غنائية ومسرحية ، مشيرا إلي ان الشعار العالمي لهذا العام (وقف الاتجار غير المشروع والتهريب للتبغ) ، وأضاف ان احتفال هذا العام ركز علي طلاب الجامعات ، واختتم بمؤتمر علمي لروابط كليات الطب بجامعة الخرطوم لعكس المخاطر الصحية لتعاطي التبغ وسط شريحة الطلاب ، إضافة لرفع الوعي والتثقيف الصحي والذي يستهدف به المجتمع عبر منظمات المجتمع المدني واتحاد الشباب الوطني.

خبيرة التجميل “سماح تبيدي” :المرأة مواكبة لصيحات التجميل



شابة تعمل بسياسة مكياج الروح أولاً، لا بل العقل . إدارية ناجحة من الطراز الأول بلمسات أنثوية وبمساحيق ذات ألوانٍ هادئة،  كانت ونستنا  مع “سماح صديق تبيدي” خريجة  إدارة الأعمال  بجامعة الأحفاد، تلقت العديد من  الكورسات في فن المكياج والتجميل ، ولديها آراء براقة في فن مكياج المرأة  فإلى مضابط الحوار:
{بداياتك التجميلية ..ولمسات كريم  الأساس في حياة “سماح تبيدي” ؟
-علاقتي بالتجميل بدأت كهواية قبل دراستي لإدارة الأعمال وأشعر بميولة تام لها وكنت أمارسها بصورة شخصية ..
{ماذا أخذتي من إدارة الأعمال لدنيا التجميل ؟
–    أدير الكوافير بكل بساطة  ومهارة وقد أعطتني إدارة الأعمال دافعاً للتطور وخبرة ودراية بالأمور الإدارية وأنوي افتتاح (أكاديمية لتعليم المكياج) و(التساريح).
{يلاحظ أن هناك طفرة في دنيا التجميل عالمياً .. والسودان على بعد خطوات قريبة منها.. إلى ماذا تعزين ذاك النجاح؟
-فعلاً .. استطاعت المرأة السودانية المواكبة لأنها تشاهد قنوات ومجلات عالمية ساعدتها في المواكبة والاستفادة من طريقة التساريح والمكياج  وعلاج البشرة وعمل الـ( نيولوك).
{هل تلجأن كخبيرات تجميل  لبعض المواد التي تساعد في تجميل المرأة السودانية قديماً مثل ( دهن الكركار) وخلافه؟
–    أبداً .. نحن نلجأ للزيوت الطبيعية مثل (زيت اللوز)، (السمسم)، (الخروع) وذلك  لتثبيت وتطويل الشعر والرموش والحواجب وخلافه… لكننا بعيدون عن المستحضرات القديمة  سوى القليلات منا.
{هناك بعض الأقاويل عن قلة اهتمام المرأة السودانية بنفسها ..   .ماقولك؟
–    أبداً. (نضيفات جداً وبحبن الجِيهة . الكبار على الصغار. وهناك نساء من مختلف الأعمار يأتين للحمام المغربي وحمامات الزيت العلاجية . بمناسبة ودون مناسبة،  وكمان في نسوان بجوني هنا في الكوافير بكونوا ماقادرين يطلعن السلم. عشان يفاجئوا  الأزواج بأشكالهن الجديدة.
{    وبعد هذا المجهود المضني .. لا توجد تعبيرات محفزة من قبل الرجل .. هذي شكوى الكثيرات منهن؟
–    مع الأسف نعم .. ودي حاجة ما إنسانية منهم إطلاقاً
{المكياج الصارخ  يزعج الرجل .. ماقولك؟
–     فعلاً يجب القيام بمكياج متوازن وحسب ملامح الوجه .. وعدم التغيير في الملامح الحقيقية .. بل  المعالجات الطفيفة الهادئة التي تعكس الشكل الحقيقي.
{نصائح توجهينها للنساء ؟
–    عدم استخدام الكريمات التي تحتوي على  (الكورتيزون) والبودرة والفاونديشن ذات الدهون العالية، لأنها تؤثر على البشرة  خصوصاً في الشمس ويجب استخدام الواقي الشمسي حتى يقلل من نسبة الضرر.
{مكياج العروسات و(الآوت دور)..الجو في السودان لا يسمح؟
–    نحن كخبيرات تجميل نستخدم مستحضرات أصلية جداً وماركات عالمية بإمكان العروس المحافظة على المكياج لمدة(72) ساعة من (4) ظهراً وحتى الصباح ، لذلك آنا أنصح الفتيات بعدم شراء  المستحضرات ذات الماركات غير الجيدة، لأنها تسبب مشاكل في البشرة وأغلب أنواع (البدرة) الموجودة بالسوق غير أصلية  لكن بالمقابل هناك أنواع أسعارها معقولة، تكفيهن شر الإنفاق على علاج البشرة بعد ذلك.
{“سماح” ..لمسات تجميلية على بعض الزبونات من المشاهير والنجوم؟
–    الفنانة “هبة جبرة”، “عوضية عذاب”، “ندى الردمية”، “جدية عثمان”، والمذيعة “أسماء أبو بكر ” والعديد من المسئولات.
{حسب خبرتك حدثينا عن مكياج المذيعات؟
–    يجب أن يختلف لأنها تواجه أكبر عدد من الانتقادات و الشاشة ما بترحم.
{    هناك الكثير من الحديث وبعض المواقف عن  سوء معاملة بعض صاحبات الكوافيرات؟
–    أبداً .. هناك القلة لكن أغلب عمل صاحبات الكوافيرات يعتمد  في تسويقهن وعملهن على التعامل الجيد في كسب الزبونات، بل هناك من يأتين وليس في بالهن الطلة الجميلة بل المعاملة الجيدة والاهتمام الخاص.
{    لمسة أخيرة؟
-أتمنى للمرأة السودانية أن تتصدر مجلات وبيوت التجميل العالمية.


المجهر السياسي